المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الأقتصاد وقضايا المجتمع
سقيفة الأقتصاد وقضايا المجتمع كل ماله علاقه بالأمور الإقتصاديه وأمور المجتمع ، ومحاربة الفساد والمفسدين بالأدله والبراهين !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


يمانيو المهجر.. صراع الهوية وقسوة اللا إياب

سقيفة الأقتصاد وقضايا المجتمع


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-05-2008, 02:26 AM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي يمانيو المهجر.. صراع الهوية وقسوة اللا إياب


يمانيو المهجر.. صراع الهوية وقسوة اللا إياب

الكاتب : أنور العنسي - الحدث

مهاجرون في جميع جهات الأرض وفي مجاهل كل القارات، مغتربون في أقاصي الدنيا وغرباء في شوارع العالم يكدون تحت شموسه اللاهبة ويكدحون في صقيع أمطاره السوداء .. يمانيون عند كل منعطف وتحت كل سماء، عابرون هنا مقيمون هناك، قدماء وجدد، عمالٌ، بحارةُ، ومهنيون بارعون عزّت عليهم لقمة العيش في الوطن شأنهم شأن أطباء، مهندسين، ذوي خبرات وكفاءات علمية آخرى استضعفها التسلط ودفع بها الإستبداد قسراُ بعيداً عن الدار والأهل والوطن..

ينتشرون في كل زمان لا زمن فيه لهم تتوزعهم مدن ومجتمعات لم تكن يوما لهم ولن يكونوا في الغالب أبداً لها أو جزءا من نسيجها، بعض هؤلاء يصيب حظاً في الغربة بينما تذوي في الصمت حيوات غالبيتهم ويطوي القهر أعمارها في لفائف التيه والنسيان. في مغترباتهم الممتدة من أقصى الغرب الأمريكي الى أرخبيلات اندونيسيا والصين تحزنك حكاياتهم ويحز في نفسك راهن أحوالهم فأخبار الوطن الطافحة بحوادث القتل والعنف والإختطاف وفضائح الفساد والتسيب والفوضى لاتبدو مشجعة لبعضهم على العودة مجازفا بما بات يلوي عليه من تعب العمر وكد السنين بينما تزداد معاناتهم اكثر في جحيم عالمٍ متغير تشتد فيه ضغوط العيش في كثير من بلدانه وتتبدل فيها النظرة الى الأجنبي حتى وإن كان يحمل ذات العقيدة والمثل والأفكار.. في أحد أكثر الأحياء عنصرية في ليفربول شمال غرب بريطانيا إخترقت رصاصات الكراهية قبل أسابيع جسد عبده سعيد الصلوي اليمني الوديع صاحب دكان بيع الصحف، إنشغلت الصحف البريطانية بالأمر حتى تم اعتقال الجاني، لكن الحادث مرّ على الصحافة اليمنية كما لو أنه لايعني أحدا.

لعل مقتل عبده سعيد ذكّر بموت يمنيين عديدين إغتالهم عنصريون ولصوص مجرمون في هارلم وبروكلين وشوارع خلفية أخرى في نيويورك وبافلو وشيكاغو وسان فرنسيسكو ولم يسمع أحد ماذا جرى بعد .. اما المهدرة آدميتهم وحقوقهم من يمنيي المهجر فلا تكاد تخلو منهم سجون الدنيا ومعتقلاتها بدءأ من غوانتانامو حيث يقال ان السلطات اليمنية ترفض استلام العشرات منهم لتبقيهم ورقة في مناوراتها السياسية مع واشنطن الى سجون أكثر بلدان الجوار العربي وحتى اريتريا ودويلات أمراء الحرب في الصومال..!! آلافُ من الشابات والشبان اليمنيين يكابدون في مغترباتهم بقسوة بالغة أزمة هوية وصراعاً مزدوجاً بين الإنتماء الى ثقافة وقيم بلدان المهجر أو التشبث بتقاليدهم وبهويتهم الأصلية، ليس ثمة مساعدة من سفارات او مراكز ثقافية لبلادهم في المهجر تعينهم على مواجهة ذلك. الشعور بالإنتماء الى الوطن يبدو آخذاً في التلاشي لدى أبناء صديقي الأكاديمي في إحدى جامعات ويلز 'لاجدوى من أخذهم كل سبت الى مدرسة عربية في لندن، فلا أمل أن يعودوا في يوم ما للإستقرار في اليمن' هكذا بمرارة يقول هذا الصديق أما زميلة مثقفة تقيم في أمستردام فتقول إبنتها ذات العشرين عاماً بعد أن عادت من اليمن برفقة والدها وأخيها 'ثمة واقع غامض ومستقبل مجهول . لاندري الى أين سنعود؟'.

هنا وهناك ترى شيوخاً طال بهم الغياب عن اليمن وتقطعت بهم سبل الإياب إليه، ما إن تجلس الى جوار أحدهم حتى يلفك شريط ذكرياته في دوامة من الأحزان والشجون . أخاديد وجه الحاج ق. ع تحكي قصص 45 عاماً من عذابات الغربة في شرقي كينيا لكن الأسوأ من الآم الغياب عن الوطن ـ كما يقول - صعوبة العودة الى وطنٍ 'يتربص بك فيه المتسلطون والغرماء ولصوص الأراضي وأدعياء الثأر منذ اللحظة الأولى التي تطأ فيها أقدامك أرضه'.. مغترب يمني آخر لاينسى في ختام تذمره من أحوال البلد أن يردد 'لكنها وطن' أما أستاذ جامعي حاصل على الجنسية الإسترالية فلايزال شعاره منذ زمن 'لامكانة ليمني في وطنه!' يؤكد هذا عالمٌ صديق آخر هاجر الى أمريكا ونال شهادتي دكتوراه من أفضل جامعتين فيها لكنه عاد من اليمن الى مغتربه خائبا إذ لم ترق شهاداته لبعض المتنفذين في دوائر المحسوبية والمحاباة، يتمتم بقوله 'لايهم هناك ماذا تعلمت وماذا تعرف فالمهم هو .. من تعرف؟' ..! قبل سنوات في مارسيليا جنوبي فرنسا ترك عجوز يمني رائع التحق بالجيش الفرنسي في جيبوتي في ثلاثينيات القرن الماضي وتعرف أثناء خدمته العسكرية في فيتنام بحاكمها الفرنسي المتمرد الرائع الروائي الشاعر وعالم الآثار أندريه مالرو .. ترك هذا العجوز في ذاكرتي كلمات عصيةً على النسيان ' نهاجر كي لا نقتتل على كسرة خبز، نحن قومٌ لانحتاج الى حربٍ كي ننزح'..!!

* كاتب وصحافي مقيم في بريطانيا

نقلاً عن القدس العربي
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مشروع استقلال الجنوب لايمكننا الوصول الية بمعزل عن تجذير ومفهوم الهوية الجنوبية في قاسم المنصوب سقيفة الحوار السياسي 1 11-25-2009 05:02 AM
مشروع استقلال الجنوب لايمكننا الوصول الية بمعزل عن تجذير ومفهوم الهوية الجنوبية قاسم المنصوب سقيفة الأخبار السياسيه 1 11-25-2009 03:08 AM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas