سنة الحياة إن تعيش المجتمعات في حركه متصلة وان تتطلع إلى مستوى أفضل ونظام أكمل وهي في سعيها إلى غاياتها تصطدم بعقبات تحد من سيرها وتثقل خطاها ، ولكل مجتمع في معالجة مشاكله أساليب وطرق متباينة باختلاف نوع المشكلة ومصدرها .
من بين المشكلات التي أخذت تحد من سير مجتمعنا وتثقل خطاه ظاهرة استغلال النفوذ التي اكتسبت خطورة وأهميه وأصبحت الحاجة ملحه إلى معالجتها ووضع حدا لها . وتعود خطورة ظاهرة استغلال النفوذ إلى وجود بعض من لهم مكانه متميزة في المجتمع وبروز آخرين بسبب مهماتهم الوظيفية أو انتماءهم إلى بعض إلا حزاب أو الحركات ومنهم من استغل مكانته لتحقيق مبتغاة ، وقد يعمد بعض هولاء إلى استغلال نفوذه لتحقيق منافع له أو لغيره ، وفى أكثر إلا حيان يتحقق المقابل على حساب الآخرين وإذا استشرى ذلك فانه قد يصل إلى درجه يضطرب فيها نظام ألدوله ، وتتضرر ألمصلحه ألعامه إذ يتم استغلال النفوذ وتخطى القوانين السماوية والقوانين ألوضعيه والتي ما وجدت ألا لتحقيق ألمصلحه ألعامه وكذلك يؤدي إلى انتفاء العد اله ، فمن كان لديه نفوذ تمكن من تحقيق مبتغاه ومن عجز عن ذلك تعطلت أموره . إن الإحساس بانعدام المساواة والعد اله تودي إلى تولد الأحقاد والظلم الاجتماعي الذي بدوره يعد من الآفات الخطيرة التي تهدد المجتمع بالانهيار ، ولعل المتمعن في هذه لظاهره يجدها تتجلاء بوضوح عند هولاء الذين اتخذوا من الحزبيةغطاء باستحواذهم على المناصب والأموال وقد يبدو لأول وهلة إن جرائم استغلال النفوذ حديثة العهد ولكن الحقيقة أن هذه الظاهرة ذات جذور قديمة حاربتها الأديان وورد الحكم بتجريمها روحا وتطبيقا رغم أنها لم تداول لفظا . إن هذه الجر يمه واضحة المعالم في القران الكريم حيث جاء فيه : ( سما عون للكذب أكالون للسحت فان جاءوك فاحكم بينهم أو اعرض عنهم وان تعرض عنهم فلن يضرؤك شيئا وان حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين ) المائدة 42 . ويقصد بالسحت كل ما لا يحل كسبه ، إما في بألنسبه الى أحاديث الرسول ( صلى الله عليه واله وسلم ) بهذا الصدد ( إنما هلك من قبلكم من الأمم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، والله لو إن قاطمه بنت محمد سرقت لقطع يدها ) وفي الحديث اشاره واضحه إلى جريمة استغلال النفوذ ، كما ويشير الرسول إلى ابنته فاطمة عليها وعلى والدها الصلاة والسلام كنموذج إلى المقصود ممن يمكن إن يستغل النفوذ لكونها ابنة الرسول . كما ويمكن إن نستوضح هذه الجر يمه في قول الإمام على بن أبي طالب (عليه السلام ) إلى واليه في مصر يوضح فيه إن من يكون له نفوذ قد يلجا إلى استغلال نفوذه في سبيل طمع أو إغراء قائلا ( حكم بين الناس أفضل رعيتك في نفسك ممن لا يستشرن نفسه على طمع ولا يستغله إغراء . ) وإذا كانت تعاليم الإسلام في القران وألسنه وقول ألائمه تدعوا للحد من هذه الظاهره ، كيف يسمح لمن اتخذ الاسلام دينآ والوطنية مذهباإن يرتكب مثل هذه الجرائم ؟ .
06-26-2009, 02:28 PM
المتنفذون وظلم الناس
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
