زيارة الدكتور البوطي والعلماء لربــــاط تريم

**من السادة** · 01-03-2011, 06:33 AM

زيارة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي والعلماء لربــــاط تريم

زار رباط تريم لتدريس العلوم الدينية والعربية مساء يوم الأحد 13 محرم 1432هـ الموافق: 19/12/2010م الوفود المشاركة في المؤتمر الدولي بتريم وكان في مقدمة الوفد الدكتور الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي إمام الجامع الأموي في دمشق بسوريا ورئيس قسم العقائد والأديان في كلية الشريعة - بجامعة دمشق حيث كان في استقبالهم إدارة الرباط من المدير التنفيذي للرباط السيد عيدروس بن حسن الشاطري والمدير المساعد السيد علي بن عبدالباري الجنيد والسيد جيلاني بن مهدي الشاطري وعميد دار المصطفى للدراسات الإسلامية بتريم الحبيب عمر بن محمد بن سالم بن حفيظ.

حيث استمع الوفد إلى شرح مفصل عن نشاط الرباط وسير العملية التربوية والتعليمية في الرباط من المناهج المدرسة في الرباط وطرق التعليم في تنقل الطلاب في قراءة الكتب المختصر إلى المتوسطة إلى المطولة وهكذا، كما أخذ بعض الزوار جولة في الرباط الرباط يستمعون إلى ما يقوم به الرباط من تدريس العلوم الدينية والعربية من الفقه والنحو وغيرها .

كان من الوفد الأستاذ الدكتور عبدالحكيم مراد أستاذ جامعة كامبرج ببريطانيا، والدكتور الشيخ أسامة السيد الأزهري ممثل مفتي الديار المصرية الشيخ علي جمعة، والدكتور فؤاد نهدي مستشار الشؤون الإسلامية ببريطانيا، والداعية علي زين العابدين بن عبدالرحمن الجفري مؤسس ومدير عام مؤسسة طابه بأبوظبي ومرافقيهم وجمع من طلبة العلم من داخل اليمن.

ثم توجه الوفد إلى حلقة المدير العام للرباط العلامة سالم بن عبدالله بن عمر الشاطري وكان هناك تبادل التحية والفوائد في الدرس الذي يقيمه المدير العام للرباط في درس الفقه حيث كان الشرح مشترك بين المدير العام والشيخ البوطي في المسائل مما أتحف به الحاضرين وطلبة العلم..

وبعد ذلك أقيمت الكلمات اغتناماً لوجود مثل هذه الكوكبة من المشايخ والعلماء وطلبة العلم حيث بدأت بكلمة المدير العام لرباط تريم العلامة سالم بن عبدالله بن عمر الشاطري رحب فيها بالزوار الوافدين من أنحاء العالم العربي والإسلامي إلى هذا الرباط وفي مقدمتهم الشيخ البوطي، وجاء في كلمته التي أتحف بها الحاضرين عن تأسيس هذا الرباط ومن شارك في ذلك، كما أوضح إلى ما أخرجه الرباط من العلماء العاملين الذين نشروا الإسلام في بقاع العالم ودخول الإسلام على أيديهم، كما شكر كل من ساهم في دعوة العلماء إلى هذا المؤتمر الدولي كما دعا إلى التعاون وأن الخير لا يكون كله بيد أحد وإنما كل يكمل الآخر حتى يظهر ويبرز الخير متكامل وكذلك باتحاد الكلمة .

وبعد ذلك ألقى فضيلة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي كلمة بيَّن فيها بأنه سعيد جداً بهذه الزيارة إلى هذه المدينة وبزيارة هذا الرباط ودعا إلى التمسك بهذه الطريقة التقليدية وعدم الإنخراط أو تحويل هذا المعهد الديني إلى معهد أكاديمي أو جامعي، وقال: استفدنا فوائد هامة جداً بمعرفة تاريخ هذا الرباط والتي نبعت ونتجت منه فالله عز وجل الحمد بما أنعم به وتفضل وأسأله سبحانه وتعالى أن يبقى هذه المعلمة وأمثالها وأن لا يمسخها كما مسخ غيرها إلى جامعات فأنا عندما أنظر إلى العمل الجاد المقرب إلى الله الذي ينهض برجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وأنظر إلى الطلاب وانظر إلى إقبالهم وعكوفهم على شريعة ولاحظ الفرق بين هذا الرباط وأمثاله وبين جامعاتنا هذه التي تحتفظ بانتمائها إلى الإسلام ولاحظ الفرق الذي سأل الله أن يبقه من عمر هذا الرباط . .

كما ناشد طالب العلم والداعي إلى الله ورسوله بأنه يحتاج إلى كثير من العلوم وذلك بعد التمكن من علوم الشريعة الإسلامية (من الفكرية والعقيدة والسلوكية) الفقه والشريعة يحتاج إلى أن يكون ذا بصيرة بالعلوم الكونية الأخرى. وأشار إلى ثلاثية الداعي إلى الله ودعا إلى التمسك بها ، وهي: التعمق في العلوم والسلوك والدعوة إلى الله ورسوله .

وبعده تحدث الداعية عبد الحكيم مراد من كامبرج ببريطانيا مشيراً في كلمته إلى أن القوة لا تكمن في المادة فقط، بقدر ما تكمن في الفكر، وقال: إن أقوى فكرة في التاريخ ، هي قوة الفكر الإسلامي ، بتاجها التوحيدي (توحيد الله) ومحبة الله سبحانه وتعالى

وقال: بأننا نعيش في زمان كلت فيه الهمم الشواغل والصوارف والهمة الصحيحة والجادة حتى عند طالب العلم الشريف قد يكون أضعف مما كانت في الماضي وإذا كان في مشرع هذا الطريق لا بد أن ننظر إلى همتها وأن ندرس هذا الشيء وإن كان غامض ونحكم عليه ونحاسب أنفسنا،
كما دعا طلبة العلم بعد تخرجهم إلى أوطانهم إلى خدمة الناس وخدمة العلماء والعوام وكيف نتجنب الخوف واليأس.

وأعقبه كلمة الأزهر الشريف بمصر، على لسان ممثل شيخ الأزهر الأستاذ الدكتور الشيخ علي جمعة العلامة (أسامة السيد الازهري) والتي اشار فيها إلى مكامن القوة في العلم مستأنساً بقوله تعالى: ﴿ وخذ الكتب بقوة﴾، وقال: غرست معاني القوة المستفادة من النبيين (ذو القرنين ويحيى) فامتلأت نفوس المسلمين بالقوة في أخذ معالم الدين وفي تحمل أمانته وفي استلهام المواريث النبوية وصيانتها وفي تحمل الوحي وتوجد العلوم الخادمة له وفي توريث أمانة الدين جيل من وراء جيل حتى يتصل السند الذي تسري من خلاله أنوار النبوة رواية ودراية وتزكية وحتى تتحقق الأبوة لكل سالك على كل خالف من أهل العلم والديانة وممن مضى، كما سرد بعض نماذج من العلماء الأزهريين الذين اتسعوا في العلوم حتى بلغ بعضهم مؤلفاتهم إلى ألف مؤلف ..

وتحدث بعده الداعية والمفكر الإسلامي ابوبكر العدني بن علي المشهور رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدولي حيث جاءت كلمته مرحباً بالضيوف الكرام والزوار ومحفزا لجميع الحضور ، وخاصة طلاب الرباط الدارسين ، بالأخذ والاستفادة مما قالوه مثل هؤلاء العلماء واغتنام وجودهم. وقال : كيف نأخذ العلم وكيف نأخذ مفهوم القوة وكيف نجمع بين العلوم الشرعية والعلوم الدنيوية؟
وقال: وقد استمعنا إلى هذه المفاصل الشرعية الواعية التي تدعونا وتحدونا جميعاً إلى أن نطلب العلم كما طلبه الرجال وأن نجدد منهجية المعرفة كما تحتاجه الأجيال وأن كلا الأمرين يحتاج إلى مدلول الوعي والقوة والرحمة والمحبة والسلام وما سمعتم من حقائق التوحيد واجتماع الكلمة .

كما أشار بعده عميد دار المصطفى للدراسات الإسلامية بتريم الحبيب العلامة عمر بن محمد بن سالم بن حفيظ ، موضحًا فيها قوة رباط تريم ورجاله المتمسكين بالهدي القويم ، والصراط المستقيم .

ثم انتقل الجميع إلى مبنى الرباط حيث تحدث فيهم بعد كلمة ترحيبة من المدير العام للرباط مدير دار المصطفى للدراسات الإسلامية بتريم الحبيب العلامة علي المشهور بن محمد بن سالم بن حفيظ أوضح فيها طريقة منهج مدرسة حضرموت وهي على الثوابت الخمس (العلم ، والعمل ، والخوف ، والورع ، والإخلاص) وبعد ذلك تبادلت الكلمات والأناشيد والإجازات من المشايخ الوافدين لطلبة العلم برباط وغيرهم. وتوجت الجلسة بتناول وجبة العشاء على شرف الضيوف العلماء . حضر هذه الجلسة والأمسية جميع مدرسي الرباط والطلبة الساكنين وجمعٌ من علماء وأعيان مدينة تريم.