إعلان نتائج مسابقة شاعر المليون برعاية بن شريشر لشهر أكتوبر 2010م

[باشراحيل]

إعلان نتائج مسابقة شاعر المليون برعاية بن شريشر لشهر أكتوبر 2010م


باسم لجنة مسابقة شاعر المليون برعاية بن شريشر نتقدم بوافر الشكر والتقدير لكل الشعراء الذين شاركوا بقصائدهم في مسابقة هذا الشهر تحت عنوان (( المرأة في وجدان الشعراء ..)) .. ونود هنا ان نعلن نتائج تقييم القصائد الفائزة لشهر أكتوبر 2010م كالتالي :

الفائز بالمركز الأول الشاعر ( عمر الذيب) بقصيدته (( أمي )) ، والفائز بالمركز الثاني الشاعر (أبوفضل سالم ) بقصيدته (( مالكة قلبي )) ، والفائز بالمركز الثالث الشاعر ( راعي بروج ) بقصيدته (( بدون عنوان )) ..

ونظرا لأن الفائزين بالمركزين الأول والثاني لهذا الشهر سبق وان فازا بالمركز الأول لشهري أغسطس وسبتمبر ، واستنادا الى اللائحة التنظيمية للمسابقة التي تنص على أن الفائز بالمركز الأول لايجوز له ان ينال الجائزة في الشهر الذي يليه الا بعد أربعة أشهر ، فإن ترتيب الفائزين بالمراكز الثلاثة لهذا الشهر يكون كالتالي :


المركز الأول: قصيدة " بدون عنوان " للشاعر( راعي بروج ) .
المركز الثاني : قصيدة " أمي " .. للشاعر (عمر الديب ) .
المركز الثالث : قصيدة " مالكة قلبي " للشاعر ( أبوفضل سالم ) .


ألف مبروك للفائزين بجوائز مسابقة شاعر المليون للشعر الشعبي الحضرمي برعاية بن شريشر لهذا الشهر .. آملين أن يكون هذا الفوز حافزا لهم لتقديم المزيد من الإبداع الشعري والتطور والتفوق ، والمشاركة الفعالة منهم ومن غيرهم من الشعراء في هذه المسابقة للشهر القادم ..

والى الأمام يا مسابقتنا الشعرية ويا سقيفتنا الشبامية العامرة ..


وللجميع تحياتي .


رياض باشراحيل
رئيس لجنة المسابقة




ملاحظات على القصائد المشاركة في المسابقة لشهر أكتوبر 2010م


المرأة .. شريكة الحياة ونصف المجتمع ، هي كنز من العطاء الذي لا ينضب ، انها التضحية والسخاء المختلف ألوانه والمتعدد اتجاهاته ومشاربه .. إنها الحب والعطف والحنان والجود بلا حدود ، أنها شريكة رحلة الحياة ومشوار العمر .. وهي ارق وأنبل وأسمى ما في حياتنا الاجتماعية ، إنها زهرة أيامنا التي تبثها الجمال وتمنحها العطر وتذكي في نفوسنا معاني الحياة وتمنح بإخلاصها ووفائها وجهدها السعادة والفرح والسرور ..

المرأة هي الأم والزوجة والأخت والبنت .. ولكن المرأة الحبيبة استأثرت بمشاعر الشعراء وشغلت أفكارهم وملكت عليهم وجدانهم وعواطفهم واحتلت مقاما بارزا في قلوبهم وفي دواوينهم الشعرية ، فقد التصقت عندهم مع خفقة كل قلب ، وفي نبضة كل وجدان ، وسحرت بسحر جمالها ورقتها العيون والقلوب حتى أصبحت لديهم من فرط منزلتها السامية رمزا للأرض والوطن والحياة . ..

لقد كتب الشعراء قصائدهم متحدثين عن المرأة فخاضوا غمار بحارها أما وأختا وبنتا وزوجة ومحبوبة ، وأشار الشعراء إلى تكريم ديننا الإسلامي الحنيف للمرأة وصيانته لها من المهانة والابتذال ، وكيف أعطاها حقوقها كاملة وكفل لها العيش الكريم الطاهر ، وعرج الشعراء الي محطات ناصعة من تاريخ المرأة في الإسلام كمساهماتها في ميادين القتال وفي ساحات الأدب والشعر وفي نشر الدعوة ورسالة الدين بين القطاعات النسوية . وأعطى الشعراء المرأة الأم حقها من التكريم والحث على طاعتها باعتبارها مدرسة بناء اجيال المستقبل لها القدرة على التحمل والصبر على تنشئة الأطفال وتربية الأجيال والسهر عليهم لغرس القيم الفاضلة وإعداد أجيال المستقبل إعداد سليما للكفاح في الحياة والنهوض بها .

المولى جل شأنه كرّم الأم وأمر بطاعتها وأعطاها حقوقها ، والشعراء رددو هذه القيم والمفاهيم الشرعية في قصائدهم .. بيد أن شعرائنا توقفوا طويلا عند المرأة الزوجة والمحبوبة والعشيقة ، وأطالوا التفنن في رسمها وبيان جمالها وإطراء ملامح الحسن فيها لدرجة أن بعض الشعراء خصصوا قصائدهم في وصف المحبوبة فقط ، والبعض الآخر جعل قصيدته مرآة للمرأة العفيفة الشريفة مقارنا إياها بالمرأة التي تتشبه بالرجال أوبالبعض ممن يبرزن المفاتن والعورات ، وذم الشعراء هذا الصنف الأخير بينما اهدوا أكاليل الثناء للعفيفات المحتشمات في سلوكهنّ وملابسهنّ ومظهرهنّ العام .

وفي حكمة رائعة عبرت عن براعة استهلال الشاعر "راعي بروج " في قصيدته الفائزة بالمركز الأول وبأسلوب سهل له أثر بالغ في النفس قال :

لولا النساء ماكان بالدنيا رجال ** ولا القصايد يكتمل مضمونها
لولا اللطافة والرشاقة والجمال ** لولا المودة في كلام عيونها

ويدلف الشاعر إلى الحديث عن المرأة الأخت والأم والبنت والزوجة التي سماها ( أم العيال ) .. ويستمد شاعرنا هنا روافده المعنوية من معين المرأة في كل حالة من حالاتها ، ويخصص بيتا لكل منها فيقول :

محال تهضم اختنا بنت الحلال ** والشمس واضح للملا قانونها
الام نسقيها من العذب الزلال ** اولادها في العين بيحطونها
والبنت نحسن تربيتها بالكمال ** مثل الجواهرغاليه ونصونها
والحب حكمة ربنا لام العيال ** والارض تعطي كل من يعطونها

أما الشاعر "عمر الذيب" الفائز بالمركز الثاني فهو الآخر صوّر المرأة بأربع صور متشابهة كما جاء في استهلال قصيدته ، وفي توصيف لهذه الصور الأربع قال :

أمي هي المــرأة وبعـد الأم أختي الفاضـلــة ** من أسهمن في تربية لجيال أولاد اوبنات
والبنت أيضا مثل ما الزوجة سـراج العائلة ** مضرب مثل للمسلمات الطيبات الصالحات
وأجمل وارق وأروع مره من هي لقلبي شاغله ** لي لجلها نبضه يقل ويزيد لا يوم الممات

أما الشاعر "ابو فضل سالم" فأنه لم يشر في قصيدته إلى نموذج المرأة الابنة ، ولكنه جمع الثلاثة النماذج الأخرى في بيت شعري واحد فقال :

الحاضنة أنتي وأنتي الأم مصدر حبنا *** والأخت والزوجة وأنتي راس مالي والضمار


ويبرز بجلاء أثر الدين الإسلامي الحنيف في حياة المرأة وحرص تعاليمهم على إعطائها حقوقها كاملة غير منقوصة وحفظها من الابتذال الذي يسعى الغربيون إلى تشويهها به .. وحول هذا المفهوم الديني وأثره في حياة المرأة وكيف كفل لها حياة حرة طاهرة شريفة قال الشاعر (خالد باراس "بو نواس") عن المرأة :


ربي خلقـهــا وافيــه ومحـرره ** كذاب كل من قال مكسورة جناح
وكفل لها الإسلام عيشه طاهرة ** والديّن خلا ظلمها ما هو مباح
صارت بعفـة دينهــا متستــره ** والستر والعفة لها اقوى سلاح
والامرأه لي بالشرف متحضره ** يهنا لها هذا التقـدم والنجــاح

ويستعرض الشاعر "راعي بروج " تاريخ المرأة في الإسلام وكيف كانت تضمد الجرحى في ميادين القتال وتساهم في نشر الدعوة في السلم ، ويقلب الشاعر صفحات التاريخ الناصعة للمرأة فيشير إلى الملكة بلقيس التي حكمت اليمن وإلى ذكر عبلة عشيقة عنتر كما ورد في تاريخ الأدب فيقول :

تاريخ للمرأة بميــدان الـقـتــال ** وأهل الأدب ماضنهم ينسونها
تاريخ في السيره وفي حسن الفعال ** تاريخ حافل والعطاء مكنونها
وامنــا بلقـيــس يانعــم الخـصـــال ** اشيا كثيرة بالكتب تلقونهـــا
عنتر ذكر عبلة ودمع العين سال ** وعبس قالوا قلعتك من دونها

ويفيض الشاعر ( سعيد باهيصي" بو مجيد " ) في بيان رسالة المرأة في الحياة ويركز على رسالتها التربوية في العناية بتربية الأجيال والسهر على تنشئتهم تنشئه سليمه صالحه فيقول الشاعر :

قال للمرأة غلاها قلت هي درة مصونة ** صانها الاسلام و اسكنها القصور العاليين
ربنا اعطاها رسالة وين لي هم يعرفونه ** كم يساوي حِفظ بيتك من بناتك والبنين
من يعوُل الطفل في مهده اذا جاته سخونة ** من يجيب القوت وحروف الهجاء للناشئين
من يحفّظ جيل يحرص عالمثاني ينطقونه ** من يدرّس في العطل واصل على مرّ السنين
انها اكبر رسالة قول حق لا تجحدونه ** لا نردد مايقول الغرب وابليس اللعين

ومن أروع وأجمل ما قيل في المرأة الأم المربية الجسورة حاملة العواطف الصادقة وخزينة المحبة والوفاء والحنان ورمز الصبر والتضحيات الجسام ، إنها الأمومة الحانية على الأبناء .. قول الشاعر "عمر الذيب" :

والا المره الاولى هي الام الحنون العادله ** ام العواطف والمحبه والوفاء والتضحيات
ام العطاء لي من عطاها سلسله متواصله ** تعطي ولا تاخذ بما تعطي ثمن للمعطيات
هي من مهرته عا كبدها تسعة اشهر كامله ** قبل السهر حول المهد لجلي ليالي مظلمات
ذا غيظ من فيض الامومه في الحياه الشامله ** لي فضلها دائم علي وعليك من كل الجهات
وبما سبق مرضات امك فرض ماهي نافله ** جد وارضها لان الجنان اسفل قدام الامهات


ويرمي الشعراء سهام نقدهم إلى الأمم التي لا ترعى حقوق المرأة وتشجع السفور وتجعل منها سلعة للبيع والشراء باسم تحرير المرأة والتحرير من هذا السلوك المشين براء .. قال الشاعر سعيد باهيصمي "بو مجيد " :

و النساء في مجتمعهم عندهم سلعة مهونة ** او دعاية في مجلّة تجتذب مستهلكين
و التحرر في ملابس سافرة فيهـا مرونة ** صاحب الحشمة معقّد عندهم عقله سجين
همّهم قتْل الفضيلة و الحياء ترمد عيونه ** يستقي من معتقدهم غيض والحقد الدفين
و احذريهم رب ياخت الدين يحماكي بعونه ** و العفاف اليوم واجب والجزاء بكرة يقين

وفي هذا الاتجاه جاء شاعر خالد باراس" بو نواس" ليقول :

والثانيه لي في بليس امغــرره ** لي حللت قــل الأدب والانـفــتــاح
رسموا لها خطه فظيعه امدمره ** صارت ضحية شهوة اكلاب النباح
لي لبسوها في ثياب امزرزره ** قالوا لها ذا لبس موضات الملاح
صارت كما سلعه بيد السمسره ** وتطايرت حسب اتجاهات الرياح

أما الشاعر عمر الذيب في نقده للملابس غير المحتشمة والتي يتم ارتدائها باسم الموضة وفي ختام قصيدته قال :

هذا الذي عندي عن المرأة الوقور العاقلة ** مالي سنع بالعاهرة والكاسيات العا ريات

أما المرأة الزوجة او المحبوبة او العشيقة فقد جاء توصيفها عند اغلب الشعراء وتفننوا في الكشف عن العلاقة العاطفية معها ، وبثوا مشاعرهم نحوها ، ورسموا ملامح حسن وجمال المرأة بألفاظ تتسم بالرقة والجمال والعذوبة .. قال الشاعر ابو فضل سالم :

العين يأسرها الجمال اليوسفي كم هــزنا ** وحرك الإحساس في القلب الذي ماله قرار
لي قلب كل ما قلت له خل الهوى ما طاعنا ** ويقول لي ربي بلاني في هوى ذات الخمار
يا مالكة روحي وقلبي والحشا وكلي انا ** أنتي أساس الكون وأنتي نور شمسه للنهـار
لا انطرحت اقدامك بصحراء أصبحت وادي بنا ** واذا رحلتي تتركين الجـنــة الخضراء قفــار

وحول والمرأة والجمال والعشق والحياة قال الشاعر ابو فضل سالم :

أنتي صبي العين لا غبتي علي غاب السناء ** وتِظـْـلِـم الدنيا وعين الشمس يحجبها الغبار
زهرة ... ربيع العمر أنتي يا المسرة والهناء ** نبع المحبة لا جرى ريان في عتمه وسار
تحفة ... اله الكون صاغك يا ملاكي لجلنا ** يا أغلى هديه يا حياة القلب يا نور الديار
بهجة ... تسر القلب والخاطر خلقها ربنا ** يا جوهرة تاج الخليقة ما يدانيك البوار
معيان ... فايض بالمحبة والصفاء ما بيننا ** للزوج والأطفال مرة والأقارب والجوار

ومن أرق ما سطره الشعراء في المرأة المحبوبة بلغة صافية عذبة تميزت بالتنغيم الموسيقي ورد العجز على الصدر جاء قول الشاعر "محمد سالم فارس الهجرين" :

تقل لي في الخفاء يا خل شفني بات سهرانه ** وهي تعرف باني كل ليله عا الوقاء سهران
صغيره سنـّـها عشرين في عشقتي رغبانه ** وبي اضعاف ما بك يا صغيّر في الهوى رغبان
في البحرين ما لقيناش من جوهره وجمانه ** مشابه لك ولا مثلك سكن بو ظبي او عجمان
وأوصف ايه يا الحلان فيها شجــرة البانـه؟ ** وخلي ايه؟ ما بوفيك حقك يا غصين البان
إذا ذكروا لها اسمي تحـن وتبات ولهــانه ** ونا يا قطب قلبي لي مولع في الهوى ولهان
وكـبـدي قـدّها بالمــوس بمحبتــه مليـانـه ** ومن قلبي طفح حبّه مثيل الكاس لي مليان

ونستمع إلى معاناة الشاعر "محمد سالم فارس الهجرين" والشكوى العذبة له في قوله :

شكيت امري الي ربي عظيم الشان سبحانه ** معاد اقدر على بعد القمر قرّبه يا سبحان
تعـلا في جويّات السمــاء والخلق حيــرانه ** لأنه دوب ينظر لي ونا فاهم ومش حيران
نعــم لكـنـني عاني وحـس بالنفــس تعبانه ** الا يا بلكرم والجود داوي قلبي التعبان
دواي اشرب واروى من زلاله لي بمعيانه ** ولا غيره دواء ناجع يجد با يشفي العيان
اذا ما با ترد الــروح له يا قــرة اعيـانـه ** دموعه با تظل تجري على خدوده كما المعيان

أما الشاعر ياسر باراس فقد شرع في وصف الحبوبة ومشاعره نحوها منذ استهلال القصيدة وكأن وجدانه وقلبه كانا ممتلائين وطافحين بمشاعر المودة والمحبة فسكبها مباشرة على الورق في ابيات جميله رقيقة قال :

سلام الفين يا شعار بوصف في بنات الحور ** شوي ابيات قلناها بلا زياده ونقصاني
صغار الغيــد فتنني طبيعي نا نقــع مبهــور ** اذا شفت المها والريم فشعابي وودياني
سمير النجم كل ليله تعل يا الفجر شع بالنور ** افكر في الرهيف اللي سبا عقلي واشقاني
خدوده مثلما بدرين شعره فوقهــن ديجــور ** عذرني لتزعل والعفو الا يا شهر شعباني
وجيده اه من جيـده انا يا ريت لي مـقــدور ** على لثمه وثم با قول يا مرحيب بكفاني
ودفنوني وسط نحره عسا ذنبي يقع مغفور ** ويا محلى القبور اللي بها لومي ورماني

ويعتذر الشاعر للقارئ او للسامع من أي زلل طاله في التعبير عن مشاعره ، وقد برر هذا الزلل إن وجد بقوله :

ويا خوفي اذا شي في كلامي عـيـف او مشتــور ** بلا حس من بنات ادم انا ومعاي شيطاني
وقد حاولت جهدي ما نجي في خيس او محظور ** ويمنعني من اقوال الخنا ذوقي وايماني
ولكن لو غـلط خوكــم بنص كلمه فنــا مـعــذور ** صغير السن سمسر بي وفجر نبع وجداني

ويلاحظ بروز الأسلوب الخطابي النثري عند الشاعر "عمر الذيب" في استهلال قصيدته مما افقدها عامل الإبهار والدهشة اللازمين لاستمتاع المتلقي وشد انتباهه والتأثير فيه ليواصل قراءة القصيدة .. فقد أشار الشاعر إلى أن صياغته لهذه القصيدة جاءت بناءً على طلب خارجي وليس بإحساس داخلي أو تجربة خاصة إنفعل بها الشاعر ، وأضاف بناءً على ذلك التأكيد انه يكتب بصورة مستعجلة تلبية لماطلب منه بعيدا عن إحساسه ووجدانه وقد أشار إلى ذلك في قوله ..

حسب الطلب بكتب عن المرأة بصوره عاجله *** بصوّر المرأة لكم بأربع صور متشابهات

ويسطع التعبير المباشر والنثرية عند شاعرنا مرة أخرى رابطا طلب نظم القصيد بلجنة المسابقة وذلك في البيت العاشر من قصيدته والذي قال فيه ..

خفت اللجان اتكون عن قصة حياتي سائله *** دوّنت بعض فصولها ضم السطور الاولات

ويتحدث شاعرنا "الذيب" عن زوجته التي لازالت شاغلة باله والتي من اجلها : ترتفع نبضات قلبه وتنخفض ، فهي أحيت فؤاده وشرايينه الذابلة واستأثرت بقلبه وحدها ، هي رمز الجمال والحوريات ،ومحبتها بقاع القلب ، و..... إلخ من التوصيف الجميل والرقيق .. بعد كل ذلك الإطراء كيف نستسيغ ماجاء في قوله :

قصة هوى عذري من الماضي بذهني ماثله *** يا كم وكم حاولت أبقيها مجرد ذكريات

فالذكريات للمواقف والمشاهد والأيام لا تستيقظ في الذاكرة الإنسانية إلا عند فقدها او البعد عنها .. كأن فقدت عزيز جمعتك به مواقف جميلة فذهب إلى غير عودة ، أو أن هذا العزيز فقدناه اغترابا مثلا أي فراق تنتظر عودته ، وفي ايام البعد والفراق تستيقظ مشاعر الأشواق والحنين والذكريات ..
ولكن عندما يؤكد الشاعر معايشته للحبيبة التي يمكن ان يستخلص منها قصص والمسلسلات حسب تعبيره فكيف يقبل القارئ قول الشاعر : (يا كم وكم حاولت ابقيها مجرد ذكريات ) ؟؟

أما قول الشاعر : (وبما سبق مرضات أمك فرض ما هي نافلة ) الصحيح (ما هو نافلة ) وليس ماهي لأن الضمير هنا لا يعود للأم ولكن للرضاء والرضاء مذكر .. أما في البيت الأخير فقد يرى البعض ان لفظة (العاهرة ) خشنة أمام ليونة ومرونة ألفاظ الكاسيات العاريات ، ولفظة ( العاهرات ) في مكانها أساسا سليمة ولكن استحسانا لو قال بدلا عنها (المايعات) خاصة وإنها من جنس ألفاظ الكاسيات العاريات فيصبح عجز البيت الأخير : ( مالي سنع بالمايعات الكاسيات العاريات ) ..

وقد كانت قصيدة الشاعر "أبو فضل سالم" رائعة من الناحية الفنية ، إلا ان ما يخفض سهمها بميزان النقد هو الجانب الموضوعي فالشاعر يكاد يكون اختصر موضوع المرأة في الزوجة والمحبوبة وقصر قصيدته في التعبير عن مشاعره نحوها ، ومر مرورا عابرا بالأم والأخت ولم يشر الى الابنة ، إضافة إلى غياب رسالة الأم وتعاليم ديننا الحنيف نحوها في القصيدة .. وغياب الأم هو غياب جزء رئيسي من قوام القصيدة وناحية مهمة لا يكتمل الموضوع إلا بها ، لأنه لولا الأم لما وجدت وعاشت الزوجة التي أشاد بها الشاعر إشادة جميلة في قصيدته .
والملاحظ أن شاعرنا "ابو فضل سالم" قد آثر وضع لغزا بالبيتين الأخيرين في قصيدته عندما قال:


يا لغز غامض في حياتي يا إلهي عيننا *** عليه لا تعقّـد تحوّل لا حمم حمراء ونار
من عهد ابو نادم بأسبابك ندم جاه الضنى *** لليوم ما نعرف لهذا الغز شي قاع أو قرار

فالمرأة عند الشاعر بعد إن كانت في بداية قصيدته واحة خضراء ونبع المحبة والعواطف ونور العيون والمكان ، أصبحت في نهايتها لغز غامض في حياة الشاعر قد يتحول إلى حمم حمراء ونار ، وبسبب المرأة ندم أبونا آدم وأصابه الوهن والضنى (في إشارة من الشاعر لقصة خروج ابونا آدم وأمنا حواء من الجنة إلى الأرض) وحتى اليوم الشاعر لم يستطع فك شفرة هذا اللغز ولم يفهمه ..

هذا المعنى والمضمون يا شاعرنا ينسف كل ماجاء في القصيدة من رقة ومحبة وعشق صادق وصفات ذكرتها تنّم عن معرفة حقيقية وإحساس صادق وعشره عميقة بالمرأة .. فقد وصفتها بأنها صبي العين إذا غابت غاب نور عينيك ، وإنها زهرة ربيع العمر، وإنها المسرة والهناء ، وإنها نبع المحبة ، وإنها ورده منتشرة العبير ، وإنها المركز والجميع يطوفون حولها ، وإنها تحفة صاغها إله الكون ، وإنها ملاك وأغلى هدية ، وإنها حياة القلب ونور الديار ، وإنها بهجة تسر القلب والخاطر ، وإنها جوهرة تاج الخليفة ، وإنها معيان يفيض بالمحبة والصفاء ، و...... إلخ ..
فكيف بمن عبّر عن المرأة بكل هذا التدفق العاطفي الجميل الآسر أن يجعل من صاغ فيها هذه الملحمة العشقية لغزا غامضا ؟؟ .. فالشاعر هنا وضعنا بين متناقضين فأما أن نقبل مضمون اللغز الغامض وأما أن نقبل الملحمة العشقية في كل القصيدة ماعدا البيتين الأخيرين .. فآثرنا النأي عن البيتين ونتركهما لغزا غامضا صاغه شاعرنا في لحظة تأمل خاصة دون تمهيد أو توطئة أومقدمات .


وقد وردت في اغلب القصائد العديد من الأخطاء الإملائية منها ما تسبب في كسور وزنية ومنها ما تسبب في اختلالات معنوية .. ومن هذه الأخطاء قول الشاعر خالد باراس "بو نواس" :
(ومشت على ذيك الطريق المغدره ** باشأن يرجى من وراها شي فلاح ) وهنا لفظة (باشأن ) خطأ والصواب (بالشان ) ، ومنها قول الشاعر "راعي بروج" : ( تاريخ للمرأة ميدان القتال ) والصحيح (بميدان القتال ) وقوله أيضا : (وأهل الأدب ما ضنهم ينسونها ) والصحيح (ما ظنهم ) لأن ( الظن ) هنا من الاعتقاد أما (الضن ) فهو من البخل ، لنرى هنا كيف الخطأ الإملائي في حرف واحد يغير معنى البيت الشعري كله . ومنها قول الشاعر "محمد سالم فارس الهجرين" ونا ربي خلق لي ولف لا جنّه ولا إنسانه ) والصحيح (لا جني ولا إنسانه ) وكأنه يشير الى من يحبه بأنه ملاك .


ومنها قول الشاعر المستقل : ( فبا رحمه تنالوها السكينة ) والصحيح ( فبالرحمة) ، وقوله : (فلا يلهو لك الأولاد عنّا ) والصحيح فلا يلهونك الأولاد عنّا )، وقوله : (متى أرنو إليك أنسى لنفسي ) وهنا الشاعر المستقل أضاف اللام للفظة (نفسي) وذلك لضرورة الوزن ولكن الإضافة هنا خاطئة غيرت المعنى ، أما البيت الذي قال الشاعر فيه : (ونشرب من منابعنا حلال *** ونتلذذ عسلنا كل حينا )حبذا لو استبدل الشاعر لفظة (عسلنا ) بلفظة (زلالًا) ليصبح البيت : ( ونتلذذ زلالًا كل حينا ) لان الينابيع أجمل ما ينبع منها هو الماء الصافي الزلال ولا ينبع منها العسل ، ولفظة (زلالًا )مهمة لاستكمال الصورة الشعرية المستمدة من الينبوع .. لذلك جاء في قصيدة الشاعر "راعي بروج " قوله : (الأم نسقيها من العذب الزلال )..

اما قول الشاعر "ياسر باراس " : (رحيقه زاد في التسكير عا الوسكي وكل الخمور *** إذا ذقته ينسيني الابو والام وزقراني ) فإن مثل هذا التصريح بأسماء الخمور والمباشرة في هذا الموضع غير محمودة ويحسن بالشاعر أن يكني أو يرمز في مثل هذه الحالة كأن يقول مثلا :

( رحيقه ينعش القلب الشقي والخاطر المكسور *** إذا ذقته ينسيني الابو والامو وزقراني ).. او مايراه الشاعر مناسبا ..


هذا غيض من فيض .. وفي الختام فإن محاسن القصائد التي ذكرناها والايجابيات ليست كل الايجابيات ولا الملاحظات والسلبيات هي كل السلبيات ولكننا أخذنا بطرف من هنا وهناك لتعميم الفائدة على الأخوة القراء والشعراء المشاركين في مسابقة شاعر المليون للشعر الشعبي الحضرمي برعاية بن شريشر .

وللجميع خالص تحياتي وتقديري .




رياض باشراحيل
رئيس لجنة المسابقة الشعرية

[كابتن طيار]

الف مبروك

للفائزين
مولى بروج
عمر الذيب
ابو الفضل سالم
تقبلو تهانينا بمناسبة الفوز ولكم تحياتنا

[طالب النعماني]

الف الف مبروك للفائزين جميعا

[بن احمد]

الف مليار مبروك للفائزين وشكرا
للغالي رياض باشراحيل على الجهد المبذول

[الشبامي]

من القلب نبارك للأخوه الفائزين
المركز الأول: قصيدة " بدون عنوان " للشاعر( راعي بروج ) .
المركز الثاني : قصيدة " أمي " .. للشاعر (عمر الديب ) .
المركز الثالث : قصيدة " مالكة قلبي " للشاعر ( أبوفضل سالم ) .
تهانينا القلبيه لشعراؤنا الفائزين ، وشكرنا العميق للجنه القائمه على المسابقه ممثله في الأخ رياض باشراحيل على هذا الجهد
كما أرجو من الأخوه الفائزين التواصل معي عبر الرسائل الخاصه لإيصال جوائزهم اليهم !!

[المستقل]

الف الف مبروك للاخوة والزملاء المبدعين الفائزين بجايزة هذا الشهر
المركز الأول: قصيدة " بدون عنوان " للشاعر( راعي بروج ) .
المركز الثاني : قصيدة " أمي " .. للشاعر (عمر الديب ) .
المركز الثالث : قصيدة " مالكة قلبي " للشاعر ( أبوفضل سالم ) .
والى المزيد من الابداع والتفوق فالشاعر نصيبة السهر والجهد والعناء مثلة مثل النحلة والمتلقي لة الاستمتاع والتلذذ
بشهده.. فالف مبروك مرة اخرى..
والشكر موصول لراعي المسابقة وللاخوة اعظاء اللجنة ورئيسها الاستاذ رياض با شراحيل على ما يبذلونه من جهود
لانجاح هذة المسابقة الثقافية الهامة..
وعندي سؤال هل مشاركتي لا يوجد فيها بيت يصلح للاقتباس..بصراحة انا محتار جداً ومتألم ...معقول الى هذا الحد..

[باشراحيل]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كابتن طيار [ مشاهدة المشاركة ]

الف مبروك للفائزين مولى بروج عمر الذيب ابو الفضل سالم تقبلو تهانينا بمناسبة الفوز ولكم تحياتنا

شكرا لك أخي كابتن طيار على تهنئة الفائزين بالمسابقة ..

وتقبل تحياتنا .

[باشراحيل]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طالب النعماني [ مشاهدة المشاركة ]

الف الف مبروك للفائزين جميعا

شكرا على التهنئة للفائزين أخي الشاعر طالب النعماني ..

وتقبل تحياتي .

[باشراحيل]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بن احمد [ مشاهدة المشاركة ]

الف مليار مبروك للفائزين وشكرا للغالي رياض باشراحيل على الجهد المبذول

الشكر والتقدير لكم أخي المشرف الشاعر "بن أحمد" ..

على هذا الكرم الحاتمي في التهنئة بألف مليار مبروك للفائزين وللجنة ورئيسها بالمسابقة ..

وتقبل تحياتي .

[باشراحيل]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشبامي [ مشاهدة المشاركة ]

من القلب نبارك للأخوه الفائزين المركز الأول: قصيدة " بدون عنوان " للشاعر( راعي بروج ) . المركز الثاني : قصيدة " أمي " .. للشاعر (عمر الديب ) . المركز الثالث : قصيدة " مالكة قلبي " للشاعر ( أبوفضل سالم ) . تهانينا القلبيه لشعراؤنا الفائزين ، وشكرنا العميق للجنه القائمه على المسابقه ممثله في الأخ رياض باشراحيل على هذا الجهد كما أرجو من الأخوه الفائزين التواصل معي عبر الرسائل الخاصه لإيصال جوائزهم اليهم !!

الشكر والتقدير لك أخي المشرف العام على التهنئة للفائزين ولجنة المسابقة الشعرية ..

كما لا يسعنا الا ان نهنئكم بهذا النجاح وانت الجندي المعلوم الداعم لنجاح المسابقة اداريا وفنيا ..

وتقبل تحياتي .