الأقوال المليحة في الأشعار العامية والفصيحة

[مبارك بوشندل]

الوقفة الثالثة والثلاثون
كفى بالموت واعظا

لا أجد في مثل هذا المقام إلا أن أكتب ما يوافق المقام, فقد قيل لكل حدث حديث.
وفي مثل هذا اليوم وفي صبيحته قتل الشيخ: سعد بن حمد بن حبريش شيخ قبيلة الحموم
وعليه فإن الحديث عن الموت وما أدراك ما الموت, هاذم اللذات ومفرق الجماعات.
والذي يعجبني في سعد تواضعه الجم, وانتصاره للحق, فهو ليس ممن يبطر الحق ويغمط الناس.
يعامل الناس بفطرته السليمة, ليس بمتغطرس ولا بفظٍ.
أحسبه كذلك والله حسيبه, ولا أزكي على الله أحد.

يا نَفسُ قَد أَزِفَ الرَحيلُ وَأَظَلَّكِ الخَطبُ الجَليلُ

فَتَأَهَّبي يا نَفسِ لا يَلعَب بِكِ الأَمَلُ الطَويلُ

فَلَتَنزِلِنَّ بِمَنزِلٍ يَنسى الخَليلَ بِهِ الخَليلُ

وَلَيَركَبَنَّ عَلَيكِ فيهِ مِنَ الثَرى ثِقلٌ ثَقيلُ

قُرِنَ الفَناءُ بِنا فَما يَبقى العَزيزُ وَلا الذَليلُ

لا تَعمُرِ الدُنيا فَلَيسَ إِلى البَقاءِ بِها سَبيلُ

إِنّي أُعيذُكَ أَن يَميلَ بِكَ الهَوى فيمَن يَميلُ

وَالمَوتُ آخِرُ عِلَّةٍ يَعتَلُّها البَدَنُ العَليلُ

لِدِفاعِ دائِرَةِ الرَدى يَتَضايَقُ الرَأيُ الأَصيلُ

فَلَرُبَّما عَثَرَ الجَوادُ وَرُبَّما حارَ الدَليلُ

وَلَرُبَّ جيلٍ قَد مَضى يَتلوهُ بَعدَ الجيلِ جيلُ

وَلَرُبَّ باكِيَةٍ عَلَيَّ غَنائُها عَنّي قَليلُ

[مبارك بوشندل]

الوقفة الرابعة والثلاثون
لا زلنا مع سعد

قال الجوهي يرثي المقدم سعد بن حبريش رحمة الله تعالى عليه:

ابـدي كلامـي بذكـر الله عــزّ وجـل

خالقي فيه الرجاء وحده ومنه الخلاص

ذا فصل والفصل الآخر كل شامخ رقل

من هول مابه تزحزح من مكانه وحاص

من وقت ماجاء خبر بن عَلي سبع الجبل

والهجس يدوي كما لي هو في البحر غاص

ياحضرموت الحضارة في المصاب الجلل

الأجر قادم مقامش مايصله انتقاص

وقال الشاعر صلاح بن محمد بامطرف ابو حامد

يا رب سألك ياكريم الوجه يالفرد الصمد
يا خالق الدنيا و عالم للخلائق كل حال
وارسلت سيدنا محمد قد وفى بلي وعد
بالحق مع نور الهدايه و اهتدى كافر وضال
من بعد ذا ياهاجسي والطرف ساهر مارقد
نظم قوافيها و سقها لا بلادك باعتجال
وان كان ما جاك الخبر جاني ونكدبي نكد
ولعاد تنشدني على حالي ودمع العين سال
من يوم فارقنا زعيم القوم هذاك الاسد
لا عيش يهنالي من الصدمه ولا راحه لبال
تحزن عليك القبيله وعلومها يابو حمد
وديار ربعك محزنه تبيكيك وخشوم الطوال
والحزن عم الي قرب منك وعم الي بعد
ماكنه الا الحزن لي عم العروبه في جمال
ضحيت لا جل الرايه البيضاء وكل فعل ارتصد
واخذت قسمك يا مقدم بالخفيفه و الثقال
واعطيتهم ما يعطي الرجال لا جد واجتهد
هاذي عوائدنا بكم وانتم صناديد الرجال
ماهي غريبه دار بن حبريش عن ابن وجد
متوارثين المجد واهل المجد ما فيها جدال
يا لله تغفر له ذنوبه واسكنه دار السعد
واجعل في الجنات داره لي بها طاب الحلال

ومن عرف سعد يحبه من الوهلة الأولى, وتعجز الكلمات, ويعجز الشعر وبحور الشعر في رثاء سعد,
الرجل المصلح الذي يحب الخير للجميع.

[مبارك بوشندل]

الوقفة الخامسة والثلاثون
متفرقات

	يقول بوشندل سليم الطبع عمره ماكذب ولا يحب غيبه ولا نمه ويعرف ماوجب وأخرى من بحر آخر غريبه لو أتت زله من العاقل واغرب إذا كانه كبير القوم من سبر ومن سب وظلم الظلم ذاك إلي يقع مابين لرحام عسى رحمتك يالمولى وتحفظنا بلسلام

[مبارك بوشندل]

قال الأمام الشافعي رحمه الله تعالى ورضي عنه:

ولولا الشعر بالعلماء يزرى ******* لكنت اليوم أشعر من لبيد

ورغم هذا وذاك فهو من اشعر الشعراء ومن جميل شعره واملحه:

	كل العلوم سوى القرآن مشغلة . . . . الا الحديث وعلم الفقه في الدين العلم ما كان فيه: قال حدثنا . . . . وما سواه فتليس الشياطين ومنها: تعمّــدني بنصحــك في انفـــــــــــــــــــــرادي * * وجنّبــــني النصيحــــــة في الجماعـــــــة فان النصـــــــــح بيـــــــــن الناس نــــــــوع * * مــــــن التوبيـــخ لا أرضى استماعــــــــه وان خالـــــــفتني وعصــــــــيت امـــــــري ** فــــلا تجـــــــزع إذا لم تعـــــــط طاعـــــــة ومنها وجدت سكوتي متجرا فلزمتـــــه ***** إذا لم أجد ربحا فلست بخاســر وما الصمت إلا في الرجال متاجر **** وتاجره يعلو على كل تاجر

[مبارك بوشندل]

الوقفة السابعة والثلاثون
الشيب ولا العيب
من ألامور التي تؤخذ على الرجل أنه إذا ظهر الشيب على محياه, واخذه العشق والغرام عير بذلك, على الرغم من الشيب من علامات الوقار وصدق فيه قول الشاعر:
عيرتني بالشيب وهو وقار
ليتها عيرت بما هو عار
إن تكن شابت الذوائب مني
فالليالي تزيلها الأقمار
والذي اريد التحدث عنه قصيدة لبن زامل يقول فيها:

يقول بن زامل بيان الشيب في المفرق يلوح

يا شوق من هاويت حلوات المباسم والمسوح

كم من طويلة عنق ما بين السواعد والشبوح

لا حن بالمغنى على المبنى غدت لعضاء نضحوح

الصيف مانهواه نهوى الا الشتاء فيه السنوح

ولجل طول الليل للعشاق يدونه صبوح

ونكتسي من شغل ماقس حين يخرج على الفتوح

القوت ما يطري على الخاطر يجي ولا يروح

ولا تهق النفس له لا هو عسل ولا لحوح

وهنا يعلن الشاعر ان وقت الهوى والعشق قد مر عليه. وان كل شيء يرتبط بوقته,

فحينها كانت تتوق نفسه لماذكر في الأبيات السالفة, لكن وقد ظهر على محياه الشيب فلا.

[مبارك بوشندل]

الوقفة الثامنة والثلاثون:
تأمل واستفد
قلت:

لنسان هو والوقت من حال لا حال

واقعه في يمـــــه وحالــــــه بيمـــه

عدت حياته في اقامــــــة وترحال

ما دام عايش ما يفارقه همـــــــــه

وقلت:

يا بايع الكلمات يكفي من بضاعه بايـــــــره

ضيعت وقت الناس وانته في خبر قيل وقال

لما متى وانته تدمر في مباني عامــــــــــــرة

تحسب عمالك فايده وانته فقدت الراسمـــــال

والهرج لا قد زاد عا حده ضروبــــه جايــــره

كم من فتى قد ضاع من كلمه وهو خير الرجال

[مبارك بوشندل]

الوقفة التاسعة والثلاثون:
مع بن قطمان:
الشاعر حيدرة بن قطمان, حيدرة بمعنى الكلمة, غاب عن سقيفة الشبامي بعد ان عشقنا شعره المليء بالمعاني المليحة, والعبارات الواضحة الفصيحة, تخرج من فيه الكلمات صافية رقراقة بعيدة عن التكلف فتدخل القلب دون استئذان.
في هذه القصيدة يعبر عن لوعة المشتاق, المشتاق لكل جميل في دنياه وفي أخراه, كلمات كل كلمة تشرح غيرها وتفسرها, ويجملها هنا:

مـجـنـون مــــن يـعـشــق مــخــدر ولافــــاق

يـمـسـي فـــي الاحـــلام فـــي جــــو نــــاري

واليك أخي القارئ القصيدة, فتأملها وغص في معانيها وستجد ماخفي علي من معاني:

يـالـوعـة المـشـتـاق مـــن هـــم الاشــــواق

يـصـبـح مـــع النـسـمـة وشـوقــه يــــداري

الــحـــب كـالـكـبـريـت بـالــجــوف حــــــرّاق

والـفــكــر فـالـمـحـبـوب بـالـلـيــل ســــــاري

الـحــب نـفــس الـسـيــل جــــارف ودفّــــاق

يـــجـــري ويـتــعــبــث بـــكــــل الــمــجـــاري

في الريف والصحراء وفي كل الاسواق

هـــــذاك لــــــه بـــايـــع وهــــــذاك شــــــاري

مـجـنـون مــــن يـعـشــق مــخــدر ولافــــاق

يـمـسـي فـــي الاحـــلام فـــي جــــو نــــاري

يـخــالــط الــعــبّــرة مــــــع حـــبـــر الاوراق

والـصــبــح يـتـجـســس يــتــابــع لـــثـــاري

الــغــيــث لادم دم مــــــع الــغــيــث بــــــرّاق

كـــل الــمــدن تـمـســي بـحـالــة طــــواري

والـخـيـر مــــن بــعــد الهـمـالـيـل يـنـســاق

بالسـيـح والصـحـراء مـراعـي خـضــاري

وانـــــا عــلـــى ذيـــــك الـمــحــلات تــــــوّاق

لاســـــرت تـــــو الــبـــر قـــضـــي نـــهـــاري

[مبارك بوشندل]

الوقفة الأربعون:
العلة ليست في الوقت:
صدق بن قطمان أهل الكيد واهل الدس في كل زمان ومكان لايستقر لهم حال, ولايهدأ لهم بال إلا بالكيد وبالدس بين عباد الله وكأنهم ما خلقوا إلا لذلك. لذا حذرنا الشاعر من مثل هؤلاء. وطلب منا الأتزان في الأمور وتحكيم العقل.

ويقول بن قطمان لو غابـت الشمـس

احــذر مــن العـقـرب ولـــدغ الافـاعــي

واحذر من اهل الكيد والويل والدس

واحذرمـن اهـل الطـيـش والاندفـاعـي

حكـم ضميـرك واحكـم العقـل بالـحـس

ذا وقت يبغـي شخـص فاهـم وواعـي

الكـهـربـاء نـعـمـه ولا تـقـبـل الـلـمــس

وغـزر المـطـر نقـمـه وفـيـه انتفـاعـي

قايـس قيـاس الثـوب مـن قبـل تلـبـس

واحسب حساب العرض والارتفاعـي

لا خيـر فـي كاهـن ولا خيـر فـي قــس

ولاخـيـر فــي مـركــب ولالـــه شـراعــي

[مبارك بوشندل]

الوقفة الحادية الأربعون:
المولد النبوي:
حداد بن حسن الكاف هُوَ السيد عمر بن حسن بن عبدالله بن عبدالرحمن الكاف ، والملقَّب (حدَّاد) ، وُلِدَ بمدينة تريم حضرموت عام 1327هـ الموافق 1907م.
القصيدة تتحدث عن نفسها ابيات سهلة المعاني, محكمة المباني:

يــا إمـــام الرُّسُــل جينـا قاصديـــن
للعَطايَــــــا والـمَـــــدَد متِعطّشـــــــين

سَــلَـك تِتقبَّــــل ضُيُوفــــــــك اجمعــــــــين

في المدينه ريتــنا طول السنين


يـا غيـاث النـاس في يــوم الـمـــآل
يــــــوم لا ينفعـك مــــالك والعِيـــــال

غيـر في ظِـــلّك وجاهــــــــــك داخلــــــــين

في المدينه ريتــنا طول السنين

لا عَمَـل مَعنـا سِـــوَى نيِّـه نتُــــوب
راجـــيين اللّـه غُفــــــران الذِّنــــوب

للـذّي حضــــــرَوا ولـي هُـــــم غائبـــــــين

في المدينه ريتــنا طول السنين

ربِّ بَلّغهــــــــــم كما بَلّغتنــــــــــــــا
بَختنـــــــــا يـا بختَنــــــا يـا بَختنــــا

بــالنّبـــــــي طـــــــــه شفيـــــع الـمُذنِبـــين

في المدينه ريتــنا طول السنين

كل من حَبُّـــه دَخَــل وسط الأمـــان
في سعُوفـــــه لا فراديــس الجِنَـــان

نُـــــورِدْ الكّوثـــــر ونشـــرب من مَعـــــين

في المدينه ريتــنا طول السنين

في المدينه بَخت من سَوَّس وحَـــل
ليــت لي عند النَّبــي أوسَـع مَحَـــــل

مثـــل لي هُــم عنــد قَبْـــــــرُه عاكفـــــــين

في المدينه ريتــنا طول السنين


واختـم اقوالـي بسيِّدنـــا الشَّفيـــــع
احمـد الـمُختــار لي جاهُــــه وسيــــع

والصحابَـــــــــه كلّهـم والتَّـابعــــــــــــــــين

في المدينه ريتــنا طول السنين

[مبارك بوشندل]

الوقفة الثانية الأربعون:
لا زلنا مع المولد النبوي:
أما الدكتور الشيخ عائض القرني فقد أجاد وأفاد حين قال:

	من أين أبدأ والحديث غرام فالشعر يقصرُ والكلام كلام من أين أبدأ في مديح محمدٍ لا الشعر ينصفه ولا الأقلامُ هو صاحب الخلق الرفيع على المدى هو قائدٌ للمسلمين همامُ هو سيّدُ الأخلاق دون منازعٍ هو ملهم هو قائدٌ مقدامُ ماذا تقول عن الحبيب المجتبى فمحمدٌ للعالمين إمامُ أثنى عليك الله في أياته والمدحُ في أياته إفحامُ ستظلُ نبراساً لكل موحدٍ والصمت عن شتم السفيه كلامُ صلى عليك الله يانور الهدى مادارت الأفلاك والأجرامُ

للأستماع بصوت:المنشد محمد بن مخاشن من هنا

ط³ظ‚ظٹظپط© ط§ظ„ط´ط¨ط§ظ…ظٹ