04-17-2010, 09:43 AM | #1 | |||||
حال نشيط
|
ولا تنابزوا
السّلَام عَليكُم .. النّاظِر إلى التّشرِيع الإسْلَامِي يَجِدُ العُنصُر الأخلاقِي بَارِزًا أصِيلًا تَقُوم فِيه الأصُول التّهذِيبيّة أسُسًا تَشرِيعِيّة لِحمَايَتِه شُعورًا وَسُلوكًا فِي أعمَاقِ الضّمِير وَفِي وَاقِع المُجتَمَع وَفِي العَلَاقَات الفَردِيّة والجَماعِيّة .. وَها هِي عِنَايَة الإسْلَام تَأتِي لِبِنَاءِ مُجتَمَعٍ نَقِيّ القَلب، عَفّ اللّسَان، مُتَأدّب مَعَ غَيرِه مِن هَواجِس الضّمِير إلى حَرَكَاتِ الجَوارِح !!.. مُجتَمَعٌ لَه آدَابُه النّفسِيّة فِي مَشَاعِره وَأحاسِيسه تِجَاه بَعضهِ البَعض، وَلَه آدَابُه السّلُوكِيّة فِي مُعامَلَاتِه وَعلَاقَاتِه بَعضَه مَع بَعض .. مُجتَمَعٌ رَبّانِي نَظِيفُ المَشَاعِر، مَكفُول الحُرمَات، لَه فِكرتُه الكَامِلة وَتَصَوّرُه الطّاهِر عَن وِحدَة الإنسَانِيّة المُختلِفَة الأجْناسِ وَالبَشَرِيّة المُتَعَدّدةِ الشّعُوبِ وَالألوَان والمَبَادِئ وَالتّصَوّرَات .. لَهُ مِيزَانُه الوَاحِد الذِي يُقَوّم بِه الجَمِيع فِي حَسَاسِيّة الضّمِير وَتقوَى القَلب .. وَها هُو النّداء العلوِيّ الجَلِيل الكَرِيم يُقَرّر قَاعِدَة مِن قَواعِد التّصَور الأخلَاقِي الاجتِمَاعِي .. لتَشمل التّربِيَة الرّبَانِيّة النّهي عَن كُلّ بَذاءَة فِي اللسَان وَفُحشٍ فِي القَول فَيَقُول سُبحَانَه " وَلَا تَنابَزُوا بِالألْقَاب " إذْ أنّها خِصلَةٌ مَنبُوذَةٌ مَبغُوضَةٌ مُحرّمَةٌ فِي الشّرعِ وَخُلُقٌ يَتَنَاقَضُ وَحُقُوق الأخُوّة الإيمَانِيّة ونَوعٌ مِن أنوَاعِ السّخرِيّة وَالاسْتِهزَاءِ الظّالِم فَالتّنادِي بِالسّيء مِن الألقَابِ يُؤدّي إلى شُروخٍ اجتِمَاعِيّة وَنفسِيّة تَتَنَافَى وَالمُجتَمعُ الذِي يُقِيمُه الإسْلَام بِهُدَي القُرآن الذِي لَا بُدّ لَه مِن أدَبٍ رَفِيع لَا تُمَسّ فِيه الكرَامَات .. وَيَتَوجّبُ عَلينَا الحَدّ مِن انتِشَارِ هَذِه الظّاهِرَة وَاتَبَاعِ الهَديِ المُحمّدِي فِي قَولِه عَليهِ أفضَل الصّلَاةِ وَأتَمّ التسلِيم كَما جَاء فِي الصّحِيح : "المُسلِم مَن سَلِمَ المُسلِمُون مِن لِسَانِه وَيَدِه" 1- غَرسُ تَعظِيم النّصِ القُرآنِي وأخذِه بِقُوّة فَحِين تُدرِكُ النّفس هَذا المَبدَأ وَتتَمسّكُ بِه لَا يُمكِنهَا إلّا أنْ تَعِيشَه وَاقِعًا وَمَيدَانًا .. 2- [ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً ] .. أي أن الله سُبحَانَه وَتعَالى خَلقَنا لِبَعضٍ ابتِلَاءً وَاختِبَارًا فَمِنّا الغَنِيّ وَالفَقِير، المُعافَى والعَلِيل، القَصِير وَالطّوِيل .. هَل نَصبِر وَنَقوم بِمَا أوجَبَه الله عَلَينَا وَنشكُره أمْ أنّنا سَنَضِلّ وَنَشقَى؟!.. فَلو استَشعرَ كُلّ فَردٍ مِنّا هَذَا، انكَسَرتْ دَاخِلّه الأنَا وَحُبّ الذّات وَازدِرَاء الغَير وَتحقِير الآخر .. ثُمّ هَل نَعِيبُ خَلقَ الله ؟!! 3- [ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ] : التّقوى: المِيزانُ الرّبَانِي وَالمِقيَاس الأوحَد لَا بِنيَان المَادّة وَهَندَسَةُ المَظاهِر وَسَطَ خَواءٍ رُوحِي وَفَراغٍ إيمَانِيّ .. وَلَا تَنابَزُوا .. فَلتَكُن لَنا عَلى الأقَلّ يَقظَة استِجَاشَة للضّمِير وَاستِقَامَةٍ للفِطرَة وَاهتِدَاءٍ للقَلب .. لَا تَنابَزُوا .. فِإن رَوابِطَ الأخوّة وَمَشَاعِر الإندِمَاج أقوَى من سخريةٍ وتحقيرٍ ولمزٍ وتنابزٍ بالألقاب .. وَلنَكُن لَبِنات الأدَب النّفسِيّ لِخَيرِ أمّة أخرِجَت للنّاس .. وَدُومُوا مُؤمِنِين ..!! بقلم وريشة:
هداية |
|||||
04-17-2010, 10:27 AM | #2 | ||||||
مشرف قسم الدين والحياه
|
جزاك الله الف خير اخي حيده على هذه الكلمات ولاحرمنا جديد
|
||||||
04-17-2010, 02:49 PM | #3 | |||||||
مشرفة سقيفة الحوار الإسلامي
|
السلام عليكم الله يهدينا
قال معاذ رضي الله تعالى عنه : ( يا رسول الله : وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال : ثكلتك أمك يا معاذ , وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ) صحيح رواه الترمذي. جزاك الله خير |
|||||||
04-19-2010, 08:14 PM | #4 | |||||
حال نشيط
|
اللهم احفظ السنتنا يارب شكرا وبارك الله فيك |
|||||
04-20-2010, 05:59 PM | #5 | |||||
حال متالّق
|
بارك الله فيك وأكرمنا من نصحك وجعل ماتقول في ميزان حسناتك تقبل تحياتي لك يا أبن شمال المملكة ومزيدا مزيدا من هذه الدرر والكنوز
|
|||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|