بعد المصالحة .. الطريق معبدة للمرور !/ بقلم صالح وبران

[حد من الوادي]

[color=FF0000]بعد المصالحة .. الطريق معبدة للمرور !

التاريخ: الأربعاء 30 يناير 2008


صالح وبران


حضرموت نيوز/ خاص

30 يناير 2008 م



هاهي المكلا اليوم تخضع لحكم ا لطرابيش المنصوبة على رؤوس الوافدين اليها دون ان تكلفهم أي عناء بعد حرب صيف 94م، فهاهم يغزونها هذه الايام لتثبيت استيلائهم على عاصمة حضرموت التاريخ و الحضارة، لتسقط الارض بأيديهم و هاهي اليوم تستباح كما يحلو لهم فلم يكن فيها ما يخيفهم او يردعهم او يمنعهم من ارتكاب الفضائع و الجرائم، فواقع الجنوب نراه من واقع الحال انه ممزق تتجاذبه شتى انواعالهوى لشتى الامزجة المتربعة على كراسي الظلم و الفساد، لتتمادى في تنفيذ اطماعها الاستطيانية في حضرموت، حين عجزت عن الاستيطان في شبوة و في ردفان، ليقع ابناء حضرموت بين مطرقة السلطة الفاسدة ، و سندان الضمائر الميتة ليتم نهب كل ما امكن نهبه من خيرات البلد و الانسان ,,,


وهاهم اليوم يسطون على الارض التي استبيحت لهم ، فكم نرى في المكلا انتشار ( شيوخ الجبال ) و الذين هم في الحقيقة ( شياطين الجبال ) و جميعهم من جرذان السد ، وابناء المكلا بالذات بل و ابناء الجنوب باكمله عاجزون عن عمل أي شي تجاه اولئك الشياطين و لو حتى بتعويذة من ساحر مسيطر على تصرفات اولئك الشياطين في حين انه كان ذات يوم للجنوب جيشا جرارا كرارا يمتاز بالحنكة و الشجاعة و الايمان بان الوطن غالي ، حينها لم يسمح لمثل تلك الجرذان حتى الاختباء في جحور تلك الجبال و لكن لما تفتت و تشرذم ذلك الجيش ظهرت على سطوح الجبال بل و حتى في الأرض المستوية و المثل يقول ( اذا غاب القط العب يا فار ) و لكن اما آن الأوان لتجميع ذلك الجيش ؟ مع ضرورة امتلاكه قوة الإرادة و التصميم لهزيمة القوم الذين زرعوا الخراب و الدمار و الفساد في كل ركن من اركان الجنوب ....


و الذي هو بمثابة الخطر التدريجي لطمس تاريخ و معالم وهوية الجنوب ....

اليس هم الذين خربوا السد ؟ و هم اليوم يخربون الجنوب...

وما علينا الا تسليمنا بالامر الواقع ، و منحهم حق السيادة علينا و تسليمهم مقاليد الامور في الواقع ، لتستفحل في اوساطنا امور الخيانة و التآمر على بعضنا البعض ليزداد طمع الطامع فينا ..


فدخولهم في الوحدة معنا كانت بشروط المواثيق الوحدوية و التي اعلنت في 22مايو 90م ليغدروا بها في 7/7/1994م مع ممارسة غدرهم و خيانتهم لكل تلك المواثيق، فاستمالوا ببعضنا على بعضنا و كل البعض اليوم يقف موقف المتفرج لما يدور اليوم ، و كأن وزنهم ناقص مع عدوهم ، في حين يزداد وزنهم على بعضهم البعض ، هنا اقول :ـ متى كان للخائن و الجبان و زنا... و قيمة ..؟؟ اى هنا نقول:ـ يجب علينا جميعا ان نقف موقف السد المنيع في وجه ذلك الطامع وإحباط كافة سلوكياته الفاسدة التي يمارسها لا فساد ما بقي من الضمائر الحية فينا ، و ما علينا الا افساد محاولاته الفاشلة ، و التي يسعى بها في الايقاع بقيادات الحراك السياسي اليوم، و خلق الفتن بينهم لايقاعهم في بوتقة الصراع الذي لا حد له ...


كما نقول ايضا متسائلين:ـ الى متى علينا ان نتحمل هذا الجور الجائر و هذه الاوضاع المتردية .؟ (. القحط في الارض و القلوب ، و الوباء الهادم للخلق والاخلاق، و استمراء نار الاسعار ، و ارتعابنا خلال العام الحالي من المجاعة القادمة ، و المنتظرة ، من سوء تصرفات القوم ، و ثروات الارض تنهب الى جيوب الفاسدين ، ليتتابع الدمار و الخرب و الوباء و البلاء و خيرات البلد تستحوذ عليها حفنه فاسقة من القوم ، المهازل ، المتربعي على كرسي السلطة ، مع ممارستهم لطقوس الزندقة لينفلت زمام الامن و الامان لتبلغ الكارثة ... قمتها ... و كل ذلك لم يكن بعفوية و لكن مع سبق الاصرار و الترصد .. الجنوب محتل ...

و الهوية تطمس، و التاريخ يدفن، و الحاضر مؤود و المستقبل ضائع ...

و الجيل القادم . حدث و لا حرج .... و هنا نقول ايضا :ـ ان السلطة آيلة للانهيار لضعفها، و الدليل على ذلك ان ما يمارس من قبل السلطة من القوة المفرطة هو دليل قاطع على قرب انهيارها ،، و ان هزيمتها اقتربت، لتنقل في نعشها الى مقابر التاريخ ، لم تعد السلطة بقادرة على ادارة البلد حيث تركت ادارتها لحفنة من الفاسدين المارقين عن المجتمع ، و هم المتحكمين فيه ، و هم الذين خططوا لاخضاع الجنوب تحت استراتيجية عسكرية مبيتة النوايا الخبيثة للانتقام ، فحين انتصرت الطغمة العسكرية تمادت بحكم قوتها التي تم الاعداد لها ، و تجهيزها المسبق ، ليقع الوطن بأكمله قربانا و فيدا و غنيمة للمنتصر ....

في حين ان المهزوم كان في يوم من الايام فارشا بساط النوايا الحسنة للشريك المخادع .. كما ان الشريك عمد على استغلال حالة الصراعات التي كانت دائرة في يوم من الايام بين ابناء الجنوب ....


و لكنه اليوم نراه يفشل بعد ان ادرك الجنوبيون الحال السيئة الذي اوصلهم اليه الشعار الذي تغنوا به كثيرا ( الوحدة اليمنية ) و هاهي اليوم تصير الوحدة بمثابة الوحلة التي وقع فيها ابناء الجنوب لترتفع اصواتهم اليوم برفضهم لوحدة يوليو التي اسفكت فيها دماء الجنوبيين من قبل الشريك المخادع و هي الوحدة التي الغت وحدة 22مايو 90م ، ليشتد الاحتقان الجنوبي ضد الواقع الذي هم فيه اليوم فاعلنوا في الثالث عشر من يناير من العام الجاري عن اتمام مرحلتي التصالح و التسامح فيما بينهم و تضميد جراح الماضي و الاشتفاء من علة الافكار البالية التي اوصلت الجنوب الى ما هو فيه اليوم و كذلك ليكون عهدا لتوحيد الكلمة للخروج من مأزق الاحتلال الجاثم على صدر الوطن طيلة 13 سنة ،و ليكون انطلاقه البداية ثورة الجماهير السلمية مع ممارستها بكل انواعها ليكون تعبير الجماهير تعبيرا نموذجيا و حضاريا في ممارسة حرية التعبير للتحرر والانعتاق ، و للعمل على ايقاف زحف جرذان السد على المدن الجنوبية .


نُسخت هذه المادة من حضرموت نيوز[/color]

[حد من الوادي]

الجنوب يخلق عالما جديدا!

علي هيثم الغريب:

في ظل الحراك الجنوبي العظيم، والتضحيات الغالية التي قدمها في نضاله السلمي من أجل القضية الجنوبية يرتبط النقاش حول موضوع (كيف نتخلص من هذا الظلم والاستبداد؟) ارتباطا وثيقا بالنقاشات حول (ما الذي نبنيه في الجنوب وكيف؟.. أي ثقافة يجب أن ننتجها؟) و(هل يعتبر أهلنا في محافظات الشمال النظام الذي شيد بقوة السلاح بعد عام 94م وحدويا؟).

إن الحراك السلمي الجنوبي الشامل هو نهج موجه نحو الخلاص، وتجديد ثقافة إنساننا الجنوبي.. الخلاص من الخنوع والذل والعيش المهين، وإنتاج ثقافة التسامح والتصالح والتآخي والتضامن.. وإذا كان صحيحا أن الحراك الجنوبي السلمي هو انبعاث القيم الدينية والأخلاق والمبادئ الإنسانية، ورفض الأعراف السيئة وقانون الغاب وعنجهية الجهل والتخلف، فلابد بالذات من تفكيك هذه الثقافة ورفضها واستبدالها بثقافة التباين الإيجابي والاختلاف المشروع الذي يصب بمجموعه في إطار خدمة القضية الجنوبية.

إن برنامج الفعاليات السياسية والمدنية هو نهج موجه نحو الخلاص والتجديد، وإن التصالح والتسامح هو بالذات ما تم تشييده في كل محافظات الجنوب، والواقع يمد بسخاء كل من يريد الانضمام إلى موكب الخلاص، وإنتاج ثقافة (الوحدة الجنوبية).

لذلك فإن بعث صور التمزق والتفكك التي يروج لها الإعلام الرسمي هو أمر مستحيل.. وكما هو معروف فإن التطور الجنوبي الذي يصنعه أبناؤه يجري وفق المخطط: القضية - آلية النشاط السياسي - التركيب.. والقضية في حالتنا هي القضية الجنوبية مع تركيبتها الثلاثية (الأرض والإنسان والهوية)، وآلية النشاط السياسي هي الفعاليات السياسية التي تضم كل شرائح المجتمع (مواطنين، تجار، ومستثمرين، فروع أحزاب، منظمات المجتمع المدني، مجلس تنسيق العسكريين والمدنيين، التصالح والتسامح، الشباب والعاطلين عن العمل، الجمعيات الزراعية، التجمعات العمالية وغيرها).

ومن فحوى النشاط السلمي والعمل الجماعي بروح تضامنية تنجم حتما ضرورة التركيبة السياسية والمدنية بحال جديدة نوعيا، فكما يمد رقاص الساعة حتما في حركته المنتظمة بنقطة التوازن يمد تطور الجنوب بنقطة التركيب الجديدة.. وفي هذه الحالة فقط يمكن التحدث عن القضية الجنوبية وليس عن محاولة يائسة جديدة لترميم وحدة 1994.

وإن العمل لتكوين مثل هذا الإطار الجنوبي قادر على إلهام فئات المجتمع الواسعة وأحزابه وممثليه السياسيين والمدنيين، وقد يتساءل المرتابون: ولكن أين يمكن البحث عن الأفكار والنموذج للتطور الجنوبي أفي رأس عبقري أم كيف؟ وأقول لا، إنها تتجلى وبالأحرى تظهر في باطن الحراك السياسي الجنوبي السلمي، وتتراءى هناك في تركيبة المجتمع، وفي عنفوان حراكه اليومي، وفوق الأرض التي ولد الجنوبيون عليها، وحيث سالت دماء الشهداء والجرحى.. هنا فقط يتكون الإطار الجنوبي الجديد.


جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الأيام للصحافة و النشر Designed & Hosted By MakeSolution.com