المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الدين والحياه > سقيفة الحوار الإسلامي
سقيفة الحوار الإسلامي حيث الحوار الهادئ والهادف ، لا للخلاف نعم للإختلاف في وجهات النظر المثري للحوار !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


التنبيه على آداب الخطاب للإمام محمد بن عبدالله بن شيخ باعلوي

سقيفة الحوار الإسلامي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-08-2003, 05:04 PM   #1
ابن حضرموت
حال نشيط

افتراضي التنبيه على آداب الخطاب للإمام محمد بن عبدالله بن شيخ باعلوي

فأول ما ينبغي أن نبدأ به التنبيه على آداب الخطاب ؛ أعلم أيها الأخ أن ذوي العقول لا يقدمون على فعل إلا بعد الرؤية التامة ، والفكر الصحيح ؛ فلا يخلُوَنّ شيءٌ من أعظم أعمالهم عن قصد ونظر ، عبادة كان ذلك أو غيرها .. فلا يفعلون شيئا عبثا ولا عادة ، ويؤسسون أعمالهم على المقاصد الصالحة ولا سيما في الكلام . فإن له أسرارا لطيفة ، وحكما عجيبة ينبغي لذوي العقول والأفهام أن يتفطنوا لها ، فينبغي للإنسان أن يعمل الرأي قبل الكلام ، فيجعل لسانه من وراء قبله ، فلا يقل شيئاً حتى يزنه بميزان العقل .. فإذا وفق العبد لفهم هذا كان هذا مبدأ أمره صلاحاً ، وآخره نجاحا ، وليرفق الإنسان في كلامه ، ولا يكثر من الكلام .. وإن كان حسنا ، فإن الشيء إذا أُكثِر منه سمُج ! وكذا لا يكون مهذارا ولا صخاباً .

وليقطع الكلام والنفوس تستحليه قبل أن تمجه الأسماع ، والذي ينبغي للإنسان أن يراعيه ولا يغفل عنه أن لا يتكلم بشيء لا فائدة فيه ، كالأشياء القبَلِيّة المنقضية التي لا يتعلق بذكرها غرض مطلوب وأهل المعرفة يسمّون هذا النحو من الكلام (( الكلام الميت )) وإنّما يتفانى في هذا أهل الغفلة وأصحاب العقول الضعيفة ، إنما حسب الإنسان من الكلام ما تمس الحاجة إليه ، ومنه قيل : نصر الخطأِ خطآن والكلام في الماضي تضييع زمان ، ويجتنِب من الكلام ما يحرك النفوس ويثير الشرور ، فإن النفوس تطالع النفوس وبعضها يحسّ بأحوال البعض ، فمتى صدر عن الإنسان كلام ظاهره حسن لكنه عن نفس ثائرة ودخيلة سيئة حرّك نفس المحاذي وأثار شرّها

واعلم أن الأهواء تحرك الأهواء ، وتثير شرها ، فالأهواء كامنة في الأنفس كمون النار في الزناد ، إذا قابلت هواء محركا تحركت ، فقد يكون الإنسان قارّا ساكنا حتى يقابله صاحب هوى فيتحرك هواه ، وكذا يتنزل الكلام من باطن المخاطب على قدر أحوال الباطن سكونا وانزعاجا ، لتعلق أحوال الباطن بظواهر الكلمات والألفاظ ، ألا ترى أن الإنسان يلقى صاحبه بكلام ظاهره الخشونة والمساءة ، لكنه عن نفس طيبة فلا يؤثر في نفس المخاطب ولا يسؤ وه ، وهذا الكلام بعينه إذا صدر عن نفس ثائرة ، وضمير سيئ أزعج المخاطب وحرّك شرّه ! فليراع الإنسان ذلك من نفسه ومن غيره إصلاحا وتسكينا ومن أحسن ما قيل في تبيين سر الكلام قول سيدنا علي – كرم الله وجهه - : مغرس الكلام في القلب ، ومستودعه الفكر ، ومقوّيه العقل ، ومبديه اللسان ، وجسمه الحروف ، وروحه المعنى ، وحليته الإعراب ، ونظامه الصواب !!

وأعلم أن تأثير الكلام في نفس السامع على قدر إصداره من نفس المتكلم ،فإن الكلام صادرا عن قوة نفس .. أثّر في السامع تأثيراً قوياً ، وإن صادراًً عن ضعف نفس .. أثّر في السامع تأثيراً ضعيفاً ، فلأجل ذلك ينبغي لكل أحد أن يعتبر حال نفسه قبل إصدار الكلام ؛ ليصدر كلامه عن نفس ساكنة .. يلاطف صاحبة بالكلام ملاطفة ليأخذ به قلبه ، ويسُرّه ولا يغضبه ، ويشهد لهذا قوله تعالى ] ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن [ وكذلك قوله تعالى : ] ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليّ حميم [ ثم أنظر إلى قوله تعالى ] وما يلقّاها إلا الذين صبروا وما يُلقّاها إلا ذو حظ عظيم [ ، وهذا إشارة الى تعظيم المنّة على من مُنِحَ هذا الخلق .. فافهم واجهد على التخلق به ، فإنه خلُق الخواص ، فانظر أيها الأخ إلى هذه الأخلاق العالية ، فتخلق بها ونافس عليها .. فدارِِ الناس مداراة ، واحذر ثوران النفوس ؛ فإن النفوس إذا ثارت رجعت إلى طباعها فمالت إلى الشرور وإبداء المعايب وإذا رضيت انبسطت ، وتهيأت بإصدار الخيرات . واهجر الخلاف والمنازعة جهدك وطاقتك باطناً وظاهراً ، فإن لم تستطع بباطنك فليكن بظاهرك ، وحاسن صاحبك محاسنة ، فإن الخلاف أصل الشرور والبليات ، وهو – كما قيل - : الخلاف يهيج العداوة ، والعداوة تستنزل البلاء ، فعليك أيها الأخ بالوفاق ، وتسكين الأنفس ؛ فإن القلوب إذا اتفقت تيسرت الخيرات ، وتنزلت البركات . قال علي – كرم الله وجهه - : عوّد نفسك حسن النية ، وجميل المقصد .. تدرك في مساعيك النجاح . فرب نيةٍ أنفع من عمل فافهم ، واهتم بإصلاح أخلاقك تُصِب مراشدك في أمرك ، فالعلم بالتّعلُّم ، والحلم بالتّحلُّم ، كما قيل :

لذي الحِلم قبل اليوم ما يقرع العصا () وما عُلِّم الإنسان إلاّ ليعلما

وليحفظ الإنسان منطقه ، وليجتنب فاحش الكلام أن ينطق به ، أو يحكيه عن أحد ، فإن عيبه في عاجل الأمر عليه لا له ، وله فيه أوفر القسمين : ألا ترى إلى قول الشاعر :

عر اعر لا ينطقون الخنا () ولا يحفظون الكلام المعيبا

يروم الفتى منهم جهده () فإن قال ، قال خطيباً مصيباً

وكذا ينبغي للإنسان أن يمسك عن الكلام في حالتي الغيظ والغضب ، لأن الكلام حينئذ يكون إلى الزلل أقرب ، لانزعاج النفس وغليانها ، ولكن يصبر حتى يسكن جأشه ، ويذهب انزعاجه .
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جميع حلقات رحلة القبائل الناقلة إلى حضرموت في موضوع واحد الحضرمي التريمي تاريخ وتراث 12 09-07-2017 11:03 AM
نبذة مختصرة عن أنساب السادة العلويين من السادة مكتبة السقيفه 16 12-30-2011 09:16 PM
أخبار نادي الإتحاد في الصحف المحليه ليوم الثلاثاء الموافق 18 / 1 / 1433 هـ سميرالنهدي السقيفه الرياضيه 2 12-13-2011 03:28 PM
اسر ضحايا 13 يناير تقدم اسماء ضحاياها لمجلس الامن والمحكمة الدولية؛؛؛؛؛ الخليفي الهلالي سقيفة الحوار السياسي 11 06-02-2011 02:35 PM
جميع حلقات رحلة القبائل الناقلة إلى حضرموت في موضوع واحد الحضرمي التريمي سقيفـــــــــة التمـــــيّز 1 04-20-2011 01:52 AM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas