المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الأدب والفن > سقيفة عذب الكلام
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


عندما تتكلم الجراح(خواطرلامتي)

سقيفة عذب الكلام


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-12-2010, 06:43 PM   #1
ابوسعدالنشوندلي
شاعر السقيفه

افتراضي عندما تتكلم الجراح(خواطرلامتي)

بسم الله الرحمن الرحيم

وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{139} إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ{140} وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ{141} أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ


















الإهـــــــــداء



الإهداء
أهدي هذه الكلمات إلى
أسرى أمتي المسلمة في كل مكان وأتساءل :
أما آن لتلك الأسود أن تخرج من عرينها ؟
أما آن للكفر أن يندحر ؟
أما آن للقيد أن ينكسر ؟
أما آن للفجر أن يبتسم ؟
هذا ما أدعو الله به لأمة الإسلام ، إنّ ربي سميع الدعاء


















بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة :
هذه جراحُ أمتي أكتبها بكل حسرة ، لأنها كانت يوماً أمة لا تكتب إلا أمجادها ، فكانت بحراً من أمجاد ومكارم لا ساحل له .
إنها أمة عظيمة قادت الإنسانية بدينها ، وحكمت البشرية بعدلها ، فنعم العالم في ظل حكمها وبريق مجدها ، إنها أمة عظيمة يزخر تاريخها بالحسنات ، وجميل الصفات .
إنها أمة عظيمة فتحت للعالم ابواب العلوم ، وأوصدت باب الجهل ، فنهل العالم من علمها حتى وقف على كتفها ، فسقط العالم بأسره عندما سقطت أمتنا من تحته .
لكِِ الله يا أمة الإسلام ، من ذا يصدّق ما أصابك ؟ لو كان عمر الفاروق حياً أكان يصدّق ما دهاك ؟ إنها جراح سلسلت أمتنا ، وآلام كبلّت آمالنا فعذراً يا أمتي أني أكتب اليوم جراحكِ بعد أن كنتِِ يوماًامة لا جراح لها ، وهذا قلمي طفحت عيناه بالدموع اعتذاراً لكِ ، وهذه صفحاتي تجهم وجهها من هول ما كتبت !
ولكن يا أمتي لو استقمنا على الدين ، وسرنا خلف إمام المرسلين ، والله لما أخطاكِ الشرف والمجد مرة ثانية ، فعودي يعد والعودُ أحمد .
فإن الله عز وجل قال :{ وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ }.
فالنصر قادم والفجر آت وعد الله والله لا يخلف الميعاد
اللهم رد لأمتنا مجدها وضمّد جراحها ، ودمّر أعداءها ... آمين .
كتبه
ابو سعد النشوندلي
22/2/1427هـ
[email protected]


الجرح الأول
نداءات حارات من فلسطين الشهادة

هذه صرخات من القدس الحبيب ، إليك أنت أيها المسلم النجيب ، هذا قدسنا الغالي ثالث المسجدين الشريفين يداس ويهان ، فمن ذا يرد له الكرامة ؟ أو من ذا يصون ؟
من غيرك يا حفيد الصحابة البواسل ، من غيرك يا مؤمناً شهماً ، ومن سواك يا مسلماً نجيباً ، أما رأيت القدس الحبيب سجيناً بأيدي اليهود ؟
دنسوا أطيب أرض وأحسن ثرى ، أما سمعت الأقصى السليب يهتف من وراء القضبان والقيود ، خلصوني ، خلصوني ، أما فيكم رجل رشيد ؟؟
آه منكم أيها النائمون .. آه منكم أيها الغافلون .. خلعتم ثياب العز والفخار ... ولبستم ثياب الذل والصغار .
ألم تروا قتل الأبرياء ، وإراقة الدماء وهتك الحياء ؟
أنا القدس أناديكم .... ألم تسمعوا صدى صوتي يتردد في كل العالم... أسطر لكم أحزاني وأشجاني
قلبي من الحزن تشقق ودمعي من الألم تدفق ، أناشدكم الله أفيقوا من نومكم العميق وخلصوني من أبناء القردة والخنازير .. أناشدكم الله بإسلامكم
اذكروني يا بني قومي قليلاً
فلقد أصبحت بالرعب قتيلا

طعنوني بسيوفهم الأثيمة .. شوهوا وجهي بضرباتهم الأليمة .. دمروا جدراني بأسلحتهم الثقيلة
لقـد أكـل اليهود لحوم قومي
فلـما استسـلموا أكـلوا العظاما

ألم تبلغكم صيحات اليتامى ، وأنات الصغار ، وصرخات النساء ؟
أما رأيتم مقابرنا ضاقت بموتانا ؟ أما رأيتم سجون الخصم مشحونة بأسرانا
أنا القدس السليب
بكيت حتى كادت أن تبيضّ عيني من فرط نحيبي آه من زمان نسيني فيه الحبيب وتخلى عني الصديق ومكر بي أكباش الصليب
# # # #
تباً لمجلس الخوف لا مجلس الأمن ! تجمع الذئاب فيه وكلابهم اليهود نبحوا سنيناً باسم السلام وهو يحيكون الدمار لكل مسلم .!
أخيراً أيها المسلم :
لا تنسني ، لا تنسَ القدس الحبيب فأنا أمانة في أعناقكم وأنا منتظركم لتخلصوني من سيطرة العدو اللدود ولا تنسوا ما بيني وبينكم من العهود ولا تنسوا لي الدعاء فالدعاء سلاح المؤمن ، وهذا أقل شيء تقدمونه لي .
ورددوا معي دائماً حيَّ على الجهاد ولا خير في الحياة إذا دنست أرض مسرى رسول الله ، فهيا قم أيها المسلم .. يا أغلى أمل ويا عدة الغد الأعز .
إليك هذه الكلمات سطّرتها الدماء وسجلتها الدموع ، عساك تفيق وتثور ، وتجاهد وتناضل
وجلجل بالنشيد الخالد .. الله أكبر الله أكبر الله أكبر والدمار لليهود ولمن هاودهم
وفي الختام
لا أملك إلا دمعات حارات تحرق خدي وأقول:
اللهم كن لي ناصراً يوم قل الناصر .. اللهم كن لي معيناً يوم فُقِد المعين
اللهم أشكو إليك حالي وعظم أعدائي وغفلة أحبابي ونوم أصحابي وتكالب أعدائي يا مجيب الدعاء أجب دعوة المضطر إذا دعاك
وأذكركم أيضاً وأيضا .. لا تنسوا القدس الحبيب
الجرح الثاني
عـــروسنــــا المفقــــودة

لمحتها من بعيد وقد ارتدت ثوب الحداد ، وعلى وجهها خمش وشحوب وفي ناظريها لدغة الخطوب ناديتها بأعلى صوتي والحزن يخنقني فلسطين القلب يهواكِ ، والقدس ينعاكِ ، والظلم يغشاكِ والحبيب قلاكِ والصديق جفاكِ فلسطين .. هل تذكرين من أنا ؟ فصوّبت نظرها إليّ ونظرت بعينين غارقتين في الدموع ، ثم قالت بل إني أسألك هل تذكرني ؟ فقلت مسرعاً نعم ، أنت فلسطين الحبيبة أنت فلسطين الغالية ،
فالتفتت إليّ وسحابة الحزن تعلو وجهها ، ودمعها نفِدَ من عينيها وقالت : لا بل أني فلسطين الجريحة أني فلسطين الحزينة ، أني فلسطين الكسيرة
# # # # # #
نسيني الأحباب وجهلني الأصحاب ، كأنما تباعدت بيني وبينهم الأنساب ، وتقطعت الأسباب .
ما أعظم غلظة قلوبكم ، وجفوة نفوسكم ، نسيتم أرضكم فلسطين ، نسيتم فلسطين السجينة ، لكنني والله لن أنساكم ، لن تنساكم فلسطين أبداً .
أناديكم من قعر سجن مظلم ، لا سراج ولا رفيق ، أصبح الدمع سراجي ، والحزن زادي ، والهم رفيقي ، والألم أنيسي ..
غابت البسمة من شفتيَّ ، والفرحة من ناظريَّ مع ولادة فجر كل يوم جديد .. أقول : يا رب .. متى ستشرق شمس المسلمين ، وتخمد نار الظالمين ؟
# # # #
فيا أيها المسلم الأغر ، وبدينه الأبر مالي أرى النوم يخيِّط عينيك ، ويكبل يديك ؟
ألا تبكي ... ألا تبكي لحاليَّ الجريح وقدسيَّ الذبيح ؟، ألا تبكي شباباً يكابد سياط السجّان ، ونساءً يغالبن دموع الأحزان .؟
ألا تبكي .؟.. وهذا الليل يبكيني لعظم ما يرى من النحيب .!
آهٍ ثم آهٍ .. أما في القوم ذو دمع سكيبُ .
فهيا قم أيها المسلم يا أمل الجميع ونغمة الربيع وتجهّز وسلَّ سيف الجهاد من غمده وازأر " الله أكبر ، حيَّ على الجهاد "
وإن لم تفيقوا وتجاهدوا فأحسن الله عزاءكم في فلسطين وقدسها الحبيب .
وختاماً :
رباه ضاقت بي الأرض
رباه ألا نصر عظيم
وفجرٌ قريب
يا رب ، يا رب
متى ستشرق شمس المسلمين ؟









الجرح الثالث
النــــــداء الأخـــــــــير

منذ بزوغ شمس الإسلام الصافية ، وإطلالتها المباركة لتداعب بأشعتها الذهبية وجه الأرض الحزين المغطى بظلام الشرك والكفر ، ولتحرق عنها أغلاها ، وتوقظها من نومها العميق .
عندها غردت الأرض لله تسبيحاً وتهليلاً وتتوجت أمتي بتاج الإسلام الوضاء ولكن هناك وحوش تترصد لنا إنهم اليهود أعداء الإسلام في كل زمان ومكان .
إنهم يخططون بعقولٍ مظلمة ، أظلمها حب التعالي والسيطرة ، وبنفوس جشعة همها جمع المال ، وإشعال نار العداوة بين المسلمين .
ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أدرك خطرهم وعرف شرهم فتصدى لهم فاجتثَّ شجرتهم الخبيثة . وكسّر طغيانهم العنيد .
فطردهم من بيوتهم ، وأجلاهم من ديارهم ثم جاء عمر الفاروق ليطرد آخر رجل منهم ، تدبّ قدمه على هذه الأرض المباركة .
فخرجوا من جزيرة الطهر ، وهم يبكون لكنهم قالوا : لا بد أن نعود !!
فما هي إلا أعوام منصرمة ، وصفحات مطوية حتى رجعوا من جديد !!
فها هي أصواتهم المنكرة تعوي وتنبحُ ، وها هو غبار أقدامهم قد اشمأزت منه السماء والأرض لقد رجعوا يا أخي ...
أتدري لماذا رجعوا ؟
إنهم رجعوا للثأر القديم ، والجرح الأليم ، الذي ما زال محفوراً في سويداء قلوبهم ويلّقنه الأول منهم للآخر .

أتدري ماذا فعلوا يا أخي ؟
لقد اعتقلوا القدس الحبيب ، واغتالوا الأرض المباركة وقتلوا رجالنا ، وحرقوا نساءنا ، وألقوا أطفالنا في بئر العذاب ، تطحنهم رحى الحزن والآلام .
فبعد هذا هل يستطيع مسلم أن ينام وأن يلامس جنبه الأرض ؟
وإخواننا ينامون على جمرات الألم ، وجنوبهم على شفرات السيوف .
أبعد هذا نضحك والمسلمات تهتك عوراتهن ، وتمزق ثيابهن .. فكيف القرار ؟؟ وكيف يهدأ لنا بال ؟
يا أخي أنسيت أُمنا تلك المرأة الكبيرة السن التي تتوكأ على عصا الصبر؟ ، وتمشي على أقدام الأمل وقد دّمر الكلاب بيتها ، وجرجروا زوجها وأولادها وهي تصيح ، ودماء أولادها على الأرض تسيح وتصرخ بأعلى صوتها .. أولادي .. زوجي فجاءتها كالبرق الخاطف لكمة في رأسها من كلب حقير ، فسقطت على الأرض وهي تتجرع مرارة الألم ، وصاحت بصوت كأنه جاء من أغوار بئر عميقة وقالت: ألالله مظلمتي وصبري وغربت شمس ذلك اليوم الحزين وغربت معه شمس الحق والحرية ، وزمجرت زوبعة غاضبة فأطفأت قناديل الفجر وأرخى الليل سدوله وغارت نجومه .
وغُرِّب عنها زوجها وأولادها أكثر من أربعين سنة ، عمر طويل .. حتى كأنهم من عاد ومن إرَم ! لم تكتحل عينها برؤيتهم ، بل ولا برؤية صغيرهم عاشوا في سجن مظلم تحيط به أربعة جدران كأنها الجبال على صدر عليل ، وعاشت الأم في سجن مثله ، ذي جدران عاتية عنيدة .
ها هي عند باب بيتها المدمر الذي أصبح أطلالاً وفي كل جناح منه ذكرى لها ، أصبحت تتلاطم بداخلها أمواج الأسى في محيط الألم .
والله يـعـلم ما قلـّبت سـيرتهم
يـومـاً واخطـأ دمع العين مجراه

كفكفت دمعي مسرعاً ، ونظرت إليها فإذا بعبرةٍ تترقرق على شفتيها ، كأنها تلومني وتلومك إلى متى ذا الجمود ؟ إلى متى ذا الرقود ؟
وتنادينا النداء الأخير :
أمـــا لله والإســلام حـق
يـدافـع عنـه شبـان وشيـب

فقـل لـذوي البصـائر أين كـانوا
أجـيبـوا الله ويْـحكـمُ أجـيبوا

ورفعت يديها إلى بارئها ، ودمعاتها تتقاطر على خديها ..
اللهم أشكو إليك حالي ، وأشكو إليك ضعف قوتي ، وقلة حيلتي وهواني على الناس .
اللهم يا ناصر المستضعفين ، ويا مغيث المظلومين اللهم عجل بفرجي وعجل بمخرجي .
وختاماً
عذراً ثم عذراً إن لم نلبِّ النداء الأخير وعذراً ثم عذراً إن لم نجد َّ إليك يا قدسنا بالمسير .









الجرح الرابع
أيــــــام الغضـــــب

جلست يوماً على فراش المحبة ، واتكأت على وسادة المودة ، أقلِّب صفحات أمتي بخاطر مكدود وقلب مشدود ، نظرت إلى جرحنا الممدود ونصرنا المفقود ، نظرت إلى حلمنا الموعود وعزنا المؤود ، فغرقت عيناي في بحر الدموع آه ثم آه من طول نوم سهود .
وفي طلعة الصفحات المجيدة الأولى ، وفي حدائقها الغنَّاء ، يترنم طير الأماني مغرداً ومسائلاً : أين المسلمون ؟ وأين مجدهم التليد ؟
أين طارق وصقر قريش ؟ لا حبذا العيش بعدهم وفي الأندلس وعلى /////////////////////////ها الغنَّاء ، رايات بيضاء سقتها بالدماء أيادٍ مكرمة ، لتحيا باسقة سامقة ، والآن تتمايل فيهاأعلام المضلين ، وتتراقص فيها كؤوس المجرمين ذكريات مؤرقة ، وروايات مؤلمة يغطيها غبار الزمن في خزانة التاريخ وفي سماء الأندلس ، تتساقط نجوم المسلمين ، وتتحطم سدودهم بسيول جارفة عنيدة ، فقد حثيا على مآثرنا التراب .
# # # #
وطرت بجناحي التأمل إلى قرطبة الزهراء ومن بابها الواسع تتدلى عناقيد الذكريات ، وبأنامل الأسى اقتطفت شوكاً أدمى يدي خلته ثماراً يانعة ، ضممتها إلى حضني لتطفئ لهيب الأسى ويطفو بريق الأمل .
وسألتها :
عن المساجد قد طـالت منـائرهـا تعـانق السحب تسبيحاً وعرفـانـا
أجابتني :
حـتى المساجد قد صارت كنائس مـا
فيـهن إلا نواقـيس وصلبـان

حـتى المحـاريب تبكي وهـي جامدة حـتى المنـابر ترثي وهي عيدان

أرأيت يا أخي معالمنا طُمست ، ومساجدنا هُدمت .
أخــــي :
لمثل هذا يذوب القلب من كمدٍ
إن كان في القلب إسلام وإيمان

وطفت بغرناطة الحمراء وحيداً غريباً ، قرأت في عينها أيام الغضب ، وقد كسرت جناح الإسلام فيها ، وقتل جمهرة كبيرة من المسلمين فيها لم أملك إلا دمعات غاضبات توسطن بطن كفي فاكتسيت سربال الأسى على سالف العهد الذي مضى ثمانمائة سنة عشنا سوياً في الأندلس ،
ولكن ليست أندلساً واحدة فلكم ضيَّعنا أندلساً فواقرٌ طوقت أمتي انهدت لها الجبال ، مصيبة حلت بأمتي لا عزاء لها ، في كل ذرة من تبر أرضها الغالية تبكينا وتنعانا .
فزحف الغضب إلى سويداء قلبي فاستولى عليه فانفجرت نار الغضب تشتعل في جوانحي ، وتلتهم ضلوعي ، وسطرت بريشة الغضب عهداً مؤكداً .
قسماً برب الكعبة :
لنثأرن للإسلام والمسلمين ، وليكون بيننا وبينهم يوم من أيام التاريخ الخالدة .
[ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ]
[ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ ]





الجرح الخامس
الرســــالة النــــاطقة

رسالة تسابق البرق من أهل كوسوفا المسلمة ، إلى إخوانهم المسلمين في الهند والسند ، والصين واليمن رسالة تسابق الريح من كوسوفا الجريحة ، إلى المسلمين في الخليج والشام ، وفي إفريقية المسلمة وفي كل بلاد أظلتهم مظلة الإسلام ، إليهم هذه الرسالة المبللة بدموع الأطفال وصرخات النساء وأنًّات الشيوخ ، رسالة تثعب بالدماء ، وتمتلئ بالأشلاء رسالة طارت في كل سماء لتصل إلى قلب كل مسلم
فيا أخي هل بلغتك الرسالة ؟
افتحها واقرأها بتؤدة وسكون
وليقرأها معك التاريخ
* أكثر من خمسة آلاف طفل يتيم ، أبوهم الحزن وأمهم الدموع .
* مئات المساجد هدمت بأعتى الصواريخ .
* آلاف الفتيات خطفن ، وهتكت أعراضهن ومزقت ثيابهن يصرخن بأعلى أصواتهن من وراء قضبان الحديد وآسلاماه وآمعتصماه .
لان الحديد فما لقلوبنا لا تلين ؟!
لم تبق في أعينهن دمعة إلا وانسابت في أخاديد الأسى ، هاهي وجوههن قد تلبدت بغيوم الحزن ، انقطعت أصواتهن من طول العويل ، وفداحة الخطب الجليل لم يبق منهن إلا صورة من حي .
هاهم المسلمون يحرّقون بالنار ، وهم أحياء وعظامهم متناثرة في كل بقعة ، وأشلاؤهم تحتضنها كل رقعة وحولها أنذال الصرب يدوسونها بأقدامهم حتى والمسلم ميت لا يرحمونه !!
انظر إليهم وهم يتمايلون ضحكاً وطرباً ، وهم ينزعون الجنين من بطن أمه حقداً ، لئلا تلد أمٌ بعد اليوم مسلماً !!
فهل رأت الدنيا أبغض من هؤلاء لهؤلاء
قلوب غمست في البحر الأسود فليس فيها بقعة للرحمة وآحر قلباه ، رسالة لم يسمع التاريخ بمثلها طوفان من الجرائم أصمّت أذن التاريخ .
# # # #
ناولني يا أخي يدك لنرقى هذا الجبل لننظر من أعلاه إلى الألوف المؤلفة من المسلمين في المخيمات ، وقد عصفت بهم رياح الظالمين ، فاطفأت قناديل الضياء عاشوا في ظلام حالك ، وهمٍّ هالك لا يسمعون إلا رجيف الصواريخ ، ورعد القنابل وصواعق الطائرات .
البرد يطويهم ، والريح تكويهم
يعيشون على كسرة خبز لا يدرون أهي للغداء أم يؤخرونها للعشاء ؟!
فيا أخي : أما هزَّك هذا الإعصار المؤلم من بعض مشاهد هذه الرسالة.
وختاماً :
كوسوفا تستصرخ المسلمين ، كوسوفا تستنجد بالمسلمين فهل من مجيب ؟
فيا أخي : هذه هي الرسالة المغلًّفة بالآلام والجراح .
فيا أخي : لا ترمِ الرسالة على الأرض ، وسطّرها في قلبك .
وانثرها دعوات صادقات بالنصرة والتمكين للإسلام والمسلمين .
والحمد لله رب العالمين
المرسلون :
إخوانكم من كوسوفا المسلمة الجريحة



الجرح السادس
مقــــبرة العظمــــاء

ها هي عرائس النسائم تهب عليّ من أرض أفغان فاطرب لها طرباً ، هاهي أنفاسها تزقزق حولي فتسمعني أعذب الألحان ، هذه جبالها توشحت بوشاحها الأبيض ، فوقفت أرمقها أسير معها حتى تراءى وجهي في وجهها الصقيل وتردد صوتي في نواحيها ، يا لها من أرض حباها الله بجبال فضيّه ونفوس ابيّه ،انها ارض بنت للجهاد قصراً ، وحفرت للعدو قبرا إنها أرض الإيمان وتوأم الباكستان ، تلك هي أفغانستان .. أرض المليون ونصف المليون شهيد .
وسارت بي الذكريات وهي تقص عليّ الأخبار وتروي ليَ المآسي والأسرار ، فوفقت بي على بوابة الأحزان وقالت : إلى هنا جاء الروس فقطعت منه الرؤوس ، وتلقّى هنا أعظم الدروس ، وتصايح المجاهدون يا خيل الله اركبي فعطروا أرضها برحيقهم الرقراق ، فصار لها كالبلسم الترياق .. فغادرها الروس بعد أن غدروا بها
وقفت أتامل :
يا رباه ماذا فعل الروس هنا ؟!
نظرت فلم أرَ شيئاً يصطدم بعيني ، خِلت أني في أرضِ انقرضت فيها معاني الحياة .
رأيت أرضاً حُولت قبوراً للأموات ، وعلى ظهرها ألغاماً تعجِّل بالمنيات ، يا لها من مقبرة كبيرة ضمت الأحياء مع الأموات .!
# # # #
لملمت أفغانستان جراحها ، وكفكفت دموعها وبدأت تدب العافية إليها دبيباً ، وقفت على قدميها تسحب خطاها ، تنظر إلى السماء ، تستمطر الأمل وتدافع الألم
مرت أعوام كأنها أحلام ثم هجم عليها سواد ليل مظلم مزَّق وجه النهار المشرق ، إنها جيوش جرارة جديدة ، تملأ الأرض وتحجب السماء ... إنه الصليب عاد
عادت جيوشه لتدك الأرض دكا ، وتهز الجبال هزاً ، عادت بسيل من حقد تصبه على الأرض صباً ، وبركان من غضب يحرق الأرض حرقاً ، هذه كابول تكبلها الأحزان .. وهذه قندهار تروي المآسي والأخبار ، هناك صارت الأرض ناراً تغرق فيها الأحلام ، وتذبح فيها الأمال وتقتل فيها الأجيال ، هاهي ديارهم قد حولت إلى ركام وحطام ، هاهي الجماجم تطايرت ، والعظام تناثرت ، هاهم الأبالسة يأكلون العظام ويعشقون الظلام ، هذه بحار دمائنا تجري ، هذه مساجدنا تبكي هذه نساؤنا ثكلى ، وأطفالنا جرحى أواه من أمة تسير فوق الجراح ولا تحرّك ساكناً .. فلا أدري مما أحزن ؟
من جرأة عدونا أم من سكوت قومنا ؟!
ويح أمة استأسدت عليها الكلاب وصرفتها اللئام . !
هذه رحى الحرب طحنت في أرض أفغان عشرات الألوف من الضحايا من قتيل أو جريح أو شريد ، فأصبحت أفغانستان بين المطرقة والسندان ، وبين الجروح والأحزان .
# # # #
هذا البلبل حطَّم أوتار ألحانه لما رأى دموعها تجري ، وهذه الطيور تسائلنا إلى متى هذه الغيوم ؟
أما آن لابن الوليد أن يولد معه الفجر الجديد ؟
أما آن لابن الجراح أن يضمِّد الجراح ؟
صبراً يا أرض أفغان فالنصر قادم من الله وميلاد الفجر آت .
هاهم رجال الفجر شدُّوا إليكِ رحالهم وامتشقوا السهام ليمزقوا بها ثياب الظلام
هاهم رجال الخنادق قد احتضنوا البنادق لتعزف بأيديهم مع كل رصاصة قاتلة
هاهم الجبال في الجبال يكّسرون الطغيان ويحطّمون الأصنام ويقلّمون أظافر اللئام ، ويعدون لهم نعشاً ، ويقدِّمون لكِ عرشا ويزفون للأمة البشرى .
هيَّا يا بلدي الحبيبة ، تقدِّمي إلى محراب الدعاء وتضرّعي إلى رب الأرض والسماء.
# # # #
يا رب أنصر أولياءك ودمِّر أعداءك .
يا رب أنصر المجاهدين واهزم المنافقين والكافرين يا أرحم الراحمين .. ارحم ضعفي وقلة حيلتي وهواني على الناس .. يا رب أجب دعائي .










الجرح السابع
بغــــــــداد والصلــــــيب

إنها بغداد عروس العرب ، وجامعة العلم والأدب ، وقبة الحسب والنسب ، إنها بلاد الرافدين وقرّة العينين ، إنها دار المعتصم والرشيد وبلاد التاريخ المجيد ، ها أنا ذا أراها أمامي ترفل بكل جديد وتزهو بفراتها العجيب ، إنها بغداد من ذا يساويها ؟ من ذا يباهيها ؟ ها هو حبي لها يزداد مع كل نبضة ، ويكبر مع كل نظرة .. حتى ملأت قلبي وخالطت دمي .. وتبقى في القلب بغداد ، أرض الإيمان والجهاد
# # # #
وتمرُّ الأيام مسافرة على متنها بالأحلام وهربت معها الآمال وبقيت لنا الآلام
واستيقظت يوماً بغداد فإذا هي أسيرة للصليب سجينة للمغول الجديد .
صرخت مساجدها هتفت مآذنها وآمتعصماه وهذه فلذات أكبادها لنا تنادي فأين رجالكم ترمي الأعادي ؟، وهذي عراقنا تضحي وتمسي جراح والألم في كل شبر
ها هي العين تذرف الدمع المدرار ، تبكي ما حلَّ في الدار ، ويحرقها سكوت الجار ، فأين هم من شيم العرب في الثأر ؟ آهٍ منك يا بغداد
لقد حوَّل الصليب الأرض مقبرة والسماء مجزرة والبحر دماً .. هذا الفرات يبكي ودجلة طوفان دموعه تجري .
في الرمادي أحزان .. وفي الفلوجة مصائب تصمُّ الآذان .
يا له من عدوٍ مارد وأدَ الأحلام وأحيا الآلام .
هذه أطفالنا يُتِّمت ونساؤنا رُمِّلت ومساجدنا هُدِّمت ، يا له من عدوٍ عنيد يشرب الدماء ، ويعشق الأشلاء ، كلما قتل طلب المزيد .
هتك الحياء ، ذبح الوفاء ، خنق النداء .
يا له من عدوٍ سفَّاح أشعل في القلب نار الجراح .
جاء باسم السلام ، فلم يبق منه راية ولا أعلام .
العالم نائم والصديق هائم وبغداد تبحر في بحر الأحزان ، وتتجرع غصص الآلام ، وآحرَّ كبدي وآلهف نفسي عليكِ يا بغداد .
ولي كبدٌ مقروحة من يبيعني
بها كبداً ليست بذات قروح

هذا التاريخ يبكي وأبكى معه ماضيه وحاضره .
إنها مشاهد أبكت الطير على الأغصان ، وروَّعت الحيتان والحيوان ، إنها مأساة أمة تكتب بالدموع وحكاية أرض تسطر بالأحزان ، ها هي بغداد حبلى بالأحزان صرعى بالآلام .
ناديتها :
حنانيكِ يا بغداد صبراً فإنما
يتاح لهذا الكفر سيل مطهِّر

لماذا دموع الحزن ليست وحيدة
وأنت على الأيام عزٌ ومفخرُ

بكت حتى جفَّت مآقيها ، ويبست مجاريها .
هاهي رائحة الموت تغطي أراضيها .. فالديار قبور وبركان الجرح يفور .
لقد حوَّلها الصليب إلى أطلال باليات وشوارع خاليات وديار نائحات في كل بيت رنة وزفير .
# # # #
إنه الصليب يتحدى جاء بخيله ورَجْلِه ، وحدِّه وحديده .
جاء ليذبح البسمة ويخنق الهمسة .
إنه إعصار مظلم ، وجيش جرّار مجرم ، شيَّد السجون وصنع القيود .
هذه بغداد تنادينا .. أدركوني قبل أن يطمع العدو في بغداد ثانية .
لبيكِ يا بغداد نحن قادمون وللشهادة عاشقون والنصر قادم والفجر آت والله تعالى لا يخلف الميعاد .
# # # #
هيَّا يا ابن صلاح الدين ، يا سليل خطاب والياسين .
زلزل برشاش الإيمان واثأر للدين والقرآن .
وعداً يا بغداد أن نجعل لهم محرقة ومن ثراك لهم مقبرة .
وتنحَّت بغداد عني قليلاً ووقفت في صمت وسكون تناجي ربها وتدعوَه وهي تمزق دموعها وقالت : يا رب ادلهمت الخطوب وعظمت الكروب .
يا رب أكل العدو محاسني وشبابي وهتك عرضي وحيائي .
يا رب دمِّر جيوشهم وزلزل عروشهم يا مجيب الدعاء .. أجب دعوتي .. آمين . فقلت معها آمين .










وتستمر الجراح
إلى متــــى وجــــراحنا تنــــزف ؟!

هذه جراح أمتنا تخضّب كل أرض ، وتغلي في عروق كل مسلم ، ففلسطين دمع وأنين ، والسودان جروح وأحزان ، والعراق همٌ لا يطاق ، والشيشان بحر من الأحزان ، وكشمير حزن مستطير والبلقان ترفرف فوقه الصلبان ، والفلبين يبكي فيها الدين ، ولا ننسى بورما وإندونيسيا ، وكمبوديا ، وبلغاريا ففيهن لنا مآسٍ وأحزان ، آهٍ من أمة جلست فوق النجوم ونالت الشرف المروم ، آهٍ من أمة ملأت البر والبحر ، بعد أن كانت أمة حاكمة صارت أمة محكومة ، بعد أن كانت أمة غالبة صارت أمة مغلوبة ، بعد أن كانت أمة قائدة صارت أمة منقادة ، بعد أن كنا سادة الدنيا وملوكها ، أصبحنا اليوم لا نملك حتى ما بأيدينا! .
كم صرَّفتنا يدٌ كنا نصرِّفها
وبات يملكنا شعب ملكناه

آهٍ من وهن خدَّر أمتنا ، وضعفٍ ضعضع قوتنا ، كلما قامت سقطت ، وكلما طارت وقعت ، آهٍ من أمة تبغي العز والشرف وهي بعيدة عن ربها ، معرضة عن دينها ، غافلة عن سنة نبيها ،آه من امة يسّب نبيها ويداس قرآنها وهي ترقص وتلعب ، آهٍ من أمة يسوقها العبيد ، إن العبيد لأنجاس مناكيد ، آهٍ من أمة لو كتبت جراحها لما وسعتها مليون صفحة .
# # # # #
هذا قلمي يزفر بدماء حزنه ويلفظ آخر أنفاسه وهذه صفحاتي قد اسودت من سواد ليلنا !
وأقول يا رب : متى ستشرق شمس أمتنا ويؤوب مجدنا ؟ فجاءني الجواب :
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ]
الخاتـــمة
لا تيأس .. فالنصر قادم

اطرح اليأس جانباً ، ارمه في بحر النسيان ، توكل على الله ، احمل العزم والأمل والتزم الصدق والعمل ، لا يحزنك الباطل وكثرته ، ولا يروعنك جيوشه وسطوته ، لا يحزنك أنّ سيوف الباطل مشهرة ، وسيوف الحق مغمدة .
لا تكثر الشكوى .. لا ترجع للوراء فالنصر قادم من الله لا تيأس لشدة سواد الليل فإن بعد الليل فجرا وبعد العسر يسراً والنصر قادم .
لا تيأس وداوِ الجراح ولا تكثر النحيب والصياح فالنصر قادم .
لا تيأس واحمِ حوزة الدين ، وجاهد المنافقين المشركين فالنصر قادم .
لا تيأس وقدِّم لدينك شيئا ، ولا تبق واقفاً تضرب كفاً بكف تبكي الحال وترثي الأطلال فالنصر قادم .
لا تيأس ويكفيك وعد الرسول الكريم بأن هذا الدين سيظهر ولن يترك بيت مدر ولا وبر إلا دخله ، عزٌ يعز الله به الإسلام وأهله وذلٌ يذل الله به الكفر وأهله ، فلماذا تيأس ؟ والنصر قادم .
لا تيأس فالمستقبل لهذا الدين ، والفجر آتٍ فإن الله كتب النصر لأوليائه والحتف لأعدائه
فلماذا تيأس؟ والنصر قادم بإذن الله.
وختاماً :
امسح دموع أمتك بجهادك وضمِّد جراحها ، وقل بملء فيك وأسمعها الدنيا لتردد معك النصر قادم للإسلام ونحن إن شاء الله قادمون .


الفهرس
1) الإهداء........................................... ........ 2
2) المقدمة........................................... ........ 3
3) نداءات حارات من فلسطين الشهادة....................... 4
4) عروسنا المفقودة......................................... 6
5) النداء الأخير............................................ 8
6) أيام الغضب........................................... 11
7) الرسالة الناطقة....................................... 13
8) مقبرة العظماء...................................... 15
9) بغداد والصليب..................................... 18
10) إلى متى وجراحنا تنزف.............. 21
11) الخاتمة............................... 22
  رد مع اقتباس
قديم 02-14-2010, 12:10 AM   #2
محمد مدكور
حال متالّق
 
الصورة الرمزية محمد مدكور

افتراضي

مشكورايها الفارس
http://www.alshibami.net/saqifa//upl..._1266093949.rm
لك كل الاحترام والتقدير

التعديل الأخير تم بواسطة محمد مدكور ; 02-14-2010 الساعة 12:13 AM
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas