المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الحوار السياسي
سقيفة الحوار السياسي جميع الآراء والأفكار المطروحه هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


النضال السلمي.. الفهم والمفهوم

سقيفة الحوار السياسي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-30-2006, 02:03 PM   #1
الدكتور أحمد باذيب
حال قيادي
 
الصورة الرمزية الدكتور أحمد باذيب


الدولة :  المكلا حضرموت اليمن
هواياتي :  الكتابة
الدكتور أحمد باذيب is on a distinguished road
الدكتور أحمد باذيب غير متواجد حالياً
افتراضي النضال السلمي.. الفهم والمفهوم

النضال السلمي.. الفهم والمفهوم - عبدالفتاح البتول
30/07/2006 الصحوة نت - خاص:




مقدمات أولية :

النضال في اللغة يعني السباق والغلبة والجدال والدفاع، ويقال: ناضل نضالاً ومناضلة أي دافع وخاص وجادل عن نفسه أو غيره، والسلمي في السلم مقابل العنف والقوة، وعليه فإن تعريف النضال السلمي أنه كل قول أو عمل أو رأي يهدف للدفاع والجدال والحماية للحقوق والحريات وممارستها وتعزيز وجودها بانتزاعها والأخذ بها ثم حمايتها والدفاع عنها، بوسائل سلمية بعيدة عن العنف والقوة، وهذا هو منهج وطريقة الإضراب والجماعة والتيارات التي اتخذت العمل السياسي والدعوى والتربوي وسيلة للتغيير والإصلاح في مقابل الأحزاب والجماعات والتيارات التي سارت في طريق القوة واستخدمت العنف وسيلة للتغيير، وحملت السلاح طريقاً للإصلاح.

ومن نافلة القول التأكيد على أن النضال السلمي والتغيير من خلال العمل التربوي والنشاط السياسي هو الأصل لدى الحركات الإسلامية والجماعات الدعوية، وأن جنوح البعض نحو العنف والقوة، يمثل استثناء نادراً، وعندما نمعن النظر في خارطة الحركات الإسلامية فسنجد مساحة وتواجد تيار العنف والرفض لا يتعدى 5% أو أقل من هذه الحركات والتيارات، ويعود ذلك إلى الرؤية الشرعية والنظرة المنهجية التي تنطلق منها هذه الحركات، والتي على أساسها يأتي مفهوم النضال السلمي وأهدافه وخصائصه ووسائله ومجالاته وضوابطه ومعالمه، التي تستند إلى أحكام ومفاهيم شرعية ودينية، ونصوص دستورية وقانونية، بمعنى أن ممارسة النضال السلمي والعمل السياسي يكون بأساليب مشروعة، والحماية للحقوق والحريات التي تتفق مع القوانين الدستورية والمواثيق الدولية ولا تخالف أو تصادم الشرعية الإسلامية.


الشرعية والمرجعية :
يعتمد النضال السلمي على أسس شرعية، ونصوص دستورية وفي بلادنا لا يوجد تعارض بين الشريعة الإسلامية والمواد الدستورية، فالشريعة الإسلامية وفق النص الدستوري في المادة (3) مصدر جميع التشريعات(1)
ولاشك أن القرآن الكريم والسنة المطهرة والسيرة النبوية تمثل مرجعية واضحة للنضال السلمي عبر الحوار والبلاغ والنصيحة والدعوة والمجادلة بالحسنى، والإقناع، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحرية المعتقد، وحق التعبير عن الرأي، وغير ذلك من أنواع النضال السلمي والكلمة الطيبة والقول السديد، والحوار الرشيد، وسعة الصدر والقبول بالآخر، وكل ما يتعلق بالحرية كفطرة وحق للإنسان الذي تميز بالاختيار، والسيرة النبوية وحياة الصحابة وسير العلماء والمجددين والمجتهدين على مر العصور، تعمق مفهوم العمل السلمي والنضال بالكلمة الصادقة والبلاغ المبين.

لقد خلق الله الإنسان حراً فلا إكراه في المعتقد والفكر والرأي، وإنما احترام كامل للعقل وتحرير الإرادة حتى في مجال الإيمان (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)(2).

ولما كان الإنسان مكلفاً بمهمة إعمار الأرض فقد أعانه رب العزة بالعقل لتلقي هذا التكليف كما أعانه بالإرادة، ولقد جعل الله تعالى الاجتهاد بإعمال العقل فريضة في هذه الأمة(3).

إن أساس دعوة الناس للحق والعدل والمساواة تقوم على البلاغ المبين، فكانت مهمة الرسل لا تتعدى هذا المعنى (وما على الرسول إلا البلاغ المبين)(4)، فالذي على الرسل والدعاة والمعلمين في كل زمان ومكان يتمحور في البلاغ كخطاب ووسيلة للتغيير نحو الأفضل، خطاب عقل ووعي وفهم وإدراك، جهاد باللسان والقلم والكلمة، إنه السلاح الذي يصنع الحياة المستقيمة، ويدعو للأخلاق الكريمة، فهذا هو الطريق الصحيح والسبيل الواضح، وكل دعوات التغيير ومشاريع الإصلاح تنطلق أساساً من البلاغ والحوار، والجدال والإقناع، فلا يتوقف الحوار ولا المحاورة، ولا ينتهي الجدال ولا المجادلة، وإنما هذه وسائل دائمة في كل المراحل وعلى مختلف المستويات، فهذا نبي الله نوح عليه السلام حاور قومه وجادلهم كثيراً، حتى أزعجهم هذا الجدال وقالوا (يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا)(5).

فالجدال والمجادلة من أسس النضال السلمي، والعمل الدعوي، والحقيقة التي يؤكدها الواقع، وثبتها التاريخ، أن الحوار بألوانه المتعددة البرهان، والبيان، والمناقشة، والمثاقفة، والمجادلة بالتي هي أحسن، هي طريق الوصول إلى الإنسان، بل إن المواجهة والعنف والصراع لم تشرع إلا لحماية الحوار وتأمين أجوائه وفتح قنواته، ذلك أن الإنسان لايقاد إلا من خلال قناعاته، حيث التدين أرقى أنواع الحرية والاختيار وتحقيق كرامة الإنسان.

إن كل الأديان وفي مقدمتها الإسلام قامت على التبليغ والحوار، واعتمدت العمل السلمي منهجاً، بل إن الإسلام لفظ ومصطلح مشتق من السلم والسلام وقد جاء في القرآن الكريم لفظ -السلم- كتعبير لمعنى الإسلام من قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة) البقرة:208

وكما يقول الشهيد سيد قطب في الظلال: والمسلم حتى يستجيب لهذا يدخل في عالم كله سلم وكله سلام، عالم كله ثقة واطمئنان، وكله رضى واستقرار، سلام مع النفس والضمير، سلام مع العقل والمنطق، سلام مع الناس، سلام مع الوجود، سلام يظلل الحياة والمجتمع(9).

ولأهمية السلام جعله الله عز وجل تحية أهل الإسلام، وشعارهم وعنوان علاقتهم وجوهر دعوتهم السلام الذي يولد الأمان ويعزز الأمن والاستقرار، ويرفض العنف والفساد والفوضى والإفساد، والله يحب السلام، بل هو السلام ويكره الفساد في الأرض (ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين)(9).

والله لا يصلح عمل المفسدين، ولا يستوي لديه الذين آمنوا وعملوا الصالحات، والمفسدين في الأرض، فطريق المصلحين هو العمل السلمي الجهاد الأكبر، معركة الكلمة الطيبة، والدعوة الحسنة، وإصلاح الأرض وعمارة الدنيا، وحفظ الضروريات والكليات: الدين، والنفس، والعقل، والعرض، والمال، وحرية الاختيار، وإصلاح أي وضع يكون بالسلم والصلح وهذا هو الأصل، وتكون أي وسيلة أخرى استثناء نادراً (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها)(10).

إن من أهم خصائص وسمات النضال السلمي الابتعاد عن العنف في القول أو الفعل، مع الاستمرار والدوام وتحديد سقف للعمل والنشاط، بالإضافة إلى موضوعية وعدالة المطالب والأهداف، ومشروعية الوسائل ونبلها، وواقعية الغايات وسموها.

وعدم الانجرار إلى القضايا الهامشية، والمعارك الجانبية، فلابد للنضال السلمي من المرونة والصبر وعدم التعجل، وذلك حفاظاً على النجاحات والمكاسب والمنجزات السابقة، والمتأمل في سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومنهجه في الدعوة والمحافظة على منجزاتها، يستلهم هذا المنهج النبوي في العمل الدعوي والسياسي المعاصر، فهناك تجارب ومشاريع دعوية وسياسية، عجزت عن حماية دورها الإصلاحي، وفشلت في الحفاظ على مكاسبها ومنجزاتها، وفي لحظة تهور وطيش وإعجاب بالعدد والعدة، يمكن هدم ماتم بناؤه.

إننا ونحن نمارس النضال السلمي ونخوض العمل السياسي ينبغي استلهام المنهج النبوي في آفاقه الكبرى، وخطواته الكلية، والتناغم مع سنن الله في الآفاق والأنفس، والاستفادة من الظروف والإمكانات المتاحة، وتوظيفها بشكل جيد ودقيق في التأثير العميق على مجريات الأحداث واستمرارية الاتزان والأخذ بالأسباب، والاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه، وتفويض الأمر له، باعتبار ذلك مؤشراً على سلامة الفهم وشرطاً لصحة العمل(11).{


الهوامش:

1- دستور الجمهورية اليمنية

2- سورة الكهف الآية 29

3- د. فوزي محمد طايل، كيف تفكر استراتيجياً- الطبعة الأولى 1418هـ- 1997م- مركز الإعلام العربي، القاهرة.

4- سورة النور الآية 54

5- سورة هود الآية 32

6- عمر عبيد حسنة - مقدمة كتاب الأمة- الحوار

7- سورة البقرة- الآية 108

8- سيد قطب -في ظلال القرآن- الجزء الأول- طبعة دار الشروق

9- سورة المائدة - الآية 64

10- سورة الأعراف الآية 56

11- الطيب برغوث- حماية الدعوة
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نغمة سريعة في الفهم والأداء قيسس سقيفة الجوال 0 09-14-2011 11:52 PM
نغمه مميزه بكلمات رائعه بعنوان ايا من يدعي الفهم نبضات الامل سقيفة الجوال 0 08-14-2011 05:17 AM
من وحي القصائد المشاركة في المسابقة الشعرية.. مالفرق بين الفهم والتذوق عند الشعراء ؟ باشراحيل سقيفة عذب القوافي 30 07-01-2011 09:14 PM
متى فقدت العرب الفهم الصحيح للون الأبيض؟ أولاد بري الســقيفه العـامه 0 06-01-2011 12:17 PM
ماذا في التوسل ( 3-3 ) حسن البار سقيفة الحوار الإسلامي 0 05-28-2002 10:51 PM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas