المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > شؤون عامه > الســقيفه العـامه
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


بلــقيــس .. ملــكــة اليــمن

الســقيفه العـامه


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-11-2006, 02:18 PM   #1
العدنية
حال نشيط

افتراضي بلــقيــس .. ملــكــة اليــمن

بلقيس بنت شراحيل .. ( ملكة اليمن لــ كرامة أمة )

بسم الله الرحمن الرحيم

بلقيس بنت شراحيل.. ملكة حكمت اليمن في القرن العاشر قبل الميلاد .. واتخذت من مدينة سبأ عاصمة لمملكتها , وكانت تعبد الشمس هي وقومها , فرآها الهدهد , وكان جندياً في جيش نبي الله سليمان عليه السلام , فأخبره بأمرها , فأرسل سليمان إليها رسالة يدعوها للإسلام , فأرسلت له هدية عظيمة , ولكن سليمان ردّ تلك الهدية , وقال لمن جاء بها : ( أتمدُّوننِ بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون . ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون ) .
فلما علمت بلقيس بقوة سليمان ورسالته الدينية ذهبت إليه , وأعلنت إسلامها , هي وقومها , قال تعالي : ( قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين ) .
وفي الكلمات التالية نتعرف علي قصة تلك الملكة العظيمة رضي الله عنها .

الملـكـــــــــــــة القوية ...


في قديم الزمان , في القرن العاشر قبل الميلاد , كان يحكم سبأ بأرض اليمن ملك عادل , اسمه شراحيل بن مالك بن الديان ابن أبي سرح بن الحارث بن قيس بن صيفي , من بني يعف بن ...ك , من حمير , من أهل مأرب , وكان قد ورث هذا المُلك عن آبائه وأجداده , ولم يكن له من الأبناء غير ابنة واحدة , اسمها بلقيس , فلما توفي صارت بلقيس هي الملكة .
وكان في غمدان ملك ظالم , اسمه ذو الأذعار عمرو بن أبرهة , فزحف علي مدينة سبأ , فتصدت له الملكة بلقيس , فهزمها , فهربت مستخفية بزي أعرابي إلي منطقة الأحقاف , ولكن رجال ذي الأذعار أدركوها , فاستسلمت لهم , فقادوها إلي ذي الأذعار , فاحتالت عليه حتي تمكنت من قتله , فبايعها قومها وولُّوها الحكم , فوليت أمر اليمن كله , وخضع لها الناس هناك , فاتخذت مدينة سبأ عاصمة لملكها , وأدارت شئون البلاد بشجاعة وحكمة ورممت سد مأرب الشهير , وشيدت قصرها في مدينة مأرب , وازدهرت علي يديها التجارة والزراعة , وزادت ثروات البلاد واستقرت أحوال الناس .


هــــــــدهـــــد الخير ...


كانت بلقيس هي وقومها يعبدون الشمس , ويسجدون لها من دون الله , وكان ذلك في عهد نبي الله سليمان عليه السلام بالشام , وقد آتاه الله ملكاً عظيماً , حيث سخر له الإنس والجن , يطيعون أمره , ويلبُّون طلبه , وعلمه لغة الطير .
وذات يوم , ترك الهدهد مكانه في جيش سليمان , وخرج في رحلة استطلاعية متجها إلي اليمن ,فرأي المكلة العظيمة وقومها , وأحزنه أنهم يعبدون الشمس ويشركون بالله الواحد , وأثناء الرحلة سأل سليمان عن الهدهد فلم يجده , فتوعد أن يعذبه إلا إن يكون هناك سبب مقنع لغيابه , قال تعالي : ( وتفقد الطير فقال مالي لا أري الهدهد أم كان من الغائبين . لأعذبنَّه عذاباً شديداً أو لأذبحنَّه أو ليأتيَّني بسلطان مبين ) .
وبعد فترة من الزمن , جاء الهدهد , فسأله سليمان عن سبب غيابه , فقال الهدهد : ( أحطت بما لم تُحط به وجئتك من سبإٍ بنبإ يقين . إني وجدت امرأة تملكهم وأوُتيَت من كل شيء ولها عرش عظيم . وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون . ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ويعلم ما تُخفون وما تعلنون . الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم ) . فرَّد سليمان عليه السلام علي الهدهد قائلاً : ( سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين ) .

الـرســــــــــــالة المقدسة ...


لم يطُل تفكير سيدنا سليمان عليه السلام في أمر الملكة بلقيس , وقومها , وأمر علي الفور بأن يأتوه بأدوات الكتابة , ثم كتب :
بسم الله الرحمن الرحيم .. من عبد الله سليمان بن داود إلي بلقيس ملكة سبأ , السلام علي من اتبع الهدي , أما بعد : ( ألا تعلوا عليَّ وأتوني مسلمين ) . فلما فرغ من كتابة هذا الخطاب الموجز , ختمه بخاتمه , ثم نظر إلي الي الهدهد وقال له : ( اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تولّ عنهم وانظر ماذا يرجعون ) . ثم طوي سليمان عليه السلام الرسالة , وأعطاهل الهدهد , فحملها الهدهد بمنقاره , وبدأ رحلة طيران طويلة , من الشام إلي اليمن , ثم مضي إلي مأرب , ووصل إلي قصر الملكة .
وكانت بلقيس في حجرة نومها الخاصة , وعليها حراسة مشددة , والحجرة مغلقة الأبواب والنوافذ إلا نافذة صغيرة تركتها مفتوحة لتهب عليها نسائم رقيقة من خلالها .

ووصل الهدهد الي حجرة الملكة , فوجدها قد استلقت في فراشها لتستريح , فدخل الحجرة من النافذة الصغيرة المفتوحة , وألقي عليها الرسالة , فهبّت الملكة مذعورة , وهي تتساءل من هذا الذي دخل عليها ولم تشعر به ؟ وما هذا الكتاب الذي ألقي اليها ؟ ثم نظرت اليا لنافذة المفتوحة فرأت الهدهد بالقرب منها , فأمسكت الكتاب , وفتحته , وقرأت مافيه , فعرفت أنه من سليمان ملك الشام , وهو يدعوها الي الاستسلام , والي الإيمان بالله الواحد , ففكرت قليلاً ثم رأت ألا تتخذ قراراً حتي تشاور وزراءها ورجال دولتها .


يتبع.. والسلام عليكم
  رد مع اقتباس
قديم 10-11-2006, 03:32 PM   #2
راعي الذاهبه
حال متالّق

افتراضي

مشاركة رائعة وبانتظار بقية الموضوع اختي العدنية0
حفظك الله0
  رد مع اقتباس
قديم 10-11-2006, 03:43 PM   #3
مايسه
عضو في حقوق الأنسان


الدولة :  عــــــــدن
هواياتي :  السباحة وكرة الطاولة
مايسه is on a distinguished road
مايسه غير متواجد حالياً
افتراضي

العدنيه موضوع جميل شكرا لك
التوقيع :
تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
  رد مع اقتباس
قديم 10-11-2006, 08:40 PM   #4
الشبامية
حال قيادي
 
الصورة الرمزية الشبامية

افتراضي

شكرالك موضوع جداممتع ورائع
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
قديم 10-11-2006, 09:03 PM   #5
باغوزه
باغوزه

افتراضي

شكرا لك اختى العدنية على الموضوع الرائع والذي يعم بالفائده على متصفحي السقيفة
والى مزيدا من التألق والابداع ..
  رد مع اقتباس
قديم 10-11-2006, 09:18 PM   #6
بنت الخليج
حال جديد

افتراضي

مشكووووووووووووووووره اختى العدنية على هالموضوع المهم والمعلومة القيمة
صج انا لاول مره اقراء موضوع زي كده مفصل ويحكى اشياء عظيمة وردت فى القران الكريم . مشكوره يالغاليه
الله يعطيج العافيه على هالمعلومة
وتسلمى يالغاليه

التعديل الأخير تم بواسطة بنت الخليج ; 10-11-2006 الساعة 09:22 PM
  رد مع اقتباس
قديم 10-12-2006, 12:49 AM   #7
مـراد
حال نشيط

افتراضي

جزاك الله خيرا على مجهودك
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


غير مسجل
  رد مع اقتباس
قديم 10-12-2006, 04:28 PM   #8
العدنية
حال نشيط

افتراضي تــــابــــع ....

شكراً لتفاعلكم مع الموضوع


نــكــمــل ..

الملكــــــــــــــة تشاور قومها ...

لبست الملكة بلقيس ثياب المُلك , وخرجت من حجرتها الي مجلس الدولة , وأمرت باجتماع عاجل , فاجتمع أعيان القوم والوزراء والقادة والكهنة في مجلس الحكم , وجلست الملكة علي كرسي عرشها , وفي يدها رسالة سليمان عليه السلام , ففتحتها , وهي تقول لمن حولها : ( يا أيها الملأ إني أُلقي إليَّ كتاب كريم . إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم . ألا تعلوا عليَّ وأتوني مسلمين ) .
فصمت القوم , وتعجبوا , واندهشوا , إذ لم يحدث من قبل أن خاطب أحد الملكة بهذه اللهجة , فقطع دهشتهم صوت الملكة يطلب منهم الرأي في ذلك الكتاب , فقالت : ( يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعةً أمراً حتي تشهدون ) . وهنا نظر القوم إلي قوتهم وكثرتهم , وقد كانوا اثني عشر ألف قائد , تحت إمرة كل واحد منهم مائة ألف مقاتل , فقالوا : ( نحن أُولوا قوة وأُولوا بأس شديد ) . فقالت لهم : إذن أنتم ترون محاربة ذلك الملك , أليس كذلك ؟ فقالوا : بلي , نحن بالفعل نري أن نقاتله , فإننا أقوياء , وعندنا الجيوش العظيمة , ونستطيع أن نهزمه لو جاء لحربنا أو فكر في غزونا . فقالت الملكة : أليس لديكم رأي آخر ؟ فقالوا : بل هذا هو رأينا , والأمر في النهاية إليكِ , فأمري بما شئتِ . فقالت لهم بلقيس : هذا ليس بالرأي السليم , لأن الحرب تفسد كل شيء , ولن نعرف عاقبتها , والملوك إذا غزو دولة أفسدوها , وجعلوا أعزة أهلها أذلة , فإذا جاء هذا الملك إلينا , وحاربنا , وانتصر علينا , سوف يهدم بيوتنا , ويقتل رجالنا , ويجعلنا عبيداً وجواري عنده , ونصبح ضعافاً لا نملك شيئاً , فلا تقوم لنا قائمة بعدها أبداً .


وكان القوم يعلمون حكمة الملكة , ورجاحة عقلها , وحسن تدبيرها , فأرادوا أن يعرفوا ماذا يدور في رأسها , وما الذي تفكر فيه , فسألوها : إذن فماذا ترين أن نفعل أيتها الملكة ؟ فقالت لهم بلقيس : سأرسل إليه هدية عظيمة مع رجل خبير منكم , علي أن تكون مهمة هذا الرجل أمرين ؛ الأول أن يقدم له الهدية , لعله يقبلها ويكف يده عنا فلا يحاربنا , ونكون بذلك قد علمنا أنه ملك من ملوك الدنيا الذين يطمعون في المال والثراء وليس بنبي أو رسول من عند الله كما يقول . والأمر الثاني أن يعلم هذا الرجل الذي نبعثه قوة هذا الملك , وعدد جيشه , فنعلم بذلك إن كنا نستطيع قتاله أم لا . فرأي القوم أن هذا الرأي هو الرأي السديد , فأبدوا استحسانهم وموافقتهم لهذا الرأي , وانفض الاجتماع علي ذلك .

الهـــــــــــــدية الثمينة ...

أصدرت الملكة بعد ذلك أوامرها بإعداد هدية ثمينة وعظيمة , فأعدوا هدية تليق بهذا الملك العظيم , وكانت أموالا كثيرة , وأواني من الذهب والفضة المرصعين باللآليء والجواهر , وكمية كبيرة من الأحجار الكريمة رائعة الجمال كالزمرد والمرجان والياقوت , وكثيراً من الأقمشة والثياب المصنوعة من الحرير الخالص , وكثيراً من الأطعمة الجيدة الموجودة باليمن , كما اشتملت الهدية علي عدد كبير من العبيد والجواري الحسان .
فلما تم تجهيز الهدية أرسلت المكلة إلي رجل حكيم من قومها , وأمرته أن يتوجه بتلك الهدية الي الشام ويقدمها للملك سليمان , ولا ينسي أن يطلع علي ملكه , ويعلم قوته وجيشه , فإذا عاد أخبرها بما رأي , فأطاع الرجل أمر الملكة , وأخذ معه بعض الحراس لحماية الهدية , وخرجت القافلة العظيمة بما تحمل من هدايا ثمينة من أرض اليمن متجهة إلي الشام .

يتبع
  رد مع اقتباس
قديم 10-13-2006, 04:52 PM   #9
العدنية
حال نشيط

افتراضي

المــُـــــــــــــلك العظيم ...

قبل أن تصل هدية الملكة بلقيس إلي الشام أخبرت الأجهزة الاستطلاعية نبي الله سليمان بأمر هذه الهدية , فأدرك سليمان عليه السلام علي الفور أن الملكة أرسلت رجالها ليعرفوا معلومات عن قوته وجيشه من ناحية ولتصانعه من ناحية أخري , فنادي سليمان عليه السلام في المملكة كلها أن يجتمع الجيش , فاجتمع اليه الإنس والجن والطير والحيوانات , ووقفوا جميعاً في استعراض مهيب أمام القائد الأعلي لهم وهو سليمان عليه السلام .
وبعد أيام , وصل رُسل بلقيس الي الشام , ودخلوا وسط حشود كثيفة من الجنود المدججين بالسلاح , لقد فوجيء رُسل بلقيس بأن غناهم وثرائهم يبدو وسط بهاء مملكة سليمان شيئاً صغيراً مخجلاً , فصغرت هديتهم في أعينهم , رغم كونها هدية ثمينة جداً بالنسبة لهم , ولكنهم وجدوا انفسهم أمام مُلك عظيم , لم يروا مثله من قبل , فأخذتهم الدهشة وهم يسيرون علي أرضية قصور الملك , وكانت مصنوعه من خشب الصندل المعطر المزين بالذهب .
وقف رسل بلقيس مع سليمان حتي ينتهي من استعراض جيشه , وراحت عقولهم تسجل عدد الجنود ونوعيتهم , وكثرتهم , ففوجئوا أن في الجيش جنود من الجن , وأنواعاً شتي من الطيور والحيوانات , فأدركوا أنهم أمام جيش لا يُهزم , وقوة لا تقاوم , وبعد أن انتهي استعراض الجيش , دعا سليمان عليه السلام سُفراء الملكة بلقيس إلي تناول الطعام علي مائدة الملك , فلما جلسوا علي المائدة وجدوا أنفسهم أمام أطعمة من كل أرجاء الأرض , وقد تصدرت المائدة أطعمة تُشتهر بلادهم بصنعها وزراعتها , وقد وُضعت في أطباق من الذهب الخالص , ومُلئت الكؤوس الفضية بأنواع مختلفة من الشراب المصفي , وكان يخدمه غلمان يتحلون بذهب لا تتحلي به ملكتهم نفسها .
شعر رسل بلقيس بعظمة سليمان , وقوته , ووجدوا له مهابة شديدة , وسلطاناً قوياً , وهيمنة علي كل ما حوله . فقدموا له هدية الملكة علي استحياء شديد , وقد بدت باهتة فقيرة وسط هذا الثراء المدهش والملك العظيم , فنظر سليمان عليه السلام الي رسل الملكة , وخاطب كبيرهم قائلاً : ( أتمدوننِ بمالٍ فما آتاني الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون ) . فوقع رسل الملكة في حيرة من أمرهم , وسألوا أنفسهم : إذا كان لا يريد المال , وهو في غني عن أي مُلك , فماذا يريد إذن ؟! ورأي سليمان عليه السلام ذلك في عيونهم , فأخبرهم أن ما يريده هو هدايتهم الي عبادة الله الواحد , وترك عبادة الشمس , فقد أكرمه الله عز وجل بالحكمة والمُلك والنبوة , ثم أمر رئيس القافلة أن يرجع بالهدية إلي ملكته , وقال له : ( ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قِبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلةً وهم صاغرون ) .إلا أن يأتوني مسلمين .
فتقدم الرجل الحكيم من سليمان يستعطفه ويرجوه أن ينتظر حتي تأتيه الملكة بنفسها في مهمة سلام , فوافق سليمان أن يمهلهم أياماً .

إســــــــــــلام ملكة ...

عاد سفراء الملكة إلي اليمن , وكانت الملكة في انتظارهم علي أحر من الجمر , فما إن وصلوا حتي أدخلتهم مجلس الدولة , ودعت الي اجتماع عاجل , وسألتهم عما حدث , فأخبروها بعظمة مُلك سليمان , وقوته الهائلة , وأنهم لا طاقة لهم به , وأنه يريد أن يجتاحهم ويهجم عليهم , وقد أعطاهم مهلة بضعة أيام علي ان يأتوه مسلمين .
فكرت الملكة قليلاً , ثم قررت أن تذهب إليه , وأرسلت إلي سليمان عليه السلام تخبره بأنها سوف تأتي إليه ومعها كبار قومها , وأمرت جنودها بحراسة عرشها والحفاظ عليه .
خرجت الملكة بلقيس من مُلكها متجهة إلي الشام , وقبل حضورها أراد نبي الله سليمان عليه السلام أن يبيّن لها قدرة الله وعظمته وكيف أعطاه مالم يُعط أحداً من العالمين , فأقبل علي جنوده قائلاً : ( يا أيها املأ أيكم يأتين بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين ) . فإذا بعفريت من الجن يقول : ( أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين ) .
فسكت سليمان كأنه استبطأ ذلك فقام رجل مؤمن من علماء بني اسرائيل , فقال : ( أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ) . وفي لمح البصر كان عرش بلقيس أمام نبي الله سليمان عليه السلام , فشكر سليمان ربه , وقال : ( هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم ) .
وبعد أيام وصلت بلقيس الي الشام , فرأت مُلك سليمان العظيم , ورأت عرشها بعد أن أمر سليمان جنوده بتغيير بعض معالمه , فقال لها سليمان : ( أهكذا عرشك ) , فتعجبت الملكة , وقالت : ( كأنه هو ) .
ثم دخلت بلقيس الصرح الزجاجي الذي أمر سليمان ببنائه , وكان الماء يجري تحته , فلما رأته حسبته نهراً , فكشفت عن ساقيها بحركة غير شعورية , فقال لها سليمان : ( إنه صرح ممرَّد من قوارير ) . فعلمت بلقيس عظمة ذلك النبي الملك , ورأت ما وهبه الله له , فأعلنت إسلامها وإيمانها بالله الواحد , فقالت : ( ربِّ إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين ) . ثم أعلن قومها إسلامهم بعدها .

وفـــــــــــــاة بلقيس ...

بعد أن أعلنت الملكة بلقيس إسلامها , وآمنت هي وقومها بالله الواحد , تزوجت من نبي الله سليمان عليه السلام , وعاشت معه مدة من الزمن تعبد الله وحده , ثم توفيت بعده السيدة بلقيس , ودفنت رضي الله عنها في أنطاكية بالشام .





تــم.
  رد مع اقتباس
قديم 10-15-2006, 11:54 AM   #10
( masterkey )
حال نشيط
 
الصورة الرمزية ( masterkey )

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العدنية
بلقيس بنت شراحيل .. ( ملكة اليمن لــ كرامة أمة )

بسم الله الرحمن الرحيم

بلقيس بنت شراحيل.. ملكة حكمت اليمن في القرن العاشر قبل الميلاد .. واتخذت من مدينة سبأ عاصمة لمملكتها , وكانت تعبد الشمس هي وقومها , فرآها الهدهد , وكان جندياً في جيش نبي الله سليمان عليه السلام , فأخبره بأمرها , فأرسل سليمان إليها رسالة يدعوها للإسلام , فأرسلت له هدية عظيمة , ولكن سليمان ردّ تلك الهدية , وقال لمن جاء بها : ( أتمدُّوننِ بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون . ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون ) .
فلما علمت بلقيس بقوة سليمان ورسالته الدينية ذهبت إليه , وأعلنت إسلامها , هي وقومها , قال تعالي : ( قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين ) .
وفي الكلمات التالية نتعرف علي قصة تلك الملكة العظيمة رضي الله عنها .

الملـكـــــــــــــة القوية ...


في قديم الزمان , في القرن العاشر قبل الميلاد , كان يحكم سبأ بأرض اليمن ملك عادل , اسمه شراحيل بن مالك بن الديان ابن أبي سرح بن الحارث بن قيس بن صيفي , من بني يعف بن ...ك , من حمير , من أهل مأرب , وكان قد ورث هذا المُلك عن آبائه وأجداده , ولم يكن له من الأبناء غير ابنة واحدة , اسمها بلقيس , فلما توفي صارت بلقيس هي الملكة .
وكان في غمدان ملك ظالم , اسمه ذو الأذعار عمرو بن أبرهة , فزحف علي مدينة سبأ , فتصدت له الملكة بلقيس , فهزمها , فهربت مستخفية بزي أعرابي إلي منطقة الأحقاف , ولكن رجال ذي الأذعار أدركوها , فاستسلمت لهم , فقادوها إلي ذي الأذعار , فاحتالت عليه حتي تمكنت من قتله , فبايعها قومها وولُّوها الحكم , فوليت أمر اليمن كله , وخضع لها الناس هناك , فاتخذت مدينة سبأ عاصمة لملكها , وأدارت شئون البلاد بشجاعة وحكمة ورممت سد مأرب الشهير , وشيدت قصرها في مدينة مأرب , وازدهرت علي يديها التجارة والزراعة , وزادت ثروات البلاد واستقرت أحوال الناس .


هــــــــدهـــــد الخير ...


كانت بلقيس هي وقومها يعبدون الشمس , ويسجدون لها من دون الله , وكان ذلك في عهد نبي الله سليمان عليه السلام بالشام , وقد آتاه الله ملكاً عظيماً , حيث سخر له الإنس والجن , يطيعون أمره , ويلبُّون طلبه , وعلمه لغة الطير .
وذات يوم , ترك الهدهد مكانه في جيش سليمان , وخرج في رحلة استطلاعية متجها إلي اليمن ,فرأي المكلة العظيمة وقومها , وأحزنه أنهم يعبدون الشمس ويشركون بالله الواحد , وأثناء الرحلة سأل سليمان عن الهدهد فلم يجده , فتوعد أن يعذبه إلا إن يكون هناك سبب مقنع لغيابه , قال تعالي : ( وتفقد الطير فقال مالي لا أري الهدهد أم كان من الغائبين . لأعذبنَّه عذاباً شديداً أو لأذبحنَّه أو ليأتيَّني بسلطان مبين ) .
وبعد فترة من الزمن , جاء الهدهد , فسأله سليمان عن سبب غيابه , فقال الهدهد : ( أحطت بما لم تُحط به وجئتك من سبإٍ بنبإ يقين . إني وجدت امرأة تملكهم وأوُتيَت من كل شيء ولها عرش عظيم . وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون . ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ويعلم ما تُخفون وما تعلنون . الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم ) . فرَّد سليمان عليه السلام علي الهدهد قائلاً : ( سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين ) .

الـرســــــــــــالة المقدسة ...


لم يطُل تفكير سيدنا سليمان عليه السلام في أمر الملكة بلقيس , وقومها , وأمر علي الفور بأن يأتوه بأدوات الكتابة , ثم كتب :
بسم الله الرحمن الرحيم .. من عبد الله سليمان بن داود إلي بلقيس ملكة سبأ , السلام علي من اتبع الهدي , أما بعد : ( ألا تعلوا عليَّ وأتوني مسلمين ) . فلما فرغ من كتابة هذا الخطاب الموجز , ختمه بخاتمه , ثم نظر إلي الي الهدهد وقال له : ( اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تولّ عنهم وانظر ماذا يرجعون ) . ثم طوي سليمان عليه السلام الرسالة , وأعطاهل الهدهد , فحملها الهدهد بمنقاره , وبدأ رحلة طيران طويلة , من الشام إلي اليمن , ثم مضي إلي مأرب , ووصل إلي قصر الملكة .
وكانت بلقيس في حجرة نومها الخاصة , وعليها حراسة مشددة , والحجرة مغلقة الأبواب والنوافذ إلا نافذة صغيرة تركتها مفتوحة لتهب عليها نسائم رقيقة من خلالها .

ووصل الهدهد الي حجرة الملكة , فوجدها قد استلقت في فراشها لتستريح , فدخل الحجرة من النافذة الصغيرة المفتوحة , وألقي عليها الرسالة , فهبّت الملكة مذعورة , وهي تتساءل من هذا الذي دخل عليها ولم تشعر به ؟ وما هذا الكتاب الذي ألقي اليها ؟ ثم نظرت اليا لنافذة المفتوحة فرأت الهدهد بالقرب منها , فأمسكت الكتاب , وفتحته , وقرأت مافيه , فعرفت أنه من سليمان ملك الشام , وهو يدعوها الي الاستسلام , والي الإيمان بالله الواحد , ففكرت قليلاً ثم رأت ألا تتخذ قراراً حتي تشاور وزراءها ورجال دولتها .


يتبع.. والسلام عليكم

شكرا العدنية ولكن .. هل لنا أن نعرف المصدر ؟؟ .. كنت أريد التداخل معك بخصوص بعض المفاصل في قصة سليمان ولكن من الضرورة بمكان معرفة مصادرك ..

لك تحياتي .
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas