المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الأخبار السياسيه
سقيفة الأخبار السياسيه جميع الآراء والأفكار المطروحه والأخبار المنقوله هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها ومصادرها !!


عبد الناصربعد غزوة واحتلالة صنعاء وتعز والحديدة خطاب النكبات لليمن والجنوب العربي وحضرموت (شاهد الفديو)

سقيفة الأخبار السياسيه


موضوع مغلق
قديم 10-22-2017, 01:08 AM   #181
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



كتاب الزهور تدفن في اليمن..( الحلقة التاسعة)



الخميس 19 أكتوبر 2017 04:29 صباحاً
شبوه برس - خاص - القاهرة




تأليف : وجيه أبو ذكرى

الطبعة الثانية : عام 1977م

عرض وتلخيص : د. علوي عمر بن فريد

يقول المؤلف في كتابه :

اليمن لها حكاية مع حمزة البسيوني ومع السجن الحربي في 16 سبتمبر الماضي حضر إلى القاهرة أعضاء من النظام الجمهوري وكان المفروض أن يقابلوا الرئيس عبدا لناصر , واستقبلوهم استقبال رسمي في المطار , وركبوا السيارات تحميهم الحصانة الدبلوماسية , وبدل من مقابلة الرئيس قابلوا حمزة البسيوني في السجن الحربي !!


• احمد نعمان عضو المجلس الجمهوري , ورئيس وزراء اليمن .

• الفريق حسن العمري القائد العام للقوات المسلحة اليمنية .

• حسن مكي نائب رئيس الوزراء .

• العقيد حسين المسوري رئيس هيئة الأركان العامة .

• العقيد إبراهيم الحمدي نائب القائد العام .

• احمد عبده سعيد - محمد الحجري – يحيى المتوكل – محسن العيني – درهم أبو لحوم – دكتورعبدالرحمن البيضاني – القاضي عبد الرحمن الارياني .

وهؤلاء أرائهم متقاربة فمنهم من يرى انه يمكن التفاهم مع السعودية مع البقاء على النظام الجمهوري , ومنهم من يرى أن القوات اليمنية تستطيع مواجهة الملكيين بعد انسحاب القوات المصرية , ومنهم من يبحث عن مخرج للأزمة اليمنية , ومنهم من يريد حقن الدماء والبناء ..هؤلاء جميعا كلهم في السجون ولكن هل عبدا لناصر هو الذي أمر بذلك ؟

إنهم يرون انه يمكن الاتصال بالمملكة العربية السعودية لوضع صيغة للتعاون ولكن الجانب المصري رفض ذلك !



وقرر العمري والنعمان ومكي السفر إلى الدول العربية لشرح وجهة نظرهم والسعي لدى الزعماء العرب , إلا أن الفريق العمري قرر الذهاب إلى الأمم المتحدة ليعلن عن رفضه لقبول الوضع الراهن !!

ومعنى ذلك أن يسحب العمري من الرئيس عبدا لناصر شرعية الوجود في اليمن ويضعه في حرج , وبناء عليه تم استدعائهم للتفاهم ثم أدخلهم في السجن الحربي !!



لا أنكر انه لولا التدخل العسكري المصري في اليمن لما بقيت الثورة , ولكن السؤال هو : هل أقيم الجيش المصري ليحارب في اليمن والكونغو , ويعسكر في العراق , أم أقيم لمحاربة إسرائيل ؟

ولنفرض أنها شنت علينا حربا .. هل ننتظر حتى تعود قواتنا من اليمن ؟! ..بعد قيام الثورة أو قبلها بقليل قدمت مصر لألمانيا الغربية قرضا بقيمة 10 مليون جنيه والآن مصر تدق كل الأبواب تبحث عن قروض !!

هل نريد أن نحرر الكونغولي , والكوبي , والإيراني , والعربي , ثم نعطي الحرية للمصري بعد ذلك !!؟؟؟



وتقول زوجة المؤلف في رسالة لزوجها :

كلامي هذا سوف يغضب أي مواطن عربي , واعلم ما قدمه الرئيس عبد الناصر ,للمواطن في سوريا والجزائر , والمغرب , والخليج , أنا اعرف هامات المواطنين في الخليج العربي والجنوب العربي قد ارتفعت وصوتهم قد قوي ضد القوات البريطانية الموجودة , أنا اعلم الثورات التي تتفجر ضد الاستعمار في آسيا وأفريقيا .. ولكن من يدفع الثمن ؟ المواطن المصري هو من يدفع من دمه وحياته وقوته .. يدفع أغلى ما لديه من زهور تدفن هنا وهناك , إنني أخشى أن نحتاج يوما فلا نجد من يقدم لنا شيئا ! !



في الجنوب العربي شعور قومي لم يشهد له التاريخ مثيلا , والاستعمار البريطاني لابد وان يرحل , وكذلك في الخليج العربي , في الكويت تجربة ديمقراطية .. ويخاطب المؤلف زوجته فيقول :

فكري في مصر , في الشباب الذي يدفن هنا وهناك لو أنفقنا ما انفقناه باليمن على مصر وشعب مصر وقراه لشهد العالم دولة عظيمة ! !

حلبة المصارعة في اليمن عليها من كل الجنسيات , والحرب كانت وسيلة لهؤلاء لإضعاف مصر واليمنيون في صراع مع أنفسهم من مئات السنين :

• نزاع بين القبائل سكان الجبال والفلاحين سكان السهول .

• نزاع بين الزيود والشوافع

• نزاع بين الهاشميين وبقية الشعب

• نزاع جغرافي بين الأقاليم اليمنية

• نزاع بين الهاشميين أنفسهم

• نزاع بين مرتدي العمامة والخنجر

• نزاع بين الملكيين والجمهوريين

• نزاع بين الملكيين أنفسهم

• نزاع بين الجمهوريين أنفسهم

أي أننا ليس أمام ( يمن ) واحد أو شطرين من اليمن بل إننا أمام عشرين يمن !!ّ


جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2017
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
 
قديم 10-24-2017, 02:04 PM   #182
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



كتاب : الزهور تدفن في اليمن .( الحلقة العاشرة)



الاثنين 23 أكتوبر 2017 08:52 صباحاً
شبوه برس - خاص - اليمن




تأليف : وجيه أبو ذكرى

الطبعة الثانية : عام 1977م

عرض وتلخيص : د. علوي عمر بن فريد

في بداية هذه الحلقة يصف المؤلف الصراع التاريخي في اليمن ويقول :

إننا أمام عشرين يمن , وكل يمن يريد تصفية حساب تاريخي مع يمن ثانية واستمرار الحرب تقع على حقيقتين :

1- إن القيادة المصرية تفتقر جدا إلى دراسة علمية عن الخلافات في اليمن .

2- إن القيادة المصرية لم تتمكن من وقف تصفية الحسابات التاريخية بين اليمنيين .


**حكم اليمن أو " الإمامة " حق للهاشميين وبدأ العهد المتوكلي عام 1918م. وبدا العهد يجمع زعماء القبائل من المتعصبين للسلالة الهاشمية . المؤمنين بحقهم المندس في الاستئثار بالسلطة والحاقدين على الذين لم يتعصب أجدادهم قبل مئات السنين لحق علي بن أبي طالب في الخلافة من بعد الرسول هو وأبناؤه وأحفاده .. وهذه القبائل أبيح لها أن تسكن في مساكن الأهالي بالقوة حتى لو أدى الأمر إلى إخراج رب المسكن ليحتله المجاهد ويفرض على الزوجة أن تتولى خدمته وإطعامه ما يختار من طعام وإذا اعتذر أصحاب القرية قام الجند بإحراقها كما حدث في قرية " الحوبان " عام 1955م .. في اليمن طبقة السادة وهم الهاشميون ولهم حقوق كثيرة منها رئاسة الدولة وعلى كافة المواطنين أن يقبلوا أيدي السادة ويقول محمد احمد نعمان :

أما المواطنون العاديون فالمفروض عليهم أن يقبلوا ركب الهاشميين , وإذا أراد الهاشمي أن يرد على هذه التحية , فليس أكثر من وضع يده على كتف المواطن المتقوس أمامه وهو يقبل ركبته !!

ويقول نعمان في مذكراته :

" لقد حاولنا القفز على الحواجز ولكننا وجدنا أنفسنا أمام حقائق صارخة وهي :

- الحريق والدمار لأرض القبائل .

- النسف والاغتيال في المدن .

- قتل العسكر للفلاحين في " ماويه " و"شرعب " ونهب الدكاكين في تعز والحديدة

- الإعدامات للهاشميين والمعممين الكبار من القحطانيين .

- الصراع الكبير المخيف على اقتسام المراكز بين الزيود والشوافع .

- تهامة التي تبحث عن نسب لها بين الفئات المختلفة .

هذه صورة لأطراف الصراع في اليمن , وقد عقدت خمس مؤتمرات للبحث عن السلام في اليمن ووقف القتال وهم من شيوخ القبائل ولم تسفر عن شيء !!

وفي مؤتمر القمة العربية بالا سكندريه عام 1964م تم التفاهم بين الملك فيصل والرئيس عبدالناصر على وقف القتال والإعداد لمؤتمر سياسي وتقرر أن يكون في حرض , واختارت الحكومة ممثلا عن كل منطقة جغرافية من كل قرية ومدينه واعترض البعض على البعض وبدأت الأحقاد التاريخية تطفو من جديد إلا أن هناك خمس قوى ظهرت على المسرح السياسي هي :

1- الجمهوريون المنشقون , وكانوا يرون أهمية علاقات وحسن جوار مع السعودية .

2- الحكومة الجمهورية ترى في الجمهوريين المنشقين خونه .

3- اتحاد القوى الشعبية اليمنية .

4- منظمة الشباب .

5- حزب الله الذي كونه محمد محمود الزبيري ورفاقه .

وفشل مؤتمر حرض وجرى اغتيال الزبيري .

مؤتمر حرض :

تشكل الوفد الجمهوري من 25 عضوا برئاسة القاضي عبدا لرحمن الارياني , وحضر من الجانب الملكي 25 عضوا برئاسة القاضي احمد محمد الشامي , استمر المؤتمر شهرا كاملا وكان أهم ما يعترضه :

1- ما جاء في الاتفاقية " ليتولى طريقة الحكم " وكان الجانب الجمهوري يرى آن معناها أسلوب الحكم , فيما الجانب الملكي يراها شكل الحكم !!

2- طالب الجانب الجمهوري إسقاط أسرة حميد الدين , وقال الجانب الملكي إن اتفاقية جدة لم تذكر شيئا من هذا !!

وأرسلوا للملك فيصل والرئيس عبدالناصر يطلبون تفسير ذلك , وجاء الرد منهما يحمل نفس المعنى , وهو التمسك بروح اتفاقية جدة وجاء شهر رمضان , وانفض السامر وتم الاتفاق على عقد مؤتمر في يناير عام 1966م , وأجهضت اتفاقية جدة , وفشل مؤتمر حرض , وعاد القتال في اليمن وعاد الخلاف المصري السعودي وعاد الخلاف بين الجمهوريين !! وليس سرا أن السلام في اليمن لن يتحقق للأسباب التالية:

وهذا ما سنتناوله في الحلقة الحادية عشرة .

جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2017
 
قديم 10-27-2017, 01:08 PM   #183
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



كتاب : الزهور تدفن في اليمن .. رابطة الجنوبي والدور الريادي ( حلقة 11)



الجمعة 27 أكتوبر 2017 10:20 صباحاً
شبوه برس - خاص - القاهرة




تأليف : وجيه أبو ذكرى

الطبعة الثانية : عام 1977م

عرض وتلخيص : د.علوي عمر بن فريد

الحلقة الحادية عشرة

ذكر المؤلف في ص 143 وطرح سؤالا عن السلام في اليمن وقال : إن السلام لن يتحقق للأسباب التالية :

1- تكوين طبقة من أطراف الحرب اليمنية مستفيدة من استمرارها وأثرت ثراء فاحشا من هذه الحرب , وتطالب بالمزيد من استمرار الدم ودفن الزهور في اليمن

2- إن هناك مرتزقة مستشارين للإمام البدر وهؤلاء المستشارين هم الأسوأ يصورون له إمكانية دخول صنعاء وهم يبحثون عن مصالحهم الشخصية .

3- الولايات المتحدة الأمريكية تريد التورط المصري في اليمن .


ويواصل المؤلف سرد الأوضاع في اليمن في رسالة خاصة لزوجته قائلا :

الآن نحن في بداية عام 1967م وكل هذه محاولات السلام التي حدثت في اليمن , وأقول لك أننا لن نخرج من اليمن إلا في ظروف لا يعلمها إلا الله وهذه كارثة علينا وعلى اليمن نفسها , واقتصادنا منهار وأمامنا معركة حتمية مع العدو الإسرائيلي لا ادري متى تكون ولكنها قادمة !!

ولقد حدث في مصر حدثان غريبان كما تقول زوجة المؤلف في فبراير عام 1967م الحدث الأول : فقد نشرت مجلة آخر ساعة تحقيقا صحفيا مصورا لقواتنا وهي فوق الجليد في صنعاء مما دفع بالأمهات إلى المحلات لشراء بلوفرات من الصوف ثم ذهبن إلى إدارة الشؤون العامة للقوات المسلحة لكي تقوم بتسليم هذه البلوفرات لأبنائنا في اليمن , وهذا يدل على عدم ثقة الشعب في الحكومة وأنها تدخر ملابس ثقيلة للقوات في اليمن !!

الحدث الثاني : أغرب وأعنف لقد خرجت الأمهات بملابس البيت في مظاهرة عنيفة إلى المدارس لإخراج أبنائهن , وأخذهم إلى البيوت في لحظة واحدة من أسوان إلى مرسى مطروح بعد انتشار إشاعة تقول : أن الحكومة ستأخذ دم الأطفال وهذا دليل على عدم الثقة بين الحكومة والشعب .

وقد اختفت عشرات السلع من الأسواق وحدث أن تمرد بعض الجنود ورفضوا السفر إلى اليمن وخشيت القيادة أن تسري العدوى إلى كل القوات بل وتصل إلى الجنود المرابطين في اليمن بعد ذلك أصبح السفر إلى اليمن اختياريا

وهنا في باب اللوق والقاهرة يوجد مكتب لرابطة أبناء الجنوب العربي وهذا الحزب على علاقة حسنة مع المملكة العربية السعودية وهو يعمل على تحرير الجنوب العربي بالوسائل السلمية ويشرف في القاهرة على تعليم أبناء الجنوب في المعاهد والمدارس المصرية وقد داهمته المخابرات العامة وأخذت كل محتوياته وأغلقته إلى الأبد إلا أن رئاسة الجمهورية لازالت تقدم لزعماء هذا الحزب رواتبهم بصفتهم لاجئين سياسيين,, ثم رد المؤلف على زوجته برسالة يقول فيها : لقد وعدتك أن احكي لك حكاية الجنوب العربي المحتل وهي حربنا الثانية في اليمن أود أن أسجل إعجابي الشديد في ثورة الجنوب وأعلنت الرابطة مطالب شعب الجنوب للحرية والاستقلال منذ تأسيسها عام 1951م وبدأت بريطانيا تقاوم هذه المطالب وتم نفي رئيس الرابطة السيد محمد علي الجفري واعتقل شقيقه عبدالله وتم نفيه إلى جزيرة سقطرى لمدة 6 أشهر إلا أن هناك حقيقة من الصعب على الإنسان أن ينساها وسط الأحداث وهي أن أبناء الجنوب من اليوم الأول لوصول القوات المصرية إلى اليمن تقدموا بأسلحتهم وأموالهم وأنفسهم للدفاع عن ثورة اليمن واشتركوا في حمايتها واستشهد منهم العشرات وكانوا يقاتلون ثم يعودون إلى جبالهم في الجنوب وكان معظم هؤلاء الرجال من ردفان ولم يرق ذلك للحاكم البريطاني في عدن وطلب منهم تسليم أسلحتهم ورفضوا أمره وأرسل لهم قوات جوية دكت معاقلهم وكانت تلك الشرارة التي أشعلت الثورة ..تشكلت في القيادة المصرية في صنعاء فرع لقيادة ثورة الجنوب أو العملية صلاح الدين , واتخذت من تعز مقرا لها وكانت مهمتها :

1- تدريب أبناء الجنوب على استعمال الأسلحة.

2- وضع الخطط العسكرية لعملياتهم .

3- تقديم العون المالي اللازم لاستمرار الثورة

4- تقديم المعلومات للثوار عن تحرك القوات البريطانية .

وامتد عمل العملية صلاح الدين , حيث أصبحت قيادة مستقلة تتبع رئاسة الجمهورية في القاهرة .

ويشرف عليها رجال من المخابرات العامة والمخابرات الحربية .

هذا سنواصل الحديث في الحلقة الثانية عشرة

جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2017
 
قديم 11-03-2017, 12:44 AM   #184
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



كتاب:الزهور تدفن في اليمن..تمرد قحطان الشعبي على القيادة المصرية وتواصله بالانجليز (الحلقة 12)



الاثنين 30 أكتوبر 2017 06:24 صباحاً
شبوه برس - خاص - اليمن




تأليف : وجيه أبو ذكرى

الطبعة الثانية عام 1979م

عرض وتلخيص : د.علوي عمر بن فريد

يستهل المؤلف حديثه عن الثورة والثوار في الجنوب ويقول في ص 153 ما يلي :

قام بهذه الثورة الثوار .. وبدأ السياسيون يتلمسون قيادتها , في تعز جاء إليها رجال الأحزاب ليكونوا ( الجبهة الوطنية لتحرير الجنوب المحتل ) وتتكون هذه الجبهة من


- حزب رابطة أبناء الجنوب العربي

- الجبهة القومية التابعة لحركة القوميين العرب

- جبهة التحرير التي يرأسها عبد القوي مكاوي

وقدمت العملية صلاح الدين مساعدات مالية وعسكرية طائلة لها , وكانت أكثر الجبهات تمردا على القيادة لعملية صلاح الدين هي قيادة الجبهة القومية التي يقودها قحطان الشعبي , وانسلخت الرابطة من هذا التجمع , وأثرت الكفاح السياسي , واتخذت من المملكة العربية السعودية مقرا لها , مما أدى بالقيادة العربية إلى إلغاء وجودها في القاهرة .

ولقد علمت من قيادة العملية صلاح الدين أن السبب الأساسي في تمرد قحطان الشعبي وجماعته انه استطاع أن يجري اتصالا بالانجليز , وعرضوا عليه أن يسلموه حكم الجنوب !ّ!

ويقول وجيه أبو ذكرى مؤلف الكتاب :

لقد سألت الضابط الذي اخبرني بذلك فقال :

- حزب الرابطة لا يثق فيه الانجليز , لأنه لو استلم الحكم فسوف يترك للسعودية نفوذا كبيرا في الجنوب وقد يؤدي إلى استقرار المنطقة والانجليز يرفضون استقرارها , وجبهة التحرير ستمكن النفوذ الناصري في الجنوب وهذا هو الخطر الحقيقي على المصالح البريطانية في الجنوب وعمان والخليج , تبقى الجبهة القومية وهي التي يعدها الانجليز لتسلم مهام الحكم بعد الرحيل , فسيؤدي حكمها إلى خلافات مع اليمن سواء كانت مصر موجودة أو غير موجودة , وخلافات مع المملكة العربية السعودية , مما يجعل المنطقة دائما غير مستقرة ومستنفذة ومستنزفة , ويقول المؤلف سألت الضابط :

- ولكن مصر موجودة في اليمن , ولها تأثير عظيم في الجنوب , اشك أن بريطانيا ستتمكن من القيام بهذه اللعبة .

- مصر لابد وان تخرج من اليمن قبل عام 1968م , أي قبل خروج الانجليز من الجنوب , وسألت الضابط : وكيف الخروج ؟

وسكت زميلي في اليمن وقال :

- هذه هي المشكلة .. كل ما أتمناه أن نخرج سالمين من هذه الحرب اللعينة !!

وردت زوجة المؤلف عليه برسالة أهم ما جاء فيها :

إسرائيل حشدت قواتها على حدود سوريا , ولم يكن لدينا قوات في سيناء واتخذ الرئيس جمال عبدالناصر قرار الهجوم على إسرائيل كم أنا سعيدة وأنا اسمع في الصباح الباكر أصوات الدبابات وهي في طريقها إلى سيناء تمر قريبا من بيتي .. كم أنا سعيدة وأنا أشاهد التلفزيون وقواتنا تعبر قناة السويس

إن صوت العرب يذيع كل يوم تحرك قوات عربية باتجاه مصر وسوريا والأردن من السعودية والجزائر والعراق ومصر الآن كلها في فرح ونسيت جراح اليمن والأزمة الاقتصادية .

إنني اعتذر عن كل كلمة قلتها في حق الرئيس جمال عبدالناصر ويرد المؤلف على زوجته بالقول :

إن حسابات الزعيم كالآتي :

يخرج القوات من اليمن بشكل مشرف لأنها بالطريق إلى قتال اليهود ويواصل المؤلف القول :

إن إسرائيل ستشن هجوما , لماذا ؟

أولا : القوة المقاتلة الحقيقية من البشر موجودة الآن في اليمن

ثانيا : إسرائيل تعتبر إجراءات مصر بمثابة إعلان حرب وهي :

1- إغلاق خليج العقبة .

2- اتفاقية الدفاع المشترك بين مصر والأردن.

3- دخول قوات عربية الضفة الغربية .

4- زيادة النشاط الفدائي في الأرض المحتلة .

5- سحب قوات الطوارئ الدولية .

ويختم المؤلف رسالته لزوجته بالقول :

سأخبرك بعدة أسرار .. هذه الأسرار هي مقدمة لنتائج الحرب التي سوف نشنها على إسرائيل وهذا ما سنتناوله في الحلقة 13


جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2017
 
قديم 11-04-2017, 01:41 AM   #185
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



كتاب الزهور تدفن في اليمن : هزيمة مصر في الخامس من يونيو عام 1967م بدأت في اليمن (الأخيرة)



الخميس 02 نوفمبر 2017 03:45 مساءً
شبوه برس - خاص - القاهرة




تأليف : وجيه أبو ذكرى

الطبعة الثانية 1977م

عرض وتلخيص : د.علوي عمر بن فريد

الحلقة 13 والأخيرة

في رسالة من المؤلف لزوجته يقول فيها : ( سأخبرك بعدة أسرار هي مقدمة لنتائج الحرب التي سوف تشنها إسرائيل ) :


1- المقاتل المصري يسأل نفسه : لماذا أقاتل في اليمن ولم يجد القضية التي تقنعه .. ولم يجد المبادئ التي يدافع عنها وخافت القيادة فاتخذت أساليب مادية منها :

- البدلات الكثيرة

- الإعفاءات الجمركية

- الشقق والسيارات

وكل ذلك جعل من الجندي المصري ( تاجر )

2- المقاتل المصري من طول البقاء في اليمن فقد لياقته .

3- المقاتل المصري نسي سيناء ومسرح القتال فيها يختلف عنه في هذه الجبال اللعينة .

4- المقاتل المصري تعود على مواجهة عدو اقرب منه إلى حرب العصابات .

5- المقاتل المصري تعود على القتال بحماية الطيران المصري .

6- الطيار المصري تعود على السماء المفتوحة والسماء في سيناء لم تكون مفتوحة لنا وحدنا .

ويقول المؤلف كيف ندخل في معركة مع إسرائيل لم نستعد لها ؟

يقال أن النكسة بدأت عندما ألقت مصر بكل ثقلها الاقتصادي لخارجها ويوم أن أرسل عبد الناصر قواته إلى اليمن , نعم هزيمة الخامس من يونيو عام 1967م بدأت في اليمن وما نتج عنها من أزمات سياسية واقتصادية , انتحرت مصر في سبيل ثورة السلال .

ولنا كلمة أخيرة نقولها بصدق حول كتاب المؤلف وما ورد فيه عن اليمن وثورته نقول : بالرغم من مرور 55 عاما على قيامها إلا أن الثورة أجهضت وأفرغت من مضمونها ومحتواها بسبب العقلية المتحجرة , والتخلف والفكري .. ولم يبق من ثورة سبتمبر سوا اسمها ولم يحصد الشعب اليمني منها إلا الريح !!

فالخيانة لا تموت في اليمن وتاريخه مبني على الغدر وما جرى للأتراك، ثم المصريين، ثم الجنوبيين ،فيه من الدروس والعبر لكل من يقرأ أو يكتب التاريخ ،وستظل الخيانة والغدر والارتزاق، جزءا من تاريخ اليمن ،لا يمكن محوها بسهولة فهو ارث تتوارثه الأجيال وأصبح يجري في شرايينها حتى قيام الساعة ( انتهى )



*- للإطلاع على الحلقة الثانية عشرة :
جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2017
 
قديم 11-13-2017, 01:10 PM   #186
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



كفاية حرب ؟؟



12/11/2017 21:11:42

رأي حضرموت برس



مشكلة اليمنيين شمالا وجنوبا أنهما لا يريدون أن يكونون مشروع دولة محترمة ولا حتى دولتيين تحترمان بعضهم البعض ولا يحترمون إرادتهم ....


صاروا هما ادوات بيد الأجنبي وحولوا بلادهم وشعبهم إلى صراع وحروب اقتتال من أجل غيرهم ...
حتى سيادتهم على أرضهم فقدوها والسبب أنهم يريدون السلطة خارج الادوات المتفق عليها عالميا ...
لا يؤمنون بالتوازن الوطني ولا بالتبادل السلمي ولا بالحد الممكن من الصناديق الانتخابية ولا حتى بالتوافق ...
كلا يريد هواءه ومزاجه ويصر على فرض سلطته بالسلاح مما جعلهم رهنا للأجنبي مقابل تخريب وتدمير البلد ونشر الفوضى وتقويض الدولة ...

كلاهما يتهربون من المنافسة الشريفة بمعنى قدم نفسك كانموذج محترم نزيه عادلاضد الفساد والنهب واعطاء كل حقوقه وضد الظلم
والكل يسعى أن يكون هناك قضاء نزيه وقطع اي يد تمتد للخارج بهدف العبث في البلد ...

وتطبيق نماذج أنظمةواشكال الحكم والإدارة التي تصلح للبيئة اليمنية نظام فيدرالي أو كنفدرالي ... او حتى إدارةحكم ذاتي لإقليم ما ...

او صيغة قيام دولة توخض فيها اعتبارات الموقف الإقليمي وجهات الدعم والإسناد وايضااستشارات الأسرةالدولية ...

حتى يخرج اليمن من مشروع الحرب بالوكالة ....

من ينهض هذا الشعب الأشدغباء أن يقول كلمته كفاية حروب

 
قديم 12-02-2017, 12:05 PM   #187
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



كوارث الثورات العربية



السبت 02 ديسمبر 2017 06:55 صباحاً
فاروق المفلحي




حين أندلعت الثورات العربية والتي أمتدت من العراق الى مصر مرورا باليمن ، فان ما عاناه عالمنا العربي بسبب هذه المتغيرات كان كارثيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.


كنت اتحدث الى صديق مصري مطلع على احوال مصر ومتابع لكل ما يجري في وطنه ، فقال ان ثورة يوليو في عام 1952م تقهقهرت ونكصت وأجهضت كل الاماني والأستقرار في وطن جميل، كان حينها ينافس دول أورباء في الوعي والإزدهاء والنماء والخدمات والديمقراطية وحرية الصحافة.

واضاف ان ما شهده عهد ما بعد ثورة يوليو في مصر من إزدهار كان بفضل الوعي والنهضة والرخاء الذي اسس لها النظام الملكي في عهد الملك فاروق.وانتهى ذلك وها هي مصر اليوم كما تشهدها تعاني كل الويلات.



وعن - العراق- الملكية فلقد حافظت الملكية على بلد العراق والمتعدد الجنسيات والاديان والمذاهب . حافظت عليه مزدهراً متآلفاً موحداً، بينما زجت الثورة العراقية الوطن العراقي في صراعات -إثنية- مع -الاكراد- وأسست لعداوات مذهبية، وتورطت العراق في حروب طاحنة مع الجيران، بما فيها ذلك الإجتياح الجائحي لدولة الكويت التي وقفت عبر تاريخها مع العراق الشقيق .



لم تشهد- ليبيا - اي استقرار بعد الاطاحة بالنظام الملكي في سنة 1969م ، حيث دارت الدوائر على ذلك الشعب وتلك البلاد الجميلة الغنية بثرواتها ومواردها ، وانساق النظام الجمهاهيري في ليبيا -العظمى- الى احداث تبدلات عجيبة في حياة الناس ولغتهم وتاريخهم وعلاقاتهم مع الاشقاء العرب ومع افريقيا وانتهت ليبيا الى ان تطحنها الثورات والفتن .



وعن - سلطنة عمان - فقد ساهمت بعض الدول ومنها الجهورية العربية المتحدة- اي مصر- في تاسيس ما كان يطلق عليه - جبهة تحرير ظفار- أنظمت الى تاييد ودعم الثورة - الظفارية - حينها - الصين الشعبية - وبعد ذلك ناصرتها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. تاسست - جبهة تحرير ظفار- في عام 1965م في عهد السلطان سعيد بن تيمور- طيب الله ثراه-.



لحسن الحظ فقد جنحت تلك الثورة الى الحكمة وقبلت بالمصالحة ، تلك المصالحة التاريخية كانت في عام 1975م وكانت في عهد السلطان - قابوس بن سعيد - حفظه الله. اسست المصالحة في بناء السلطنة وفي شموخها وعزها الوطيد، ولولاها لكانت اليوم - سلطنة عمان - تعيش هواناتها وخصوماتها وويلاتها، ولراينا كرام اهلها يسعون في بقاع الارض بحثا عن لقمة العيش تتجهمهم الوجووه وتزدريهم الألسن .



الثورات العربية كانت جائحية. خذوا -الجزائر- كمثال ساطع، فقد تحررت بعد تضحيات عظيمة غير مسبوقة، ولكنها ابت تلك الثورة الجزائرية ان تهداء، فبعد الإستقلالوكان ذلك في شهر يوليو سعام 1962 م إنساقت -الجزائر- الى تصدير الثورات الى كل البلدان الافريقية، بل انها ضحت بكل ثرواتها لشراء السلاح .



الاستقرار والتسامح والتعقل والصفح والتصبر يصنع الرخاء والنماء ويُوجد ويؤسس للبيئة الحاضنة للاستثمار وتحقيق الطموحات والالفة والتعايش والرقي. فثوراتنا العربية شردت المثقفين والاثرياء وكممت الافواه والجمت الصحافة وخاصمت اقلياتها ، ولم تفلح الاّ في تاسيس مخابراتها وعسسها وبناء سجون التعذيب وتصدير الثورات، التي جعلت الدول تستعديها فوطدت لعداوات الشعوب عليها ، وبددت زمنها ومالها في الطيش والحماسات العدمية .



فاروق المفلحي



جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2017
 
قديم 12-31-2017, 11:09 PM   #188
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



مع غازي


الأحد 31 ديسمبر 2017 07:51 مساءً
عامر الدميني


ثلاثة أيام قسرية عشتها بعيدا عن الانترنت، لأول مرة منذ سنوات، أحسستُ فيها بأن السجن الحقيقي في الوقت الراهن، هو فصل الانترنت عن حياتك، ستبدو في عزلة تامة، وبعيدا عن العالم الخارجي، وعن الاحداث والتطورات المرتبطة بك، ناهيك عن متابعة قضاياك ومهامك الشخصية والعملية.


بالطبع الكتاب هو الملاذ المفضل لمثل هذه الحالات، خلال أيام الانطفاء المستمرة للكهرباء في صنعاء طوال الأعوام الماضية، كانت الكتب الورقية هي الصديق الوفي، والجليس المؤنس، ولا أفضل ولا أمتع من هذا، ليخرجك من وحشة الظلام، وسكون الليل، الى رحاب الفكر والقراءة مع أولئك الذين كتبوا رسالتهم (الكتاب) للأجيال القادمة، كما قال سقراط.

من بين كتب عديدة ترافقني منذ سنوات، عدتُ الى كتاب (حياة في الادارة) للدكتور السعودي غازي عبدالرحمن القصيبي، (1940م-2010م)، وهو من أنفس الكتب التي كتبها القصيبي، وقدمها للقارئ السعودي، والقارئ العربي أيضا.

الحكاية مع غازي القصيبي بالنسبة لي لم تبدأ مع هذا الكتاب، فقد تعرفتُ عليه من خلال القراءة، عبر كتاب شعري جمعه، اسمه (قصائد أعجبتني) وهو عبارة عن مجموعة قصائد لعدة شعراء عرب، كالمتنبي في قصيدته لسيف الدولة الحمداني، وآحر قلباه ممن قلبه شبم، وقصيدة الأطلال للشاعر المصري، إبراهيم ناجي، وقصيدة لصلاح عبدالصبور، وقصائد أخرى.

لقيتُ الكتاب بين مجموعة كنب متفرقة جاء بها أبي في آخر عودة نهائية له من السعودية مطلع تسعينات القرن الماضي، وتمكنت حينها وأنا طفل صغير في الابتدائية من التسلل للشنطة التي كانت تضم تلك الكتب، وإخراج الكتب وقراءته، وحفظت بعض تلك القصائد، وحين مات غازي في العاشر من أغسطس 2010م، كتبت عن شخصيته مقالا مفصلا في صحيفة الناس التي كنت أعمل فيها.

وكان الموقف الثاني الذي عرفته عن القصيبي وانا يافعا، قصيدته ذائعة الصيت التي وصف بها الفلسطينيين الذين نفذوا عمليات استشهادية ضد الجنود الإسرائيليين بأنهم شهداء، وكان ذلك اثناء فترة عمله كسفير لبلاده في بريطانيا، وتسببت تلك القصيدة بضجة عالية، مثلما تسبب بها ديوانه الشعري (معركة بلا راية) عندما كان شابا، في ستينات القرن الماضي من دوشة (وفق المعنى الشعبي)، في عهد الملك فيصل، حين وصف بالردة، وتم رفع العديد من الشكاوى ضده للملك، وانتهت بتبرئته.

نعود الى الكتاب، يمثل كتاب سنوات في الإدارة، خلاصة وعصارة سنوات الخبرة في المناصب الإدارية التي تولاها القصيبي، والتي بدأت مع حياته المبكرة، حيث تعين في جامعة الملك سعود كمدرس للإدارة، ثم عميدا لكلية التجارة، ثم رئيسا لسكة الحديد التي تربط الرياض بالدمام، ثم وزيرا للصناعة والكهرباء، وهو في سن الخامسة والثلاثين، ثم وزيرا للصحة، ثم سفيرا في البحرين، ثم سفيرا في لندن.

كما يمثل الكتاب استعراضا لسيرته الذاتية، منذ ان كان مع والده رجل الاعمال الشهير، الذي كان وكيلا تجاريا للملك عبدالعزيز في الحرين، والتي درس فيها الابتدائية والثانوية، ولم يكن حينها توجد مرحلة اعدادية، ثم انتقاله الى أمريكا لدراسة البكالوريوس في القانون، ثم الماجستير، ثم تحضيره الدكتوراة في بريطانيا.

فالكتاب بقدر ما يعد سردا لشخصيته ومواقفه المختلفة في الادارة والتعليم، كأي شخص له ذكريات ومواقف، بقدر ما يكون مؤرخا للمملكة في أهم مرحلة مرت بها، وهي مرحلة ما قبل الطفرة النفطية، وما بعدها.

ارتبط القصيبي باليمن بفترة مبكرة، فرغم صغر سنه حينها، حيث كان في العشرينات من العمر، فقد كان أحد الأشخاص الذين تم اختيارهم ضمن الوفد السعودي الى اليمن، أثناء الحرب مع الملكيين، حيث اقتضى الاتفاق في العام 1964م أن ترسل السعودية وفدا الى صنعاء، مثلما مصر ترسل وفدها، كان غازي رجل قانون، ولذلك كان مستشار بعثة بلاده في مجال القانون اثناء تواجدها في صنعاء، ومنح مكافأة مالية مقابل ذلك مبلغ 25 الف ريال سعودي، وهي مبلغ مرتفع قياسا براتبه في الجامعة، والذي كان لا يتعدى 1200 ريال حينها.

سافر القصيبي مع الفريق السعودي الى صنعاء، واستقروا في شقة بشارع علي عبدالمغني، قرب القصر الجمهوري، ويحكي ملامح من هذه الرحلة التي تقدم صورة أخرى عن الحرب التي كانت تشهدها اليمن، ونظرة الجانب السعودي لها، لكن كتابه هذا لم يوثق فيه كل شيء، وجمع كل ما شاهده وعايشه من مواقف ووثائق تتعلق بموقف بلاده والموقف المصري من الحرب في اليمن، في كتاب مستقل قدمه لنيل شهادة الدكتوراه في بريطانيا، وعنوانه (Revolution in the Sunnah) ولا أعرف إن كانت هناك نسخة منه باللغة العربية أو لا، وباعتقادي سيكون من أندر الكتب التي تقدم تفسيرا للحرب من وجهة نظر السعودية على الأقل، كون مؤلفه كان على اطلاع بتلك الحرب، ومقربا لدى دوائر القرار الرسمي السعودي.

وربما كان لتلك الزيارة التي قام بها الى صنعاء تأثيرها في قصيدته التي قالها عن اليمن، ولا أعرف بالطبع تأريخها، وهي قصيدة تستعرض واقع اليمن، واقتتال اليمنيين، ومن سخرية الاقدار، أن القصيدة التي قيلت عن اليمن في فترة سابقة، لازالت صالحة اليوم في حديها عن اليمن:

ألومُ صنعاءَ ... يا بلقيسُ ... أمْ عَدنا ؟! أم أمـةً ضيعت في أمـسهـا يَزَنا ؟!
ألومُ صنعاء ... ( لو صنعاءُ تسمعـني ! وساكني عدنٍ ... ( لو أرهـفت أُذُنا (
وأمـةً عـجـبــاً ... مـيــلادها يــمـنٌ كم قـطعتْ يمـناً ... كم مزقـتْ يمنا
ألومُ نفسـيَ ... يا بلقيسُ ... كنت فتى بفــتـنـة الـوحـدة الحسناء ... مفتتنا
بـنـيـت صـرحـاً مـن الأوهام أسكنه فـكان قبراً نـتاج الوهم ، لا سكنا
وصـغـتُ مـن وَهَـج الأحلام لي مدناً والـيـوم لا وهجـاً أرجـو ... ولا مُدُنـا
ألومُ نـفـسيَ ... يا بلقيسُ ... أحسبني كنتُ الذي باغت الحسناء ... كنتُ أنا !
بلقيسُ ! ... يقـتتل الأقيالُ فانتدبي إليهم الهـدهد الوفَّى بـما أئـتُـمِـنا
قـولي لهـم : (( أنـتمُ في ناظريّ قذىً وأنـتمُ معرضٌ في أضلعي ... وضنا ! ))
قولي لهـم : (( يا رجالاً ضيعوا وطـناً أما من امرأةٍ تسـتنقذ الوطـنا؟! ))


كان غازي معروف بجماهيريته وخطفه للأضواء طوال فترة عمله، فقد عمل في مجال الاعلام، حين قدم برنامجا تلفزيونيا، بعنوان "أضواء على الانباء" وأتاح له ذلك شهرة واسعة، وبجانب كونه شاعرا فقد أكسبه ذلك حضورا كبيرا في وجدان السعوديين، وقربه من ملوك وأمراء السعودية الذي ساعدوه كثيرا، ولا يمكن هنا إغفال المهارات القيادية التي كان يتمتع بها، والحس الإداري، والإخلاص في كل المهام التي كانت توكل إليه، وهي مواصفات جدير بأي مسؤول حكومي أن يكون متصفا بها.

تعيش مع غازي في كتابه كشاعر وكوزير وكسفير وكمسؤول حكومي، وتحس وتلحظ عظمة هذه الشخصية، وهي تعمل بكل تفان وجدارة لخدمة بلده، مقدما النصائح الإدارية المختلفة من المواقف التي مرت عليه، للجيل الذي لحق به، وهو ما يجعل الكتاب ذو فائدة لكل من يعمل في الإدارة، والعمل الحكومي والخاص، في أي بلد، وفي أي سن، ولو قدر لي أن أملك مئة نسخة منه، لوزعتها على كثير من الزملاء والمسؤولين، وسأبدأ بوزراء حكومتنا الموقرة، ووكلاء الوزارة والسفراء وغيرهم.

خاض غازي تجارب مريرة ناجحة، مع العمل الإداري، ودخل في معركة مع البيروقراطية الإدارية التي كانت مهيمنة في المؤسسات السعودية الحكومية حينها، حتى وصفت عمليات التغيير التي كان يقوم بها بالمذابح الإدارية، بسبب التغييرات التي كان يجريها في كل منصب تقلده.

ولم يقدم حلولا فقط للمشاكل الإدارية، بل كان صاحب مقترحات لمشاريع لازالت حتى الان، ومن ضمن تلك المشاريع شركة "سابك السعودية، التي قدم تصور عنها، ووضع تسميتها، وكتب لائحتها الداخلية بيده، والتي لازالت قائمة حتى اليوم، وتعد من أضخم الشركات الصناعية الاستثمارية في العالم، وليس في السعودية فقط

الكتاب في حد ذاته – كما أسلفت – يوثق لمراحل مختلفة من الدولة السعودية، وسلوك امرائها وملوكها، وكيفية تصرفاتهم مع مختلف الأزمات، وتعايشهم مع مجتمعهم، وهو من الكتب النادرة في هذا الجانب، فالملوك السعوديين وأغلب الامراء لم يكتبوا مذكراتهم ولا سيرهم الذاتية، وتعاملهم مع الاحداث والملفات التي عاصروها، ليسهل على الجيل اللاحق معرفتها، مثلما هو الحال لدى كثير من الرؤساء الغربيين، او العرب على الأقل.

ولذلك ظلت السياسية السعودية، غامضة في تفاصيلها، واضحة في معالمها، وقد زرتُ العديد من المكاتب المتخصصة ببيع الكتب في السعودية للعثور على مذكرات توثق لأيا من ملوك السعودية كما هو الحاصل على سبيل المثال مع الشيخ عبدالله الأحمر أو سنان ابولحوم في بلادنا، ولم أعثر إلا على كتب تحتوي على صور للأنشطة والزيارات والرحلات التي كان يقوم بها الملك، وكلما كان الملك أقدم كان الكتاب المصور الخاص به أرخص، وبالتالي ظلت أسرار الملك والعائلة المالكة، وفلسفتها ونظريتها في الحكم، طي الكتمان من ملك لآخر.

الكتاب الذي يتوقف في سرده للأحداث عند تعيين غازي سفيرا في لندن، ورغم أنه ينتمي لنمط الكتب الشخصية والمذكرات الحياتية للشخص، لكنه يقدم نظرة شاملة عن العمل الإداري بأسلوب سلس، يجمع بين المعلومة والاستنتاج، والطرافة، من خلال أسلوب سردي ممتع وشيق، وبدون أي فهرس! فقد كتبه كنص واحد من أول كلمة حتى أخر نقطة.

إنه يقدم نموذج فريد، للمدير الحريص على النجاح وليس على النقود والفساد، ونموذج حي للوزير الذي يحدث ثورة في وزارته بحثا عن الأفضل، وليس بحثا عن التكسب الغير مشروع، ونموذج للسفير الذي يمثل بلاده بكل اقتدار وأمانة، وليس بحثا عن جاه ونفوذ.

لا أدري سر هذا الحماس الكبير بالنسبة لي عن الكتاب والكاتب، قد يكون بسبب عدم العثور على نموذج لمسؤول يمني مشابه، تستطيع أن تؤمن به، وتتحمس لأجله، وتفاخر به، رغم وجود العشرات من أسماء الوزراء اليمنيين الذين تعاقبوا على الوزارات خلال الخمسين عاما الماضية.

لذلك أنصح وبشدة من يرتبطون بالعمل الإداري، وأولئك الذين يسعون للنجاح، ومن يرغبون في تطوير أنفسهم باقتناء هذا الكتاب، على الأقل ليعملوا وق نظرية الشاعر العربي الذي قال: فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالرجال فلاح.

بالطبع لو عاد غازي اليوم الى الحياة، فسيرى سعودية مختلفة في مختلف الأصعدة والسياسات والتوجهات.


جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
 
قديم 01-17-2018, 01:02 PM   #189
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



إرث اليمن الثقيل


الأربعاء 17 يناير 2018 09:14 صباحاً
هاني سالم مسهور



نصف قرن من تاريخ اليمن السياسي المعاصر أفرز هذا الواقع المُعقّد، لم يكن تصفية الحوثيين للرئيس السابق علي عبدالله صالح سوى مشهد من مشاهد تدوير العنف السياسي اليمني جنوبه وشماله، ما يجري في صنعاء حدث قبله في عدن عندما تقاتل الرفاق في يناير 1986م، هذا الميراث من الصراعات الدامية هو فصل من فصول اليمن السياسي، وهو فصل سيستمر لطالما كانت أدوات الصراعات حاضرة في المشهد، فلقد اعتاد اليمنيون -شماليين وجنوبيين- على حد سواء بالخروج من مؤتمرات الحوار إلى حروب مفتوحة، حدث ذلك بعد اتفاق العهد والاتفاق في العاصمة الأردنية عمّان ودخل اليمن في حرب صيف 1994م، وهذا ما حدث تماماً بعد مؤتمر الحوار الوطني الذي انتهى بانقلاب الحوثيين على كل اليمن في سبتمبر 2014م.




في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية أدار سمو الأمير تركي الفيصل ندوة نقاش حول اليمن كان الضيف الرئيسي فيها نائب رئيس الجهورية اليمنية الأسبق خالد بحاح، تحدث فيها عن كثير من تفاصيل اليمن السياسية والعسكرية والاقتصادية، ميراث يمني ثقيل كما وصفه الأمير تركي الفيصل، وهذا التعبير يقودنا إلى ما يُمكن أن يخفف من ثقل هذا الميراث السياسي الذي أرهق بوزنه الإقليم بعد أن أسقط اليمنيين أرضاً.



من المهم أن ينفتح اليمنيون على أنفسهم ويبادروا من تلقاء أنفسهم بطرح معالجات لأزماتهم التي صُنعت بأيديهم، ما يتعلق باليمن من صراعات مستدامة تتطلب تفكيراً خارج الصندوق، وتحتاج رؤية أبعد من مجرد المنظور القصير، فواحدة من أكثر مسببات الصراعات اليمنية هي الإصرار على الأخطاء المُجربة، فمثلاً لماذا لا يتم نقل العاصمة إلى الحُديدة بدلاً من صنعاء التي تحولت بفعل الصراعات القبلية والمذهبية والسياسية إلى أكثر مُدن العالم احتقاناً، ولم تعد قادرة على احتواء هذه الصراعات بسبب التكوينات السياسية والاجتماعية التي تسكنها أو تلك التي تُحيط بها.



فكرة نقل العاصمة ليست جديدة، فالعُمانيون في 1970م نقلوا العاصمة من صلالة إلى مسقط، وفعلتها السودان والبرازيل ونيجيريا وساحل العاج وكازاخستان، وتجري في جمهورية مصر واحدة من أهم عمليات نقل العواصم في العالم ببناء المصريين للعاصمة الإدارية الجديدة، وإذا كانت مصر لها أسباب اقتصادية بسبب الازدحام في العاصمة القديمة، فهذا يعني أن هناك من يبحث عن حلول لمشكلات استعصى التعامل معها، وهذا ما هو مطلوب في اليمن، كما أن الإمامة التي حكمت اليمن لم تتخذ من صنعاء عاصمة للحكم، بل كانت تعز هي عاصمة اليمن إبان الحكم الإمامي.



صنعاء يجب أن تتحول إلى مدينة تاريخية تحتوي تاريخ اليمن القديم، مطلوب أن تتحول صنعاء إلى مدينة جذب سياحية تستعرض تاريخ البشرية، فكثير من الحضارات مرت على صنعاء بمسيرتها التاريخية، ويتأصل عمر صنعاء إلى القرن الخامس قبل الميلاد، وكانت عاصمة لحضارات مرت على اليمن والجزيرة العربية تستحق التوثيق والبقاء كواحدة من أعرق المُدن العالمية، ويجب أن تحظى بمكانتها العلمية والتاريخية بدلاً من جرها إلى صراعات أفقدتها عنصر امتيازها التاريخي، في المقابل تبدو الحُديدة قادرة على لعب دور جامع لليمنيين؛ فطبائع المُدن الساحلية أنها قادرة على امتصاص مشاعر الإنسان الصلبة، وتذويبها بفعل المناخ والطبيعة.



تشهد دول القرن الإفريقي نمواً اقتصادياً تؤكده معدلات النمو في اثيوبيا وجيبوتي وارتيريا وحتى الصومال التي سجلت نمواً اقتصادياً في 2016م بأكثر من 3.6% بينما يتسارع النمو الاقتصادي في اثيوبيا فلقد سجل في العام 2017م 8.3%.



هذه مؤشرات تُعزز التفكير الجاد لنقل العاصمة اليمنية إلى الحُديدة للاستفادة من تعافي الاقتصاديات المجاورة، كما أن ذلك سيساعد في إيجاد فرص عمل لكثير من أبناء تُهامة، فهذا الجزء من اليمن يعتبر إضافة لمحافظة تعز يحتوي أكثر من ثُلثي السكان اليمنيين، بل إن محافظتي تعز والحُديدة تحتويان أكثر اليد العاملة المنتجة في اليمن.



تفكيك الإرث اليمني الثقيل مُمكن، ويحتاج فقط لإرادة وشجاعة، ويتطلب إرادة تستفيد مما قدمته عاصفة الحزم من فرصة لليمن بأن يُصحح من أخطائه المرتكبة على مدار خمسين سنة كان فيها اليمن غير قادر على التصالح مع نفسها إطلاقاً، بل كان يمارس ترحيل الأزمات المستعصية حتى خرج الحوثيون من كهوف صعدة ليحاولوا العودة باليمن ألف عام إلى الوراء.



ما حدث لم يكن غير حصاد سنوات من الإصرار على الأخطاء المتوالية، الحوثي سيخسر الحرب، وسينتهي، فاليمن هو الباقي، ولذلك يجب أن نُفكر بالمستقبل، كما نحن نُفكر في كيفية اقتلاع الحوثي بأفكاره الجاهلية السقيمة من صنعاء وما حولها، فالميراث وإن كان ثقيلاً فإن الجيل الحاضر قادر على الاحتمال والانطلاق إلى مستقبل مختلف.



جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2018
 
قديم 02-16-2018, 12:20 AM   #190
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



اليمن شمالا وجنوبا (الانتهازية الوحدة الفشل الصراع)


الخميس 15 فبراير 2018 11:24 مساءً
د.علي جارالله اليافعي

لقد مثلت الانتهازية عند القوى السياسية في اليمن شمالا وجنوبا وبعد قيام الوحدة نتيجة نهائية عكست فشل الحكم وعدم استقرار الدولة ثم الصراع المتكرر على حساب قيام أي مشروع وطني تحت أي مسمى وهذا بكل بساطة نستطيع ويستطيع أي متابع أو باحث معرفته من خلال تتبع تاريخ الصراع السياسي في اليمن بعد قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر والوحدة اليمنية التي مثل قيامها مشروعا وطنيا مفخخا من قبل تلك القوى التي ظلت تقتنص الفرص لاغتيال الآخر فكان من نتائج التفكير الانتهازي إفشال الدولة بتقديم مشاريعها الصغيرة التي كانت السبب الرئيس في الذهاب بالوطن نحو الصراع فلهذا كان يرى البعض أن الوحدة اليمنية لم تكن منطقية لبناء يمن موحد ومستقر تسوده قيم العدالة؛ لأن الوحدة اليمنية التي قامت بين شمال اليمن وجنوبه كانت نتاج حروب وصراعات القوى السياسية التي سيطرت على السلطة في اليمن قبل توحده في (22/مايو/1990).


من جانبٍ آخر نقول وبكل أمانة وصدق إن الوحدة اليمنية كانت أملا وحلما ورديا لكل أبناء الشعب شمالا وجنوبا في بناء الدولة الوطنية الموحدة التي على أساس بنائها يكون العدل والمساواة والحرية والقوة والتوافق بين الشمال والجنوب في السلطة والثروة والتوازن السياسي الذي يمنع الفساد الناتج عن التفرد بالسلطة ويعني أن هذا كله لم تكن تفكر به القوى التي سيطرت على السلطة في شمال اليمن وجنوبه قبل قيام الوحدة وبعدها، وإلا لما أصر الجنوبيون على التعددية في ظل الكثافة السكانية للشمال وما كان لتقع تلك التصفيات التي نالت قيادات جنوبية مباشرة بعد قيام الوحدة ثم الحرب بين الجنوب والشمال في العام (94) التي كان من آثارها دعوة القيادات الجنوبية حينها إلى التراجع عن الوحدة وإعلان فك الارتباط عن الشمال في (21/مايو/1994) وبغض النظر عن من تنازل لصالح الوحدة ومن الذي أعلن الحرب على الآخر ومن الذي خطط ضد الآخر أو من كانت نياته سيئة تجاه الآخر فالوحدة التي تمت في العام (1990) بين شمال اليمن وجنوبه كانت هروبا نحو معالجة المشكلات التي واجهت الدولتين قبل الوحدة لا نحو بناء يمن موحد تسوده العدالة والقانون.

وهذا يعني أن هذه المرحلة (مرحلة ما بعد الوحدة وحرب صيف /94) اجتمع فيها الغباء الوطني الذي تمثل بالشعارات الوطنية الجوفاء والانتهازية التي تمثلت في التربص بالآخر والسيطرة على السلطة على حساب الوطنية الغبية وهي مرحلة لا تختلف كثيرا عن أي مرحلة حصلت فيها المتغلبات السياسية في اليمن بعد ثورتي سبتمبر وأكتوبر اليمنيتين وقبل الوحدة اليمنية شمالا وجنوبا (الانتهاز على حساب الغباء الوطني).

بعد قيام سبتمبر وأكتوبر مثلت الانتهازية السياسية عائقا أمام المصالحة الوطنية كمقدمة لإقامة المشروع الوطني الشامل وعلى سبيل المثال المصالحة الوطنية التي أعقبت حركة سبتمبر (1962) ونتج عنها مجلس الرئاسة في اليمن الشمالي (1967) برئاسة القاضي عبدالرحمن الأرياني والتي لم تكن بنظري مصالحة كاملة ترتقي إلى مشروع وطني متكامل إذ استثني منها الهاشميون تحت شبهة انتمائهم للملكيين بل وتم محاربة المذهب الزيدي على هذا الأساس فلم تكن المصالحة تلك وما أعقبها بنظري إلا للجمهوريين الذين بلغ في عهدهم سيطرة وتدخل مشايخ القبائل في كل مؤسسات الدولة الأمر الذي استدعى بعض القوى الوطنية حينها للتصحيح الوطني فتمثلت تلك القوى بقوى اليسار على يد الرئيس إبراهيم الحمدي فكان التصحيح كمشروع وطني ناقص إذ وقع على حساب المصالحة الوطنية التي لم تشمل كل القوى اليمنية في الشمال حينها، وهذا كان من أكبر ما وقع به اليسار في الشمال من أخطاء.

هذا الخطأ كلف الرئيس إبراهيم الحمدي حياته وتسبب بإنهاء محاولته في إقامة المشروع الوطني في الشمال فهذه القوى التي كانت مع إبراهيم الحمدي في المصالحة الوطنية الفاشلة كانت الخنجر المسموم الذي أطاح به وبنظري الرئيس الحمدي كان يحتاج لإتمام مشروعه الوطني القيام بعدة أمور منها: أولا: عدم إبقاء تلك القوى منفردة معه في المصالحة فهو كان يحتاج بالضرورة إلى إشراك الهاشميين لتعارضهم مع نفوذ مشايخ القبائل بالسلطة، ثانيا:عدم جمع خصومه في معركة واحدة، ثالثا: عدم إظهار مشاريعه في الوقت نفسه، رابعا : أن يبدأ في تصفية الانتهازيين من داخل مؤسسات الدولة.

جنوب اليمن بعد ثورة الرابع عشر من أكتوبر لم يكن أفضل حالا من شماله فقوى اليسار ممثلة بقيادة الجبهة القومية أخطأت عدة أخطاء قاتلة أثناء مسيرتها السياسية وحكمها لجنوب اليمن منها: عندما قررت التآكل من داخلها برفضها التصالح مع جبهة التحرير والاقتتال معها في العام (67) ثم استلام السلطة منفردة والقيام بما أطلقت عليه الخطوة التصحيحية في العام (69) والتي على إثرها تم تصفية من تبقى من قيادة اليسار المعتدل وهم الرئيس قحطان الشعبي وأنصاره وعلى رأسهم رئيس وزرائه فيصل عبداللطيف الذي تم تصفيته لاحقا في المعتقل.

اليمن شمالا وجنوبا ظل يمارس الصراع السياسي على السلطة وظلت لأحداث مرتبطة ببعضها البعض مع اختلاف تفاصيل الأحداث بين جنوب اليمن وشماله بل والأسوأ أن أحداث التآمر والصراع على السلطة في اليمن تم نقله عبر تلك القوى السياسية الفاشلة التي حكمت اليمن قبل توحيده إلى ما بعد قيام الوحدة اليمنية في (22/مايو/1990) فظل الصراع على السلطة قائما حتى يومنا هذا بل لم نر مشروعا وطنيا حقيقيا وصحيحا يدعو لمصالحة شاملة يستطيع اليمن من خلالها تجاوز خلافاته التاريخية وصراعاته على السلطة وكان أكبر دليل على صحة هذا الطرح ما أطلق عليه تسمية مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي أفضى إلى الصراع على السلطة وتدخل الخارج تدخلا مباشرا في الشأن اليمني.

ولو عدنا وحققنا في أسباب الصراع على أساس ما طرح سابقا سنجد أن عدم استكمال المشروع الوطني في الشمال بالمصالحة الكاملة مع كل القوى أو عدم الحذر بعد التصحيح لمشروع اليسار في الشمال أنتج تاريخا لا ينتهي من الصراع على السلطة استمر إلى ما بعد قيام الوحدة صراعا جهويا وكذلك كان في الجنوب ففي الشمال تم اغتيال الرئيس الحمدي من قبل الانتهازيين ثم اغتيال الرئيس الغشمي من قبل اليسار انتقاما للحمدي ثم محاولة انقلاب فاشلة على الرئيس صالح في العام(79) من قبل الجبهة الوطنية اليسارية ثم بعد الوحدة ظل عناصر اليسار في المعارضة يحاولون انتزاع السلطة بأي ثمن كان لكنهم لم يتحالفوا مع اليسار في الجنوب والهاشميين في الشمال ثم حزب الإصلاح إلا بعد حرب (94) وكل ذلك كان على أساس برجماتي بحت كما نراهم اليوم.

عدم المصالحة مع الهاشميين في المصالحة التي تمت نهاية الستينات بين الجمهوريين في الشمال بعد الانقلاب على الرئيس السلال في (67) وربط المذهب الزيدي بالهاشميين ثم الملكيين وتهجيره من معاقله لصالح معاهد الإخوان والحركة السلفية أنتج خسارة اليسار في الشمال وتحالفهم مع الاشتراكي بعد الوحدة وفي حرب (94) ثم الحروب الستة بين حركة أنصارالله والسلطة ثم تحالفهم مع صالح واعتقال الرئيس التوافقي هادي والحرب اليوم ضد القوى المتمثلة بالشرعية المدعومة من التحالف العربي.

وفي الجنوب كان ضياع المشروع الوطني نتيجة لأخطاء القيادة السياسية في إطار المكون والنسيج الواحد أي أنه كان من الإمكان نجاح المشروع الوطني في الجنوب إذا سارت قيادته بالجنوب نحو بناء الدولة وبنته بناء قويا وهذا لا يكون إلا إذا كانت قياداته قد تخلت عن سياسة التنافس على السلطة والذهاب بالحزب نحو كادر الكفاءة لا التوافق الذي بُني على أساس مناطقي وأيدلوجي بحت وهو ما لم يحصل فمع وجود الصراع في الجنوب والتصفيات على أساس التطرف الأيدلوجي والمناطقي كان خاتمتها أحداث (13/يناير/1986) وعلى هذا وذاك فالوحدة كانت نتيجة لكل تلك الأخطاء والصراعات جنوبا وشمالا.

عدم بناء مشروع تصالح وطني حقيقي في الجنوب سواء على أساس توافيقي في إطار اليسار أو بين جميع المكونات الأخرى - وهي مكونات اليمين التي تم طردها من قبل الجبهة القومية قبل يوم الجلاء في (30/نوفمبر/1967)- أنتج خطوة (22/يونيو/69) واغتيال سالمين نهاية السبعينيات وأحدث (86) والهرولة نحو الوحدة اليمنية هروبا وعدم المصالحة مع من تم طردهم بعد أحداث يناير وتحالف الاشتراكي بعد الوحدة مع الهاشميين ثم حرب (94) ثم حركة موج بعدها للمطالبة بتحرير الجنوب ثم حركة حتم نهاية العام تسعين للنفس السبب وفي أواخر العام (2004) حركة تاج ثم الحراك الجنوبي العام (2007) ثم تحالف بعض قيادة الحراك مع السلطة المدعومة من التحالف العربي تحت مسمى دعم الشرعية ثم اختلاف قيادة المجلس الانتقالي مع الشرعية على أساس الصراع القديم في الأحداث الأخيرة التي وقعت في عدن بين المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا وحكومة الشرعية المدعومة سعوديا.

وهنا نستطيع القول إن المشروع الوطني في اليمن دائما ما كان يتم اغتياله قبل ميلاده أو أثناء قيامه بل لا يختلف اثنان في كون المشروع الوطني في اليمن قبل الوحدة لم ينجح في أحد الشطرين ووجود سلطة حاكمة لا يعني نجاحا لأي مشروع وطني ونجاح مشروع الانتهازيين في حكم اليمن بعد ثورتي (26/سبتمبر/1962) في شمال اليمن و(14/أكتوبر/1963) جنوب اليمن كان في السيطرة على المشهد السياسي من حيث نجاح وصولهم إلى السلطة في كل منعطفات الصراع والانقلابات بل كان هو انتكاسة لقيام أي مشروع وطني وقد كان لسيطرة تلك القوى الانتهازية على السلطة في اليمن نتائج كارثية كميلاد الحكومات الفاسدة والفاشلة التي سخرت مقدرات الوطن لها وللانتهازيين العاملين معها وهذه القوى لطالما كانت تعمل ضد قيام أي مشروع وطني في اليمن طبعا عدى حقبة حكم الرئيس الحمدي شمالا ومرحلة من حقبة حكم الرئيس سالمين جنوبا وهي مرحلة تواصله مع الرئيس الحمدي مع اختلافي في وجهة النظر حول الزمن المناسب لتلك الحقبة التي لم تكن مرحلة مناسبة للتوافق بين الرئيسين.

ولو حققنا من باب الطرح المستقل في ثورتي سبتمبر وأكتوبر سنجد أنه لم تكن الثورتان في اليمن شمالا وجنوبا بعد قيامهما في اليمن مصدر نجاح لأي مشروع وطني بل لا يمثل قيامهما بالأساس مشروعا وطنيا ناجحا قاد أو سيقود اليمن نحو العدالة والنمو بل كان أعقب قيامهما مرحلة من مراحل الصراعات المتتالية على السلطة والنفوذ والفساد وقد تبين لنا من خلال المنعطفات التاريخية لتاريخ الدولة في اليمن بعد الثورتين أن المشروع الوطني لم يكن محل سعي للسلطة الحاكمة بل إن قيام المشروع الوطني في اليمن شمالا وجنوبا قبل الوحدة لم يكن مرحبا به من قبل الانتهازيين الذين سعوا إلى السلطة على حساب قيامه دائما وكذلك كان بعد قيام الوحدة اليمنية.

ثورة التغيير ومؤتمر الحوار الوطني لم يكونا إلا نتيجة لكل أخطاء القيادات السياسية الحاكمة في اليمن وارتباطها الدائم بالتدخل الخارجي في كل منعطفات الصراع السياسي في اليمن قبل الوحدة وبعدها فلهذا لم يكن مؤتمر الحوار الشامل مشروعا وطنيا ولن ينتج عنه حتى مستقبلا مشروعا وطنيا وهنا تعرف أن الصراع اليوم في اليمن والتدخل الخارجي (التحالف العربي) أو ما أطلق عليه عاصفة الحزم لم يكن إلا نتيجة لعدم قيام أي مشروع صحيح ومنها المشروع الوطني في قيام الوحدة اليمنية على سبيل المثال لو أن الوحدة اليمنية جاءت بعد حل مشكلة السلطة بين الشمال والجنوب وتقسيم الثروة ومشكلة المساحة والكثافة السكانية لما احتجنا إلى تفرد حزب المؤتمر في السلطة ووقوع حرب صيف (94) ثم ما نتج عن ذلك (الحراك الجنوبي - حروب الشمال - ثورة التغيير – المبادرة الخليجية - مؤتمر الحوار الوطني) وما نتج عنه من تدخل خارجي مباشر(الحرب القائمة اليوم) تحت مشروع دعم الشرعية، الذي كلف اليمن نزع السيادة وقتل آلاف الأبرياء من أبناء الشعب اليمني شمالا وجنوبا، وترك اليمن حزينا وحيدا - عدى من التدخلات الخارجية السيئة - في طريق مجهول لا تبدو نهايته قريبة في ظل قوى لا تزال برأس السلطة وهي لم تستفد من تاريخ الصراعات على السلطة كونها كانت جزءا منها أو إنها كررت الفشل في الوقت الذي كان يحتاج فيه اليمن إلى التصحيح والكمال بالتوافق على أي مشروع وطني صادق تصنعه القوى الشابة والجديدة في التغيير.


جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas