العناية بالاسنان

[الدكتور أحمد باذيب]

العناية بصحة اللثة والأسنان تحميك من الرائحة الكريهة

بقلم : د. سعيد جيرع:

تمنح الأسنان السليمة والصحية الوجه إشراقة متميزة وجميلة، تجذب المحيطين بصاحبها وتسهل عليه عملية انشاء علاقات مع الآخرين وعلى الرغم من أهميتها تلك تشير الدراسات الحديثة الى ان عدداً كبيراً من الاشخاص يهملون العناية بتلك الاسنان اللؤلؤية وهذا يفسر خسارة الاسنان في سن مبكرة، حتى بين الافراد الذين يعيشون في مجتمعات متحضرة مثل بريطانيا وامريكا حيث تصل نسبتهم الى 40% لكن إهمال العناية بالأسنان لا يؤثر في المظهر الخارجي فحسب، بل يودي ايضاً الى الرائحة الكريهة للفم وأمراض اللثة والتسوس.

وكذلك أكدت بعض الدراسات وجود علاقة بين ضعف العناية الصحية بالفم وولادة أطفال بأوزان أقل من المعدل المطلوب، إضافة الى الاصابة بالسكتات والذبحات القلبية.

ان العناية بصحة الفم وأسنانه سهلة جداً ولا تتطلب الكثير من بذل الجهود المضنية، ويكفي ان تستجيب لبعض النصائح الطبية لتحصل على تلك الابتسامة الساحرة والجذابة وايضاً الجسم السليم، والرائحة العطرة من الفم.

كيفية التخلص من الرائحة الكريهة
1- من المعروف أنه يعيش أكثر من 200 نوع مختلف من البكتيريا في الفم، وهي تختبئ تحت طبقة الجير وفضلات الطعام وفي الفجوات بين اللثة والأسنان وفي عمق تجاويف اللسان، ونتيجة لتفاعلها مع بقايا الطعام العالق بين الاسنان، ينبعث منها مركب كبريتي ذو رائحة نفاذة وكريهة. وللتخلص من هذه المشكلة وجب فرك الاسنان واللسان بالفرشاة على الاقل مرتين يومياً.

واستخدام خيط تنظيف الاسنان يومياً، إضافة الى الحرص على عدم جفاف الفم بل إبقاؤه رطباً، لأن اللعاب هو بمثابة الغسول. ومن الضروري جداً شرب الكثير من الماء ومضع العلكة الخالية من السكر لحفز إفراز المزيد من اللعاب.

وينصح الخبراء باستخدام مطهرات الفم التي تحتوي على مادة ثاني اكسيد الكلورين التي تهاجم مباشرة المركب الكبريتي المسؤول عن الرائحة الكريهة ولا ينصح باستخدام المطهرات التي تحتوي على الكحول لانها تؤدي الى تجفيف الفم ما يخلق محيطاً مناسباً لنمو البكتريا، بل حتى ان بعض هذه السوائل ممكن ان يزيد من سوء الحالة ويخفي الرائحة الكريهة ولا يزيلها.

2- التخلص من الجير

أثبتت الدراسات القديمة والحديثة أن أحد أسباب الرائحة الكريهة للفم هو الجير.

يشهد الفم باستمرار عملية بناء البلاك (طبقة رقيقة بيضاء مائلة الى الصفار) على الاسنان بعد تناول الطعام والمشروبات السكرية، إلا ان هذه الطبقة يفترض أن تزول نتيجة التفريش المنتظم للاسنان واستخدام خيط الاسنان الطبي للتخلص من بقايا الطعام العالقة بين الأسنان.

في حال غياب هذه العناية السليمة والصحية، سوف يتحول الى طبقة من الجير (بلاك متكلس) لا يمكن إزالتها الا عند طبيب الاسنان.

لهذا ننصح باستخدام معجون الاسنان الخاص بإزالة الجير كي لا تختبئ البكتريا المؤذية وبقايا فضلات الاطعمة تحته وإنتاج السموم التي تؤدي الى التهاب اللثة وانبعاث رائحة كريهة من الفم.

الاسنان السليمة في الجسم السليم
نتاول في ما يلي آثار تسوس الأسنان والحد منها وأهمية حماية اللثة والطريقة الصحيحة لتفريش الاسنان.

1- الحد من التسوس:

من المعروف لدى العامة أن الاغلبية من الناس يخافون الذهاب الى طبيب الأسنان من مسألة علاج التسوس خلال وضع الحشوات، لكن العناية السليمة بالفم ربما تؤدي الى ازالة هذه الفجوات أو الثقوب السوداء التي تظهر في السن، نتيجة الاحماض الدهنية التي تفرزها البكتيريا أثناء تحليلها السكر الموجود في الطعام، إلا أن المعادن الموجودة في اللعاب تعطل دور هذه الاحماض وتصلح الخلل القائم.

ان الفترات المتباعدة بين الوجبات تتيح مزيداً من الوقت لتعطيل وظيفة الأحماض، لهذا السبب يفضل الحد من تناول الوجبات الخفيفة بين الوجبات الرئيسية وعدم تناول الأطعمة الغنية بالسكر، إلا خلال الوجبة الرئيسية، ومن المهم ايضاً استخدام معجون أسنان غني بالفلورايد لمحاربة التجاويف والحرص على فرك الاسنان بالفرشاة مرتين يومياً، ويسهم الفلورايد في تقوية طبقة المينا في السن، وجعلها أكثر مقاومة لاعتداءات الأحماض.

الطريقة السليمة لفرك الاسنان بالفرشاة
لا يكفي ان يقوم الشخص بتفريش أسنانه، إنما عليه ان يعرف كيف ينظفها بالطريقة الصحيحة كي يحميها من التسوس، من هنا يشير أطباء الاسنان الى ضرورة استخدام معجون الاسنان الغني بالفلورايد لانه يحد من التسوس، مع الحرص على تفريش الاسنان مدة 3 دقائق كاملة، وينصح ايضاً باختيار الفرشاة المتوسطة برأس صغير ووبر ناعم.

وتعتمد تقنية تفريش الاسنان على إدخال رأس الفرشاة في اتجاه الاسنان، بحيث يكون طرف الفرشاة بزاوية 45 درجة في اتجاه اللثة.

بعدها تحرك الفرشاة بشكل دائري على الاسنان واللثة معاً مع تكرار الحركة ذاتها مرات عدة، مع الضغط الخفيف اثناء التفريش.

ويجب ايضاً تفريش الجهة الخارجية والداخلية من كل سن في الفكين العلوي والسفلي مع التحريك الى أعلى وأسفل مرات عدة بواسطة النصف العلوي من الفرشاة.

حماية اللثة
تعتبر أمراض اللثة من إكثر الامراض شيوعاً في العالم. إذ تشير الاحصاءات الاخيرة الى ان نحو 85% من الناس، يعانون أحد أمراض اللثة.

ويعتبر نزيف اللثة أثناء تفريش الاسنان، أحد المؤشرات الى الاصابة بأخف أنواع التهابات اللثة، لكن التفريش المنتظم سوف يؤدي الى وقف النزيف بعد أيام عدة. في حال استمرار خروج الدم يجب اللجوء الى طبيب الاسنان.

اهمال علاج التهاب اللثة يؤدي الى تفاقم حالة الاسنان واللثة فتصبح عرضة لاعتداءات البكتيريا وسمومها، التي تستهدف العظام وبنية السن، وهذا بدوره يؤدي الى سقوط الاسنان وتلف العظام المحيطة بها.

بينت بعض الدراسات وجود ارتباط بين الأمراض التي تصيب اللثة والاسنان، وارتفاع خطر الإصابة بالسكتة القلبية.

اللهم نسألك الحماية من الأمراض ومن الآفات وقنا شر المتطفلين على المهن ومن أعمالهم المؤذية لمرضانا وتفاقم خطورة مرضهم بسبب تدخلهم الخاطئ في أمور الطب والعباد، وتب عليهم، وأرشدهم الى الصواب، وخير الاعمال.

وأختم كلامي بآيتين من الذكر الحكيم من سورة المؤمنون (الآيتين 55-56) {أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنينü نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون} اللهم لا تجعلنا من الذين أمنوا عذابك مع سوء أعمالهم وفساد قلوبهم.

أهمية استخدام خيط تنظيف الاسنان
تعتبر عملية تنظيف الاسنان بواسطة خيط طبي خاص يباع في الصيدليات، مسألة مهمة جداً لإزالة بقايا الطعام والبكتريا التي تختبئ في الشقوق الصغيرة بين الاسنان.

إذا لوحظ وجود دم على الخيط اثناء تنظيف الاسنان، فهذا دليل على أن اللثة ملتهبة قليلاً، وهو أمر ممكن علاجه، من خلال استخدام الخيط بشكل منتظم ودوري.

وينصح أطباء الاسنان باستخدام الخيط على الأقل مرتين في اليوم صباحاً بعد الفطور ومساءً قبل الذهاب إلى النوم، لفترة نصف ساعة.

أخيراً ملخص هام بخطوات العناية بصحة الاسنان:

1- من المهم أن يقوم الاهل بتفريش أسنان أطفالهم، ما ان تبزغ ويستمروا في الإشراف على هذه العملية الى حين بلوغهم السبع سنوات من العمر.

2- تعويد الطفل على زيارة طبيب الاسنان في عمر مبكر.

3- تفريش الاسنان دائماً، قبل النوم، كي لا يُترك للبكتريا مجال لتنعم طيلة ثماني ساعات ببقايا الطعام.

4- تغيير فرشاة الأسنان كل شهرين أو عند تلف وبرها.

5- زيارة طبيب الاسنان على الأقل مرتين في العام للفحص الدوري.

6- مضع علكة خالية من السكر للتخلص من البكتريا السيئة وخاصة في الاوقات بين تناول الاطعمة الرئيسية.

7- التوقف عن التدخين أو على الاقل تقليله، لانه يزيد من خطر الاصابة بأمراض اللثة وسرطان الفم.

8- الاقلاع عن مضع بعض الآفات السيئة والخطيرة مثل الزردة، التمبل، السوكة، التبغ والقات واستخدام الشمة، للوقاية من الإصابة بأمراض الأسنان واللثة الخطيرة.

9- مراجعة طبيب الاسنان الفورية عند ظهور أي تقرح أو بقعة غريبة في الفم لأكثر من ثلاثة اسابيع.

ü استشاري وجراح الوجه والفكين والتجميل

[اميرة الوادي]

استاذي الدكتور احمد باذيب
كل الشكر والتقدير على طرح النصائح الثمية والمفيدة لنا
ربي يعطيك العافية
تحياتي وتقديري
دمت بسعادة