المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الأدب والفن > سقيفة عذب القوافي


باشراحيل ورحلته الى 000 أشجان العشاق المحضاريه

سقيفة عذب القوافي


إضافة رد
قديم 10-04-2009, 10:41 PM   #1
محمد التميمي
حال متالّق

افتراضي باشراحيل ورحلته الى 000 أشجان العشاق المحضاريه

مقدمة ديوان أشجان العشاق للشاعر الكبير حسين ابوبكر المحضار

كتبها رياض عوض باشراحيل


قامت إذاعة المكلا بانتاج هذه الحلقات بمناسبة اربعينة الشاعر الراحل حسين المحضار وقد قامت بتوزيع هذا البرنامج في شريط كاسيت دون مقابل في هذه المناسبه وذالك مساهمة منها في تكريم هذه الهامه المحضاريه العملاقه . وها هي هدية اذاعة المكلا توثق على صفحات سقيفة الشبامي لكي يطلع عليها االكم الهائل من عشاق الشعر المحضاري الاصيل




للحفظ من هـــــــــــــــــــــــنا


تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها


نبذه عن الكاتب والاديب رياض عوض باشراحيل

مواليد : مدينة الشحر في العام 1960م – حضرموت – اليمن .

التحصيل العلمي : دبلوم – كلية التربية العليا بالمكلا – جامعة عدن .

التخصص : كيمياء – أحياء .

المساهمات الأدبية والفنية :

- نشر مقالات أدبية ونقدية وفنية في عدد من الصحف المحلية في اليمن ومنها :

صحيفة الأيام (عدن) , شبام (المكلا) , حضرموت سابقا(المكلا) , الثورة (صنعاء) .

- نشر مقالات في عدد من الصحف العربية ومنها :

صحيفة عكاظ (السعودية) , المدينة (السعودية ) , الجزيرة (السعودية) , السياسة (الكويتية) , الخليج (الإماراتية) .

- نشر مقالات في عدد من المجلات المحلية والعربية ومنها :

مجلة الشباب والرياضة (الأماراتية) , مجلة مجلتي التابعة لجريدة الحياة (اللندنية) , مجلة النادي (السعودية) , مجلة بلقيس اليمنية الصادرة من جدة (السعودية) , مجلة (الفنون) اليمنية سابقا , مجلة سعاد الصادرة من الشحر (اليمن) .

- عاش قريبا من الشاعر المحضار–عليه رحمة الله - في الوطن وخارجه , ورافقه في تنقلاته ولقاءاته بالفنانين وحضور بعض الفعاليات الثقافية , ورحلاته في الوطن , وفي المملكة العربية السعودية , كرحلته من جدة إلى الدمام لعشرة أيام في العام 1994م .

- بتكليف من الشاعر المحضار , أعد للطباعة قصائد آخر ديوانين شعريين طبعا في حياة الشاعر وهما : "حنين العشاق" و"أشجان العشاق" ,وكتب معاني الألفاظ الشعرية لهما.

- كتب مقدمة ديوان المحضار "أشجان العشاق " .

- استأذنته إذاعة المكلا لأعداد دراسته في مقدمة ديوان "أشجان العشاق" برنامجا فنيا بثته الإذاعة , وشريطا إذاعيا مسجلا (كاسيت) بعنوان "رحلة في أشجان العشاق المحضارية" , وزع مجانا هدية من الإذاعة في أربعينية الشاعر المحضار.

- شارك في محاضرة أعدها مكتب الثقافة بحضرموت في أربعينية المحضار .

- ألقى بعض المحاضرات في الوطن وخارجه حول شعر المحضار وفنه , ومنها محاضرة بعنوان "ملامح من الخصائص الموضوعية والفنية في شعر المحضار" القاها في منزل الشاعر بالشحر , وأخرى بعنوان "عبقرية المحضار وتجليات الحب والغزل في شعره" القيت بصالون المهندس عبدالمجيد البطاطي في جدة بالسعودية بمناسبة الذكرى الرابعة لرحيل المحضار .

- أجرت معه بعض القنوات الفضائية حوارات ثقافية وفنية ومنها القناة اليمنية , وقناة "إيه آر تي - منوعات مركز دبي " التي حاورته في برنامج خاص أعد لإلقاء الضوء على تجربة المحضار الفنية تكريما له بعد رحيله .
- خاض معارك قلمية في الصحف السعودية دفاعا عن فن المحضار والفن والتراث اليمني عموما .

- اعد مقدمات لدواوين شعرية إضافة الى ديوان الشاعر الكبير حسين أبوبكر المحضار "اشجان العشاق" ومنها : ديوان "المناجاة" للشاعر د. حسين بن سهل , وديوان "دموع المهاجر" للشاعر الغنائي يسلم بن علي , وديوان " ساعة صفا" للشاعر الفنان صالح مبارك سالمين , وأخرى غيرها .
- كتب د.محمد أبوبكر حميد في جريدة عكاظ السعودية تحت عنوان "باشراحيل والإصرار على إنصاف المحضار" , ونقله الأستاذ علي فقندش الى كتابه " هم وأنا "الذي تحدث فيه عن المحضار ص ( 341 ) قال د. حميد

"الوفاء لعظماء الرجال من شيم الشعوب الحية , وأعظم الوفاء هو ذلك الذي يبدأ في حياة صاحبه ويستمر بعد مماته , وقد رأيت هذا النوع "المميز" من الوفاء يتمثل في قلم شاب ومستنير هو الأستاذ رياض عوض باشراحيل الذي ظهر نجمه في عالم الكتابة ولمع بصورة مذهلة لفتت إليه الأنظار بجدية ما يكتب وأهمية ما يكتب عنه . فلا عجب أن يبدأ بالكتابة عن عبقرية اليمن الفنية الشاعر حسين أبوبكر المحضار ويرتبط به في حياته يجمع له شهره ويدون منطوقه من وحي اللحظات الآنية ويكوّن أرشيفا لما كتب عنه , وتلك أمور لم يكن شاعرنا – رحمه الله – يلقي لها بالا كما اعرفه ولا يحسب لها حسابا . فقد كان يعيش وفق طبيعته البسيطة المتواضعة فطرة لا اصطناعا . فكان رياض باشراحيل في ارتباطه الحميم بالمحضار في الخمسة عشر سنة الأخيرة من حياته يضرب المثل الأعلى في إعادة "التلميذ الوفي النجيب" إلى حياتنا الاجتماعية والثقافية .. عاش مع المحضار قريبا منه رغم مسافات المكان التي كانت تفصلهما في بعض الأحيان فكتب وروى عنه في الصحف والمجلات والفضائيات . وعندما يكون المحضار في الأراضي المقدسة يكون رياض خله الوفي , وسميره الذكي , ومؤرخه في كل لحظات حياته , ويكون باختصار كما شاهدناه أقرب إليه من ظله " .

-بطل تنس الطاوله لمحافظة حضرموت لعدة أعوام

-كما قام بالكتابه في عدة صحف عن الكثير من الهامات الفنيه والادبيه والشعريه ومنها عميد الدان الحضرمي حداد بن حسن الكاف والشاعر هادي سبيت والفنان ابوبكر سالم بلفقيه والشاعر الكبير يسلم بن علي والشاعر محفوظ باحشوان والشاعر عبدالقادر الكاف وغيرهم

- مشرف عام قسم الأدب والفن بموقع "سقيفة الشبامي" الألكتروني على شبكة الانترنت .



مقدمة ديوان أشجان العشاق ::

الشحر مدينة هادئة وادعة يحتضنها السكون وينأى عنها الضجيج .. تنبسط المدينة على سواحل حضرموت معانقة بحر العرب .. تبدو آثار ونقوش ورسوم الامس على ملامحها اليوم .. تذكي تلك الاثار الرغبة في النفوس الى استلهام الماضي واستدعاء التاريخ لترجمة قصيدة هذه المدينة العريقة .. الشحر هي مسقط رأس رائد الاغنية الحضرمية وشاعر اليمن الكبير حسين ابوبكر المحضار والبيئة التي احتضنت شاعريته والمحيط الذي ألهمه الشعر والفن ..

والشاعر المحضار يعد من اغنى من انتجتهم البيئة الحضرمية من الشعراء اصالة وموهبة على امتداد تاريخها، ومن طليعتهم اقتدارا على ابتكار المعاني والاساليب وتجديدها فضلا عن تميزه بعاطفته الصادقة وجمعه سهولة اللفظ والاسلوب والمعاني واللغة الشعرية الى عمق المعنى وصفائه وعذوبته .. وشعر المحضار يتدفق بالتعبير عن مشاعر النفس الانسانية والاحاسيس الوجدانية والمعاني السامية تلك التي قال فيها الجاحظ (776-868م) ((وخير المعاني ماكان القلب الى وقوعه اسرع من اللسان الى وصفه)) .. وهو مليء بالتعبير عن الصفات الاجتماعية والقيم النفيسة التي تتلاءم مع شخصيته وتنسجم مع منهجه في الحياة كقيم الخير والحق والصدق والعفة والكرم .. كما ضرب المحضار في شعره بأسهم في القضايا الوطنية والقومية والانسانية، وفطن بذكائه الى صبغ شعره الوطني والاجتماعي والسياسي ونظمه في كافة الاغراض والموضوعات التي طرقها في شعره بطلاء وجداني وصبغة عاطفية، هذه الصبغة العاطفية هي سر من اسرار موهبته وجوهرة من جواهر اصالته وخاصية من الخصائص الفنية الهامة في شعره وفنه.

والمحضار شاعر العشق وعاشق الشعر نظم عشقُه اشعارَه وصدقت اشعارُه عشقَه وبثت اوتاره الموسيقية في شعره كله انغاما تتضمن اغنية الحب وتعبر عن لحن العاشق، واهدى دوواينه الصادرة للعشاق فوسمها بدموع وابتسامات واشجان وحنين العشاق. كما انفق اسعد لحظات حياته في الشعر والعشق والحب والفن فقال من لواعج قلبه:

قلب لي ماتعفن يعشق الحب والفن
من خلقته مــلازمني الى يوم ادفن

ومفهوم العشق في شعر المحضار لاينحصر في محيط العشق المشبوب او عشق المحب للمحبوب فهذا لون من الوانه وصنف من اصنافه ولكن معنى العشق في شعره يتجاوزه الى غايات ارحب وافاق اوسع فالشاعر يعشق التربة والاهل والمجتمع والوطن، ويعشق دينه الاسلامي الحنيف والاصول والاخلاق التي ارستها عقيدته في نفسه، ويحب الطبيعة والفن والجمال، وهو في الاخير عاشق الانسان والوطن والحياة .. والمتتبع للمحضار في شعره يرى كيف اسر حبه الصادق حنايا قلبه كما تأسر الاساور المعصم فنزع الى الشعر وافضى الى الفن يسكب فيه احاسيسه واحاسيس مجتمعه وبيئته ووطنه والمشاعر الانسانية بصفة عامة، ويجسد كل ذلك نغما وشعرا بحبر من دموعه وابتساماته وأشجانه وحنينه.
ودراسة شعر المحضار من امتع الدراسات واشقّها في آن معا فهي ممتعة لانها سياحة في رياض الفن الرفيع وهي شاقة لانها تستكنه فنانا وتغوص في اعماق شاعر عبقري ملأ صيته الافاق .. وانا على يقين بأن الشاعر المحضار وشعره ليس في هذا الديوان فحسب ولكن شعره كله جدير بالتأمل واحق من غيره بالدراسة والتنقيب والبحث.


بيئته الصغيرة:

احب ان اتوقف قليلا عند بيئة الشاعر التي نشأ فيها وتأثر بها في حياته وشعره حتى نستشف اثرها ونلمس ظلها في حياته الفنية .. لقد تنفس شاعرنا الوجود تحت سقف ديني وثقافي ونشأ في احضان اسرة عريقة الاصل كريمة النسب من العائلة العلوية وهي اسرة علم وخلق وسياسة وادب تتسم بجليل الصفات وتعشق المحامد والخيرات وتتسنم في بيئتها مكانة اجتماعية ودينية مرموقة، ولمنزلة الاسرة والنفوذ الذي تحظى به بين القبائل في بادية وحاضرة حضرموت، فقد اسهمت اسهامات عظيمة في البناء والاصلاح الاجتماعي وفي اخماد نار الفتن التي تنشأ بين القبائل الحضرمية من آن لآخر وبينها وبين السلطة في المدينة في ادوار معروفة من تاريخ حضرموت السياسي.
لقد حرص شاعرنا منذ نعومة اظافره الى ارتياد مجالس الاباء والاجداد العامرة بالطاعة والتي يستظهرون فيها الكتاب المطهر ويتذاكرون الاحاديث الشريفة وعلوم الدين وينشدون المدائح النبوية .. وطفق الطفل المحضار ينهل من معين بيئته الصغيرة .. في قصيدة تعد من ابهى واروع قصائده في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم قال:


حبي لكــــــم لا استطيع = اوصفه كيف اوصف مقام الحب او وضعه
من عادنا جاهل رضيع = حسيت طـــعمه في لساني عقب كل رضعه
وحفظه قلبي مااضاعه

لقد كانت المجالس بحق ((مدرسة شاملة)) تغذي الناشئة بمادة الحياة .. وكأني بأسرة المحضار قد غرست الفضائل الاسلامية والاصول العلمية والمفاهيم الدينية لتهيئة ابنها ليصبح ((ابوحنيفة)) فاذا به ((ابن الاحنف)) .. الا ان لتلك الاجواء العابقة بعطر الايمان والطاعة التي عاشها المحضار اثرا في تعميق افكاره واغنائها بالخصوبة والتأمل كما كان لها عظيم الاثر في سيرته الخاصة وفي شعره وفنه.

وقود الشعر:

وتؤثر في الشاعر المحضار عدة عوامل مهمة تبعث إلهامه وتنطق اوتاره الصامتة وتفجر ينابيعه العذبة تعد وقود الشعر في نفسه .. وحسبنا ان نضع ايدينا على قصيدة واحدة من قصائد هذا الديوان للاشارة لا للحصر تأكيدا لكل عامل من عوامل وقود الشعر في وجدان المحضار وهي:
اولا: احاسيسه الذاتية والتعبير عما يجول في ضلوعه من الامال والآلام والاحلام في الحياة (مشاوير الاحبة).
ثانيا: الغربة والبعد عن الاهل والوطن تبعث أشجانه وتحرك فيه مشاعر الاشواق والحنين للاهل والديار (مانسيت الشحر).
ثالثا: حب الطبيعة ومظاهرها والاستمتاع بالجمال والفن والحياة وتجسيم كل ذلك شعرا وغناءً (يابدر).
رابعا: الزيارات والرحلات وهي:
أ- زياراته للاراضي المقدسة اذ يكاد في كل زيارة الى المدينة المنورة ينظم قصيدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم تعد تلك المدائح من عيون شعره (يااهل طيبة).
ب- رحلاته الى المدن والمناطق المختلفة داخل الوطن وخارجه تلهمه وصف طبيعتها وجمال المناطق التي زارها والبيئة التي طاف بها ومابثته في وجدانه نحوها من مشاعر واحاسيس (تشيكوسلوفاكيا ).
خامسا: الوطن في وجدانه والتعبير عنه من حيث:
أ- الاستقرار وطمأنينة العيش والهناء في ربوعه (عصا الترحال).
ب- مظاهر الحياة اليومية وتسجيل مايطرا من مستجدات في حياة الناس والمجتمع (راعي الغنم).
ج- الكشف عن ظواهر اجتماعية سيئة وعادات خاطئة ونقدها نقدا موضوعيا اصلاحيا (لاطال حزنك).
د- الوطن كنزاعات وخلافات واحداث ساسية (ربع قرن).
وفي رايي ان المحضار العاشق تتجاذبه في شعره شخصيتان تمثلان حياة الشاعر في مرحلتين هما مرحلة الصبا وعنفوان الشباب ثم مرحلة الاتزان والنضوج . ففي المرحلة الاولى تظهر بوضوح شخصية العاشق الراغب الذي توجهه دفة عواطفه وتقوده رغباته واحاسيسه، اذ كان المحضار حينئذ يتنقل بين حواضر وارياف وبوادي الشحر سعيا للاسمار والغناء والرقص والفن وذلك بتوجيه موهبة فنية غزيرة يتقد أوارها في جوانحه، وتبرز هذه المرحلة بوضوح في اشاره الاولى وتظهر بقلة في اشعاره الحديثة ومنها قوله:

يقولون لي سيبه تلاقي مثيله جــــــــم
وقلبي يقـــــــول لي لا تسيبه ترى تندم
انا ابتع هوى قلبي وارتك كلام الناس
كذب لي يقــــولون المحبة لها مقياس

والمرحلة الثانية هي مرحلة الاتزان والنضوج وتظهر فيها شخصية العاشق المتزن والمحب الناضج الذي عقل عقله قلبه وعاطفته ووجهت نفسه الأبية وكرامته وكبرياؤه تصرفاته وسلوكه وذلك بتأثير خبرته وثقافته التي تغذى منها في بيئته التي شب عن الطوق في احضانها .. فالمحضار هنا مثالي في عشقه يرضى بالسهر والتعب ثمنا للحب ولكنه يأبى ان يحني رأسه للمحبوب فيقول:

ومن حب مايبالي
في الهوى يتعب ويسهر ليالي
وانا حبي مثالي
مارضي بالذل والمهونة

غير اننا نرى ان المحضار في اشعاره الاولى انما كان يتغنى بذاته ويصف وجدانه الخاص وعواطفه لايدير ظهره عنها الى واقعه الاجتماعي الا فيما ندر، بينما في اشعاره الحديثة نحس ضربا من النزعة الانسانية اتجه فيها الى التعبير عن الوجدان العام لشعبه، غنى لآماله وتطلعاته والتزم التعبير فنيا عن قضايا الوطن والناس والحياة واضحى لايلتفت الى وجدانه الا قليلا .. وحيث ان الانسان والمجتمع هو حجر الزاوية في أي عمل فني رفيع فان المحضار في اشعاره الاولى اشبه عندي بشاعر يصف بئر ماء بينما في اشعاره الاخيرة ينادي بحفر بئر ماء لتشرب الناس.

من شمائله في شعره::

وحين نمسك بخط من خطوط الابداع الفني عند المحضار فإننا نقرأ صفاته وخلقه وشمائله في شعره، وتتجلى لنا في فنه رسالة اخلاقية سامية استمد منهلها من نبع عقيدته وقيم بيئته الصغيرة، تعلقت نفسه بجليل المحامد وحميد الصفات كالصدق والإباء والوفاء ونأى بذاته عن الذل والقسوة والجفاء .. والمحضار صادق مع نفسه ومع الناس، ويظهر سنا صدقه بوضوح في سوكه وشعره، وله في شعره فضيلة لاتنكر وصفة لاتجحد اضافة الى مااتسم به الشاعر من قدرة فائقة على التعبير عن الافكار ورسم المشاعر والسمات المعنوية رسما يبلغ به الى الوجدان .. وينطلق الصدق من شعر المحضار مثلما ينطلق العطر من الزهرة الفواحة فنتنسمه في قوله:

الناس حبوه من اجل الذهب
وانا على الصدق حبيته انا
راح الطمع والذهب كله ذهب
وكل شي ماابتنى عاصدق راح

واخلاق المحضار ومكانته الاجتماعية جعلت منه عاشقا صادق اللوعة وشاعرا عفيفا ومهذبا ووفيا، او ليس الامانة والوفاء من الفضائل التي لاتنطلق الا عن سجايا اصيلة. ويعبر الشاعر عن مايفيض به وجدانه من مشاعر الوفاء حتى في لحظات الغضب والعتاب كالتي يقول فيها لمن اساء اليه:

حاسب على ماتقــوله = لاتظنها بالسهولة
ان كان شرعك طويل =انا شروعي طويلة
وارعى الوفاء والجميل

والخداع في الحب والالتفاف على الصداقة والكذب في التعامل ينسف عرى المحبة مع المحب الذي ارضعته اسرته لبن الاخلاص والوفاء في مهده .. والشاعر يفخر بدور اسرته واهله في تهذيب وزرع الصفات العليا في نفسه منذ الصغر فيقول:

لن يعــــــود الحب عندي بالحيل= والكلام الحلو لــي زي العسل
الصراحة والوفاء ساس العمل= هكذا في الصغر قالوا لي هلي

ومن يعشق الصراحة ويصون الامانه ويرعى الوفاء ويحفظ الجميل هل يخلف الوعد ؟

فيقول

لاوعدتنا حاشاي نتأخر عن الموعد=عندي سوى تبرق سما العذال او ترعد

ان شعر المحضار مرآة حقيقة لوجدانه وسلوكه ونفسه الكبيرة .. والشاعر يؤكد ان هوان المرء على نفسه يجعله يهون على الاخرين، ولا يزال يردد الابتعاد عن مواطن الابتذال والارتباط بالقيم الرفيعة:
والمحضار ينأى ان تنخفض هامته او يتهاوى ارضا تحت اعتاب عاطفته وهو شديد الاعتزاز بقامته وكرامته، يأبى مناجاة قلبه ويذعن الى عقله اذا احس بذل المحبوب له فيقول:

ارجع لعقلك = لاقد بدا بالجفا خــــــلك
اصحى يذلك= بالحب ويعاملك بالطيش

ويواصل الشاعر مناجاة ذاته فيقول:

انا مارضي له بالمهونة =وهو مايبانا ذل او هين

ان رصيد هذه التجربة انساني لانه يجسد الصراع الاول في النفس بين الخور والهوان اما الكبرياء والاباء ومايصاحبهما من دلالات السعادة والتعاسة في الحياة .. ويضع المحضار نخوته وكرامته الى جانب قلبه فيردد الثاني صدى الاول ويضع نفسه حيث يرى انها اهل له .. ولا يقبل عشقا مازجه الذل مهما تكن المغريات:

تجي او ماتجي ماشي علي قاصر
ولا تخطر كما العادة على الخاطر
كرهتك ألف مخطر
وقـــــد حبيتك اكثر
لان الحب ذا شفته على مثلك كثير
انا بزي حرير
ويطول بنا المجال ان نعرض لكل شمائل الشاعر في شعره واظن ان كل مااوردناه كاف لينهض اساسا للحكم على حقيقة شخصية المحضار الفذة واخلاقه التي تبعث في النفس الاعجاب والاكبار والمحبة بما تتسم به من الفكر السليم والسلوك القويم.

الشعر الاجتماعي ::

والمحضار في شعره عالج كثيرا من القضايا الاجتماعية معالجة المفكر المصلح والتفت الى عيوب المجتمع التي تنوء كواهل ابنائه عن تحمل اثارها السلبية وراح يكشفها ويعبر عنها بهدف اصلاح وتهذيب المجتمع وتحقيق التطور والسعادة والخير للانسان .. ولان المحضار انصهر في بوتقة مجتمعه فقد عاش مع الفئات الشعبية والشرائح الاجتماعية المختلفة وسبر اغوارها فخبر الغنى والتصق بالمتوسط وعاش مع الفقير وعرف طبائع الناس وفهم بواطنهم وعيوبهم .. ورسالة المحضار الى مجتمعه جعلته يطرق باب الهجاء الاجتماعي فيلجأ الى تصوير وتجسيم عيب او اكثر من عيوب المجتمع يحمل الشعب على التنبه له والبعد عنه رغبة في الاصلاح .. والهجاء الاجتماعي يعد من اهم سمات الشعراء العالميين اذ لاتمنح هذه المرتبة بغير اصابة الشاعر بسهم في هذا النوع من الشعر الاجتماعي .. ان قصيدة ((راعي الغنم)) تعد من نفحات المحضار الهادفة الى الاصلاح الاجتماعي وهي ليست مجرد الفاظ وتعابير غنائية فحسب ولكنها طريقة تفكير وتعبير واحساس ومعاناة، انها التعيير عن مرحلة اجتماعية ينعي فيها الشساعر شيوع الطمع والجشع والحرص الضافي على المال في نفوس الناس واختفاء الفضائل الاجتماعية كالقناعة والرضا والصدق فيتوجه بهذه الانشودة الى الفلاح والراعي والصايد والى كافة افراد المجتمع قائلا:

راعي الغنم في الشعب يبغاله سكن في المدينة
والحاذق الصياد يبغى له زراعة وطينه
زاد الطمع في الناس والحراث عاكس طبينه
ماحد بغى المقسوم

وين القناعة والرضا والصدق لي كان وينه
مابين هذولا وذولا غاب ماشفت عينه
ان صحت قالوا لي تحلى بالهدوء والسكينة
لاتذكر المرحوم
من هم قلبه بالطمع بايعيش بين الناس مهموم

وبالعودة الى القصيدة تبرز للقارئ العديد من المثالب الاجتماعية التي ينتقدها الشاعر.

الوطني والسياسي
واذا كانت الحياة بأسرها ميدانا فسيحا للشعر يجول فيها ويتأثر بها فالسياسية جزء مهم من الحياة .. اذن فلابد للشعر في عمومه من التأثر بالسياسة، فكيف ان ر**ت دوحة الشعر بموهبة حقة وشاعر فذ كالمحضار الذي عاش في بيت سياسة له اثر في تاريخ حضرموت السياسي كما اسلفنا، فلابد للشعر السياسي في رياضه الشعرية ان ينمو غصونا باسقة وأزهار ناضرة وثمارا يانعة، وكثيرا مايمتزج شعره السياسي بالوطني والاجتماعي. ولا بدع اذ ان السياسة هي خدمة الوطن والمجتمع.
لقد عزف المحضار على قيثارة الوطن اروع واحلى الانغام، تغنى بتاريخه وماثره في مناسباته المختلفة وعالج قضاياه وهمومه وآلامه في شعره ووقف منها الموقف الذي املته عليه وطنيته الصادقة، الم يترنم بالقول:

حبيتها وحميتها في مـــــــــن حما
والحب يجري في عروقك والدماء
والله والتاريخ والامة شهود
لازم الى عشه يعــــــــــــــود
مهما يطير الطير في جو السماء
لازم الى عشه يعود

التزم المحضار في فنه بقضايا الجماهير فاضحى صوت الشعب الذي انجبه ولسان العصر الذي عاش فيه، وهذا مايحققه قول العقاد ((فلا تخفى حالة الامة على من يعرف ادبها وادباءها ومن المعلوم ان الادباء عامة اميل الى الانتقاد وطلب التغيير ..)). لذلك عندما طفت بعض الجراثيم الاجتماعية في مرحلة سياسية على سطح المجتمع كما تطفو الشوائب في الماء فعاثت في الارض فسادا لتبني لنفسها مجدا وثروة على حساب الوطن والشعب، وطفقت الفوضى ومظاهر الفساد تنتشر وتطال معظم جوانب حياة الناس ومعيشتهم وامنهم، وحل سلوك الصحراء في حياتنا بديلا عن السلوك الحضاري والاخلاق والتقاليد الاسلامية التي درج مجتمعنا في احضانها، فلا بدع ان تهب على وجدان الشاعر رياح الحزن والاسى ومرارة الالم والغصة وترتفع حرارة نبرته الهادئة ويزفر انفاسا حرى فيستثير المحضار العزائم ويرحك النخوة في النفوس ويتساءل كمن اثارته الاوضاع السيئة على حين غرة مبهوتا متعجبا:

مالك كذا يالشحر خليتي الصفا يفســــــد = اين الوفاء والعهد ذي في قبلة المسجد؟
ياشحرنا مالك تصحرتي وقد كنتي مدينة = لاطال حزنك ياسعاد الشحر ياارض الزبينة

ولان الوطن عند الوطني الصادق قضية ورسالة وهدف، وعلاقة الانسان والارض والبيئة، انه مجتمع ودولة وحكم وعلاقات انسانية وليس شعارات واقوالا وخطابيات ومبالغات جوفاء .. وحيث تغيب امكانيات ان يحيا الانسان حياة كريمة حرة نبيلة فانه يهرب من هذا الواقع المرير الذي يعيشه للبحث عن واقع افضل وحول هذا المضمون قال المحضار:

الدار مفروشة ومرشوشة رشـــوش
لكن حـــــــواليها العقارب والحنوش
انا ماسكنها خير لي منها عــــــريش
اسكت ولا تنبش جروح الناس تنبش

ان شاعرا كالمحضار مشهود له بالتفاعل مع الوطن في افراحه واتراحه وبعد حياة حافلة بالاحساس الاجتماعي والابداع الوطني الصادق يقرر ان يترك الوطن عندما يتوسد الفساد ويلتحف الخنوع لايمكن ان ننكر عليه ذلك الاحساس، انه شعور انسان مخلص مارس حياة طويلة ومتنوعة الاتجاهات .. ان يسدل المحضار على محبته ستارا من البغض لاسباب طارئة وموضوعية ألمت بالوطن هو حب مقدس مخلص له. وانكار مثل هذا الشعور الصادق والاحساس النبيل فيه نأي عن الحقيقة وخداع للذات وتمويه على النفس.

القضايا القومية::

ولقضايانا القومية القضايا الانسانية بصفة عامة رصيد في شعر المحضار .. فقضية فلسطين هي جرح عربي نازف وخنجر اغمد في ظهر الامة الاسلامية ةهي عند الشاعر قضية اسلامية وعربية في ان معا .. لقد حركت القضية وجدان الشاعر في اكثر من مناسبة واهتزت مشاعره لانتفاضة الطفل الفلسطيني ففاض الهامه بتغريدته ((اطفال الحجارة)) وعبر عن احساس الطفل بقضيته وارضه واهله ودياره ووطنه فقال:

يافلســــطين علمتي الناس
ان للطفل احســـــــــــــاس
مايبي هكذا يخضع الراس
للعدو لي سطا عادياره

يافلســـطين علمتي الناس
ان للطفل احســــــــــــاس
مايبي هكذا يخضع الراس
للعدو لي سطا عادياره

ارمي ارمي حجر ياصغيّر
يترك الحـــــــــــــــــلو قيّر
فيك عقل اليهـــودي تحيّر
ياصغيري وضاعت فكاره



حسن المطلع وبراعة الاستهلال::

ويتهم الشاعر بحسن مطالع قصائده وبراعة استهلالها، ولا عجب اذ هو شاعر وجداني غنائي .. وحسن المطلع في الغناء له اهمية بالغة في اجتذاب النفس واصغائها وعلوقها بالاغنية او انصرافها وبعدها عنها. ولذوق المحضار المرهف وينبوعه الصافي اثر في ابداعه وفخامة مطالعه وربطها ربطا محكما بموضوع بناء قصائده واغنياته. لقد روع الشاعر نبأ صديق له آلمه المرض وغشاه السقم في البعد فسقط النبأ مؤلما في نفس المحضار واحدث اثرا مضاعفا في وجدانه لحزنه للمرض الذي الم به من جانب ولاصابته به وهو بعيد عنه من جانب اخر، ولولوع الشاعر وتعلقه بمحبوبه نظم اغنية تعد من ارق شعره الوجداني موحيا في مطلعها بموضوعها من غير تصريح ضافيا به عناصر جمالية عديدة وشى بها مطلعه واغنيته اهمها تعبيره العميق عن مشاعره الوجدانية نحوه .. واخلاص المحضار ووفائه لمحبوبه لايخفى على احد وقد تجلى ذلك من خلال جو الاستهلال الذي تغشاه مسحة الحزن الذي خيم به على الجو العام للاغنية عندما قال:

شفاك الله وشفاني انا من ولعتي فيك=انا لما الخبر جاني دعيت الله يشفيك
وسمح لي الاقيك = لانك من قديم الوقت خالد في جفاني
علاما يازماني.. تكدر عيشي الهاني .. علاما يازماني

ومن براعات استهلال المحضار انه عندما بلغه عتاب محبوبه واتهامه اياه بتفضيل غيره عليه، وحيث ان الشاعر بذكريات مع حبيبه يفيض بها قلبه فقد اثار العتاب في نفسه انفعالا شديدا اراد من خلاله ان ينفي التهمة عن نفسه ويزيح الظنون من قلب حبيبه وان يعبر عن مايكنه قلبه له من حب واخلاص فغنى:

يقول انني فضلت غيره عليه =وغيره معي يطلع كما ايه
انا مانظر في الناس الا اليه = وقلبي معه وحياة عينيه
وان شك او كثرت ظنونه =فما زال هو سيد المضانين

الصورة الشعرية والبلاغية::

والصورة الفنية غذاء الشعر وينبوع اشراقه ودافع حيويته، والمحضار يمتلك قدرة عجيبة على امتلاك الصور واحتوائها لامعة .. والصورة عنده تنطلق من وجدانه فتنطبع بطبائعه وتعبر عن نفسيته واحساسه .. ويصور المحضار شعوره نحو محبوبه الذي اصابته سهام القدر واقعده المرض في البعد فتهيج بالشاعر الذكرى ويؤرقه النوى ويناجي محبوبه من صدر يتحرق شوقا فيطربنا شدوه ويشجينا تغريده بهذه الصورة الشعرية الممتعة حين يقول:

انا ماشي معي ثاني سوى بالقلب بهديك=عسىالا اجد عاني وفي مافيه تشكيك
يحطه بين اياديك=اياديك التي وصلت الى قاصي وداني
علاما يازماني.. تكدر عيشي الهاني .. علاما يازماني

والصورة في مجملها تضفي للمحبوب تبجيلا وتمجيدا ووقارا ..
ومن الصورة الايحائية التي تشير الى المعنى المجرد وتجسمه صورة مجازيه تعبر عن المعنوي بالحسي في وصف الحب بالطابع الذي يلتصق بجدار قلب المحب، يقول المحضار:

حب خلي انطبع في القلب=وايش يمحي الطابع!!

ويهتم المحضار باجادة فنون الوفاء بالمعنى في شعره فيعبر عنمعانيه تعبيرا كاملا واضحا باسلوب رشيق لانقص فيه ولا لبس ولا يحتاج الى كد العقل او رشح الجبين، حتى لو اردتان تنزع لفظة وتستبدلها باخرى لما استطعت، ولبرز في المعنى فراغ لايسد الا بعودة الكلمة الاصلية الى موضعها .. والمحضار يرد على المعنى ويصوره باطاره والوانه وظلاله تصويرا تاما يتحرز من التقصير فيه وهذا هو فن ((التتميم)) في البلاغة العربية ولهذه السمة عند المحضار اثر بالغ في لحمة معانيه وقوتها واشراقها، اسمعه يقول:
شني برحمة ود مافيها ضرر=وزيني المرعى بالماء والشجر
شفقي بنا شفقي يكفي ماعبر= شني على الواسط شني يامطر

فقول الشاعر (( مافيها ضرر)) هو احتراس وتتميم للمعنى بمايفيد هطول الغيث للنفع لا للضرر، وهذا البيت يصب في مورد طرفة بن العبد عند المقارنة المعنوية في هذا السياق بين بيت طرفة وبيت ذي الرمة الوارد ذكرهما في التراث العربي .. فقد عيب على ذي الرمة قوله:

ألا يادار أسلمي يادار مي على البلى=ولا زال منهلا بجرعائك القطر

واشادوا بقول طرفة:

فسقى ديارك غير مفسدها= صوب الربيع وديمة تهمي

فذو الرمة يدعو للدار بالسقيا وبالسلامة بينما يظل المطر ينهل على جرعائها مما يتسبب في غرقها ولكن طرفة بقوله ((غير مفسدها)) قد اجاد واتم المعنى بما يفيد بان يسقي الغيث بالقدر المطلوب ودون الضرر .. الم يصب بيت المحضار في مورد سلامة ونجاح معنى طرفة كما اسلفنا!!

التجديد في شعره::

وبامعان النظر في قصائد ومقطوعات هذا الديوان تتجلى لنا العديد من سمات التجديد للشاعر .. فقد جدد المحضار في اطار شعره الخاص وجدد في اطار شعره بصفةعامة وبنظرة كلية الى شعر المحضار، القديم منه والحديث، نجد ان الاتجاه الانساني الذي يعبر عن المجتمع والناس غايات السعادة في الحياة يتجلى بوضوح في اشعاره الحديثة. فبينما كان المحضار في اشعاره الاولى يتغنى بقلبه ولواعج نفسه ومشاعره الخاصة اضحت جل اشعاره الحديثة ومنها اشعار في هذا الديوان مرآة صادقة للحياة العامة وتعبيرا امينا عن بيئته وواقعه وقضايا مجتمعه تجلت فيها آراؤه الصائبة في الحياة وظهرت فيها شخصيته جلية وبرزت بصماته واضحة .. هذا حكم عام نخلص اليه اثر قراءة شاملة لشعر المحضار القديم والحديث، فاذا تاملنا شعره الحديث تبدت لنا تجربة تشف اضافة الى الصدق المعاناة بجدية المضمون والمصير البشري الذي يرتسم عبره ديمومة وخلود الشعر الانساني .. وهذا مظهر رئيسي من مظاهر التجديد في شعره.
وللمحضار معان وصور جديدة تفرد بها في التعبير عن عواطفه ونبضات قلبه، فمن ماثور صور الغزل في الشعر العربي وصف اثر رشق الظباء النواعم والخرد الغواني لقلوب المحبين بسهام ألحاظهن السامة ونظراتهن القاتلة. وفي هذا المعنى يدور كثير من شعر الغزل قال عبدالله بن الدمينة:

ولا تحسبوا انى قتلت بصارم =ولكن رمتني من رباها باسهم

وقال حداد بن حسن الكاف:

اول خبر قلبي ضرب بسهام=خلي من الشباك صابتني سهامه
صابت فؤادي بعد ما قد لخلخت لعظام=وبظني ان السهم لي يرميه مسموم

ولكن من طموح المحضار في التجديد والتفرد ورفضه تتبع اثار الاقدمين وخطى الآخرين قاداه ان يبتكر سهاما للمحبوب سلميه وسليمه فقال:

هو ضربني ولكن جات ضربه سليمه=احمد الله لما هب نحوي نسيمه
سهم عينه سلمي ماوقع سهم مسموم

ونحن نعشق المحضار في مثل هذه المعاني العذبة والرقيقة في رقة خد الاسيل وهذه صورة من صور التجديد في اطار الشعر بصفة عامة.
وغاية القول فليس هذا سوى قليل من كثير. اما وقد اوشكنا على ختام نزهتنا في حديقة الشاعر الفنية الموسومة بـ((اشجان العشاق)) فلا عجب ان يتردد اسم المحضار في دنيا الشعر والفن الغنائي بالحب والاعجاب والاكبار داخل وطنه وخارجه فقد ملا صيته الافاق بما اسهم به من طرب راق وشعر رفيع وكنوز فنية غنية بالصدق والجمال احتل بها مكانة متقدمة في ساحةالغناء العربي جعلت من رجال الثقافة والفن والمؤسسات الادبية في العديد من الاقطار العربية تهتم بدعوة المحضار في مناسباتها المختلفة ليتحدث اليها حول تجربته الفنية الثرة وينثر قصائده في ندواتها اعجابا بمقدرته الفنية العالية وتكريما لدوره الريادي في مجال الفن الغنائي .. وان في نفاد ديوانيه السابقين من الاسواق شاهد على عظمة شعره وفنه مما حدا بدور النشر في وطنه وخارجه ان تتسابق طبعهما دون استئذان الشاعر.
والمحضار وجه مضيء من وجود الثقافة اليمنية سخر موهبته الشعرية السخية وملكته الفنية لخدمة اغنيته الحضرمية واليمنية ولخدمة عشاق الطرب والغناء والفن .. فهو يسعد الناس دون اجر ويزف السلوى والفرحة الى القلوب من غير جزاء، والمحضار نافذة حضرموت واليمن الى ساحة الفن العربي والشاعر الذي اصبح جزاء من تاريخ بلده ..


رياض عوض باشراحيل

جدة في 18 شوال 1418هـ
الموافق 15 فبراير 1998م
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التعديل الأخير تم بواسطة محمد التميمي ; 10-04-2009 الساعة 11:24 PM
  رد مع اقتباس
قديم 10-04-2009, 11:21 PM   #2
عبدالقادر صالح فدعق
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية عبدالقادر صالح فدعق

افتراضي

نشكرك أخي محمد التميمي على هذه التحفة الفنية والمادة الدسمة .. والشكر موصول للأستاذ رياض باشراحيل على هذا الإثراء .

رحم الله شاعرنا الكبير حسين المحضار رحمة واسعة .


تم التبيت ..

.
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
قديم 10-06-2009, 01:28 AM   #3
خالد بن مهنا
مشرف سقيفة الأدب والفن

افتراضي

حيا وسهلا ومرحبا...باالاخ العزيز..الاستاذ محمد التميمي...

وياحيا وسهلا ومرحبا..باالاخ العزيز الاستاذ رياض باشراحيل,,,

من طول الغيبات جاب الغنائم,,وانا اشهد ان الاخ رياض وجوده بيننا مكسب كبير واتمنى ان اراه في عذب القوافي متواصل دومأ بلا انقطاع لاننا محتاجين بل في امس الحاجه لمثله,,

والمقدمه جدأ رائعه..لديوان رائع..يستاهل رياض شرف كتابة مقدمة ديوان المحضار..والمحضار وشعره يستاهل كل هذا الجهد ..رحم الله شاعرنا المحضار واسكنه فسيح جناته,,,
ولا حرمنا الله منكم اساتذتي الكرام,,,
تقبلوا خالص تقديري واحترامي..
اخيك:خالد بن مهنا
التوقيع :
((سريرة المرء تبدو من خلال أفعاله))
  رد مع اقتباس
قديم 10-06-2009, 05:14 AM   #4
ابوفضل سالم
شاعر السقيفة
 
الصورة الرمزية ابوفضل سالم

افتراضي

لك الشكر والتقدير الكثيرين لما قدمته يا استاذ محمد التميمي
والشكر موصول للاديب رياض باشراحيل بارك الله فيكما
والمحضار ( يرحمه الله ) يستاهل كل هذا الاهتمام
تحياتي للجميع
ابو فضل سالم
  رد مع اقتباس
قديم 10-06-2009, 04:48 PM   #5
الشبامي
المشرف العام
 
الصورة الرمزية الشبامي

افتراضي

أخي ابومعاذ يقولون مايبطي السيل الا من كبره ماشاء الله تبارك الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أهلا بك مره اخرى في بيتك سقيفة الشبامي وننتظر منك المزيد وخصوصا بعد عودتك من ارض الوطن والتي بالتأكيد ستكون مثريه !!
موضوعك هذا شيّق وجميل والأستاذ رياض باشراحيل غني عن التعريف بمواقفه الصلبه ودفاعه المحسوب له عن الشاعر الحبيب حسين المحضار دفاع من لايرتجي سوى ثواب رب الأرباب وتثبيت الحق وإنصاف المظلومين فله منا هنا ومن بيته سقيفة الشبامي كل تقدير وحب وكما هو الحال ايضا عند حديثه ووفائه عن نجوم اخرى تلمع في سماء الإبداع كالشاعر الكبير يسلم بن علي وجوهرة الطرب الحضرمي العملاق بدوي زبير والكثير الكثير ،،،
مالفت نظري هنا هذه الجمله

اقتباس :
-بطل تنس الطاوله لمحافظة حضرموت لعدة أعوام

نريد توضيح فوري من الأخ رياض وتفصيل مسهب عن هذه الجزئيه والتي كانت خافيه عن أقرب المقريبن ولو كانت مشفعه ببعض الصور سنكون له من الشاكرين نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة وستكون بدايه لكل حلان سقيفتنا العامره للحديث عن مواهبهم وهواياتهم السابقه ,,
التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 10-06-2009, 08:04 PM   #6
طالب النعماني
ابوراضي
 
الصورة الرمزية طالب النعماني

افتراضي

شكرا للاخ محمد التميمي على جهده الجبار في تقديم اعمال الاخ الاديب رياض باشراحيل
الذي خدم الفن الحضرمي خاص واليمني عام
ورحم الله الفقيد الشاعر حسين المحضار
التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 10-06-2009, 10:19 PM   #7
ذيب نعمان
حال جديد
 
الصورة الرمزية ذيب نعمان

افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
  رد مع اقتباس
قديم 10-07-2009, 05:16 AM   #8
الماسه*
شاعرة السقيفه

افتراضي

الاستاذ الفاضل محمد التميمي حفظك الله

جهد اكثر من رائع !! ويستحق الشكر والتثبيت وان يكون في سقيفة التميز

ومن خلال قراءتي لهذا التوثيق الجميل اعتبر ان الاستاذ رياض باشراحيل "مريد"الشاعر الراحل حسين ابوبكر المحضار رحمه الله

وقربك من الأستاذ رياض وتقديمك لاعماله يبرز اهذه الأعمال التي قد لاتصل للبعض منا الا من خلال النت.. فشكرا لك

تقبل منتهى الاحترام والتقدير.
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
قديم 10-07-2009, 02:34 PM   #9
مسرور
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية مسرور

Thumbs down

أخي محمد التميمي

أسقطت البيت الذي أورده كاتب المقدّمة كدلالة على التالي :

اقتباس :
ان شعر المحضار مرآة حقيقة لوجدانه وسلوكه ونفسه الكبيرة .. والشاعر يؤكد ان هوان المرء على نفسه يجعله يهون على الاخرين، ولا يزال يردد الابتعاد عن مواطن الابتذال والارتباط بالقيم الرفيعة:

من عزّ نفسه
الهون والذل ما مسّه



تحت بند القضايا القومية كررت البيتين التاليين :

يافلســــطين علمتي الناس
ان للطفل احســـــــــــــاس
مايبي هكذا يخضع الراس
للعدو لي سطا عادياره


في نفس البند أسقطت التالي وخلطت ما استشهد به كاتب المقدمة مع ما سبقه :
اقتباس :
وتضطرم أحاسيس الشاعر من الداخل فتمتزج بجهاد طفل الإنتفاضة من الخارج ولا يعدم المحضار أن يخاطب الطفل في حرارة قائلا :

ارمي ارمي حجر ياصغّير
يترك الحلو قيّــــــــــــــــر
فيك عقل اليهودي تحيّر
ياصغيري وضاعت فكاره




إشارة لما جاء في بند الشعر الإجتماعي عن قصيدة راعي الغنم نرجو منك التفضل والتكرّم علينا بالقصيدة مغنّاه بصوت علي أبوبكر العطّاس إن أمكن . نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

اقتباس :
والمحضار في شعره عالج كثيرا من القضايا الاجتماعية معالجة المفكر المصلح والتفت الى عيوب المجتمع التي تنوء كواهل ابنائه عن تحمل اثارها السلبية وراح يكشفها ويعبر عنها بهدف اصلاح وتهذيب المجتمع وتحقيق التطور والسعادة والخير للانسان .. ولان المحضار انصهر في بوتقة مجتمعه فقد عاش مع الفئات الشعبية والشرائح الاجتماعية المختلفة وسبر اغوارها فخبر الغنى والتصق بالمتوسط وعاش مع الفقير وعرف طبائع الناس وفهم بواطنهم وعيوبهم .. ورسالة المحضار الى مجتمعه جعلته يطرق باب الهجاء الاجتماعي فيلجأ الى تصوير وتجسيم عيب او اكثر من عيوب المجتمع يحمل الشعب على التنبه له والبعد عنه رغبة في الاصلاح .. والهجاء الاجتماعي يعد من اهم سمات الشعراء العالميين اذ لاتمنح هذه المرتبة بغير اصابة الشاعر بسهم في هذا النوع من الشعر الاجتماعي .. ان قصيدة (( راعي الغنم )) تعد من نفحات المحضار الهادفة الى الاصلاح الاجتماعي وهي ليست مجرد الفاظ وتعابير غنائية فحسب ولكنها طريقة تفكير وتعبير واحساس ومعاناة ، انها التعيير عن مرحلة اجتماعية ينعي فيها الشاعر شيوع الطمع والجشع والحرص الضافي على المال في نفوس الناس واختفاء الفضائل الاجتماعية كالقناعة والرضا والصدق فيتوجه بهذه الانشودة الى الفلاح والراعي والصياد والى كافة افراد المجتمع


إشارة إلى المقتبس أعلاه ...

جاء في المقطع الأخير من قصيدة راعي الغنم الغنائية :

ذبحوا عيال الجامحه وتغاوروا عالسمينه
ما أمّنوا الذبّاح كل منهم شل سكينه
الله يعين الناس إذا ماجات لقسام عينه
كل من قعد بايقوم
من هم نفسه بالطمع بايعيش بين الناس مهموم


الجامحه وفقا لما ورد بحاشية القصيدة هم قبيلة من الحموم ....

إلى ماذا كان يشير الشاعر ... وهل حوى هذا المقطع إستشهادا بحدث ما يدل على الطمع ؟

السؤآل موجه للأخ رياض باشراحيل .

سلام .
التوقيع :
من ذكر الله ذكرا على الحقيقة نسي في جنب ذكره كل شيء
وحفظ الله تعالى عليه كل شيء
وكان له عوضا عن كل شيء
( ذو النون المصري )


****************


سلام بني الأحقاف يامن علوتمو
على ساكني سهل الجزيرة أو نجد

( الشيخ القدّال باشا )

التعديل الأخير تم بواسطة مسرور ; 10-07-2009 الساعة 03:10 PM
  رد مع اقتباس
قديم 10-07-2009, 03:16 PM   #10
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي

ما أحوجنا إلى المطر بعد جفاف
أهلا بكما:
أستاذنا رياض والأخ محمد التميمي
سيبقى شاعرنا المرحوم بإذن الله تعالى ، حسين المحضار ، مصدر بحث ودراسة لمعرفة عموم شخصيته المميزّة المتفرّدة ، مصدر إلهام الشعراء وكتّاب الأدب وموروث الفلكلور الشعبي.
دمتما ودام عطاؤكما
في انتظار الجديد القديم ، والله نسأل أن يحفظكما.
التوقيع :
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas