بين سارق أسماك بحر العرب وسارق ألحان الطرب ...!!!

[أبوعوض الشبامي]

.

ابتليت ساحات النقاش في المنتديات الحضرمية بصنف من أنصاف و( أرباع ) الكتاب والنقاد الذين يكتبون من فراغ ثقافي وسطحية بالغة وبهرجة لغوية يصاحبها ضجيج وعياط كعياط ( قطب المعصرة ) حين يدور حول نفسه ذلك حين يكتبون قفزا فوق حواجز المواضيع فاجتهد منهم من اجتهد لاهثا يجري خلف اقتناص هفوة او غلطة ليفسرها حسبما يراه هو وحده صوابا . وذهب منهم من يسلط قلمه أو سيفه الهدام على ثوابت الأمة وعقيدتها وايمانها الراسخ بقيمها وافكارها . فاتخذ وا من الساحات الدينية محطة لهم يخلطون ويخبطون في غيهم يتذثرون بثياب العلماء وهم مجرد ناسخوا كلام نسخه قبلهم ناسخ... فلا الناسخ يفقه ما نسخ ولا اصاحبنا يفقهوا ما نسخوا.

وبين هؤلاء الفريقين يقف ايضا من يتلهى بالكتابة عن الغناء والطرب ويدعي أنه هو الوحيد الوريث الشرعي للفكلور الحضرمي القديم وهو صاحب مفاتيح اسرار كلماته ومعانيه ورموزه وسادن بوابة مدينة الفن والعناء والشعر الغنائي. بل هو الحريص على حفظ ملكية هذا الشاعر وذاك الملحن الفنان. فسرقة لحن لمطرب أو كلمات اغنية لشاعر تعد في نظره جريمة لا تغتفر ووزر كبير لا بعده من وزر على مرتكبه الخضوع لمقاييس ( السب والشتم والتشهير ) المفصلة والجاهزة عنده حسب الطلب والظروف النفسية والدوافع الانتقامية التي تحرك نفسيته المريضة .

ليلة البارحة عجبت عجبا كثيرا حين أخبرني صديق لي عبر مكالمة هاتفية من المكلا أن كيلو سمك ( الثمد ) بلغ سعره 700 ريالا.
وحين سألته عن السبب عرفت منه أن اسماك بحر العرب تتعرض للسرقة والنهب والتلاعب من رؤوس كبيرة سهلت ان يكون واحة للاستثمارات والتسويق الخارجي .. أما ما بقي منه للمستهلك العادي فقليلا جدا لهذا ارتفع سعره انها سلعة خاضعة للعرض والطلب.

مسكين المواطن الحضرمي فأبناؤه الذين يشهرون بمن يسرقون الشعر و الحان الطرب من جانب تحايلوا عليه في الجانب الآخر فصمتوا صمتا مطبقا حين شاركوا بصورة أو أخرى مع من يتولى مهام نهب وسرقة ثروات واسماك بحر العرب .


قال الشاعر جبران خليل جبران:

فسارق الزهر مذموم ومحتقر= وسارق الحقل يدعى الباسل الخطر

.

.