المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الأخبار السياسيه
سقيفة الأخبار السياسيه جميع الآراء والأفكار المطروحه والأخبار المنقوله هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها ومصادرها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


صنعاء"عمران"صعدة"وتجارة الموت والغدر"والخيانة

سقيفة الأخبار السياسيه


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-14-2009, 02:07 AM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

صنعاء"عمران"صعدة"وتجارة الموت والغدر"والخيانة


أيهما أولى بالتحقيق: إرسال بنت الصحن للحوثي أم إرسال مضادات للطيران؟!
تزايد الغموض والشكوك حول حرب صعدة مع دخول المعارك شهرها الثاني


المصدر أونلاين ـ هشام محمد علي


مع دخول حرب صعده بين جماعة الحوثيين والقوات الحكومية شهرها الثاني، يزداد غموض هذه الحرب، وتتعزز الشكوك والشائعات بوجود حرب من نوع آخر، وأهداف أخرى يتم السعي لتحقيقها إلى جانب هدف إضعاف المتمردين أو القضاء عليهم بحسب ما أعلنه النظام اليمني أكثر من مرة.


ويرى محللون أن إطالة أمد الحرب وتأخر حسمها، فضلاً عن تكشف بعض الحقائق الميدانية يضفي مزيداً من الغموض، ويثير عدداً من التساؤلات.


وقال مصدر محلي في صعدة انه تم اكتشاف وجود أسلحة مع الحوثيين كصواريخ الكتف مثلاً؛ لا تمتلكها إلا بعض الوحدات العسكرية الحديثة، كما تم اكتشاف وجود مضادات للطيران بحوزتهم.


وتعليقاً على هذه المعلومات علق سياسي يمني رفيع: إذا كان المتمردون غنموا هذه الأسلحة فما الذي دفع القوات الحكومية أصلاً أن تذهب صعدة وبحوزتها مضادات للطيران والحوثيون كما يعلم الجميع لا يمتلكون طائرات؟!


وقال: لقد اتهم الوزير السابق عبد القادر هلال الذي قام في وقت مضى بجهود وساطة اتهم من قبل النظام بإرسال "بنت الصحن" إلى الحوثي، بل وكان هذا النظام ينوي فتح تحقيق مع الرجل في تلك التهمة السخيفة، أوليس الأولى الآن أن يتم التحقيق في قضية إرسال مضادات الطيران إلى الحوثي وجماعته أم أن بنت الصحن أخطر من تلك المضادات التي بسببها لم يعد الطيران يستطيع التحليق في ارتفاع منخفض لإصابة أهدافه.


وأضاف: النظام لا يريد القضاء على تمرد الحوثي ويسعى لإضعافه فقط، وإلى ذلك يسعى لتحقيق أهداف أخرى أبرزها ـ حسب تعبيره ـ "حلب" مزيد من الأموال السعودية، وإضعاف مراكز قوى عسكرية يمكن أن تقف حجر عثرة أمام توريث نجله أحمد، فضلاً عن إشعال مزيد من الصراعات بين قبائل حاشد وبكيل.


وتابع السياسي الذي فضل عدم الإشارة لاسمه: إذا كان النظام قد نجح في تحقيق الأهداف الأخيرة بنسب متفاوتة، فإنه أخفق في الأولى؛ فقد فتحت "الحنفية" السعودية، وقضى على كثير من القيادات العسكرية، وتأججت المشاكل بين قبائل حاشد وبكيل، لكنه أخفق في إضعاف الحوثيين الذين زادت قوتهم وتوسعت سيطرتهم على المناطق في هذه الحرب أكثر من أي وقت مضى.
وكانت مصادر صحفية يمنية ذكرت الأسبوع الماضي أن رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة أقال عدداً من القيادات العسكرية التي أخفقت في تحقيق أي تقدم ميداني في حرب صعدة.


ونقلت صحيفة "الوسط" الأسبوعية عن مصادر مؤكدة قولها أن الرئيس أحال أيضاً قيادات أخرى إلى التحقيق ومن هؤلاء أركان حرب اللواء 105 المتهم بتسليم عتاد المعسكر قبل أن ينسحب بجنوده عقب مقتل قائده وعدد من الجنود.


وقبل اندلاع الحرب السادسة بأسبوع شن كتاب رسميون مقربون من الرئاسة ما يشبه الحملة على اللواء الركن علي محسن الأحمر، ووجهت له ـ تلميحاً ـ انتقادات لاذعة، وحملته مسئولية عدم حسم ملف صعدة، بل وألمحت إلى وقوفه خلف بعض قيادات الحراك الجنوبي.


ويقول السياسي اليمني: أياً يكن الأمر فإن من الواضح أن الخاسر الأكبر من هذه الحرب هو الوطن والمواطن اليمني .. فالحوثيون يحاربون بالأطفال والقبائل، والنظام يحارب بالعسكر، ويبدو أنهم يمضون على قاعدة المثل الشعبي "الحجر من الأرض والدم من راس القبيلي"، .. "المال من إيران والسعودية والدم من راس المواطن اليمني"!
  رد مع اقتباس
قديم 09-14-2009, 02:25 AM   #2
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


رئيس مجلس بكيل للسلم والإصلاح .. رواتب الحوثيين بالدولار
بن هضبان : في حاشد العديد من الخلايا النائمة التابعة للحوثيين و على من أخذ مقاولة عسكرية من الدولة أن ينجز عملة وبكيل لن تعمل من الباطن



الإثنين 14 سبتمبر-أيلول 2009 الساعة 01 صباحاً / مارب برس- خاص

كشف رئيس مجلس بكيل للسلم والإصلاح الشيخ عرفج بن هضان أن جهودا حثيثة يجريها المجلس تهدف إلى التوسط بين الدولة والحوثيين وقال في حوار ينشره موقع مأرب برس في وقت لاحق أنه يرفض فكرة الزج بالقبائل كقوات شعبية في الحرب الدائرة حاليا في محافظة صعدة , إضافة إلى استخدام القوة العسكرية في حسم المعركة الدائرة بين الطرفين .

مؤكدا أن مجلس بكيل يؤمن بالحلول القائمة على الحوار بين الطرفين , لكنة أستثنى ذلك بقولة " لكنه في حال ثبوت تدخل أجنبي فيما يجري فلا مانع من ذلك من استخدام القوة .

وحول السر في اشتعال الحروب الستة بين الدولة والحوثيين قال بن هضبان أن هذه الحرب فيها شيء من الغموض تبدأ فجأة وتختفي فجأة وكأنها مربوطة في رأس كل من الرئيس وعبد الملك الحوثي تبدأ بهم وتنتهي بهم .

كما أستنكر رئيس مجلس بكيل للسلم والإصلاح الشيخ عرفج بن هضان دعوة الشيخ حسين ألأحمر لمشائخ بكيل استعادة ثلاث مديريات من أيادي الحوثيين معتبرا تلك اللهجة داعية إعلامية من الشيخ حسين ألأحمر لقبائل حاشد , مؤكدا ان في حاشد العديد من الخلايا النائمة التابعة للحوثيين أكثر مما هي في الجوف .

وحول تحركات حسين ألأحمر وتبنية للجيش الشعبي ومن ويقوم بتمويله قال بن هضبان أن من يقف ورائه هو الرئيس شخصيا , وحول مقدار الميزانية التي يتلافها حسين ألأحمر لإدارة هذه الحرب قال " حسب معلوماتي فهو يتقاضى عشرة مليون ريال يوميا إو أسبوعيا , لكنا لسنا متأكدين من هذا الرقم .

وأضاف " على من أخذ مقاولة عسكرية من الدولة أن ينجز عملة وبكيل لن تعمل من الباطن .

كما أنتقد بن هضبان تلاعب الرئيس بالورقة القبلية واعتماده كلية على قبائل حاشد وقال أن الدولة تعتمد على حاشد وكأنها كل شيء في حين بقية القبائل عبارة عن شماعة يعلقوا عليها ما يريدون .

وحول الموقف المتصاعد للحوثيين في محافظة الجوف قال بن هضبان " نحن طالبنا الدولة عدم التدخل بيننا كقبيلة دهم وبينهم كحوثيين وجرى بيننا وبينهم حوار , وطالبنا منهم في إيقاف كل تحركاتهم وأن كل واحد يلزم مكانة مؤكدا أن الحوار معهم نجح لكن بعد عدد من ألاشتباكات الدامية وصلت إلى النجاح في إيقاف نفوذهم وتناميهم في الجوف .

وكشف في سياق حواره مع موقع مارب برس أن الحوثيين في محافظة الجوف وغيرها يتقاضوا مرتبات يومية وأسبوعيه " فالقيادات منهم والمؤسسيين يتقاضوا – 100- دولار يوميا في حين يتقاضي المبتدئين منهم والجدد – 100- دولار أسبوعيا .

مؤكدا في سياق حواره أن ما ظهر من نشاط للحوثثين يكشف عن دعم خارجي , ومتهما إيران وراء ذلك الدعم .

يشار إلى أن مجلس بكيل العام للسلم والإصلاح تأسس في 11- 10- 1989م ويضم في هيئته العليا أكثر من سبعين شخصية من كبار مشائخ بكيل .



تعليقات:
1) الاسم: بن عسكر الهمداني (سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك)
العنوان: ونعم يابو حمد
الله يكثر من امثال الشيخ عرفج شيخ بحق وحقيقة.
لو مشايخ الجوف مثله كان الامور تمام.
تحياتي
2009-09-14 02:07:14
  رد مع اقتباس
قديم 09-14-2009, 04:28 AM   #3
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


شيخ حسين الأحمر هناك حرب قوية على حاشد

بقلم/ متابعات
الإثنين 14 سبتمبر-أيلول 2009 01:32 ص
--------------------------------------------------------------------------------

نفى الشيخ حسين بن عبدالله الأحمر أي تدخل سعودي في قضية صعدة أو أي خلافات داخل أسرة آل سعود بشأنها. وقال إن إيران هي من تدعم الحوثي، إضافة إلى دول عربية أخرى، لم يسمها.

الشيخ حسين الأحمر، الذي عاد من السعودية قبل أكثر من شهر متوجهاً إلى "خمر" يحشد القبائل إلى ساحة المعارك، عاد قبل 3 أيام إلى العاصمة، وتحدث إلى "النداء" عن مبررات مشاركته في هذه الحرب. وفي هذه المقابلة قال إنه يتحدث عن نفسه وليس باسم قبيلة حاشد أو مجلس التضامن، مثلما أكد أن أخاه الشيخ حميد في مقابلته الأخيرة مع قناة "الجزيرة"، لم يكن يعبَّر إلا عن نفسه هو.

لكن، وهو يتحدث عن نفسه، اعتذر عن الإجابة على سؤالين ألحقتهما إليه عبر التليفون أمس، يتعلقان بحجم الدعم الذي يتلقاه من الرئيس للجيش الشعبي الذي يتولى هو (الشيخ حسين) قيادته، والاتهامات التي وجهها إليه شيخ من بكيل باستخدام هذه الحرب ذريعة لتصفية حسابات مع سفيان.

لكنه لم يخفِ امتعاضه حيال الآراء والمواقف التي أعلنها شقيقه حميد الأحمر النائب والقطب المعارض، في برنامج "بلا حدود" بقناة "الجزيرة"، الشهر الماضي، والتي طالب فيها الرئيس بالاستقالة وتسليم السلطة إلى نائبه اللواء عبد ربه منصور هادي، إذ شدد على أن ما ورد في الحوار لا يعبر سوى عن وجهة نظر حميد، مطالباً إياه "بعدم شخصنة الأمور".

زرته، الأحد الماضي، في منزله المكتظ حوشه وبواباته برجال حاشد المسلحين. وبعد أن أجريت معه هذا الحوار، الذي استغرق نحو ساعة، استقل سيارته الحديثة، وتوجه، تتبعه عدة صوالين مسلحة، لتلاوة الفاتحة والدعاء على قبر والده المرحوم عبدالله بن حسين الأحمر.

* حـــــوار: عـــلي الــضبيبــي – النداء

* كل الإساءات للأشخاص في الصحف الحكومية مصدرها مطبخ الرئاسة، والأحرى بهذه الإدارة أن تحل الأزمات التي يمر بها البلد أفضل مما تظل تسيء للناس

* اتفاقية الدوحة كانت "فلتة" من الدولة لأنها غامضة ومطاطية

وتتيح للحوثي أن يفسرها كيف يشاء

* ندعو مشائخ وقبائل بكيل أن يستعيدوا المديريات الـ3 التي سيطر عليها الحوثي في الجوف وأن يتضامنوا مع سفيان

* الغلط ليس في حشد القبائل للقتال إلى صف الدولة ولكن في أن تزج بمتطوعين إلى الميدان وبعد نهاية الحرب تتركهم

* حميد في "الجزيرة" عبر عن وجهة نظره هو والمهم أن الشخصنة لا تجوز

* الاشتراكيون يسعون إلى الانفصال وإلى استعادة دولة، وحزب الحق إلى إنشاء دولة لهم في صعدة، والإصلاح متخبطون

> نبدأ من نهاية الحرب الخامسة، عندما انتقدت بشدة القرار الرئاسي لوقف إطلاق النار، وحملت الرئيس مسؤولية ذلك القرار، والآن الحرب السادسة عادت بشراسة. فهل أثبتت عودة الحرب صحة موقفك ذاك؟

- في الحقيقة عندما وقفنا ضد وقف إطلاق النار في الحرب الخامسة، دون حل جذري للتمرد، كان بدافع وطني. فقد أثبتت التجارب السابقة في الحروب الأولى والثانية والثالثة والرابعة، أنه كلما أوقفت الدولة الحرب تأتي الحرب التي تليها والمتمردون أكثر استعداداً وجاهزية. وهذا ما نخشاه، ولا بد على الدولة ممثلة بالقيادة السياسية أن تخمد هذا التمرد بكافة الأشكال والوسائل دون تأخر أو تسويف، لأن هذا التمرد أنا أعتبره سرطاناً ينهش في الجسد اليمني ويسبب معضلة كبيرة لليمن.

> لكن، ألا ترى أن الحروب السابقة فشلت، ولم تحقق الحرب سوى تمدد أكبر وأوسع للحوثي؟ ألا ترى أن هذه الحرب في جولتها السادسة، قد لا تؤدي إلا إلى حرب سابعة، خاصة وهي لم تحقق أي نصر حتى الآن؟

- بالعكس. الحرب الأولى والثانية كان التمرد قد اندحر وانتهى الحوثي بنسبة 98%، ولم يبق هناك أي حركة للحوثي أو أي مؤشرات بقاء.. كان هناك فقط حوالي 15 أو 20 شخصاً توجهوا إلى صنعاء وأولهم بدر الدين الحوثي وعبدالملك الحوثي. وطوال كل الحروب كانت الدولة تحقق نصراً وتكاد تنهيه تماماً. وأنا أؤكد لك أنه لا يوجد حل أمام الدولة إلا القوة، لأن هؤلاء المتمردين لهم أبعاد وأهداف كبيرة. ولم يقبلوا الرضوخ لمنطق العقل وللدستور والقوانين وللحوار، وأن ينزلوا من المواقع ويسلموا السلاح الذي أخذوه على الدولة، وأن يفتحوا الطرق ويمارسوا الحياة المدنية التي كفلها الدستور مثل كل القوى السياسية، ويعملوا لهم منظمة أو مؤسسة أو حزباً.. الآن أصبحوا مشكلة تهدد الأمن الاجتماعي، وأصبح أي قاتل أو قاطع طريق أو مطلوب للعدالة يفر وينضم إلى الحوثي. أصبح الحوثي مأوى لكل المجرمين والفارين من وجه العدالة.

> الحوثي يؤكد أنه كان ملتزماً باتفاقية الدوحة وأن السلطة هي من تنكرت لهذه الاتفاقية وتنصلت منها..

- هو يلتزم باتفاقية الدوحة حسب هواه، لأن الاتفاقية كانت مطاطية وغامضة وليست واضحة، ولذلك تمكنه أن يفسرها كيف يشاء. وكانت فلتة من الدولة أن تعمل اتفاقية الدوحة مع متمردين. ولكن نتمنى من الحوثي أن يرجع إلى المنطق وإلى العقل، وينصاع وينزل من الجبال ويفتح الطرق. ونحن مستعدون أن نقوم بواجبنا عند الدولة، وأن نحل مشكلته نحن وغيرنا من المشائخ والعلماء والمنظمات وكل الناس.. لكن أنا متأكد أن أي جهد يبذل في هذا الاتجاه لن يجد من الحوثي إلا التنصل ومحاولة كسب الوقت وإعادة ترتيب صفوفه ومن ثم كسب جولة وراء جولة حتى يصل إلى أهدافه.

> طيب، الحرب السادسة اندلعت بشراسة، وهي في أسبوعها الثالث أو الرابع، ولم تحقق شيئاً. بالعكس يعلن الحوثي كل يوم سقوط مواقع للجيش وسيطرته على معسكرات، ويؤكد ذلك للرأي العام من خلال الصورة والصوت وعرض مختلف الأسلحة التي استولى عليها، إذن، أية جدوى من هذه الحروب كلها؟

- لا شك أن هناك سوء إدارة وعدم تنسيق جيد وتخطيط وتكتيك جيد للمعارك. ولكن لا يعني هذا أن الحوثي يحقق انتصارات. الحوثي في هذه الحرب السادسة تكبد خسائر كبيرة، وخسر مقاتلين وقادة ميدانيين، ومُني بخسائر مادية فادحة في كل الجبهات والمحاور. ولكن هناك بعض السرايا والكتائب في بعض المناطق تكون محاصرة، وبالتالي عندما تنقطع عنها الإمدادات والماء والأكل والشرب تضطر أن تنسحب. وحرب العصابات، كما تعرف، ليست سهلة ولا سريعة الحسم، والأمثلة كثيرة في أفغانستان وغيرها. وهي تحتاج خططاً مختلفة عن خطط الحروب النظامية، وتحتاج صبراً ووقتاً، وتحتاج إدارة جيدة، لأنها متعبة ومكلفة. والحوثي من خلال التجارب والممارسات اكتسب خبرات جيدة، وتعلم الصبر والشغل الدعائي، وتعلم أسلوب الكر والفر ونصب الكمائن وغيرها.. إننا في هذه الحرب لا نواجه حرباً نظامية، إنما نواجه أفراداً متمترسين في مواقع محصنة وفي مناطق حساسة ووعرة.

> أنت مكثت خلال الأسابيع الماضية في خمر، وربما أنك كنت تدير بعض المعارك بنفسك. ما مدى وحجم مشاركتك في هذه الحرب كقوة قبلية..؟

- (مقاطعاً) أنا معظم الوقت، وخاصة في رمضان، أخرج إلى البلاد وأقعد هناك، وهذا ليس جديداً. لكن بالنسبة لقضية التمرد، نحن مستعدون أن نتعاون مع الدولة بكل ما تريد. مستعدون برجال، بمال، بسلاح، بعتاد.. بكل شيء.

> ما صحة الكلام الذي قيل بأن الرئيس تكفل بتمويل للواء شعبي من رجال حاشد تحت قيادتك لقتال الحوثي؟

- قبيلة حاشد هي جزء من اليمن، وإذا كان هناك تجييش للقبائل فهو تجييش للكل. لا يوجد شيء اسمه تجييش لحاشد. هناك تجييش في حجة، في الجوف، في حاشد وعمران، في كثير من القبائل اليمنية.

> ما الداعي يا شيخ حسين لكل هذا التجييش والحشد القبلي! ألا تمتلك الدولة مؤسسة عسكرية قوية، ولديها جيش رسمي بموجب الدستور؟ ألا تدري أن هذا فعل خطير وغير دستوري، وله نتائج عكسية وسلبية على التماسك والأمان الاجتماعي، بل وعلى القبائل اليمنية نفسها، بل وحتى يضعف المؤسسة العسكرية؟

- الدولة لها الحق أن تستعين بالقبائل. والأفضل لها أن تجند وتحشد مقاتلين من مختلف الشرائح ومن مختلف القُبل، وأن تجند أفضل لها من أن تدفع بمتطوعين. عندما تدفع بمتطوعين فلن تكون أمورهم منظمة ومرتبة، لكن إذا جندت بشكل صحيح ودربت الناس سوف يكون أفضل، وستكون السيطرة عليهم أضمن. وأنا أؤكد لك أن التجنيد أفضل. وليس هناك أي ضرر أو خطأ، وليس هناك أي غلط. والغلط هو أنك تزج بمتطوعين إلى الميدان، وعند نهاية الحرب تتركهم. وهذه من السلبيات التي حصلت.

> سمعنا أن مجلس التضامن بعث برسالة إلى رئيس الجمهورية في نهاية الحرب الخامسة، حمله فيها مسؤولية حسم المشكلة وعدم الوقوع في المخالفات. ألا ترى أن هذه الحرب كان من أسبابها، كما قال البعض، هذه المذكرة، وكذلك مقابلة الشيخ حميد في "الجزيرة"؟

- الدستور يعطي الدولة صلاحيات الحفاظ على الأرض اليمنية، ومنع أي فتنة أو خروج عن الثوابت وقطع الطرق وسلب الممتلكات العامة والخاصة واحتلال مدارس الحكومة ومؤسساتها وإداراتها وما تم إعادة إعماره. كيف يكون هذا؟! علينا أن نكون واعين.. الحوثي نتمنى أن يرجع إلى صوابه وتعالج المشكلة سلمياً ويوقف نزيف الدم. نتمنى ذلك. من لا يتمنى أن تُحقن دماء أبنائه وإخوانه وآبائه، حتى لو يبذل الواحد كل ما عنده. لكن من خلال التجارب السابقة ألاحظ أن الحوثي غير مستعد لأي تجاوب.. هو يتجاوب إعلامياً لكن عملياً لا يتجاوب. والحوثي كان في البداية يقول إنه يدافع عن نفسه.. اليوم يشعل حرائق ومعارك في الجوف، في عمران، وكان في بني حشيش، وفي سفيان وفي حاشد، ويريد أن يسيطر على مناطق جديدة ويحتل مناطق جديدة بالقوة. هناك 3 مديريات في الجوف تحته تماماً، ومديرية في عمران سيطر عليها سيطرة كاملة. نحن لن نتخلى عن الدولة أمام أي مشكلة تهدد أمن واستقرار اليمن، حاشد وغيرها.

> تقول هذا بكل هذه العزيمة وأنت هوجمت بشكل عنيف في وسائل إعلام رسمية ناطقة باسم الدولة، وفي أكثر من مرة. فبعد رسالة مجلس التضامن إلى الرئيس شنت عليك إحدى هذه الصحف هجوماً لاذعاً لدرجة أن وصفتك بالعميل، وفي يوم زيارة الرئيس لحرف سفيان وكنت بجواره، هُوجمت ثانية من قبل صحيفة ثانية رغم أنك أعلنت تأييدك للرئيس، كيف تفسر لنا هذا التناقض؟

- في الحقيقة نحن نقف إلى جانب الوطن وليس إلى جانب الرئيس. ومثل هذه التفاهات لا تؤثر علينا ولا تصنع شيئاً. وإذا جاءت إساءة لنا في صحف الدولة فمصدرها يأتي من داخل مطبخ الرئيس، وإذا كانت هناك تفاهة فنحن نردها إليهم.. ما تأتي أي إساءة إلى أي شخص في اليمن إلا من داخل مطبخ الرئاسة، وهذه هي من سوء التوفيق وسوء النية، وليس من مصلحة مكتب الرئاسة أن يصنع للرئيس كل يوم خصوماً. ليس من مصلحته هذه التفاهات وهذه المقولات التي تضرهم أكثر مما تنفعهم.. والأحرى بهذه الإدارة أن تحل الأزمات والمشاكل التي يمر بها البلد أفضل مما تظل تسيء للناس وتتهجم على الآخرين.

> هناك من يعتقد أن هذه حرب ما بين دولتين، بالوكالة على أرض يمنية وبمقاتلين يمنيين، نيابة عن إيران والسعودية. وإلا إلام تعزو قوة الحوثي؟ وبالمقابل إلام تعزو اندفاع القبائل إلى ساحة المعارك؟

- إيران داعمة للحوثي. والدولة ساهمت في إنشاء الحوثي وخلق الظاهرة الحوثية، وهناك بعض الدول العربية، للأسف، تقدم لا شك للحوثي دعماً خفياً. سواء كان دعماً مذهبياً أو إعلامياً أو غيره. أما بالنسبة للإخوة في المملكة العربية السعودية، فأعتقد كان لهم موقف جماعي مع دول مجلس التعاون الخليجي، موقف ظاهر. ولا أعتقد أنه كان للسعودية دخل في هذه الحروب، لأنها تعتبر هذا شأناً داخلياً يخص اليمن. لكن إيران تصريحاتها، إعلامها ودعمها اللوجستي للحوثي بشكل ما نتصور.

> أنتم لا تستطيعون أن تقدموا أي دليل مادي محسوس من إيران، وهذا ما تحدَّاكم به الحوثي، في حين أنه (أي الحوثي) يعرض أسلحة على شاشات الفضائيات عليها ختم السعودية. وهذا شاهدناه.

- الحوثي يجيد الإعلام. والإيرانيون يدعمونه، ومنذ أكثر من 10 سنوات وآلاف من اليمنيين الذين درسوا في إيران، كانوا من أتباع الحوثي، ولا شك أن هناك إيرانيين يدرِّبوا في صعدة، وإذا لم يكونوا إيرانيين فهم أتباع لإيران من أي منطقة كانت، سواءً كانوا يمنيين أو غير يمنيين، فهم ينفذون توجيهات وأجندة إيرانية. ونحن ننصح إيران كدولة إسلامية أن تكف عن التدخل في الشؤون العربية الداخلية، لأنها ليست ناقصة عداوة مع الوطن العربي. هي دولة لها طموحاتها ولها مشاكلها الداخلية والدولية، فالأولى بها أن تحل مشاكلها وأن تتفرغ لمشاكلها الخاصة أفضل من أن تتدخل في شؤون: لبنان، الكويت، البحرين، العراق، سوريا، واليمن، وغيرها. والأحرى بنا كأمة إسلامية أن نكون يداً واحدة وصفاً واحداً، لا أن نثير الفتن والأحقاد، ونحيي المذهبيات والعرقيات والعصبيات الدينية وغيرها. يجب أن نقف صفاً واحداً إزاء ما تواجهه الأمة من مخاوف وهجمة شرسة على الدين وعلى الإسلام وعلى العروبة. فالأحرى بإيران أن تكون أكثر مرونة وأكثر حرصاً من التدخل في شؤون أي قطر عربي.

> إيران نفت ذلك، لكن هناك تسريبات بنشوء خلاف داخل الأسرة الحاكمة في المملكة العربية السعودية بشأن صعدة، أنت لك علاقاتك الجيدة مع هذه الأسرة وتواصلك الخاص بهم، كيف تفسر هذا الخلاف؟ وما هو الموقف الحقيقي للمملكة إزاء هذه الحرب؟

- لا أعتقد أن هناك خلافاً داخل الأسرة الحاكمة. هذه الأسرة تربطها ببعضها علاقة متينة وقوية، قائمة على التفاهم والاحترام، ولن يستطيع أحد أن يزعزع هذه العلاقة أو أن يوجد خلافاً داخل هذه العائلة.

> تقصد أن السعودية لها موقف موحد تجاه صعدة..؟

- (مقاطعاً) السعودية موقفها مع الدولة ومع أمن اليمن واستقراره، لأن أمن اليمن يهمها. وإذا جئنا للإنصاف فإن السعودية هي أكثر الدول التي دعمت اليمن واستقراره وأمنه وتنميته. إذا جئنا للمنح، إذا جئنا للمشاريع، إذا جئنا للتنمية، أكثرها بتمويل سعودي، كذلك المعونات.. وعندما تحصل لليمن أي قضية أو مشكلة تجد السعودية أقرب الدول العربية وغير العربية إلى اليمن.

> البعض من الحوثيين يقولون إن من أسباب عودة الحرب السادسة إلى صعدة مقابلة الشيخ حميد في قناة "الجزيرة"، وهو الذي قال إن الرئيس عجز عن تحقيق إنجاز من كل الحروب السابقة، وبالتالي اعتبروا هذا تحريضاً منه..

- الحوثي هو الذي دفع السلطة باتجاه الحرب. الحوثي هو من قام بقطع الطريق وقتل العساكر. الحوثي هو من قام بنهب الأموال العامة والخاصة. الحوثي هو من قام بترويع الآمنين. الحوثي هو من قام بإقلاق الأمن. الحوثي هو من قام باحتلال مديريات كاملة في عمران والجوف. الحوثي هو من سبّب هذه الحرب السادسة، بإصراره على تحقيق أهدافه وتحقيق طموحه وتطرفه، وأهدافه الرامية للسيطرة على البلد وعلى الدولة.

> هناك مخاوف من أن تتحول الحرب الآن، بعد دخول البشمرجة والقبائل إلى ساحتها، إلى حرب أهلية قبلية بين القبائل نفسها..

- هذا الحوثي الذي يتمنى ذلك ويبث هذه الدعاية. أما معظم القبائل اليمنية فإنها ستقف مع الدولة ضد الحوثي، سواءً كانت حاشد أو بكيل أو مذحج أو حمير، ستقف بجانب الدولة لإنهاء هذه المشكلة.. قد يكون هناك أشخاص يثيرون ذلك داخل بعض القبائل، لكن كمضمون عام، كتوجه عام، الكل مع الدولة.

> أضرب لك مثالاً: يوجد خلاف حاد بين حاشد وبكيل داخل منطقة حساسة جداً، ولا سيما أن هاتين القبيلتين تحكمهما علاقات تاريخية تتسم أحياناً بالتوتر والحساسية الشديدة..

- يوجد عقلاء في حاشد وبكيل يعرفون من هو المستفيد من هذه الدعاية، ويعرفون كيف يبنون مصالح بعضهم البعض، ولن يسمحوا لأي مغرض أن يسبب أو يشعل حرباً أهلية أبداً.

> هل موقفك الآن إلى صف الدولة هو موقف حاشد، أو أنه موقف مجلس التضامن الوطني فقط؟

- هذا موقفي الشخصي. وبالنسبة لأعضاء مجلس التضامن، فمعظمهم مع الدولة.

> تقصد اجتمع مجلس التضامن بخصوص هذه القضية واتخذ قراراً موحداً؟

- تناقشنا وتمخض عن ذلك الرسالة التي أعددناها معاً وأرسلناها لرئيس الجمهورية. وسيكون لنا اجتماع قريباً لمناقشة عدد من القضايا الوطنية، وعلى رأسها صعدة.

> ما رأيك بمقابلة الشيخ حميد في قناة "الجزيرة"؟ هل لفت انتباهك شيء فيها؟

- كل له وجهة نظر. هذا رأيه، والمهم أن التشخيص لا يجوز في أي قضية كانت. هذه وجهة نظره وهو يعبر عن رأيه ولا تعبر هذه عنا.

> يؤخذ على الرئيس أنه مهتم بحاشد أكثر من اهتمامه ببقية القبائل اليمنية الأخرى، ولاسيما بكيل، بل وحتى يقال إن السعودية نفسها مهتمة بحاشد أكثر، وهذا نلاحظه ونسمعه من كثيرين، وحتى من شخصيات كبيرة وذات وزن داخل بكيل.

- نحن ندعو إخواننا مشائخ وقبائل بكيل، الذين يقولون إن حاشد محل اهتمام الدولة لأنها تقف إلى صف الدولة، ويقولون إن حاشد تريد تصفية حسابات مع بكيل، ندعوهم ونقول إن الأحرى بهم أن يتضامنوا مع إخواننا في سفيان ويفتحوا الطرق ويستعيدوا المديريات التي احتلها الحوثي في الجوف، وهي 3 مديريات، وينهوا التمرد داخل تلك المديريات سواءً في الجوف أو في عمران، ويفتحوا الطرق أمام الدولة وأمام الخاص والعام.

> يبدو أن المشكلة تتوسع وتتفاقم إلى خارج صعدة، وهناك مخاوف وتوقعات أن هذه الحرب، وبدخول حاشد كطرف، قد تكون على الحرب رأس حاشد، لاسيما وأن هناك من يريد لحاشد كقبيلة أن تضعف سواءً من داخل النظام أو من خارجه. ألا يقلقك هذا الافتراض؟

- لا شك أن هناك حرباً قوية على حاشد. وحاشد، هي للأسف دائماً تساند الدولة، ولا تجني إلا شر الدولة، أما خيرها ماشي.. إن في شر إحنا شركاء، وإن في خير فهو لغيرنا. ولكن أريد أن أقول لك إن حاشد عندها الكفاءة والقدرة، ولا أحد يستطيع أن يضعفها، لا حوثي ولا غيره، وهي مستعدة أن تواجه وتدافع عن نفسها لوحدها وبدون دولة. وهي قلعة منيعة وتستعصي أمام كل من تسول له نفسه أن يحارب حاشد أو يدخل حاشد أو يضعف حاشد.

> ما رأيك بهدوء العاصفة الجنوبية، عادة عندما تندلع الحرب في صعدة؟ هل هذه معادلة يمكن أن نبني عليها رأياً؟

- لا تنسوا الإعلام. الإعلام عندما تسكت قضية صعدة يتوجه إلى الجنوب وينقل من هناك، وعندما تعود الحرب يغادر الجنوب ويوجه أنظاره نحو صعدة.. كله الإعلام، وإلا هناك حراك في الجنوب حاصل الآن. الإعلام ربما يبالغ كثيراً، ومن حق الإعلام أن يغطي ويبث.. ربما يكون هناك بعض التنسيق من قبل بعض القيادات، والمثال علي سالم البيض الذي يؤيد ذلك التمرد.

> ما رأيك في مقابلات علي سالم البيض الأخيرة؟

- علي سالم البيض شخص يكرر الأخطاء دائماً. هو أعلن الانفصال في 94 ويكرر الانفصال الآن. هو شخص يصر إلا أن يحرق نفسه.

> وموقف علي ناصر محمد وحيدر العطاس؟

- علي ناصر وحدوي، وموقفه أفضل. ومن حق أي إنسان أن يطالب بالتغيير، بمحاربة الفساد، لكن ليس من حقه أن يطالب بالانفصال.

>.. وموقف اللقاء المشترك. كيف تقرأه؟

- اللقاء المشترك لا أدري ماذا يريد.. أعتقد الإخوان في الحزب الاشتراكي يسعون إلى الانفصال ويعملون على بناء دولة. والإخوان في حزب الحق يعملون على إنشاء دولة في صعدة. والإخوان في الإصلاح متخبطون وفي حيرة لا من هؤلاء ولا من هؤلاء، فقط يراقبون. وأنا أنصح الإخوة في المشترك أنه إذا لديهم خلاف مع السلطة فلا يعني ذلك أن نسكت أو نساهم في إقلاق أمن واستقرار البلد. هناك خلافات بين المعارضة والسلطة، ولكن لا يعني ذلك أننا نصبح أعداء للبلد.

> هم يستندون إلى موقف معروف. فهم يقولون إن الحرب غامضة، وحتى الآن الحوثي ليست مطالبه واضحة، والبعض يزعم أن هناك تصفية حسابات، وأن هناك متاجرة من وراء هذه الحرب..

- لا يوجد أي واحد من الإخوان، في الإصلاح بصورة خاصة، وفي المشترك بصورة عامة، إلا وهو مقتنع في داخله أن الحوثي على خطأ، كما أظن.. ولكن يُظهر غير ما هو مقتنع به بسبب خلافهم مع السلطة. وأنا أنصحهم: يجب ألا يسبب الخلاف مع السلطة، إلى وقوفهم مع دعوات الانفصال ولا إلى دعم التمرد، وأن يكون موقفهم واضحاً، وهذه قضايا واضحة. قضية الانفصال واضحة وجلية وليس فيها لبس. وأنا أستغرب المشترك حتى الآن لم يدن علي سالم حتى اليوم. ما يدينوش التمرد يعني هم متمردين. نحن ندين مثل هذه العمليات، وإذا كانت هناك ممارسة خاطئة من قبل الدولة من حقهم أن يدينوها.

> لكن ماذا إذا كانت الدولة تستثمر مثل هذه الإدانات والمواقف ولا تريد حلولاً على الأرض..؟

- الدولة والمشترك وكل منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية، أنا مع من يطالب بالحوار وبتصحيح الأخطاء وبتحقيق الشراكة، لكن ليس كل واحد على مفهومه الخاص. على ماذا نتحاور وتحت سقف أيش. مش كل واحد يريد أن نتحاور على ما يشتي هو، وتحت السقف الذي يريد هو، وبهذا لن نتحاور ولن يوجد حوار. كيف أنا أدعو للحوار وأقوم أسب السلطة بشكل غير منطقي، وأتكلم على رئيس الدولة وأتكلم على عياله وجهاله وأبنائه وإخوانه، وأنا أقول أشتي أتحاور. إذن، من فين أنت تجيد الحوار هذا! كيف أنني أسيء للناس وأقول تعالوا تحاوروا معي؟ الذي يريد أن يطلب حواراً لا يسيء للناس بهذا الشكل.

> إذن، حتى أنتم كيف توجهون السلاح إلى صدر الحوثي وبالتالي تدعونه إلى الحوار!

- الحوثي حالة خاصة ونادرة. أنا أتكلم عن الحوار مع الجنوب، الذين لا يزال عندهم شيء من قبول الحوار، وشيء من مصداقية الوحدة. أتكلم عن الأحزاب والمنظمات السياسية والمدنية والنقابات والعلماء والزعامات الاجتماعية والشخصيات الاجتماعية المؤثرة. إذا كان عند الإخوان في المشترك رؤية أو باب مفتوح للحوار مع الحوثي ويستطيعون أن ينزلوه من المواقع والجبال والمدارس والمرافق الحكومية ويفتح الطرق ويطلق الرهائن، وسيعود مواطناً، ويعمل وفق الدستور وما كفله ونظمه القانون، فهذا شيء عظيم.. عليهم تقديم مبادرة وأن يذهبوا إلى صعدة ويلتقوا بالحوثي ويحلوا المشكلة ويتحملوا المسؤولية.

> كلمة أخيرة..

- الحقيقة نحن ننصح أولاً الإخوان في السلطة: لا بد من مراجعة حسابات، ولا بد أن نعترف أن هناك أزمة بحاجة إلى اصطفاف وطني وشراكة حقيقية وحوار جاد وصادق ومسؤول مع كل القوى السياسية. مع القوى السياسية التي عندها استعداد للحوار والقبول بنتائجه، وأما كل واحد يتمترس عند رأيه، كانوا سلطة أو معارضة أو غيرها، فالبلد سيؤول إلى نفق أسوأ. فالسلطة تتحمل مسؤولية، ومسؤولية كبيرة، والمعارضة يتحملون مسؤولية، وكل من هو قادر، من شخصيات وعلماء وزعماء ونقابات، يتحملون مسؤولية، لأن الجميع سيجني النتائج سواء خيراً أو شراً. فنأمل من السلطة أن تتقبل هذا الكلام، وأن يكون صدرهم واسعاً. وهناك عقلاء في اليمن لا بد أن يسعوا لحلحلة الأوضاع، ومن عنده فرصة يحل مشكلة صعدة بشكل ودي فليتفضل يحلها بشكل ودي، وتعطيه الدولة الفرصة ويتحمل المسؤولية. إن فشل يتحمل المسؤولية، وإن نجح نعطيه، مش فقط مكافأة وأكثر من المكافأة، ويكون هذا محسوباً له.

  رد مع اقتباس
قديم 09-15-2009, 01:08 AM   #4
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


اليمن: تاريخ قادة، ولا عزاء للجماعات


14/09/2009
وضاح الجليل ، نيوزيمن:


تصلح صعدة نموذجا لتاريخ القادة فلم يكن ثمة حديث أو حتى نية لإصلاحات سياسية وديمقراطية واجتماعية لتحقيق السلام لصعدة، ولعموم البلد، وكعادة تاريخية يمنية؛ فإن ما حدث بين الجولات السابقة من هذه الحرب، وما سيحدث لاحقا ليس سلاماً، وإنما اتفاق طرفي الحرب، أو بالأصح قيادتي الطرفين من أجل هدنة لا تستمر طويلاً، يبدأ بعدها فصل جديد من فصول رواية صعدة التي لا تريد أن تنتهي وإن كانت تستريح من أجل مصالح الطرفين.

ليس ببعيد عنا الثلث الأخير من العام 2006 الذي انتهى فيه الفصل الثالث من تلك الرواية الكئيبة، ليبدأ الفصل الرابع منها بعد تلك الانتخابات بأربعة أشهر لا أكثر، والمضحك المبكي في الأمر أن ثمة من يؤكد وسيؤكد أن الحوثيين ذهبوا في العشرين من سبتمبر 2006م للتصويت لرئيس البلاد الحالي، قائد القوات المسلحة التي خاضت الحرب في صعدة، وكان أولئك الحوثيون خصومها.

المؤسف في كل هذا أن حقيقة جلية تكشف عن نفسها دائما، وتخبر الجميع أن التاريخ في هذا البلد ليس تاريخا شعبيا، ولا هو بالجماعي، أي ليس تاريخ بلد، لأن الجماعات التي أنهكتها الصراعات، وهشمت مستقبلها الحروب، لا شأن لها إلا المشاركة في القتال والصراع، ومن ثم جني المآسي والخسارات، فيم يربح القادة وصانعو الصراعات كل شيء، سواء عبر الانتصار، أو من خلال المصالحات التي تكون دائما بين قادة الجماعات الذين يتفقون على استحلال دماء تابعيهم أولا، ثم تقاسم الكعكعة التي اتفقوا من أجلها دون أولئك الضحايا التابعين.

منذ صيف العام 2004م وحتى اليوم لا يزال غامضاً عدد قتلى هذه الحرب، وما تزال السلطات تتكتم عن العدد الحقيقي لإجمالي القتلى والضحايا والخسائر عموماً، وهو نفس ما يفعله الحوثيون، ما يعني بالضرورة عدم النية في تعويض الضحايا وذويهم، الذي يؤدي بالضرورة أيضاً إلى إبقاء الأحقاد كامنة في الصدور، مهيأة لإنتاج دورات صراع قادمة لا تحقق العدالة لأحد، ولا تنصف مظلوماً، أو تواسي مكلوماً.

إن عملية إنهاء حالة الصراع تتطلب دائماً إعادة البناء الاجتماعي، وتحقيق العدالة التوزيعية في كافة جوانب الحياة الاقتصادية والسياسية والثقافية، وصناعة وعي شامل بحقوق الإنسان والمواطنة والحريات وحركة تنقلات الأفراد والجماعات وحرياتهم الشخصية والجمعية وقناعاتهم الفكرية، ومساهمة كافة الفئات والطوائف والأجيال والأنواع في مشاريع التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. وحينها فقط يمكن الحديث عن قيام ثقافة سلام بديلة لثقافة الحرب، أما مفردات الاستئصال والاقتلاع والنصر ودك المعاقل، فلن تثبت إلا الفشل أكثر وأكثر.

إلغاء الانقسامات الداخلية، وإيجاد وحدة حقيقية من خلال مشاريع التنمية ونشر ثقافة وطنية وعلمانية تتجاوز الانتماءات القبلية والدينية أو تلغيها، هو ما يؤدي بالضرورة إلى إصلاحات قضائية وقانونية تكفل تحقيق المواطنة الخالية من التمييز بسبب العرق أو اللون أو الجنس أو الطائفة أو الدين، في حين يثبت سوى ذلك أن إنتاج الأزمات والصراعات أسهل ما تستطيعه شبه الدولة الفاشلة التي فقدت هيبتها وستفقدها باستمرار اليوم في صعدة، ونخاف أن نسمع مثل ذلك غداً في أبين مثلاً.

يبقى دائماً في خروج بلد ما من الحرب ما يعني بالضرورة احتمال دخوله في حرب أخرى مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالحرب السابقة؛ ما لم يتم بتر أسباب هذه الحروب وتحقيق سلام قائم. على ثقة تامة بنتائج الإصلاحات السياسية والاجتماعية التي تم بها إنهاء الصراعات، بتحديد أسبابها وإيجاد بدائلها المنصفة للفئات والطوائف المختلفة داخل المجتمعات المحلية كخطة مثلى لتحقيق العدالة؛ ذلك أن العدالة لا يمكن تحققها بغير إنهاء أسباب الحروب المرتكزة بشكل أساسي في الظلم الاجتماعي الناتج عن سوء التوزيع، واستغلال الموارد الاقتصادية، والهبات الدولية لصالح الجهات والعشائر التي تحسب رموز الأنظمة السياسية عليها.

لم تحدث تلك العدالة في الجنوب، والنتيجة جهود حثيثة لإعادة دولته السابقة التي أنجزت هوية يتهمها كثيرون بجميع الموبقات، إلا أنها أكدت أنها الأفضل من بين تجارب كثيرة في شبه الجزيرة وخصوصاً جنوبها ثقافياً على الأقل، ومن أجل ذلك يجري تخريبها حتى النخاع، واستهداف الحركة الشعبية المطالبة بالعودة إليها لنسفها من الداخل وسلبها طابعها السلمي، إذاً من البديهي أن غياب العدالة في منطقة بلا هوية مدنية أن ينتج مقدمات هوية تتخذ العنف وسيلة للتعبير، وتنتج ثقافة موت تستهدف ليس أبناء البلد فحسب، بل أعداءً وهميين خلف البحار والقارات.
[email protected]

  رد مع اقتباس
قديم 09-16-2009, 12:32 AM   #5
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


اتهم إيران بدعم الحوثيين بالمال والسلاح :
الثلاثاء , 15 سبتمبر 2009
سلطان البركاني: حرب صعدة غير مذهبية ومستمرة خلال العيد



دمون نت / إسلام أون لاين نت :

قال سلطان البركاني، الأمين العام المساعد لحزب "المؤتمر الشعبي" العام الحاكم في اليمن، إن الحرب الدائرة في صعدة "هي حرب سياسية بامتياز، وليست حربا مذهبية كما يدعي الحوثيون".

ونفى ما تردد عن استعانة الحكومة بالسلفيين لضرب الحوثيين الشيعة، مشددًا على أن "علاقة الحكومة بالسلفيين عادية وشأنها شأن أي علاقة مع أي من مواطنيها، ولو تمرد السلفيون مثل الحوثيين فستتعامل الدولة معهم بنفس الطريقة".

وفي مقابلة خاصة مع "إسلام أون لاين.نت" عبر الهاتف، أكد البركاني -وهو رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم في البرلمان اليمني من صنعاء- أن الدولة اليمنية ماضية بعزم نحو القضاء على التمرد الحوثي في محافظة صعدة شمال اليمن، ولا مجال للتفاوض على وقف إطلاق النار إلا بعد أن يلقي الحوثيون سلاحهم ويقروا بالعيش تحت كنف الدولة اليمنية.

وشدد على أن الجيش اليمني سيواصل قتاله ضدهم حتى في أيام عيد الفطر المبارك، كي ينتهي سريعًا من القضاء على هذه المجموعات المتمردة، وحتى لا يتيح لها الفرصة لإعادة تجميع صفوفها.
وفي سياق متصل، جدد البركاني اتهام النظام اليمني لإيران بدعم الحوثيين بالمال والسلاح، في محاولة منها "لتشكيل حزام حول دول الخليج" وخاصة المملكة العربية السعودية، فهي موجودة عبر أتباعها في العراق وفي البحرين، فضلا عن لبنان.

ونفى القيادي الكبير في الحزب اليمني الحاكم المزاعم القائلة بدخول الرياض على خط المواجهات الدائرة في صعدة بجوار الجيش اليمني، واعتبر أن القوات المسلحة اليمنية تمتلك العدة والعتاد الكافي "لسحق هؤلاء المتمردين الذين يتحصنون بالنساء والأطفال والجبال"، غير أنه اعتبر أن اهتمام السعودية بالحرب التي تجري بالقرب من حدودها أمر منطقي وبديهي.

موقع إخباري مستقل صادر من محافظة حضرموت
  رد مع اقتباس
قديم 09-16-2009, 10:34 AM   #6
المستقل
شاعر السقيفه
 
الصورة الرمزية المستقل

افتراضي

وأضاف: النظام لا يريد القضاء على تمرد الحوثي ويسعى لإضعافه فقط، وإلى ذلك يسعى لتحقيق أهداف أخرى أبرزها ـ حسب تعبيره ـ "حلب" مزيد من الأموال السعودية، وإضعاف مراكز قوى عسكرية يمكن أن تقف حجر عثرة أمام توريث نجله أحمد، فضلاً عن إشعال مزيد من الصراعات بين قبائل حاشد وبكيل.
التوقيع :
كل عام وانتم بخير .وإلى اللقاء
  رد مع اقتباس
قديم 09-17-2009, 01:38 AM   #7
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


صعدة..فنجان الدم

بقلم/ صحفي/عابد المهذري
الأربعاء 16 سبتمبر-أيلول 2009 09:45 م
--------------------------------------------------------------------------------

*سأكتب عن حزني وأوجاع الناس. عن صعدة والوطن مفقوء العين. عن أهلي هناك.. عن الأصدقاء والأحبة.. عن الحرب الملعونة وهي تنقضُّ كوحش جائع يغرس أنيابه ببشاعة في كبد الضحية.

نيران الاقتتال "السياسديني" هي الوحش ونحن الضحايا.. نحن أبناء اليمن جميعاً.. وكلنا مواطنو محافظة صعدة.. المحافظة التي ما أنْ تتماثل جفونها الواجفة للحظات آمنة حتى يقض مضجعها دوي قذيفة مدمرة.

وأنَّى لجفون صعدة أن تغمض في هدوء وطمأنينة؟ أنَّى لأهلها الخروج من منازلهم صباحا والعودة مساء بسلام؟؟ أنَّى لضحكات الأطفال أن تعاود تلوين القرى وأن يعود عناق الفلاحين مع عصافير المزارع حاراً كما كان؟؟ أنَّى للأمهات النوم بلا قلق على فلذات الأكباد؟؟ أنَّى للصعديين الحياة بلارئتين وعينين وقفص صدري؟؟ أنَّى للأحياء هناك والاحساس بالوجود على قيد التنفس؟؟ أنَّى لصعدة أن تعود لصعدة؟؟ وعجوة العقل لم ترجع بعد إلى مجانين الاحتراب؟؟

*لا داعي للتذكير بما مضى في خمس حروب سابقة..ولا طائل من استعراض عضلات القراءة والتحليل السياسي عما يدور حالياً في النسخة السادسة من معارك النزيف الدامي.

بصراحة: أشعر بالخجل يصفعني يومياً على مدار الساعة.. أستحي من نفسي كلما وجدتني أعيش مرتاحاً -هذه الأيام- في صنعاء ومحافظتي تحترق.. استحي من قلمي كلما هدهده هاجس الكتابة فيتسمر كـ"الأبلة" بين أصابع ترتجف خوفاً.. أستحي من روحي عندما لا أجد غير الدموع –شيئاً آخر- أبدد به وحشة التأمل لأوضاع مأساوية آلت إليها أرضي وديرتي. وهل أملك شيئاً غير الدموع؟!

ربما الكتابة بمداد القلب قد تكون البديل المناسب.. لكن بكاء القلوب الثكلى يظل هو الصوت الأقوى.. الكلمة الأعلى.. التعبير الأوضح.. الدعاء المستجاب. إنه الأنين.. الزاد اليومي لسكان صعدة.. إفطار النازحين.. وسحور المحاصرين.. قوت المشرد وفتات الغائب البعيد.. ولا شيء غير الأنين والنحيب يمكن الإصغاء إليه.. سوى هدير المقاتلات الحربية.. أزيز الرصاص.. ضجيج المدافع.. جلجلة الجنازير.. وتهليل الجنائز.

لقد انفطر الفؤاد وارتوى التراب بالدماء.. لقد شبعت المقابر.. واكتفى عزرائيل بما قطف من خيرة الأغصان.. فلماذا هذا الإصرار على إهدار الثمار؟!

*قد يكون من غير اللائق حشو هذه السطور الإنشائية بتفاصيل ذات ارتباط شخصي.. وإن كنت أراه مناسباً –إلى حد ما- مدخلاً يستخلص صور المعاناة ولا يلخصها.. مع أن مصيبتي -مقارنة بمصائب الآخرين- أهون وأخف إلى أبعد مدى..

ويبقى استحضار التفاصيل كفيلا باستحواذ الحيرة على كل الحواس.. فكيف أقص فواجعي ومن أين ابتدئ.. أمن وسط منزلي المكتظ بالتوجُّس ودعوات النجاة؟ أم من شوارع حارتي المذعورة بما قد يحدث أو من طرقات قريتي المدفونة تحت ركام القصف؟ من الذكريات الجميلة لأصدقاء راحلين.. أم من حكايات المتبقين منهم بانتظار الأكفان؟ يا للخسارة الفادحة!! ففي كل زمان ومكان يتكاثر الأصحاب وتنمو الصداقات مع مرور الوقت.. إلا في صعدة.. فالأصدقاء يتناقصون بالقتل.. ومن أرشيف الذاكرة تغيب عشرات الملامح والوجوه.. وأمسح من ذاكرة الهاتف باستمرار أسماء وأرقام أحِبَّةٍ غادروا –فجأة- قبل الأوان.. حتى صار الطمس والمسح عادة سيئة عندي ليس أسوأ منها سوى أسبابها.

*لو قلت لكم: إني لا أعلم إلا قليلاً جداً من كثير يحدث في صعدة.. هل ستصدقون؟!

معظم الزملاء لا يتقبلون إجابتي السلبية عندما يبحثون عن خبر صحفي أو يستفسرون حول حدث ومعلومة.

أقسم: إنها الحقيقة.. لا أتابع ما يجري في ميدان المعارك إلا كما يفعل المار العابر.. أهرب من الاستقصاء والتتبع؛ خشية من ازدياد الفواجع.. وأنا الذي يحمل لي كل اتصال أو خبر فاجعة جديدة.. استقبل المكالمات فأعلم عن مقتل وجرح أصدقاء.. أقرأ الصحف والإنترنت فأعرف مصرع رفاق ومعارف وإخوة.. أشاهد الفضائيات فأصعق بأنباء تدمير مناطق وخراب أمكنة وُلِدتُ ونشأتُ بين ثراها الطاهر.. حتى الاتصال مع والدي الفاضل ووالدتي الغالية أعمل جاهداً على اختصاره ما استطعت للحيلولة دون سماع ما لا أحبذ سماعه ومعرفته.. يهزني الشوق لطفلتي الصغيرة فَتُلْجِمُني صعوبات الفيافي والقفار.. كيف أفعل للاطمئنان على أسرتي وغيري آلاف وآلاف.. لم يعد أمامهم من حيلة وقد قُطعت الاتصالات الهاتفية بأنواعها عن محافظة تعيش حصاراً متفاقماً منذ سُدَّت الطرقات المؤدية إليها عبر البر والسماء والفضاء.. إذ لا يوجد "بحر" في صعدة غير أنهار وشلالات الدماء.

*لقد وصلتْ الحرب إلى قلب المحافظة.. مركز صعدة.. مدينتها القديمة.. اشتعلتْ المعارك وسط البلد.. انفجر الوضع في المناطق التي لم يتوقعها أحد.. لتصبح هذه المساحات الآمنة خلال السنوات الأخيرة هي –الآن- الأشد اضطراباً.. عادت أجواء حالة الطوارئ، وسيارات الإسعاف عاودت صراخها المثير لقشعريرة الهلع.. وعدت أنا للنبش في ملفات الكارثة.. لا أوراق قديمة أو دفاتر أفتش فيها.. لا مذكرات ولا وثائق.. كل ما في الأمر.. جروح غائرة في نفوس أبناء صعدة.. يحتفظ كل فرد بإرشيفه داخل الطعنات.. يؤرشف مآسيه بأعماق روحه المقهورة.. للصغار ذكريات أليمة مع رعب الانفجارات الليلية.. وللكبار ذاكرة ممتلئة بكمٍ هائلٍ من حكايات العذاب وقصص الزمن الغادر.. ولي وجع الأسئلة وسهام الأعين المتوجسة.. وللأحلام مواعيد مُؤجَّلة.. وليس للحرب من أفق مفتوح أو سقف يقي البلاد رياح الخارج وأمطار تنزل في غير الموسم.. والموسم في صعدة –حالياً- هو فصل الخريف.. الفصل المفضل لآلة الحرب والموعد المحدد لزيارتها السنوية منذ خمس سنين خلت.

*ومن ذا الذي لا يعرف صعدة.. بستان اليمن.. الرمان والعنب.. سلة الفواكه وزنبيل ما لذ وطاب من الخضروات.. هذه المحافظة المعطاءة تطعم الوطن فاكهة الجنة والحرب تطعم أهلها منذ خمسة أعوام صنوف الخراب وعذاب الجحيم.. أصبح فصل الخريف نذير شؤم على صعدة.. يا للأسف.. صودرت كل الفصول الجميلة.. الصيف نعيشه تحت وطأة حذر ورماد الهدنة.. الربيع زهورنا فيه ألغام والورود قنابل.. الشتاء خوف قارس في السجون والمعتقلات وبين جدران المساكن المضطربة.. أما الخريف فهو الموعد المثير للشك والظنون.. عما إذا كان هناك توجه لإفقار أبناء صعدة وتدمير مقومات الحياة فيها!! ذلك أن الزراعة هي مصدر الرزق الأول.. ويظل المزارعون ينفقون الأموال طوال السنة بانتظار الحصاد والمكسب.. وحين تنضج الثمار تندلع الحرب.. ينقطع التواصل.. تسد الطرقات.. تُحاصر المحافظة.. يتوقف التسويق.. تموت الثمار في الأشجار ويموتُ المُزارع حسرة على تعبه وما أنفق.. حين لا يجد سبيلاً لتسويق منتجاته الزراعية في العاصمة صنعاء أو أسواق صعدة كما كان يحدث عادة.. وهذا الموسم يضطر أصحاب المزارع إلى السفر بمحاصيلهم عبر طريق عسيرة تمر بصحراء الجوف واليتمة ولا تصل سوق ذهبان في أمانة العاصمة إلا وقد تلفت.. عوضاً عن ارتفاع أجور النقل أضعافاً يصعب وراءها تحقيق هامش ربحي للمزارعين.. وتبلغ المعاناة شوكة الحلقوم.. حين ينصب الفخ لأبناء صعدة عند طرمبات محطات صنعاء.. إذ يُقبض على هؤلاء الناس الباحثين على برميل ديزل انعدم عليهم في صعدة وسبب الفناء للمزارع لعدم توفر ما يشغل مضخات المياه.. هؤلاء الناس يسجنون في زنازن الوطن أثناء البحث عن دبة ديزل.

*كدت أبتعد قبل إكمال أوجاعي.. ودائما ما أسأل ذاتي: ما ذنبي أنا بهذه الحرب المجنونة؟؟ وما ذنب الإنسان الصعدي ليسقط ضحية رصاصات تأتي من المجهول؟!

في نهاية الحرب الخامسة العام الماضي.. قتل أطفال (ابنة عمي) بين يديها.. كانوا مع والدهم متجهين إلى منزلهم في قرية (محيط) بعد نزوح مرير قضوه بمنزل عمي داخل مدينة صعدة.. حين انحرفت سيارتهم على الطريق الفرعي المؤدي لمسكنهم انهمرت فوق رؤوسهم الرصاص من موقع عسكري يتمركز أعلى القرية.. سيطر الذهول وتجمَّد الأب على مقود سيارته (الهايلوكس) وهو يرى صغاره يغوصون وسط بركة دماء في صندوق السيارة.. حاول الفرار والاختباء.. رفعت الأم (رضيعها) بين يديها أمام أشاوس الموقع لعل مطلقي النيران يتوقفون عن استهداف هذه الأسرة المسكينة.. لم تفلح المحاولات.. ولولا الاحتماء بجدران مسجد صغير لقتل الجميع.. ثلاثة أطفال قتلوا وجرح رابع!! وخلفت (المجزرة البشعة) صدمة قاسية على الوالدين.. وحالة سخط واسعة لدى الناس أجمعين..

مثل هذه الأخطاء الفادحة بحق الأبرياء تفاقم المأساة الإنسانية في صعدة.. وتلوث قداسة الحرب التي يزعمها الطرفان. الحرب نجسة.. قذرة.. دماء الأطفال تدين طهارتها وأرواح المساكين من الضحايا تضاعف مسئولية الجانبين فيما يُقترف من جرائم.

وحين يكون الأطفال هم وقود الحرب الملعونة.. فماذا ينتظر المستقبل من جيل قادم ترعرع وسط البارود؟ أما استخدام المتصارعين للأطفال كورقة مناورة ومزايدة فالبشاعة تتضخم!! ذلك أن السلطة تتهم المتمردين بتجنيد الأطفال الصغار وتستدل بصورهم يرددون الشعار فوق الدبابات التي يستولون عليها من مواقع الجيش.. ويأتي الرد من قبل الحوثيين بتوزيع صور لأشلاء أطفال يتهمون القوات الحكومية بالتسبب في قتلهم.

*يجب أن يتخلى الحوثي وجماعته عن الغرور والتحدي.. وأن تترك الدولة المكابرة والعناد.. كي تتوقف الحرب.. ويتمكن عشرات الآلاف من النازحين من العودة لمنازلهم.. ويعود معهم (عمي) إلى منزله في مدينة صعدة بعد قصة تعكس قساوة الوضع المعيشي القاتم في صعدة. في الأسبوع الأول من رمضان وصلت الهجمات إلى محيط القصر الجمهوري الذي يسكن (عمي) قريباً منه.. خاف الناس من توسع رقعة الاشتباكات.. عمي المسالم يكره المشاكل وزاد مقته للحرب منذ مقتل أحفاده الصغار (أبناء ابنته) بتلك الحادثة المشئومة.. ويبدو أن حبه لبقية أحفاده من أطفال أولاده دفعه للتفكير بالكيفية المناسبة لحمايتهم وكابوس الجريمة إياها لم يُفارق خياله.. ولأن الأبناء كانوا مسافرين في أعمالهم وهو الوحيد في البيت.. قرر الهروب من المنزل بحثاً عن مكان آمن.. أخذ الأطفال وجدتهم وقرر الرحيل بسيارته باتجاه القرية في (المهاذر) التي تشتعل حرباً بضراوة أشد.. كان يعلم أن الطريق الأسفلتي العام مقطوعاً ومغلقاً منذ انفجار الحرب؛ لذا سلك طرقاً رملية صعبة وعبر منافذ ومعابر خلفية ومسار متعرج أشبه بخطوط التهريب.. وصل بمشقة وعناء لحدود المنطقة التي يقصدها.. وقبل أن يتنفس الصعداء باغتته عيارات رشاش مصوبة عليه من موقع يتمترس فيه الجنود؛ ليعود أدراجه من على حدود (المهاذر) يتمتم حمداً وشكراً بسلامة الأرواح.. قافلاً من حيث أتى وشمس الغروب كانت تودع ذلك اليوم الحزين.. وبعد ساعات مُرَّة وصل –أخيراً- إلى مشارف المدينة بغية منزله.. لكن أمراً لم يحسب له حساباً حال بينه وبوابة بيته.. أثناء ذهابه وعودته تطورت الأحداث خلال وقت قصير.. صدرت الأوامر بمنع دخول مركز المحافظة من الجهة التي هو قادم منها ولا طريق آخر يمكن السير فيه غير هذا الطريق.. ألقى بما هو فيه على رب السماء.. ولحسن الحظ تذكر أقرباءه في المنطقة التي هو عالق فيها.. لجأ إليهم لقضاء تلك الليلة وأمله انفراج الحال عند الصباح.. غير أن هذا الانفراج لم يتحقق حتى اليوم.. وما زال عمي نازحاً على بعد كيلومترات قليلة من منزله.. وعلى هذا قس أحوال مئات الأسر المشردة في العراء وتحت (طرابيل) مخيمات النازحين وسط ظروف صعبة للغاية.

على هذا الصعيد.. لا بد من الإشارة إلى عدم تسجيل ما يقارب نصف النازحين ضمن كشوفات المنظمات.. فالغالبية الفارون من مناطق الحرب يلجأون إلى أقربائهم في المناطق الأخرى.. إذ يفضل معظمهم اللجوء للأقارب من الأرحام وذوي القربى.. كبرياء أهل صعدة تثنيهم عن البقاء في المخيمات.. كثير من النازحين أَعزَّة قوم أذلتهم الحرب.. كان لديهم مزارع ومنازل وسيارات وأملاك.. صاروا فجأة يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.. إنهم من أسر محترمة.. هناك من تعاقب على مزرعته عدة أجيال. وبين عشية وضحاها يتم تدمير كل شيء.. حتى التخيل يصعب على الواحد أن يتصور نفسه ذات يوم كما آل إليه شرفاء صعدة وناسها.

*مثلا.. ما بيدي فعله؟ وغيري ماذا يمكنه القيام به؟ قبح الله وجه من كان سبباً للمشكلة وسوَّد الله وجوه من حالوا دون حلها.. تباً لقوى الثقافة والسياسة إذا ما بقوا على مدرجات المتفرجين.. سحقاً لمن جعل صعدة بؤرة للشماتة وتصفية الأحقاد والحسابات.. بئساً لأظافر وأنياب المستفيدين من نزيف الأرواح.. المتاجرين بجماجم البشر.. اللعنة على الصمت المطبق.. الشفاه المرتجفة.. الأفئدة المتصلبة.. العيون الشريرة.. الأيادي الملطخة باللون المفضل للشيطان.. وعقبى لكل منتظر يراهن على صعدة في تحقيق مآربه السياسية أو الدنيونية.. هيهات للمتخاذلين عن إنقاذ صعدة وأبنائها من أن ينالوا عزاً أو مكانة.

بات الوضع لا يحتمل.. نكره قطبي الحرب.. لكننا نخشى بطشهم.. نبحث عن خيط الحسم.. فلا نجد غير بضاعة الأرض المحروقة وصيحات الجهاد في سبيل الله والوطن..

إن الانتصار للدين بسفك الدماء والدفاع عن الأوطان بجز الرؤوس.. أمر لا يستسيغه أبناء البلد والدين والدم اليمني الواحد.. ومهما كان بريق الشعارات ولمعان الرايات المرفرفة بالويل والثبور.. فإن لا شيء أنصع من شعاع العقل وأنوار السلام.. لعل قومي يفقهون.

*لعلهم يغتنمون ليالي القرآن وليلة القدر.. ويحققون النصر المؤزر بإيقاف ترسانة الموت وإعادة السيوف إلى أغمادها استعداداً لنحر العدو المتربص بأعناقنا ونحن لا ندركه.

لن أتقمص دور الواعظ.. ولا مهام كبار القوم.. وحسبي شق الثوب وكسر العسيب وحرق (الشال).. لعل الأعراف تنفع حيثما لم ينفع نداء أو استحلاف بأنبياء الأرض وملائكة الفضاء.. وكأن نفوس هؤلاء المتعجرفين قُدَّت من صخر وحجر.. وكأني صدى لا يقدم أو يؤخر لما سبق وما هو آت.. وذلك ما أنا متأكد منه.. وليسأل بعضكم بعضا.. كيف سيكون هذا العيد في صعدة.. وفرحة الأطفال مذبوحة.. وضحكة الشبان غائبة.. ابتسامة الأمهات خافتة.. ونشوة الآباء فاترة؟؟ كيف سيكون العيد والجوع يتوسد زوايا البيوت.. الضوء منطفئ في الصدور.. الجوامع خاوية من العطر.. الأرض بلا فراشات ولا طيور.. السوق دون نشيد أو أغنية؟؟ عيد بأي حال عدت يا حرب.. بأي هدية جئت يا رمضان وكيف ستغادرنا وصعدة عالقة في ذمة روحانيتك؟.

[email protected]


تعليقات:
1)
العنوان: الفرج قريب
الاسم: ابن اليمن
ياعابد ابشر... وبشر ولا تحزن الفرج أقرب مما تتصور...... هذا مخاض عسير .... سيتبعه خير كـثـير..... الله يسامحك للمره الثانيه تجعلني عاجزا لمنع الدمعوع ان تسقط رغماعني...
2009-09-17 01:02:07
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الموت وعلاماتة !!! العلايا سقيفة الحوار الإسلامي 11 11-26-2009 02:08 PM
فديت الموت لو يدري ابوبروج الســقيفه العـامه 4 10-28-2009 11:27 AM
حضرموت شيخ مسن يصيح بقولة" حكامنا قادة الرأي فينا يا ويلنا من الموت !؟ حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 0 05-05-2009 10:00 PM
حضرموت شيخ مسن يصيح بقولة" حكامنا قادة الرأي فينا يا ويلنا من الموت !؟ حد من الوادي سقيفة الحوار السياسي 0 05-05-2009 09:46 PM
مسرور ومقرور جابرعثرات الكرام الســقيفه العـامه 28 04-06-2009 04:29 PM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas