تحالف الحموم…نواة الوحدة الحضرمية

[أبو صلاح]

تحالف الحموم…نواة الوحدة الحضرمية

بقلم : صالح علي السباعي

كثر الحديث عن الوحدة الحضرمية, وتعددت الأسباب والعوائق..وكثرة الشكوى من النخب والمكونات السياسية, حتى ظن العض أن اتفاق الحضارم على مرجعية أصبح من أكبرالمستحيلات , بالتأكيد هناك عوائق وتراكمات عديده أوجدت هذا الشعور السلبى لدى الغالبية, وهى التى حالت دون توحد الطيف الحضرمى المتناقض مع نفسه منذو زمن بعيد, واعتقد ان هناك قوى داخلية وخارجية قد عملت ولاتزال تعمل بكل قوة على أن لايتفق الحضارم, يأتى على رأس هذة القوى الانظمة الحاكمة المتعاقبة وأحزابها السياسية المختلفة فى الظاهر والمتفقة على حضرموت ,ضف الى ذلك المصالح الشخصية الآنانية , والخلافات القبلية والمناطقية, هذة ربما بعض الاسباب التى حالت دون اتفاق الحضارم على رؤية موحدة , وان تكون لحضرموت مرجعية مستقلة تتحدث بأسمها بعيدا عن مصالح الاحزاب السياسية.
لقد انتظر الناس فى حضرموت كثيرا حتى يتقدم أى مكون سياسى او حزب أو مجموعة أو شخصية أعتبارية , تعمل على توحيد كلمة حضرموت والتوافق على إيجاد مرجعية حضرمية كما هو الحال فى الكثير من المناطق المجاورة ,الا ان ذلك لم يحدث خلال الخمسين عاما الماضية حيث سجلت النخب السياسية الحضرمية فشلا ذريعا فى هذا الجانب, ويكذب من يقول أن حزبة او مجموعته كانت تعمل على توحيد الرؤية الحضرمية ,او ساهمت فى أنتاج شخصية وطنية كمرجعية يجتمع حولها ابناء حضرموت , ويمكن القول ان معظم الحضارم المشاركين الانظمه الحاكمة المتعاقبة حتى اليوم كانوا من اسواء ما انتجتة حضرموت,الا ما نذر, بل أن بعضهم ساهم فى وليمة تدميرها وطمس هويتها دون أن يتكلم خوفا على مناصبه الكرتوني الذى زال مع الايام ,لذلك فقد العامة الآمل فى النخب السياسية , حتى اصبح كابوس الاحباط هو المسيطر علي مشاعر الناس.
اليوم نستطيع القول أن ذلك الكابوس وتلك النخب العقيمة فى طريقها الى الزوال بعد أن أصبح مستقبلها السياسى خلفها وليس أمامها , ونحن اليوم على موعد مع جيل جديد قادر على تجاوز العوائق والمطبات ,وها نحن اليوم أمام تحالف الحموم بقيادة المقدم “بن حبريش”,ليقوم هذا التحالف التاريخى بدورة الذى اعتاد القيام به منذ زمن بعيد, وكما عرفنا من البيان الصادر لهذا التحالف أنهم يمدون يدهم لكل القبائل والشرائح الاجتماعية والاحزاب السياسية ,وهي دعوة تتسم بالنظرة الثاقبة لحجم القضايا التى تواجة حضرموت قاطبة فى صراعها مع الاحتلال الجاثم على ارضها منذو عام1994,وقد اصبح اليوم لزاما على كافة الشرائح الاجتماعية مدنية وقبلية أضافة الي منظمات المجتمع المدنى والاحزاب السياسية بما فيها قوى الحراك الجنوبي ان تلتف حول تحالف الحموم وتؤيد مطالبة التى هى مطالب كل حضرموت, وأن تضع كافة امكانياتها السياسية والاعلامية فى خدمة هذا التحالف, لتحدث فى النهاية عملية انصهار بين المجتمع القبلى والمجتمع المدنى ليكمل كل منهما الاخر,لانه من السذاجة الاعتقاد أن أى تحالف قبلى أو حزبى سيكون بمقدورة وحدة أن يتحمل قضية حضرموت ويكسب الرهان, وانما يتطلب الامر من الجميع الارتفاع فوق خلافاتهم وتناقضاتهم . على الجميع أن يدرك بما فيهم الحموم أن صراع اليوم يختلف عن كل الصراعات السابقة التى مرت على حضرموت والذى كان الحموم فية فى مقدمة المدافعين عن الارض والعرض ,ففى السابق كانت الاوضاع افضل مما هى علية اليوم , وكما اعتقد ان صراع الحموم فى ذلك الوقت مع دولة اجنبية أرقى من صراعنا جميعا مع النظام اليوم,لآن بريطانيا كانت تعترف ضمنيا ان الحموم اصحاب حق ولذلك هى لم تدخل فى الصراع مباشرة ضدهم ,وانما كانت تساند عملاءها حتى لاتتحمل أى تبعات غير قانونية امام المجتمع الدولى فى ذلك الوقت , لانها تدرك ان جرائم الحرب لاتسقط بالتقادم , وهاهو التاريخ يعيد نفسه بين ارمينيا وتركيا اليوم ,حيث يتم اعادة فتح ملف تركيا فى حربها مع ارمينيا بعد حوالى قرن من الزمان, لهذا كانت بريطانيا تفضل تنصيب العملاء للهروب من مسؤليات الحروب,
اليوم يختلف الوضع .. اليوم نحن أمام نظام يمجد القتلة وتجارالحروب , وأذا حاولنا أن نعد الذين تم قتلهم فى حروب نظام “صالح” المختلفة سنجد ان الرقم لن يكون بعيدا من ضحايا الخمير الحمر فى كمبوديا, وها هو صالح حتى اليوم يهدد ويتوعد ويعيش بكل حريتة بل ويمجد من قبل البعض ,اليوم النخب الحاكمة تستمتع بعوائد الثروات المختلفة لوحدها وتفعل فى الارض ماتشأ دون حسيب اورقيب , وهاهو السيد العيسى ينفى وجود التلوث فى بحر المكلا ويؤكد صلاحية سفينته المتهالكه دون أن يسأل ربما لآن قريته ليست بعيدة عن قرية الرئيس منصور, لذلك لن يحاسب وربما يطلب تعويض من السلطة المحلية فى المكلا التى تسبب بحرها فى جنوح سفينته والتشهيربسمعتها , نحن اليوم أمام نظام لايعترف بأحقية أهل الأرض على أرضهم ويعتبرهم غرباء لاحقوق لهم , وأن حضرموت أرض يمنية عادت الى حضن أمها اليمن, والمؤسف أنه يفتح ابواق إعلامة لبعض أبناء حضرموت للترويج لمثل هذة الترهات التى لااساس لها,ويعتبر المقاومة حتى وان كانت سلمية مجرد مجموعات من المخربين, يجب القضاء عليهم,لذلك تراهم ينهبون كل شىء بأقصى سرعة لانهم فى حقية الامر يعرفون أنهم ينهبون ثروات شعب أخر, بينما يعملون على أبقاء نفط مأرب تحت الأرض تحت مبرر ضرب الانبوب.,
أن ما يحدث فى حضرموت هو تدمير ممنهج للبيئة بكل أقسامها بما فيها الانسان والحيوان, ولا داعى أن نعرف المعرف , وحتى لاتكون هناك مقاومة لافعالهم ,تم اغراق حضرموت بالمعسكرات الامنية والعسكرية واجهزة المخابرات, وفوق ذلك دفعوا “بالقاعدة “الى حضرموت لخلط الاوراق, وقدموا موافقتهم لضربات الطائرات بدون طيار.
لذلك نحن نعتقد أن النظام سوف يستخدم كل الأساليب لاستنزاف الثروات وقمع المواطن بقسوة غير معهودة, ولن يميز بين وحدوى وغير وحدوى حمومى او غير حمومى مقاوم او غير مقاوم بل سيشمل الجميع بظلمة وجبروته وعدوانيته, ويخطىء من يعتقد أن تحالف الحموم منفردا او غيرة سيحسم الصراع مع النظام لصالحه , على الجميع أن يدرك أختلال التوازن بين دوله تمتلك طائرات وصواريخ وقاعدة أرهابية ومتنفدين يقودون جيوش من اجل الثروة, وبين تحالف قبلى اوحركة سياسية ذات امكانيات متواضعه,وعندما نقول ذلك نحن لا نحاول تهبيط العزائم وانما نواجه الواقع على حقيقته بكل شفافية , بعيدا عن استخدام اسلوب النعامة التى غالبا ماتدس رأسها فى التراب,نحن نعرف أن ارادة الشعوب وعزيمتها تفوق قوة الجيوش الغازية,وقد عانت شعوب البلطيق واسيا الوسطى من جبروت “ستالين” ومع ذلك تمسكت بهويتها حتى جاءت فرصة الخلاص , ونحن على يقين أن دوام الحال من المحال وأن النظام الحاكم سيأكل نفسة من أجل النفود والثروة , وقد انتهى حكم سبأ وحمير بعد وصولهم حضرموت وعلى أرضها دوما تكون النهايات , لكن الامر يتطلب ان يكون الشعب موحد, الكل فية يسعى لهدف واحد وليس تعدد الاهداف,.
المطلوب اليوم
1- أن المطلوب اليوم هو أن تعترف النخب السياسية أنها قد فشلت فى خدمة حضرموت وفى توحيد كلمتها تحت مرجعية موحدة ,ولا احد يطالبها بالاعتذار, ما يطالب به الناس اليوم هوأن تفسح الطريق لظهور قوى جديده ربما تكون قادرة على تغيير الواقع, وان توافق كل القوى السياسية والشرائح الاجتماعية والقبلية على أن يكون زعيم الحموم المقدم ”بن حبريش” مرجعية لكل حضرموت “مؤقتا” حتى يتم التوافق أو الاتفاق أو الانتخاب لمرجعية أخرى.
2- أن يكون رؤساء فروع الاحزاب والمنظمات السياسية أعضاء فى مكتب المرجعية.
3- أن يتم تسخير كافة الامكانيات السياسية والاعلامية لخدمة المطالب الحضرمية.
4- أن يتم أنشاء مكتب أعلامى لادارة الصراع مع النظام, وهنا نذكر كيف استطاع أعلام الحوثى المتواضع فى ادارة صراعة مع النظام لصالحه واكتساب تعاطف الاقليم والمجتمع الدولى.
5- أن يتم تعليق الخلافات بين الاحزاب والقبائل والشرائح الاجتماعية بما فى ذلك توحيد صفوف الحراك الجنوبى فى حضرموت,حتى يكون خير مثال للحراك فى بقية المناطق الجنوبية.
6- أن يتمسك الجميع بخيارالنضال السلمى مثل المسيرات والاعتصامات امام مصالح النظام ومقرات الشركات والحقول النفطية ,ومطالبة الشركات بأيقاف أنشطتها فى أرض حضرموت بعتبارها أرضا محتلة.
7- أن يتم توثيق جرائم القتل والاغتيالات وتدمير البيئة البرية والبحرية وتقدم شكاوى امام المنظات الدولية والقضاء الدولى.
هذة بعض النقاط التى نرى ضرورة الأخذ بها للوصول الى اهدافنا الشرعية التى اجازتها القوانين الدولية والشرائع السماوية, واذا تمسكنا بها حتما سنصل الى مبتغانا, لقد خسرت حضرموت كل شىء ولم يعد لديها ما تخسرة.. و قد أن الاوان لآعلان ثورتها على الظلم والطغيان, وقديما قالوا أذا ثار العبيد لن يخسرون سوى قيودهم.

[القعيطي رقم واحد]

الله يوفق الجميع انشاالله

[أبو صلاح]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .