المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الدين والحياه > سقيفة الحوار الإسلامي
سقيفة الحوار الإسلامي حيث الحوار الهادئ والهادف ، لا للخلاف نعم للإختلاف في وجهات النظر المثري للحوار !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


الأمة الواعدة.. هل تستيقظ؟

سقيفة الحوار الإسلامي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-16-2003, 10:07 AM   #1
ابن حضرموت
حال نشيط

افتراضي الأمة الواعدة.. هل تستيقظ؟

سألني صاحبي عما وصلت إليه الأمة من كوارث تتلاحق ويأخذ بعضها بحجز بعض، وقال: هل لذلك من حل؟ وهل ستظل هذه النكبات تلازم الأمة طويلاً؟ ويظل هذا العقم في العقول، والشلل في العزائم، والوهن في النفوس؟ وما طريق الخلاص، وكيف يستعيد العقل المسلم المأزوم ثقته بنفسه فيحقق حضوره التاريخي بعد غياب طويل؟
قلت لصاحبي: أما ما وصلت إليه الأمة من ضياع فله أسبابه التي أدت إليه، وليست الأمور في الحياة تسير خبط عشواء، أو كرمية شرود بدون رام، ولكنها تأتي بمسبباتها، وحسب سنن لا تتخلف، وصدق الله أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى" هذا قل هو من عند أنفسكم (آل عمران:165). نعم تأتي المصائب بمسبباتها وبأعمال من أصابتهم، وتكون حسب سنة جارية لا تتخلف، تحكيها القرون، وترويها الأيام وتقصها الليالي فهل ينظرون إلا سنت الأولين فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا 43 (فاطر)، سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا 62 (الأحزاب)، فمن يغلق عقله ويغمض عينيه ويطمس بصيرته لابد أن يسير إلى الهاوية، وتحل به الدواهي.
ولقد طرح القرآن ياصديقي على العقل المؤمن ولأول مرة في التاريخ مسألة السنن والنواميس التي تسيّر حركة التاريخ، ووضح له طرقها ودروبها، وفك له طلاسمها، وخاطبه ووصل إلى عقله ومخيلته وقال له باختصار مفيد: إن حركة أي أمة في التاريخ ليست اعتباطية، وأن تلك الأمة بما لها من عقل وهبه الله لها ومن إرادة منحها الله إياها مسؤولة مسؤولية كاملة خلال حركتها في الحياة عما يحدث لها، خاصة وقد وضح الله لها الطريق ودعاها إليه وبصرها بالجادة، وأضاء لها الدرب، وصدق الله: ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا 36 (الإسراء)، فالحذر من أن يسير إنسان أو أن تتقدم أمة وهي معصوبة العينين ذاهلة عما يراد بها أو لاهية عابثة مضيعة، فإن السنن لن ترحمها والتاريخ لن يبكي عليها أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور 46 (الحج).
عرف المسلمون ذلك وفقهوه يوم كانوا أصحاب رسالة وهدف، ووعوا الفرق بين الجاهلية الضائعة والرسالة الجامعة قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب (9)(الزمر)، وكان البون شاسعاً والفرق كبيراً جداً وما يستوي الأعمى" والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء قليلا ما تتذكرون (غافر) وانطلق المسلمون الواعون للسنن الفاقهون للأسباب، السائرون على طريق الله في الحياة فأناروها، وفي الناس فزرعوا فيهم الهداية، وفي الأمم فأحيوها من موات،، وبعثوها من أجداثها، وزرعوها علماً وحضارة، وإنسانية وهداية.
لقد كانت "القومية" الإسلامية أوسع وأغنى وأشمل من أن تحصرها حدود طبقية أو جغرافية أو عرقية، وإنما كانت كالمطر أينما حل بعث النماء وأتى بأنضج الثمار، يقول جوستاف لوبون: "لقد كان تأثير العرب في الغرب عظيماً للغاية، فأوروبا مدينة للعرب بحضارتها، ونحن لا نستطيع أن ندرك تأثير العرب في الغرب، إلا إذا تصورنا حالة أوروبا عندما أدخل العرب الحضارة إليها..".
ويقول سارتون: "حقق المسلمون عباقرة الشرق، أعظم المآثر في القرون الوسطى، فكتبوا أعظم المؤلفات قيمة، وأكثرها أصالة، وأغزرها مادة باللغة العربية، وكانت تلك اللغة من منتصف القرن الثامن حتى نهاية القرن الحادي عشر لغة العلم الارتقائية للجنس البشري، حتى لقد كان ينبغي لأي أحد كان إذا أراد أن يلم بثقافة عصره، وبأحدث صورها أن يتعلم اللغة العربية ولقد فعل ذلك كثيرون من غير المتكلمين بها..".
ويقول سيديو: "تكونت فيما بين القرن التاسع والقرن الخامس عشر مجموعة من أكبر المعارف الثقافية في التاريخ، وظهرت منتوجات ومصنوعات متعددة واختراعات ثمينة تشهد بالنشاط الذهني المدهش في هذا العصر، وجميع ذلك تأثرت به أوروبا، بحيث يؤكد القول: إن العرب كانوا أساتذتها في جميع فروع المعرفة، لقد حاولنا أن نقلل من شأن العرب ولكن الحقيقة ناصعة يشع نورها من جميع الأرجاء، وليس من مفر أمامنا إلا أن نرد لهم ما يستحقون من عدل إن عاجلاً أو آجلاً"، ويقول نيكون: إن أعمال العرب اتصفت بالدقة وسعة الأفق وقد استمد منها العلم الحديث بكل ما تحمله هذه العبارة من معانٍ مقوماته بصورة أكثر فاعلية مما نفترض".
نعم أسهم المسلمون في إغناء المعرفة الإنسانية وإيقاظ العالم وبعثه من رقاده وإيقاظه من غفوته حتى قال مسيو ليبري: "لو لم يظهر العرب على مسرح التاريخ لتأخرت نهضة أوروبا عدة قرون".
هذا يا صديقي ما قاله الغرب وعلماؤه عن المسلمين يوم كانوا مسلمين، ويوم كانوا ملء الدنيا وسمعها وبصرها، فإذا أردنا أن نكون كما كانوا، وأن نفعل ما فعلوا، فلابد لنا من أمرين:
الأول: أن نوقظ تلك الأمة الغافية حتى تعود إلى توهجها وإبداعها، فالعقل المسلم معطاء، وواعد، وفي جعبته الكثير والكثير، وبيده مفتاح السعادة للعالمين، وكما بدأ تلك الحضارات الواعدة فهو قادر على إعادتها.
الأمر الثاني: أن ترجع إلى دستورها الذي أنقذها من جاهليتها وبعثها من رقدتها، فليس ثمة ما يحول بينها وبينه، لاسيما أن التجربة الإسلامية مازالت حية معطاءة، ولكنها تحتاج إلى عقول تترجمها، وإلى بصائر تحملها، لا إلى ببغاوات ترددها، أو إلى عجزة يتسولون بها، والأمة اليوم والحمد لله فيها من حملة الحق الكثيرون، وفيها من العقول والبصائر ما يزرع الأمل ويقوي العزم، وإن شاء الله ستأتي البشريات بجهد الرجال وستنفض الأمة هذا الخبال ويفرح المؤمنون بنصر الله.
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
(نار العصبية في حضرموت)بحث ابوسعدالنشوندلي سقيفة إسلاميات 1 09-02-2016 10:26 PM
حرية الفكر العربي المعاصر للدكتور/رفيق حبيب(موضوع مطروح للنقاش) الكوكب سقيفة الحوار الإسلامي 3 06-29-2011 06:37 PM
* رسائل عقلانية الى فخامة الرئيس وعقلاء الأمة في اليمن* وليد العمري سقيفة الحوار السياسي 3 02-28-2011 07:35 AM
اليمن دستور للعب والكذب؟ اكلوة بفارة النجار الى ان اصبح 00 حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 4 01-04-2011 01:01 AM
الإسلام و العروبة و الأمة الواحدة في الفكر المعاصر عن القومية العربية نجد الحسيني سقيفة الحوار السياسي 31 12-23-2010 08:34 PM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas