المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الدين والحياه > سقيفة الحوار الإسلامي
سقيفة الحوار الإسلامي حيث الحوار الهادئ والهادف ، لا للخلاف نعم للإختلاف في وجهات النظر المثري للحوار !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


ماذا في التصوف .. ( الحلقة الثانية )

سقيفة الحوار الإسلامي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-13-2002, 02:31 PM   #1
حسن البار
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية حسن البار

افتراضي ماذا في التصوف .. ( الحلقة الثانية )

(( شطحات الصوفيــــــــــــــــــــــــــــة ))

كلام العلماء في شطحات الصوفية وما تنسب اليهم من اقوال مبهمة المعنى في ظاهرها :
الشطح : كلمات يبوح بها الانسان بعد أن يصل الى مرحلة يغيب بها عن شعوره فيفيض المعنى الذي رآه قلبه على لسانه لتخرج كلمات غريبة سببها الدهشة لما رآه ، ثم إنها ليست حالة عامة ودائمة بل هي نادرة والنادر لا حكم له ولا يصح الحكم عليه ، وقد وصف ابن تيمية فنا أبي يزيد والحلاج بأنه فناء قاصر ويقول ( ان بعض ذوي الأحوال يقول في تلك الحال : سبحاني ، أو : مافي الجبة الا الله أو نحو ذلك من الكلمات التي تؤثر عن أبي يزيد البسطامي وكلمات السكران تطوى ولا تروى ولا تؤدى ) والمقصود من السكر سكر المحبة لله ... وعندما يفيق القائل من فنائه وسكره ويخبر بما قال يستغرب من ذلك الكلام ويستغفر الله ويستعيذ بالله من تكرار هذا الحال ...
وقد دخل في التصوف من ليسوا منه ودسّ الى ائمته ما لم يتفوهو به ، والصقت بهم الاكاذيب ، كما دخل ايضا في كتب الحديث والتفسير الكثير من الغش والوضـــع . لكن العلماء المحققون المنصفون تصدوا لذلك وكشفوا حقيقة هذا الامر .

وماأورده شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في تفسير ذلك يغني عن أي حديث آخر في الموضوع واليك بعض ما جاء في كنب الشيخ :
مجموع الفتاوى ج: 2 ص: 396 :
(( فصل : وقد يقع بعض من غلب عليه الحال فى نوع من الحلول أو الاتحاد فان الاتحاد : فيه حق وباطل لكن لما ورد عليه ما غيب عقله أو أفناه عما سوى محبوبه ولم يكن ذلك بذنب منه كان معذورا غير معاقب عليه ما دام غير عاقل ، فان القلم رفع عن المجنون حتى يفيق وان كان مخطئا فى ذلك كان داخلا فى قوله ( ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا ) وقال ( ولا جناح عليكم فيما أخطأتم به ) . وهذا كما يحكى أن رجلين كان أحدهما يحب الآخر فوقع المحبوب فى اليم فألقى الآخر نفسه خلفه فقال : أنا وقعت فما الذى أوقعك فقال : غبت بك عنى فظننت أنك أنى .
فهذه الحال تعترى كثيرا من أهل المحبة والارادة فى جانب الحق وفى غير جانبه وان كان فيها نقص وخطأ فإنه يغيب بمحبوبه عن حبه وعن نفسه وبمذكوره عن ذكره وبمعروفه عن عرفانه وبمشهوده عن شهوده وبموجوده عن وجوده فلا يشعر حينئذ بالتمييز ولا بوجوده فقد يقول فى هذه الحال "أنا الحق" أو "سبحانى" أو "ما فى الجبة الا الله" ونحو ذلك وهو سكران بوجد المحبة الذى هو لذة وسرور بلا تمييز )) ...

وجاء أيضا على لسان الشيخ في مجموع الفتاوى ج: 10 ص: 339 ما نصه :
(( وفي هذا الفناء قد يقول انا الحق او سبحانى او ما في الجبة الا الله اذا فني بمشهوده عن شهوده وبموجوده عن وجوده وبمذكوره عن ذكره وبمعروفه عن عرفانه كما يحكون ان رجلا كان مستغرقا في محبة آخر فوقع المحبوب فى اليم فألقى الاخر نفسه خلفه فقال ما الذي اوقعك خلفي فقال غبت بك عني فظننت انك انى وفى مثل هذا المقام يقع السكر الذي يسقط التمييز مع وجود )) ...

وفي مجموع الفتاوى ج: 5 ص: 253 قال :
(( فصاحب المحبة والذكر والتأله يحصل له من حضور الرب فى قلبه وأنسه به ما لا يحصل لمن ليس مثله وكذلك الايمان بالرسول قد يكون أحد الشخصين أعلم بصفاته والآخر أكثر محبة له ، وكذلك الأشخاص المشهورون قد يكون الرجل أعلم بما رأى والآخر أكثر محبة له ، و الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف وتعارفها تناسبها وتشابهها فيما تعلمه وتحبه وتكرهه ، وكثير من هؤلاء العباد الذى يشهد قلبه الصورة المثالية ويفنى فيما شهده يظن أنه رأى الله بعينه لأنه لما استولى على قلبه سلطان الشهود ولم يبق له عقل يميز به والمشاهد للامور هو القلب لكن تارة شاهدها بواسطة الحس الظاهر وتارة بنفسه فلا يبقى أيضا يميز بين الشهودين فان غاب عن الفرق بين الشهودين ظن أنه رآه بعينه وان غاب عن الفرق بين الشاهد والمشهود ظن أنه هو كما يحكى عن أبى يزيد أنه قال ليس فى الجبة الا الله وكما قال الآخر غبت بك عنى فظننت انك انى وكان المحبوب قد القى نفسه فى الماء فألقى المحب نفسه خلفه ، وهذا كله من قوة شهود القلب وضعف العقل بمنزلة ما يراه النائم فانه لغيبة عقله بالنوم يظن أن ما يراه هو بعينه الظاهرة وما يسمعه يسمعه )) ...

وايضا في : مجموع الفتاوى ج: 13 ص: 199،200 قال رحمه الله :
(( يغيب أحدهم عن شهود نفسه وغيره من المخلوقات وقد يسمون هذا فناء واصطلاما وهذا فناء عن شهود تلك المخلوقات لا أنها فى نفسها فنيت ومن قال فنى ما لم يكن وبقى ما لم يزل فالتحقيق اذا كان صادقا أنه فنى شهوده لما لم يكن وبقى شهوده لما لم يزل لا أن ما لم يكن فنى فى نفسه فإنه باق موجود ، ولكن يتوهمون اذا لم يشهدوه انه قد عدم فى نفسه ، ومن هنا دخلت طائفة فى الاتحاد والحلول فأحدهم قد يذكر الله حتى يغلب على قلبه ذكر الله ويستغرق فى ذلك فلا يبقى له مذكور مشهود لقلبه الا الله ، ويفنى ذكره وشهوده لما سواه فيتوهم أن الأشياء قد فنيت ، وأن نفسه فنيت حتى يتوهم أنه هو الله وان الوجود هو الله ومن هذا الباب غلط أبو يزيد ونحوه حيث قال ما فى الجبة الا الله وقد بسط هذا فى غير هذا الموضع وبين أنه يعبر بالفناء عن ثلاثة أمور : أحدها أنه يفنى بعبادة الله عن عبادة ما سواه ، وبمحبته وطاعته وخشيته ورجائه والتوكل عليه عن محبة ما سواه ، وطاعته وخشيته ورجائه والتوكل عليه وهذا هو حقيقة التوحيد الذى بعث الله به الرسل وأنزل به الكتب وهو تحقيق شهادة أن لا اله الا الله فقد فنى من قلبه التأله لغير الله وبقى فى قلبه تأله الله وحده ، وفنى من قلبه حب غير الله وخشية غير الله والتوكل على غير الله وبقى فى قلبه حب الله وخشية الله والتوكل على الله وهذا الفناء يجامع البقاء فيتخلى القلب عن عبادة غير الله مع تحلى القلب بعبادة الله وحده كما قال لرجل قل : أسلمت لله وتخليت ، وهو تحقيق شهادة أن لا اله الا الله بالنفى مع الاثبات نفى الهية غيره مع اثبات الهيته وحده فانه ليس فى الوجود اله الا الله ليس فيه معبود يستحق العبادة الا الله فيجب أن يكون هذا ثابتا فى القلب فلا يكون فى القلب من يألهه القلب ويعبده الا الله وحده ويخرج من القلب كل تأله لغير الله ويثبت فيه تأله الله وحده اذ كان ليس ثم اله الا الله وحده وهذه الولاية لله مقرونة بالبراءة والعداوة لكل معبود سواه ولمن عبدهم ، قال تعالى عن الخليل عليه السلام (( واذ قال ابراهيم لأبيه وقومه اننى براء مما تعبدون الا الذى فطرنى فانه سيهدين وجعلها كلمة باقية فى عقبه لعلهم يرجعون وقال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم ...

وفي كتاب (( لسان الميزان )) جاء ذكر لهذه الاحوال بما نصه :
( وصنف التصانيف في تصوف الفلاسفة وأهل الوحدة فقال : أشياء منكرة عدها طائفة من العلماء مروقا وزندقة وعدها طائفة من العلماء من اشارات العارفين ورموز السالكين ، وعدها طائفة من متشابه القول وان ظاهرها كفر وضلال وباطنها حق وعرفان وأنه صحيح في نفسه ، وكبير القدر ) انتهى ...

المعاني واضحة ومدلولها بيّن والعاقل من تدبّرها وتأمل معانيها وعرف حقائقها وخفاياها والاحمق الجاهل من تكبّر عن الحق وغره الشيطان ودس اليه السموم في أطيب الاطعمة ، وليس من العقل والايمان في شئ تكفير المؤمنين الموحدين او اتهامهم بالابتداع في الدين بل يخشى على من يعمد الى ذلك من سوء الخاتمة والعياذ بالله ، وهذا ما أرشدنا ودلّنا اليه الشيخ رحمه الله فقد أثبت لهم حقيقة ماكانوا عليهم أثناء بروز تلك العبارات منهم من فناء ووجد عند ذكر الله واستشعار وحدانيته والفناء عمّن سواه ...
التوقيع :
الناس في الدنيا معادن
  رد مع اقتباس
قديم 05-16-2002, 09:39 AM   #2
أبو أسامة
حال نشيط


الدولة :  أرض الحرمين
هواياتي :  القراءة والاطلاع
أبو أسامة is on a distinguished road
أبو أسامة غير متواجد حالياً
افتراضي

فعلاً معاني الإسلام واضحة وحدوده بينة والعاقل من وقف عند حدود الله ونجى بنفسه من الوقوع في المشتبهات .
أخي الكريم هذه الشطحات مع تبرير علماء الإسلام لها فيما نقلت عنهم إلا أنهم لم يقبلوها بل حاربوها وحكموا بالزندقة على من يأتي بمثلها ، يدل على ذلك ما فعلوه بالحلاج الذي جئت تبرر لنا شطحاته وشطحات أمثاله ، فنحن لنا الظاهر بارك الله فيك ، أما السرائر فكما سبق وأن أسلفت حكمها إلى الله ، فهذا الحلاج حين صدرت منه أمور تدل على كفره في الظاهر حكم علماء الإسلام بزندقته وقتلوه ، وهذه فتوى ابن تيمية في الحلاج ومن على شاكلته فتدبرها بارك الله فيك ولاتكن للظالمين ظهيراً .

سئل ابن تيمية : ما تقول السادة العلماء رضي الله عنهم في " الحلاج الحسين بن منصور " هل كان صديقا ؟ أو زنديقا ؟ وهل كان وليا لله متقيا له ؟ أم كان له حال رحماني ؟ أو من أهل السحر والخزعبلات ؟ وهل قتل على الزندقة بمحضر من علماء المسلمين ؟ أو قتل مظلوما ؟ أفتونا مأجورين ؟
فأجاب: الحمد لله رب العالمين . الحلاج قتل على الزندقة التي ثبتت عليه بإقراره وبغير إقراره ; والأمر الذي ثبت عليه بما يوجب القتل باتفاق المسلمين . ومن قال إنه قتل بغير حق فهو إما منافق ملحد وإما جاهل ضال . والذي قتل به ما استفاض عنه من أنواع الكفر وبعضه يوجب قتله ; فضلا عن جميعه . ولم يكن من أولياء الله المتقين ; بل كان له عبادات ورياضات ومجاهدات : بعضها شيطاني وبعضها نفساني وبعضها موافق للشريعة من وجه دون وجه . فلبس الحق بالباطل . وكان قد ذهب إلى بلاد الهند وتعلم أنواعا من السحر وصنف كتابا في السحر معروفا وهو موجود إلى اليوم وكان له أقوال شيطانية ومخاريق بهتانية . وقد جمع العلماء أخباره في كتب كثيرة أرخوها ; الذين كانوا في زمنه والذين نقلوا عنهم مثل أبي علي الحطي ذكره في " تاريخ بغداد " والحافظ أبو بكر الخطيب ذكر له ترجمة كبيرة في " تاريخ بغداد " وأبو يوسف القزويني صنف مجلدا في أخباره وأبو الفرج بن الجوزي له فيه مصنف سماه " رفع اللجاج في أخبار الحلاج " . وبسط ذكره في تاريخه أبو عبد الرحمن السلمي في " طبقات الصوفية " أن كثيرا من المشايخ ذموه وأنكروا عليه ولم يعدوه من مشايخ الطريق ; وأكثرهم حط عليه . وممن ذمه وحط عليه أبو القاسم الجنيد ; ولم يقتل في حياة الجنيد ; بل قتل بعد موت الجنيد ; فإن الجنيد توفي سنة ثمان وتسعين ومائتين . والحلاج قتل سنة بضع وثلاثمائة وقدموا به إلى بغداد راكبا على جمل ينادى عليه : هذا داعي القرامطة وأقام في الحبس مدة حتى وجد من كلامه الكفر والزندقة واعترف به : مثل أنه ذكر في كتاب له : من فاته الحج فإنه يبني في داره بيتا ويطوف به كما يطوف بالبيت ويتصدق على ثلاثين يتيما بصدقة ذكرها وقد أجزأه ذلك عن الحج . فقالوا له : أنت قلت هذا ؟ قال نعم . فقالوا له : من أين لك هذا ؟ قال ذكره الحسن البصري في " كتاب الصلاة " فقال له القاضي أبو عمر : تكذب يا زنديق أنا قرأت هذا الكتاب وليس هذا فيه فطلب منهم الوزير أن يشهدوا بما سمعوه ويفتوا بما يجب عليه فاتفقوا على وجوب قتله . لكن العلماء لهم قولان في الزنديق إذا أظهر التوبة : هل تقبل توبته فلا يقتل ؟ أم يقتل ; لأنه لا يعلم صدقه ; فإنه ما زال يظهر ذلك ؟ فأفتى طائفة بأنه يستتاب فلا يقتل وأفتى الأكثرون بأنه يقتل وإن أظهر التوبة فإن كان صادقا في توبته نفعه ذلك عند الله وقتل في الدنيا وكان الحد تطهيرا له كما لو تاب الزاني والسارق ونحوهما بعد أن يرفعوا إلى الإمام فإنه لا بد من إقامة الحد عليهم ; فإنهم إن كانوا صادقين كان قتلهم كفارة لهم ومن كان كاذبا في التوبة كان قتله عقوبة له . فإن كان الحلاج وقت قتله تاب في الباطن فإن الله ينفعه بتلك التوبة وإن كان كاذبا فإنه قتل كافرا . ولما قتل لم يظهر له وقت القتل شيء من الكرامات ; وكل من ذكر أن دمه كتب على الأرض اسم الله وأن رجله انقطع ماؤها أو غير ذلك فإنه كاذب . وهذه الأمور لا يحكيها إلا جاهل أو منافق وإنما وضعها الزنادقة وأعداء الإسلام حتى يقول قائلهم : إن شرع محمد بن عبد الله يقتل أولياء الله . حتى يسمعوا أمثال هذه الهذيانات ; وإلا فقد قتل أنبياء كثيرون وقتل من أصحابهم وأصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم والتابعين وغيرهم من الصالحين من لا يحصي عددهم إلا الله قتلوا بسيوف الفجار والكفار والظلمة وغيرهم ولم يكتب دم أحدهم اسم الله . والدم أيضا نجس فلا يجوز أن يكتب به اسم الله تعالى . فهل الحلاج خير من هؤلاء ودمه أطهر من دمائهم وقد جزع وقت القتل وأظهر التوبة والسنة فلم يقبل ذلك منه . ولو عاش افتتن به كثير من الجهال لأنه كان صاحب خزعبلات بهتانية وأحوال شيطانية . ولهذا إنما يعظمه من يعظم الأحوال الشيطانية والنفسانية والبهتانية . وأما أولياء الله العالمون بحال الحلاج فليس منهم واحد يعظمه ; ولهذا لم يذكره القشيري في مشايخ رسالته ; وإن كان قد ذكر من كلامه كلمات استحسنها . وكان الشيخ أبو يعقوب النهرجوري قد زوجه بابنته فلما اطلع على زندقته نزعها منه . وكان عمرو بن عثمان يذكر أنه كافر ويقول : كنت معه فسمع قارئا يقرأ القرآن فقال : أقدر أن أصنف مثل هذا القرآن . أو نحو هذا من الكلام . وكان يظهر عند كل قوم ما يستجلبهم به إلى تعظيمه ; فيظهر عند أهل السنة أنه سني وعند أهل الشيعة أنه شيعي ويلبس لباس الزهاد تارة ولباس الأجناد تارة . وكان من " مخاريقه " أنه بعث بعض أصحابه إلى مكان في البرية يخبئ فيه شيئا من الفاكهة والحلوى ثم يجيء بجماعة من أهل الدنيا إلى قريب من ذلك المكان فيقول لهم : ما تشتهون أن آتيكم به من هذه البرية ؟ فيشتهي أحدهم فاكهة أو حلاوة فيقول : امكثوا ; ثم يذهب إلى ذلك المكان ويأتي بما خبأ أو ببعضه فيظن الحاضرون أن هذه كرامة له وكان صاحب سيما وشياطين تخدمه أحيانا كانوا معه على جبل أبي قبيس فطلبوا منه حلاوة فذهب إلى مكان قريب منهم وجاء بصحن حلوى فكشفوا الأمر فوجدوا ذلك قد سرق من دكان حلاوي باليمن حمله شيطان من تلك البقعة . ومثل هذا يحصل كثيرا لغير الحلاج ممن له حال شيطاني ونحن نعرف كثيرا من هؤلاء في زماننا وغير زماننا : مثل شخص هو الآن بدمشق كان الشيطان يحمله من جبل الصالحية إلى قرية حول دمشق فيجيء من الهوى إلى طاقة البيت الذي فيه الناس فيدخل وهم يرونه . ويجيء بالليل إلى " باب الصغير " فيعبر منه هو ورفقته وهو من أفجر الناس . وآخر كان بالشويك في قرية يقال لها : " الشاهدة " يطير في الهواء إلى رأس الجبل والناس يرونه وكان شيطان يحمله وكان يقطع الطريق . وأكثرهم شيوخ الشر يقال لأحدهم " البوي " أي المخبث ينصبون له حركات في ليلة مظلمة ويصنعون خبزا على سبيل القربات فلا يذكرون الله ولا يكون عندهم من يذكر الله ولا كتاب فيه ذكر الله ; ثم يصعد ذلك البواء في الهوى وهم يرونه . ويسمعون خطابه للشيطان وخطاب الشيطان له ومن ضحك أو شرق بالخبز ضربه الدف . ولا يرون من يضرب به . ثم إن الشيطان يخبرهم ببعض ما يسألونه عنه ويأمرهم بأن يقربوا له بقرا وخيلا وغير ذلك وأن يخنقوها خنقا ولا يذكرون اسم الله عليها فإذا فعلوا قضى حاجتهم . وشيخ آخر أخبر عن نفسه أنه كان يزني بالنساء ويتلوط بالصبيان الذين يقال لهم " الحوارات " وكان يقول : يأتيني *** أسود بين عينيه نكتتان بيضاوان فيقول لي : فلان إن فلانا نذر لك نذرا وغدا يأتيك به وأنا قضيت حاجته لأجلك فيصبح ذلك الشخص يأتيه بذلك النذر ; ويكاشفه هذا الشيخ الكافر . قال : وكنت إذا طلب مني تغيير مثل اللاذن أقول حتى أغيب عن عقلي ; وإذ باللاذن في يدي أو في فمي وأنا لا أدري من وضعه قال : وكنت أمشي وبين يدي عمود أسود عليه نور . فلما تاب هذا الشيخ وصار يصلي ويصوم ويجتنب المحارم : ذهب ال*** الأسود وذهب التغيير ; فلا يؤتى بلاذن ولا غيره . وشيخ آخر كان له شياطين يرسلهم يصرعون بعض الناس فيأتي أهل ذلك المصروع إلى الشيخ يطلبون منه إبراءه فيرسل إلى أتباعه فيفارقون ذلك المصروع ويعطون ذلك الشيخ دراهم كثيرة . وكان أحيانا تأتيه الجن بدراهم وطعام تسرقه من الناس حتى إن بعض الناس كان له تين في كوارة فيطلب الشيخ من شياطينه تينا فيحضرونه له فيطلب أصحاب الكوارة التين فوجدوه قد ذهب . وآخر كان مشتغلا بالعلم والقراءة فجاءته الشياطين أغرته وقالوا له : نحن نسقط عنك الصلاة ونحضر لك ما تريد . فكانوا يأتونه بالحلوى والفاكهة حتى حضر عند بعض الشيوخ العارفين بالسنة فاستتابه وأعطى أهل الحلاوة ثمن حلاوتهم التي أكلها ذلك المفتون بالشيطان . فكل من خرج عن الكتاب والسنة وكان له حال : من مكاشفة أو تأثير ; فإنه صاحب حال نفساني ; أو شيطاني . وإن لم يكن له حال بل هو يتشبه بأصحاب الأحوال فهو صاحب حال بهتاني . وعامة أصحاب الأحوال الشيطانية يجمعون بين الحال الشيطاني والحال البهتاني كما قال تعالى : { هل أنبئكم على من تنزل الشياطين } { تنزل على كل أفاك أثيم } . و " الحلاج " كان من أئمة هؤلاء : أهل الحال الشيطاني والحال البهتاني . وهؤلاء طوائف كثيرة . فأئمة هؤلاء هم شيوخ المشركين الذين يعبدون الأصنام مثل الكهان والسحرة الذين كانوا للعرب المشركين ومثل الكهان الذين هم بأرض الهند والترك وغيرهم . ومن هؤلاء من إذا مات لهم ميت يعتقدون أنه يجيء بعد الموت ; فيكلمهم ويقضي ديونه ويرد ودائعه ويوصيهم بوصايا فإنهم تأتيهم تلك الصورة التي كانت في الحياة وهو شيطان يتمثل في صورته ; فيظنونه إياه . وكثير ممن يستغيث بالمشايخ فيقول : يا سيدي فلان أو يا شيخ فلان اقض حاجتي . فيرى صورة ذلك الشيخ تخاطبه ويقول : أنا أقضي حاجتك وأطيب قلبك فيقضي حاجته أو يدفع عنه عدوه ويكون ذلك شيطانا قد تمثل في صورته لما أشرك بالله فدعا غيره . وأنا أعرف من هذا وقائع متعددة ; حتى إن طائفة من أصحابي ذكروا أنهم استغاثوا بي في شدائد أصابتهم . أحدهم كان خائفا من الأرمن والآخر كان خائفا من التتر : فذكر كل منهم أنه لما استغاث بي رآني في الهواء وقد دفعت عنه عدوه . فأخبرتهم أني لم أشعر بهذا ولا دفعت عنكم شيئا ; وإنما هذا الشيطان تمثل لأحدهم فأغواه لما أشرك بالله تعالى . وهكذا جرى لغير واحد من أصحابنا المشايخ مع أصحابهم ; يستغيث أحدهم بالشيخ فيرى الشيخ قد جاء وقضى حاجته ويقول ذلك الشيخ : إني لم أعلم بهذا فيتبين أن ذلك كان شيطانا . وقد قلت لبعض أصحابنا لما ذكر لي أنه استغاث باثنين كان يعتقدهما وأنهما أتياه في الهواء ; وقالا له طيب قلبك نحن ندفع عنك هؤلاء ونفعل ونصنع . قلت له : فهل كان من ذلك شيء ؟ فقال : لا . فكان هذا مما دله على أنهما شيطانان ; فإن الشياطين وإن كانوا يخبرون الإنسان بقضية أو قصة فيها صدق فإنهم يكذبون أضعاف ذلك كما كانت الجن يخبرون الكهان . ولهذا من اعتمد على مكاشفته التي هي من أخبار الجن كان كذبه أكثر من صدقه ; كشيخ كان يقال له : " الشياح " توبناه وجددنا إسلامه كان له قرين من الجن يقال له : " عنتر " يخبره بأشياء فيصدق تارة ويكذب تارة فلما ذكرت له أنك تعبد شيطانا من دون الله اعترف بأنه يقول له : يا عنتر لا سبحانك ; إنك إله قذر وتاب من ذلك في قصة مشهورة . وقد قتل سيف الشرع من قتل من هؤلاء مثل الشخص الذي قتلناه سنة خمس عشرة وكان له قرين يأتيه ويكاشفه فيصدق تارة ويكذب تارة وقد انقاد له طائفة من المنسوبين إلى أهل العلم والرئاسة فيكاشفهم حتى كشفه الله لهم . وذلك أن القرين كان تارة يقول له : أنا رسول الله ويذكر أشياء تنافي حال الرسول فشهد عليه أنه قال : إن الرسول يأتيني ويقول لي كذا وكذا من الأمور التي يكفر من أضافها إلى الرسول ; فذكرت لولاة الأمور أن هذا من جنس الكهان وأن الذي يراه شيطانا ; ولهذا لا يأتيه في الصورة المعروفة للنبي صلى الله عليه وسلم بل يأتيه في صورة منكرة ويذكر عنه أنه يخضع له ; ويبيح له أن يتناول المسكر وأمورا أخرى . وكان كثير من الناس يظنون أنه كاذب فيما يخبر به من الرؤية ; ولم يكن كاذبا في أنه رأى تلك الصورة ; لكن كان كافرا في اعتقاده أن ذلك رسول الله . ومثل هذا كثير . ولهذا يحصل لهم تنزلات شيطانية بحسب ما فعلوه من مراد الشيطان ; فكلما بعدوا عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وطريق المؤمنين قربوا من الشيطان . فيطيرون في الهواء ; والشيطان طار بهم . ومنهم من يصرع الحاضرين وشياطينه صرعتهم . ومنهم من يحضر طعاما وإداما وملأ الإبريق ماء من الهواء والشياطين فعلت ذلك فيحسب الجاهلون أن هذه كرامات أولياء الله المتقين ; وإنما هي من جنس أحوال السحرة والكهنة وأمثالهم . ومن لم يميز بين الأحوال الرحمانية والنفسانية اشتبه عليه الحق بالباطل ومن لم ينور الله قلبه بحقائق الإيمان واتباع القرآن لم يعرف طريق المحق من المبطل ; والتبس عليه الأمر والحال كما التبس على الناس حال مسيلمة صاحب اليمامة وغيره من الكذابين في زعمهم أنهم أنبياء ; وإنما هم كذابون وقد قال صلى الله عليه وسلم : " { لا تقوم الساعة حتى يكون فيكم ثلاثون دجالون كذابون كلهم يزعم أنه رسول الله } . وأعظم الدجاجلة فتنة " الدجال الكبير " الذي يقتله عيسى ابن مريم ; فإنه ما خلق الله من لدن آدم إلى قيام الساعة أعظم من فتنته وأمر المسلمين أن يستعيذوا من فتنته في صلاتهم . وقد ثبت " أنه يقول للسماء : أمطري ; فتمطر ; وللأرض أنبتي فتنبت " " وأنه يقتل رجلا مؤمنا ; ثم يقول له قم فيقوم ; فيقول أنا ربك ; فيقول له كذبت ; بل أنت الأعور الكذاب الذي أخبرنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما ازددت فيك إلا بصيرة فيقتله مرتين فيريد أن يقتله في الثالثة فلا يسلطه الله عليه " وهو يدعي الإلهية . وقد بين له النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث علامات تنافي ما يدعيه : أحدها " { أنه أعور ; وإن ربكم ليس بأعور } . والثانية " { أنه مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن من قارئ وغير قارئ } . والثالثة قوله : " { واعلموا أن أحدكم لا يرى ربه حتى يموت } . فهذا هو الدجال الكبير ودونه دجاجلة منهم من يدعي النبوة ; ومنهم من يكذب بغير ادعاء النبوة ; كما قال صلى الله عليه وسلم : " { يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم } . فالحلاج كان من الدجاجلة بلا ريب ; ولكن إذا قيل : هل تاب قبل الموت أم لا ؟ قال الله أعلم ; فلا يقول ما ليس له به علم ; ولكن ظهر عنه من الأقوال والأعمال ما أوجب كفره وقتله باتفاق المسلمين . والله أعلم به .
التوقيع :
أعلل النفس بالآمال أرقبها === ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
  رد مع اقتباس
قديم 05-20-2002, 12:59 AM   #3
حسن البار
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية حسن البار

افتراضي

الشطحات التي تقول انني جئت لابررها ...
أطلب منكم سيدي تحديد الفقرات التي جئت بها من عندي مبررا لتلك الشطحات ؟ ...
واذا لم تجدها فلا تردد أخي في وضع ما تجده من عبارات تبرير مهما كانت مصدريتها أومرجعيتها ؟ ولك مني خالص الشكر والامتنان ... ... ...
أما ان لكم الظاهر في أمور المسلمين فهذا مخالف لما عليه كثير من العلماء فهم يقولون :
أن المسلم اذا عمل عملا يحتمل الكفر من تسعة وتسعين وجها والايمان من وجه واحد أخذ بهذا الوجه وحال المسلم يؤخذ دائما على الصلاح فكيف اذا كان هذا الشخص عالما ورعا تقيا مستقيما ...
ورب أشعث أغبر ذي طمرين لو أقسم على الله لابره ، وافعال اويس القرني وظاهرها جنوني عند قومه وهو عند الله بحال قرب وولاية عظيمة جدا ، وحال موسى والخضر لايخفاكم والخضر ولي من اولياء الله على قول "كثير من العلماء" ، وكما أسلفت أوجد الائمة مبررات كثيرة للعبارات التي صدرت من بعض ائمة الصوفية ( وحتى لا أكرر ذلك ) ارجو الرجوع الى ( ماذا في التصوف ؟ الحلقة الثانية ) شطحات الصوفية وستجد ابن تيمية يوجد المبررات الكثيرة لمن ياتي بتلك العبارات الموهمة وابن القيم يقول في شرحه لمنازل السائرين ( للهروي )
(( ولا توجب هذه الزلة من شيخ الاسلام ( الهروي ) اهدار محاسنه ، وإساءة الظن به فمحله من العلم والامامة والمعرفة والتقدم في طريق السلوك المحل الذي لا يجهل .... الخ )) ...
اكتفي بهذا وعسى أن تدرك المقصود ... !!! !!!
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ماذا يريد حزب الإصلاح من الجنوب العربي ..؟!! حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 0 09-03-2011 01:25 AM
حضرموووت" ماذا يريدون الحضارم حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 0 04-17-2011 02:19 AM
إلى ماذا يسعى التغريبيون في بلادنا ( للشيخ عبد الله العسكر) الوجيه محمد سقيفة الحوار الإسلامي 0 01-11-2011 03:49 PM
ماذا لديك حتى تتكبر على الله وعلى خلقه قائد المحمدي سقيفة الحوار الإسلامي 5 12-22-2010 09:18 PM
الحضارم السلفيون ابوسعدالنشوندلي سقيفة إسلاميات 0 12-12-2010 02:24 PM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas