هل سبق لك أن زرت حلمك ؟ حلمي كان حضرموت !! وكأنك واحدٌ من كبار الضيوف هذا هو الكرم الحضرمي الشبامي

[حد من الوادي]

هل سبق لك أن زرت حلمك ؟ حلمي كان حضرموت !!

السبت 06 ديسمبر 2014 12:42 صباحاً

سعاد علوي

زيارتي لحلمي حضرموت .. نعم لقد كان حلمي وزرته أخيراً , جميلة جدا وناسها أجمل و أول مرة أقوم بزيارتها ,شعرت وكأنني في حكايات ألف ليلة وليلة , خرافة من خرافات الجمال الأسطوري , وأنت قادم إليها والبنايات أمامك مرصوصة كأنها مراسيم لاستقبالك

وكأنك واحدٌ من كبار الضيوف هذا هو الكرم الحضرمي الشبامي
وأما تريم فحديث آخر ..
هذه هي الحضارة
روحانيات ..
ونقاء ..
بيوت مكتسية البياض ..
والرجال فيها مثل اليمام بلباسهم الأبيض .. ووسيلة التنقل فيها الدراجة النارية
أكثر من السيارات , وتغمرك فيها رائحة الجدران الطينية الباردة
ولها أوصاف كثيرة شعرت بها ولم استطع ترجمتها ..
فمثلا : في تريم لاتسمع صراخاً يتحدثون بأصوات خافتة قريبة إلى الهمس

أما مجالس النساء (والعدة ) فتلك لوحدها كتاب من الحكايات حيث يعيشون حياة في منتهى الجمال

هوية جنوبية خالصة نقية 100% من الحب والبساطة والرقي في نفس الوقت

وحكايات الشاي الحضرمي والجلسات النسائية التي تكون على شرفه هذا هو من تقام له العدة
هل تعرفون ماهي العدة ؟

هي أطقم من الأواني الزجاجية والكاسات المزخرفة باللون الذهبي أو الفضي
ويتوسطها الإبريق الذي يوضع في وسطه الفحم وفي جوانبه يصب الماء وعلى رأسه إبريق صغير توضع فيه أوراق الشاي لتتبخر وتفرز قطر الشاي .. حيث تجلس ربة البيت أمام العدة في إحدى زوايا الغرفة لتقوم بإعداد الشاي لضيوفها .. والعدة تعتبر من أساسيات البيت الحضرمي , حيث لا يكاد يخلو بيت منها ..
لقد زرت حلمي فعلاً والموجود في حضرموت الوادي والصحراء ..
إن ما نعشقه هو الريف وريف حضرموت مدني تاريخي ..
يعني قراها مدن تاريخية وليست قرى ريفية معاصرة ..

تلك البيوت الطينية والتخطيط للساحة الكبيرة التي تتوسط البيوت وأمام كل بيت دكه , يجلس فيها الرجال من بعد العصر إلى المساء لتناول الحنضل والتسامر على الدان مع شرب الشاي المبخر

وأنا هناك اعتقد إنني قد إكتسيت من جمال الطبيعة فبدا جمالها على ملامحي ..

وهذا البهاء من الخرافة الطينية التي كانت خلفي وطاقم مراسيم الاستقبال الطيني
فالمباني تنطق بالترحيب بمن يزورها تكاد تسمع همسات الترحيب الحضرمية منها
أحسست وكأن السندباد كان معي وأنني كنت الياسمينة
حضارتين في مكان واحد!!
وتلك الجوهرة التي تزين صدر سيئون به .. إنه قصر سيئون حضارة ثالثة
كأنه أسد رابض وسط مدينة سيئون وفي المساء يتقلد تاج الانوار ليزداد جمالا ويمنح المدينة شيء من جماله وبعض من هيبته لتكتسب هيبتها بين بقية المناطق المحيطة بها
فما كنت أعرف كيف أصف إحساسي بحضرموت ..ولكن شرط أساسي أن تحب المكان أو الشيء حينها فقط سوف تجد ان الكلمات المعبرة عن إحساسك ستنساب منك طواعية .. فأنا امرأة تعشق كل ذرة في تراب الجنوب

سعاد علوي


جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}