المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الأخبار السياسيه
سقيفة الأخبار السياسيه جميع الآراء والأفكار المطروحه والأخبار المنقوله هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها ومصادرها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


نص الحوار الكامل مع الدكتور خالد القاسمي? عن ألأوضاع بين الجنوب واليمن حاليا

سقيفة الأخبار السياسيه


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-13-2009, 11:59 PM   #11
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة أصبحنا نحمل الجواز اليمني في جيوبنا مضطرين مثل الفلسطيني يحمل في جيبه الهوية الإسرائي


أصبحنا نحمل الجواز اليمني في جيوبنا مضطرين مثل الفلسطيني يحمل في جيبه الهوية الإسرائيلية : مداخلة المحامي بدرسالمين باسنيد

الجمعة - 13/03/2009 - 07:17:52 صباحاً




نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



مداخلة المحامي بدرسالمين باسنيد في لقاء الايام مع امين الاشتراكي




شبكة شبوة برس - المحامي بدر سالمين باسنيد: «ترحيبي بالأستاذ د. ياسين سعيد نعمان لايقل عن ترحيب من سبقوني من الإخوة، وهو شخص يدرك تماما أن له قدرا كبيرا في هذه المحافظة. الموضوع الذي استمعنا له اليوم في محاضرة الدكتور ياسين بالندوة باعتقادي كان تقديما نظريا وعن وقائع من فترة بداية توقيع 22 مايو إلى الآن، ولكن هذا الاستعراض كان من زاوية واحدة ولم يغط كل الأمور التي صارت وحدثت والوقائع والحقائق القانونية التي يطرحها في استعراضاتهم البعض الآخر، نسمع طرحا واستعراضا مغايرا لما سمعناه اليوم من الأخ ياسين، ولكن كلنا كنا نحس وندرك من البداية أن الذين وقعوا هذا الاتفاق قد خدعوا من الطرف الآخر، ولكن أنا مايثير استغرابي رغم التصريحات أن الكثير منا لايزال يتحدث بتلقائية ويقول في حديثه «بعد ما قامت الوحدة» وهم يرددون كثيرا «الوحدة انتهت بعد الحرب، الوحدة طعنت بعد الحرب» هذا الترديد المسبق هو بقايا الموجود في دواخلنا حول مسألة الوحدة اليمنية التي جلس الحزب الاشتراكي اليمني يقرقر فوق آذاننا بها طوال سني حكمه حتى بورقة 22 مايو لما انتهت وهي أضعف وثيقة وأقول ذلك كرجل قانون هي أضعف وثيقة في مشروع الوحدة أضعف ولاتساوي حتى قيمة الورق التي كتبت عليها وليس لها أن تنتج أي آثار قانونية في هذا المشروع ورغم أن الطرف الآخر سل السيف وبدأ الحرب مثلما عمل من قبله في قديم الزمان شمهر يهرعش




وبهكذا استباحوا عدن بقوة عسكرية بعد قصفها وضربها في حرب لا يقرها قانون دولي ولا شريعة وبعد هذه الحرب برضه نقول بعد ماقامت الوحدة في 22 مايو وهي قد أسقطت الوحدة وأتت وثيقة بعدها (العهد والاتفاق) وأعلنوا الحرب بعد هذا كله، هذا عتبي للكل وليس فقط أقوله للأخ ياسين ولكن للجميع، كثيرون يخطئون في هذا الطرح اليوم لم يذكر معاناة الناس في المحافظات الجنوبية منذ 1990م إلى الآن، ليس فقط الوحدة انتهت بل وجد نظام استفرد بالسلطة بدلا من أن ينشئ دولة وكانت هذه النقطة مثارا لاستعراض ومناقشة الأستاذ ياسين سعيد نعمان بطريقة جيدة جدا في الفرق بين السلطة والدولة، لم تقم دولة بعد حرب 94م بل أتوا نهابين لم يأتوا من أجل الوحدة وكانت حربا أسقطت مشروع الوحدة والحوار وما اتفق عليه شفاهة أو كتابة، نشأت إدارة ثانية أكلت الثروات والأخضر واليابس وأخذوا الأرض والجبال والمساكن ومباني وأراضي المؤسسات المملوكة للدولة في الجنوب احتكروا الوظائف الحكومية واحتكروا المنح الدراسية واحتكروا التجارة وقتلوا وسلبوا ونهبوا حتى حنفية النفط يعصرها الطرف الآخر وهي في حضرموت. أشياء كثيرة تم التنازل عنها كما ذكر الأستاذ باشراحيل حتى الشكلية منها




واليوم ينكرون حتى علي سالم البيض من مشهد رفع العلم واليوم أبناؤنا لايستطيعون أن يتحصلوا على منحة دراسية في أوروبا وماليزيا وأمريكا الشمالية وكلها تذهب لأبنائهم، عملوا على انهيار عملة الدينار وأتوا بالريال بدلا للعملة المتفق عليها في الوحدة (الدرهم) ولم نجن شيئا سوى المآسي والمعاناة وهذه الوحدة التي يتحدثون عنها، أما عن الوحدة بمفهومها الصحيح والحقيقي فنحن لسنا ضد الوحدة ومستعدون أن نتوحد مع ألمانيا مع ماليزيا مع اندونيسيا مع عمان لكن هذه مش وحدة هذه مثل ما يقول جاري وحلة وقعنا فيها ولا أحد يستطيع أن ينكر هذا. الأستاذ د.ياسين سعيد نعمان أغفل حتى عن ذكر قراري الأمم المتحدة ومجلس الأمن، طيب وبعدين نحن لسنا بشر لسنا بني آدم، ألسنا كمن دخل في شراكة في دكان وبعدها طرد شريك الشريك الآخر أليس ذلك نهبا فما بالنا بوطن، يعطينا خمسين مقعدا بمجلس النواب ويساوي ست محافظات جنوبية بمحافظة واحدة في الشمال أو أمانة العاصمة وأنا شريك في الوحدة ولست محافظة والاشتراكي ليس حزب معارضة إنما شريك بالمناصفة ولكن لاحصلنا الخمسين ولا العشرة في المائة واليوم بعد ما حدث لنا الاشتراكي تركنا وطلع إلى صنعاء والرابطة أيضا طلعت صنعاء وغيرت حتى الاسم إلى رابطة أبناء اليمن




طيب والغنم الذين تركتوهم في الجنوب الراعي طلع فوق وترك أغنامه هنا فأتت الذئاب وأكلتهم لأن الراعي غير موجود، لم تكن هناك رؤية واضحة للوحدة والاستغلال والطعن والكذب على الطرف الآخر في الجنوب مستمر ولازلنا نتحدث عن حزب اشتراكي في صنعاء طيب ونحن الذين أنشأنا هذا الحزب في الجنوب هنا وقام على أكتاف الجنوبيين بمختلف مناطقهم تركنا وذهب إلى صنعاء.. نحن ندفع ثمن هذه المعاناة وليس الأحزاب والقيادات ولذا نحن نعاتب قيادة الاشتراكي ولأنهم أيضا وقعوا قانون الأحزاب الذي يشترط شروطا لإقامة حزب منها أن يكون مقره صنعاء ولماذا أليس لدي قضايا هنا ومصالح في الجنوب؟ إن الحراك السلمي الجنوبي يطالب الآن بما غفل عنه الحزب الاشتراكي اليمني عند دخوله في الوحدة، الحراك السلمي الجنوبي يطالب بما نسوا أن يطالبوا به ويطرحوه، ويفضحون حقيقة أن كل ما تعرضنا له منذ العام 90 كذب وخداع ارتكب بحق أبناء المحافظات الجنوبية.




هناك أمور يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار إذا أراد الطرف الآخر الحل يجب أن يعترف بالقضية الجنوبية حقوقا كاملة وليس فقط ثروة بل ثروة ومواطنة وإدارة بعد ذلك مستعدون لمحاورتهم أما أن تطلب منا الحوار معهم الآن وهم أصلا قد عملوا آلاف المنظمات غير الحكومية بأموال فلان وفلان لكن أن نعمل هنا في الجنوب منظمة مجتمع مدني واحدة سيجرجروك ثاني يوم عبر مكتب الشؤون الاجتماعية إلى المحكمة، والحقوق السياسية والمدنية التي وقعت عليها اليمن في العهد الدولي لايطبق منها ولا واحد والحقوق الاجتماعية والاقتصادية في العهد الثاني لحقوق الإنسان موقعة عليها اليمن وكلها منتهكه أين حقوقنا وأموالنا وثروتنا من أجل من تذهب مليارات اليوم لشراء سلاح ومن أجل من هذا السلاح..




تأخذ ثروتنا إلى جيوبهم وانظروا اليوم كيف تم بناء وتحديث صنعاء العاصمة التاريخية ثم انظروا إلى عدن واذهبوا إلى المكلا ستشاهدوا كم هي مدمرة حتى وكأنك عندما تسير بسيارة في شوارع الديس تسير في أرض وعرة فيما بنيت قصور من ثرواتنا وأبناؤنا خريجو جامعات ومحرومون من التوظيف ويتم جلب الموظفين كما تم في هيئة المساحة والجيولوجيا 12 وظيفة من مخصصات عدن أحضروا لها 11 موظفا من صنعاء ومعهم التعيين جاهز، فهل سنصحو لقد أصبحنا نحمل الجواز اليمني في جيوبنا مضطرين مثل الفلسطيني يحمل في جيبه الهوية الإسرائيلية ونحمل الريال اليمني أيضا مضطرين مثل الفلسطيني يحمل الشيكل الإسرائيلي، وانظروا إلى التلقين للعساكر والأمن عند دفعهم للتصدي للحراك السلمي، وانظروا إلى قضايا القتل التي ذهب ضحيتها أبناء المحافظات الجنوبية لم يتم التنفيذ فيها رغم وجود حكم ولكن إذا كان الجاني جنوبيا بحق شخص من المحافظات الشمالية فإن شرع الله ينفذ ولما المحاكم تشدد يدخل المحكمة بالرصاص ويقتل وهذه القضية صارت بسيئون داخل المحكمة وضرب الرجال ولقي الحماية فأين حقوق المواطنة هذه؟!


شبكة شبوة برس



المحرر : شبكة شبوة برس - متابعات

تعليقات الزوار

رقم : 4632




الإسم: ابن جنوب اليمن عدن

الجمعة - 13/03/2009 - 10:11:25 صباحاً

وكنا نحمل الجواز اليمني قبل 22 مايو 1990م مضطرين ايضا بسبب طرد الحزب الاحمر للمواطنين في الجنوب الى الشمال كان اليمني الجنوبي يضطر ان يهرب الى الشمال ليحصل على جواز سفر


رقم : 4633




الإسم: بن طالب الكثيري

الجمعة - 13/03/2009 - 10:42:09 صباحاً

البلاد محتله بس احتلال من نوع ثااني احتلال صاحب الارض هو رااضي عنه وساكت مايريد يقول اي شي مستغرب يوم اسال هالارض لمن يقولون للجنوبيين ..وينهم في الدوائر الحكوميه وينهم في التعليم العالي والبعثات الخارجيه ..وين المستشفيات المدارس خلنا من هالكلام ..اقسم بالله العظيم ان المكان اللي اسكن فيه من عام 1993 لين اليوم ماتغير وهو شارع واحد مسفلت من شحن لين قهوه بن عيفان..تعال نروح صنعاء والتطور من وين من خير الجنوب كله ..الشمال مافيه غير مزارع القات يورد للجنوب يقفلون عقول اهل الجنوب بالقات وينهبون ثرواتهم على الراحات تعيش الوحده اليمنيه الديمقراطيه واسموحه كلام والله من الخاطر وانا سهران وشفت الموضوع ومالقيت نفسي الا اكتب اللي في بالي بدون ترتيب ولا تنسيق

 
قديم 03-28-2009, 12:34 AM   #12
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي

القضية الجنوبية : جوهرها ودورها في الصراع السياسي في اليمن

بقلم / باتريك كريجر* - المكلا برس التاريخ: 27/3/2009

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

جوهر القضية الجنوبية

في مثل هذا الشهر من العام الماضي، نشرنا مقالاً عن الصراع السياسي في اليمن تحت عنوان "عدن تفرض إيقاع الحياة السياسية في اليمن"، (الوسط، صنعاء، 24 مارس 2008م). لقد كان واضحاً منذ ذلك الحين الدور الهام الذي غدت تلعبه قضية الجنوب في الصراع السياسي المحتدم في هذا البلد. وخلال هذا الوقت قطعت القضية الجنوبية شوطاً بعيداً وحققت قفزات هائلة وسريعة على صعيد الإلتفاف الجماهيري وتوحّد قياداتها حول مطلب سياسي رئيس، ألا وهو الإستقلال عن نظام الشمال وإستعادة الدولة الجنوبية، ما عزز وضعها على الخارطة السياسية وكرس دورها في رسم جدول الأعمال السياسي في اليمن.

وتظهر مواقف الأحزاب السياسية اليمنية وتحليلات الكتاب والمهتمين، أن القضية الجنوبية لا تنال حقها من الفهم السليم ولا يُسبَر غورُها ولا يُدرَك مضمونها، ويجري بسبب ذلك التنكر لها وتشويهها كقضية سياسية، حيث تفسر تفسيراً شطرياً إنفصالياً غرضه تمزيق اليمن، وحيناً آخر تفسيراً طائفياً، وتارة ينظر إليها من زاوية طموحات شخصية لهذا القائد الجنوبي أو ذلك، وفي أحسن الحالات تفسر تفسيراً مطلبياً.

والحقيقة أن القضية الجنوبية، قضية وطنية أصيلة لشعب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقاً، وما يجري من صراع حولها ليس صراعاً شطرياً بين الشمال والجنوب، لأن الشعب الجنوبي كان تواقاً الى الوحدة بنفس القدر الذي كان عليه الشعب في الشمال، كما أن ذلك الصراع ليس طائفياً سنياً شيعياً، فالقسم الغالب من أبناء الشمال هم من أهل السنّة شأنهم شأن الجنوبيين. كما أن القضية في جوهرها ليست قضية مطلبية معاشية، ولو كان الأمر كذلك لكان من السهل حلها. إن الصراع في حقيقته وجوهره ومضمونه، هو صراع بين ثقافتين للحكم، وهو ما أوضحناه في مقالنا المشار إليه أعلاه. وحين نقول صراعاً بين ثقافتين، فإنما نعني أننا إزاء مشروعين سياسيين لإدارة البلاد، ألا وهما مشروع الدولة المستند الى النظام والقانون ومشروع القبيلة القائم على القوة والنفوذ والأعراف القبلية.

لقد كانت الوحدة بين شطري اليمن، مشروعاً سياسياً لنظامي الجنوب والشمال، وحلماً شعبياً كبيراً في الشطرين، ولكن ما إن تحققت الوحدة الطوعية السلمية بين الدولتين في 1990م، حتى إتضح أن نظام الشمال إنما كان يضمر إلحاق الجنوب بسلطته والإستحواذ عليه، بأرضه الشاسعة وموقعة الإستراتيجي وشواطئه الواسعة وما يختزنه من ثروات معدنية وزراعية وسمكية، وإحالته غنيمة لحكام الشمال ينهبون موارده وثرواته.

وقد ساعد نشر مذكرات بعض حكام الشمال في السنوات الأخيرة، على كشف حقيقة نواياهم المضمرة تجاه الجنوب. يقول الشيخ عبدالله الأحمر، رئيس مجلس النواب السابق والرئيس المؤسس للتجمع اليمني للإصلاح، إن الرئيس علي عبدالله صالح طلب منه عقب قيام الوحدة هو وحلفاؤه من القوى الإسلامية، تشكيل حزب سياسي يكون رديفاً لحزب الرئيس (المؤتمر الشعبي العام)، الذي كانوا هم حينها من قياداته، وذلك بغرض معارضة الإتفاقيات الوحدوية التي أبرمها الرئيس صالح مع حليفه في الوحدة الحزب الإشتراكي اليمني الممثل للجنوب، من أجل تعطيل تلك الإتفاقيات وعدم تنفيذها ( أنظر: مذكرات الشيخ عبدالله الأحمر، الآفاق للطباعة والنشر، 2007، ص 248-249) والغرض من ذلك هو خلق أزمة سياسية بين شريكي الوحدة تهيئ لإعلان الحرب على الجنوب.

وموقف حكام الشمال من الجنوب وسعيهم لضمه الى سلطتهم وإخضاعه والإستحواذ عليه ليس جديداً، بل يعود الى مرحلة إعلان الإستقلال في الجنوب، وهو موقف عام مشترك لدى كل رموز النظام في الشمال، حتى أولئك الذين يظهرون تعاطفهم مع الجنوب اليوم. يقول الشيخ سنان أبو لحوم في مذكراته (اليمن – حقائق ووثائق عشتها، مؤسسة العفيف، صنعاء، 2002، الجزء الثاني، ص262)، "تم جلاء الإستعمار البريطاني من الشطر الجنوبي من الوطن في 30 نوفمبر 1967م، وأعلنت دولة مستقلة في الجنوب بزعامة الجبهة القومية. ولم تكن فكرة إقامة دولة في الجنوب واردة في ذهن القيادة في الشمال، وإزاء ذلك إختلفت القيادة في موقفها بين رافض قيام الدولة في الجنوب وبين قابل للأمر الواقع، لأن الموقف خطير والملكيين بعد إنسحاب القوات المصرية شددوا من هجماتهم وبدأوا يحاصرون العاصمة، فليس بإمكاننا والوضع كذلك أن نحارب على جبهتين".

وبهذا يتضح أن حكام الشمال ينكرون أصلاً على أبناء الجنوب إستقلالهم في دولتهم التي قاتلوا لطرد الإستعمار البريطاني منها، وأنه كان عليهم بعد نيل الإستقلال أن يسلموا بلادهم لحكام الشمال. كما يُفهم من شهادة أبي لحوم أنه لو لا أن كان النظام في صنعاء منشغلاً حينها بالحرب مع الملكيين الذين وصلوا الى تخوم العاصمة، لكانوا شنوا حرباً مبكرة على النظام في الجنوب.

ويؤكد يحيى المتوكل، أحد القيادات الشمالية البارزة، هذا الموقف بقوله: " بعد حركة 5 نوفمبر 1967م حصل الجنوب على الإستقلال، وبدلاً من أن تتم الوحدة وجدنا أنفسنا أمام أمر واقع فرض علينا، وهو ألا ندخل في معركة مع الأخوة في الجنوب. لهذا تم الإعتراف بدولة الجنوب لنتجنب الدخول في معارك أخرى. وكانت التوقعات تؤكد أن المعارك مع الملكيين ستطول، وأن أخطارها كبيرة، لذلك لم يكن هناك من مجال أمامنا سوى التسليم بالوضع الجديد والإعتراف بالدولة في الجنوب، على إعتبار أننا لا نستطيع عمل أي شيء". (الأيام، عدن، 8 يناير 2001 ).

ويكشف الشيخ الأحمر أن إعتراف حكومة بلاده بإستقلال الجنوب، كان نابعاً كذلك من مصلحة حكام الشمال في حال سقوط صنعاء بأيدي الملكيين، كي تصبح عدن قاعدة خلفية لمقاومة الملكيين. يقول عبدالله الأحمر: " جاء إستقلال الشطر الجنوبي من الإستعمار البريطاني ونحن في بداية الحصار وقد إستقبلناه كأمر واقع، إذ لم يكن بإستطاعتنا أن نعمل شيء، وكثير ممن كان معي كان رأينا أن لا نعترف بهم ولا نهاجمهم إعلامياً، وكثير من العقلاء رأوا أن الإعتراف بهم فيه حماية لنا فيما لو سقطت صنعاء، فلو سقط النظام الجمهوري في صنعاء ستكون الجمهورية في الجنوب سنداً لنا، كما أن عدم الإعتراف معناه أن نجعل لنا خصمين وهذا ليس في صالحنا. وقد إقتنعنا بهذا الرأي، وصدر قرار الإعتراف بالنظام في عدن". (مذكرات الشيخ الاحمر، مصدر سابق، ص 141).

إذا تكشف هذه الشهادات أن الهجوم على الجنوب والإستحواذ عليه وضمه لحكم الشمال، يعكس رؤية مترسخة لدى حكام صنعاء منذ حصول الجنوب على الإستقلال، وما سعيهم للوحدة مع الجنوب عام 1990، الا تصرف ماكر غرضه الوصول الى ذلك الهدف.

وإذ أعتقد حكام الشمال عقب حرب صيف 1994م أنهم وصلوا الى غايتهم وأنجزوا هدفهم، بإسقاط قيادة الجنوب وطردها من البلاد وتفكيك مؤسسات النظام المدنية والعسكرية والأمنية وإحكام السيطرة على الجنوب، جاءت حركة الإعتصامات الجماهيرية الواسعة في شتى مدن ومحافظات الجنوب لتصيبهم في مقتل.

لقد كان من سوء حظ حكام الجمهورية العربية اليمنية أن سيطرتهم على عدن عام 1994م، جاءت بعد ما يزيد على ربع قرن من قيام حكم وطني في الجنوب، نشأت فيه أجيال صبغتها هوية وطنية واحدة تتمتع بكافة الحقوق المدنية والمساواة أمام القانون. وحين سيطر الشمال على الجنوب حمل معه ثقافة الحكم القبلي، وكان من النتائج المباشرة لسيطرة ثقافة الحكم هذه، إستحالة الجنوب الى ميدان واسع للفيد والنهب والسلب لصالح القوى المنتصرة في الحرب وتجاهل وتهميش مصالح سكان الجنوب، الذين باتوا في ظل النظام الجديد يفتقدون الغطاء القانوني لحماية مصالحهم الخاصة والعامة.

وعلى خلفية فقدان الطبيعة المدنية للحكم وإهدار الحقوق وضياع المصالح، نشأت حركة الإحتجاجات الجنوبية التي تبلورت وإتخذت طابعها السياسي تحت مسمى القضية الجنوبية.

وعلى هذا فإن ما يجري من صراع في الجنوب، إنما هو في حقيقة الأمر صراع بين ثقافتين للحكم، ثقافة الحكم المدني وثقافة الحكم القبلي، وإذا كان نظام الشمال قد حقق إنتصاراً عسكرياً على نظام الجنوب، فإن بروز القضية الجنوبية يبين أنه أخفق في إحراز نصر على روح نظام الحكم المدني الذي كان سائداً في الجنوب، وعلى تشبث السكان بها وإستعدادهم للتضحية من أجلها.

ونترك القارئ هنا مع هذه القصة العجيبة التي تمثل تجسيداً واقعياً للتناقض بين ثقافتي الحكم في كل من الجنوب والشمال.

لقد إدعت شركة إسمها شركة المنقذ للإستثمار، ويمثلها حمود هاشم الذارحي عضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح وأحد أبرز الشخصيات المؤسسة لهيئة الفضيلة، إدعت هذه الشركة ملكيتها لمساحات شاسعة من الأراضي تقدر بنحو (1,260,000 متر مربع) في منطقة كالتكس بمحافظة عدن. وقد فحصت محاكم عدن الإبتدائية والإستئنافية ما لدى الشركة من أوراق وصكوك شراء، وإتضح أن هذه الصكوك مزورة. فما كان من أمر القضاء سوى الأمر بسجن كل من تورط في تزوير مستندات تدعم إدعاء الشركة من مواطنين ومسئولين، وفعلاً تم سجن من كانوا موجودين ي محافظة عدن، أما المسئولين الذين وجدوا في محافظات أخرى،

فلم يتم إلقاء القبض عليهم. ولكن القصة لم تكتمل بعد، فهذا ما جرى في محاكم عدن التي سارت على ما إعتادت عليه من تقاليد في مجال عملها القضائي. فما الذي جاء من صنعاء؟ لقد صدرت أوامر عليا من رئيس الدولة الى النائب العام، بسحب ملف القضية من المحكمة العليا وتسليمه الى الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وعدد من المشائخ والقيادات العسكرية، من أجل التحكيم في قضية قد قال فيها القضاء حكمه من محاكم عدن الإبتدائية والإستئنافية. ووفقاً لإقتراح الشيخ عبدالله الأحمر ولجنته فقد قررت الدولة دفع مبلغ مليار وثمانمائة مليون ريال لشركة المنقذ تعويضاً لها بعد أن صدرت أحكام القضاء بزيف وبطلان إدعاء الشركة بتملكها لتلك الأراضي. (أنظر: الأيام، عدن، 16 يونيو 2001م ).

هذه هي الصورة النموذجية للخلاف والتناقض في ثقافة الحكم بين الجنوب والشمال. في الجنوب يقول القضاء كلمته فيحمي أموال الأمة ويأمر بإنزال العقاب على النصابين والمزورين وناهبي المال العام، وإيداعهم السجون، وفي الشمال يفتحون صناديق المال العام لمكافأتهم بمليارات الريالات.

دور القضية الجنوبية في الصراع السياسي
لقد حققت القضية نجاحاً كبيراً في فرض نفسها على الساحة، حيث أصبحت تمثل العنوان الأبرز لأزمة النظام والتحدي الأكبر أمام المؤسسة السياسية في الحكم والمعارضة على السواء.


القضية الجنوبية والسلطة

لقد تسببت القضية الجنوبية في إحداث هزة عنيفة لصناع القرار السياسي في النظام، أدخلتهم في حالة إختلال التوازن، وقد إتسعت دائرة الحراك وتسارعت وتيرته الى الحد الذي جعل محاولات النظام إحتواء تحركات الجماهير الجنوبية الغاضبة، غير قادرة على مسايرة إيقاع الحراك وإنتقاله السريع من طور الى طور.
فبادئ ذي بدء حاولت السلطات مواجهة المطالب الحقوقية المتصلة بالعمل والأجور والمعيشة، التي نادى بها آلاف المسرحين والمبعدين عن أعمالهم عقب حرب 1994م من القيادات والكادرات الجنوبية العسكرية والمدنية بالتجاهل والإنكار، ثم ما لبثت أن شكلت لجاناً لدراسة تلك المطالب وأخرى لدراسة الآثار الناجمة عن الحرب في الجنوب ونهب الأراضي.. الخ. ولكن لما كانت تلك اللجان عبارة عن أشكال فارغة المضمون ولا صلاحيات لها، كما لم يكن إستحداثها نابعاً من رغبة حقيقية في الإصلاح، فقد ذهبت مقترحاتها بالمعالجات أدراج الرياح.


وجنباً الى جنب الإجراءات الإدارية والسياسية الصورية، لجأ النظام الى إستخدام أساليب البطش والمطاردات والإعتقالات للقيادات الجنوبية والزج بهم في السجون ومواجهة الإعتصامات السلمية بشتى أشكال العنف. كما إعتمد نثر المليارات من النقود اليمنية ومنح أراضي وإمتيازات وتوزيع مناصب وسيارات وغير ذلك، لشراء ذمم العشرات من القيادات الجنوبية. ولكن كل أعمال العنف والحيل وأساليب المكر لم تفتّ في عضد الحركة المطلبية الجنوبية، بل زادتها قوة ومنعة.
وماهي إلا بضعة أشهر حتى أخذت إحتجاجات المسرحين من أعمالهم، تتحول الى حركة جماهيرية عريضة إنخرط فيها كافة فئات المجتمع الجنوبي، كما تراجعت كل المطالب الحقوقية المعيشية لتفسح المجال أمام مطلب سياسي، غدا شعاراً للحراك بكل فصائله وهيئاته، ألا وهو شعار تحرير الجنوب من إحتلال نظام الجمهورية العربية اليمنية وإستعادة الدولة الجنوبية.


وهنا شعر النظام بحرج الموقف وأدرك أن تجاهله وفشله في إحتواء مطالب المسرحين، قد فتح عليه باباً واسعاً من الإحتجاجات الشعبية الجنوبية، التي لم يكن يتوقعها حتى في أسوأ كوابيسه. وأمام الضغط الشعبي الجنوبي إضطر النظام الى الإنحناء والقبول بتنفيذ واحدة من أهم خطوات الإصلاح السياسي، التي ظل يرفضها منذ قيام دولة الوحدة، ألا وهي إنتخاب المحافظين في عموم الجمهورية، لعل ذلك يكون مرضياً للجنوبيين ويحد من غضبهم ويهدئ من ثورتهم ويخفض سقف مطالبهم. ولكن حتى هذه الخطوة على أهميتها وتأثيرها المستقبلي على صعيد إرخاء قبضة النظام وإضعاف سيطرته المركزية المطلقة، لم تعد ذات جدوى.

وقد ظهر جلياً حجم التحدي الخطير الذي يواجهه النظام جراء نشوء القضية الجنوبية، حين إضطر لإتخاذ قرار تأجيل الإنتخابات النيابية المقررة في شهر إبريل القادم لمدة عامين، وهو ما مثل إعلاناً صريحاً أمام العالم الخارجي بوجود أزمة سياسية عميقة في النظام، باتت معها قيادة النظام عاجزة عن القيام بوظائفها مع الالتزام بالخيار الديمقراطي. كما ظهرت خطورة القضية الجنوبية على النظام الحاكم في إضطراره اللجوء لقوى المعارضة للوقوف الى جانبه في مواجهة الحراك الجنوبي والوضع السياسي الناشئ عنه، مع إعلان إستعداده لبحث مطالب المعارضة بشأن إصلاح النظام السياسي ونظام الإنتخابات.

القضية الجنوبية وأحزاب المعارضة

كان موقف أحزاب المعارضة المنضوية في اللقاء المشترك إزاء القضية الجنوبية صادماً للجنوبيين. ولعل أقل ما يمكن أن يقال عن موقف المشترك، هو أن قياداته أخفقت أيما إخفاق في قراءتها لحركة الشارع الجنوبي وتخلفت كثيراً عنه. ففي الوقت الذي كانت حركة الإحتجاجات الجنوبية تكاد تطوي عامها الاول، كان الأمين العام للحزب الإشتراكي اليمني د. ياسين نعمان، يصرح بأن المشترك بصدد إنجاز رؤيته بشأن القضية الجنوبية. (النداء، صنعاء، 17 يناير 2008).

وقد تباينت مواقف أحزاب المشترك من القضية الجنوبية بهذا القدر أو ذاك، فالحزب الإشتراكي الذي حكم الجنوب ووقع بإسم الجنوب إتفاقية الوحدة مع الشمال، كان الجنوبيون ينتظرون منه أن يتبنى قضيتهم ويؤازر مطالبهم، لكن الحركة الجنوبية لم تجد من الحزب ما كان يُنتظر من دعم ومؤازرة. فما إن بدأت أصوات من داخل الحزب تطالب بإصلاح مسار الوحدة حتى سدت في وجهها سبل التعبير عن آرائها في إعلام الحزب. وشيئاً فشيئاً بدأ قيادات وأعضاء الحزب الجنوبيون يشعرون أن رفاقهم من الشمال قد إستحوذوا بحكم غلبتهم العددية على السلطة، إتخاذ القرار في الحزب، وإذا كان نظام الشمال قد سيطر على الجنوب فإن الرفاق الشماليين قد (تفيدّوا) الحزب وأخذوا يوجهون خطة السياسي نحو تجاهل ما يدور في الجنوب من هبّة شعبية، وكأنهم ينأون بأنفسهم عنها بل ويساهمون في إضعافها من خلال نعت قيادات الحراك بأنهم أصحاب ( مشاريع صغيرة )، ما دفع قيادات الحزب من الجنوبيين الى التعبير العلني بأن الحزب قد خذلهم.

أما التجمع اليمني للإصلاح، فموقفه من القضية الجنوبية يمثل الوجه الآخر لموقف السلطة، ولا غرابة في الأمر فتجمع الإصلاح كان شريك النظام في حربه على الجنوب عام 1994 وصاحب قسط وآفر من الغنائم والأسلاب. وتبذل قيادة الإصلاح قصارى جهدها كي تنأى بنفسها عن تاريخ هذه الحرب وتتنصل عما تسبب به من كوارث على الجنوب بخاصة واليمن بعامة. ولذلك فهي حين تتعرض لما يجري في الجنوب من أعمال نهب وسلب فإنها تعمد الى لصقها بسياسات الحزب الحاكم في فترة ما بعد الحرب، وكأن الحرب التي شارك فيها الإصلاح كانت عملاً وطنياً مقدساً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولا علاقة لها بما يعانيه الجنوب من أضرار ومآس.

وقد إستنبطت قيادات الإصلاح أفكاراً كثيرة تعزز الإنتصار العسكري الذي تحقق عام 1994، لعل أهمها فكرة توطين مليونين من الشماليين في الجنوب. ولهذا فحين يصرخ النائب الجنوبي المهندس محسن باصرة، رئيس فرع اللإصلاح في حضرموت، بأنه لم يجد في سجلات الناخبين في محافظته، أسماء على شاكلة سعيد وعوض وسالم، وإنما وجد ناجي وعبده (موقع شبوة برس الاخباري، 4 ديسمبر 2008)، فإنه يحصد في الواقع ثمار أفكار قائده وزعيم حزبه.

وحين إكتسى الحراك الجنوبي شعارات سياسية تطالب بحق تقرير المصير، بادر رئيس الإصلاح بالإنابة محمد اليدومي، بشن هجوم شرس على المطالبين بذلك قائلاً بأن حزبه سيقاتل من أجل الحفاظ على الوحدة وأن أي محاولة للإنفصال " ستواجه من كل إصلاحي على وجه هذه الأرض بالمقاومة". كما وضع المطالبة بحق تقرير المصير في موضع الخيانة حيث قال: "هل سمعتم في لبنان رغم الإختلافات بين القوى السياسية عن خائن واحد في لبنان يطالب بتمزيق لبنان؟". (موقع مارب برس الإلكتروني، 14 نوفمبر 2007).

كما ربط أمين عام الإصلاح عبدالوهاب الآنسي بين مطلب الجنوب بحق تقرير المصير وسعيه نحو الإستقلال وبين المخطط الصهيوني الرامي الى تمزيق وتفتيت وحدة الأمة الإسلامية. (الخليج، الإمارات، 9 أكتوبر 2007).

وعلى الصعيد العملي، حاولت أحزاب اللقاء المشترك يتقدمها تجمع الإصلاح إضعاف الحراك الجنوبي والتشويش على قضيته السياسية، من خلال تنظيمها المبرمج وبمباركة ملموسة من النظام، عدة مظاهرات في محافظتي تعز والضالع وغيرهما، ترفع شعارات مطلبية بغرض خلط الأوراق والتقليل من أهمية المطالب السياسية الجنوبية، وإظهار أن حركة الإحتجاجات المطلبية تعم اليمن بكامله، وليست مقتصرة على الجنوب وأن ليس للجنوبيين قضية سياسية خاصة بهم. ولكن كل تلك المحاولات لم تفلح، وظهر أن الحراك الجنوبي أضحى أكبر من أن يتجاهله المشترك أو يشوش على غاياته، بل إنتقلت الأزمة الى داخل هذه الأحزاب التي أصبحت مهددة بالإنشقاقات بين شماليين وجنوبيين، وهو ما فرض على المشترك الإنتقال من تجاهل القضية الجنوبية الى الإعتراف بها والإعلان أنها تمثل مدخلاً للإصلاح السياسي في البلاد.

وثمة بعض من المثقفين الشماليين، الذين لا يدركون كنه القضية الجنوبية ودورها التاريخي ولا يرون فيها سوى عمل إنفصالي معارض للوحدة، يتنكرون لها وينعتونها بنعوت لا صلة للقضية بها، وتراهم يظهرون مواقف غير ديمقراطية إذ يقبلون من الشعب الجنوبي أن يقول نعم للوحدة، ولكنهم ينكرون عليه حقه الطبيعي في قول كلمته في تقرير مصيره. وهذا تصرف غير واع وغير نزيه من جانبهم يجعلهم يقفون جنباً الى جنب مع جلاديهم من القوى التقليدية. وهناك من يحاول أن يركب على فرسين في آن، مع إظهار حكمة ووقار، كأن يقول إن القضية الجنوبية مشروعة ولكن ليس لها أفق، وهم بذلك يقصدون القرار الدولي الذي أثبتت كل تجارب التاريخ، أنه ما حال يوماً بين الشعوب وبين حقها في الحرية والكرامة.

آفاق القضية الجنوبية

يعاني المرء من صداع ودوار، فيظن في الغالب أن ذلك هو المرض الذي يعاني منه، لكن في حقيقة الأمر تلك أعراض المرض وليس المرض نفسه، ولهذا فإن حبات الإسبرين كفيلة بأن تهدئ الصداع وتخفف الآلام ولكنها لا تقضي على المرض. وكذلك الحال فيما يحصل في جنوب اليمن، حيث يرى الناس حالات النهب والسلب للأرض والثروات وإنتهاك حقوق المواطنين الجنوبيين، فيظنون ذلك هو المشكلة، وأنه إذا ما ضحّى الرئيس بمصالح خمسة عشر نافذاً من ضباطه وأنحاز الى جانب الشعب الجنوبي كان ذلك هو علاج القضية الجنوبية الناجع. وتلك لعمري رؤية سطحية قاصرة، فالنهب والسلب والعبث إنما هي أعراض المشكلة وليست المشكلة ذاتها.

إن المشكلة التي تقف اليمن اليوم مجدداً أمامها، هي مشكلة سياسية إستراتيجية نشأت مع نشؤ دولة الوحدة، مضمونها نابعّ عن دمج نظامين سياسيين مختلفين: نظام دولة مدني في الجنوب، ونظام قبلي في الشمال. وقد نشأ الخلاف والصراع بين النظامين على طريقة إدارة البلاد منذ اللحظات الأولى للوحدة، ودارت بينهما جولة أولى من الحرب عام 1994، أحرزت فيها القوى التقليدية في الشمال النصر لكنها لم تفلح في القضاء على روح وتقاليد نظام الدولة الضارب بجذوره عميقاً في تربة الجنوب، كونها أشاعت الفساد والنهب والسلب وأثبتت أنها عاجزة عن فرض القانون وإحلال المواطنة المتساوية وتلبية مطالب الأمن والإستقرار والتنمية. ولهذا فقد ظهرت روح نظام الدولة ترفع رأسها من جديد، ممثلة بالقضية الجنوبية التي يكمن فحواها في أن شعب الجنوب يعلن للعالم أجمع أنه غير قادر على العيش في ظل نظام قبلي متخلف عن حياة وتقاليد العصر، فرض عليه بقوة السلاح في السابع من يوليو 1994م، وأنه يطالب ويكافح لإستعادة نظام دولته المدنية. في هذا الإطار وبهذا العمق ينبغي فهم القضية الجنوبية وليس في أي ثوب آخر.

وبصفتها كذلك، فإن القضية الجنوبية تقف أمام خيارين للحل لا ثالث لهما:

الخيار الأول: أن تتغير طبيعة نظام الحكم الراهن، من نظام قبيلة قائم على القوة والنفوذ والإرادة الفردية، الى نظام دولة مستند الى القانون والنظام والمؤسسات والفصل بين السلطات، وهذا أمر بعيد الإحتمال خاصة مع كون القوى الديمقراطية الراغبة في الحفاظ على الوحدة ضعيفة وغير قادرة على تغيير النظام وبنيته التقليدية، فالمعارضة الشمالية الراهنة يسيطر عليها حزب الإصلاح الذي هو حزب الرئيس صالح عند الشدة كما وصفه محمد اليدومي، ولا مصلحة حقيقية لقياداته القبلية والعسكرية والدينية في تغيير النظام الحالي، الذي ينسجون في ظله يومياً العشرات من شركات المنقذ وأخواتها لنهب ثروات البلاد العقارية والنفطية والسمكية وغيرها.

الخيار الثاني: فصل النظامين الشمالي والجنوبي وإستعادة الجنوب دولته ونظامه المدني القائم على النظام والقانون مع نشر للديمقراطية.
11 مارس 2009

*معهد العلاقات الدولية – برمنجهام
المملكة المتحدة


الأسم:لاعاد ابا وحده ولا نا وحدويالتعليق: للاسف منذ الاستقلال لم نفز بقيادات سياسيه تفهم وتقرا الواقع بطريقه صحيحه ، ليس هناك خطط مستقبليه لحماية جنوبنا من المندسين بيننا بل ذهبنا نردد مايريدون وحده وحده وهو اكبر مقلب يبلعه شعب الجنوب على مدى تاريخه . لاجيلنا ولا الاجيال التي تسبقنا يعلم ان لنا صله بهؤلاء الغوغاء . كنا سلطنات على مدى قرون عديده وتوحدنا كدوله وللاسف سميت اليمن الجنوبي لان من تولوا حكمها حمير اغبياء ظلوا ينفدون مخططات صنعاء من حيث يعلمون او لايعلمون لان النتيجه واحده نهاية المطاف شعب جنوبي محتل تنهب اراضيه وثرواته لحساب لصوص ليس لهم في الوحده من هدف سوى النهب والسرقه كما تعودوا عليه في شمالهم المعفن . شعب الجنوب استوعب المقلب والحمدلله عن بكرة ابيهم وعوا القضيه ومطلب الاستقلال صار لايختلف عليه جنوبيان . الى الامام ياجنوب الاحرار .


الأسم:طالب الحقالتعليق: مقال عميق جدا ومنصف جدا . وكان كاتبة يعيش معاناة الجنوبيون


الأسم:حسين ناصر منصورالتعليق: لقد انصف الجنوب وشعب الجنوب واستطاع ان يشخص القضية ويعطيها بعدها الصحيح وهو افضل تحليلا وانصافا وتقييما للقضية الجنوبية من القيادات الجنوبية المحنطة في الخارج واكثر تمسكا بحق الجنوبيين في بناء دولتهم الحرة والمستقلة من الشنفرة وقيادات الاشتراكي واصحاب مؤتمر المشترك الذي عقد قبل يومين في الضالع. الخلاصة بأن القضية الجنوبية باعتبارها قضية حريةلوطن وشعب بدأت تأخذ مكانها في العالم وتحظى بمؤيدين على مستوى دولي وهذا بحد ذاته انتصار لشعب الجنوب وقضيته.


الأسم:هاجس فحمان التعليق: هذا الأنجليزي شخص الأزمه بشكل ليس بعيدا عن الحقيقة وأورد حقائق كثيرة ومنها نؤكد خيارنا الذي ليس له آخر خيار الأستقلال خيار التحرر تحرير بلادنا من احتلال متخلف


الأسم:ولد المسيلهالتعليق: نشكر كل من ساهم ولو بحرف واحد في معانا ابنا الجنوب وثاني القضيه الجنوبيه بيد ابنا الجنوب انفسهم يذا تلاحم وتكاتف كل ابنا الجنوب ورادو ان يرفعون الضلم عن الجنوب واهله والله انهم قادريين


الأسم:القلم الذهبيالتعليق: المقال شرح القضية الجنوبية من الفها الى بأئها ووضع الحل العادل والصحيح وهو اعادة دولة الجنوب وارضها لابناء الجنوب . ولا شئ غير ذلك
 
قديم 04-23-2009, 09:58 PM   #13
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي

الجنوب العدني . . الله يابنــــدر عـــــدن! – إسحاق الشيخ يعقوب

الخميس - 23/04/2009 - 08:56:19 مساء

الجنوب العدني . . الله يابنــــدر عـــــدن! – إسحاق الشيخ يعقوب
شبكة شبوة برس - نشرت صحيفة الايام البحرينية يوم الخميس 23 أبريل 2009 موضوع للكاتب العربي المعروف اسحاق الشيخ يعقوب بعنوان: الله يابنــــدر عـــــدن! وقال فيه: وقد اسست ظروف حركة التاريخ والجغرافيا واقعا اجتماعيا تمثل في خصائص شعب ارتبط بالحرية والليبرالية التي ترفض العودة الى علاقات اقطاعية مختلفة.
واحسب ان التاريخ له اشكالاته وارتداداته السياسية.. واذا كانت له سمة في الصعود والتقدم فإن الارتداد الى الخلف هو منحنى تاريخي يتكبد الشعب صعوباته اللوجستية.. ويفتح ثغرة في التاريخ للعودة الى سمته الطبيعية وقد واجه الجنوب العدني هذا المنحنى الارتدادي.. وهو ما يعيد للتاريخ حساباته في العودة الى مجراه الطبيعي. وفي الجنوب فيض حراك اجتماعي وسياسي يستجلي تصحيح مسار التاريخ في تناميات اجتماعية وسياسية تمثلت في حركة تاج برئاسة عبدالله احمد بن احمد .. والمجلس الوطني الاعلى لتحرير الجنوب بقيادة النائب البرلماني (باعوم) ومجلس التصالح والتسامح وهيئة النجاح وغيرها من الحركات السياسية والديمقراطية.. وتبث قناة عدن الفضائية على مدار 24 ساعة تعليقات وانباء وتحليلات سياسية ومقابلات مع شخصيات عدنية وتؤكد قناة عدن الفضائية في بثها انها قناة مستقلة.. وهي تقوم بالدعوة والعمل على توحيد الصفوف من اجل الديمقراطية كما تتناهض مواقع الكترونية عدنية على طريق الحراك السياسي والاجتماعي والفكري مثل موقع عدن برس.. وغيرها من المواقع والمحاور الالكترونية!!

الله يابنــــدر عـــــدن!

في التاريخ عدن وأبين هما إبنا عدنان.. ويتعجب ياقوت الحموي في معجم البلدان قائلاً! لم أرَ احداً ذكر ان عدنان كان له ولد اسمه عدن» ويقول: «ان عدن مدينة مشهورة على ساحل بحر الهند من ناحية اليمن». اي انها مستقلة في التاريخ وتقع من ناحية اليمن وليست في اليمن او تابعة اليه!! «وعدن هو مرفأ مراكب الهند والتجار يجتمعون اليه لاجل ذلك.. فانها بلدة تجارية» ويذكر ابو محمد الحسن بن احمد الهمداني اليمني: « ان عدن جنوبية تهامية وهي اقدم اسواق العرب». وتهامة ليست من اليمن.. وانما من نجد.. وقد قال حميد بن ثور الهلالي: خليليّ هُبّا عللاني وانظرا الى البرق ما يفري سنًا وتبسما عروض تدلت من تهامة اهديت لنجد فتاح البرق نجدا وأتهما وقد تميزت عدن بنقلة تاريخية لها خصوصيتها البنيوية التاريخية والجغرافية.. خلاف البلدان المتاخمة لعدن.. والعدني يختلف عن اليمني بطبعه وتطبعه الثقافي والاخلاقي وبناء تكوينيته التاريخية والجغرافية..
وقد صهرته ظروف تاريخية مغايرة عن ظروف التخلف وعندما حمل الاستعمار البريطاني عصاه على ظهره ورحل من عدن اثر نضالات مسلحة ضارية من ابناء وبنات عدن من اجل الاستقلال الوطني والديمقراطي.. اسس الاستعمار البريطاني وفق تراتيب مصالحه الاستعمارية بنية تحتية رأسمالية متقدمة في التعليم والثقافة والتنظيم النقابي والمهني وتحسين الطرقات والمواصلات وكان تشكيلا بنيويا اجتماعيا واقتصاديا وخدماتيا لا يمكن مقارنته بالاوضاع القبلية والعشائرية الاقطاعية المهيمنة في حاكمية عائلة حميدالدين المنقرضة.. وقد اسست ظروف حركة التاريخ والجغرافيا واقعا اجتماعيا تمثل في خصائص شعب ارتبط بالحرية والليبرالية التي ترفض العودة الى علاقات اقطاعية مختلفة.
واحسب ان التاريخ له اشكالاته وارتداداته السياسية.. واذا كانت له سمة في الصعود والتقدم فإن الارتداد الى الخلف هو منحنى تاريخي يتكبد الشعب صعوباته اللوجستية.. ويفتح ثغرة في التاريخ للعودة الى سمته الطبيعية وقد واجه الجنوب العدني هذا المنحنى الارتدادي.. وهو ما يعيد للتاريخ حساباته في العودة الى مجراه الطبيعي.
وفي الجنوب فيض حراك اجتماعي وسياسي يستجلي تصحيح مسار التاريخ في تناميات اجتماعية وسياسية تمثلت في حركة تاج برئاسة عبدالله احمد بن احمد .. والمجلس الوطني الاعلى لتحرير الجنوب بقيادة النائب السياسي (باعوم) ومجلس التصالح والتسامح وهيئة النجاح وغيرها من الحركات السياسية والديمقراطية.. وتبث قناة عدن الفضائية على مدار 24 ساعة تعليقات وانباء وتحليلات سياسية ومقابلات مع شخصيات عدنية وتؤكد قناة عدن الفضائية في بثها انها قناة مستقلة.. وهي تقوم بالدعوة والعمل على توحيد الصفوف من اجل الديمقراطية كما تتناهض مواقع الكترونية عدنية على طريق الحراك السياسي والاجتماعي والفكري مثل موقع عدن برس وموقع المكلّا برس.. وغيرها من المواقع والمحاور الالكترونية!!
إن رياح الديمقراطية والتعددية واستقلالية الارادة السياسية: هاجس تتفتح آفاقه نحو مجتمع ديمقراطي تقدمي انساني عادل!!
ان سياسة اغلاق باب الحوار بالضبة والمفتاح.. امور لاتشير الى روح انسانية
شبكة شبوة برس


المحرر : شبكة شبوة برس - الايام البحرين
 
قديم 05-10-2009, 03:51 PM   #14
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


اليمن في قلب الخطر – سامي كليب

--------------------------------------------------------------------------------

الأحد - 10/05/2009 - 02:14:32 صباحاً
اليمن في قلب الخطر – سامي كليب


شبكة شبوة برس - حذر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قبل أيام قليلة من أن الاقتتال في اليمن قد يصبح من بيت إلى بيت ومن طاقة إلى طاقة، ولعله محق في ذلك، فاليمن يواجه اليوم أخطر أزمة، لا بل أزمات، منذ حرب العام 1994 التي كرست الوحدة بالدم .


وإذا كان صالح قد خفف من حدة تصريحه هذا، وعاد ليقول أمس الأول أمام المؤتمر السابع لحزبه، المؤتمر الشعبي العام، انه لم يقصد أن قتالا سيقع من طاقة إلى طاقة، وان كلامه فهم خطأ.

إلا أن الواقع اليمني يوحي بأن البلاد على برميل بارود، وان النظام ليس في وضع يحسد عليه، فثمة تمرد في الجنوب بدأ يطل برأسه وبقوة منذ فترة، يسميه أهله بـ«الحراك الجنوبي»، فيما يصفه الرئيس اليمني بـ«العمل التخريبي المدروس»، وثمة قتلى سقطوا في المواجهات بين الناس والجيش .


ويتزامن هذا الحراك مع تصريحات لمسؤولين جنوبيين يلوحون مجددا بالانفصال، وهو الخط الأحمر الذي حصلت الحرب عام 1994 لمنعه، وبسببه اضطر رئيس اليمن الجنوبي والنائب السابق لرئيس الوحدة علي سالم البيض للهرب مع عدد من رفاقه في الحزب الاشتراكي واللجوء إلى دول الخليج .


قد تكون هناك عناصر مدسوسة فعلا في الحراك الجنوبي، لكن المؤكد أن التجاوب السريع مع مطالب النزول إلى الشارع، يعبّر عن حقد دفين، ربما منذ العام 1994 وما قبله، ضد السلطة التي تنبّهت متأخرة إلى أن ثمة تجاهلا للجنوب يتم استغلاله من قبل الناقمين، وان هذا التجاهل قد يؤدي إلى الانفجار.


وإضافة إلى الخطورة الكبيرة لأوضاع الجنوب، فان ثمة بؤرا أخرى للتوتر في اليمن باتت تلوح باحتمال انفجار برميل البارود، ذلك أن مشكلة التمرد الحوثي في صعدة لم تهدأ بعد، وهي تطل برأسها بين الحين والآخر مذكرة بوجودها عبر تفجير هنا أو اغتيال هناك أو اعتداء على رموز الدولة .


والى هذا وذاك، بدأت بعض القيادات في قبيلة حاشد التي ينتمي إليها الرئيس علي عبد الله صالح، والتي قدمت له العون طويلا، تعبّر عن نقمة واضحة، فبعد الحلف التاريخي بين الرئيس اليمني من جهة والزعيم التاريخي لقبائل حاشد الشيخ عبد الله الأحمر من جهة ثانية، ثمة أسئلة كثيرة تطرح حول حقيقة موقف القبيلة بعد رحيل زعيمها، ذلك أن الشيخ حميد الأحمر، نجل الشيخ عبد الله، أصبح يقول كلاما قاسيا وخطيرا ضد صالح والمحيطين به، وهو ما دفع ببعض القيادات الجنوبية المقيمة في الخارج إلى محاولة جذب الزعيم الجديد لقبيلة حاشد واحتوائه.


وكان حميد الأحمر قد سعى مع قيادات المعارضة في «اللقاء المشترك» إلى تشكيل طوق ضاغط على السلطة بغية تقديم تنازلات، فسيقت ضده الاتهامات بأنه يستخدم السياسة لأجل مصالحه التجارية المتعددة أو العكس، وراح «اللقاء المشترك» يحمل المسؤولية للسلطة ومسلحي الجنوب بأنهم يريدون «تقويض الوحدة» وكأنه بذلك يقدم نفسه كطرف ثالث وسطي أو كبديل.


وإذا أضيف إلى كل ذلك أن اليمن يعيش أوضاعا اقتصادية صعبة، حيث تشير الإحصاءات الرسمية إلى أنّ نسبة البطالة ربما تجاوزت 35 في المئة، فان البلاد تبدو أمام وضع صعب وخطير ومفتوح على كل الاحتمالات.


الرئيس علي عبد الله صالح، الذي قاد البلاد حتى الآن تحت شعار مثالي هو «الوحدة»، واستطاع أن ينسج علاقات خاصة مع الولايات المتحدة ودول الخليج خلال السنوات القليلة الماضية مجنباً البلاد خضّات خطيرة، يبدو اليوم مطالبا أكثر من أي وقت مضى بضرورة وضع إستراتيجية جديدة تضم الناقمين وتلجم الانفجار، لا أن يبحث عن حلول مؤقتة.


وإذا كان البعض يقول أن صالح كان سيحتل مكانة معنوية كبيرة لو أنه حافظ على وعده بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية الأخيرة، فانه لا يزال المسؤول الأول والاخير عن ضرورة قيادة مفاوضات داخلية لإخماد الحريق، ولا سبيل لذلك غير الحوار المباشر والبحث في الأسباب الحقيقية للنقمة قبل أن يسبق السيف العزل .


من هنا تبدو دعوة صالح للحوار، وتعديله من خطابه التخويفي، فرصة لفتح صفحة جديدة، لا يزال قادرا على فتحها اليوم، لأنها ستصبح متأخرة جدا غداً.

ويمكنه أن يستغل الترحيب الذي أبداه اللقاء المشترك والمعارضة للحوار، بغية توسيع قاعدة المشاركة في السلطة، وابقاء الحريات الاعلامية على حالها، والبحث عن ظروف تحسين الاوضاع الاقتصادية.



ولعل دول الجوار الخليجي مطالبة هي الاخرى بمساعدة اليمن على تخطي ازمته الحالية، لا البحث عن اخطاء الماضي وانتظار الفرصة الذهبية للانتقام من النظام اليمني .

وبانتظار ان يتم ذلك، فاليمن بات اليوم فعلا في قلب الخطر.

عن السفير اللبنانية


شبكة شبوة برس

--------------------------------------------------------------------------------

المحرر : شبكة شبوة برس - السفير اللبنان
 
قديم 05-11-2009, 09:45 PM   #15
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


لقد ظهرت على حقيقتك وحقيقة موقعك ياعرفات فالقاسمي اشرف منك ومنهم من أمثالك (الأربعاء 06 مايو - أيار 2009)

بقلم: أبو هند الشعيبي
--------------------------------------------------------------------------------

الطيف - عدن - بقلم \ أبو هند الشعيبي

هكذا يظهر المنبطحون عراه في وضح النهار ويفضحون أنفسهم ويؤكدون إن غالبية من نسميهم النخبة في الجمهورية العربية اليمنية مهما حاولوا أن يظهروا أنفسهم أنهم أحرار ومناضلين ويبحثون عن تغيير لطاغيتهم وشلته إلا إن غالبيتهم ممن عرفناهم ومازلنا إلى وقت قريب نعتقد إنهم فلته في شعب طول حياته مستعبد لا يقبل ولا يسمح للحرية الدخول إليه .

المدعو / عرفات مدابش صاحب موقع التغيير نت الموقع المقرب من دوائر الأمن البعساسي اليمني كنت إلى مده قريبة أحاول أن اعتبره من الطبقة الباحثة عن الحرية في بلد 95% من سكانه يرون في العبودية شرف وشهامة لهم ، بل ويعتبرون بقا تصرفاتهم تصرفات القرون الغابرة أي ما قبل التاريخ هي من الشهامة والقبيلة . ويؤسفني أن أرد عن واحد من ابنا شعب الجمهورية العربية اليمنية الذي لازال ولا زالت منطقته تتعامل من الدرجة العاشرة في نضر حاكمهم ، وتخيلوا حاكمهم مازال يعيش خارج التاريخ وفي القرون الغابرة وعنده أناس لازال يعاملهم من الدرجة العاشرة .

المدعو المدابش الذي يحرص موقعة على نشر كل ما تنشره صحف مؤتمر الفساد العام بل ويلمع خطابات الطاغية ويسهر الليالي الطوال عليها لتفنيدها وتنسيقها وإخراجها بالصورة الذي تؤكد حجم الجهد والعناء الذي يبذله عرفات لذلك . إن هذا المدعو ظهر كالفار من جحر مخزن الدخن ليتطاول على الهامة العربية والمؤرخ المشهور والبارز في الشرق الأوسط الدكتور الباحث / خالد القاسمي إبن دولة الإمارات العربية المتحدة الحرة والعائشة في مقدمة دول العالم بكل شي في القرن الواحد والعشرين . ظهر المدابش كما ظهر قبل عدة سنوات عندما عادى رفاقه في حزب حوشي واليوم يظهر مدافعاً عن طاغيته الذي يجرعه المر من 31عام أي منذ نومه اضافرك ياعرفات .

لقد من وزن وندم عرفات المدابش على ذلك الوسام الذي منحة الطاغية / علي صالح للقاسمي عندما أفنى جهده وقدم الأبحاث تلو الأبحاث عن الوحدة اليمنية والذي تمنى لها أن تكون نواة للوحدة العربية كأي إنسان عربي ، وهذا شان أي باحث عربي يحلم بلملمة ألامه العربية وتوحيدها على الحق والعدل والمساواة والصدق ، لكن المدابش لم يعجبه قول كلمة الحق في وجه السلطان الجائر ، فقد أزعجه الحديث الصريح لدكتورنا وعزيزنا / القاسمي لقناة عدن الفضائية الذي عبر عن ما يعانيه أكثر من ثلاثة مليون جنوبي حر ، نعم لقد أصيب المدابش بالصداع عندما وجد إن النخب العربية والذي يأتي الشيخ الدكتور / القاسمي على رأسها تتحدث عن شعب الجنوب الحر وعن معاناته وزاد صداع المدابش إن القاسمي يعرف تفاصيل معانات شعبنا الجنوبي أكثر منا نحن الكتاب الجنوبيون .

عرفات أنقهر لان قضية الثورة الجنوبية السلمية خرجت وكسرة الحصار الذي يفرضه الاحتلال اليمني والمواقع المعارضة له في صنعاء ومنها التغيير نت الذي يملكه المدابش ويدعمه عبده بورجي السكرتير الإعلامي للطاغية صالح . لهذا فيجب على كل كتاب الجنوب الغيورين على ثورة التحرير المستمرة التصدي لمثل هؤلاء المتطفلين على الهامات العربية الحرة والجريئة الذي نتشرف بأن تقول كلمة الحق لنا وعلينا ، ولكن المحتل وأعوانه من المشترك وبعض ممن يسمون أنفسهم مستقلين لا يريدون أي حر التحدث عن الجنوب الحر وحق الشعب الجنوبي الأبي في استعادة دولته العربية وعاصمتها عدن ، فقط يريدون مدح الطاغية وانتقاد الحكومات الذي لأحول لها ولاقوه وحتى أنهم لا يقدرون على انتقاد الطريقة القبلية الذي تسيطر على كل قرارات الحكومات المتعاقبة المنزوعة الصلاحيات . وفي ختام مقالي هذا والذي يعتبر أسرع مقال اكتبه في حياتي حيث وأنا اكتب هذه الحروف لم أتجاوز الخمس دقائق وكأنني أطبع المقال من ورقة مكتوبة أمامي. في الختام أقول للمدابش عليك أن لا تتعدى على الهامات العربية الذي لها مكانه وعزة عند كل جنوبي حر ومن العيب أن تسابق كتاب الاحتلال الرسميين للرد على دكتورنا وعزيزنا الغالي / خالد القاسمي ، فقد فضحت نفسك وموقعك وأصبحت مع موقعك ورقة محروقة أمام كل ابنا الجنوب .

* رئيس تحرير مجلة الجنوب الحر

تعليقات الزوار


يوسف العقوري

أيها المضلل كف عن الضلام .. القاسمي هامه إعلاميه عربيه حره ويكفي انه نزيه لم تطال يده الرشوة أو يصدر ثرثره مقابل مبالغ من المال أمثالك مقابل بيعك مهنتك الإعلامية عد إلى ضميرك لعله يرجعك عن ضالتك بل يجدر بك ان تقول الجنوب حر ويستحق الاستقلال كون الجنوب المؤسس الفعلي لدوله النظام والقانون والذي يحترم جميع مؤسساته الديمقراطية كامله وأنت تعرف بل التمست ذلك بنفسك بل اذا عدت الى اسمك عرفات لما استحيت من المناسبة والجبل الذي تزوره الجموع من مسلمي دول العالم فلا يعقل ان يزايد بل يكذب مثل عرفات وخاصه على احد ابرز النجوم الثقافية والأدبية والاعلاميه العربيه امثال الدكتور القدير خالد القاسمي فتحيه من ابنا الجنوب خاصه للقاسمي ومن الوطنيين الذين يسعون في الحراك للتغيير في الجمهوريه العربية اليمنية وليس معوقعك المزور باسم التغيير فلتعيش منابر الاعلام حره نزيهه .
--------------------------------------------------------------------------------

ابوتمام

ياجنوبيين كلنا يعرف ان الاخوة ابنا الشمال مستعبدين لزيود صنعا وتوابعها وخاصتآ من مسحوا بكرامتهم الارض,كلنا متفقين ان ابنا الشمال متحدين ضد ابنا الجنوب ووحدويين الى العضم,وهذا واضح ولكن البعض منهم,الحقيقة يقولون كلمة حق بشؤط ان الوحدة عندهم خط احمر ..لان الارض الشمالية بعد القاء الاتفاقية مع السعودية وبيع عسير لم تتسع لهم والجنوب المنفذ والماءواء والمسكن والمرتع في نظرهم وقواميسهم..وللأسف الا القلة القليلة الذي نسمعهم مع ضلم ابنا الجنوب .زاما القاسمي فهوا معروف ولم ولن تاثر فيه خفافيش الضلام بدعاياتها وحملاتها المسعورة الذي تعودنا عليها!
--------------------------------------------------------------------------------

الناصح

استاذي الغالي - ابن الجنوب - الشعيبي دعهم , ومايقولون !!! لو كل كلبُ , عواء القمته حجراً****** لاصبح الصخر مثقالاً بدينار!!!!! القاسمي هامة - وانت كذلك ،، لا تعيرهم اهتمام - فالحقد في قلوبهم - ناراً يحرقوا بها ..
--------------------------------------------------------------------------------

الشعيبي

ما الذي اعطوك ياعرفات حتى تسابق بن دغر والميسري وعبدالكريم شائف والبركاني والراعي والبورجي والصحف الصفراء اخبار اليوم والدستور والمواقع القذرة نبانيوز واسرار برس والمؤتمر نت لقد تجاوزت كل هؤلاً الذي ذكرتهم واذا حصلت على كرسي مقابل ذلك عاده يهون لكن يمكن يكسروا لك اصابعك بالتحرير ويمكن يضربوك لما يخرئوك كما تعودوا عليك انتبه لنفسك في التحرير واستغفر الله على ما قلته عن القاسمي
 
قديم 05-16-2009, 01:36 PM   #16
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


مصير الجمهورية (اليمنية) المتحدة.. ساعة الحقيقة ( بقلم : داود البصري )

التاريخ: الجمعة 15 مايو 2009
الموضوع: كتابات حرة


لندن " عدن برس " – نقلا عن " إيلاف " : 15 – 5 – 2009

تطورات أوضاع الحراك السياسي و الجماهيري في عموم اليمن يوحي بكل تأكيد بأن تلك البلاد التي عاشت في خضم أزمات متتالية منذ أربعينيات القرن الماضي ستشهد أوضاعا حركية متغيرة قد تقلب الصورة السياسية العامة في جنوب الجزيرة العربية!، فاستمرار الأوضاع المضطربة فيما كان يعرف بجمهورية اليمن الشعبية الجنوبية سابقا، و استمرار تدهور الأوضاع العامة في شمال اليمن بعد عودة النزاع بأقصى مدياته مع جماعة ( الحوثيين ) التي بدأت تحركا إعلاميا و سياسيا مكثفا يوحي للمراقب و بما لا يدع مجالا للشك بسيناريوهات حركية شديدة التحول قد تحدث في أي لحظة! .

وقد جاءت تصريحات رئيس الوزراء اليمني السابق السيد حيدر أبو بكر العطاس وهو أحد قياديي جمهورية اليمن الجنوبية السابقة من الذين قدر لهم النجاة من مجزرة الرفاق الاشتراكيين في 13 يناير 1986 و تأكيداته الجازمة على ضرورة الانفصال و إنهاء عقد الوحدة بين الشمال و الجنوب اليمني و العودة بالأوضاع لما قبل يوم 22 مايو 1990 ( إعلان الوحدة اليمنية ) لتضيف للمشهد السياسي و الاجتماعي و العسكري في اليمن رتوشا تجميلية هي أقرب للرعب منها لأي أشياء أخرى، فطريقة الإنفصال الودي التي تحدث عنها العطاس لا يمكن أن تتم أبدا وفقا للصيغة التي إقترحها أي عودة الرئيس اليمني الجنوبي السابق علي سالم البيض لسدة الرئاسة في ( عدن ) و إنكفاء الرئيس علي عبد الله صالح في قصره الرئاسي في ( صنعاء )!!

و كأن أحداث السنوات التسعة عشر الماضيات من عمر الوحدة اليمنية مجرد ( حلم ليلة صيف )!! أو مجرد مرحلة عابرة في تاريخ بلد و شعب مر بمختلف المحن و التحولات و المتغيرات و الإنقلابات بعد أن دخل التاريخ الحديث في مرحلة متأخرة نسبيا بعد إلغاء نظام الإمامة المنتمي للعصور الوسطى عام 1962!!، و الجميع يعلم بأن التاريخ البشري المتطور لا يمكن إرجاع عقارب ساعته للخلف مهما بدت الظواهر عكس ذلك، نعم لقد فشلت قيادة دولة الوحدة اليمنية التي دخلت في أبشع إختبار دموي عام 1994 في تلك الحرب المؤسفة أن تحقق آمال الشعب اليمني التي كان يعلقها على الوحدة،

و لكن هذا الفشل لم يكن أبدا بسبب الوحدة و لم الشمل بل كان بسبب التسرع في إتخاذ قرار الوحدة الستراتيجي و بسبب عدم وجود الضمانات الحقيقية لنقل التجربة الوحدوية لمستوى الشارع و ليس على مستوى تحكم الكبير بالغير أو القوي بالضعيف أو إنتهاج سياسات قبلية و عشائرية و عائلية ليست الوحدة سببا لها بل أنها ضحية من ضحاياها، فتدهور الأوضاع العامة في اليمن و تفاقم الأزمات الحياتية و الفشل الذريع في إدارة و توزيع الثروة الوطنية، و التقصير الكبير في خطة التنمية الفاشلة أصلا، و غياب الدماء الشابة الجديدة التي بإمكانها دعم قضية و ملف الوحدة بطاقات و أفكار و تصورات ودماء جديدة، إضافة لأزمة السلطة و سياسة التوريث الرئاسية التي أضحت سنة من سنن الأنظمة الجمهورية العربية العجيبة جميعها أسباب و ظواهر و دلالات لتدهور كان لا بد أن يحدث و أن يترك مؤثراته على الأوضاع العامة، فالفشل الإجتماعي و الإقتصادي، و الفشل الذريع في إدارة الصراع السياسي و إنتهاج السياسات العدمية غير المسؤولة قد حول اليمن للأسف لمرتع للجماعات الظلامية و الأصولية و التكفيرية، و أفرز واقعا عدميا باتت تتحكم به الجماعات المتطرفة التي أضحى لها وجود فاعل في جنوب الجزيرة العربية مستغلة التداخلات القبلية و فساد السلطة و إنعدام البرامج التحديثية الحقيقية و الإهمال المتعمد لتوسيع المشاركة السياسية لتشمل الفئات البعيدة عن قمة الهرم السلطوي التي بقيت ساخطة بين التحسر على الماضي

( الإشتراكي ) الذي ذهب مع الرياح الوحدوية و على تشتت الثروة الوطنية و على التخبط العام في إدارة السلطة في اليمن الموحد الذي إرتفعت فيه شكاوي الجنوبيين من هيمنة شمالية واضحة تعبر عن أزمة السلطة و النظام و لا تعبر أبدا عن بشاعة الوحدة، لقد إنتهت أول و آخر وحدة إندماجية في تاريخ العرب الحديث بين مصر و سوريا في خريف 1961 ( 28 سبتمبر ) بمأساة إنقلاب عسكري في دمشق أطاح بقيادة المرحوم المشير عبد الحكيم عامر المترهلة و طبقة الضباط الفاسدة التي أحاطت به و أرسلته مخفورا للقاهرة لتنتهي تلك الوحدة اليتيمة التي لم يحقق العرب بعدها أي وحدة إندماجية حقيقية بإستثناء الوحدات التلفزيونية التي كان نظام معمر القذافي في ليبيا مولعا بها و التي ينفرط عقدها بعد خمسة دقائق من إلتئامها!! حتى تحول موضوع الوحدة العربية لتهريج حقيقي، فقبل و بعد وحدة شطري اليمن لم تنجح أية تجربة وحدوية عربية بل أن موضوع الوحدة بحد ذاته قد تحول لحلم طوباوي في العصر الراهن بعد نمو التيارات الطائفية و الدينية التي تتراوح بين إقامة الكيانات الطائفية الضيقة أو بين تحقيق الوحدة الإسلامية الشاملة!!


رغم البون الشاسع في مساحات التفكير و التصرف بين التيارين، من الواضح اليوم أن الوحدة اليمنية تعيش في خطر حقيقي ربما سينتهي في النهاية بتكريس واقع انفصالي جديد تداخلت في خطوطه تيارات لم تكن موجودة أوائل تسعينيات القرن الماضي و أعني بها التيارات الدينية الأصولية المتوحشة التي باتت تستفيد من حزام الأزمات المستفحل في العالم العربي.. إنفصال اليمن و إعلان الطلاق البائن هو اليوم أقرب إلى التحقق من أي وقت مضى، فلن تكون هنالك حرب بين الجيوش كما حصل عام 1994، و لكن ستشتعل لا محالة إن لم تكن قد اشتعلت فعلا سلسلة من الحرائق الصغيرة التي ستوسع مساحات الثقوب في الثوب الوحدوي المهلهل.. سيناريو الانفصال لا يحتاج سوى لإعلان قيادة ميدانية ربما هي اليوم في طور التكوين و البروز و لا تنتظر سوى أوامر التحرك...!، فالوحدة تعيش آخر لحظاتها، وهنالك تحت رماد اليمن السعيد أكثر من وميض لنيران مشتعلة ستعيد رسم الخارطة السياسية في جنوب الجزيرة العربية... إنه سيناريو التغييرات غير المتوقعة وقد بدأ برسم خطوطه الأولى... فرحمة الله على الوحدة و الوحدويين!!... تلك هي الحقيقة العارية لا محالة!!.


[email protected]
 
قديم 05-16-2009, 01:38 PM   #17
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

مصير الجمهورية (اليمنية) المتحدة.. ساعة الحقيقة ( بقلم : داود البصري )


مصير الجمهورية (اليمنية) المتحدة.. ساعة الحقيقة ( بقلم : داود البصري )

التاريخ: الجمعة 15 مايو 2009
الموضوع: كتابات حرة


لندن " عدن برس " – نقلا عن " إيلاف " : 15 – 5 – 2009

تطورات أوضاع الحراك السياسي و الجماهيري في عموم اليمن يوحي بكل تأكيد بأن تلك البلاد التي عاشت في خضم أزمات متتالية منذ أربعينيات القرن الماضي ستشهد أوضاعا حركية متغيرة قد تقلب الصورة السياسية العامة في جنوب الجزيرة العربية!، فاستمرار الأوضاع المضطربة فيما كان يعرف بجمهورية اليمن الشعبية الجنوبية سابقا، و استمرار تدهور الأوضاع العامة في شمال اليمن بعد عودة النزاع بأقصى مدياته مع جماعة ( الحوثيين ) التي بدأت تحركا إعلاميا و سياسيا مكثفا يوحي للمراقب و بما لا يدع مجالا للشك بسيناريوهات حركية شديدة التحول قد تحدث في أي لحظة! .

وقد جاءت تصريحات رئيس الوزراء اليمني السابق السيد حيدر أبو بكر العطاس وهو أحد قياديي جمهورية اليمن الجنوبية السابقة من الذين قدر لهم النجاة من مجزرة الرفاق الاشتراكيين في 13 يناير 1986 و تأكيداته الجازمة على ضرورة الانفصال و إنهاء عقد الوحدة بين الشمال و الجنوب اليمني و العودة بالأوضاع لما قبل يوم 22 مايو 1990 ( إعلان الوحدة اليمنية ) لتضيف للمشهد السياسي و الاجتماعي و العسكري في اليمن رتوشا تجميلية هي أقرب للرعب منها لأي أشياء أخرى، فطريقة الإنفصال الودي التي تحدث عنها العطاس لا يمكن أن تتم أبدا وفقا للصيغة التي إقترحها أي عودة الرئيس اليمني الجنوبي السابق علي سالم البيض لسدة الرئاسة في ( عدن ) و إنكفاء الرئيس علي عبد الله صالح في قصره الرئاسي في ( صنعاء )!!

و كأن أحداث السنوات التسعة عشر الماضيات من عمر الوحدة اليمنية مجرد ( حلم ليلة صيف )!! أو مجرد مرحلة عابرة في تاريخ بلد و شعب مر بمختلف المحن و التحولات و المتغيرات و الإنقلابات بعد أن دخل التاريخ الحديث في مرحلة متأخرة نسبيا بعد إلغاء نظام الإمامة المنتمي للعصور الوسطى عام 1962!!، و الجميع يعلم بأن التاريخ البشري المتطور لا يمكن إرجاع عقارب ساعته للخلف مهما بدت الظواهر عكس ذلك، نعم لقد فشلت قيادة دولة الوحدة اليمنية التي دخلت في أبشع إختبار دموي عام 1994 في تلك الحرب المؤسفة أن تحقق آمال الشعب اليمني التي كان يعلقها على الوحدة، و لكن هذا الفشل لم يكن أبدا بسبب الوحدة و لم الشمل بل كان بسبب التسرع في إتخاذ قرار الوحدة الستراتيجي و بسبب عدم وجود الضمانات الحقيقية لنقل التجربة الوحدوية لمستوى الشارع و ليس على مستوى تحكم الكبير بالغير أو القوي بالضعيف أو إنتهاج سياسات قبلية و عشائرية و عائلية ليست الوحدة سببا لها بل أنها ضحية من ضحاياها، فتدهور الأوضاع العامة في اليمن و تفاقم الأزمات الحياتية و الفشل الذريع في إدارة و توزيع الثروة الوطنية،

و التقصير الكبير في خطة التنمية الفاشلة أصلا، و غياب الدماء الشابة الجديدة التي بإمكانها دعم قضية و ملف الوحدة بطاقات و أفكار و تصورات ودماء جديدة، إضافة لأزمة السلطة و سياسة التوريث الرئاسية التي أضحت سنة من سنن الأنظمة الجمهورية العربية العجيبة جميعها أسباب و ظواهر و دلالات لتدهور كان لا بد أن يحدث و أن يترك مؤثراته على الأوضاع العامة، فالفشل الإجتماعي و الإقتصادي، و الفشل الذريع في إدارة الصراع السياسي و إنتهاج السياسات العدمية غير المسؤولة قد حول اليمن للأسف لمرتع للجماعات الظلامية و الأصولية و التكفيرية، و أفرز واقعا عدميا باتت تتحكم به الجماعات المتطرفة التي أضحى لها وجود فاعل في جنوب الجزيرة العربية مستغلة التداخلات القبلية و فساد السلطة و إنعدام البرامج التحديثية الحقيقية و الإهمال المتعمد لتوسيع المشاركة السياسية لتشمل الفئات البعيدة عن قمة الهرم السلطوي التي بقيت ساخطة بين التحسر على الماضي

( الإشتراكي ) الذي ذهب مع الرياح الوحدوية و على تشتت الثروة الوطنية و على التخبط العام في إدارة السلطة في اليمن الموحد الذي إرتفعت فيه شكاوي الجنوبيين من هيمنة شمالية واضحة تعبر عن أزمة السلطة و النظام و لا تعبر أبدا عن بشاعة الوحدة، لقد إنتهت أول و آخر وحدة إندماجية في تاريخ العرب الحديث بين مصر و سوريا في خريف 1961 ( 28 سبتمبر ) بمأساة إنقلاب عسكري في دمشق أطاح بقيادة المرحوم المشير عبد الحكيم عامر المترهلة و طبقة الضباط الفاسدة التي أحاطت به و أرسلته مخفورا للقاهرة لتنتهي تلك الوحدة اليتيمة التي لم يحقق العرب بعدها أي وحدة إندماجية حقيقية بإستثناء الوحدات التلفزيونية التي كان نظام معمر القذافي في ليبيا مولعا بها و التي ينفرط عقدها بعد خمسة دقائق من إلتئامها!! حتى تحول موضوع الوحدة العربية لتهريج حقيقي، فقبل و بعد وحدة شطري اليمن لم تنجح أية تجربة وحدوية عربية بل أن موضوع الوحدة بحد ذاته قد تحول لحلم طوباوي في العصر الراهن بعد نمو التيارات الطائفية و الدينية التي تتراوح بين إقامة الكيانات الطائفية الضيقة أو بين تحقيق الوحدة الإسلامية الشاملة!!


رغم البون الشاسع في مساحات التفكير و التصرف بين التيارين، من الواضح اليوم أن الوحدة اليمنية تعيش في خطر حقيقي ربما سينتهي في النهاية بتكريس واقع انفصالي جديد تداخلت في خطوطه تيارات لم تكن موجودة أوائل تسعينيات القرن الماضي و أعني بها التيارات الدينية الأصولية المتوحشة التي باتت تستفيد من حزام الأزمات المستفحل في العالم العربي.. إنفصال اليمن و إعلان الطلاق البائن هو اليوم أقرب إلى التحقق من أي وقت مضى، فلن تكون هنالك حرب بين الجيوش كما حصل عام 1994، و لكن ستشتعل لا محالة إن لم تكن قد اشتعلت فعلا سلسلة من الحرائق الصغيرة التي ستوسع مساحات الثقوب في الثوب الوحدوي المهلهل.. سيناريو الانفصال لا يحتاج سوى لإعلان قيادة ميدانية ربما هي اليوم في طور التكوين و البروز و لا تنتظر سوى أوامر التحرك...!، فالوحدة تعيش آخر لحظاتها، وهنالك تحت رماد اليمن السعيد أكثر من وميض لنيران مشتعلة ستعيد رسم الخارطة السياسية في جنوب الجزيرة العربية... إنه سيناريو التغييرات غير المتوقعة وقد بدأ برسم خطوطه الأولى... فرحمة الله على الوحدة و الوحدويين!!... تلك هي الحقيقة العارية لا محالة!!.


[email protected]
 
قديم 06-11-2009, 08:51 PM   #18
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


رسالة جوابية الى الأشقاء المثقفين العرب ( بقلم: فارس سالم الشقاع )

التاريخ: الثلاثاء 09 يونيو 2009
الموضوع: كتابات حرة


ابوظبي – لندن " عدن برس " خاص : 9 – 6 – 2009

قرأنا باهتمام كبير الرسالة التي نشرها عدد من المثقفين العرب بشأن الأوضاع في اليمن. وإننا إذا نعبر عن تقديرنا لمشاعرهم القومية تجاه الوحدة اليمنية التي شرع الطغيان والديكتاتورية والفساد في اغتيالها بعد عام من ميلادها ثم أهالوا عليها التراب في جريمة دموية مشهودة ومروعة بعد أربع سنوات، فإنه يهمنا أن نوجه اليهم هذا الخطاب المفتوح شارحين ظروف الوحدة بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية والمسار الذي مّرت به والوضع الذي وصلت اليه.
فكرة الوحـدة اليمنية


لقد كانت فكرة الوحدة اليمنية تعيش في أعماق شعبنا في الجنوب منذ زمن طويل، وقد ترجمها قادتنا السياسيون بعد الاستقلال من الاستعمار البريطاني البغيض (1967) في الشعار الذي رضعه أطفالنا مع صباح كل نهار مرددين في ساحات المدارس: للنضال من أجل الدفاع عن الثورة الوطنية وتحقيق الوحدة اليمنية. هذا في الوقت الذي كان مشائخ القبائل وزعماء الحرب في الشمال الذين حاكوا المؤامرات ضد النظام الجمهوري وأفرغوه من مضمونه ومارسوا صنوف الغدر والخيانة مع جيش مصر والأبطال من أبناء الكنانة ، يحيكون المؤامرات والدسائس ويشنون الحروب علينا ( 1972، 1979) للسيطرة على بلادنا بقوة السلاح والاستحواذ على ماتزخر به من ثروات وموارد.
وحدة ٌ صادقة ٌ من جانبنا ومؤامرات ٌوغدرٌ من جانبهم

وفي العام 1990 اتخذت القيادة السياسة في بلادنا قرارها التاريخي الشجاع بالدخول في وحدة اندماجية مع أشقائنا في (ج.ع.ي). وكان قائدنا الملهم الرئيس علي سالم البيض واحداً من عدد محدود من قادة الأمة الذين آثروا مصالح الأمة في الوحدة والعزة والنهوض على بهرج السلطة والزعامة وتنازل عن الرئاسة بنكران ذات وقدّم دولة ً وشعبا ووطنا وثرواتٍ لصالح وحدة الأمة وقوتها وعزتها ونهوضها.


ولكن للأسف الشديد واجه شعبنا من الطرف الآخر فيضا من الغدر والتآمر والخيانة. وقد شهد بذلك شيخهم الأكبر عبدالله حسين الأحمر في مذكراته (ص248- 249) حيث ذكر أنه منذ اليوم الأول للوحدة طلب الرئيس صالح منه ومن علماء الفتنة، علماء السلطان من القوى الإسلامية المتطرفة، أن ينشئوا حزباً اسلامياً يكون رديفا لحزب الرئيس يساعده في مواجهة القادة الجنوبيين للتآمر عليهم والإحاطة بهم ومن أجل تعطيل تنفيذ اتفاقيات الوحدة تمهيدا لخلق أزمة سياسية في البلاد تقود الى اعلان الحرب على الجنوب واجتياحه واحتلاله بالسيف.

وحدة تـُعَمّـد بالمحبة وتـُرعى بالتنمية والرخاء لا وحدة تـُعَمَّد بالغدر والخيانة والدم

لقد كان شعبنا الجنوبي يرى في الوحدة فرصة وسبيلا لتوحيد الثروات وتوحيد الطاقات على طريق التنمية الواسعة والرخاء العميم لبلد مترامي الأطراف، غزير الثروات، بتاريخه العريق، وشعبه المكافح النبيل، وطاقات أبنائه الإبداعية الخلاقة. فما الذي قابلنا به الطرف الآخر؟ لقد قابلنا بالغدر والخيانة حيث نفذوا منذ العام الأول للوحدة مسلسلا داميا من الإغتيالات للقادة الجنوبيين الذين انتقلوا الى العاصمة صنعاء للمشاركة في إدارة الدولة. وفي غضون الأربعة الأعوام ( 1990 – 1994 ) تم اغتيال مايزيد عن 150 ( مائة وخمسين ) قائدا وكادرا من القيادات والكادرات الجنوبية داخل العاصمة صنعاء بينما لم تسجّل حادثة اغتيال واحدة ضد شخصية شمالية في الجنوب. فهل لديكم علم ٌ أيها الأشقاء الكرام بذلك ؟ هل تؤمنون أن الوحدة يمكن أن تُبنى وتستمر بهذا النوع من السلوك الغادر؟ هل تسمح لكم أخلاقكم العربية والإسلامية الأصيلة بمباركة غدر ٍ وخيانة ٍ كهذه؟ هل تسمح لكم ضمائركم النقية بعد أن تعرفوا كل هذا أن تلوموا شعبنا الجنوبي الضحية إذ يقول: كفى لوحدة الغدر والخيانة!
أسباب الخلاف في دولـة الوحـدة

نكاد نجزم أن قسما كبيرا من أشقائنا العرب لا يدركون الأسباب الحقيقية الكامنة وراء الخلاف الذي اندلع في دولة الوحدة منذ يومها الأول بين الطرف الجنوبي والطرف الشمالي. قد تسمعون بعض المهرجين والمرتزقة الذين يقولون لكم إن القادة الجنوبيين نكصوا على عقبيهم وقرروا الانفصال لأنهم فقدوا مصالحهم. وإننا نربأ بكم أن تسقطوا في وحل تصديق هذا الهراء وتزييف حقائق الواقع، ومن ثم ّ نجد لزاما علينا أن نسلط الضوء على الحقائق والوقائع التي أدت الى الخلاف كي تتضح الصورة أمام الأشقاء الكرام.


إن القصة ياسادتنا تكمن باختصار شديد في الخلاف على طريقة إدارة الدولة الموحدة. ونود أن نلفت انتباهكم الى أن هذه قضية ذات صلة مباشرة بثقافة الحكم التي نشأت في الشمال والجنوب منذ عشرات إن لم نقل مئات السنين. فكلكم يعلم أن الجنوب كان مستعمرة بريطانية منذ عام 1832، وقد أسس الحكم البريطاني في هذا القطر العربي نظاما سياسيا وقضائيا ومدنيا عصريا يقوم على النظام وسيادة القانون. ومن المعلوم أن الجيل الراهن من القادة الجنوبيين الذين قادوا الجنوب الى دولة الوحدة كلهم وُلِدوا ونشأوا وترعرعوا في ظل هذا النظام العصري وأصبحت نظمه وقوانينه وتقاليده تجري في دمائهم حتى عندما كانوا يختلفون ويقتتلون فيما بينهم بسبب النهج السياسي فإن المنتصر منهم لم يكن ليمسّ بنظام الحكم المدني ذاك بل يعود اليه ويحافظ عليه لأنه باختصار لايعرف نظاما آخر بديلا عنه.


هذا بينما كان نظام الحكم في الشمال منذ مئات السنين نظاما قبليا يقوم على قوة شيخ القبيلة وأصحاب النفوذ من رجال الجيش ورجال الدين وكبار الموظفين والتجار والملاك وغيرهم. شيخ القبيلة في شمال اليمن هو الحاكم الفعلي في منطقته وليس المحافظ أو مدير الأمن أو غيرهم من ممثلي جهاز الدولة. ورئيس الدولة في شمال اليمن إنما ينظر اليه باعتباره كبير المشائخ والحاكم بينهم يوزع الحصص ويحل الخلافات .. الخ. وما ترونه من انتخابات برلمان ومجالس محلية وغيرها ما هو إلا ديكورالعصر، أما أعضاء الحكومة فليسوا بأكثر من موظفين صغار لايملكون من السلطات والصلاحيات شيئا. المتنفذ الوحيد في البلد والمتصرّف في شئونها السياسية والمالية والعسكرية وغيرها هو الرئيس الذي يتباهى أمام الجميع بأنه يدير الدولة بالهاتف. ويكفي أن تسألوا من هو قائد الحرس الجمهوري وقائد القوات الخاصة وقائد الأمن المركزي وقائد سلاح الطيران وقائد سلاح المدرعات وقائد الأمن السياسي وقائد الأمن القومي حتى تكوّنوا صورة عن النظام الذين نحن بشأنه. إنهم الأبناء والإخوة وأولاد الإخوة وهلمجرا.

ولهذا فحين تمت الوحدة بين الطرفين الشمالي والجنوبين حصل الخلاف منذ اللحظة الأولى بين نمطين لإدارة الدولة وأخذ كلّ إناء ٍ بالذي فيه ينضحُ: الجنوبي يرى في الدولة النظام والقانون والقضاء والمؤسسات والحقوق المدنية، والشمالي يرى فيها الشيخ وعاقل الحارة والضابط صاحب الصولجان وغيرهم من أهل النفوذ من تجار وملاك وكذلك رجال الحاشية وأهل النفاق. هؤلاء يتمتعون وحدهم بكل الحقوق ويمتلكون النفوذ. إن هذا هو السبب أيها السادة في أنكم لم تسمعوا ولو مرة واحدة أن حكومة اليمن قد حاكمت شيخا اختطف سائحين أجانب أو اعتدى وفجّر أنبوبا للنفط، بل بدلا عن ذلك تدفع الدولة لهذا الشيخ عشرات الملايين من الخزينة العامة، من ميزانية المشاريع الإنمائية كالمدارس والطرق والمستشفيات والماء والكهرباء وغيرها كي تكسب ولاءه ولا يكرر فعلته!

تُرى هل أوضحنا بما فيه الكفاية سبب الخلاف الذي نشب بين الطرفين الجنوبي والشمالي عقب الإعلان عن دولة الوحدة ؟ وحين ضاق الطرف الشمالي من شريكه الجنوبي ورأى فيه كابحا وعائقا لما اعتاد عليه من سلوك فردي في إدارة الدولة قرر ممارسة الغدر وشرع بالاغتيالات أولا فإعلان الحرب ثانيا ثم اجتياح الجنوب ثالثا.

وماإن وقع الجنوب في يد هذه القوى القادمة من أدغال التاريخ حتى عاثوا فيه فسادا، فنهبوا الثروات واستولوا على الأرض وقسموا القطاعات النفطية الى " بلوكات " وزعها الشيخ الأكبر رئيس الدولة على أهل النفوذ من زعماء القبيلة. أما أهل الجنوب فقد طردوا من وظائفهم حيث حُلت كل أجهزة الدولة الجنوبية العسكرية والأمنية والمدنية وتم الاستيلاء على مؤسساتهم الصناعية والزراعية تحت ذريعة الخصخصة فاستولى الشماليون على كل شيء وقذف بالجنوبيين الى قارعة الطريق. وفقد المواطن الجنوبي كل ماكان يتمتع به في نظامه السابق من قضاء نزيه ومؤسسات دولة ترعى حقوقه وتسهر على أمنه وراحته واستقرار معيشي وفرص عمل وتعليم مجاني وتطبيب مجاني ومنح دراسيه لأبنائه وغير ذلك من الحقوق.

رسـالة شعـب الجنـوب

إننا لنأمل أيها الأشقاء أن تدركوا أن الشعب الجنوبي إذ يخرج الى الشوارع والميادين العامة ليواجه بصدره العاري رصاص النظام الشمالي الغادر المحتل لأرضه والناهب لثرواته، فإنه يوجه بدمه رسالة إليكم وإلى كل أبناء الأمة وكل الشرفاء في العالم أنه لا يستطيع ولا يقبل أن يعيش تحت نظام يحرمه حقوقه الإنسانية التي شرعها الله له، وينتزعها منه بعد أن عاشها واقعا قائما على العدل والقانون والمساواة. وأن هذا الشعب مستعدٌ لبذل المهج والأرواح لاستعادة حريته وسيادته على أرضه وتملك حقوقه وبناء وطنه وتأمين مستقبل زاهر لأجياله القادمة التي ستشارك شباب الأمة في إنشاء الوحدة العربية الكبرى على أسس الحرية والديمقراطية والمساواة والرخاء العميم لكل أبناء الأمة.



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإمارات العربية المتحدة - أبوظبي
 
قديم 07-11-2009, 10:37 PM   #19
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


أصوات الحق تعلو فوق السحاب .. يمنان أم يمن.. كلام حول حقيقة القضية (الجنوبية)

حسام حسن السلامي التاريخ: الجمعة 12 يونيو 2009 - 2:24 صباحاًً




الجنوب، الجنوب العربي، اليمن الجنوبي، الحراك السلمي الجنوبي .... جميعها مفردات ومسميات لنفس المشكلة التي لم تخلو صحيفة عربية، وقناة فضائية من ذكرها، ألا وهي قضية جنوب اليمن الذي أعلن العصيان على ُسلطة صنعاء، وطالب بعدد من الحقوق المشروعة التي حرم منها طوال 15 عاماً منذ العام 1994 حتى الآن . لقد صدح أبناء الجنوب بصوتهم معلنين أنهم ضاقوا ذرعاً بالنظام الحاكم، وبسياساته التعسفية بحقهم، وبعمليات النهب والسلب المريعة التي طالت الأرض والبحر والمباني الحكومية لدولة الجنوب، والممتلكات الشخصية لشعبها.

ومن تلك المشكلة بدأت العديد من الأقلام ببث حبرها على صفحات الجرائد، موضحة، ومفسرة، ومحللة، منصفة أحياناً وظالمة أحياناً أخرى، لذلك قررنا أن ندلو بدلونا في قضية هي قضيتنا نحن أبناء الجنوب، ولنا فيها معرفة ودراية خاصة ومستنا لفحات نارها..

مغالطة تاريخية

أقدم بعض الكتاب على تكرار خطأً تاريخي فادح، وهم كتاب يجهلون كثيراً من تاريخ اليمن قديمه وحديثه، فكرروا أكثر من مرة بعض الجمل ،منها : ((الصيغة القديمة (الاستعمارية) التي كانت تشطر اليمن إلى نصفين شمالي وجنوبي ))، ((اليمن أصبح بلداً واحداً لا بلدين كما كان في الماضي ... )) ومكمن الخطأ هو الاعتقاد أن اليمن كان قبيل الاحتلال البريطاني لعدن في عام 1839 يشكل مع الشمال دولة واحدة !!، وأن البريطانيين هم من فرقوا وشطروا اليمن لشطرين، وهذا خطأ فادح وقصور في المعلومات التاريخية للكتاب عن اليمن وكياناتها السياسية . فالجنوب قبل الاحتلال البريطاني كان عبارة عن مجموعة من السلطنات والإمارات المستقلة، والشمال كان مملكة مستقلة تم اُحتلالها في فترة معينة من قبل العثمانيين، وكذلك فاليمن منذ القدم لم تكن كياناً سياسياً واحداً مطلقاً، بل هناك شعب يماني واحد من أصل واحد وقبائل متعددة وهذا صحيح، ولكن الشعب اليمني الواحد ذو الأصل الواحد شكل لنفسه الكيانات السياسية المختلفة كانت تعيش جنباً إلى جنب تارة في تواد وسلام، وتارة أخرى في احتراب واقتتال، فظهرت مملكة سبأ، وحمير، وقتبان، وأوسان، ومعين ... وغيرها، ولم يتشكل الكيان السياسي الواحد ضمن الحدود المعروفة حالياً من المهرة شرقاً إلى باب المندب غرباً، ومن صعدة شمالاً إلى عدن جنوباً إلا في العام 1990 من بعد ميلاد المسيح.

يظن الكثيرون أن الجنوبيين غير مهتمين بالوحدة، ولكن العكس هو الصحيح، فأهل الجنوب هم أهل الوحدة في عام 1990 وهم من سمحوا بإذابة كيانهم السياسي وصبه في وعاء الكيان السياسي الشمالي، فسمحوا بتغيير نظامهم، وعملتهم، وقوانينهم .. الخ، وهم كذلك من دعم الوحدة عمدوها بالدم في عام 1994، فالأغلبية الساحقة للقوات العسكرية والشعبية التي شاركت في المعركة إلى جانب الرئيس علي عبد الله صالح هي جنوبية، وعلي عبد الله صالح يعترف بذلك وعلى الملأ، ولكن تلك الحرب هي أساس القضية الجنوبية ،بعد أن تبين لأبناء الجنوب الوحدويين أن الشقيق الشمالي لم يأت في عام 1994 موحداً بل ناهباً لأرض الجنوب وخيراته.

القضية الجنوبية باختصار شديد هي أن جنوب اليمن كانت دولة مستقلة ذات سيادة، ولديها نظام وقانون، ومؤسسات ومصانع ومتاجر حكومية ومطار دولي شهير، وميناء دولي شهير، ومصفاة نفط كانت تعد من أهم مصافي النفط في المنطقة، واستطاع نظام الجنوب من توفير الأمن والأمان لأبناء الجنوب ومنع حمل السلاح، وأخضع القبائل لحكم القانون، ولم توجد أي قضايا لسلب أو نهب أو سطو، ولم يكن هناك تفرقة مذهبية أو مناطقية ... الخ، وفي عام 1994 وصل الطرفان الجنوبي والشمالي لطريق مسدود في التعامل وقرر الجنوب فك الارتباط والعودة للدولتين، ولكن الشريك الشمالي بادر بشن حرب من باب الحفاظ على الوحدة، فوقف مع هذا القرار الكثير من أبناء الجنوب (من ضمنهم كاتب المقال) وذلك لأن الوحدة اليمنية حلم تربينا عليه منذ الصغر في الجنوب، ولكن ... ماحدث بعد توقف العمليات العسكرية وما جرى من نهب وسلب وسطو وتدمير لكل مقومات الدولة في الجنوب كان أكثر مما يمكن تخيله، فالرئيس علي عبد الله صالح أطلق يد المتنفذين والعسكريين في نهب وسلب جميع المقار الحكومية، والأراضي، والمصانع، والشركات الحكومية، وأصبحت الممتلكات العامة ممتلكات خاصة للمتنفذين والنهابين، وتم تغيير أسماء الشوارع، و أسماء المدارس، حتى الحدائق العامة تم الاستيلاء عليها، وحتى المناطق غير المأهولة تم الاستيلاء عليها، فلم يبق في محافظة عدن (تبلغ مساحتها 750 كم مربع) أي مساحة لبناء ملعب كرة قدم يخصص لبطولة خليجي 20 !!!، فهل يعقل أن مدينة ستستضيف بطولة لم يعثر فيها على مساحة لبناء ملعب كرة قدم، ويتم بناءه في محافظة أخرى تبعد عن عدن 80 كم! المطار الدولي تحول من دولي إلى محلي! الميناء العالمي التي صارعت من أجله بريطانيا، أصبح مهملاً وتحولت معظم الأنشطة إلى ميناء الحديدة الشمالي! أكثر من 70 ألف عسكري ومدني لم يبلغوا سن التقاعد طردوا من وظائفهم بعد حرب 1994!، الأغلبية الساحقة من القياديين في المحافظات الجنوبية من الشمال!، واغلبية العسكريين الساحقة من الرتب العليا حتى الرتب الدنيا في المدن الرئيسية في الجنوب، من الشمال! الوضع الاقتصادي للجنوب الغني بالثروات (أكثر من 85' من النفط اليمني من الجنوب) سيئ للغاية، طوال 15 عاماً لم يقدم النظام أي مشروع اقتصادي أو خدماتي حقيقي في الجنوب! وكذلك قام المتنفذون الشماليون طوال هذه الفترة بنهب وسلب البحر والأرض والمباني التابعة لدولة الجنوب وقاموا بعمليات فساد مالي واسعة، وبالرغم من اعتراف الرئيس علي عبد الله صالح بتلك الأعمال في أكثر من خطاب وشجبه الدائم للفساد المستشري في اليمن إلا إننا إلى هذا اليوم لم نر أو نسمع عن محاكمة لأي فاسد أو ناهب! ولو فتحنا المجال لذكر كل الأعمال غير الوحدوية التي مارسها النظام في الجنوب لاحتجنا لصفحات، وهناك الكثير من التقارير الدولية التي توضح ذلك، ولكن أكتفي بهذا القدر .

أما عن دعوة عدد من الكتاب العرب في مقالاتهم الجنوبيين المقيمين في خارج اليمن بالعودة والاستثمار فهي نكتة، نعم الاستثمار في اليمن كذبة كبيرة، فأي مستثمر يحاول الاستثمار في الجنوب سيواجه أولاً بالرغبة في تحويل وجهته نحو الشمال، ثانياً سيفرض عليه شريك يمني من الشمال رأسماله (الحماية)، حمايته من نهب النهابين وسطو المتنفذين الشماليين الآخرين !! علاوة على ذلك فإن موارد اليمن لو تم استثمارها بالشكل الصحيح، وتمت محاربة الفساد والفاسدين، وتم وقف الهدر غير المعقول للمال العام، لكنا اكتفينا، واستطعنا بناء اليمن والنهوض بشعبه وإنقاذه من حالة الفقر المدقع التي يعيشها الآن، وأستغرب من مطالبة الكتاب للمستثمرين الجنوبيين بأعمار البلد، بدلاً من مطالبة السلطة بوقف نزيف أموال الدولة، وصرفها بدون وجه حق لقلة قليلة نافذة.. وأما عن المستثمرين في اليمن فهناك تجارب عديدة مرة لعدد كبير من المستثمرين سأكتفي بعرض نموذجين فقط، هما :

1 ـ قضية شركة خط الصحراء لمالكها الشيخ أحمد بن فريد الصريمة (عماني الجنسية) والذي دخل في مواجهة قضائية دولية مع النظام الحاكم في اليمن بسبب العراقيل التي واجهته من قبل السلطة اليمنية في عدد من مشاريع الطرقات التي تنفذها شركته في الجنوب، وحكمت المحكمة الدولية المتخصصة في النظر في النزاعات المتعلقة بقضايا الاستثمار ومقرها باريس لصالح الشركة، وطالبت السلطات اليمنية بدفع مبلغ 25 مليون دولار للشركة دون تأخير .

2 ـ قضية المستثمر محمد صدقة العوفي (سعودي الجنسية) مالك (مصنع معين للرخام )، والذي تعرض لعمليات نصب واستيلاء على المصنع من قبل أحد المتنفذين (متنفذ شمالي) والذي مازالت قضيته تراوح مكانها حتى اليوم .

علاوة على ما سبق فهناك الكثير من الشركات الخليجية التي قررت عدم المغامرة بالاستثمار في اليمن بسبب الفشل الذريع للدولة في مكافحة الفساد والنهب، وعدم قدرتها على فرض الأمن وحماية مصالح المستثمرين، وأكثر من ذلك وصول الفساد لدرجة الفساد المركب الذي أصبحت السلطة تدير شؤون الدولة به، وانتشار الفساد الكبير (فساد النخبة الحاكمة) ولدينا من المعلومات والوثائق الكثير التي تبين الكم الهائل من الأموال المنهوبة، والمهدرة من الاقتصاد اليمني المتدهور .
وندعو هنا قيادة دول مجلس التعاون الخليجي أن لا يقدم للسلطة اليمنية أية معونات مالية، ونحن على استعداد لمد أية جهة بسيل من الوثائق الرسمية التي تثبت نهب هذه السلطة لمليارات الدولارات من خزينة الدولة، وبالتالي فإن أي مساعدات مالية ستذهب بلا شك لجيوب ناهبي المال العام من كبار المتنفذين، وسيحرم منها المواطنين وستتفاقم من الأزمة أكثر وأكثر.


لماذا الانفصال؟

بعد ما تقدم من أعمال النهب لمقدرات الدولة الجنوبية السابقة، قرر أبناء الجنوب الخروج للشارع والتظاهر سلمياً للمطالبة برفع الظلم، وشكلوا تجمعاً شعبياً أطلقوا عليه الحراك الجنوبي السلمي، أنطلق هذا الحراك في عام 2006 ورفع الجنوبيون خلال 3 سنوات شعارات عديدة منها (المواطنة المتساوية) ورُفع علم دولة الوحدة، وكانت جميع المطالب ضمن دولة الوحدة، لكن النظام بدلاً من الجلوس مع المتظاهرين وسماع مشاكلهم، وتلبية طلـــباتهم الموضوعية والشرعية، واحتضان أبناء الجنوب في حضن اليمن الكبير، قام النظام بجرح وقتل وسجن أبناء الجنوب، ومارس أعمالاً لا تنم عن نظام وحدوي يسعى للم شمل جميع اليمنيين تحت سقف اليمن الواحد، فنتج عن ذلك أن رايات اليمن الواحد أنزلت ورفعت أعلام الانفصال، والشعارات الوحدوية مزقت ورفعت شعارات الانفصال وفك الارتباط، وإزاء هذا الموقف قام النظام بدلاً من تدارك المشكلة والعودة للحوار، قام بإرسال الدبابات وراجمات الصواريخ التي دكت جبال الجنوب، ودمرت القرى وقتلت المواطنين المدنيين التعساء، الفقراء، المعدمين، في تصرفات هي أقرب لتصرفات المحتلين منها لتصرفات نظام وحدوي .

في الأخير أرجو من جميع المثقفين العرب والصحف العربية المحترمة داخل الوطن العربي وفي خارجه أن يبحثوا بعمق في القضية الجنوبية، فمن ينكرها فهو يدس رأسه في الرمال، فالجنوبيون أخوان لكم، يتعرضون لأسوأ أعمال القمع والاضطهاد والتفرقة، وبدلاً من إهانتهم ووصفـــــهم بالعمالة ودعاة التفرقة ... نرجو أن تستمعوا لهم ولقضيتهم، وان تعملوا مع أخوانكم من الشرفاء في اليمن شماله وجنوبه على إجبار النظام أن يتحول من سياسة القمع والترهيب وتكميم الأفواه، إلى سياسة الحوار لحل المشكلة الجنوبية بما يحفظ للجنوب كرامته وحقوقه المشروعة، ويحفظ لليمن وحدته قبل أن نصل لمرحلة اللاعودة التي بدأت مراحلها الأولى فعلياً، ويصبح فك الارتباط هو الحل الوحيد لضمان أن تكون اليمن دولتين فقط وليست دويلات .

' باحث وناشط سياسي يمني عن القدس العربي


 
قديم 08-01-2009, 10:09 PM   #20
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


اليمن : التاريخ إن حكى ( بقلم : إيلي شلهوب )

التاريخ: الجمعة 31 يوليو 2009
الموضوع: كتابات حرة


بيروت – لندن " عدن برس " : 1 – 8 – 2009

التطورات الأخيرة في اليمن مثيرة للقلق. الجنوبيون أعلنوا صراحةً رغبتهم في الانفصال، مجدداً. الاحتجاجات أصبحت أكثر دموية. الأزمة السياسية في صنعاء تزداد عمقاً، في ظل تمرّد حوثي لم يهدأ، وتغلغل مستمر لشبكات «القاعدة» في أرض تزداد خصوبتها لنمو الأصولية الدينية. منبع القلق أن هذا يجري في بلد يعبق برائحة التاريخ، الذي يبدو أنه يثقل كاهل أبنائه. بلد يعدّ مهد الإنسانية، بحسب بعض النظريات العلمية، وفيه قامت أول مملكة ( حوالى 5000 ق. م. على يد يعرب بن قحطان واسمه الأصلي يمن أو يامن أو يمان، حسبما يفيد المؤرخون). وها هو يصارع تحديات القرن الحادي والعشرين ببنى اجتماعية اقتصادية تعود إلى قرون خلت: القبيلة.

صحيح أن أفكاراً من مشارب عدة عصفت به خلال القرن الماضي، عندما كان أحد محاور الحرب الباردة، مع ما يعنيه ذلك من محاولات تحديث لأدوات الإنتاج والعلاقات الاقتصادية، وتفكيك للبنى الاجتماعية التقليدية، واعتماد أطر وهياكل سياسية أكثر تطوراً. لكنه بقي عصيّاً على أي نمو؛ متمسكاً بحضارته الموغلة في القدم، وبإرثه الثقافي الإسلامي الأصولي، وبنظامه الاجتماعي القائم على تراتبية صارمة، وتفرقة تصل حد «العنصرية» تقوم على النسب والمهنة والانتماء المناطقي. بل متشبث بالزي التقليدي، ومعه «الجنبية»، وتعاطي نبتة القات المخدرة.

تاريخ يُظهر كيف أن اليمن، الذي وصف قبل عصور بـ«السعيد» نظراً لحال الازدهار والرفاهية التي كان يشهدها، يعاني عقدة التجزئة. تشرذم 12 مرة قبل الفتح الإسلامي، وست مرات بعده، كانت آخرها عام 1994، عندما فُرضت الوحدة بالقوة المسلحة. الانقسام الأخير كان بين جنوب (وشرق) احتلته بريطانيا عام 1839 وشمال (وغرب) عاد إليه العثمانيون في 1849. كان خط النفوذ بين الإمبراطوريتين الحدود التي قسّمت اليمن على مدى أكثر من 150 عاماً.

مرّ الكثير على هذا البلد خلال القرن العشرين وما تغيّرت الحال. مع انتهاء الحرب العالمية الأولى، غادر العثمانيون الشمال، حيث قامت الإمامة الزيدية التي سقطت عام 1962 بثورة دعمها جمال عبد الناصر بالجنود والسلاح والمال. وقتها كانت السعودية والأردن يدعمان الملكيين الذين استمروا في محاربة الجمهورية الوليدة حتى 1967، يوم انكفأت الناصرية في أعقاب النكسة، وبدأ أفول ما عُرف بـ«العصر المصري». في ذلك العام، خرج البريطانيون من الجنوب على أثر ثورة اندلعت في 1963 بدعم سوفياتي، وتسلّمت السلطة جبهة التحرير الوطني التي سرعان ما سيطر الجناح الماركسي فيها عام 1969.

كان عام 1970 مفصلياً لشطري البلاد؛ اعترفت الرياض بالجمهورية الشمالية، التي بدأت ولوج «العصر السعودي»، فيما توحّدت جميع القوى السياسية الجنوبية تحت لواء الحزب الاشتراكي الذي أصبح الحزب الشرعي الوحيد في الجنوب.
مسار الوحدة بدأ باكراً رغم صراع معسكري ذاك الزمن وتحديداً في 1972 (إعلان نوايا). كان المخاض عسيراً، وبلغ نهايته في أواخر الثمانينيات مع بدء التقهقر السوفياتي ومعه الدعم الذي كان يخصّص للجنوب.

أُعلنت الجمهورية اليمنية في 1990 برئاسة علي عبد الله صالح، ونائبه علي سالم البيض. كان الأول يتولى رئاسة الشطر الشمالي. منصب بلغه في 1978 بدعم من السعودية والبنى التقليدية القبلية والإسلامية، إضافة إلى القوى البعثية العراقية المتحالفة مع الرياض في ذلك الوقت. آنذاك، كان الشمال يعتمد على المساعدات والتجارة مع العراق والسعودية. أما الثاني، فكان يشغل رئاسة الشطر الجنوبي منذ 1986.

وحدة طوعية لم تصمد أكثر من أربع سنوات، اندلعت في خلالها صراعات، غادر على أثرها البيض إلى منفاه الطوعي في سلطنة عمان. تدهور الوضع الأمني وأعلن الجنوب الانفصال في أيار 1994 فما كان من الشمال إلا أن أخضعه بقوة السلاح في تموز من العام نفسه. كانت علاقة اليمن مع باقي دول الخليج، وخاصة مع السعودية والكويت، قد تدهورت بسبب موقف صالح المؤيّد للغزو العراقي للكويت، وقد بقيت على هذه الحال طوال عقد التسعينيات.

مصالحة 1970 بين السعودية واليمن الشمالي أدّت إلى تهميش ملكيي صعدة ومن فيها من أتباع الزيدية التقليدية التي لا تعترف بالجمهورية. كانت تلك بذور التمرد الحوثي الذي أخذ شكله المسلح عام 2004 ولا يزال مستمراً. أما الوحدة القسرية في عام 1994 فقد أدّت إلى تهميش أهل حضرموت ولحج، حيث انطلق الحراك الجنوبي عام 2007 بعناوين مطلبيه تقوم على إعادة العسكريين والموظفين المدنيين المفصولين وتسوية أوضاعهم ووقف تملك الشماليين للأراضي المصادرة من حكومة اليمن الجنوبي والمشاركة في الإدارة والمناصب.

تمرد وحراك في بلد، يعدّ من الأفقر في العالم العربي، ويستوطنه تنظيم «القاعدة» (عائلة بن لادن تنحدر من حضرموت)، الذي كشف عن رأسه هناك عام 2000 مع الهجوم على المدمرة « كول». سلطاته تتعاون في العلن مع أجهزة الاستخبارات الأميركية وتداري الإسلاميين في السر. جزء من حنكة صالح الذي يجيد اللعب على التناقضات، في الداخل والخارج، للحفاظ على نظامه، حيث المعارضة تزداد اتساعاً.
بلد يقف على فوهة بركان، يترقب قوة كبرى ذات مصلحة لتحفزه. انفجار حتمي ينتظر الظرف الإقليمي المناسب. هذا ما ينبئ به تاريخ اليمن السعيد.


نقلا عن " الأخبار " اللبنانية
 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الحزب الاشتراكي اليمني"مطرود الى بلادة اليمن "وخروجة من الجنوب العربي الى الابد حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 1 09-02-2009 04:39 AM
بن فريد : رفضت كل الإغراءات لترك الحراك وبوحدتنا فقط سنستعيد الجنوب حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 4 07-26-2009 12:18 PM
كتاب رجال حول الرسول للداعي الاسلامي خالد محمد خالد قائد المحمدي مكتبة السقيفه 61 07-26-2009 01:15 AM
بن فريد : رفضت كل الإغراءات لترك الحراك وبوحدتنا فقط سنستعيد الجنوب حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 0 05-19-2009 12:46 AM
المهندس حيدر العطاس يحدد موقفا جديدا من قضية الجنوب ويعلن في برقية له لمهرجان زنجبار حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 1 04-30-2009 12:13 AM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas