صنعاء "إرحل" كرامتك ليست أغلى من دماء الشهداء ودموع ذويهم

[حد من الوادي]

"إرحل" كرامتك ليست أغلى من دماء الشهداء ودموع ذويهم

2011/04/22 الساعة 21:22:44 سامية الاغبري

أمس الأول لم يكن يدرك الشاب طلعت عبد الله غالب"30" عاما أن هذا هو يومه الأخير قبل أن يسقط شهيدا , كان يقود سيارته"الدِينًا" في وادي القاضي بمحافظة تعز بالتزامن مع مظاهرة للآلاف المطالبين برحيل نظام "علي صالح" كان الشباب أمامه يتظاهرون وهو لم يدرك أن كلمة "إرحل" ثمنها غال ٍ" حياته,هتف كما يهتف الشباب" إرحل" فرحل هو إلى جنة الخلد إن شاء الله برصاص الأمن المركزي تاركاً خلفه أربعة أطفال. وقتلته كانوا يضحكون وهم يخبرون الناس لقد قتل! وكأن القتل آخر لعبة مسلية لهم! شهيد تلو آخر , والشعب صامد ومصِر على مطلبه في التنحي والمحاكمة.

ما أروع هؤلاء الأمهات اللاتي قدمن فلذات أكبادهن فداء للوطن ولثورته , إحدى أمهات الشهداء قالت يوم عيد الأم الذي أتي متزامنا مع المذبحة البشعة التي ارتكبها النظام يوم18 مارس قالت " إبني غالي لكنه ليس أغلى من الوطن" وأخرى تقول "قدمت واحد لأجل اليمن وعلى استعداد لأقدم الأخر"ووالد شهيد يقول "دم ابني أمانة في أعناقكم .. فلا تضيعوه" والدة شهيد عدن "هائل" حين طلب منها بأن تسامحه إن هو استشهد صرخت في وجهه رافضةً أن يذكر شاب بعمره الموت.. لأن الشباب مشاريع حياة لا موت. مشاريع حياة يقتلهم اليوم نظام صالح ببشاعة متناهية .

وفي محافظة الحديدة أب في أحد المستشفيات يتعرف على جثمان طفله الشهيد , مشهد يشق الصخر الوالد يبكي بحرقة وينادي ابنه الشهيد بإسمه " بسام .. بسام" يناديه علًه يستيقظ من نومه الأبدي الذي اختاره له القتلة, لكن بسام الطفل لن يعود. وأم في تعز تعيش لحظات استشهاد فلذة كبدها بين يديها في تحتضنه وتقبله وتغسله بدموعها, انه الوداع الأخير.. لن تراه مجددا.

هل سألتم أنفسكم ماذنب الطفلة عتاب التي حرمت من والدها الشهيد محمد المنيعي ؟ وهل هزت دموع تلك الطفلة ضمائركم لو افترضنا انه لديكم ضمائر. من لديه ضمير وإنسانية لا يقتل النفس التي حرم الله.. لايقتل أخاه.

مشاهد مؤلمة تدمي القلوب قبل أن تدمع العيون..هم شهداء يعيدون كتابة تاريخ ومجد صنعوهما بأيديهم ويرسمون ملامح اليمن الجديد الذي ضحوا بدمائهم وأرواحهم من أجله .. شهداء رحلوا مسطرين بدمائهم ملاحم بطولة وصمود -عزًل إلا من سلاحهم الإيمان بأن الوطن يستحق التضحية وبالتأكيد تضحياتهم لن تذهب سدى.

شهيد سقط مضرجاٌ بدمائه ودعه ذووه الوداع الأخير لن يروه مجددا, لكنهم يروه مجدا وتاريخاً ومنجز .. يمن جديد قد تحقق, ويفخرون كما يفخر به كل يمني انه صانع المجد وأشرقت بفضله شمس اليمن الجديد.

لن تضيع دماءهم هدرا ..أنهم أبناء هذه الأرض التي ضحوا لأجلها بأغلى ما يملكون.. بأرواحهم ودمائهم.

فلن نخون تلك التضحيات , لن نخون الثكلى والأرامل واليتامى هم وحدهم فقط اصحاب القرار من حقهم أن يتنازلوا أو لا, لن نقبل أن يتحدث احد ويتفاوض على تلك الدماء والأرواح بإسمهم .. ويتنازل عنها نيابة عنهم.

فيا صالح .. ويا اصحاب المصالح : هؤلاء أحرار لم يبخلوا حتى بأرواحهم لأجل اليمن فماذا عنكم ومن انتم وماذا صنعتم لليمن ؟ مجرد مجرمون, قتلة , زرعتم الفتنة والكراهية, صنعتم الدمار! سيلعنكم الشعب . وحتماً لن تسقط جرائمكم من صفحات التاريخ, ولن نغفر لكم ولن تقدم لكم الضمانات التي تريدون ستلاحقون وستحاكمون ولكم في حسني مبارك وابنيه وزبانيته عبرة. إنهم في السجون اليوم!

"إرحل" ونظام حكمك قالها شعب اليمن ( شيوخه وشبابه .. نساءه, أطفاله) ارحل فقد سرقت ابتسامة أطفال اليمن وقتلت أحلام شبابه. "ارحل " ودع اليمنيون يعيشون بسلام, ويكفي 33 عاما زرعت خلالها في كل بيت دموع وألآم وحزن واسى, "إرحل" كرامتك ليست أغلى من دماء أبناء هذا الشعب.. ليست أغلى من دموع من سقط له شهيد على يديك وبلاطجتك لكم تحمل هذا الشعب الظلم والهوان لأجل كرامتك وعزتك المزعومة أنت وأقاربك ومقربيك .

وكم تمنينا إلا تختتم فترة حكمك بمجازر ومذابح ترتكبها كل يوم بحق اليمنيين معتقدا انك بذلك تحمي نظامك إن "جاز لن أن نسميه نظام بعد انهياره " فأبيت إلا أن ترحل ويديك ملطخة بدماء أبناء شعبك علك بذلك تحافظ على كرسيك ونظامك الهالك. لم تدرك بعد بأن كل قطرة دم تسفك وروح تزهق تزيدنا إصراراً على رحيلك ومحاكمتك وكل أركان حكمك.

.إنزل إلى ساحات وميادين التغيير لتسمع الشباب وهم يرددون بإيمان وإصرار" سلمية.. سلمية.. لن نستسلم ننتصر أو نموت" رصاص سفاحيكم تزخ كالمطر فيتسابق الشباب كل يريد مواجهتها كل يريد أن يكون هو الشهيد القادم وليقولوا أن القتل لن يثنينا .. لن نتراجع. هل رأيت أعظم من هكذا جيل وهكذا تضحية؟!

وماذا بعد الم تروِ كل تلك الدماء التي سالت عطشكم ؟الم ترضِ غروركم دموع الأمهات والثكالى واليتامى؟

إن القتل واختطاف الثوار وجثامين الشهداء والجرحى والتعذيب ,كل تلك الجرائم تكشف كم إن هذا النظام قبيح وسفاح وفاشي. الثورة كشفت للعالم كم انتم مجرمون تستحقون المحاكمة.