حين حكمت الخيصــه شــبـام الــعاليــــه...!!!

[أبوعوض الشبامي]

.

من ذاكرتي التي تحتفظ بما سمعته حين كنت صغيرا روي لي بأن زاملا وقع تحت مدينة شبام بين الشاعرحسين بن حامد المحضار وزير السلطنة القعيطية وبين عايض بن عبود بلوعل الكثيري وزير الدولة الكثيرية .وكان السيد حسين بن حامد قد قدم بجنوده الى حضرموت من باب ترهيب القبائل ودفعهم لطاعة الدولة القعيطية فحين وصل شبام استقبلتهم الجموع الحاشدة من الاهالي والمناطق المجاورة بزامل فوقعت عينا السيد حسين على الشاعر عايض بلوعل فدخل الى حلبة الزامل فقال السيد حسين:

اليوم يوم السعد والحظ القوي=
يوم الظفر جبنا كرامة ظاهرة=
جبنا السفينة من ركب فيها نجي=
ومن تأخر بايقع في الداهية=
أموال في خزنتي ورجال معي=
ما تختفي مثل الشموس الظاهرة=
ومن عصانا اليوم بكره بايجي=
تائب ويمشي في الطريق العابرة=
هذا كلام الصدق والنبي=
يشهد وخلقه والسيوف الباتره=

من خلال هذه الابيات عبر السيد حسين بن حامد المحضار بوصفه وزيرا للسلطنة القعيطية عن ملخص دعوته وسياسة سلطنته لدعوة القبائل للطاعة والانصياع لحكم القعيطي بالسلم. وتحدث عن مقدرة السلطنة القعيطية المالية والعسكرية على بسط نفوذها بالقوة.
وحين سمع الشاعر عايض بلوعل قول المحضار أحس بأنه هو المعنى بوصفه وزيرا للسطنة الكثيرية فدخل ومن اجنحة الصراع على الحكم في حضرموت فرد على السيد حسين بن حامد قائلا:

حبيب كيف الهرج والنطق العكي=
كسرى وقيصر راحت عيهم الدائره=
مابيع ناموسي ولا عزي بشي=
والملس ما اقبضهن خماسي بايره=
ذلا عوض لي راح شف حظه قوي=
واليوم لشرع كلها متساويه=
والله لو مالهام عاده محتوي=
ما حكمت الخيصه شبام العاليه=
والضعف والقوه وراها تختفي=
والله اعلم من يحوز التاليه=
والوعد والميعاد لا مات الوصي=
بانقسم الميراث تركه صافيه=

( والله لو مالهام عاده محتوي *** ماحكمت الخيصه شبام العاليه )
الهام ( الثعبان) محتوي ( لاف على نفسه ) الخيصه من اسماء المكلا.
ويقصد بأن لولا الانجليز وقوتهم لما استطاع القعيطي ان يمتد نفوذه على حضرموت ويحكم شبام العالية فتفرق الحشد بعد هذه المساجلة القوية وفي مساجلة أخرى قال السيد حسين بن حامد:

قال بو طالب وصلنا شبام العاليه= الى مدينه حضرموت
جبنا العساكر والمدافع والحاشية= والبنادق والهروت

فرد عليه الشاعر عايض بلوعل فقال:

قل لبو طالب وصلتم لحضرموت الحامية =من دخل فيه يموت
ماحضرت النقر يوم السبت ظلت داوية =حيها ذيك القوت

كان المنطق بين الرجلين منطق القوة والتحدي وبقي الشعر وذهب الرجلين وذهبت من بعدهما السلطنتين وذهبت اجيال ورجال وبقي التراث تراثا تقرأه الأجيال من بعدهم وسيبقى كذلك من بعدنا.



.