12-22-2011, 01:29 AM | #1 | ||||||
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
|
حضرموت .. أنه زمن الجنون " سالم عمر مسهور
حضرموت .. أنه زمن الجنون 12/21/2011 سالم عمر مسهور يبدو في الأفق القريب موعد تاريخي ملائم لتخطو حضرموت خطوة الاستقلال السياسي بكل ما في هذا اللفظ من معاني تتجاوز كل المحطات التاريخية المأزومة التي عرفتها حضرموت في تاريخها السياسي منذ العهد الأموي وحتى هذه اللحظة الملائمة التي تتوافر فيها عدة عوامل يمكنها أن تضع حضرموت في وضعها الطبيعي سياسياً ... أربعة ملفات قفزت بسرعة إلى سطح الواجهة ( الأمن والنفط والمحافظ والانتخابات الرئاسية ) ، ولعل غالب الملفات هي نتيجة للنقلة السياسية التي أعقبت توقيع علي عبدالله صالح على المبادرة الخليجية ، وهو إفراز جاء في توقيت ملائم ليضعنا أمام المسؤولية التاريخية الأعظم فأما أن تكون حضرموت الدولة وأما أن تبقى مسلوبة الإرادة السياسية على مدار عقود قادمة أن لم يكن قرون ... جداً أعجبني حديث الدكتور سعيد الجريري خلال اللقاء التشاوري الذي عقد في مقر المجلس الأهلي لعدد من المكونات الحضرمية في المكلا عندما تحدث عن حاجتنا إلى الجنون والحكمة معاً ، وهي حالة ليست مستثناة في الربيع العربي الثائر ففي تونس مثلاً كان ما أعقب حرق محمد البوعزيزي نفسه مجرد حالة من جنون في بلد يلعب الأمن فيه دوراً محورياً لا يسمح فيه بالتعبير عن الآراء فكيف بالتظاهر والخروج عن النص المفروض من القيادة التونسية ، حالة الجنون تحولت على مدار أسابيع إلى ثورة أدت إلى إسقاط نظام سياسي تلاه حكمة بالغة رأينا فيه قدرة التوانسه على تجاوز المرحلة السياسية لينجزوا حكومة ما بعد الثورة بالحكمة التي تلت الجنون ... كل المشاريع السياسية الفكرية فيدرالية أو حراكية تعمل في كواليسها فكرة حكيمة ترى أن حضرموت هي السقف الأعلى سياسياً ، وحتى نقارب الواقع فلا نخشى على حضرموت سوى من أبناء حضرموت المنتمين إلى حزب الإصلاح اليمني فهؤلاء نسأل الله تعالى أن يهديهم وينضموا إلى أخوانهم في غايتهم العليا تحت مظلة مشاريع كلهم يدركون أنها كبيت العنكبوت لن تؤدي لتحقيق الأهداف السياسية ، ومع ذلك لابد من استثمار الحالة الراهنة بالكيفية التي تؤدي لمصالح حضرموت دونما اعتبار لأي التزام لحزب أو طائفة معينة ... هل من الممكن أن يبلور المجلس الأهلي المشروع الحضرمي سياسياً ..؟؟ الإجابة تحتمل ( نعم و لا ) نعم إذا ما نجح المجلس الأهلي في عقد مؤتمر حضرمي وطني على أقل في داخل الوطن الحضرمي بحيث تأتلف المكونات السياسية تحت رؤية موحدة هدفها الاستقلال الصريح ، هذا العنصر سيكون رافداً لكل القوى السياسية الحضرمية لتعمل في إطاره السياسي وسيدفع بالقضية الحضرمية نحو الواجهة المطلوبة ليتم التعامل معها خارج الأفكار السياسية اليمنية المتداولة ـ أما الاحتمال الثاني فهو تكتيل كل الرؤى السياسية الحضرمية على كاهل المجلس الأهلي فهذا سيدفع باتجاه تشتيت القدرات الممكنة للمجلس وتحجيم القضايا في ضيق الخلافات المحتملة ... أن الأربع ملفات المطروحة حالياً يمكن جداً استثمارها أما بطرحها كلها في توقيت واحد كما جاء في ندوة المجلس الأهلي من خلال وقفة احتجاجية لابد من التخطيط لتحويلها لعمل طويل النفس بحيث تتحول الوقفة الاحتجاجية إلى اعتصام سلمي تتوسع مساحته من المكلا إلى بقية مدن حضرموت تدريجياً وهذا يعني حاجتنا للدعم معنوي ومالي فتصعيد بهذا الحجم يحتاج لقوة إعلامية تختصر مسافات طويلة ، أو يتم المطالبة بكل ملف على حدا لإنهاك الأطراف اليمنية تحديداً مع ترك الباب مفتوحاً للساسة الحضارمة لتداول العمل السياسي وفق ما يتوفر من امكانيات متاحة ... الجنون والحكمة .. معاً لا أعلم لماذا قفز إلى رأسي عوض بن وبر يرحمه الله والمشهور بـ ( عوض لعنه ) فلقد احتملت مقولاته الشهيرة الكثير من الجنون والحكمة فبمقدار الحاجة إلى التروي نحن بحاجة أيضاً لشيء من التهور ، وهذه لحظة من لحظات فارقة في تاريخنا السياسي الحضرمي يمكننا الاستحواذ عليها حتى لكسب بعض النقاط لمصلحة الوطن ، الأهم هو السعي المخلص تجاه تحقيق الهدف الحضرمي فلن تقوم لنا قائمة ما لم يتحقق قول الله تعالى { الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ |
||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|