المختـار من حياة الشيخ عوض بامختار..!!

[أبوعوض الشبامي]

.

جاءت ترجمته في كتاب ( خلاصة الخبر عن بعض اعيان القرنين العاشر والحادي عشر للعلامه النحوي عمر بن علوي الكاف ) بأنه واحد من الأولياء الأخيار والصالحين المحبوبين والأولياء المجذوبين وأنه صحب كل من المشائخ احمد بن علوي باجحدب والقاضي محمد بن حسن والقاضي احمد شريف والشيخ احمد بن حسين العيدروس والفقيه عمر بامخرمه والعارف بالله تعالى معروف باجمال.

وتروى كتب تراجم سيرة اعيان القرن العاشر أن الشيخ عوض بامختار كان أمـًيا لا يعرف القراة ولا الكتابة وانه كان رجلاً بسيطًا من عامة الناس إلا أنه غلب عليه السكّر في محبة الله فغاب عن ما سواه.

والشيخ عوض بامختار من ابناء ( الغرفه ) عرف عنه عشقه للجمال المطلق وله كلام في الحقائق وله ديوان شعر ينحى فيه منحى صوفيا بديعا وفيه تشبيهات رائعة وقد قرأت للسيد المنصب احمد بن حسن العطاس صاحب حريضه فيما يروى انه ( مر ذات يوم الفقيه عمر بامخرمه على الشيخ عوض بامختار فوجده جالسا في شرود وذهول فحين رأى الشيخ عوض الفقيه عمر أنشد قائلاً:

ياعمر إيه طِـب القلوب المراضي

فرد عليه الفقيه عمربامخرمه:

طبِّها العذب لي ينزح على بير راضي

وبئر راضي هي احد الأبار التي تقع في بلدة الغرفه فأيقن الشيخ عوض بامختار ان هذه اشارة له من الفقيه عمر بامخرمه بالزواج فذهب الشيخ عوض بامختار الى بئر راضي وشاهد إمرأة حسناء تنزح الماء من البئر فسأل عنها وخطبها وتزوجها .
ومن عشقه للجمال المطلق سمع أعرابيا يقول :

يموت عليلاً من لايعانق حبيبه ......... ولا يحادثه فارح بعيان

فأنشد
يموت عليلاً من لا يذوق المحبّه .......... ولا يشوف الغانيات عيان
ومن لا يشاهد في دجاه حبيبه ............. فكل عزيز بعد ذاك هوان

وسمع بقصة الاعرابي الذي قال لأولاده : أبوكم عود يابس ما يبلّه
فقال ابنه الكبير:
يبله مرهاس من الخيل ضامر........... إذا حله حله فهو دني محله

وقال الصغير:

يبله مرقال من الهجر ضامر............. وعاد بقايا عرسه مدلّه

وقالت بنته:

يبله موافاة الخليل بخلّه ............. وفي صفح جيد وهو عاشقٍ لٍه

فسقط وهويقول : يبلّه ... يبله وتدحرج من أعلى الجبل إلى اسفله ومات.
فطلب الشيخ حسين بن عبدالله بافضل من الشيخ عوض بامختار معارضة هذا المعنى فقال في الحال:

إذا اشتكى من لوعة البين قائل........... أبوكم كعود يابس ما يبلّه
يبلُّ برشف من سقاية حبه.................. يروّيه من كاساتها ويعلّه
ويرزق عودًا حين يدعي لحانها....... ويثمر يقول هم في الشرب ادن له
فياليت شعري قد تدانيت دونها............. وقد آن لي وقت الشراب وحلّه
واعرف بين العاشقين بشربها.............. وافنى بها عني سني واهلَّه
وصلي وسلم كل يوم وليلة .............. على اشرف من في الخلق دينًا ومّله
محمدإمام المرسلين محي به ................. من اللوح عنا كل ذنب وزلّه

فقال الشيخ حسين للحاضرين قولوا : يبلّه..... يبلّه
توفى الشيخ عوض بامختار سنة 978هـ



.

[جمال العطاس]

رحم الله الشيخ بامختار وبامخرمة وكل أولئك الصالحين !!
وجزاك الله خير ياأباعوض على هذا التقديم

[أبوعوض الشبامي]

.
الرجاء من يروي شئيا من شعر الشيخ عوض بامختارأن يزودنا به
يضيفه للموضوع و نكون له من الشاكرين ..!



.

[man]

شكرا على الموضوع واظن ان البيت للرد على الشيخ عوض بامختار على لسان بامخرمه

طبه العذب لي ينزح على بير راضي
والله اعلم

[جمال العطاس]

الحقيقة كأن بي قد مريت على هذه القصة في ( كلام الحبيب أحمد ) أو في ( ظهور الحقائق )أو في غير ذلك . ويشكر أبو عوض على هذا التقديم !!
ولكن لي ملاحظة :
إذا كان الشيخ بامختار شاعر متمرّس فأعتقد ان البيت الذي قاله للشيخ بامختار
وإستهله بالسؤأل : ( ياعمر ) !!
هذه البيت : ( مكسور ) لماذا ؟؟ طالما رد الشيخ عمربامخرمة وهو الشاعر الفحل هذا :

فسيكون بيت السؤال حتماً :

هكذا سيستقيم البيت وزنا ومعنى
وأظن الشيخ بامختار قاله كذلك وإن لم يقله . فلا ينقص عندنا من مقدار
الشيخ بامختار يرحمه الله شيئاً .
بل نشهد الله على محبتنا له ولكل الصالحين ويرزقنا محبتهم الصادقة .
وعدم الجرأة على مقامات الأكابر وأهل الله وخاصته .

عموما كما أسلفت الشكر للجميع وخاصة لأبي عوض الذي يطرح لنا كل جديد
عن هؤلاء الرجال فمن يتعشّق الرجال فهو منهم !!

أخينا man أعتقد الأصوب ( طبّها ) وليس طبُّهْ) لأن السؤال عن :
القلوب المراضي ؟؟ فحتما سيكون طبّها العذب

هذا والله أعلم