العمل الإسلامي ( مراجعة ـ جمود )

[سالم علي الجرو]

العمل الإسلامي
بين المراجعة والجمود

بعد فترة طويلة من العمل الإسلامي المواجه للمد الغربي ، هل تفرض جملة نتائج مخيبة للآمال مراجعة شاملة عبر حوار وبحث يقومان على قواعد علمية أو يظل الجمود سيّد الموقف؟.

بادىء ذي بدء يجب الإعتراف بأن ظلال الفرديّة طاغٍ على مجمل حركات العالم الإسلامي ، ولعل هذا سبب يكفي وحده للمراجعة والنّقد ، وما لم يتحدد منهج ومرجعية واضحة فإنّ التعثّر وربما الفشل قد يهددان مستقبل العمل الإسلامي .

النقد إذن ضرورة ليستقيم البحث وتتم المراجعة الصحيحة والسليمة والهادفة ، فأين من يقبل النّقد وكلّ طرف ناقد أبدا؟؟؟ !!! . في النّقد تصحيح وفي الصحيح السلامة إلا في ديارنا فإنّ النقد يواجه بحساسية وحرج وربما يأخذ طريق التجريح وينتهي المسار إلى مزيد من تعدد الآراء والفرق . إنّ غياب النّقد يعني غياب الحرّية وإنّ غياب الحرّية يعني الفردية أو الأحاديّة .

إنّ من أخطار الأحاديّة: " زجّ النصوص الشرعية في مسائل التقدير والإستنباط "

عن النّمط الواحد كتب ابراهيم غرابية في مجلة البيان ، الصادرة من باريس ـ فرنسا ـ العدد الثامن ـ أغسطس: 1992 ما يلي:

الأحاديّة و " ما رأيكم إلا ما أرى ":
" تتعاطى برامج الحركة وفعالياتها مع نمط واحد من الفكر يغطّي مناهج التثقيف والتربية والقراءة والإطلاع وفلسفة التعامل " . إنتهى

وعندما يكون التثقيف الإسلامي والتربية والقراءة والإطلاع وفلسفة التعامل موجّه من أحاديّة ، فأيّ نجاح ننتظره من عمل إسلامي تحت ظلّ الأحاديّة أو الفرديّة؟ .

إنّ العمل الإسلامي بالحكم وبالمنطق هو عمل جماعي تقوده مرجعيات موحّدة ، يستند إلى أدبيّات مدروسة دراسة علميّة ، مزوّدة بخطاب إسلامي واضح ليس به شدّة ولا تنافر ولا غموض ، لا يشير إلى عنف وصدام مع الآخر .

أنتظر حوارا بنّـاء