07-07-2010, 01:46 AM | #1 | ||||||
مشرفة القسم العام
|
الاعتراف بالخطأ .....
هل الاعتراف بالخطأ فضيلة دائماً ؟
هل الاعتراف بالخطأ يقلل من مكانتنا أمام الناس و يجعلنا دائماً موضع شك منهم فى عقليتنا و قدراتنا ؟ كيف تتصرف إذا أخطأت ؟ هل تعتذر أم تتعالى أم تحاول جاهداً إيجاد مفر و حجة لكى تهرب من الاعتذار بطريقة لائقة و ذكية ؟ الإنسان مجبولٌ على حب الخير والانتماء إليه، وكراهية الشر والنفور منه؛ فمع الخير يأتي التوافق النفسي ويكون الرضا، ومع الشر يأتي احتقار الذات ويكون الحرج. والإنسان -أي إنسان- يَنزِع إلى الشر مرةً بعد مرة؛ فالله تعالى لم يصف المتقين بأنهم معصومون، إنما وصفهم بأنهم أقوامٌ يرتكبون الأخطاء، لكنهم يعترفون بها، ثم يدرءون أو يدفعون هذه الأخطاء بالأفعال الصالحة، قال تعالى يَصفُهم: {وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ} (القصص: 54). إنهم يخطئون، لكنهم يعترفون ويتوبون، إنه الاستعلاء على كِبر النفس ورغبتها في البراءة ولو بالمراوغة، الاستعلاء على ثقافة التبرير وحب الجدال بالباطل. إذن، وظيفة العاقل هي الاعتراف بالذنب إن هو أخطأ، والرجوع إلى الحق إن سقط وارتكب ما لا يليق. ***************** الاعتذار فطرة الأنبياء والصالحين لقد قص الله علينا قصة الأبوين في الجنة، لنتعلم منهما فقه الاعتذار ومراغمة الشيطان؛ فلما أخطأ أبونا آدم وأخطأت أمنا حواء، لم يتبجحا ولم يستكبرا، إنما تعلما من الله معنى التوبة، وطريق الاعتذار، نعم لقد تلقيا من الله كلمات ميسورة الألفاظ، لكنها عميقة النتائج: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (البقرة: 37). يقول الرازي: لقد اختلفوا في تلك الكلمات ما هي؟ والأَولى هي قوله: {قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (الأعراف: 23). فإذا كان القدَر قد سبق بالمغفرة لآدم، فلِمَ طلب الله منه الاعتذار؟ إنه أدبٌ وتعليم وتدريبٌ، أدب الحياء من الله والتواضع عند الخطأ، وتعليم لفقه الاعتذار، وتدريبٌ على الاعتراف بالذنب والتوبة. لقد كان الاعتراف بالذنب صريحا واضحا، بل لقد سمَّى آدمُ نفسَه ظالما، فحين شعر بنيران الذنب بين جنبيه، انبعثت إرادته للنهوض وتدارك رحمة الله؛ فاعترف بالذنب وندِم عليه وطلب الصفح من الله، فكان الفرق بين أبينا آدم النبيل المتواضع، وإبليس المراوغ الصفيق المتكبر!. وهكذا مضت قافلة البشر، وهكذا تعلم الأنبياء والصالحون؛ فموسى عليه السلام لمَّا وكز الرجل وقتله، لم يتغنَّ ببطولته، ولم يُبرّر عملَه، بل اعترف بظلمه لنفسه وقال في ضراعة: {هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ . قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (القصص: 15، 16). حتى بلقيس التي نشأت في بيئة وثنية، اعترفت بذنبها فقالت: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (النمل: 44). (ظلمت نفسي) قالتها امرأة حين استحيت من أعمالها السالفة، لكنَّ كثيرا من أكابر الرجال لا يقدرون عليها الآن. يبدو أن البيئة الوثنية كانت أفضل حالا من بيئات اليوم، إنها بيئات وثقافات آسنة، تجعل المرء يَلف ويدور، بل ويكذب ويبرر الخطأ دون تفكير في حجم هذا العناد وأثره على الفرد والمجتمع. ****************** دماغنا ودماغهم! ورغم أن القرآن مليء بهذه المعاني، غير أن الخريطة الدماغية عندنا تبدو مستعصية على التغيير، وغير قابلةٍ للعلاج، فنحن نختم القرآن باستمرار، ونحن أساتذة تراويح وحَج وعُمرة، لكنها قراءات عابرة، وعبادات لا توقظ عقلا، ولا تزكي نفسا، ولا ترفع خُلقا!!. إذا أخطأ الرجل أو المسئول في الغرب استحْيا وربما اعتذر، وربما استقال من منصبه، وربما يصل الندم به إلى الانتحار، أما رجل الشرق فهو الذي يمكث 20 عاما، يقول فلا يخطئ، ويعمل فلا يَزلّ، فلم نرَ شرقيا احمرّ وجهُه واعترف بذنبه، أو مسئولا استقال من منصبه وقال: لقد قصّرت، أنا لا أصلح لهذا العمل، هيهات هيهات!. إن الاعتراف بالخطأ دليل على نُبلٍ في النفس، ونُضج في العقل، وسماحة في الخُلق، بَيد أنّ خليقة الشر قد تتبدّى مُجسَّمة في بعض الناس، خليقة تبدأ بالعصيان، وتمشي مع الاستكبار والاستغلاق عن الفهم، حتى تنتهي بصاحبها إلى ذلك الفريق الذي تأخذه العزة بالإثم، فلا يفكر في اعتراف ولا اعتذار ولا متاب. ******************** لذا يجب أن نفهم علي وجه السرعة كيف ارتكب هذا الخطأ وكيف يمكن علاجه وكيف يمكن تفادي هذا في المرة القادمة. وبقليل من الحظ يمكن اصلاح الخطأ مبكراً أو حتي تفادي عواقبه ولكن يتطلب ذلك أن يعترف المخطيء بخطأه لا ان يعاقب الآخرين حتي يداري أخطاءه. والمخطيء الذي يملك الشجاعة الكافية للتعرف علي خطأه ويعترف به للآخرين. هو في الحقيقة يقدم لهم خدمة جليلة وسيتذكر الآخرون له ذلك الموقف الكريم وينسون أخطائه. وقد يكون ذلك أفضل بكثير من الاستمرار في الخطأ مما يكسب المخطيء الكثير من احترام الغير. يتطلب الاعتراف بالخطأ شجاعة فائقة ولكن أليس هذا ما خلقت الشجاعة من أجله؟؟؟ ********************************** أسوء أنواع التعليم والتعلم هو : "التعلم الصعب" أي "التعلم عن طريق المحاوله والخطأ". فهناك أخطاء قد لا ينجو منها صحبها فتقضي عليه. ********************************* سبحان من وهب الانسان القدرة على التعلم من خلال الخطأ والصواب ، فترى الخبرات تتراكم لتخدم الطفل في الحذر مما وقع فيه من اخطاء سابقة ، وبالتالي يبحث عن الصواب ويتحرى مواقعه .. ****************************** وها أنا اعترف بخطئي لكل من اخطأت في حقه ......!! تحياتي للجميع . |
||||||
07-07-2010, 01:54 AM | #2 | ||||||
مشرف قسم الدين والحياه
|
يسلموالزين يفرض نفسة على الدروس والحكم والعبر موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
|
||||||
07-07-2010, 03:12 AM | #3 | ||||||||
مشرفة القسم العام
|
الدروس ناخذها منك انت يااستاذي الفاضل تحياتي لك |
||||||||
07-07-2010, 05:30 AM | #4 | ||||||
مشرفة سقيفة عذب الكلام
|
يعطيكي الف عافيه يالزينه
موضوع جدآ ممتاز وهاذا ليس غريب عليكي اختي الكريمه موفقه بأذن الله |
||||||
07-07-2010, 06:12 AM | #5 | ||||||||
مشرفة القسم العام
|
سلمتي يا ميما والله لايحرمني منك |
||||||||
07-07-2010, 09:41 AM | #6 | |||||
حال نشيط
|
الاعتراف بالخطأ شجاعة لا يتقنها الا الافاضل
اشكرك الزين |
|||||
07-07-2010, 09:50 AM | #7 | |||||
حال قيادي
|
الاعتذار فطرة الأنبياء والصالحين[COLOR="rgb(160, 82, 45)"] فكيف نحنا اذا كنا لانساوي شي مع الانبيا والمرسلين
تسلمي يالزين على الدروس القيمه يعطيك العافيه [/COLOR] |
|||||
التعديل الأخير تم بواسطة عاشق الصفرا ; 07-07-2010 الساعة 09:57 AM |
||||||
07-07-2010, 07:38 PM | #8 | ||||||||
مشرفة القسم العام
|
الاعتراف بالخطأ شجاعة في وقت قلت فيه الشجاعة سلمت اخي حيد على مرورك الكريم |
||||||||
07-07-2010, 07:41 PM | #9 | ||||||||
مشرفة القسم العام
|
المشكلة في الكبر والاستعلاء مشكور يا عاشق ويعطيك الف عافية |
||||||||
07-08-2010, 02:50 AM | #10 | ||||||||
مشرف عذب الكلام
|
الاعتراف باالخطاء اولآ هو فضيله فمن اعترف بذنبه فكأن لاذنب عليه : تسلمي زيونه موضوع بطل يطول لنا عمرك تقبلي ودي وتقديري
|
||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|