من وحــي الغبــرة

[سالم علي الجرو]

من وحي الغبرة

أبو بكر محود باجابر

يا سين والنبض الممرّد بالحنين
يا سين والسبع العوانس في فمي
يا سين ..
والصمت يزرع مبسمي
في وجنتي ربٍّ هجين ..
يا سين..
والفجر والهالات تحمله على طبق المواجع في دمي
... يا سين تقت إلى دمي...
ورميت أسئلتي إلى ماءٍ وطين.
يا سين والشفق المخلِّق نغمتي
مضغا من الشكِّ المؤلَّهِ وهو يذلح باليقين
يا سين والقسمات في وجع القصيدة , والقصيدةِ في وشاح تأوُّهي
والقُبلةِ الأولى , ومن حبلت بنا ،
آمالنا غصص الحقيقة والحقيقة لا تلين .
يا سين هل في الغار من رجلين ؟
أسمع قائلاً : (( خطب الحوافر لا تدلُّ العابرين ))
يا سين ألمح هاتفاً في العابرين: (( هو في المغارة لايزال جنين))
يا سين ...
" سيطلُّ مرتجزاً بخور ندى يوزِّع قلبه للعالمين "
يا سين أسمع نسمة لله تملأ غُبرتي بالماء تنحتني
بقوسي قربه
يا سين همت إليه ,أهرب من أبي
والدرَّة العُمَريَّة العرجاء تضرب ردف قافيتي بعجزٍ لا يكاد يبين
يا سين ..
ويدا معاويةٍ تنازعني شراع الله تقتلُ قِبلتي
وتنوح بين يديَّ ترتجل السنين
يا سين والجسد المبعثر من (( حسين ))
سأخطُّ وجهك بالشفق وألوح وجها من يقين
يا سين تحبل بي الزوامل بعد حين
وأراك تغتسلين...
فإذا السماء تدثَّرت بنداي
تحمل دفْ حنجرتي إليكِ ,
وعذتُ منك بآبقاتٍ من حنين ..
يا سين عدتُّ إلى جرابك هدهداً , وغدوت في شفتيكِ جبريل الأمين