مراحل تطور الفكرالإسلامي في القرن العشرين

[مغامص]

في أوائل القرن الماضي كانت الطائفتان المتسيدتان لمعظم أنحاء العالم الإسلامي هما طائفة السنة الصوفية المتمركزة في الجزيرة العربية وشمال أفريقيا وأنحاء متفرقة من بلاد الالشام والهند وشرق ووسط آسيا , والطائفة الشيعية في شمال اليمن والعراق والشام وايران وبلاد ما وراء النهر , وكان العالم الإسلامي آنذاك قد وقع في أشد حالات الفقر والجهل بسبب ضعف وسوء إدارة الحكومة العثمانية مما ساهم في تمكين الدول الإستعمارية وعلى رأسها بريطانيا أن تحتل أجزاء كبيرة من العالم الإسلامي , في تلك المرحلة أخذت الشعوب الإسلامية تحت تأثير الجهل بالدين الى اظهار كثير من مظاهر هويتها الإسلامية بطريقة شعبية لا تستند في كثير من الأحيان الى الضوابط الشرعية رغم بعض المحاولات من العلماء جلاء بعض المفاهيم الخاطئة عن الناس الا ان أصواتهم كانت خافتة وفي حيز ضيق كما ساهم ضعف الإقبال على مناهل العلم الديني الصحيح والإنقلابات السياسية والثورات المتاللية وانفتاح الحضارة المادية الغربية وعلومها على العالم الإسلامي الى وجود كثير من المثقفين المتخرجين من أبواب الجامعات الحديثة الغربية الى انتقاد الجانب السلوكي خصوصا ممن تأثروا بالجمود الإنطوائي الصوفي والشيعي لدى المسلمين واعلان ما يشبة الثورة على مباديء الإسلام نفسه وابجاد فهم شكلي للإسلام لا يستوعب فيه سوى الفكر العقائدي فقط أما الجانب التطبيقي فهر شبه معدوم أو مرفوض مما فتح باب ما يعرف ( بعلمنة الإسلام ) , ومع ظهور السعودية وامتلاكها لأرض الحجاز وبلاد الحرمين على انقاض الدولة العثمانية بدأ ما يعرف بالفكر السني الوهابي في الإنتشار والقائم أساسا على هدم كل ما يمت من تراث وفكر الطائفتان الصوفية والشيعة من مظاهر فكرية أو عقائدية أو فقهية امتدت الى التنفيذ التطبيقي خصوصا في الحجاز والإحساء لترفع لواء جديدا للراية السنية الواحدة بمعنى أنها لا تعترف بحتى تعديية المذاهب الأربعة الفقهية السنية والتي منعت تدريسها في الحرم المكي والمدني , ومضت تلك الحركة في نموها خصوصا في وجود بعض التيارات الإسلامية الأخرى التي عنت أكثر بالجانب السياسي كحركة الإخوان في بلدان متفرقة والتي ظهرت لكسر حالة الجمود الشعبي في العالم الإسلامي وصياغة فكر اسلامي سياسي جديد يصارع أفكار الثورات القومية العربية ,,,, وأفضل تسمية أجدها لهذه المرحلة هي ( مرحلة الإستعمار ) والتي أفرزت فيها ثلاث حركات قامت على انقاض الجمود السني الصوفي والشيعي وهي : 1- العلمانية -2- السنة الوهابية -3- حركة الإخوان المسلمين
وفي بداية الخمسينات الى أواخر السبعينات وتحت وسائل القمع الساسي لكل ما هو اسلامي وانشطار العالم الإسلامي الى معسكر شرقي روسي ملحد تماما لكل ما هو يمت بالدين وأي دين بصلة ومعسكرغربي امركي تحاول استمالة رؤوس الأموال عربية وتوظيفها للمصالح الغربية ظهر الفكر العلماني في أوج مراحلة وانسدت كل مفاتيح التنفس لكل ما هو اسلامي عدا في شبه الجزيرة العربية وخصوصاا من تدين بالوهابية والتي تحاول حكوماتها يازدواجية عجيبة أن تساير الغرب سياسيا وتحاول أن تسير في ركب التقدم والتطور المادي بحذر شديد وبشكل تدريجي حتى لا ينفجر الوضع الداخلي الرافض تماما لكل ما هو غربي أو شرقي ومسلم غير وهابي ونجحت كثيرا في كبح جماح تلك الحركات التي تأخذ الطابع السياسي في الداخل , وباستثناء تلك الدول وايران حبث بدأت ثورة التشيع سياسيا فقد بقيت بقية دول العالم الإسلامي تسير انحطاط فكري ديني شديد لا تعرف في الإسلام سوى الشكليات أو الطقوس وخير ما أسمي تلك المرحلة ( بمرحلة الإستهتار ).
وفي أوائل الثمانينات الى نهاية القرن العشرين لعبت الأفكار الإسلامية دورا جديدا في حركات التحرر وخصوصا ابان الحرب الباردة وحرب افغانستان , فحكومات دول العالم الإسلامي بضغوط خارجية غربية أمريكية وداخليه لفتح الكمامات وايجاد متنفس لأصوات المساجد فضلت أن تستثمر هذه الطاقة المتفجرة والتي عرفت بالصحوة الإسلامية وكان نصيب الأسد للسنة الوهابية خصوصا من بوابة الحرمين ومواسم الحج والعمرة في استغلال هذه الطاقة للحرب ضد الأعداء السياسيين في المعسكر الشرقي , ومع دعوات الديمقراطية والتعددية السياسية والتي زادت بعد انهيار الإتحاد السوفيتي كان يجب أن تعود المواجهة من جديد بين الصحوة الإسلامية والعالم الغربي لتدخل الى مرحلة صراع أيديولوجي جديد في القرن الواحد والعشرين ,,, وهذه المرحلة خير ما تسمى به هي ( مرحلة الإستثمار )
وسوف أتباع تعليقاتكم للنناقش هذه المراحل سويا
شكرا

[مغامص]

ههههه لاتعليق شكرا ,,