السيد / عمر بن أحمد بن سميط رحمة الله

[ابو سراج الهاشمي]

محبي رجال الإقتداء والإهتداء
عشاق رجال الصفاء والنقاء
وُراث رسول الله خير من اهتدى


نقلاً :مما خطه الحبيب أحمد مشهور بن طه الحداد رحمةالله عنه في ترجمة السيد :
الحبيب عمر بن أحمد بن أبي بكر بن سميط
قال نفع الله به:- هو الإمام ، مَثل التقوى والعلم والإخبات، وعنوان السُراة والكمال والثبات، صاحب الأيادي البيضاء في الكرم والإصلاح والإرشاد، ناشر الدعوة المحمدية والطريقة السلفية في اكناف البلاد، بلسانه وقدمه وقلمه وكرمه، منذ نشأته إلى آخر أدوار حياته:- السيد الحبيب عمر بن أحمد بن أبي بكر بن سميط.

ولد عام 1303 ببلدة (أتساندا) من جزر القمر – مهاجر العرب القديم – في بيئة علم وصلاح، ونشأ تحت رعاية والده السيد الحبيب أحمد بن أبي بكر بن سميط وحسُن تأديبه.

وبدت عليه مخايلُ النجابة في سن مبكر، واستصحبه والده إلى حضرموت مقرَِ أهله ببلدة شبام الصفراء، فتخرج على أعلام الرجال الذين جمعوا بين العلم والعمل، وفي طليعتهم:- الحبيب عيدروس بن عمر الحبشي (صاحب الغرفة) والحبيب علي بن محمد الحبشي (صاحب سيؤون)، والحبيب أحمد بن حسن العطاس(صاحب حريضة)، والحبيب محمد بن طاهر الحداد، وعمه عبدالله بن طاهر بن سميط، ووالده الحبيب طاهر وغيرهم من أعيان الوادي. فانطبعت فيه سماتهم، وحلت عليه نظراتهم، وجد بصدق الطلب في العلم والعبادة، وجذبته يد العناية إلى مراتب السعادة، حتى دخل في مصافَِ الكبار، وأصبح إليه البنان يُشار.

ثم عاد إلى زنجبار لتقر عينه برؤية والده، وتقر عين والده به، فاستكمل عليه وعلى الشيخ العلامة الصالح:- عبدالله بن محمد باكثير معارفه وعلوم. ورأى أنّ مسقط رأسه (مُروني) عاصمة جزائر القمر أحقُّ أن يُوافيه الجزاء وينشُر فيه علم الهدى. فعاد إليه حاملا راية العلم، موزّعاً أوقاته في دعوة أهل المدن والقرى إلى الطريقة المُثلى، ساعياً بقدمه في تلك التلال الخُضر أياماً وليالي عديدة، يدعوهم على بصيرة، حتي ليتعجب الناظر إذا رآهم وهم بتلك الأصقاع النازحة متّسمين بسمة الصلاح، معتزّين بدينهم وشعاراتهم الإسلامية رغم ما يحاوله المستعمرون من إغوائهم وإفسادهم بشتى الأساليب، وما ذاك من داعٍ في تلك النواحي إلا وله معه يدٌ:- حساً ومعنى، وكم أسلمت على يديه من طوائف، وهدى الله به من الأمة بشراً كثيراً!

ولما كنت في أوغاندا والكونغو مع فريق من الدعاة إلى الله كان يمُدُنا بحسن الرعاية والتوجيه، ويخطط لنا مناهج الدعوة ويقول:-
((بشَّروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا))
ويقول:- ما من شيء أحب إلى الله ورسوله أقرب إليهما من الدعوة إلى سبيله. وتلك خطه أهله وجده القطب الحبيب أحمد بن عمر بن سميط (( شنشة أعرفها من أخزّم)).(1)

ولقد كان المترجم له من رجال الصلاح وأعلام الهداية ومصابيح الاهتداء، الذين يرجع إليهم الغالي ويلحق بهم التالي، ويسير بهم الواقف يكمُلُ بتربيتهم الناقص.وكان ممن نرى فيه سمت أسلافنا وبهجتهم والثبات على هديهم وسيرتهم، فيجعلنا نشعر بأننا في عصر أكابرهم نشاهدهم فيه، ونلتقط جواهر حكمهم من فيه، ونستافُ عرفَ الولاية من شميم سجاياه (2)، ونقرأ آية المجد من كريم مُحيّأه. وقد جمع- من صفات النبل والكمال- ما جمع القلوب على محبته والألسُنَ على الثناء عليه، فكل من رآه أجلّه وأحبه، وترى نظر رعايته وملاحظته مصاحباً شاملاً لكل من تعلّق به في سداد أموره ونجاح مقاصده وحُسن أدبه.

وكان يشير أن نظراته إكسير، ويقول:- إن السلحفاة تربّي أولادها بالنظر، وذلك أمرٌ محسوسٌ مشاهد في مُؤيديه وأحبائه، بل في كل من نظر إليه بصدق ولائه.


هداة الورى طوبى لعبد رآهم ** وجالسهم ولو مرة منه في العمر

وقد قلت من قصيدة لي فيه:-

لله من علم! يفيءُ لظلّه ** كل الورى، وعلى البقاع يحُومُ
ما انفك في فلك العُلا متنقلاً ** يرعى سراهُ(3) الواحد القيّومُ
يمتد منه بسابق استعداده ** نورٌ بأكناف الوجود عميم

وقد رأيت حرصه الشديد على تقصي آثار السلف والتمسك بخِيَمهم، فكان يواصل رحلاته على كبر سنه وبُعد الشقه:- من شرق إفريقيا إلى معاهد أسلافه بحضرموت في أغلب الأعوام ، يُمدُّ ويستمدّ، ويضرب المثل العالي في التعلق والاتصال بعم، حتى أهّلوه لخلافتهم وحمل أمانة أسرارهم.

إلى أن قال:- ولقد شرّف وظيفة القضاء والإفتاء، بحسن النيابة عن جده المشرع الأعظم صلى الله عليه وسلم، وكان عندما يحصل على إجازته السنوية يبادر بالتوجه إلى زيارة أسلافه في حضرموت أو الحرمين الشريفيين، يُمد ويستمدّ، ويغتنم الناس اجتلاء طلعته البهيّة الغراء، والتماس نفثاته القدُسية، ودعواته الصالحة، وعواطفه الكريمة.

وللمترجم له فتاوى ومؤلفات ورسائل، منها:-
(( هدية الاخوان شرح فتح الرحمن))
في العقيدة، لجده أبي بكر، وفي مطبوعه، كما أن له قصائد ومنظومات شعرية رائعة، وهي من السهل الممتنع، لم يتيسر بعد جمعها في ديوان وقد اشتملت الرحلة على نماذج منها.(4)

وقد استدار فلكُ السعادة إلى بلده (مروني) من جزائر القمر مسقط رأس شيخنا ومثوى جده أبي بكر، فتحول إليها وأشرق نوره عليها ، وحسدتها القرى على محطّ رحاله بها، واستقر بها بدراً منيراً في بُرج كماله:- يقيم الدروس، ويقوِّم النفوس، ويكرم الوفود، حتى قعدت به القوى، وانطرح لحكم القضاء، ودعاه مولاه فلبّاه،

[ابو سراج الهاشمي]

واستوفى أجله من هذه الحياة، في تسع صفر سنة 1297 هــ، رحمه الله وأعلى درجته في عليِّيين، وأخلفه فينا بالخلف الصلاح، آمين.

إنتهى ما دبّجه يراعُ الحبيب أحمد مشهور رحمه الله، مع بعض تقديم وتأخير ويسير حذف لا يخل بالمقصود، ولله من شيخ وتلميذ عز في الوجود أن تلقى لهما من نظير، رحمها الله.

ومن الآخذين عن سيدي الحبيب عمر من أعيان أهل عصرنا شيوخُنا الأجلاء:-
الحبيب القدوة عبدالقادر بن أحمد السقاف
الحبيب أحمد مشهور الحداد
الحبيب عطاس الحبشي
الحبيب عبدالقادر بن عبدالرحمن الجنيد نزيل دار السلام (تنزانيا) رحمه الله تعالى
والسيد محمد سعيد البيض
والسادة آل جمل الليل:- السيد علي بن أحمد بدوي وإخوانه؛ ولهم فيه مدائح وقصائد موجودة في دواوينهم، وغيرهم كثير.

(1) مثل يضرب في قُرب الشيه في الخُلُق.
(2) نستاف:-نشم، والعرف-بفتح العين:- الرائحة مطلقاً، وأكثر ما يُستعمل في الطيّبة منها. والشميم:- إدراك الرائحة.
(3) السَّراء:- الشرف.
(4) يعني الرحلة الأولى التي جمعها الحبيب بنفسه، وليست هذه.

[abu iman]

رحمهم الله... أين نحن من إولئك الرجال
يارك الله فيك

[ابو سراج الهاشمي]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abu iman [ مشاهدة المشاركة ]

رحمهم الله... أين نحن من إولئك الرجال يارك الله فيك

نعم اين نحن
شكرا لمرورك ابو ايمان

[ابو حمزة]

شكرا لك والله اني احب الحبيب احمد مشهور الحداد وقد اخذت منة وايضا لقد رايت الحبيب عمر بن سميط قبل اكثر من 35 عاما في مدينة جدة وجهه مثل القمر وكنت صغير في السم اللهم احشرنا معهم يوم القيامة وشفع فينا الحبيب سيدنا محمد صلي الله علية وسلم رضي الله عنهم جميعا اشرح الله صدرابو سراج الهاشمي ونور لة طريق الخير

[ابو سراج الهاشمي]

اخي الحبيب الغالي ابو حمزة شكرا لمروك
وشكرا على الدعاء

[ابو حمزة]

نعم يا ابن هاشم نريد منك دائما نبذة عن ساداتنا اهل البيت في اليمن وفي جميع البلدان لكي تعم الفائدة علي الجميع نريد سيرة عطرة جميلة لهم الله ينور لك طريق الخير