06-10-2008, 07:40 AM | #1 | |||||
حال جديد
|
الفــيروزآبــادي مـن شــيراز إلى زبيـــد
رحل عن عالمنا منذ مئات السنين الى عالم أخر مخلداً لنا كنوزاً علمية وثقافية عظيمة إنه صاحب القاموس المحيط أبو المجد محمد بن يعقوب الفيروزآبادي , نرحل معاً عبر الزمن في رحلة تاريخية قصيرة إلى القرن الثامن الهجري في كازرون الواقعة إلى الجنوب الغربي من شيراز كان مولد مجدالدين الفيروزآبادي في العام 729 هـ , فنشأ في أحضان أسرة متواضعة تقدر العلم وتقدسه , فقد كان والده سراج الدين محمد بن يعقوب حريصاً على حفظ إبنه للقرآن الكريم لما لهذا الكتاب العزيز من مكانة عظيمة في نفوس المسلمين وقد ظهرت أمارات نبوغه منذ نعومة أظفاره فحفظ القرآن وهو إبن سبعة أعوام , كما أنه جود الخط , كان مجدالدين ذا قناعة راسخة أن العلم أكبر من أن تحتوية مدينة من المدن أو قطر من الأقطار , فجاب الكثير من البلدان متنقلاً من مدينة إلى آخرى طلباً للعلم , إنتقل من كازرون إلى شيراز ومنها إلى العراق وهو في السادسة عشر من عمره فدخل واسط ثم بغداد واخذ من شيوخه في العراق الشيئ الكثير , ثم إنتقل الى بلاد الشام فدخل دمشق سنة 755هـ فأخذ عن ابن الخباز وابن السبكي , وجاب مدن الشام فأرتحل الى بعلبك* ثم حماه وحلب ثم القدس التي مكث بها عشر سنوات عمل خلالها بالتدريس , إنتقل بعد ذلك الى مصر قبل أن ينتقل الى مكة سنة سبعمائة وسبعون هجرية / 1368 م ومكث بها أربعة عشر عاماً , ثم قصد اليمن أثناء حكم الدولة الرسولية التي عرف حكامها بحبهم وتقديرهم للعلم والعلماء , فحط رحاله بمدينة زبيد الواقعة إلى الغرب من بلاد اليمن على ساحل البحر الأحمر , كانت زبيد في ذلك الوقت تمثل منارة للعلم وتجتذب اليها الطلاب من كل البلاد علاوة على أنها كانت مقراً للحاكم الرسولي * كان انتقاله الى زبيد في رمضان سنة 796 هـ , وهناك كانت أهم مراحل حياته الحافلة بالتنقل من مدينة إلى آخرى طلباً للعلم , حيث استقبله السلطان الأشرف الرسولي إسماعيل بالقبول وبالغ في إكرامه , وبعد مضي سنة تولى قضاء اليمن كله في أول ذي الحجة سنة سبع وتسعين فارتفع به المقام وعلا شأنه في تهامة* وقصده طلاب العلم وقرؤا عليه الأحاديث النبوية والسيرة فأستقربه المقام , وكان السلطان الأشرف قد تزوج ابنته لمزيد جمالها ونال منه براً ورفعة , ومكث بزبيد قرابة العشرين عاماً , وفي أثناء هذه المدة قدم مكة مراراً وكذلك المدينة والطائف , وكان زائد الحظ مقبولاً عند السلاطين فلم يدخل بلداً إلا أكرمه صاحبها حتى وافته المنية فدفن في زبيد , ويقع ضريحه بالقرب من المدينة القديمة الأن , ترك لنا الفيروزابادي ما يزيد عن الستين مؤلفاً في أصناف شتى من العلوم إلا أن القاموس المحيط هو أروع ما أنتجته قريحة الفيروزابادي اللغوية وكان السبب الرئيسي في شهرته, ويكفينا القول بأن هذا الكتاب أصبح عمدة الباحثين واللغويين لدقته وعلميته , و سعة مادته ووضوح مصطلحاته , وخلاصة القول يضل الفيروزآبادي وإن طالت السنون على رحيله رمزاً للتواصل الفكري الثقافي بين أبناء الأمة الإسلامية , لذلك فنحن سعداء أن يكون حاضراً بيننا بعلمه وفكره وأدبه , فرحم الله تعالى هذا العالم الجليل , وأيدنا جميعاً بتوفيقه وهدايته .
|
|||||
06-10-2008, 01:20 PM | #2 |
غير مسجل
|
اخي العزيز الله يعطيك العافيه معلومه تاريخيه قيمه
|
06-10-2008, 09:11 PM | #3 | |||||
حال نشيط
|
احسنت احسنت اخى الكريم معلومات قيمة عن هذا العلم الكبير توجب الشكر والثناء لشخصكم الكريم وفى انتظار المزيد من المواضيع المفيدة عن اعلام الامة ومبدعيها بارك اللّة فيك وامتعك الصحة والعافية
|
|||||
06-11-2008, 04:01 AM | #4 | |||||
حال قيادي
|
جزاك الله خير على الموضوع القيم اخي الفاضل عادل سعد
نعم هذا مانقرءه عن اليمن قديما , لقد كانت منارة للعلم ووجهة طالبي العلم و(مصنع) للعلماء والفقهاء لان حكامها كانوا صالحين مصلحين . نعم ستظل زبيد منارة للعلم , كذا مدينة تريم بفضل الله ثم بفضل رجالاتها المخلصين لله ثم لدينهم ولوطنهم . الله يعطيك الف عافيه . |
|||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|