أعط القرص خبازه

[أبو صلاح]

📚🌹✍️اعط ِالقرصْ خبَّازه
كتب أبو صلاح حسين صالح بن عيسى بن عمر بن سلمان الأستاذ الباحث في تاريخ وجغرافية حضرموت
هذا المثل الشعبي الحضرمي ، بهذا اللفظ ، وعند شعوب وبلدان أخرى ( اعطِ الخبز خبازة ) والمعنى واحد يؤدي نفس الغرض ، وكان الأصل أن العرب قديماً تصنع القرص من الطحين بعد عجنه بالماء بدفنه في الأرض
وجمر النار فوقه ، وتدخل حجرة صغيرة بعد تحميتها في جوف القرص ليساعد على النضوج بسرعة ، ثم تطورت آليات صناعة الخبز حتى وصلتنا إلى ماهي عليه اليوم .
والشاهد من هذا المثل المشهور أنه يشير إلى وجوب الاهتمام بإعطاء المهني المحترف ، والفني في تخصصه الطحين ليعجنه ويصنع منه خبزاً سليماً جيداً ؛ لأن صنع الأشياء أو إصلاحها بدون معرفة وخبرة يكون نتيجتها الخسارة والندم ، وتضييع الوقت ، فالخباز صاحب الصنعة هو الوحيد الذي يجيد صنع الخبز .
فمع تزايد عدد العاطلين عن العمل ، وارتفاع نسبة البطالة ، وهبوط مستوى المعيشة ، وكثرة استخدام الآليات ، والجوالات ، والمكنات ، والأجهزة الكهربائية ، وإليكترونية ، وغير ذلك ،باستثناء الطائرات وتفشي الفساد في أجهزة الدولة التي كان من الواجب عليها تنظيم هذه المهن والإشراف عليها ، وتدني المستويات التعليمية في مختلف مراحل التعليم بما في ذلك المعاهد و الجامعات الحكومية والتجارية التي تخرجوا منها ، وصعوبة الحصول على الوظيفة الحكومية لكل أفراد المجتمع باستثناء الوساطات والمال ، ودخول سوق العمل في هذه المهنة من هبّ ودبّ ، انتشر افتتاح الورث والمحلات ذوات التخصص في الهندسة بمختلف أشكالها ، وأصبح السوق في مدن حضرموت وربما قراها يعج بالجيد والمتوسط والرديء منهم ، بحيث أصبح لا يتبين ، ولا يتميز من هو ( الخباز ) المحترف الذي يمكن الركون له بعد الله سبحانه وتعالى ، لأمانته وعلمه وخبرته في إصلاح ما خرب من هذه الأجهزة المختلفة والمركبات والآليات ، وتطلب الإصلاح أمام جيش كبير من المهندسين الله أعلم بحالهم ، وأصبحت هذه المهنة سهلة تتطلب منك فقط أن تفتح محل وتكون لديك الشجاعة أن تصبح خبازاً حتى وإن كنت لا تجيد صنع الخبز ، وبعد فترة تصبح مشهوراً بين الناس وتدر عليك هذه المهنة كثيراً من الدخل .
وفي ذاكرة الناس لو فتشنا الكثير من القصص والحكايات ، والتجارب التي خاضوها في هذه الورش والمحلات في النجاح بسبب العلم والخبرة الفنية ؛ أو الفشل والألم وضياع المال بسبب انعدامها بسبب ما تقدم ذكره .
بالمناسبة في هذا الموضوع عايشت تجربة بسيطة تثبت أن جهازاً ما ، توقف الصوت به ، وركب له مفتاح صوت ، وخسر صاحبه مالاً ووقتاً تنقّل به بين 3إلى 4 مهندسين والظاهر أنهم من هذا الجيش الذي نزل سوق سيئون السالف الذكر ، حيث مكث أكثر من نصف شهر متنقلا بينهم ومن ثم الحوطة ، وجميعهم فشلوا في إصلاح عطب بسيط جداً ، وهو إعادة الصوت للجهاز ، لقلة علمهم وخبرتهم في إعادة الكهرباء للجهاز ، ولو نظرت إلى محلاتهم تجد تلال من الأجهزة المتنوعة ليست في تخصص واحد يزعمون أنهم يصلحون خراب ما عطب ( تخصص عام ) وهذا ربماً سبباً لفشلهم ...
وما الظن أن من أراده كله ، فاته كله ....
ولا بأس أن أذكر في هذه الحكاية للتأكيد على أهمية المثل الذي سبق لي شرحه أن الأخ الخبير الفني الفطن الأستاذ في مهنته من عشرات السنين الذي يقبع في محله في أحد الشوارع الخلفية بمدينة الحوطة (عبد الرؤوف مبروك مرزوق ) غني عن التعريف ، قد عاد له هذا الجهاز من رحلة طويلة في محلات كبيرة بسيئون وفي دقائق وصاحبه في مجلسه جالس أخرج له قطعة صغيرة جداً قال هذه احترقت ، وبسببها توقف التيار الكهربائي الذي يقوم بتشغيل الصوت ، هات بدلها أركبها الآن وخذ جهازك معك ، وانتهت الحكاية في لحظات ، حيا الله أهل الخبرة والاحتراف في مهنهم فلا تغرك اللافتات ومواقع المحلات فالاحتراف مسألة أهم من الهوايات ( واعطِ القرص خبازه ) وبالله التوفيق .

https://chat.whatsapp.com/L5eudh8qFe0Lbqw1JGuNki

https://www.facebdrv/?ref=your_pagesook.com/alh

https://t.me/GNATFAWAYID

https://chat.whatsapp.com/Iv277voTFB46KtD8vQFGet