إلى أحمد الجار الله ''الجنوب وكيد المارقين'' ( بقلم:عبد المجيد غانم السلفي)

[حد من الوادي]

إلى أحمد الجار الله ''الجنوب وكيد المارقين'' ( بقلم:عبد المجيد غانم السلفي)

التاريخ: الخميس 07 مايو 2009
الموضوع: كتابات حرة


عدن – لندن " عدن برس " خاص : 7 – 5 – 2009
اطلعنا على مقال احمد الجار الله المعنون بـ "اليمن وكيد المارقين" بتاريخ 30 ابريل 2009 والذي هاجم فيه أبناء الجنوب في حراكهم السلمي ضد نظام صنعاء، وشاركه بذلك عدد من الكتاب ورؤساء التحرير في صحف الخليج العربي والمحسوبة عليهم كالرياض والحياة والشرق الأوسط وانبرى هو في الكويت عبر منبره صحيفة السياسة الكويتية .
اتهم الجار الله –وللأسف- في مقاله الجنوبيين بـ (المارقين) وكأنهم قطاع طرق وعصابات تجول في البلاد (شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً) وتعيث فيه تخريباً، وليعلم هو وغيره بان جيش النظام هو من حول مناطقهم إلى معسكرات وأقام فيها الحواجز ونشر الأطقم العسكرية وأثار الرعب والخوف في أوساطهم.

وتناسى الجار الله وغيره من الكتاب أن الوطن من شمال شماله إلى جنوب جنوبه يئن من وطأة هذا النظام الفاسد الذي يحكم اليمن منذ 31 عاماً، فهذه محافظة صعدة تدك يومياً بالطائرات والدبابات منذ أربع سنوات وتتهيأ الآن لحرب سادسة ظالمة يستعد لها النظام من خلال حشده للحشود والجيوش العسكرية وبتمويل خليجي، وفي الجنوب تدك ردفان والضالع بالدبابات والمدفعية وصواريخ الكاتيوشا لمواجهة الانتفاضة السلمية المدنية التي أعلنها أبناء الجنوب منذ ما يقرب من ثلاث سنوات لاستعادة حقوقهم المسلوبة، فهل المارقون في الجنوب هم وراء ذلك أم أنه نظام فاسد مستبد سيحول اليمن إلى صومال أخرى، وهذا يذكرنا بسياد بري في الصومال ، فكما حصلت الوحدة في عهد علي عبد الله صالح فان الانفصال سيكون في عهده بسبب ممارساته وأخطائه القاتلة وسنكون امام حلين إما التغيير أو التشطير واسأل يا أستاذ جار الله حكماء هذا البلد الذين هم أدرى بها منكم، فمن الذي قتل المتظاهرين في ردفان وحضرموت وأبين والشيخ عثمان وبقية المحافظات الأخرى، ومن الذي دمر محافظة صعدة وحرف سفيان ودك قرى وقتل الآلاف من أبناء اليمن شمالاً وجنوباً وهو يتحدث يوم 25 ابريل بأنه لم تسل قطرة دم في اليمن منذ عام 1994م. وقد استلم مبلغ 500 مليون دولار من بعض دول الخليج في الحرب على صعدة وعند الوساطة القطرية طالب بـ 500 مليون دولار لتعمير ما دمره في الحرب فهو يقبض في التدمير والتعمير .

ونؤكد لكم أن علي صالح لن يفيدكم كما خدع صدام حسين، فهو مع من يدفع أكثر فلا تصدقوه فهو يحاول إخافتكم من الإرهاب وخطر القاعدة على الخليج التي يحتضنها شخصياً، وإن التلويح بخطر الصوملة على دول المنطقة فهو شريك في تمويل القرصنة بالمال والسلاح لتخويف دول العالم بأن اليمن والمنطقة في خطر ما لم يحصل على المزيد من المساعدات والحفاظ على كرسي الرئاسة في صنعاء، وكذا التخويف من التدخل الإيراني في اليمن بدعم الحوثيين في صعدة والحراك في الجنوب، وهذا ليس صحيحاً.
كما يلوح بالخطر على الوحدة من قبل الحراك السلمي في الجنوب وانه سيؤدي إلى تقسيم اليمن وسيشكل انفصال الجنوب خطراً على أمن واستقرار المنطقة مع أنكم كنتم قد ساندتم فك الارتباط بين صنعاء وعدن عام 1994وقدمتم لذلك المال والسلاح وقيادة تلك الفترة مازالت حية ترزق وتؤكد ذلك، ولولا الموقف السوري والقطري في اجتماع دول "إعلان دمشق" في الكويت لاعترفتم بجمهورية اليمن الديمقراطية التي أعلنها الرئيس علي سالم البيض في 22 مايو 1994م من عدن ، ولم يكن الهدف يومها إلا إضعاف الطرفين ومن ثم ترسيم الحدود مع الطرف المنتصر وهذا ما حدث.

ونؤكد لكم أن الخطر على أمن المنطقة كلها هو استمرار نظام علي عبد الله صالح ، فالوحدة التي تتحدثون عنها وتتباكون عليها هي وحدة علي عبد الله صالح وعصابته وليست وحدة الشعب بدليل ما يجري في كافة مناطق اليمن فهذا الرجل يعيش نظامه على الحروب والصراعات منذ 31 عاماً وحتى اليوم وهو ينقل اليمن من حرب إلى حرب وبين كل حرب وحرب حرب كما يقول المثل.

فتجار الحروب لا يمكن أن يسعوا إلى استقرار اليمن وازدهارها لان ذلك يتعارض مع قيام دولة حديثة متطورة ومزدهرة ومع أي مشروع حضاري أو نهضة حضارية لليمن (وربما لأن بعض دول الخليج تسعى لإبقاء اليمن ضعيفاً وممزقاً وممدود اليد) ، فهذا الرئيس الجاهل هو الخطر المحدق بالمنطقة، وهو الذي يصدر السلاح والإرهابيين إلى السعودية ودول الخليج.

ثم أشار احمد الجار الله في مقاله إلى أنه ذهب ضحية تلك الأعمال عدد من العسكريين والمدنيين، ونحن نقول له إن ذلك لصحيح لكن الذين ذهبوا ضحايا تلك الأحداث هم العسكريين والمدنيين المسرحين قسرياً منذ عام 1994م اثر الحرب التي شنها نظام صنعاء ضد الجنوب أرضا وشعباً واحتلال عدن في 7-7-1994م، فسرح العسكريين والمدنيين واستباح الأراضي وسيطر عليها وتقاسمها مع تجار الحروب والفيد.

ثم أشار في مقاله وفي مقدمته تحديداً لحزنه لما تتعرض له هذه الجمهورية العريقة والتي تقدر لمواقفها الجريئة والمشرفة ، ونحب أن نذكره هو واخوانه في الخليج العربي –والذكرى تنفع المؤمنين- بموقف علي صالح عام 1990 اثر اجتياح العراق للكويت وتشريد الشعب الكويتي ، يومها وقف هؤلاء المارقون (كما سميتهم) منددين بما حدث، عندما نهب الجيش العراقي بلدكم ونهب بعض الكويتيين استثمارات الكويت في الخارج اعتقاداً منهم بأن دولة الكويت انتهت وأن بوش لن يستعيدها لكم، وبدأ أولئك الماروقين يتظاهرون في عدن والمحافظات الأخرى ضد اجتياح العراق للكويت، بينما كنتم هاربين من الكويت إلى دول الخليج و كافة أنحاء العالم يا احمد الجار الله. وقام يومها علي عبد الله صالح بتوزيع الكعكة الكويتة على دول مجلس التعاون العربي وهذه الواقعة لم تعد سراً حيث تحدث مع الرئيس مبارك قبل اجتماع القمة العربية في القاهرة عام 1990م (المكرسة لاجتياح الكويت) ، وقال له بأنه سيدفع لمصر مبلغ 12 مليار دولار سنوياً وكذلك لدول مجلس التعاون العربي مقابل مساندتها صدام ورد عليه مبارك :

"من أين ستدفع المال" ، فقال له : "من نفط الخليج" ، فرد مبارك حينها : "أنا لست مع مجلس التآمر العربي وسأنسحب منه" ، رغم أن مصر ظروفها صعبة وعدد سكانها كبير وكان عليها مديونية تقدر بـ 30 مليار دولار إلا أنها رفضت ذلك العرض ، وكذلك فعل مع الملك حسين فوعد الأردن بـ 5 مليار دولار التي تضررت من حربي الخليج الأولى والثانية ، وطلب حصة لليمن قدرها 5 مليارات دولار التي ساندت العراق واستقبلت طائراته الإستراتيجية وخبأت ذهب الكويت الذي نهب من خزائن الدولة وقصور الحكام وجرى تخزينه في مخابئ خاصة برئاسة الجمهورية في صنعاء حتى اليوم، ووعد ياسر عرفات بـ نصف مليار دولار ، ونصف مليار دولار للرئيس عمر البشير في السودان الذي ساند الاجتياح .

على اثر تلك الحرب وبعد هزيمة العراق ناقش مجلس الأمة الكويتي قرار يطالب بمحاكمة علي عبد اله صالح لاشتراكه في الحرب التي شنها العراق على الكويت وطالب الأعضاء بعدم تقديم أي دعم لليمن أو استقباله في الدولة.

موضوع الانفصال -يا أستاذ جار الله- أحب أن أذكرك بأن دول الخليج (وشخصكم عبر مقالاتكم وصحفكم) قد ساندت الانفصال أو فك الارتباط مع نظام علي عبد الله صالح صيف 1994 ودُفِعت أكثر من ملياري دولار دعماً لهذا العمل لأن على عبد الله صالح قد انحاز لصدام حسين وتمرد عليهم ، وكان من نتائج تلك الحرب انهيار مؤسسات الجنوب العسكرية والمدنية وهروب الآلاف إلى خارج الجنوب وتشردهم، إضافة إلى تجويع الآلاف في الداخل وحرمانهم من ابسط حقوقهم، نتيجة حل تلك المؤسسات من قبل نظام صنعاء ، وجرى بعد ذلك التخلي عن الدعم المقدم للاجئين الجنوبيين في دول المنطقة خاصة بعد عام 2000 عندما جرى ترسيم الحدود في جدة.

وتتحدث بعض الصحف عن الحراك وحرائقه ونحن ننصح صحف الخليج أن تتوقف عن شن الحملات على الشعب في الجنوب والحديث عن الحراك والحرائق والزلزال التي تتحدثون عنها في حضرموت، فالقضية في حضرموت هي انه قام بعض المتظاهرين بإحراق إطارات ردا على استفزازات ضابط امن شمالي الذي يملك محلات تجارية في المكلا ويحمل معه سلاحاً وقام بإطلاق النار على المتظاهرين سلمياً بينما التجار الحضارم لا يملكون السلاح وهم معروفون في الخليج وفي العالم بمسالمتهم ، ونود لو تلتفتون إلى من يقوم بإحراق ردفان والضالع ومحافظة صعدة وقصفهم بالدبابات والطائرات والمدافع .

وأخيرا


ذكر في المقال عن الإهمال الذي يعانيه الجنوب وعن حالة عدم الاستقرار بسبب من حكموه وعبثهم بمقدراته وثرواته وعن حالة الانغلاق التي كانت تسوده قبل الوحدة ، فإننا نقول له : "إن حالة الانغلاق التي كان يعاني منها إنما هي بسبب مقاطعة بعض دول الخليج ومواقفها المؤيدة للأمريكان التي كانت تهاجم الدولة القائمة في الجنوب باستثناء دولة الكويت التي قدمت الدعم والمساعدة في أكثر من مكان ، أما عبث حكامه بمقدرات البلاد وثرواتها فانه لم يكن لأحد منهم قصوراً فارهة ومزارع على مد النظر في الجنوب أو خارجها ولم يكن لهم حسابات في مصارف سويسرا وأوروبا وأميركا ولا حتى في موسكو ، بينما تقدر ثروة علي صالح اليوم بأكثر من 30 مليار دولار ، وللأسف أن دول الخليج لم تستثمر أموالها في المنطقة، إنما أودعتها في البنوك والمصارف الأمير كية والأوروبية وبسبب الأزمة المالية العالمية الأخيرة فقد نجم عن ذلك خسارتها التي قدرت بأكثر من 2.5 ترليون دولا كما صرح بذلك وزير خارجية الكويت في مؤتمر القمة الاقتصادية الأخير ، وكانت هذه الأموال الضائعة يمكن أن تعمر المنطقة وتجفف منابع الفقر والإرهاب .

وفي الختام
تابعنا حديثه عن الوحدة التي نحن معها وكنا من الداعين لها وضحينا في الجنوب من اجلها فشعب الجنوب وحدوي بطبعه، ولكننا لا نريد وحدة على طريقة علي عبد الله صالح ، أو مشروعه مع صدام حسين بضم الكويت ودول الخليج وتقسيم هذه الدول بين العراق واليمن والأردن ، فالجميع يعرف ذلك المشروع حيث كانت حصة العراق تبدأ من حدود البصرة إلى مضيق هرمز، ولليمن جيزان ونجران وعسير وشرورة والوديعة أي جنوب المملكة العربية السعودية، ويستعيد الأردن ارض أجداده في الحجاز كما كانوا يدعون باحقية ملكيتها ولقب الملك حسين يومها بالشريف تيمناً بجده الشريف حسين بن علي حاكم مكة وقائد الثورة العربية الكبرى، بينما كان علي عبد الله صالح متأهب وقواته على الحدود السعودية يوم احتلال الكويت .

وقد تعطل تنفيذ هذا المشروع بسبب المواقف العربية والإقليمية والدولية من هذا الاجتياح التي أعادت الكويت لأهلها، ونأمل أن تقدر شعورنا نحن الجنوبيين مما نعانيه منذ خمسة عشر عاماً إذا كنتم مازلتم تذكرون معاناتكم (القصيرة) التي استمرت مدة ستة أشهر عام 1990 .

[حضرمي كامل الدسم]

نسو الي عمله فيهم صدام والشاويش علي سبجان الله مغير الاحوال