صورة المرأة في الشعر الشعبي !!

[أبوعوض الشبامي]

.
ليست المرأة في الثقافة الحضرمية التقليدية هي تلك القارة المظلمة المجهولة التي تبعث على الحيرة ويقتضي اقصى الحذر والاحتراس منها . ولكن الثقافة الحضرمية تحبذ البحث عن نموذج المرأة الطيعة نموذج المرأة الملاك المكلف بالسعي على راحة الرجال وتأمين الاستقرار النفسي في وسط الأسرة الحضرمية التي تبحث عن التكامل في ادارة اقتصاد الاسرة ويأتي التفكير الحضرمي ( الاقتصادي ) بإنعكساته على الأسرة حيث ضرورة ترشيد الإنفاق تأتي من أولويات مطلب الرجل الحضرمي وتحتل هذه السياسة هم الرجل الحضرمي وكثيرا ما يضايق الرجل الحضرمي كلمة ( هات ) التي تجري بإنسياب على لسان المرأة ، وهذه الكلمة ( هات ) السلسة على لسان المرأة هي لعمري اشدّ وقعا على سمع الرجل وفؤاده الملتاع ، وهي التي كانت سببا قويا ودافعا للحضرمي ليشد الرحيل ويهاجر عن دياره ووطنه ويغترب في سبيل الإيفاء بمتطلبات الأسرة وتلبية المطالب التي تتلخص في كلمة ( هات ) .
لقد صوّر لنا الشعر الشعبي جانبا من هذه المعاناة ( الحضرمية ) التي تلقي اللوم على النساء والصاق تهمة التبذير بهنّ . وتحت يدي بعض القصائد لشعراء شعبيين تصور نظرة الحضرمي للمرأة ليست المرأة المعشوقة والمحبوبة التي يتودد الرجل وصالها بل المرأة التي تعيش معه ضمن افراد اسرته الصغيرة ، وقصيدة شاعرنا الشيخ احمد بركات تصور تصويرا رائعا تذمر الحضرمي من سماع مصطلح ( هات ) الثقيلة على السمع والنفس يقول بركات :


[poet font="Traditional Arabic,5,black,bold ,normal" bkcolor="burlywood" bkimage="" border="double,2,green" type=3 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
الله بلانا بالنســاء البايرات ..... أهلكنا أهلكنا
يصبحن بكره بالوجيه المغلسات ..... يوقظنا يوقظنا
من يوم تغبش يعمدونك هات هات ..... طرّف لنا طرَّف لنا
قرّب لنا مابِعاد هِن طارفات ..... قرِّب لنا قرِّب لنا
وإن كان شيِ في السّوق يصلح للبنات ..... هاتُه لنا هاتُه لنا
وإن كان ماشي في ثبانك زايدات ..... خذَكَ الظنا خذك الظنا
والله لاهِن ياجماعه داريات ..... بأحوالنا بأحوالنا
يبغيِن لي يبغينه لاهِن عالمات ..... آه شغلنا آه شغلنا
هاتوا وهاتوا مالهِن غير اللّفات ..... هاتوا لنا هاتوا لنا
ذا تمْ ذا غلَّق وذا من سمح فات ..... لي عندنا لي عندنا
هَتْ ذا وقرِّب ذا وذا له تاقنات ..... يلفتنا يلفتنا
وإن قد قبضن إقليد يلفين البهات ..... في دارنا دارنا
الله يرشدهن ويرزقنا الثبات ..... هو ربّنا هو ربنا
والخاتمه نسعد بها عند الممات ..... في لحدنا في لحدنا


[/poet]

[الشبامي]

رحم الله الشاعر والأديب احمد بركات
فقد كان في شعره وادبياته مرآه للواقع الذي يعيشه وبطريقه لاتخلو من الطرافه والنقد اللاذع للواقع المعاش ، فمن قصصه المشهوره بشبام ان احد اصدقاؤه ناداه من الشارع فرد عليه احمد بركات ان تفضل بالطلوع فرد عليه ذلك الشخص شئ رطوبه (( ويعني بالرطوبه وليمه دسمه )) فأجابه احمد بركات وببديهه منقطعة النظير
احذف بالطاء واطلع (( وهو بذلك حوّل الرطوبه بقدرة قادر الى روبه ، وشتّان بين الرطوبه والروبه ))
رحم الله احمد بركات

[ابن حضرموت]

هكذا انتم

[جمال العطاس]

أحسنت أبوعوض الشبامي
المجتمعات العربية اجمالاً لها نظرتها الدونية للمرأة . وتختلف هذه النظرة
من مجتمع للآخر. والمجتمع الحضرمي يعتبر من المجتمعات الشديدة
الامعان في تصغير وتحقير دورهاوالنظر اليها المرأة ( سابقا ) اما الان فلربما
حدث تغيير .
والدليل على تلك النظرة الدونية مانسمعه وماينطقه المجتمع من مفردات عن الكلام عن المرأة ففي معرض حديث البعض عن المرأة (مثلا) تجده يقول ( معاور ) نسبة للعار فهل المرأة عار مجرد ؟؟
أوتجده يقول ( الحرمة ) ويعقبها بعبارة ( أجلك الله ) لماذا كل هذا
يقال عن المرأة ؟؟ ظلم مابعده ظلم ونظرة دونية شديدة الامعان في التحقير.ولأنصاف المجتمع تجد هذه النظرة موجودة في بعض شرائح هذا
المجتمع وهذا يرجع لثقافة وعادات المجتمع .
رغم أن مجتمعنا الحضرمي يعرف تماما دور المرأة العظيم حتى خارج ماهو منوط بها فتجدها تشارك الرجل في أمور الزراعة والحرث
وربما كان دورها أحيانا يتعاظم على دور زوجها في امور شتى..


أحسنت أبوعوض الشبامي الموضوع جداً يستحق البحث والنقاش
وأتمنى من الاعضاء تناوله من عدة أوجه ..

[أبوعوض الشبامي]

.
لعل اخينا ابن حضرموت حين عقب بقوله ( هكذا انتم ) يعني بذلك ابناء حضرموت ؟؟؟ وقد نسي نفسه انه الوحيد من الأعضاء تفاخر أن سمى نفسه بإبن حضرموت ؟؟؟

نعود ونتواصل من خلال الشعر الشعبي الى نظرة ثقافة طبقات المجتمع الحضرمي للمرأة وكانت لنا قراءة مع الشاعر الساخر الشيخ احمد بركات وهو من ابناء شبام وينتمي الى طبقة القروان ويعمل مبيض للنحاس .
ونعطف على قصيدة أخرى ( لقبيلي ) من حملة السلاح ينتمي لقبيلة آل تميم وهو الشاعر عبدالقادر بن عمر بن شيبان التميمي ويلقب ب ( الشعيره ) توفى سنة 1342هـ بإندنوسيا والشاعر عبدالقادر الشعيره يدلي برايه في وصق النساء وما يناسبهن ولا تخلو قصيدته من وجه نظر معبرة صادقة بحيث جاءت متوازنه ليس فيها الحكم العام على سؤ الظن بالنساء و صلاحهن شأنهن شأن الرجال من الوقوع في الخطأ وسؤ الطباع أو صلاح الأمر وحسن الأخلاق . وهي وجهة نظر على ( البعض منهن ) فكانت بحق محل انصاف وموضع تقدير للنساء ومكانتهن في المجتمع . قال الشاعر عبدالقادر الشعيره:


[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="burlywood" bkimage="" border="groove,2,green" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
ويقول ابوصالح تذكّرت النساء وافعالهِن
شفت الرجال اليوم تحت اقدامهن واحكامهِن
وتخلّعوا ما يفعلون الشور إلاّ اشوارهن
ساروا من أرض العزلجل اقواتهن والباسهِن
وتغربّوا في كل ساحل في رضا زعطاتهن
الوقت ذا والزّام يا أهل العقل شِو ذا زامهن
والعدل والجور المعظّم في كفف ميزانهن
الله نصرهن سيفهن مسنون فوق ازواجهن
لكن انا باجيب لأهل الشور واشرح حالهن

بعض النساء لؤلؤ وجوهر غاليات اثمانهن
وبعضهن نيران حمراء شاعله نيرانهن

وبعضهن مصباح في المنزل وفي روشانهن
وبعضهن مقباس يوقِد يابسه عيدانهن

وبعضهن لك عنبر اصلي بالغذا تغذَا بهن
وبعضهن سم الرجال الموت عند انسامهن

وبعضهن يحملن دار الجور بين امتانهن
وبعضهن يخربن داره والهلاك اهلاكهِـن

وبعضهن طبّ جرداني عسل في أرياقهِن
وبعضهن الشور والبلوى يقع في السانهن

وبعضهن من يوم تدخل عندهن تحيا بهن
وبعضهن الله خلقهِن عذاب أزواجهِن

وبعضهن رحمه وبركه نازله ف ايمانهن
وبعضهن الفقر جالس يرتَوِحْ في أردانهِن

وبعضهن ياعزة الله من صياح اعيالهن
وبعضهن بالصُّوع والتقبيح ربك صاعهِن

وبعضهن خرفة عنب والتين في بستانهن
وبعضهن شجرة صبر ماتعتبر تغثابهِن

وبعضهن العافيه في اجسامهن وابدانهن
وبعضهن الموت لحمَر ينطوي في أثبانهِن

وبعضهن عطوه رضيّه ربنا قد زانهن
وبعضهن إبليس متحوِّي على شيطانهِن

الله يصلحهن ويرشدهن يقع ناهي لهن
ويفيق من لافاق عاده ينتزع من شانهن
فارقن بين اعمامهن واخوانهن واخوالهن
وتفارقوا منهن أشقاء شتت الله رأيهن
الله يجمعنا بخيرات النساء وحسانهن
ما نصلح إلا بالنساء والنور في مصباحهن

,





[/poet]