نافخ الكير

[طارق محمد مبارك]

الحدادة هي جميلة وهي ايضا من اقدم المهن
سنتحدث عن نافخ الكير
يقالانه كان هناك حدادا معروفا بنشاطه وهمته فكان لا يمل ولا يكل من كثرة العمل ،
يقال حسب الراوي انه كانت تخرج منه روائح كريهة جدا
من بذاءة لسانة وقذارته
خسر العديد والعديد من الناس كل يوم حتى مر عليه وقت أصبح منبوذاً بين الجميع
لم يكن يحضر له أحد لأنه من يجلس عنده لا بد أن يحترق ثوبه من شرارة تقفز عليه من هنا أو من هناك
أو يتضايق من رائحة الحديد والنار التي تملأ كل المكان بل وأصبحت تنتقل معه في كل مكان
وهكذا لم يعد له أصحاب يتحدث إليهم ويأنس بقربهم وبدأ نافخ الكير.!! يشعر بوحدته ،
وبدأ يقلقه هذا الأمر كثيرا وبدأ يعتاد على الصمت والسكوت كثيرا لدرجة أنه نسي لغة الكلام
ولم يعد يتحدث كثيرا وهكذا بدأ يزداد حسرة وألما على حاله .
فكر نافخ الكير.!! في أن يجد له مخرجا من هذه المشكلة وهنا لم يجد أمامه
إلا أن يجلب له بعض الحيوانات ليتسلى بسماع أصواتها فينسى وحدته ويكسر الصمت في حياته ،
وهكذا توجه للسوق وأحضر معه بعض الحمير فالحمير ليس بإستطاعتها الرفض أو القبول
كما أنها لا تحاول أن تفهم لأنها لن تفهم ولن يضرها العفن الذي يخرج من نافخ الكير .!!
وهكذا أصبح نافخ الكير.!! كلما شعر بالملل ذهب إلى حميره وجلس بينهم يحدثهم بصوته ويردون عليه بالنهيق ،
وأستمر به الحال حتى تآلف مع الحمير وأصبحت لغة النهيق بينهم
هي اللغة المعتمدة للتحاور لدرجة أنه نسي طبع البشر بعدما تعطلت فيه لغة الكلام .