العلماء يمزقون أوصال «الخلايا السرطانية» على دكة التعذيب:طريقة جديدة لتشخيص ومعالجة ا

[الدكتور أحمد باذيب]

العلماء يمزقون أوصال «الخلايا السرطانية» على دكة التعذيب:طريقة جديدة لتشخيص ومعالجة الأورام السرطانية تغني عن العلاج الكيميائي
http://www.almokhtsar.com/html/best/1/78.php

الشرق الأوسط / توصل علماء جامعة لايبزغ الالمانية (شرق) طريقة جديدة ستحدث ثورة في عالم تشخيص ومعالجة الأورام السرطانية. ووصف الباحث يوخن غوك لمجلة «دير شبيغل» الألمانية الواسعة الانتشار، الطريقة الجديدة بأنها تشبه طريقة سحب الجسم على دكة التعذيب في القرون الوسطى، فهي تمط أوصال الخلايا السرطانية بغية كشفها ومن ثم تمزيقها.
وتعتمد الطريقة على حقيقة علمية مفادها أن الخلايا السرطانية أرق من الخلايا السليمة لأنها تعاني من اضطراب في العمل ومن فقدان شكلها الثابت. ولذلك فإن سحب أوصالها بواسطة الأشعة فوق الحمراء سيدفعها لـ«الاعتراف» بشذوذها عن الخلايا السليمة ويمهد للتخلص بشكل سريع منها. والمتعب في طريقة السحب بواسطة الأشعة فوق الحمراء هو انها تتطلب وضع الخلايا السرطانية الواحدة بعد الأخرى على دكة التعذيب ، إلا أن المريح فيها هو انها تتيح للطبيب التقاط الخلايا بشكل منفرد، كما يلتقط البقال حبات الطماطم من سلته، حسب وصف غوك.
وتوصل الباحثون إلى تطوير الطريقة بشكل يسمح للطبيب بتشخيص الدرجة التي بلغها النمو السرطاني. فقد وضع غوك وزميله الباحث يوزيف كاس معيارا رقميا لقياس مطاطية الخلايا السليمة ومقارنتها بمطاطية الخلايا السرطانية. وتكشف المقارنة بين الرقمين للطبيب مبلغ «نضوج» السرطان أو المرحلة التي بلغها.
وواضعين في عين الاعتبار أن تشخيص الأورام السرطانية بالطرق السائدة يتطلب أخذ عينة كبيرة نسبيا من النسيج المصاب ، عمل غوك وكاس على تقنين الطريقة بحيث أنها لا تتطلب أخذ اكثر من عينة صغيرة لا تزيد 50 خلية. وفي حالة سرطان الفم والأنسجة المخاطية ، وهي أهم المجالات التي سجلت فيها الطريقة النجاح ، فمن الممكن الاكتفاء بعينة من اللعاب أو المخاط. ويصف غوك طريقته بـ«الاوتوماتيكية» لأنها لا تحتاج إلى موظف مختبر مختص لتشخيص الحالات ويمكن للطبيب نفسه انجازها. ويمكن في حالة الأورام السرطانية في تجويف الفم والأنف أخذ عينة من اللعاب أو الأنسجة المخاطية أثناء زيارة طبيب الأسنان. وتجري التجارب على الطريقة حاليا في لايبزغ وبرلين «على خير ما يرام» حسب تصريح غوك لمجلة «دير شبيغل» ، كما أن هناك تجارب جارية لاستخدام الطريقة في الكشف عن سرطان الرئة والقصبات الهوائية من خلال عينات الأنسجة والبلغم. كما يجري بالتعاون مع فريق غرينوبيل للأبحاث من برلين البحث في تطبيق طريقة الأشعة فوق الحمراء على بقية أنواع الأمراض السرطانية. ومن المؤمل أن تحدث الطريقة طفرة في عالم التشخيص المبكر للأمراض السرطانية بما يتيح العلاج المبكر أيضا ويغني عن الحاجة إلى العلاج الكيميائي في المراحل المتأخرة من العلاج.
ويبحث فريق العمل من لايبزج حاليا عن شريك صناعي لانتاج جهاز الأشعة فوق الحمراء وتحويل طريقة قياس مطاطية الخلايا السرطانية إلى طريقة مختبرية. وقدر غوك أن لا يرتفع سعر جهاز «التعذيب» بالاشعة الحمراء عن 10 آلاف يورو حينما ينزل إلى الأسواق بكميات تجارية