المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الأخبار السياسيه
سقيفة الأخبار السياسيه جميع الآراء والأفكار المطروحه والأخبار المنقوله هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها ومصادرها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


صنعاء وصراع العرش" هل يتحول حميد الأحمر إلى جزء من مشروع التوريث

سقيفة الأخبار السياسيه


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-13-2010, 01:31 AM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

صنعاء وصراع العرش" هل يتحول حميد الأحمر إلى جزء من مشروع التوريث


هل يتحول حميد الأحمر إلى جزء من مشروع التوريث

حسين اللسواس الثلاثاء 2010/10/12 الساعة 09:02:30


في السياسة، لاشيء يبقى على حاله، عبارة تبدو أكثر التوصيفات تناسباً لنعت ما يطيب للبعض ترديده حول التموضعات الجديدة لرجل السياسة والاقتصاد والمشيخ حميد الأحمر.

حتى عهد قريب، لم يكن في وسع احد مجرد التفكير في التشكيك بالاتجاهات السياسية لحميد الاحمر المناوئة لمشروع التوريث، فالرجل منذ انتخابات رئاسة الجمهورية في 2006م، ما برح يؤكد –بالمرار والتكرار- مناهضته لإجراءات توريث السلطة ومجابهته لها.

ليس هذا فحسب، لقد كان الرجل واضحاً حد الصراحة المفرطة حين دعا –ذات حوار صحفي- إلى ثورة شعبية للتخلص من أسرنة الحكم والدولة.


الثبات على موقف التضاد مع التوريث، ظل ملازماً للرجل في لحظات عكوف لجان الصياغة المنبثقة عن ملتقى التشاور الوطني على إعداد مشروع وثيقة الإنقاذ، إذ لم يأل جهداً في توجيه دفة التشخيص والصياغة باتجاه حصر معضلات البلاد في شخص الرئيس وأولاده.

في قناة الجزيرة عاد الرجل ليؤكد موقفه المعلن وإن بتعبيرات أكثر صرامة وحزماً ووضوحاً، إذ اعتبر ان قيام الحاكم باسناد أبرز مواقع القيادة العسكرية والأمنية لأبنائه وأبناء أخيه يعد خيانة تستوجب المحاكمة...الخ.

تحالف مؤقت ام تموضع جديد

وقتذاك، لم تكن الأطروحات التفسيرية لمواقف حميد تحظى بأدنى مستويات القبول رغم ان بعضها كان منطقياً، فالحديث مثلاً عن ان تلك المواقف ليست سوى انعكاس لإجراءات اختزال (المركز المقدس) في مركز أسري مصغر، لم يكن حديثاً قابلاً للتداول -ليس لعدم واقعيته- وانما لكونه سيصنف كتشكيك سلطوي موجه.

لكن هل لازال الرجل محتفظاً بذات المواقف؟ تساؤل –رغم محاذير التشكيك- ما إنفك يعيد انتاج ذاته مؤخراً بنسق تصاعدي بطيء نسبياً.

ليس هنالك ما يمكن تأكيده على نحو قطعي حتى لحظتنا الراهنة، غير ان محاولات القراءة الحصيفة ليس بإمكانها الاكتفاء برؤية طبقات من الدخان المتكثف دون الاقتراب من مكان تصاعد الدخان لتحديد ما إذا كان انبعاثه طبيعياً على طريقة (لا دخان بغير نار) أو صناعاتياً (ناتجاً عن طبخات سلطوية).

استناداً لمؤشرات عديدة، ثمة ما يمكن وصفه بتلاشي قوة (المغنطة) من أجزاء في القطبين المتنافرين وهما حميد الاحمر كقطب أول، وجناح معين في مشروع التوريث كقطب ثان.

وفق المؤشرات، فالتنافر بين القطبين لم يعد قائماً سوى في الجزء المتعلق بـ(حميد وأحمد) كرابطة تنافرية ثنائية، في حين لم يعد التنافر عنواناً سائداً في العلاقة الثنائية بين حميد من جهة وأولاد الفقيد محمد عبدالله صالح من جهة أخرى.

لقد انتهى التنافر على نحو مفاجئ، بين حميد وجناح أبناء العمومة في التوريث، لكن هل هو انتهاء مؤقت على طريقة (الأقطاب المتصلة بالكهرباء في الفيزياء) التي تفقد قواها التنافرية والانجذابية بانقطاع الكهرباء، أم إنه انتهاء دائم يعكس تموضعاً جديداً..؟!

بين المركزين المقدس والمصغر

بالتأكيد لن تقف العلامات الاستفهامية عند حد كهذا، فالتساؤل الأكثر صخباً لم يطرح بعد ألا وهو: هل أضحى التجاذب بديلاً للتنافر الذي انتهى لتوه..؟! بعبارة أخرى: هل ثمة تقارب من نوع ما يجري ترتيبه على نار هادئه بعيداً عن الأضواء بين حميد وجناح أبناء العمومة في التوريث..؟!

ثم –على افتراض وجود تجاذب من نوع ما- هل يعبر عن اختلال معين في ميزان التوازنات داخل المركز الأسري المصغر (الرئيس والأولاد مجتمعين) بتعبير آخر: هل ثمة نوايا لدى اطراف في المركز المصغر للعودة المشروطة إلى الحلف القديم (المركز المقدس)، أم ان الأمر برمته لا يعدوا ان يكون تموضعات فردية لحميد وجناح ابناء العمومة أملتها ظروف طارئة على الطرفين.

نظرة جديدة للتوريث

الغوص على عمق متجاوز لما بلغناه حتى الآن، يقتضي تزوداً إضطرارياً بفرضيات جدلية تسهم في بلوغ عمق يسمح باستخراج اصداف (نتائج) ليست ظاهرة.

أولى الفرضيات تشير إلى ان حميداً لا ينظر لأبناء العمومة (الأشقاء الثلاثة) بوصفهم عموداً فقرياً في هيكل التوريث، إذ يعتقد ان دورهم في عملية التوريث السلطوية ليس سوى أداة تؤدي وظيفتين، أولهما: المساعدة على إكتمال طبخة التوريث بخلافة أحمد لأبيه في الرئاسة، وثانيهما: الاستفادة من الطبخة وتجسيد دور الحاشية المنتظرة.

وفق هذه الفرضية، فالاحتلاف مع ابناء العمومة لا يعد نكوصاً عن مواقف حميد المناوئة لمشروع التوريث..!!

احمد علي في مواجهة يحيى صالح

ثاني الفرضيات، تتضمن اعتقاداً مالبث ان تشكل لدى حميد بفعل احداث ومواقف ومعلومات معينة، مفادة ان ثمة إفتراقاً بين فتيان الأسرة الحاكمة ينشطر إلى فسطاطين، احدهما يتزعمه احمد علي عبدالله صالح ويضم بقية أخوته كخالد وصلاح، والآخر يتزعمه (ظاهرياً) يحيى محمد عبدالله صالح ويضم اخوته الثلاثة عمار وطارق بالإضافة الى محمد بن محمد المتخرج حديثاً.

الاعتقاد المفترض، يؤكد ان مباراةً من نوع ما تجري بين الفريقين احمد وإخوته كطرف اول، ويحيى واخوته كطرف ثان، هدف المباراة الأسمى هو نقطة الاهمية والارتكاز هنا، إذ حسب الاعتقاد لم يعد هدف المباراة القائمة مقتصر على التنافس وصولاً لاحراز لقب الجدارة في المهام الموكلة، بل تعداه الى مرحلة من التخندق أضحى فيها كلا الفريقين يسعيان لإيصال احد اثنين (احمد أو يحيى) الى مرحلة يصبح فيها هو المؤهل لإعتلاء عرش السلطة كخليفة للرئيس علي عبدالله صالح سواءً بالانتخاب أو الإنقلاب..!

وبالتالي فدافع الاحتلاف بين حميد وأبناء العمومة -حسب هذه الفرضية- يمكن تدوينه في فرعين، أولهما: تعميق حالة التخندق ونقلها إلى المستوى التالي (الصراع الظاهر) وثانيهما: الشعور بأن يحيى واخوته –رغم كل النفوذ والسطوة والثروة اللامشروعة- يجسدون الفريق الأضعف ! الذي ينبغي مؤازرته للوصول الى احدى نتيجتين اما الانتصار على فريق احمد نجل الرئيس او على الاقل عرقلة المشروع واعاقته عن التطور..!

مؤامرة مزدوجة

ثالث الفرضيات، تشير الى خشية حميد وأبناء العمومة، كل على حدة، من وجود مؤامرة اقصائية من محيطيهما، فأبناء العمومة يخشون ان يكافئهم احمد بعد اعتلائه السدة بذات الاسلوب الذي كافئ به الرئيس ساعدة الأيمن علي محسن، في حين ان حميداً بالمقابل يشعر ان التقارب القائم بين التجمع اليمني للاصلاح واحمد علي عبدالله صالح ما هو إلا استهداف لتطلعاته في حيازة احدى الرئاستين: رئاسة الجمهورية أو رئاسة الوزراء على المدى المنظور.

حسب هذه الفرضية (الجدلية) فالتقارب الناشئ بين حميد وأبناء العمومة ليس سوى ضربة استباقية لمؤامرات اقصائية محتملة على طريقة (داعي المصلحة) مع التأكيد على ان المصلحة قد لا تكون سياسية بالمرة، إذ ربما كانت محض تجارة وثروة وبيزنس يسعى الطرفان بتحالفهما لحفظها بمعزل عن سيناريوهات (وضع اليد) ومخططات الانقاص أو الاستيلاء..!

تجزئة مشروع التوريث

ان كانت الفرضية الأولى هي دافع التحالف، فهي قطعاً تحمل دلالات عدة أبرزها قصور مفهوم التوريث لدى حميد الاحمر.

فالاحرار في بلادي، ليس لديهم مشكلة شخصية مع أحمد علي عبدالله صالح كشخص، إنه ببساطة خلاف على وطن وثورة وجمهورية.

بالتالي فالتوريث كمشروع سياسي سلطوي قائم، ليس بإمكاننا تجزئته حسب الأمزجة والأهواء والمصالح.

انه مشروع كلي لا يتجزأ إلا في حالة واحدة ألا وهي استقالة احد رموزه من منصبه الرسمي وتخليه عن ما جناه من ثروة تفتقر لأبسط أسس المشروعية.

وبالتالي لا يمكن القول ان التوريث محصور في شخصية الوريث احمد، إذ انه يشمل باقي أفراد الجيل الثاني من الأسرة الحاكمة دون تمييز.

صراع الرئيس والجنرال في صورة احمد ويحيى

وإن كانت الفرضية الثانية هي الأرجح كتبرير للتحالف بين حميد وأبناء العمومة، فهي تحتمل قراءات عدة.

فلو أنها كقراءة أولى، مجرد تكتيك يرمي لتعميق الخلافات وإعادة انتاج الصراع بين الرئيس وعلي محسن في صورة أحمد ويحيى، فالأمر لا يعدو ان يكون تطلعاً من الحلف القديم (المركز المقدس) يرمي الى اثقال المركز الأسري المصغر بمزيد من الأعباء وإمطاره بفواصل اضافية من الزعزعة التي تضمن ديمومة حالة اللا استقرار.

وان كانت هذه الفرضية -كقراءة ثانية- محض اقتناع غير محسوب، فقد تتسبب في نتائج عكسية، إذ مالذي يضمن مثلاً ان لا يكون التحالف محاولة للايقاع بحميد في شرك التراجع عن مواقفه المناهضة للتوريث؟ ومالذي يضمن ايضاً ان لا تتسبب علاقة تحالفية من هذا النوع في انفضاض الناس من حوله وتشويه صورته امام الرأي العام تماماً كما حدث لشقيقه حسين الاحمر الذي ارتفعت شعبيته الى مستوى قياسي باعلانه حشد القبائل اليمنية الى مؤتمر خمر الثالث للتصحيح لاسقاط النظام، ومن ثم هبوط تلك الشعبية صوب الحضيض حين عاد للحظيرة في طوع قائد المسيرة قبل ان ييمم وجهه مؤخراً باتجاه الامير سلطان.

اما اذا كانت –كقراءة ثالثة- مبنية على معلومات يقينية بوجود صراع حقيقي، فمالذي يضمن في حال انتصار فريق ابناء العمومة على فريق أحمد مثلاً، ان لا يترشح احدهم لرئاسة الجمهورية؟ ومالذي يشكل ضماناً يحول بينهم وبين التفكير بإعادة انتاج حكم وراثي مرة أخرى لاسيما في ظل سلطاتهم الحالية المخيفة..؟!

علاقة احمد علي بحزب الاصلاح

لو كانت ثالث الفرضيات، هي الاقرب للترجيح، فيبدو موقف حميد فيها متأرجحاً ما بين الانتهازية وسوء التقدير.

إذ سيبدو الرجل –كحالة أولى- محض تاجر انتهازي ان كانت التجارة والثروة هي عامل الاقتران والدافع الحقيقي لانسياقه خلف تحالف توريثي مشبوة.

وسيبدو الرجل –كحالة ثانية- سيئ التقدير بشعورة ان ثمة مؤامرة داخلية تُطبخ في الدوائر الراسمة للقرارات داخل حزب الاصلاح عنوانها الاتجاه صوب الوريث احمد علي.

إذ ان أحمد علي عبدالله صالح بالنسبة للإصلاح أو بتعبير أدق الاخوان المسلمين، مجرد ملف في قائمة منسدلة من الملفات والأجندة اليومية التي يتعاطى معها الاخوان بوصفهم اكبر تجمع سياسي وجماهيري منظم في الجمهورية.

ليس هذا فحسب، بل ان الرئيس علي عبدالله صالح نفسه، مجرد ملف بالنسبة للاخوان يديره حمود الذارحي تحت يافطة (العلاقة مع الرئيس)..!

لست معنياً بالدفاع عن الاصلاح او نقده، قدر اهتمامي بتكوين صورة أخالها الأوضح من بين اي صور أخرى مفترضة.

فالاصلاح كحزب بقيادة محترفة وقاعدة اجتماعية عريضة، ينظر للأمور من مختلف الزوايا والأبعاد بصورة تجعله يرسم خطوطاً للعودة، بالتوازي مع فتح قنوات خلفية لضمان التواصل مع الخصوم المفترضين في أوقات التأزم العنيف منعاً لطفوق اي كوارث فجائية على السطح قد تتسبب في الإضرار به كحزب، وبمكتسباته التي جناها كعوائد يراها مشروعة من تحالفاته مع السلطة خلال مراحل آنفة.

بالتالي فالاصلاح كحزب، يرفض مشروع التوريث على نحو قابل للجزم والتاكيد، غير انه في الوقت عينه لا يمانع من اقامة علاقة تواصل وعقد لقاءات ثنائية لبعض قادته مع الوريث احمد علي عبدالله صالح، هكذا تبدو الصورة المجردة من اي مواقف.

ربما كان حميد يبني توجهاته بالاستناد لأحداث غير ظاهرة للآخرين في حزب الاصلاح، حالة ليس في وسعنا سوى ان ندرجها ضمن قائمة المبني للمجهول، غير ان ماهو ظاهر ومعلوم يجعلنا نفترض احد امرين: إما ان الرجل أسأ تقدير موقف حزبه وتسرع في إطلاق مصطلح المؤامرة، وإما انه متفق مع قيادة الاصلاح على القيام بلعبة تضاد خدمةً لترتيبات معينة، وهو أمر ترجحه الشائعات التي تجزم بوجود تحالف بين جناح في الاخوان وبعض ابناء الفقيد محمد عبدالله صالح تُرجم عملياً بخطوات متعددة أبرزها مثلاً السماح لكوادر الاصلاح بالتواجد بنسبة كبيرة في برامج قناة السعيدة..!

التحرر من قوقعة الشيخ

ليس مهماً اي الفرضيات أدت للتقارب، واي التبريرات دفعت لحدوثه، ما يبدو مهماً هنا يكمن في الاشارة الى التداعيات المترتبة على اي صيغة تحالفية تمت او ستتم بين حميد وجناح ابناء العمومة في التوريث.

هنا وليس في مكان آخر يكمن شيطان التفاصيل، فربما كان للثروة والاموال دور في وصول حميد الى مكانته الحالية، وربما كان لرابطة البنوة التي تجمعه بالشيخ عبدالله دور ايضاً، وربما كان لاقترابه المثير من سلطان بن عبدالعزيز واللجنة الخاصة دور كذلك، غير ان مواقفه السياسية تجسد العامل الأكثر حضوراً سواءً في تخليق مكانته الحالية أو في تنامي شعبيته وتأثيره.

وبالتالي فأي خطوات تراجعية عن مواقفه السياسية وبالأخص ما يتصل بالتوريث، لن تكتفي بإذابة شعبيته وتحجيم مكانته المتضخمة، بل ستؤدي إلى إزالة الفوارق الظاهرة بينه وبين رموز التوريث ليتحول بالتالي إلى جزء من مشروع الوراثة.

ان ما حظي به حميد الأحمر من إلتفاف سياسي وجماهيري، لم يحدث لكونه نجلاً للشيخ عبدالله الاحمر، بل حدث وفق شواهد كثيرة على خلفية ظهوره في الساحة كسياسي يحمل مشروعاً مناهضاً لإفراغ ثلاثية الثورة والجمهورية والوحدة من مضامينها.

بالتالي يمكننا القول ان ثمة عائقان يقفان امام الرجل أحدهما يعرقل توسيع دائرته النفوذية والشعبية، والآخر يؤدي لتحطيمها تماماً.

فأما الأول فيعبر عن إصرار الرجل على التقوقع في قالب الشيخ ونزعاته الرافضة للتعاطي مع حلفائه كشركاء وليس كأتباع، وأما الثاني فيعبر عن ما يُشاع حول رغبته في تجزئة مشروع التوريث وتحييد جناح فيه بموازاة استهداف الجناح الآخر خدمةً لمصالح شخصية تجارية كانت او سياسية.

وفق مؤشرات عديدة فالعامل الاول بات يشهد طفوقاً غير اعتيادي، اذ لم يعد الجمود في نمو الجماهير والشركاء، هو النتيجة المترتبة، فالانحسار والتراجع بات يحظى بتقدم اضطرادي.

وهو ما يعني ان الرجل في هذه الجزئية أضحى على مفترق طرق، فإما ان يتحرر من أسر قالب الشيخ، متخلصاً في ذات التوقيت من نزعة رفض الشركاء وتفضيل الاتباع، وذلك ان كان يسعى لتنمية قاعدته الشعبية ورفع تأثيره في الفعل السياسي، وإما ان يبقى أسيراً لقالب المشيخ منتهجاً نظرية (الشيخ والرعوي) بصورة تجعل نفوذه وعناصر قوته نقاطاً غير قابلة للنمو، بل ومعرضة للتراجع الانحسار التدريجي.

وماذا بعد

باختصار لم يعد في وسع الرجل ان يتراجع عن مواقفة السياسية المعلنة، إلا إذا كان يريد التضحية بكل ما وصل إليه من مكانة وشعبية لا يمكن إعادة بناؤهما بسهولة.

بقاؤه على حال التمسك بموقفه (الكلي) السابق من مشروع التوريث قد يعرضه لخسائر مادية وانكماش تجاري وتقليص استثماري، غير انه سيحفظ له ثنائية المكانة والاحترام.

والعكس مع النقيض، إذ ان تراجعه عن مواقفه المناهضة للتوريث او تفكيره بخيار التجزئة للتعاطي مع هذا المشروع، سيؤدي لتحطيم كل ما انجزه من اعمار وتشييد على الصعيدين الشعبي والسياسي، وبذلك سيكون الرجل قد برهن -بنفسه عن نفسه- مؤكداً كل ما يتهامس به الجنوبيون من أن حميد الأحمر ما هو إلا طبخة ثلاثية الأبعاد جرى إعدادها بمشاركة (سلطوية - سعودية - قبلية) لاحتواء الحراك في الجنوب وترويض القوى الثائرة في الشمال بموازاة إفراغ القضية الجنوبية من مضمونها.. وكفى!

ينشر بالاتفاق مع صحيفة حديث المدينة

[email protected]


تمت الطباعة في 2010/10/13 : الساعة 01:25
رابط الخبر:التغيير نتهل يتحول حميد الأحمر إلى جزء من مشروع التوريث
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas