المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الأخبار السياسيه
سقيفة الأخبار السياسيه جميع الآراء والأفكار المطروحه والأخبار المنقوله هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها ومصادرها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


صنعاء الاجتماعات السرية والأخيرة لحزب المؤتمر "الحاكم"ويحضرها "بقايا البقايا"

سقيفة الأخبار السياسيه


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-18-2011, 12:46 AM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

صنعاء الاجتماعات السرية والأخيرة لحزب المؤتمر "الحاكم"ويحضرها "بقايا البقايا"


مخصصة لحشد التأييد لصالح وتنعقد في قاعة أعراس في ظل غياب القيادات الوسطية والقاعدية ويحضرها "بقايا البقايا"
الاجتماعات السرية والأخيرة لحزب المؤتمر "الحاكم"


2011/04/17 الساعة 22:27:58
شعار المؤتمر الشعبي العام

التغيير – صنعاء – نبيل سبيع :

يعقد فرع حزب المؤتمر الشعبي العام في أمانة العاصمة اجتماعاته المخصصة لحشد التأييد لعلي عبدالله صالح منذ أكثر من شهر في جو من السرية داخل قاعة أعراس يمنع المدعوون من دخولها بالهواتف النقالة التي تحمل كاميرات. وقال أحد المؤتمريين الأسبوع الماضي: "أصبحت اجتماعاتنا شبيهة بحفلات الأعراس النسائية".

يبدو وضع المؤتمر هذه الأيام مثيرا للرثاء. فالحزب، الذي أسسه صالح عام 1982 كحزب شمولي و"حاكم" في مرحلة السرية حين كان كل نشاط حزبي آخر باستثناء نشاط حركة الأخوان المسلمين حليف صالح الرئيسي في تلك الآونة محظورا، لم يعرف نفسه يوما كحزب حاكم لا في مرحلة السرية ولا التعددية العلنية بعد إعلان وحدة 1990، وها هو- دون أن يتحول إلى حاكم- ينتهي إلى صورة من صور الحزب السري. قال المصدر المؤتمري الذي طلب عدم ذكر إسمه حتى لا يبدو شامتا بحزبه في ظروفه العصيبة هذه: "وأنا أغادر قاعة الإجتماع، قلت في نفسي إن اليوم الذي نتحرك فيه ملثمين ونطلق على بعضنا أسماء حركية قد لا يكون بعيدا".

قد يكون هذا اليوم قريبا بالفعل إذا ما قرر صالح الزج بحزبه وبالبلد عموما في حرب أهلية. بحسب معلومات موثوقة، فقد شهدت العاصمة عمليات توزيع أسلحة واسعة النطاق على أعضاء المؤتمر في الأيام القليلة الماضية. وكانت المناطق المحيطة بساحة التغيير حيث يعتصم مئات الآلاف من المطالبين برحيل صالح وأبنائه من الحكم في مقدمة المناطق التي شهدت عمليات التسليح هذه، كمنطقتي جولة سبأ والزبيري. ويأتي هذا بعد عمليات تسليح مشابهة لأعضاء الحزب استمرت في صنعاء منذ الأسابيع الأولى للثورة.

وأواخر مارس الماضي، وزعت قيادة المحور العسكري في عتق بشبوة أسلحة على أعضاء المؤتمر. وقال عبدالعزيز الجفري، القيادي الشاب في الثورة السلمية في عتق حيث يقام اعتصام منذ شهرين تقريبا، إن عملية التسليح تتم على قوائم بأسماء المؤتمريين وبضمانة أحد قيادات الحزب يتعهد بموجبها باستخدام السلاح في القتال الى جانب نظام صالح.


وكان اجتماع لمؤتمر العاصمة الثلثاء قبل الماضي خصص لحشد تظاهرات تأييدية لصالح في ميدان التحرير أيام الأربعاء والخميس والجمعة كان يراد لها أن تتحول بعد تجمعها الى مسيرات تتجه "بصدور عارية" الى ساحة التغيير "لتأكيد الوفاق" مع المعتصمين المطالبين بسقوط النظام هناك. "أصبح لدينا شباب يخرجون بصدور عارية وقد كتبوا عليها عبارات تطالب رئيسنا بالبقاء إلى آخر الكلام الذي تعرفه"، قال المصدر المؤتمري ضاحكا وأضاف: "قررنا أن نقلدكم في كل شيء. وتريدنا قيادتنا أن نزحف مثلكم الى حيث تعتصمون ونحن حاملين الورد".

وأكد المصدر أن هناك رغبة شديدة لدى القيادة العليا للمؤتمر للدفع بالأمور الى مواجهات دامية بين مؤيدي صالح ومطالبيه بالتنحي وإنها ظهرت مؤخرا كأمنية كبيرة. لكنها لقيت على الدوام رفض المؤتمريين الذين رفضوا أيضا عقد تظاهرات يومي الأربعاء والخميس مكتفين بتظاهرة الجمعة. "قالوا إن على كل طرف أن يقيم مظاهراته في مكانه. وبانروح نصلي في جامع القبة بالتحرير، وإذا كان العدد كبيرا، سنتوجه إلى ميدان السبعين. أتوقع أن يحضروا 500 نفر بس".

ومساء الثلثاء، كان المصدر المؤتمري يتحدث بنوع من الإحباط الممزوج بالتهكم مفسحا لبعض توقعاته للأيام القادمة وسط التفاصيل التي خرج بها من الإجتماع. وقد تحقق بعض ما أورده ولم يتحقق البعض الآخر.


ففي الجمعة قبل الماضية التي حملت إسم الوفاق في ميدان السبعين، ظهر الأخير كمقلد تَـعِـس وصارخ في صورة صدور شابة عارية كتب عليها عبارات تأييدية لصالح فيما كان الشبان يتصرفون ويصدرون أمام الكاميرات حركات مستوحاة من شباب ساحة التغيير حيث أقيمت جمعة الثبات. وسلكت منصة ميدان السبعين نفس مسلك منصة الأخيرة من خلال طريقة ونبرة ترديد شعارات ثورة الشباب السلمية الرئيسية بعد تحويرها الى: الشعب يريد علي عبدالله صالح" و"يا الله... يا الله.. احفظ علي عبدالله".

لكن عدد الحضور لم يكن كما توقعه، إذ كان بالآلاف. لكنه قال لي السبت إنه لم يكن بنفس ما بدا عليه في التلفزيون اليمني، إذ كان في الواقع أقل بكثير مما كان عليه الجمعة قبل الماضية. ومع هذا، "فقد كان العدد مفاجئا بالفعل لنا جميعا نحن المؤتمريين بعد أن خرجنا من آخر إجتماع بتوقعات منخفضة جدا".

مؤتمر العاصمة، الذي يعد أحد أكبر وأقوى فروع الحزب في البلاد، كان يعقد اجتماعاته في مقر الفرع وغالبا في قاعة الاجتماعات الكبرى بمقر معهد الميثاق الواقع على بعد عشرات الأمتار الى الجنوب من ساحة التغيير. لكنه نقل إجتماعاته منذ عدة أسابيع الى قاعة الأعراس التابعة للمدينة السياحية في منطقة الشيراتون جوار السفارة الأميركية شمال شرق العاصمة "بعد أن ضاقت الدنيا علينا"، على حد تعبير المؤتمري الذي أوضح قائلا إن من تبقى من المؤتمريين في دائرة ولاء صالح، ولا سيما القيادات منهم، يعيشون جوا من الرعب المطبق.

وكان اجتماع الثلثاء عبارة عن اجتماع للوجوه العابسة والأرواح المؤتمرية المحبطة بعد القرار الذي خرج به البيت الأبيض في اليوم السابق مطالبا صالح بالتنحي. ووفقا للمصدر، كان هناك ثلاثة وجوه هي الأكثر عبوسا: حافظ معياد، عارف الزوكا وأحمد الكحلاني الذي بدا عبوسه أكثر بروزا لأنه عرف بابتسامة لا تفارق وجهه، على حد وصفه. وقال: "كانوا غير متحمسين أبدا ولا يرغبون حتى في الكلام".

القيادي المؤتمري الذي يطلب منه الجميع الحديث دائما في هذه الاجتماعات هو العابس الثالث، وقد كان الطلب على حديثه أكثر هذه المرة. تحدث قليلا، وبعدما أكد على اتفاق الجميع على الذهاب الى ميدان التحرير يوم الجمعة فقط، أنهى حديثه طالبا فض الاجتماع بقوله: "اسمعوا: كل الناس معاهم ارتباطات".

لكن ما من اجتماع لا يخلو من متحمس. وعلى ما يبدو في هذه الشهادة، كان نائب مؤتمري في البرلمان ينشط في قضايا المجتمع المدني كداعم لحقوق الإنسان- يُـفَـضَّـل التكتم هنا على هويته تقديرا لدوره هذا- هو المتحمس الوحيد. "طلب من المؤتمر عدم تقديم تنازلات"، قال المصدر وأضاف ضاحكا: "لا أدري في أي قمقم كان عايش خلال الشهرين الماضيين. الناس قد عطفوا وهو عاده جاء يطلب عدم تقديم تنازلات".

وكان اللافت في الاجتماع، كما يقول، هو الإختفاء الكامل لكل القيادات الوسطية والقاعدية التي تنحدر جذورها من تعز. فـ"حتى الذين حضروا اجتماع الثلثاء السابق المخصص للتحضير لجمعة الإخاء لم يحضروا بالكامل هذه المرة. يبدو أن تعز طحست كلها من أيدينا ولم يتبق منها سوى البركاني والعليمي وحمود الصوفي".

ولا تقتصر خسائر صالح وحزبه على تعز فحسب، بل تكبداها على مستوى البلد عموما. ويمكن رؤية الخسارة الفادحة وهي تشرخ قوام الولاء الحزبي للرجل من قمة رأس المؤتمر الى أخمص قدميه. ويبدو أن هذا الشرخ المؤتمري الذي عمل صالح على توسيعه أكثر فأكثر لن يلتهم الأخير قدرما يلتهم حزبه.

قبل نحو ثلاثة أسابيع، ألقى صالح خطابا على من تبقى له في اللجنة الدائمة أمر فيه بفصل من استقالوا من الحزب معتبرا أنهم فعلوا خيرا، لأنهم لم يكونوا أكثر من أعباء. كان يتحدث إلى قرابة 364 من أعضاء أعلى هيئة قيادية في حزبه التي تتألف من 1200 عضو. وقد حاول تحريض البقية المتبقية من حزبه على المنشقين من زملائهم بقوله إنهم ينتمون الى حركة الأخوان فيما بدا محاولة يائسة منه للتقليل من شأن انشقاقهم عبر تجريدهم من "مؤتمريتهم".

لكن الأعباء المؤتمرية التي قررت الترجل عن كاهل صالح وانضمت للثورة الشعبية السلمية المطالبة برحيله عن الحكم كانت من عموم اليمن ومن سائر الخلفيات السياسية والثقافية، وأغلبها من أبرز نجوم المؤتمر وممن عرفوا في الأساس كمؤتمريين وبدرجة من النزاهة قلما توجد داخل الحزب. بل إن الرجل المتخفف قسرا من الأعباء لم يتبق له سوى الأعباء المثقلة بأعبائه هو وغير القادرة على الإنتقال الى الضفة الأخرى، أو أولئك الذين يشعرون بأنهم صنيعته ولن يكون لهم وجود يذكر في غيابه.

فنعمان دويد وحافظ معياد صهراه، ويمثلان مع رشاد العليمي- الذي يتهم بالتورط في لعب دور رجل الملفات القذرة في نظامه- الحيتان الثلاثة الأخيرة التي سبحت زمنا في فساده السياسي والمالي بكل حرية وتواصل السباحة الآن بحكم أن خروجها الى الشاطئ لا يعني سوى ما يعنيه نزوح حوت الى الشاطئ. أما يحيى الراعي وحمود عباد وعارف الزوكا والبركاني فهم غارقون في فساده أيضا، ولكنهم شأن آخرين كثر ممن تبقوا له الآن يشعرون بأن وجودهم مرتبط تماما بوجود رجلهم الأوحد.

وجردت الثورة صالح من أغلب رجاله فعلا، وهذا ما بدا واضحا بشدة مؤخرا. فقد أخذ ينقل من تبقوا له على مواقع حكومية ومحلية كما ينقل لاعب الشطرنج بيادقه على رقعة لعبة أخذت خياراته تنعدم عليها. فعلى سبيل المثال، أرسل حمود عباد الى محافظة الحديدة في مهمة قيادة بلاطجته ضد المعتصمين هناك أواخر الشهر الماضي ثم استدعاه على وجه السرعة لأداء القسم أمامه كوزير للأوقاف مكان الوزير المستقيل حمود الهتار.

وأخلى عباد موقعه في وزارة الشباب والرياضة لصالح عارف الزوكا لأن الأخير سيكون على الأرجح مضحكا في رأس وزارة الأوقاف. وكان الزوكا قد استدعي هو الآخر من عدن حيث كان قد عين لتوه في موقع المحافظ المستقيل عدنان الجفري. ولا يبدو هذان سوى مثالين على الارتباك وشحة الرجال اللذين عصفا بالنظام المتهاوي خلال الشهرين الأخيرين.

ويحاول صالح بشحة الرجال هذه سد الفجوات الهائلة التي اجتاحت نظامه فجأة من كل الجهات عبر تكليف رجاله المتبقين بمهام متعددة يأتي المعلن منها في مواقع حكومية في ذيلها.

ويكفي أن نلاحظ أن جميع رجاله هؤلاء دون استثناء لعبوا أدوارا في قيادة أعمال البلطجة التي تقف مع حشد المسيرات التأييدية له في صدارة قائمة مهامهم المتعددة.

ومع هذا، لم يعد لوجود هذا الفريق الى جانب صالح معنى يذكر على الأرجح. فعدا عن ضآلة عدده، هو ضئيل الأثر. فالزوكا مثلا أمضى أسبوعا في عدن حيث تركزت كل جهوده على إخراج مسيرة مؤيدة لرئيسه هناك. "أصبح إخراج مسيرة مؤيدة للرئيس كيفما كانت وبأي ثمن في عدن حلما صعب المنال"، قال المصدر المؤتمري الذي أضاف ضاحكا: "اللي كنا نسميهم أصحاب التمبل ونخرج الواحد منهم لتأييد الرئيس بـ150 ريال فشلنا الآن في إخراج أي واحد منهم بـ10 ألف ريال".

وأمس الجمعة، باءت محاولات من تبقى لصالح من القيادات التعزية في حشد مظاهرة تأييدية له في تعز بالفشل على حد ما تناقلته الأوساط الصحفية. وتقول المعلومات إن المظاهرة التي كان مزمعا عقدها في شارع جمال تحولت الى فضيحة إثر عراك بين محمد رشاد العليمي وقيادي مؤتمري آخر على خلفية خلاف حول الأموال المخصصة كرشوة للمؤيدين.

وصالح، الذي حاول التقليل من شأن المنشقين من قيادات حزبه في إجتماع اللجنة الدائمة، تكبد خسارة فادحة ليس على مستوى قياداته العليا فقط، وإنما، وبشكل أشد فداحة، على مستوى قياداته الوسطية والقاعدية. فاجتماع مؤتمر الأمانة الثلثاء قبل الماضي انعقد في ظل غياب تام لأبرز قياداته: عبدالرحمن الأكوع، جمال الخولاني، النقيب ومطهر تقي.

ويبدو جمال الخولاني، الذي أدار مؤتمر الأمانة طيلة السنوات الـ10 الأخيرة، أبرز المختفين عن الاجتماعات المخصصة لحشد التأييد لصالح والتي بدأت منذ شهر في الأنعقاد بشكل سري في قاعة أعراس المدينة السياحية. وكان المكان الشاغر الخاص بالخولاني في اجتماعات الفرع قد تحول الى علامة استفهام كبيرة في رؤوس مسئولي دوائر العاصمة. لكن معلومات غير مؤكدة ذكرت أن الخولاني شوهد مع اللواء علي محسن الأحمر في الفرقة الأولى مدرع.

وشأن الخولاني، يبدو النقيب وتقي في مقدمة المتغيبين عن اجتماعات الفرع. أما الأكوع فقد حضر أول إجتماع انعقد في قاعة أعراس المدينة السياحية والذي خصص لحشد التظاهرة المؤيدة لصالح في ميدان السبعين التي أقيمت تحت عنوان جمعة التسامح في مقابل تظاهرة ساحة التغيير التي أقيمت تحت إسم جمعة الرحيل.

لا تنظروا الى خسارة صالح التي تكبدها في حزبه على أنها تمثل من أعلنوا انشقاقهم فقط. فهناك أيضا كثيرون اختفوا عن اجتماعات الحزب ويمثلون الآن ما يبدو أنهم منشقين غير معلنين أو كتلة متذبذبة تنتظر. ويشكل وضع المؤتمر في أمانة العاصمة التي تعد معقلا مؤتمريا مهما بل وقلعة الحزب الأخيرة مثالا واضحا على هذا.

"لدينا 19 دائرة في أمانة العاصمة، لكن أين قادتها وشخصياتها؟"، قال المصدر المؤتمري الذي أضاف أن مدراء فروع المديريات مع القيادات الفعلية المكلفة بالعمل التنظيمي وكل أطر العمل الحزبية المهمة اختفوا بالكامل تقريبا ولم يعد أحد يراهم. وفي حين أن هناك من 50- 60 قياديا وشخصية تتولى مفاصل العمل الحزبي في كل مديرية، "لم يتبق لنا منهم سوى من اثنين الى ثلاثة فقط يحضرون هذه الاجتماعات".

وكان عدد الحاضرين في أول اجتماع لمؤتمر الأمانة انعقد في قاعة المدينة السياحية مخزيا، على حد وصف المصدر المؤتمري الذي قال إنه كان إجتماعا لـ"لملمة الصفوف" بعد مذبحة "جمعة الإنذار" أو "جمعة الكرامة" التي راح ضحيتها ما لا يقل عن 52 شهيدا برصاص قناصة النظام. قال: "في ذلك الاجتماع، شعرنا أن حزبنا انتهى. لكن أخطاء أحزاب المعارضة تكفلت بإعادة بعض الزخم إلينا".

"كان تصريح الناطق باسم المشترك محمد قحطان الذي قال فيه إن المعتصمين سيزحفون الى القصر ويدخلون للرئيس الى غرفته مفيدا جدا"، قال مضيفا: "وأكثر من ذلك، كان تصريح حميد الأحمر الذي استفز أبناء البيضاء حين اعتبر تلك المحافظة مصدرا للبلاطجة والمرتزقة". وتابع: "دعك من الاستفزاز المباشر الذي بدا في تصريحي قحطان والأحمر بشأن انتزاع الرئيس من غرفته وبشأن اعتبار البيضاء مصدرا للبلاطجة، فهذا كله ليس بأهمية أمر آخر".

"نحن كمؤتمريين نشعر في قرارة أنفسنا أن لساحة التغيير شخصيتها المستقلة عن أحزاب المعارضة وأبناء الشيخ الأحمر، ولو زحف المعتصمون الى قصر الرئاسة لن نتدخل على اعتبار أن المسألة بين الشعب والرئيس"، قال وأضاف: "لكن قيادات المعارضة وأبناء الشيخ لا يكفون عن التصريحات التي يبعثون من خلالها رسائل ضمنية بأن قرار الثورة في أيديهم. وهذه هدية من السماء تستفز ما تبقى من أرواحنا غير المتحمسة للدفاع عن الرئيس".

"أصبحت المعادلة معكوسة تماما"، قال موضحا أن الرئيس يرتكب الأخطاء بقرارات مهاجمة المعتصمين ما يمنح ساحات الاعتصامات زخما شعبيا أكبر وانضمام أعداد إضافية من قيادات وأعضاء المؤتمر. وفي المقابل، يرتكب قادة المعارضة أخطاء تلم ما تبقى من الصف المؤتمري المؤيد لصالح وترفد ميدان السبعين بمؤيدين إضافيين. قال ضحكا: "أصبحنا ننتظر بفارغ الصبر خروج أحد قادة المعارضة قبل كل يوم جمعة كي يحشد لنا المزيد من المؤيدين".

غير أن أخطاء صالح أكبر، ولذا تشكل خطرا أكبر يهدد بتبديد من تبقى له من صف المؤيدين داخل حزبه. فبالرغم من أن المؤتمر بدا أخيرا بالنسبة إلى صالح بمثابة القلعة الأخيرة، إلا أنه يبدو مصرا على التعامل مع قلعة الولاء هذه كما في السابق دون أن يشركها في قرارات ما تبقى له من لحظات في الحكم.

حين حاول تحريض البقية الباقية من قيادات حزبه في اجتماع اللجنة الدائمة على المنشقين عبر تطرقه لخلفياتهم الإخوانية، لم يقم على الأرجح بأكثر من تذكير المؤتمريين بغصتهم المزمنة. فطوال تاريخه، كان المؤتمر كحزب في آخر طابور إهتمامه واحترامه. وقد تفاقمت الغصة المؤتمرية وسط قيادات شكلت ما بدا نواة لتيار يطالبه بإشراك الحزب في حكمه في السنوات الماضية. وتفجرت هذه الغصة على لسان القيادي ياسر العواضي في مقابلة شهيرة أجرتها معه صحيفة الشارع في أغسطس 2007.

العواضي اعتبر أن المؤتمر، كمؤسسة تنظيمية بهيئاتها وتكويناتها، هو صاحب أغلبية برلمانية ولكنه لا يحكم. فهو لا يشكل الحكومة وهو مقصي من السلطة جملة وتفصيلا. وقال: "الذي يحكم البلاد ويدير السلطة الآن هو حزب غير معلن (...) يقوده الرئيس طبعا مع تحالفات تقليدية قديمة جمعتها الجغرافيا والتاريخ وكونت مصالح حولها". وأوضح أن هذا الحزب غير المعلن، الذي وصفه بـ"حزب الرئيس القديم"، "يضم كثيرا من الشخصيات وقيادات الأحزاب الرئيسية في المعارضة" وأن هذه القيادات المعارضة- التي كان واضحا أنه يقصد بها القيادات الإخوانية- "تشارك في اتخاذ القرار أكثر منا نحن قيادات المؤتمر".

ودعا العواضي يومها المعارضة لمساعدة المؤتمر في تمكينه من استلام السلطة. وإلا "فإن المؤتمر لن يستطيع تسليم السلطة لها في حال فازت في أي انتخابات فرضا، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ولن نقف معهم حينها إذا لم يقفوا معنا الآن وسنقول لهم حينها: أُكلتوا يوم أكل الثور الأبيض".

ويبدو أن هذه اللحظة بدت مواتية لـ"أكل الثور الأبيض" بالنسبة الى العواضي ومن تبقى في خطه من المطالبين بإشراك الحزب في اتخاذ قرارات الحكم. طبقا لمعلومات غير مؤكدة، فقد طرحت هذه المسألة على صالح في اجتماع اللجنة الدائمة المذكور الذي خرجوا منه منتشين بنصر لطالما فشلوا في تحقيقه أمام الرئيس: التحول الى حزب حاكم بالفعل. لقد انتزعوا التزاما من صالح بعدم اتخاذ أي قرار دون العودة اليهم: من قرارات استخدام القوة ضد المعتصمين السلميين الى قرارات التفاوض مع المعارضة والتنازلات وغيرها من القرارات المهمة.

قد يكون المصدر المؤتمري محقا في حديثه عن أخطاء قادة المعارضة وأبناء الشيخ الأحمر الذين أثروا سلبا على مسار الثورة ببعض تصريحاتهم التي عكست شعورا لديهم بسيطرتهم على الثورة. ويعيد مراقبون ومحللون استمرار بعض القيادات المؤترية في صف صالح كالعواضي الى حساسيات قبلية بينهم وبين رموز قبلية أخرى تقف في صف الثورة كأبناء الشيخ الأحمر. لكن هذا لا يشكل مبررا في الواقع في نظر آخرين يؤكدون أن الجميع، وفي مقدمتهم هذه القيادات المؤتمرية نفسها، يدركون أن هذه الثورة شعبية وليس قرارها في يد أحد.

ويتهاوى هذا المبرر أكثر فأكثر في ظل أمرين متضافرين. الأول أن أغلب قيادات وأعضاء المؤتمر ولاسيما التيار المطالب بحزب مؤسسي ديمقراطي الذين انتقلوا بالكامل تقريبا الى ساحات الثورة حيث شكلوا كتلا سياسية ستلعب دورا في الغد اليمني المرتقب. أما الأمر الثاني فيتمثل في أن صالح حرم ما تبقى له من مؤتمريين من الشعور بأنهم حزب حاكم حتى ولو للحظات في آخر أيامه وأيامهم في الحكم.

فقد نكث على الفور بالتزاماته لهم بعدم قمع المعتصمين وعدم اتخاذ اية قرارات دون الرجوع اليهم. فبعد الاجتماع، قمعت قواته بضراوة المعتصمين في الحديدة وتعز ثم نفذ رجاله محاولة إغتيال فاشلة استهدفت اللواء على محسن وأدت إلى مقتل وجرح عدد من المعتصمين في ساحة التغيير صباح الثلثاء قبل الماضي.

وعصر الثلثاء نفسه، توجه المؤتمريون الى قاعة أعراس المدينة السياحية بين غاضب وغير مكترث. طرح الغاضبون الذين كانوا من قيادات الصفوف المتأخرة على إدارة الاجتماع أسئلة هي الأولى من نوعها في مثل هذه الاجتماعات: "لماذا وقعت أحداث الحديدة وتعز؟ وكيف حدثت؟ وماذا جرى اليوم (الثلثاء قبل الماضي) في شارع الستين أمام الفرقة الأولى مدرع؟ ومن اتخذ القرار في كل هذه الأحداث؟".

لكن أحدا لم يخرج بإجابة على أي من هذه الأسئلة. فقد انتهى الاجتماع على الفور، وغادر المؤتمريون القاعة وهم شاعرين بأن "الرئيس فرك بالمؤتمر مجددا"، على حد تعبير المصدر المؤتمري الذي قال: "شعرت أن هذا كان آخر اجتماعاتنا الكبيرة".

يبدو وضع المؤتمريين، لاسيما الحالمين منهم بتحول حزبهم إلى حزب حقيقي يشارك رئيسه وأبناءه وأصهاره في اتخاذ القرار وليس مجرد حصالة أصوات للرجل وعائلته، مثيرا للشفقة هذه الأيام. فقد شاهدوا حزبهم يتصدع بقوة حتى أوشك على التلاشي في الهواء كقبضة من دخان.

فاجتماعاته لم يعد يحضرها إلا "بقايا البقايا" على حد تعبير المصدر الذي قال إنها حين بدأت في قاعة المدينة السياحية، "كانت عشان نتأكد من جاهزيتنا للعمل الجماهيري، من أجل حشد مؤيدي الرئيس إلى ميدان السبعين". وأضاف: "أما، الآن، فأصبحنا نجتمع عشان نعرف إذا عاد فيه ناس".

ولابد أن شعور المؤتمريين بالمرارة والخذلان تتعاظم حيال رئيسهم صالح. ففي حين خصصوا اجتماعات حزبهم الأخيرة في حشد المؤيدين له في مواجهة شعب كامل، يصر الرجل الذي يبدو أنه مجبول من طين نادر من النكران على حرمانهم من لحظة شعور واحدة بأنهم أعضاء وقادة حزب حقيقي وحاكم وليس مجرد حصالة أصوات.

لكنهم اليوم أمام قرار مصيري: إما أن يستمروا في الوقوف الى جانب صالح الذي يبدو مستعدا للدفع بالبلد إلى أتون حرب أهلية من أجل بقائه وعائلته في حكم لم يعد بيده، أو الانضمام الى شعبهم ومصلحة حزبهم. سيتوجب على من تبقى من قيادات مؤتمرية ما تزال تتمتع بنظرة للمستقبل اتخاذ قرار تاريخي يضغطون عبره على صالح من أجل أن يتنحى. وبذلك، لن يجنبوا أنفسهم وشعبهم مغبة الغرق في مستنقعات الدم فقط، وإنما سيوفرون لحزبهم فرصة عظيمة في النجاة من لحظة خزي تاريخية الى حياة كريمة. فالمؤتمر، الذي لم يحظ في عهد صالح كله على فرصة التحول إلى حزب حقيقي، قد يحظى بهذه الفرصة على الأقل بعد نجاح الثورة.

لقد انتهيت، وسأترك القيادي المؤتمري ياسر العواضي الوحيد تقريبا في تيار المؤتمر المطالب بحزب ديمقراطي مؤسسي الذي ما يزال واقفا الى جانب علي عبدالله صالح يختتم هذا الموضوع بتذكر نفسه وتذكيرنا بما كان عليه وما كان يقوله قبل أربع سنوات: "(إذا لم يسلمنا حزب الرئيس القديم السلطة)، فسنناضل سلميا للوصول إلى حقنا في الحكم. وقد نوسع جبهة
التحالف إلى الشارع وربما مع المعارضة.. نحن كمؤتمر.. نحن كحزب".

*ينشر بالاتفاق مع صحيفة الأولى .
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس
قديم 04-19-2011, 01:05 AM   #2
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


لديه برنامج للالتحام بالثورة في ساحات الحرية والتغيير
الناطق الرسمي باسم التكتل المنشق عن الحزب الحاكم: سيتم الإعلان عن حزب العدالة والبناء خلال الأسابيع القادمة وسيتفاجأ البركاني بقواعده وقياداته


الإثنين 18 إبريل-نيسان 2011 الساعة 09 مساءً / مأرب برس/ خاص

أكد الناطق الرسمي باسم تكتل "العدالة والبناء" المنشق عن الحزب الحاكم، بأن هذا التكتل الذي أعلن انشقاقه عن الحزب الحاكم صباح اليوم، يعتبر نواة لحزب سياسي قادم سيتم إعلان تأسيسه خلال الأسابيع القادمة، وسيحمل اسم "حزب العدالة والبناء".

وأوضح جباري في تصريح خاص لـ"مأرب برس" بأن أدبيات هذا الحزب وبرنامجه السياسي لا زالت قيد الدراسة من قبل قيادات التكتل التي ستعمل خلال الأيام القادمة على إقرارها وإعلانها للرأي العام، مشيرا إلى انه ومن حيث المبدأ فإن هذا الحزب السياسي الجديد سيتبنى أفكارا وسطية، وسيتبنى برنامجا سياسيا يؤمن بحق الجميع في الشراكة وتقبل الآخر والانفتاح على الأحزاب والتنظيمات السياسية المتواجدة في الساحة اليمنية بمختلف أطيافها.

وأكد جباري بأن الحزب الجديد المنشق عن الحزب الحاكم يؤيد ثورة الشباب السلمية ويدعمها، وقال بأن لدى الحزب برنامج عمل سياسي سيتم الإعلان عنه خلال الأسابيع القادمة بخصوص النزول إلى ساحات الحرية والتغيير للالتحام بالجماهير والمشاركة الفاعلة في ثورة الشباب السلمية.

وأشار جبار إلى أن باب الانتساب إلى الحزب الجديد سيكون مفتوحا لجميع شرائح المجتمع، وقال بأن مؤسسيه هم من القيادات والنواب المستقيلين من الحزب الحاكم في وقت سابق، احتجاجا على قمع المعتصمين، بالإضافة إلى قيادات مؤتمرية منشقة عن الحزب الحاكم، تعتبر قد قدمت استقالتها ضمنيا منه بالإعلان عن هذا التكتل صباح اليوم.

وأوضح جبار بأن هذا التكتل في جزء من قياداته يمثل انشقاقا عن الحزب الحاكم، وقال بأن هناك قيادات مؤتمرية عليا لا زالت حتى الآن في الحزب الحاكم ولكنها ستعلن انضمامها إلى الحزب القادم فور إعلان تأسيسه، الأمر الذي سيشكل صدمة كبيرة للحزب الحاكم على مستوى القيادات والقواعد.

وفيما ضم هذا التكتل عددا من قادة الحزب الحاكم بما فيهم أعضاء في الجنة العامة واللجنة الدائمة وأعضاء مجلسي نواب وشورى وعدد من المشايخ والوجاهات، قال جباري بأن الحزب لا زال تحت التأسيس ولهذا فإنه لم يمتلك حتى الآن قواعد شبابية وجماهيرية كبيرة، غير أنه استنكر تصريحات رئيس كتلة الحزب الحاكم بمجلس النواب، سلطان البركاني، التي قال فيها بأن المنشقين عن حزبه لا يمثلون حتى واحد في المائة من قوام الحزب الحاكم، وتساءل جباري "هل يتصور البركاني بأن هذه القيادات المنشقة والمستقيلة ليس لها قواعد ولا أنصار، وقال بأن الحزب الجديد سيفاجئ الجميع بقواعده وقياداته، وسيتأكد الحزب الحاكم بأن هذا الانشقاق سيكون بالغ الأثر عليه سواء على مستوى قواعده وأنصاره أو على مستوى قياداته.
----------------------------------------
مزيد من التفصيل على الرابط التالي

صنعاء: قيادات مؤتمرية منشقة تعلن رسمياً تشكيل تكتل العدالة والبناء وسط ترحيب من المشت - سقيفة الشبامي
  رد مع اقتباس
قديم 04-20-2011, 12:25 AM   #3
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


سنحان تنشق ضد صالح
الرئيس أيقن بأن ثلثي الشعب لم يعد راضياً عنه


الثلاثاء 19 إبريل-نيسان 2011 الساعة 09 مساءً / مأرب برس - صنعاء- غمدان اليوسفي

تزداد حدة الانشقاقات ضد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ونظامه حتى وصل الأمر إلى منطقته "سنحان"، وهي القلعة الحصينة التي حكمت اليمن خلال أكثر من أربعين عاما.. فمنها خرج أول رئيس حكم اليمن بعد الثورة في العام 1962، ومنها يحكم اليوم علي عبدالله صالح منذ العام 1978.

وسط قرية الرئيس علي عبدالله صالح (بيت الأحمر) يقيم حاليا القيادي في الحزب الحاكم سابقا والبرلماني المقرب من الرئيس محمد عبداللاه القاضي، بعد أن أعلن مع والده القيادي العسكري البارز الانضمام لثورة الشباب.

كان والده عبدالله القاضي قائدا لإحدى أكبر القواعد العسكرية "قاعدة العند" وقد أقيل مؤخرا من قيادة القاعدة وذلك إثر موقفه المساند للشباب المطالبين برحيل الرئيس صالح.

إلى سنحان يقطع الزائر قرابة 15 كيلو مترا باتجاه شرق العاصمة، تنتابك مشاعر القلق وأنت متجه إلى هناك حيث يقبع قصر الرئيس علي عبدالله صالح متربعا على جبل شاسع في قرية آل الأحمر.

على مقربة من منزل الرئيس يقع منزل محمد عبداللاه القاضي، وحين تسأل عن المنزل قبل الوصول إليه يمكن أن يدلك الأطفال هناك على المكان الخطأ كما حدث معنا، وهو نتاج طبيعي لرجل انشق عن الرئيس وهو من المقربين جدا منه.

وصلنا إلى المنزل بعد أن تم تحذيرنا من عدم الإفصاح عن وجهتنا منذ خرجنا من العاصمة واحترنا في صنع إجابة مسبقة، لكن جنود نقطة التفتيش التي صادفتنا تجاوزناها بدون أن نجد السؤال ونجينا من الاختبار.

حين تقترب من منزل الرئيس وهو يطل على الطريق الرئيسي تشعر برهبة كبيرة ربما لا تسيطر عليك حتى بالقرب من دار الرئاسة في صنعاء، ويصعب حتى التصوير أو إبراز الكاميرا أو الهاتف طالما والجنود منتشرون في أسفل الطريق وعلى المدخل المؤدي له.

تنتشر القصور في هذه القرية الصغيرة بشكل غير معتاد في القرى المجاورة، قرى تظهر بساطة الريف اليمني عدا هذه القرية التي خرجت منها قيادات كبيرة عسكرية ومدنية.

من هذه القرية خرج كلا من القيادي اللواء علي محسن الأحمر قائد المنطقة الشمالية الغربية الذي أعلن هو الآخر انضمامه لثورة الشباب، وهو أحد أهم القيادات العسكرية، وقواته المسلحة تحمي ساحة التغيير حاليا.

أيضا من هنا خرج اللواء عبداللاه القاضي، واللواء محمد علي محسن قائد المنطقة الشرقية، إضافة إلى قائد قوات الدفاع الجوي محمد صالح الأحمر وهو شقيق الرئيس من جهة والدته، وأيضا علي صالح الأحمر مدير مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

أما من ذات المنطقة (سنحان) خرجت شخصيات أخرى أبرزها القيادي العسكري عبدالملك السياني وزير الدفاع الأسبق، وكذلك القيادي مهدي مقولة قائد المنطقة العسكرية الجنوبية، والقيادي العسكري صالح الضنين القائد السابق لمعسكر خالد بن الوليد في تعز، وتكاد قيادة الألوية والمناطق تنحصر في هذه الزاوية الضيقة.

شخصيات كثيرة كانت بمثابة أركان تسند نظام الرئيس علي عبدالله صالح لكن بعد مرور 30 عاما من تربعه على كرسي الرئاسة تفتت علاقات الرجل بأهل بلدته نتيجة سياسة صالح التي اتسمت بالشد والجذب مع هؤلاء.

لم يكد يعلن الشباب المعارض النزول إلى الميادين مطالبين برحيل صالح حتى تقاطرت القيادات العسكرية والمدنية لمساندتهم مطلبهم، من القيادي علي محسن، وعبداللاه القاضي، ومحمد علي محسن وعبدالملك السياني، ومحمد عبداللاه القاضي، والكابتن

طيار يحي محمد اسماعيل وهو متزوج من ابنة الرئيس ونجل أحد أهم القادة العسكريين الذين قضوا في تحطم مروحية بطريقة غامضة مع القائد العسكري أحمد فرج وهما من ذات المنطقة، وتطول قائمة مناهضيه حاليا من أبناء منطقته.

قائمة القادة العسكريين تطول في سنحان ويصعب إحصاءها، لكنهم اليوم لم يعودوا كلهم على يد واحدة مساندة لصالح.

ثلثي الشعب ضد الرئيس

يتحدث القيادي السابق في الحزب الحاكم محمد عبداللاه القاضي وهو مقيم حاليا في منزله في سنحان، إن الرئيس صالح "أيقن أن ثلثي الشعب لم يعد راضيا عليه.. أن يكون 80% من الشعب غير مقتنع به فهو بالتأكيد سيفهم الأمر.. لكن من لديهم مصالح وخائفين على مصالحهم ويعلمون إن وجود علي عبدالله صالح كرئيس سيلبي لهم هذه المصالح وسيحافظ عليها، فلذا مازالوا يحاولون إطالة فترة بقاء الرئيس".

ويضيف: "هو كشخص معترف بهذا الأمر.. الأمر مرتبط فقط بالمكابرة، فبعد 30 سنة كرئيس لا يعصى له أمر، ولا أحد يقول له لا، فليس من السهولة أن تأتي بين ليلة وضحاها وتقول له اخرج من هذا الكرسي ولن يكون لك بعد الآن هذه الهيبة وهذه المكانة.. فالمكابرة والخوف على المصالح، والخوف من الملاحقة هي أكثر ثلاثة ملامح سيكون لها التأثير في صراع التنحي".

ويعرب القاضي من المخاوف التي "أخشى أن تؤثر علينا هي تلك التي زرعها النظام بقصد أو بغير قصد، سواءً كانت طائفية أو مناطقية أو فقر، وهذه هي الثلاث العوامل التي يمكن أن نتخوف منها في المستقبل فإذا فهمنا وعرفنا إنه لا وقت لهذه التفاصيل، فهنا ستكون البلاد بسلام".

وتابع: "لا أعتقد.. لأن الوضع والزمن الذي نحن فيه لم يعد يسمح لأن تتقاتل الناس فيما بينها، أصبح الناس في مرحلة الثورات الشعبية السلمية، لو كان الناس يريدون الفتنة والقتل والانقلابات فكان الأمر من أوله سيكون اقتتالا، فهناك قادة عسكريين كان بإمكانهم أن يفكروا بالأمر ويقومون بذلك وستخلف أعداد كبيرة من الضحايا، لكن بادروا بمواقفهم حين كان الشعب قد نزل وصرخ بأن ثورته سلمية".

وتابع: "علي محسن مثلا والوالد لو كانوا أعلنوها قبل نزول الناس للميادين فكانت الأوضاع ستنفجر لكنهم صمتوا حتى أعلنها الشعب سلمية فوقفوا إلى جانب مطالبهم بسلمية أيضا، وهذا من عقلانيتهم".

ويعتبر إن "انضمام هذه القيادات العسكرية بمثابة صمام أمان لعدم قيام حرب أهلية".

وختم حديثه بأن "القضية أصبحت واضحة الآن، وأتمنى أن تخرج البلاد إلى بر الأمان فالمعركة الآن بين حق وباطل وأبيض وأسود، وأصحاب الحق معروفين ومن هم لازالوا على ضلالة معروفين، نتمنى ممن لازالوا منتمين إلى هذا الاتجاه أن ينظموا إلى ثورة الشباب وثورة الشعب وأن يتكاتف الجميع لإنجاح هذه الثورة وأن يتكاتف اليمنيين على قلب رجل واحد وأن نبدأ مسيرة واحدة لإصلاح الخراب في هذا البلد، وأن نجعلها بداية لمستقبل مشرق وجديد إنشاء الله"
* إيلاف
  رد مع اقتباس
قديم 04-22-2011, 03:34 AM   #4
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


ثوروا ولا تختلطوا !!

2011/04/21 الساعة 21:01:01 حمود أبو طالب

كلنا بانتظار الحكمة اليمانية، لكن يبدو أن مجيئها سيتأخر.. طالبنا الرئيس اليمني وناشدناه أن يثبت صحة هذه المقولة المتوارثة عبر حقب التاريخ لكن فخامته يصر أن يطول انتظارنا.. لقد ناشدنا الرئيس اليمني قبل غيره ليس لأنه اليماني الوحيد وإنما لأنه الوحيد في هذا الوقت الذي بإمكانه أن يدفع باليمن إلى بر الأمان أو يقذف به في لجة خطر حقيقي لن يبقي ولن يذر، خطر سيهدم كل ما في اليمن، وسيتطاير شرره إلى كل ما حول اليمن.

ربما يقول قائل لماذ يتحمل الرئيس علي صالح وحده هذه المسؤولية الجسيمة؟؟ ويكون الجواب أن غيره من الأطراف والقوى السياسية تتحمل مسؤولية لكنها أقل لأن صالح هو «الرئيس» الذي يمسك بيده القرار ومقاليد الحكم الذي خرجت الملايين تطالب بتغييره، وحين طالت مدة الشد والجذب والسجال كان طبيعيا أن تقفز أطراف المعارضة إلى المواجهة وتتصدر المشهد بدل الملايين التي ترابط في ساحات التغيير منذ أسابيع طويلة، والتي قدمت من الشهداء عددا كبيرا يجعل من الظلم الفادح أن يسحب أحد منهم حقهم التاريخي في كونهم الشرارة التي انطلقت بشجاعة كي تطالب بالتغيير.

منذ زمن بعيد ونحن نقول انتبهوا لما يحدث في اليمن.. الفقر والبطالة والفساد وحكم الدائرة الضيقة والحزب الواحد في ظل أوضاع اقتصادية متردية، وإنهاك مستمر بفعل الحروب والمناوشات داخل الوطن، إضافة إلى انعدام أبسط معاني التنمية في كثير من أجزاء اليمن، كل ذلك كفيل بانطلاق المطالبات المصرة على التغيير، خصوصا بعد ما حدث في أكثر من دولة عربية. انتظرنا لكن التحرك لم يأت إلا بعد «خراب صنعاء»، ومع ذلك قلنا لعله يمكن إنقاذ ما يمكن إنقاذه فإذا بأطراف المشكلة الأساسية تعقد المشكلة بعد طرح المبادرة الخليجية حين بدأ كل طرف يتمسك بموقفه بشكل متشدد..

بعد المبادرة مباشرة بدأ التصعيد من قبل الرئيس بخطابات نارية وحشود مضادة واتهامات لا يليق برئيس دولة أن يطلقها على شعبه، حتى لو كان بينهم سياسيون تسببوا سابقا ولاحقا في أزمة اليمن، كما أن بقية القوى السياسية لم يكن خطابها أقل تأزيما للوضع ولا أفضل في لغته، وكانت آخر مفاجأة ما جاء في خطاب الرئيس من دعوة لمنع الاختلاط في ساحات التغيير التي تتجمع فيها مئات الألوف من الرجال والنساء، ومن مختلف الأعمار والطبقات. لقد نسي الرئيس أنه بهذه اللغة يستفز شعبا مغرقا في الاحتفاظ بقيمه القبلية والأخلاقية وبالتالي فإنه يخسر أي نوع وقدر من التعاطف الشعبي معه إذا كان موجودا إلى الآن.. كما أنه نسي أن كل ساحات الثورة في بعض العواصم العربية لم يحدث فيها ما يمكن وصوله حد الظاهرة من أي تحرشات أخلاقية، بل الحقيقة أننا لم نسمع بشيء مؤكد من ذلك قد حدث.. اختلاط إيه يا فخامة الرئيس؟؟ إنها ثورة شعب يريد الحرية والعدالة والديموقراطية، ولم يتحمل الرصاص والموت من أجل الاختلاط..

لك الله يا يمن.. الرئيس يخطب في ساحته والشعب يعاني في ساحته.

[email protected]

  رد مع اقتباس
قديم 04-22-2011, 11:27 PM   #5
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


عناصر القاعدة في مهرجان صالح في عدن

2011/04/22 الساعة 22:45:30

التغيير – صنعاء :

ظهر قائد تنظيم القاعدة في عدن أبو اسرائيل – من ابناء دار سعد , في مهرجان تأييدي للرئيس علي عبد الله صالح بتاريخ 17 ابريل في محافظة عدن .

وأظهرت الصور التي حصل عليها " التغيير " , أن ابو اسرائيل الذي حوكم في صنعاء ضمن خلايا تنظيم القاعدة وأطلق سراحه بعد أكثر من عامين من اعتقاله , وهو بين مؤيدين الرئيس في المهرجان .

ويرى مراقبون ان هذه الصور تؤكد بأن ورقة القاعدة هي إحدى الأوراق التي يبعث بها النظام .

جدير بالذكر أن أبو إسرائيل هو أحد الذين رفعوا قضايا في المحاكم لمواجهة صحيفة الأيام الأهلية لغرض التشهير .


صور المهرجان التي ظهر فيها ابو اسرائيل

عناصر القاعدة في مهرجان صالح في عدن | التغيير نت
  رد مع اقتباس
قديم 04-23-2011, 01:36 AM   #6
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


الحرس الجديد في اليمن

2011/04/22 الساعة 21:18:41

التغيير – صنعاء :

على مدى السنوات العشر الماضية، قام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بسلسلة من التعيينات مهدت لبروز الحرس الجديد في السلطة الحاكمة ومن أهم أفرادها نجله أحمد الذي تولى رئاسة الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، القوة الضاربة في الجيش اليمني.

يشار إلى أن أحمد علي عبد الله صالح -الذي كان يعد لوراثة أبيه في السلطة قبل اندلاع ثورة ساحة التغيير- حل محل محمد صالح الأحمر الأخ غير الشقيق للرئيس في قيادة الحرس الجمهوري والذي قام الرئيس باسترضائه بمنصب الملحق العسكري في السفارة اليمنية بالولايات المتحدة، ثم قام بترقيته ليصبح رئيس هيئة الأركان العامة والقائد العام للقوات المسلحة ومشرفا على الحرس الجمهوري.

ويفصل تقرير لمعهد ستراتفور للمعلومات الاستخباراتية كيف أقدم الرئيس على تعيين أبناء شقيقه الراحل محمد عبد الله صالح في مناصب حساسة حيث تولى يحيى رئاسة قوى الأمن المركزي ووحدة مكافحة الإرهاب، فيما عين طارق قائدا للحرس الخاص الذي يتبع قيادة الحرس الجمهوري، في حين نال عمار منصب وكيل مجلس الأمن القومي.

كما وزع الرئيس اليمني مناصب قيادية بشكل متساو بين أبنائه وأبناء أشقائه في الحرس الجمهوري.

مساعدات مالية

وتلقت هذه المؤسسات العسكرية والأمنية مبالغ ضخمة من الولايات المتحدة كمساعدات مباشرة بلغت قيمتها في العام 2010 ما يقارب 155 مليون دولار، وكان من المفترض زيادتها إلى مليار دولار خلال السنوات المقبلة.

بيد أن واشنطن قامت بتجميد الدفعة الأولى من هذه المساعدات في فبراير/شباط الماضي بسبب اندلاع الاحتجاجات.
وفي هذا السياق عمل الحرس الجمهوري والقوات الخاصة بقيادة أحمد علي عبد الله صالح بشكل وثيق مع الولايات المتحدة لتشكيل قوة نخبوية مدربة أميركيا على شاكلة القوات الأردنية المخصصة لمكافحة الإرهاب والتي يطلق عليها اسم فرسان الحق.

وفي نفس الإطار جاء تشكيل مجلس الأمن القومي اليمني عام 2002 بمهمة جمع المعلومات الاستخباراتية جزءا من محاولة شاملة سعى من خلالها الرئيس لإصلاح المؤسسة الأمنية وإعدادها لمواجهة التنظيمات الجهادية وفي مقدمتها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.


هذه الدائرة من الحرس الجديد شكلت بطانة جديدة التفت حول الرئيس بصلة القرابة أولا لتنافس في نفوذها الحرس القديم الممثل باللواء علي محسن الأحمر قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية وقائد الفرقة المدرعة الأولى الذي كان من أهم الركائز التي اعتمد الرئيس عليها سابقا.

إقصاء الحرس القديم

كما جاء الجيل الناشئ من أبناء وأقارب الرئيس ليحل محل الحرس القديم حيث أقصى الرئيس عبد الله صالح عام 2007 اللواء عبد اللطيف صالح الضنين قائد الحرس الجمهوري في تعز، فيما حل اللواء مجاهد غشيم محل علي السياني في رئاسة المخابرات العسكرية علما بأن علي هو شقيق وزير الدفاع الأسبق عبد الملك الذي كان من أوائل المؤيدين للثورة اليمنية.
وعمد الرئيس إلى إضعاف اللواء علي محسن بإرسال فرقته إلى الشمال لمحاربة الحوثيين ونقل مقر قيادة فرقته من صنعاء إلى محافظة عمران، كما أمر بنقل عتاد الفرقة الثقيل إلى الحرس الجمهوري.

وفي الوقت الذي كان أحمد نجل الرئيس يتلقى الأموال المخصصة من الولايات المتحدة لمحاربة القاعدة، انزوى اللواء علي محسن وحلفاؤه في الخطوط الهامشية من السلطة حتى قيل إن الرئيس علي عبد الله صالح حاول ست مرات اغتيال علي محسن كان آخرها محاولة جرت الشهر الماضي.

وكان الرئيس علي عبد الله صالح يسعى من خلال هذه الترتيبات إلى تجهيز الساحة الداخلية لإلغاء شرط الفترة الدستورية للرئيس بهدف إعداد الطريق أمام تسلم ابنه رئاسة البلاد من بعده.
المصدر: الجزيرة نت
  رد مع اقتباس
قديم 04-25-2011, 01:21 AM   #7
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


تحولات الموقف الدولي تجاه اليمن..مخرج الطوارئ الأخير للرئيس ونظامه

بقلم/ أحمد الزرقة
نشر منذ: 3 أيام و 13 ساعة و 54 دقيقة
الخميس 21 إبريل-نيسان 2011 11:15 ص
--------------------------------------------------------------------------------
Facebookيواجه الرئيس علي عبد الله صالح امتحانا عصيبا في مواجهة تصاعد سرعة عجلة الثورة الشعبية التي دارت عجلتها بسرعة كبيرة بسبب الوقود الذي يمنحها اياه الرئيس ورجالاته المتمترسين خلفه بصلاحيات تفوق قدراتهم ومؤهلاتهم، غير مدركين ان الثورات الشعبية لا تخضع لقواعد علمية ثابتة يمكن مواجهتها او إيقافها،وان الحل الأنسب لها هو الانحناء امامها ومحاولة تفادي السحق بين تروسها.

منذ اليوم الأول للثورة لوح الرئيس ونظامه بورقة الدعم الدولي الممنوح له تحت دعاوي محاربة الإرهاب وضمان بقاء الرئيس صالح بوصفه عامل استقرار اليمن، لإرهاب خصومه غير التقليديين هذه المرة، وهو يعتقد ان تلك الورقة التي نجحت في عزل خصومه السياسيين في أحزاب اللقاء المشترك سيكون لها نفس الأثر في مواجهة الثورة الشعبية، وكان الفشل هو العنوان الابرز لذلك السلاح الذي تم تحييده وانحيازه الانساني لصالح الضحايا الذين سقطوا برصاص قوات الامن والحرس الجمهوري والميلشيات المسلحة التابعة للنظام.

كان الموقف الدولي دوما يطلب من الرئيس ونظامه حماية المعتصمين والمتظاهرين المطالبين باسقاط النظام،وعدم الاعتداء عليهم وعقب كل تعهد للاطراف الدولية بحماية المعتصمين كانت قوات الامن ترتكب مجزرة بحق المعتصمين وشهد الموقف الدولي تحولا كبيرا بعد مجزرة صنعاء في يوم الجمعة 18 مارس الفائت التي راح ضحيتها 54 شهيدا ومئات الجرحى ، وتواصل انفراط مسبحة الدعم الدولي مع استمرار النظام في قتل المعتصمين في تعز والحديدة وعدن وغيرها من المدن اليمنية.

فبعد حوالي شهرين من اندلاع الثورة الشعبية في اليمن وسقوط عدد كبير من القتلى كانت المواقف الغربية والعربية لا تزال دون المستوى ، وتسعى لمجاملة الرئيس ونظامه على حساب الدماء والشهداء الذين تتزايد أعدادهم يوميا، و اسهمت المساندة الأمريكية غير المباشرة لنظام الرئيس صالح، والمواقف المتناقضة بين البيت الأبيض ووزارة الدفاع الامريكية في زيادة ضبابية الموقف الأوربي والغربي عموما مما يحصل في اليمن، الامر الذي اعتبره صالح بمثابة موافقة غير صريحة على تصرفاته ضد المحتجين المناوئين له.

وبنفس المستوى وربما أكثر تواطئا بدت المواقف العربية كما لو أنها فاقدة للبوصلة ، ولم يصدر أي موقف عربي يدين استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين ، باستثناء موقف دولة قطر الذي ادان تلك الجرائم ، كانت المواقف الدولية والعربية لا تتجاوز الدعوة لبحث مخرج مناسب للازمة أو تلك التي ترفع من سقف مواقفها بالدعوة لانتقال امن وسلس للسلطة.

وكان موقف المملكة السعودية هو الاكثر اثارة للدهشة والاستغراب حيث فضلت الصمت طويلا وانشغلت بتامين حدودها الجنوبية مع اليمن، وعززت قوات حرس الحدود السعودية من إجراءاتها على الشريط الحدودي الطويل والذي يتجاوز 1500 كم تحسبا لانفجار الوضع في أي لحظة.

كانت استجابة الولايات المتحدة الامريكية لما يحدث في اليمن بطيئة وسلبية اكثر من اللازم ويمكن القول إن التصريحات الأولى لوزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس اعتبرت مساندة للرئيس صالح حليف امريكا في حربها على القاعدة حيث اعتبر جيتس في تصريحين صحفيين خلال 3 ايام ان التغيير في اليمن وسقوط نظام صالح يخدم تنظيم القاعدة ويمنحه حرية اكثر للتخطيط لعمليات ارهابية في اليمن ، تلك الرسالة التقطها الرئيس صالح سريعا فبدأ في تحريك ورقة تنظيم القاعدة في محافظات شبوة وابين ومأرب حيث انسحب الامن من محافظة شبوة واجزاء من محافظة ابين وتم الاعلان عن سيطرة تنظيم القاعدة على مصنع للذخيرة ومعدات عسكرية ثقيلة بالاضافة لسيطرة التنظيم على اذاعة جعار وبعض المباني الامنية والحكومية الحساسة ، وترافق مع تلك الاحداث تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون حين قالت "إن الوضع يتدهور بشكل سريع، وأن التظاهرات قد تؤدي إلى مواجهات عنيفة".

وطالبت الخارجية الامريكية من رعاياها سرعة مغادرة اليمن ، بريطانيا هي الأخرى لم تذهب بعيدا عن المخاوف الأميركية وهي تطالب رعاياها بالمغادرة الفورية لليمن بعد أن حذرتهم من أن الوضع هناك يتدهور سريعا وقد يعيق من إمكانية ترحيلهم حسب بيان للخارجية البريطانية.

وفي برلين قالت الخارجية الألمانية إنها سحبت جميع أفراد "فريقها الأساسي" من سفارتها في صنعاء و أن معظم موظفي السفارة وعائلاتهم عادوا إلى ألمانيا بعد أن أصدرت الخارجية تحذيرا من السفر إلى اليمن بسبب تدهور الوضع الأمني. كما دعت روسيا أيضا مواطنيها إلى مغادرة اليمن على وجه السرعة.


وبدا كما لو المجتمع الدولي قد اختار موقف المتفرج على ما يجري في اليمن بانتظار انفجار الوضع في اليمن.

وبينما كانت الاطراف اليمنية تتطلع لموقف امريكي ازاء الاحداث في اليمن جاءت الاستجابة من الاتحاد الاوربي على لسان الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية كاثرين أشتون في 29 مارس التي دعت إلى انتقال سياسي منتظم يبدأ دون أي تأخير من أجل حل الأزمة الراهنة في اليمن ولتمهيد الطريق للإصلاحات. وقالت اشتون أنها أبلغت الرئيس علي عبدالله صالح بهذه الرسالة قبل اسبوع من تصريحاتها،مشددة على أنه "يجب أن يبدأ الانتقال الآن.

تلك التصريحات أزعجت الرئيس صالح ونظامه وبادر لاتهامها بالتحيز واستقاء معلوماتها من قبل احزاب اللقاء المشترك المعارضة وشن مصدر رسمي هجوما قاسيا على تصريحات اشتون.

وجاء الموقف الأوروبي بعد يوم من أنباء شبه مؤكدة عن تخلي الإدارة الأمريكية لدعمها للرئيس صالح .

عقب الموقف الاوربي وقع التغير الابرز للموقف الدولي تجاه الرئيس ونظامه حدث بعد مجزرة تعز والحديدة في 5 ابريل الجاري على لسان المتحدث باسم الخارجية الامريكية مارك تونر عندما قال إن أعمال عنف في اليمن والتي أطلقت فيها الشرطة ومسلحون النار على المحتجين المناهضين للحكومة في مدينتي تعز والحديدة هي حادث "مروع" وأدان جميع اعمال العنف ضد المتظاهرين سلميا، وحث السلطات اليمنية على ممارسة اقصى درجات ضبط النفس ".

لكن الموقف الايجابي والصريح جاء في تصريحات جيف موريل السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأمريكية عندما قال "ان الولايات المتحدة تحث على انتقال السلطة من خلال المفاوضات في اليمن " بأسرع ما يمكن"

وصعد الاتحاد الاوربي من لهجته تجاه الرئيس ونظامه حينما تبنى البرلمان الأوروبي في 8 ابريل لقرار يطالب بإجراء تحقيق مستقل في اليمن اثر تلك الاحداث وطالب البرلمان الأوروبي "الامم المتحدة او محكمة الجرائم الدولية قيادة تحقيق دولي حول الهجمات التي وقعت ضد المعتصمين السلميين في يوم 18 مارس الماضي"

وشدد البرلمان الأوروبي على ضرورة تقديم دعم مادي وتقني لمجلس التعاون لدول الخليج العربي من قبل الاتحاد الأوروبي لمساعدتهم في احتواء أزمة اليمن فور استعداد الرئيس صالح بالتخلي عن سلطته لحكومة ديمقراطية جديدة".

كما طالب الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون في اتصال هاتفي بالرئيس اليمني علي عبدالله صالح "لوضع حد لأعمال العنف في البلاد وان استخدام القوة والعنف لن يؤدي الا الى تفاقم الازمة"، وفي خطوة مهمة ولو انها جاءت متأخرة "ارسل بان كي مون فريقا صغيرا من الامم المتحدة لمشاركة جميع الاطراف بهدف معرفة افضل الطرق التي يمكن للمنظمة الدولية ان تسلكها لمساعدة اليمن".

التحركات الامريكية والاوربية في موقفها من الاحداث في اليمن تعززت بعد إن أعربت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن انزعاجها الشديد إزاء استخدام السلطات اليمنية القوة المفرطة مجدداً ضد المحتجين في اليمن.

ودعت الحكومة اليمنية في بيان صحفي وزعته في 6 ابريل الجاري إلى الوقف الفوري لاستخدام القوة ضد المتظاهرين السلميين في أنحاء اليمن. وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم المكتب "يتضمن ذلك استخدام المدافع الرشاشة فيما يبدو ضد المتظاهرين السلميين في تعز أمس، مما أسفر عن سقوط خمسة عشر قتيلا على الأقل وعشرات الإصابات الخطيرة، مما يرفع إجمالي عدد القتلى المسجلين منذ بدء الاحتجاجات في اليمن منذ خمسة وخمسين يوما إلى أكثر من مائة شخص، وربما يكون هذا تقديرا متحفظا".

أدى استمرار الرئيس صالح ونظامه في استخدام العنف والرصاص الحي ضد المعتصمين الى يأس الحكومة الامريكية من استجابة الرئيس صالح للطلبات الدولية المتكررة بوقف العنف والاستجابة لطلبات المحتجين سلميا بنقل السلطة سلميا،إلى أن يوجه البيت الابيض دعوة للرئيس صالح إلى البدء في عملية الانتقال السلمي للسلطة وفق جدول زمني، في خطوة هي الأولى من نوعها تتخذها الإدارة الأمريكية علناً وتدعم المتظاهرين اليمنيين المطالبين بتنحي صالح عن السلطة.

وكان واضحا ان امريكا قد تجاوزت تلميحات الرئيس بالربط بين بقائه وبين الحرب على القاعدة حين قال المتحدث باسم البيض الأبيض جاي كارني إن موقف الإدارة الأمريكية إزاء مكافحة الإرهاب في اليمن لم يكن مرتبطاً بشخص بعينه. في إشارة منه إلى إمكانية مواصلة التعاون اليمني الأمريكي بشأن الإرهاب بعد رحيل صالح .

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز إن هناك مؤشرات على ضغط امريكي متصاعد على صالح للرحيل. وأضافت ان واشنطن "غيرت مواقفها بهدوء" و"خلصت الى أنه من غير المرجح أن يحقق (صالح) الاصلاحات المنشودة وعليه أن يرحل من منصبه بهدوء."

وساندت منظمة هيومن رايتس ووتش التوجهات الدولية ودفعت بها قدما نحو زيادة الضغط على نظام الرئيس صالح ، وقالت في رسالة وجهتها للحكومة اليمنية اواخر شهر مارس الماضي إن على الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أن يأمر فوراً قوات الأمن بوقف استخدام القوة المميتة غير القانونية ضد المتظاهرين.

وقال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "أظهرت قوات الأمن اليمنية على مدار شهرين لامبالاة واستهتار بأرواح المتظاهرين، فأطلقت النار على المتظاهرين الذين خرجوا في مسيرات سلمية في الأغلب الأعمّ، وقتلتهم في ظل الإفلات من العقاب.واعتبر أن دعوات الرئيس صالح بتسوية الأزمة لا تعني الكثير طالما قوات أمنه تطلق النار على المتظاهرين".

وذكرت المنظمة الدولية أنها وثقت الهجمات المسلحة المتكررة من قبل قوات الأمن والمؤيدين للحكومة في ثياب مدنية على المتظاهرين الساعين لإزاحة صالح منذ أواسط فبراير.

كما دعت المنظمة الولايات المتحدة والحكومات الأخرى إلى تجميد جميع المساعدات العسكرية المُقدمة لليمن حتى تكف السلطات عن هجماتها وتحاسب المسؤولين عنها. وقال: "هذه الهجمات المُكررة تُظهر أن الإدانة وحدها لن توقف إراقة الدماء".

وعقب تلك التصريحات قال وزير الخارجية البريطاني "إنه يجب على الحكومة اليمنية التحرك بشكل عاجل في الاستجابة لمطالب الشعب اليمني المشروعة من أجل إحداث التغيير السياسي المنشود والمضي لتلبية الحاجة الماسة للإصلاحات في البلاد".

وحذر من تأخير عملية الانتقال كونه سيزيد من مخاطر انعدام الاستقرار السياسي والاقتصادي في اليمن وتزايد العنف.

وأشار إلى إن الرئيس صالح وعد المجتمع الدولي باتخاذ أقصى درجات الحذر وضبط النفس في استخدام قوات الأمن اليمنية للعنف وحماية المتظاهرين السلميين..

ودعما للموقف البريطاني طالبت وزارة الخارجية الايطالية السلطات اليمنية بفتح حوار مستعجل مع المتظاهرين لإنهاء حالة الاضطرابات التي تشهدها مدن يمنية.

وقالت الخارجية الايطالية إنها "تتابع بقلق بالغ تطور الأوضاع في اليمن" داعية السلطات في صنعاء إلى احترام حقوق الإنسان والمسارعة في بدء حوار وطني بهدف فتح مرحلة جديدة من الإصلاحات داعية السلطات اليمنية لتفتح الطريق أمام انتقال سلمي ومنظم للسلطة.

كان موقف الحكومة الهولندية مغايرا عندما أعلنت تعليقها مساعداتها للحكومة اليمنية بسبب قمع قوات الأمن للمتظاهرين ضد نظام صالح في مختلف محافظات اليمن.

الموقف الهولندي رافقه تهديد الاتحاد الأوروبي بأنه ودوله الأعضاء سيراجعون من سياستهم تجاه اليمن إذا ما تم استمرار السلطات اليمنية في استخدام العنف ضد المظاهرات السلمية في اليمن.

وهربا من الموقف الامريكي والاوربي الضاغط على الرئيس صالح ونظامه قرر الرئيس صالح كسب المزيد من الوقت باستدعاء موقف سعودي مساند له،لكن المملكة قررت نقل الكرة لملعب دول مجلي التعاون الخليجي ولم تفضل ممارسة دور سياسي بعيدا عن دول المجلس وهو ماحدث عندما طلبت ادراج موضوع اليمن في جدول اجتماع وزراء خارجية المجلس في الكويت الذي نجم عنه مبادرة خليجية تم بلورتها على مرحلتين، حيث تم تقديم مبادرة في 3 ابريل الماضي نصت صراحة على تنحي الرئيس صالح عن الحكم، ورفض صالح تلك المبادرة كونها نصت صراحة على رحيله بينما قابلتها المعارضة اليمنية بالترحاب، ونتيجة لموقف صالح فقد تم تعديل ذلك البند بأن يقوم الرئيس صالح بنقل صلاحياته لنائبة بدلا من تنحيه عن الحكم ، صالح لم يعلن صراحة موافقته بل كان رده مشروطا بأن تنسجم خطوات المبادرة الخليجية مع الدستور اليمني ،اما احزاب المشترك وحلفائها فقد تباينت مواقفها ازاء تلك التعديلات لكن القرار الحاسم كان للرئيس الدوري للمجلس الاعلى للقاء المشترك الدكتور ياسين سعيد نعمان عندما قال اننا نقبل المبادرة التي استلمناها في 3 ابريل، مطالبا بتفسيرات واضحة لمعنى نقل الرئيس لصلاحياته.

اللبس وعدم الوضوح لمعنى نقل الصلاحيات جعل سفراء الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوربي ودول مجلس التعاون الخليجي يقدمون جدولة زمنية لتنفيذ المبادرة الخليجية خلال شهر من تاريخ توقيعها.

المبادرة الخليجية المدعومة بالمواقف الامريكية والاوربية والاقليمية وموقف جامعة الدول العربية والامم المتحدة وصلت لخلاصة ضرورة رحيل الرئيس صالح وسدت عليه محاولات المراوغة الدولية وتعد واحدة من ابرز المبادرات السياسية التي تتدخل في صياغتها اطراف دولية واقليمية كثيرة، ومن شأنها التحول لوثيقة دولية تجعل كل تلك الاطراف معنية بتنفيذها والحرص على نجاحها، ويعني رفضها من قبل الرئيس صالح اقرارا بعدم نيته في تسليم السلطة والحرب على جبهتين داخلية وخارجية وهي حرب لن تكون متكافئة وستكون ضريبتها كبيرة ومكلفة على الرئيس وعلى اليمنيين بشكل عام.

Share |
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas