المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > تاريخ وتراث > تاريخ وتراث
تاريخ وتراث جميع مايتعلق بتاريخنا وموروثنا وتراثنا الأصيل !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


اليمن السعيد . . . بلد يفوح منه الطيب ويسكنه العرب

تاريخ وتراث


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-20-2006, 10:16 PM   #1
الامبراطور2
حال جديد

اليمن السعيد . . . بلد يفوح منه الطيب ويسكنه العرب

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


اليمن السعيد . . . بلد يفوح منه الطيب ويسكنه العرب




عندما ترهقك الدنيا بأعبائها وهمومها، أو يؤرّقك العمل السياسي لبعُد أهله عن كل مبدأ وخلق قويم. وإذا ما اكتشفت انتهازية معظم المفكرين والمثقفين وفرسان القلم أو أحسست أن دنياك خلت من الأصالة والطيب والنُبل فما عليك إلا أن تحزم القليل من أمتعتك وتقصد جنوب الجزيرة العربية وتحديدا «العربية السعيدة» كما أسماها قدماء الجغرافيين العرب. ذلك أن توجهك نحو بلاد الخير والبركة والأصالة والطيب يُنسيك كل همومك ويجعلك أقرب ما تكون إلى أصالة آبائك وشهامة أجدادك وصدق عشيرتك وصفائها. أجل لا شيء يقرّبك من أصالتك وانتمائك إلا رحلتك إلى بلاد اليمن السعيد. وإذا كان لكل من اسمه نصيب كما يقال فإن لليمن كل النصيب من اسمها، فاليمن سميت يمنا لأنها على يمين الكعبة والعرب يتيامنون و الجهة اليمنى رمز الفأل الحسن، وهذا لا تدركه إلا إذا ذهبت إلى تلك البلاد. فبمجرد وصولك إلى أرض اليمن وتعاملك مع أهلها يتسلل الأمل والفأل الحسن إلى حنايا فكرك وجسدك وتعتريك حالة من النشوة التي قلَّ أن تجدها في بلد آخر، وهذه النشوة لا تأتيك من تخزين القات كما هو حال الغالبية العظمى من أبناء الشعب اليمني، ولا من تخزين القات مع شرب (الفودكا) كما هو حال بعض ضيوف اليمن، إنما تأتي من الطيبة والبساطة والتعامل الأخلاقي اللا محدود الذي يغمرك به أهل اليمن الطيبون.



أجل هذا هو الإحساس الذي انتابني في أول زيارة أقوم بها إلى اليمن، وقد استطعت أن أكون جزءا من هذه الفكرة عن الشعب اليمني من خلال اثنين من الأشقاء اليمنيين اللذين رافقاني في الطائرة التي أقلتني من دمشق إلى عدن ومنها إلى صنعاء. وبالرغم من قصر الفترة التي قضيتها في عدن قبل انطلاقي إلى صنعاء استطعت أن أكون فكرة عن هذه المدينة المعروفة بعراقتها التاريخية كميناء تجاري مهم منذ بداية الألف الأول قبل الميلاد حيث ورد اسمها في الكتب المقدسة التوراة والإنجيل وكذلك في النقوش المسندية وفي الأسفار ومن ضمنها سفر(حزقيال)، وعدن هذه مدينة من أجمل مدن اليمن الساحلية وهي ذات حطٍّ وإقلاع، كما يصفها بعض الجغرافيين العرب، كما أنها من أعظم المراسي باليمن. وبها قلعة حصينة. وهي خزانة ملوك اليمن، ومازالت عدن بلد تجارة من زمن التبابعة وحتى يومنا هذا. عليها ترد المراكب الموصلة من الحجاز والسند والهند والصين والحبشة، ولكن المقيم في عدن يحتاج إلى كلفة في النفقات لارتفاع الأسعار بها في المأكل والمشرب، كما أنه يحتاج إلى ما يتبرّد به في اليوم مرات في زمن قوة الحر. إذ إن مكوثك فيها لنصف ساعة في بداية فصل الصيف كاف لأن يغمرك العرق لشدة حرها. وإذا ما تركت عدن وحرها متوجها إلى صنعاء، تلك المدينة التي مازال الجزء القديم منها شاهدا على عظمة الناس الأُول الذين أقاموها وسكنوها بإمرة سام بن نوح عليه السلام، فإنك ستجد طقسا قل أن تجد مثيلا له في الروعة والجمال، فالحرارة معتدلة جدا، وحبات المطر الرقيق تتساقط عليك برقة وهدوء لتغسل ما بقي عليك من درن السياسة وما لحق بك من أعباء الحياة.



والحقيقة أن سام بن نوح كان موفقا في اختيار مكان هذه المدينة والبناء عليه، وتقول بعض المصادر التاريخية أنه طلب مكانا معتدل الحرارة والبرودة فلم يجد ذلك إلا في مكان صنعاء فبنى فيه هذه المدينة.



وصنعاء من أعظم المدن وفيها أسواق ومتاجر كثيرة ولها شبه كبير بدمشق ومصايفها لكثرة مياهها وأشجارها وهواؤها معتدل، وهذا الشبه يدركه عامة الشعب اليمني، فعندما سألت شيخا كبيرا عن الطريق إلى صنعاء القديمة، بادرني إلى السؤال: من أين أنت؟ فقلت من سوريا، فأجابني ستجد شبها كبيرا بين صنعاء القديمة بأسواقها ومتاجرها و(زواريبها) وبين مدينة دمشق، وهو فعلا ما وجدته بمجرد دخولي صنعاء القديمة، فالفوارق بينها وبين دمشق القديمة تكاد تكون معدومة تماما، اللهم باستثناء أريج البخور الذي يفوح في صنعاء القديمة، فيوقع في النفس شعورا بسفر يطوي الزمن إلى ماض بعيد. وهذا طبيعي لاسيما وأن كنوز الماضي الساحر لليمن وجنوب شبه الجزيرة العربية ارتبطت ارتباطا وثيقا بتجارة البخور والعطور واللبان، المستخدمة في الطقوس الدينية، والمعابد، والقصور، فضلا عن بعض الاستعمالات الطبية. وهو بالرغم من وجوده في دمشق إلا أنه ليس بالكثرة نفسها الموجود بها في صنعاء.



وثمة تقاطعا كبيرا ما بين وادي الزبداني القريب من دمشق وبين وادي ظهر القريب من صنعاء والذي يعد واحدا من أجمل الأودية في صنعاء، ويمتاز هذا الوادي بمزارع العنب والفواكه، ويشرف على منتصفه(دار الحجر) وهو قصر فوق صخرة عالية يعود تاريخ بنائه إلى القرن الثامن عشر للميلاد، وتوجد فيه بئر أثرية تخترق الصخر من الأعلى إلى الأسف، هذا بالإضافة إلى إحدى المقابر الصخرية القديمة، وهو اليوم أحد المزارات السياحية الهامة تماما كما هو حال منتزه الزبداني.



وتقع صنعاء على نهر صغير يأتي إليها من جبل في شمالها، ويمر منحدرا إلى مدينة ذمار، ويصب في البحر الهندي. وعمارتها متصلة ومتقنة الجمال والبناء، وليس في بلاد اليمن أقدم منها عمارة ولا أوسع منها قطرا، ومنازل صنعاء تحتفظ إلى الآن بطابعها المعماري الأصيل بدرجة لا مثيل لها في أية مدينة عربية أو إسلامية. ولعل من أبرز معالم المنازل الصنعانية تشابه تقطيعاتها إلى حد كبير من حيث التقسيمات الداخلية ومساحات الوحدات ومسمياتها ووظائفها، كما تتميز باستعمال مادة الحجر في بناء الأساسيات والطابقين الأرضي والأول؛ لتتحمل الضغط الواقع عليهما من الطوابق العلوية، إذ لم يعد البناء مقتصرا فيه على طابقين اثنين، وكذلك لمقاومة السيول والرطوبة؛ نظرًا لكثرة أمطار اليمن، وتصميم واجهات الدور بما يناسب حركة الشمس. وقسمت المدينة القديمة إلى حارات (أحياء) تضم كل واحدة مجموعة من المنازل، يتوسطها بستان كمتنفس للسكان ومصدر للخضراوات. وكان لصنعاء سور منيع وأبراج محصنة، وما يزال بعضه قائم حتى الآن، وكان به أربع بوابات رئيسة يتم غلقها كل ليلة بعد صلاة العشاء إلى الصباح، وما يزال باب اليمن في أحسن حالاته. ولهذا أصبحت صنعاء القديمة ملكًا للإنسانية وتهتم لأمرها المنظمات الدولية المتخصصة؛ حيث أعلنتها اليونسكو محمية عالمية، وشكلت لجنة دولية للحفاظ عليها، ودعمت إقامة العديد من المشاريع والمدارس والمعاهد الفنية التي تهدف لتخريج فنيين متخصصين في الحفاظ على هوية المدينة ومعالمها الأصلية. والحديث عن صنعاء قد يكون حديثا عن سور عظيم، أو بوابة عملاقة قديمة، أو بيوت بالغة القدم، ونقوش فريدة، وأسواق تثير لدى زائرها الدهشة، وزحام من اللوحات الفنية التي تحوي قصورا شامخة، تحفّها الشوارع والأسواق؛ لتمثل في مجملها أكبر متحف تاريخي طبيعي مفتوح في العالم، يضم المنازل، بشبابيكها المميزة والمساجد والوكالات .وصنعاء حاضرة اليمن الخضراء وعاصمة البلاد السعيدة، كما أسماها مؤرخو اليونان، وعروس الجزيرة العربية، وكانت في القديم كرسي مملكة اليمن، وبها تل عظيم يعرف بغُمدان، كان مقرا ينزله ملوكها. قال صاحب «الروض المعطار»: هو أحد البيوت السبعة التي بنيت على اسم الكواكب السبعة، بناه الضحاك على اسم الزُهرة، وكانت الأمم تحجه فهدمه الخليفة الثالث عثمان بن عفان (رض) ليصبح تلا عظيما.



أما بالنسبة للباس أهل اليمن فلا يزال البعض من المواطنين اليمنيين يحرصون في المناسبات الرسمية الوطنية على الظهور بالزي الوطني الشعبي، لكن قد لا يكون هذا اللباس منتجاً داخل اليمن، كما هو الحال مع الجناجي (الخناجر) حيث تتم صناعة الكثير منها خارج اليمن ويعتبر شعبياً فقط من حيث شكله وبحكم ما له من ارتباطات بالتاريخ اليمني. . أي أن المواطن اليمني اصبح لديه القدرة في المزاوجة بين القديم والحديث، ففي العمل يلبس اللباس الرسمي وفي البيت يكون كامل لبسه هو الزي التقليدي.



وإذا ما أنستك عدن وصنعاء وأهلهما همومك ومتاعبك، فإن حضرموت ستدخلك في نشوة عميقة لا تخرج منها إلا عندما تغادر هذه الآية من الجمال والإبداع والإتقان، فـحضرموت أسطورة التاريخ وعراقة الحضارة الممتدة لآلاف السنين حيثما تتجول فيها فأنت خارج الزمن الحقيقي تعيش روائح البخور وطريق اللبان العريق وتتفيأ فيها ظلال قدسية أنبياء اختاروها سكنا وحياة ومدفنا حتى تصافحك بنايات الطين التي صنفت كأول ناطحات سحاب في العالم ومع كل ذلك فإنك لا شك ستطرب بالدان الحضرمي ونغمات الرقص التي شعت منها إلى العالم العربي. وقد كانت حضرموت مهد حضارات متعددة مثل حضارة عاد الأولى وحضارة ثمود، وكلتيهما ورد ذكرهما في القرآن الكريم.



وعندما تشرف على حضر موت من علٍ تجد أمامك سلسلة جبال شاهقة ولكنها منبسطة، ويتخلل هذه الجبال شقوق كثيرة، هي الأودية وأعظمها وادي حضرموت الرئيسي الذي تقع على حافتيه أهم مدن الداخل كتريم وسيؤن وشبام والقطن. ولعل من أهم مدن الساحل الحضرمي مدينة المكلا حاضرة المحافظة وإحدى أجمل المدن الساحلية في اليمن، ومدينة المكلا اليوم ليست كمدينة المكلا بالأمس القريب، إذ أن هذه المدينة أضحت وخلال أشهر قليلة واحدة من أجمل المدن السياحية على الشاطئ اليمني، فـ «خور المكلا» غدا واحدا من أهم أماكن الجذب السياحي، وبقربه يجلس السياح العرب والأجانب، فضلا عن أبناء اليمن، حيث المتعة والسعادة الغامرة التي يضفيها جو هذه المدينة الساحرة على زوارها والمقيمين فيها. وقد شكل حوالي ستة آلاف طالب وطالبة من أبناء حضرموت لوحة استعراضية بديعة في مدينة المكلا، إذ أبرزت هذه اللوحة الاستعراضية والأوبريت الرائع نماذج من التراث اليمني الزاخر بأسلوب متميز وأداء متناغم بالحركة والصوت، كما عكست هذه ما تكتنزه اليمن من موروث حضاري ثري مكنها من تشييد أعرق الحضارات، التي استطاعت بناء جسور من التواصل الحضاري البنّاء مع الحضارات الإنسانية المختلفة.



أجل هذه هي بلاد اليمن السعيد، سعادة تغمرك منذ دخولها وحتى مغادرتها، وحنان يُحيطك به أهلك وإخوانك في اليمن فينسونك أنك في بلدٍ غير بلدك وأهلٍ غير أهلك الذين أمضيت ما مرَّ من عمرك معهم، ولاشيء يزعج زائر اليمن سوى مظاهر التسلح في محافظات هذا البلد بما فيها العاصمة صنعاء، هذا فضلا عن الأثر المادي والاجتماعي السيئ الذي يتركه تخزين القات على الغالبية العظمى من أبناء الشعب اليمني، إلا أن هاتين الظاهرتين بدأتا بالتراجع ولو بشكل بطيء، لاسيما وأن الدولة بدأت بتسيير الدوريات للحد من ظاهرة حمل السلاح لاسيما في العاصمة والمدن الرئيسية، كما أن بعض اليمنيين، رسميين كانوا أم شعبيين، قد أقلعوا عن تخزين القات، كما يخب بذلك وزير الإعلام حسين ضيف الله العواضي، الذي تشعر بمدى كراهيته للتخزين فتجده يصرخ في وجه أحد موظفيه بالقول: «يامخزناتي» فسألته ألا تخزن معالي الوزير فأجابني: لا والحمد لله وأتمنى أن يأتي علينا اليوم الذي لا نجد فيه مخزنا واحدا للقات في اليمن.



ولعل من أجمل ما يتحلى به اليمنيون هو ذلك الحس القومي الكبير، والحماس اللا محدود في الدفاع عن القضايا المصيرية للأمة وهذا تجده عند عموم اليمنيين، وهو ما وجدته عند عدد غير قليل من السياسيين والوزراء والمستشارين مثل الأستاذ المستشار محمود السريحي الذي حدثني عن بلدي سوريا وكأنه أحد أبنائها، قبل أن يذكرني بالمخاطر الكبيرة المحدقة بها إن لم يلتف الشعب حول قيادته، وتسمح القيادة للشعب بالمزيد من الحرية والديمقراطية.
التوقيع :
ليست المنتديات موضوعات وأقسام

بل إن المنتديات أخلاق واحتـــــرام


^*$@ (( محمد وليد باذيب )) @$*^

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ماذا قالوا عن اهل اليمن0؟؟ مدهون الســقيفه العـامه 11 10-27-2011 10:06 PM
السفير البريطاني في صنعاء: عدم استعداد الرئيس وأسرته لمناقشة نقل السلطة سيكون له عواق حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 0 07-18-2011 12:49 AM
ملف القومية العربية (3) : الثورة العربية - الشعوبية الفارسية الإيرانية نجد الحسيني سقيفة الحوار السياسي 2 01-08-2011 07:31 PM
حميد الأحمر: الجيش أصبح وقوداً للرغبات الشاذة وأرواح أبناء اليمن تزهق لمكاسب رخيصة حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 0 01-07-2011 01:51 AM
وزير في الحكومة البريطانية يحذر المجتمع الدولي من تأخر إنقاذ اليمن ويقول:ولَّى زمن ال حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 0 11-12-2010 02:02 AM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas