لمن الجنة؟

[بدر السقيفه2008]

أحمد محسن أحمد: راعني ما سمعته من مواطن عادي.. هنا في عدن! قال لي.. لمن تعتقد الجنة؟.. فقلت له لكل من صلح عمله.. وجزاه الله خيرا..؟! فقال لي: ما العمل الصالح؟ قلت أن يتقي المرء الله (سبحانه وتعالى) ويخاف معصيته!.. فقال لي صدقت، ولكن قل لي.. المسئولون في هذه البلاد من أهل الجنة؟!.. فقلت على الفور حسابهم عند ربي.. ولكن من بيان أفعالهم فأغلبهم إن لم يكن جمع شملهم في دياجير وظلمات وكهْر نار جهنم!.. فجأة وجدت الرجل يبتسم لي.. ثم يغادر بصمت رهيب. عرفت أنني كنت أمام أحدهم.. ربما هو واحد ممن نزل عليهم ظلم المسئولين أو أنه مرمي في عالم النسيان.. فكان لهذه الواقعة أثرها، فعلا. بدأت أسأل نفسي (كل مسئول في هذه البلاد من أعلاهم إلى أدناهم، أين سيذهبون من عذاب رب العالمين)؟!.. فالمظالم لاتحصى والقهر وسلب حق الناس لا حدود له.. أحد الرجال الذين احترموا أنفسهم وتجنب غضب رب العالمين عندما كان مسئولا لم يمد يده إلى حق الناس أو الحق العام في ظل حكم التشطير في جنوب اليمن.. حافظ على الناس.. على حقوقهم، وعلى الممتلكات العامة والخاصة، فجاءت الوحدة.. ياه!!.. ماذا أقول؟.. لقد ساقوه مع كل من كان يحترم نفسه ويخاف رب العالمين.. حولوه للمعاش ثم أخذوا سبع سنوات من خدمته (بحكم أنه لم يربطها، وهي من خدماته أيام الإنجليز) أي أنهم سلبوا من معاشه وقوت أسرته مبلغ -/30،000 ريال شهريا، فقال لي صاحب المعاش (المقنن) ألم يقولوا بأن الشاة (الدبعا) ستأخذ حقها يوم الدين من (أم القرون)، فقلت نعم.. فقال أي مسئول منهم (كبر أو صغر) كيف سيدخل الجنة وهو يسلبني من قوت أسرتي هذا المبلغ شهريا، دون وجه حق؟!.. فقلت له لماذا لم تربط خدمتك، قال يا أخي أيام الاشتراكي كان المبلغ لايزيد عن (9000 شلن) أما الآن يريدون مني (500,000 ريال) وبعد كل هذا لماذا (دهفوني) على المعاش وأنا لم أصل إلى الأجل الأول؟.. فقلت له ربما أنك وصلت إلى الأجل الثاني (60 سنة في العمر) فرد علي سريعا.. لكني كما تراني لازلت قادرا على العطاء، ثم قُل الصدق.. لماذا لايذهب المسئول الكبير والصغير معه من المحافظات الشمالية إلى المعاش، وهم أكثر منا استحقاقا للتحول إلى المعاش.. أغلبهم تجاوز سن السبعين من العمر؟!.. أليس هذا ظلما يمارسونه ضدنا؟!.. إذا كيف سيدخلون الجنة ونحن لهم على أبوابها نطالب رب العالمين أن ينصفنا منهم؟!.. أصبحت في حيرة من هذا الأمر.. القاضي في المحكمة يقول لك: أنا أعرف أن قاضيا في الجنة وقاضيين في النار.. فيقوم يرتشي وهو يعرف أن الراشي والمرتشي في النار، ومع ذلك يحلم أن يكون من بين القضاة الذي يتجنبون نار جهنم!! والمسئول الكبير يظلم ويعرف أن ظلمه يأتي في إطار إحدى الكبائر، وهي الشرك بالله، وأذية وظلم الناس.. وأذية الناس وظلم الناس من أكبر الكبائر!! ومع ذلك نجد المسئول يعتقد أن هناك أملا في الانعتاق من النار، وهو يؤدي حسب تفكيره ما يرضي الله. كيف والمظلوم لايتنازل عن حقه؟!.. كيف يستمر هؤلاء في ظلمهم وهم يعرفون أن مليونا ونصف المليون من أبناء الجنوب وعدن في المرصاد لهم على أبواب الجنة؟!. قال لي يا صاحبي والله لن أسامح مهما حاولوا يسكتونا بالفتات.. سوف أقف على باب الجنة لأكبر مسئول وأصغرهم ممن ظلموني على أبواب الجنة.. ويا نحن يا هم!!.