كـركـر جـمـل

[بدر السقيفه2008]

عبده حسين أحمد: الهنود الحمر يطالبون بفتح ملف كريستوفر كولمبوس الذي اكتشف أمريكا ونقل إليها الاستعمار وكل أمراض الحضارة.. وإذا كان العالم يحتفل اليوم بمرور خمسة قرون على اكتشافه لأمريكا.. ويريد أن يكون الاحتفال العظيم تكريماً وامتناناً له.. فإن السكان الأصليين لأمريكا يلعنون ذلك اليوم من أبريل سنة 1492.. فقد كان عدد سكان أهل أمريكا القديمة مائة مليون.. وجاء كولمبوس بكل شرور وأمراض أوربا إلى هذه البلاد.. ثم إن أوربا قد استولت عليها.. لذلك يطالبون بمحاكمته علناً ثم تنفيذ حكم الإعدام شنقاً في هذا الرجل الذي قتل واغتصب وسجن وأعدم الألوف من سكان أمريكا الأصـليين. > وفي سنة 1998 احتفل البرتغاليون بمرور خمسة قرون أيضاً على اكتشاف الهند واليابان.. أما المكتشف فهو الرحالة البرتغالي فاسكو دي جاما.. وهو رجل أشد قسوة ووحشية من كولمبوس.. فهذا الرجل جاء إلى السواحل الشرقية لأفريقيا ثم انتقل إلى حضرموت وإلى سواحل عمان.. وقد سمع أن البحارة العرب قد عرفوا الهند.. وهم وحدهم القادرون على الملاحة من بلادهم إلى الهند.. فاستعان بعشرة منهم.. ولسبب غير معروف حاكمهم وأعدمهم وألقى بهم في البحر. > وأخيراً اهتدى إلى بحار عظيم هو (أحمد بن ماجد) وهو من عمان.. وأحمد بن ماجد هذا هو الذي قاد سفن (دي جاما) إلى ساحل الملبار الهندي.. وهناك أقام دي جاما ورفع علم بلاده معلناً ضم الهند إلى البرتغال.. ومن بعده جاء سفاح آخر اسمه (البكيرك) وكانت متعته قتل التجار.. تجار التوابل والعطور وأكثرهم من العرب.. وكانت التعليمات الملكية لدى دي جاما أن يستولي على التجارة وعلى مصادر التوابل وأن يقضي على التجار العرب.. ونفذ دي جاما هذه التعليمات حرفياً.. فقتل التجار العرب بالعشرات. > أما جريمته الكبرى فهي أنه علم أن سفينة عربية جاءت من حضرموت إلى الهند.. وأن بها مائة من الرجال والنساء قرروا الإقامة في بلاد الهند.. وأن يتخذوها لهم مركزاً ثابتاً.. واستدعى دي جاما قبطان السفينة العربي الذي علم أنه يعرف أماكن بلاد أخرى غير الهند.. الصين واليابان.. ولم يكن أحد من الأوربيين قد عرف هذه الأماكن.. ورفض الرجل أن يطلع دي جاما على الخرائط التي لديه.. فما كان من الرحالة البرتغالي إلا أن أبعد السفينة إلى عرض البحر.. وأمر الرجال والنساء أن يهبطوا إلى قاع السفينة.. ثم أشعل فيهم النار جميعاً. > وأنا أطلب إلى أبناء حضرموت وعمان أن يستأنفوا الحكم في جريمة هذا الرجل.. وأن تقام له محاكمة علنية.. لابد أن تنتهي بإعدامه حرقاً وغرقاً.. كما فعل بمئات العرب رجالاً ونساءً وأطفالاً. ولن يعترض أهل البرتغال على ذلك فهم يرونه سفاحاً أيضاً.. وأنه لم يكن في حاجة إلى كل هذه الجرائم. > ومن العدل أن نحتفل أيضاً بمرور خمسة قرون على اكتشاف أحمد بن ماجد لبلاد الهند.. فهو الذي توجه بالأسطول البرتغالي إلى هذه البلاد.. فلنحتفل بذكرى ابن ماجد البحار العظيم.. وبإعدام دي جاما السفاح الأعظم. > وهذه المعلومات ليست من عندي.. وإنما كشفها وكتبها إضافة للتاريخ الكاتب المصري الكبير أنيس منصور..!!