المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الحوار السياسي
سقيفة الحوار السياسي جميع الآراء والأفكار المطروحه هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


رؤيا حول القضية الجنوبية - مجموعة عمر بن عبدالعزيز

سقيفة الحوار السياسي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-30-2011, 10:13 AM   #1
اللجنة التحضيرية
حال جديد

افتراضي رؤيا حول القضية الجنوبية - مجموعة عمر بن عبدالعزيز

مجموعة الخليفة الراشد
عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه


مجموعة من أبناء الجنوب العربي
المهتمين والمتابعين بالقضية الجنوبية




رؤيا وتصورات
1- سرد لمسيرة الوحدة المزعومة منذ عام 1967م وحتى الآن.
2- محور ما قبل فك الارتباط.
3- محور ما بعد فك الارتباط.


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين إلى يوم الدين.

الموضوع : رؤيا مقدمة من مجموعة الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه حول القضية الجنوبية (مجموعة من أبناء الجنوب العربي المهتمين والمتابعين للقضية الجنوبية).
في البداية أترحم على روح شهداء الحراك الوطني السلمي الجنوبي. ونسأل الله أن ينزلهم منازل الصديقين والشهداء في الفردوس الأعلى من الجنة وأن ينقيهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
كما نسأله سبحانه وتعالى أن يشفي الجرحى والمصابين وأن يعجل بشفائهم ويرجعهم إلى أسرهم سالمين غانمين.
كما نرجو جلت قدرته أن يفرج عن الأسرى والمفقودين والمشردين وأن يعودوا إلى ديارهم وأبنائهم وهم يتمتعون بكامل صحتهم وعلى رأسهم أبو المناضلين المناضل الوطني الجسور/ حسن أحمد باعوم – حفظه الله ورعاه – (غاندي الجنوب العربي).
(واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) آل عمران: ١٠٣



أولاً : حالة القضية الجنوبية قبل ( فك الارتباط )
للأسف يتضح أن هنالك تباينات في الرؤى حول معالجة هذه القضية بين النخب من أبناء الجنوب العربي حيث توجد على الساحة الجنوبية عدة فئات منهم وهم :
1- مجموعة تدعوا إلى فك الارتباط ، وهذا المصطلح السياسي والقانوني له تفسيراً سياسياً وقانونياً خاصاً به حسب القانون الدولي المختص بحل المنازعات الدولية.
2- مجموعة تدعوا إلى الفيدرالية ، وهذا المصطلح السياسي والقانوني له تفسيراً سياسياً وقانونياً خاصاً به حسب القانون الدولي المختص بحل المنازعات الدولية..
3- مجموعة تدعوا إلى تقرير المصير ، وهذا المصطلح السياسي والقانوني له تفسيراً سياسياً وقانونياً خاصاً به حسب القانون الدولي المختص بحل المنازعات الدولية.
4- مجموعة تدعوا إلى الكونفيدرالية ، وهذا المصطلح السياسي والقانوني له تفسيراً سياسياً وقانونياً خاصاً به حسب القانون الدولي المختص بحل المنازعات الدولية.
5- مجموعة تدعوا إلى الاستقلال ، وهذا المصطلح السياسي والقانوني له تفسيراً سياسياً وقانونياً خاصاً به حسب القانون الدولي المختص بحل المنازعات الدولية.
6- مجموعة تدعوا إلى الإنفصال ، وهذا المصطلح السياسي والقانوني له تفسيراً سياسياً وقانونياً خاصاً به حسب القانون الدولي المختص بحل المنازعات الدولية.
7- مجموعة تدعوا إلى حكم كامل الصلاحيات ، وهذا المصطلح السياسي والقانوني له تفسيراً سياسياً وقانونياً خاصاً به حسب القانون الدولي المختص بحل المنازعات الدولية.
8- مجموعة تدعوا إلى التغيير ، وهذا مصطلح كذلك له تفسير قانوني وسياسي.
9- مجموعة مع النظام الحاكم بالجمهورية العربية اليمنية وهذا المصطلح لا يحتاج إلى أي تفسير قانوني ولا شرعي.
10- المجموعة الصامتة ، وهما فئتان في الحقيقة الفئة الأولى هي المتأملة وهذه في حاجة إلى توعية أما الفئة الأخرى فيمكن أن نطلق عليها للأسف بالسلبيين مع احترامنا الشديد لأفرادها.

ثانياً : تأملات لمسيرة الوحدة المزعومة قبل عام 1990م.
بدأت مفاوضات الوحدة المزعومة منذ استقلال الجنوب العربي عن بريطانيا بإعلان (جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية) ، وهي بداية اليمننة للجنوب العربي وتعزز هذا المشروع باستيلاء الجناح اليساري في الجبهة القومية والذي كان يسيطر عليه فلول اليمنيين من الحجرية في عام 1969م بإعلان (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) وانطلقت من ذلك الوقت مفاوضات طرابلس الغرب والقاهرة والكويت وغيرها وأنشأت في البلدين وزارات (الوحدة) ووقعت بين الطرفين العديد والعديد من الاتفاقيات وتوجت تلك الرحلات المكوكية من المفاوضات بتوقيع عام 1990م على اتفاقية الوحدة على أساس التعددية الحزبية والسياسية والانتخابات وعلى حرية الصحافة وجميع وسائل الإعلام وعلى النزاهة والشفافية وبموجب دستور انصهرت فيه الدولتين في دولة واحدة سميت الجمهورية اليمنية (فضلاً انظروا ما حصل لصحيفة الأيام الجنوبية بفضل اتفاقية الوحدة المزعومة تلك من تنكيل لأصحابها وإغلاقها بدون وجه حق حتى الآن).

ثالثاً : مراجعات لمسيرة الوحدة بعد عام 1990م
تمت هذه الوحدة الاندماجية دون أن يتم استفتاء الشعبين في البلدين الجارين على نوع هذه الوحدة وتم استفتاء شكلي وسريع على مما كان يسمى دستور الوحدة تخللته مكايدات سياسية وحزبية وحشد شعبي إلى درجة الغوغائية وهي في الحقيقة كانت وحدة بين نظامين وليس بين شعبين وكل نظام دخل هذه الوحدة السريعة والغير مدروسة بأجندته الخاصة به وعلى قاعدة (يكذبون علينا ونكذب عليهم) والدليل قيام حربين في عام 1972م و1979م بين الطرفين حيث كان يسعى كل طرف لفرض أجندته الوحدوية الخاصة به ، وتم انتقال القيادات الجنوبية من الصف الأول أو الثاني إلى عاصمة اليمن صنعاء وبدأ كل نظام يكشر عن أنيابه حسب أجندته الخاصة به فبدأت المكايدات السياسية والحزبية ومن ثم بدأت التصفيات الجسدية لكوادر كل طرف من الطرف الآخر وفي السنة الأولى للوحدة المزعومة في ظل الأعداد لأول انتخابات تم إنشاء حزب الإصلاح الذي أصبحت تحت مظلته كافة الاتجاهات الاسلامية ومن عجائب القدر أن يترأس هذا الحزب الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر الذي كان عضو فعال وأساسي في حزب المؤتمر الحاكم ، وبناء عليه عقد حلفاً استرتيجياً قوي مع حزب المؤتمر ضد الحزب الاشتراكي اليمني الذي كان شريكاً ساذجاً وفعالاً في الوحدة المزعومة وبدأ حزبي الإصلاح والمؤتمر في تنفيذ الخطة الموضوعة سلفاً لإقصاء الحزب الاشتراكي عن الساحة السياسية عبر التأثير بواسطة الحملات الدعائية والإشاعات المغرضة والمكايدات السياسية والتصفية الجسدية لكوادره واستقطاب من يمكن استقطابه عبر المال السياسي أو عبر الإغراءات بالمناصب وبالفعل حققت هذه الخطة نجاح كبير وجاءت نتيجة الانتخابات الأولى عام 1993م محققه لآمال الأحمرين بالفعل وأصبح ذلك الحزب الذي تقوده قيادة ساذجة وغير متمرسة للعمل السياسي وأصبح ذلك الحزب في المرتبة الثالثة من الأحزاب المؤثرة على الساحة السياسية في دولة الوحدة المزعومة ، وفي نفس الوقت كانت هناك خطط عسكرية يجري تنفيذها على الساحة سعياً إلى حسم الوضع عسكرياً لصالح الأحمرين في الوقت المناسب لهما ، وتجلت هذه الخطط في الاستقطابات للكوادر العسكرية الجنوبية والتصفية الجسدية جزاءً لمن لا يستجيب لهذه الاستقطابات.
وتنفيذاً لتلك الخطط العسكرية لهما تم تحريك أهم الألوية العسكرية الجنوبية المدربة تدريباً عسكرياً متميزاً من مواقعها في الجنوب إلى مواقع أخرى داخل اليمن ومحاصرتها من قبل القوات اليمنية ، وكذلك تحريك ألوية عسكرية يمنية من ألوية الصفوة إلى مواقع مختارة في الجنوب والغريبة أن هذه الخطة كانت واضحة المعالم لكل مبتدئ في السياسة وفي المجال العسكري.
وعندما نضجت الخطة العسكرية المعدة سلفاً وحانت ساعة الحسم خرج عرابها إلى ميدان السبعين بصنعاء معلناً حرب صيف 1994م على الجنوب بمباركة من الأحمر الآخر ، واجتاحت القوات اليمنية أرض الجنوب العربي وبمساعدة المليشيات الإسلامية المؤدلجة ومجاميع القوات الجنوبية التي انهزمت في عام 1986م وبقايا فلول جبهة التحرير وغيرها في استغلال قبيح للصراعات والثارات السابقة التي كانت بين أبناء الجنوب العربي.
لقد ضرب الأحمرين بكل الاتفاقيات الموقعة والخاصة بالوحدة المزعومة عرض الحائط وآخرها وثيقة العهد والاتفاق التي وقعت بشهادة الملك حسين وأمين عام الجامعة العربية والعديد والعديد من الشخصيات السياسية العربية والدولية ووقعها الأحمران بأيديهما والتي لم يجف حبرها بعد وأصبحت حسب عرفهم العجيب دواء انتهي مفعولة.

رابعاً : تأملات في مرحلة ما بعد حرب صيف 1994م المشؤمة :
بدأت الخطة الموضوعة سلفاً من قبل الأحمرين وهي خطة الفرع رجع إلى الأصل وظهرت على الساحة فلول الغنائم والفيد من كافة الألوان والأطياف اليمنية والتي تطالب بنصيبها من هذه الغنيمة ولكل من رزقه الله ببصر وبصيرة وغير مصاب بمرض الألوان يعرف ما تعرضت له الهوية الجنوبية والأرض والثروة النفطية وثروة العقارات والأراضي والمعادن والأسماك ولم تسلم حتى الفنون والتراث والمعمار من التشوهات والدمج والتجاهل من قبل عصابات الفيد والغنائم في حرب تحركها الأحقاد الدفينة.
كما بدأت خطة الاستيطان البشرية بواسطة صرف بطاقات هويات مزيفة (لأبناء اليمن) وتم تسريح الكوادر العسكرية والمدنية (بمئات الآلاف) وبدأ برنامج خليك في البيت لهذه الكوادر حتى من حارب معهم ضد وطنه لم يسلم من هذه الخطة اليمنية الجهنمية ، أما قطاع الشباب والشابات من أبناء الجنوب العربي فلم يحصلوا بعد تخرجهم من الجامعات والمدارس العامة والمهنية على وظائف أو قبول في الجامعات والكليات العسكرية والمدنية ، أما البعثات إلى خارج جمهورية الوحدة المزعومة فكانت بالنسبة لهم أضغاث أحلام يقظة إذا جاءتهم تعوذوا بالله من الشيطان الرجيم.
أما ميناء عدن الذي كان ثالث ميناء في العالم فحدث ولا حرج فكانت هنالك خطة شيطانية لتدميره تماماً وحتى يتم ذر الرماد في العيون المصابة أصلاً بالرمد فتم إنشاء ما يسمى بالمنطقة الحرة التي كانت مهمتها تنفيذ تلك الخطة التدميرية العجيبة.
أما رجال الأعمال الجنوبيين سواء من كانوا يعيشوا داخل الجنوب أو خارجه فقد عانوا الأمرين من التعسف والاضطهاد والتهميش والابتزاز والاستغلال من الأحمرين والتابعين لهما من كافة الألوان من عصابات الغنائم والفيد ومن عام عومهم بفرض الشراكة والحماية وفرض الأتاوات وحرمانهم من الحصول على الوكالات التجارية وتنفيذ المشاريع الإنشائية والصناعية والعقارية والسمكية والسياحية وغيرها.
وهناك طرفه تروى أن رجل أعمال جنوبي مهاجر جاء إلى عدن بغرض إنشاء عمل استثماري في أحد المجالات الصناعية حتى تستفيد منه بلده ويخلق فرص عمل للشباب والشابات بمدينته فجاء من ينصحه بأن يبحث عن أحد مما ينتمون إلى الألوان المشار إليها أعلاه حتى يتمتع بحمايته فقال لهذا السمسار ابحث لنا عن أحدهم ، فتم الاتفاق مع أحد الشخصيات من عصابات الغنائم والفيد وطلب منه الدخول شريكاً في مشروعه ، فقال له رجل الأعمال الجنوبي تريد أن تدخل شريكاً معي مقابل ماذا؟ فقال له هذا الشخص حتى أوفر لك الحماية ، فقال له رجل الأعمال الجنوبي نعم أنت قد توفر لي الحماية مقابل هذه الشراكة ولكن لدي سؤال محيرني من سيحميني منك؟؟؟!!! وعندها عاد رجل الأعمال المهاجر إلى مهجره ووفر على نفسه هذا العناء ولكن من الذي خسر؟ خسر الجنوب وخسر شبابه وشباته واقتصاده وتنميته ورخائه ، حيث كان سيتم توفير العديد من فرص العمل توفر لأبناء وطننا لقمة العيش الكريمة لهم ولمن يعولونهم.

خامساً : متابعة لحركات التململ والاحتجاجات لأبناء الجنوب العربي بعد 7/7/1994م
بطبيعة الحال سقطت الوحدة المزعومة في صيف 1994م وبدأت شعارات استفزازية من قبل رأس النظام والفلول التابعة له موجهة لأبناء الجنوب منها (الوحدة المعمدة بالدم) (الوحدة أو الموت) ، أما الشعار الأغرب (اليمن في قلوبنا) ونقول لهم هنيئاً لكم بيمنكم ضعوه في قلوبكم أو في عيونكم أو في جيوبكم فهذا شأنكم.
وبدأت النخب الجنوبية من حوف حتى باب المندب وفي المهاجر تلتقي وتتباحث من أجل لملمة شتات أبناء هذا الوطن المسلوب بعد هذه الحرب الظالمة والجائرة والمخطط لها مسبقاً من قبل قيام تلك الوحدة المزعومة التي شنت على الأرض والإنسان والتراث والثروة والشجر والحجر والبر والبحر وشواطئه في الجنوب العربي وأين منهم هجوم المغول على بغداد ورغم هذه كانت تلك النخب الجنوبية متزنة في طرحها حيث طالبت بتصحيح مسار الوحدة ولكن نظام الحكم القبلي والأسري الفاسد تجاهل هذا الطرح الرشيد والحريص على استمرار الوحدة المزعومة رغم ما فيها وما بها من ظلم واستغلال وفساد ولكن هذا الطرح تم إعلانه أملاً في إصلاح مسار الوحدة وحتى نثبت للعالم أننا نحن الوحدويون الحقيقيون بل والحريصين على استمرارها وشمس النهار ليست بحاجة إلى دليل نحن من تنازلنا عن الدولة والأرض والثروة في سبيل تحقيق هذه الوحدة ولكن بدلاً من التجاوب مع هذه الدعوات الصادقة بدا ذلك النظام الأسري بمحاولات للعب على الثارات والصراعات السابقة بين أبناء الجنوب العربي وهو ما استخدمه فعلاً في حربه عام 1994م.
ولم يعلم هؤلاء القائمين على منظومة الحكم الفاسدة باليمن أن في أبناء الجنوب رجال دولة ومفكرين ومثقفين مروا بتجارب مريرة في نضالاتهم ضد الاستعمار ، تنبهوا لهذه الخطة التي لم يفكر فيها الشيطان الرجيم نفسه ، وبدأت اجتماعات أبناء الجنوب في جمعية ردفان الخيرية في عدن وانطلقت منها دعوة التصالح والتسامح بين أبناء الجنوب العربي ومن ثم تفاجأت القوى الجنوبية بأن النظام الأسري الفاسد بدأ يسرح الجيش الجنوبي بكل قطاعاته ومن كافة الرتب العسكرية ويستولي على أسلحته ومعسكراته وتجهيزاته وقواعده ، كما سرح الكوادر الجنوبية من العاملين في كافة الوزارات واستبدلهم بجحافل المستوطنين الغزاة (من أبناء اليمن) ، أما قطاعات الشباب والشابات الجنوبيين فأصبح من المستحيل حصولهم على قبول في الجامعات في التخصصات العلمية والنادرة ، أما الكليات العسكرية فهذه من المستحيلات ومخصصة مقاعدها لأبناء ألوان الطيف الحاكمة ، وكذلك البعثات الجامعية للخارج فهي لأبنائهم بدون منازع.
ومن هنا بدأ إنشاء جمعيات المتقاعدين العسكريين والمدنيين والعاطلين عن العمل بالمطالبة بحقوقهم ولكن على الرغم من هذا صم هؤلاء المغول آذانهم عن سماع هذه المطالبات وعن سماع الحقائق على الأرض لأنها لم تكن ضمن حساباتهم أو اهتماماتهم.
وبناء عليه خرج الحراك الجنوبي السلمي من رحم هذه الأزمات في عام 2007م قبل أن نفاجأ بالربيع العربي بل نعتقد بأن البوعزيزي التونسي استلهم المطالبة بحقوقه من هذا الحراك الجنوبي السلمي ، وبدأت فعالياته ونشاطه وكفاحه في عموم محافظات الجنوب العربي الستة.
وبعد ذلك بدأ النظام المغولي الجاهل في صنعاء مسيرته الخداعية بإرسال ما يسمى بلجان تقصي الحقائق ومن أبرزها لجنة (باصرة – هلال) والتي استمرت أعمالها أكثر من ستة أشهر وفي النهاية كتبت تقريرها وتوصياتها الذي رفضها رأس النظام الفاسد نظراً لأن هذا التقرير به نسبة لا بأس بها من الشفافية والمصداقية حيث كشف عن تجاوزات للقادة العسكريين والمدنيين ومشايخ القبائل ومشايخ الدين (من أبناء اليمن) ومن قادة الغزو ورجال الفيد وأشاوس الغنائم المدعين كذباً وبهتاناً أنهم رجال دولة وهم في الحقيقة مجاميع من اللصوص المحترفين والمهربين وتجار المخدرات والسلاح والقات.
وبناء عليه رفض رأس النظام المغولي توصيات ذلك التقرير ففشلت المهمة وهي في الحقيقة منذ بدايتها فاشلة لأنه لم تكن هنالك جدية من قبل هذه العصابة في نجاحها ، ومن ثم تم تكليف كتلة نواب حضرموت في مجلس النواب بتقصي الحقائق عن التجاوزات الحادثة في محافظتهم وتم النزول إلى الميدان والالتقاء بالفعاليات المختلفة بالمحافظة وتم كتابة تقرير إلى رأس النظام العائلي وتم رفضه ورفض تنفيذ توصياته لأنه كان به جرعة زائدة من الشفافية والمصداقية والتي تسبب لرأس ذلك النظام الصداع ، حيث كشف ذلك التقرير النهب المنظم والممنهج للأراضي والعقارات والثروة النفطية والثروة السمكية والوكالات التجارية والمشاريع الإنشائية والصناعية والتجارية حيث ينظر أبناء قادة ومشايخ الفيد وأبناء الأبناء منهم وهم ممن تربوا في بيئات الغنائم والفيد ولم يعرفوا في تاريخهم القديم والمعاصر دولة الشرع والنظام والقانون.
وبناء على ما تقدم اتخذ شعب الجنوب العربي قراره بالمطالبة بفك الارتباط مع الجمهورية العربية اليمنية واستعادة دولته جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ومطالبته بتنفيذ قراري مجلس الأمن الدولي السارية المفعول أرقام (924-931) وإن اختلفت الرؤى بين مكوناته.
ونحن في مجموعة الخليفة الراشد عمر عبدالعزيز رضي الله عنه ننبه الجميع من القبول بالمال السياسي أو تصديق الوعود المعسولة لمراكز القوى والمكونة للنظام المغولي الجاهل في صنعاء حتى لو اختلفت الأدوار من بيت أحمر إلى بيت أصفر إلى بيت أسود (سلطة كانت أو معارضة أو مشايخ قبائل مؤثرة أو مشايخ قبائل العسكريين أو مشايخ متلبسين بالدين) لأنهم جميعاً من حزب الفيد وحزب الغنائم وحزب النهب وحزب الخداع ، لا يلتزمون بوعد ولا يحرصون على الالتزام بعهد وهذا ما أثبتته تجربتنا الوحدوية المريرة خلال العشرين عاماً الماضية والتي هي في الحقيقة هي وحدة بين نظامين كانوا في وقتها مأزومين وكلاً يبحث عن مخرج من أزماته.
يا أبناء الجنوب العربي الأحرار ، يا أبناء الجنوب العربي الحبيب ، يا أبناء الجنوب العربي الأشاوس ، يا من سطرتم ملاحم الكفاح ضد الاستعمار على مدى تاريخ وطنكم المحتل والمسلوب من قبل عصابات الفيد والغنائم والضم والإلحاق والفرع عاد إلى الأصل ، وطنكم يناديكم ، وطنكم يستجير بعد الله بكم ، مواطنيكم في كل ساحات الحراك الجنوبي السلمي ، إن أجيالكم القادمة تناديكم وأرضكم السليبة تصيح بأعلى صوتها من أجل إنقاذها من الضيم والظلم المنظم والمعد سلفاً ، كل هذه الأطياف تقول لكم اتحدوا ورصوا صفوفكم وتناسوا الماضي بكل ماسيه ، إن الأرض والإنسان والهوية والتراث والفنون والتراث المعماري المراد طمسها ومستقبل أجيالكم القادمة ، أن التاريخ لن يرحم أحد وسيكون شاهداً لنا أو علينا.
وقال الشاعر :
وليس الخلد مرتبة تبقى
ولكن منتهى همم كبار
وآثار الرجال إذا تناهت
وأخذكم من فم الدنيا ثناء
وتؤخذ من شفاه الجاهلينا
إذا ذهبت مصادرها بقينا
إلى التاريخ خير الحاكمينا
وتركك في مسامعها طنينا


سادساً : إقتراح بوضع آلية يجتمع عليها أبناء الجنوب العربي وتتماشى وفقاً للقانون الدولي.
فال تعالى (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ) الأعراف: ٨٩

استناداً إلى ما أشرنا إليه في الفقرة (أولاً) من هذه الرؤيا وإلى ما تم طرحه من قبل المناضل الجسور الدكتور/ محمد حيدر مسدوس في إيضاحه السابع للحراك الجنوبي حيث كثرت هذه الأيام المؤتمرات وكثرت المجالس المنبثقة عنها واختلطت الأوراق وارتبكت العقول.
لقد أسقطت حرب صيف (1994م) مشروع الوحدة المزعومة وألغت شرعية إعلانها وأسقطت شرعية اتفاقياتها ودستورها ، وبدون الإعتراف من قبل الأطراف اليمنية (سلطة ، معارضة ، مشايخ القبائل المؤثرة) بالوضع القائم في الجنوب بأنه قائم على نتائج الحرب وليس على اتفاقيات الوحدة ودستورها.
وبناء عليه يسرنا أن نطرح هذه الاقتراحات وهي :
1- تكوين فريق من الكوادر الأكاديمية المتخصصة من أبناء الجنوب العربي في التخصصات الآتية ( القانون الدولي ، العلاقات الدولية ، العلوم السياسية ، العلوم الاقتصادية) لدراسة القضية الجنوبية من كافة جوانبها السياسية والقانونية والتاريخية والاقتصادية منذ عام 1990م حتى الآن وتقييم هذه الحقبة التاريخية تقيماً علمياً وقانونياً وسياسياً واقتصادياً وتقديم التوصيات والحلول بهذه القضية.
2- يتم طرح هذه القضية الجنوبية بكل أبعادها وتداعياتها واتفاقياتها وما تم من تجاوزات موثقة من قبل السلطة الغاصبة في صنعاء على ثلاثة مراكز أبحاث ودراسات إستراتيجية عالمية مؤثرة في كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وروسيا الاتحادية على أن تكون في هذه المراكز العالمية شخصيات مؤثرة وذات سمعة عالمية جيدة وعلى أن يتم الطرح والمتابعة من قبل هذا الفريق المتخصص وتحت إشراف القيادة ؟ المنتظر اختيارها.
3- بعد استلام نتائج هذه الدراسات من تلك المراكز الدولية المؤثرة والمتخصصة بحل النزاعات الدولية وبعد استلام دراساتها وتوصياتها لحل هذه القضية وفق القانون الدولي وبطبيعة الحال سوف تدعم هذه الدراسات القانونية المتخصصة في المراكز المشار إليها أعلاه بدعم القضية الجنوبية في المحافل الدولية المتعددة.
4- بعد تقييم هذه الدراسات المتخصصة من قبل القيادة والفريق المتخصص المشار إليه أعلاه يتم عقد مؤتمر وطني تحضره كافة القيادات الجنوبية في الداخل والخارج ويتولى الفريق القانوني المتخصص المشار إليه أعلاه ومندوبين من تلك المراكز شرح التوصيات وكيفية الاستفادة القانونية من هذه الدراسات في المنظمات والمحافل الدولية.
5- تكون التوصيات القانونية والخيارات المطروحة لحل القضية الجنوبية الصادرة عن هذه المراكز ملزمة لكافة الفصائل الجنوبية في الداخل والخارج وأن يقوم الجميع بالعمل الوطني الجاد على تنفيذها وطرحها والترويج لها على المنظمات الدولية المتخصصة بحل النزاعات الدولية وعلى المؤتمرات والندوات ووسائل الإعلام العربية والدولية والترويج لها في كافة المناسبات في الداخل والخارج ومن تأخر من هذه الفصائل وغرد خارج السرب فهذا شأنه وقناعته وسيكون التاريخ والأجيال شاهداً له أو عليه.

سابعاً : رؤيا لكيفية التحرك لتوحيد الفصائل الجنوبية ورص الصفوف سعياً لاستعادة الوطن المسلوب والدولة الجنوبية المغتصبة.
كما قال المناضل الوطني الدكتور/ محمد حيدر مسدوس – حفظه الله – في توضيحه السابع للحراك الجنوبي أن الجنوبيين من حيث المبدأ فاقدون وطن وليس سلطة وأن على الأطراف اليمنية التي لديها استعداد للحوار على قاعدة اليمن والجنوب العربي فإن أيدينا ممدودة لهم وأن عليهم أن يسلموا بأن اليمن طرف والجنوب العربي طرفاً آخر وأن هناك شعبان بهويتين وتاريخين سياسيين مختلفين كما كان في الواقع وكما هو موثق في جميع المنظمات الدولية المختلفة إلى يوم إعلان الوحدة في 22/5/1990م.
سنجد أن تفكير الطرف اليمني بكل اتجاهاته (سلطة ، معارضة ، مشايخ قبائل مؤثرة ، شباب تغيير ، أحزاب مختلفة) لحل القضية الجنوبية هو تفكيراً خاطئ أو تصميماً على الخطأ وخارج عن الواقع الموضوعي الملموس حيث ينظرون إلى أنها قضية حقوقية ولكن بعون الله ثم بفضل العمل الميداني للحراك الوطني الجنوبي السلمي قد أصبحت كل الأطراف اليمينية والعالم يتحدثون عن القضية الجنوبية دون أن يفهموا نوعيتها وآلية حلها (وهو ما يدل على حضور القضية وغياب أهلها).

ثامناً : الرؤيا نحو مؤتمراً وطنياً أول شاملاً لأبناء الجنوب العربي
قال تعالي : (وَلا تَنَزَعُوا فَتَفْشلُوا وَتَذْهَب رِيحُكمْ وَاصبرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصابرِينَ) الأنفال: ٤٦

بما أن الاتجاهات اختلفت بين النخب من أبناء الجنوب العربي حول الطرق لمعالجة القضية الجنوبية مع أنه يتضح أن هدف الأغلبية لهذه النخب واحد وان اختلفت طرق المعالجة.
عليه نرى أن تتم الدعوة إلى انعقاد مؤتمر أول شامل لأبناء الجنوب العربي في الداخل والخارج على النحو التالي وحسب التقسيم الإداري للمحافظات والمديريات قبل 22/5/1990م وعلى النحو التالي :
1- محافظة عدن العاصمة عدد مديرياتها (8) مديريات تُمثل بعدد (32) مندوباً عن كل مديرياتها على أن يُمثل عن كل مديرية (4) مندوبين (3) من الداخل و(1) من الخارج.
2- محافظة حضرموت عدد مديرياتها (30) مديرية تُمثل بعدد (120) مندوباً عن كل مديرياتها على أن يُمثل عن كل مديرية (4) مندوبين (3) من الداخل و(1) من الخارج.
3- محافظة لحج عدد مديرياتها (18) مديرية تُمثل بعدد (72) مندوباً عن كل مديرياتها على أن يُمثل عن كل مديرية (4) مندوبين (3) من الداخل و(1) من الخارج.
4- محافظة شبوة عدد مديرياتها (17) مديرية تُمثل بعدد (68) مندوباً عن كل مديرياتها على أن يُمثل عن كل مديرية (4) مندوبين (3) من الداخل و(1) من الخارج.
5- محافظة أبين عدد مديرياتها (11) مديرية تُمثل بعدد (44) مندوباً عن كل مديرياتها على أن يُمثل عن كل مديرية (4) مندوبين (3) من الداخل و(1) من الخارج.
6- محافظة المهرة عدد مديرياتها (9) مديريات تُمثل بعدد (36) مندوباً عن كل مديرياتها على أن يُمثل عن كل مديرية (4) مندوبين (3) من الداخل و(1) من الخارج.
وبهذا تتوسع قاعدة المشاركة الشعبية حيث أنها بالفعل هذه القضية هي قضية شعب مسلوبة أرضه منهوبة ثروته ضائعاً مستقبل أجياله القادمة منسوخة هويته.
نحن نتفق مع طرح المناضل الأستاذ/ أحمد عمر بن فريد – حفظه الله – من حيث معايير الاختيار للمندوبين من المديريات ومن منظمات المجتمع المدني والقوى السياسية الجنوبية ونختلف معه في العدد حيث تفضل قائلاً (يتم اختيار عدد شخصين من كل الفئات الاجتماعية لكل مديرية من مديريات الجنوب وفقاً للتقسيم الإداري التالي وبحسب المحافظات ، ويمكن القول أن معيار هذه الشخصية الوطنية تتخذ بأن يكون مستقلاً ، ويحظى بالاحترام والسمعة الجيدة في مديريته أو منظمته وأن يكون من دعاة استقلال الجنوب).
7- منظمات المجتمع المدني :
‌أ. الأطباء (4) مندوبين (3) من الداخل و(1) من الخارج.
‌ب. المحامون (4) مندوبين (3) من الداخل و(1) من الخارج.
‌ج. المهندسون (4) مندوبين (3) من الداخل و(1) من الخارج.
‌د. التربويون (4) مندوبين (3) من الداخل و(1) من الخارج.
‌ه. الأكاديميون (4) مندوبين (3) من الداخل و(1) من الخارج.
‌و. الفنانون (4) مندوبين (3) من الداخل و(1) من الخارج.
‌ز. الرياضيون (4) مندوبين (3) من الداخل و(1) من الخارج.
‌ح. الكتاب والأدباء (4) مندوبين (3) من الداخل و(1) من الخارج.
‌ط. الصحفيون والإعلاميون (4) مندوبين (3) من الداخل و(1) من الخارج.
‌ي. الحرفيون (4) مندوبين (3) من الداخل و(1) من الخارج.
‌ك. التجار ورجال الأعمال (20) مندوبين (10) من الداخل و(10) من الخارج.
‌ل. فئة الشباب (60) مندوباً (30) من الداخل و(30) من الخارج.
‌م. المرأة (40) مندوباً (20) من الداخل و(20) من الخارج.
‌ن. القوى السياسية الجنوبية (50) مندوباً (25) من الداخل و(25) من الخارج.
‌س. واجاهات اجتماعية (10) مندوبين (5) من الداخل و(5) من الخارج.
‌ع. مشايخ القبائل (30) مندوباً (20) من الداخل و(10) من الخارج.
‌ف. علماء الدين (20) مندوباً (15) من الداخل و(5) من الخارج.
يتم اعتماد اللجنة التحضيرية العليا للمؤتمر وفروعها في الداخل والخارج من أجل إعداد جدول أعمال المؤتمر وتوجيه الدعوات الرسمية لهذه الشخصيات وتحديد مكانه وموعد انعقاده ومدته واستقبال أوراق العمل المقدمة من المؤتمرين وإحالتها على لجنة الوثائق والصياغة.
وبهذا يبلغ عدد المشاركين في المؤتمر الوطني الأول والشامل لأبناء الجنوب العربي (626) مندوباً.


تاسعاً : ما هو المطلوب من المؤتمر الوطني الأول والشامل لأبناء الجنوب العربي المقترح؟
نرى أن يخرج هذا المؤتمر الأول الموسع والشامل والممثلة فيه كل فئات الشعب الجنوبي ومكوناته الموضحة أعلاه بانتخاب (جمعية وطنية تأسيسية) تُمثل فيها كل مديرية وفئة من الفئات والمكونات المشار إليها أعلاه بمندوب واحد وتأخذ هذه الجمعية الوطنية التأسيسية شرعيتها من هذا المؤتمر الذي تمثلت فيه كافة الفئات والمكونات والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني ومشايخ القبائل والشباب والمرأة وعلماء الدين ورجال المال والأعمال بمختلف تخصصاتهم ثم ينتخب من داخل هذه الجمعية الوطنية التأسيسية هيئة رئاستها ولجانها المختلفة ورؤساء لجانها.
وتكون الخطوة الأخرى هي انتخاب الهيئة التنفيذية لهذه الجمعية من داخلها من أفضل كوادرها لأن هذه الهيئة التنفيذية ستكون الواجهة لهذا المؤتمر الوطني وجمعيته التأسيسية والممثل الوحيد لشعب الجنوب العربي قاطبة أمام المجتمع الدولي والإقليمي والمنظمات الدولية المختلفة خلال مرحلة ما قبل فك الارتباط وتستمد هذه الهيئة التنفيذية شرعيتها من الجمعية الوطنية التأسيسية من منحاً للثقة أو سحباً للثقة لكامل أعضاء هذه الهيئة أو من أحد أعضائها وتخضع هذه الهيئة للمحاسبة والمراقبة من قبل الجمعية الوطنية التأسيسية ولجانها المتخصصة.
مع اعتماد القيادات المدنية للحراك الوطني الجنوبي السلمي والمحافظات مع الحرس على توحيد صفوفهم ورؤاهم ، ومتابعة الأعمال الميدانية وتنسيق المواقف ورعاية أسر الشهداء والجرحى والمشردين والمفقودين والأسرى والمطالبة بفك جميع الأسرى ومعالجة الجرحى داخل الوطن وخارجه.
وتنظيم الفعاليات الميدانية المختلفة تحت شعار (يداً تفاوض ويداً تناضل في الميدان) وعلى أن تكون المرجعية لجميع القيادات الميدانية الهيئة التنفيذية المنبثقة من الجمعية الوطنية التأسيسية.
إن تسلسل هذا العمل المنظم في إنشاء هذه المؤسسات السياسية بهذا الشكل الحضاري يعطي رسائل إيجابية إلى المجتمع الدولي والإقليمي وللمنظمات الدولية المختلفة عن قضيتنا العادلة وعن رقي شعبنا وحضاريته كما يعطي رسائل إيجابية إلى داخل وطننا السليب وإلى كافة أطياف شعبنا بالداخل والخارج بأن قضيتهم في أيدي أمينة وأن هناك قيادة منتخبة وديمقراطية تؤمن بالتداول السلمي للسلطة وهو تقليداً يمارس على أرض الواقع بكل قناعة وأن هناك مؤسسات سياسية شرعية منتخبة وممثلة للشعب الجنوبي بل وهناك نزاهة وشفافية ومراقبة ومحاسبة وعزل بطرق ديمقراطية لمن يتهاون أو يقصر من أعضاء هذه القيادة في واجبه الوطني المناط به وأن هناك تكريماً وإشادة لمن يجتهد ويبدع ويبتكر ويناضل في سبيل هذه القضية من قبل قيادات تلك المؤسسات السياسية.
وكذلك هناك رسائل مهمة موجهة للداخل أيضاً عبر هذا المؤتمر وهي أنه لا توجد سيطرة لمكون سياسي محدد على هذه المؤسسات السياسية الديمقراطية المنتخبة من قبل الشعب ولا على شرعيتها ولا على قراراتها ، القرار سيكون هنا للشعب الجنوبي عبر مؤسساته الديمقراطية المنبثقة من هذا المؤتمر الوطني الأول والشامل.
كما أن هناك رسائل مهمة ستوجه إلى المكونات السياسية الجنوبية التي لديها مشاريع مناقضة حول معالجة القضية الجنوبية حيث أن صوت أغلبية الشعب مرتبط مع هذا المؤتمر ومع مؤسساته الديمقراطية المعبرة عن تطلعاته وأعماله وطموحاته وطموحات أجياله القادمة.
ولقد عبر أحد الشعراء المبدعين في أبيات جميلة والتي تعبر عن الحالة التي يعيشها شعب الجنوب العربي في هذه الأيام حيث قال :
ريب الزمان وصرفه
فأذل بعد العز منا الـ
ولقد نصحت فما أطعت
فأبى بنا المقدار إلا
يا ليت شعري هل نرى
وعتوه كشف القناعا
صعب والبطل الشجاعا
وكم حرصت بأن أطاعا
أن نُقسم أو نُباعا
يوماً لفرقتنا اجتماعا

عاشراً : مرحلة ما بعد فك الارتباط واستعادة وطننا المغتصب والمحتل.
قال تعالى : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) البقرة : ١٤٣
نرى أن تدخل هذه المؤسسات السياسية التي هي :
1- المؤتمر الوطني الأول والشامل.
2- الجمعية الوطنية التأسيسية المنبثقة عن ذلك المؤتمر.
3- اللجنة التنفيذية المنبثقة عن الجمعية الوطنية التأسيسية.
بكامل أعضائها وتعمل كمؤسسات دستورية وحكومة مؤقتة لفترة انتقالية لمدة (24) شهر ويجري العمل لبناء مؤسسات دستورية وبرلمانية وحكومة دائمة للبلاد وتتخذ الخطوات الآتية خلال الفترة الانتقالية التي لا تزيد عن سنتين :
1- الإعداد لدستور دائم للبلاد.
2- إنشاء اللجنة العليا للانتخابات.
3- قيام الأحزاب السياسية المرخصة ببناء قواعدها وإعداد برامجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها سعياً إلى الدخول في الانتخابات البرلمانية بكل نزاهة وشفافية.
4- الإعداد لوضع قانون نظام للأحزاب السياسية والمرخص لها بالعمل على الساحة السياسية.
ومن أجل التوطئة إلى قيام دولة مدنية عصرية برلمانية تنشأ بموجب دستور دائم يكون الإسلام المصدر الرئيسي لمواده ولائحته التنفيذية ، برلمان يمثل أطياف المجتمع لتكون لديه سلطة قوية لمحاسبة الحكومة (السلطة التنفيذية) وسحب الثقة منها واعتماد الاستجوابات لهذه الحكومة كلما دعت الحاجة إلى ذلك ، ويكون هناك فصل تام بين السلطات (التشريعية ، القضائية ، التنفيذية) ويلتزم الجميع بالتداول السلمي للسلطة ، وإقصاء تام لكافة القوات المسلحة عن العمل السياسي بالبلاد ، وكذلك إنشاء مجلس مرادف للبرلمان يسمى مجلس الشورى أو مجلس الشيوخ يتكون أعضائه من الأعيان والعلماء والأكاديميين والمفكرين والمثقفين والعسكريين والأمنيين والدبلوماسيين والسياسيين والاقتصاديين ورجال المال والأعمال المتقاعدين للاستفادة من خبراتهم وتجاربهم وعلمهم لتقديم النصيحة والمشورة (لرئيس البلاد ، رئيس البرلمان ، رئيس الحكومة) لما فيه مصلحة البلاد في كافة مجالات التنمية ، على ألا ينتج لنا ذلك الدستور منتج مثل القذافي أو بن علي أو مبارك أو بشار أو القائد الملهم علي عبدالله صالح الذي قال أنا الدستور.

الحادي عشر : قراءة متفحصة للساحة السياسية والاقتصادية بالجنوب العربي.
حالياً لا توجد على الساحة السياسية بالجنوب العربية سوى حزبين هما حزب الرابطة وبقايا الحزب الاشتراكي الذي أصبح قيادة بدون قواعد حيث توزعت قواعده على الحراك الوطني الجنوبي السلمي ومن هم من عادوا إلى قواعدهم سالمين وانضموا إلى الأحزاب اليمنية من إصلاح ومؤتمر وناصري وحق وأخوان مسلمين والقائمة تطول.
نحن نحمد الله بأن المذاهب السياسية التي كانت في أوج مجدها في الأربعينات والخمسينات والستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضي اندثرت إلى غير رجعة في بلدانها الأصلية وهي (الشيوعية ، القومية ، الناصرية ، البعثية بشقيها) وها هي الأفكار الدينية الإسلامية المتشددة (القاعدة ومن عام عومها) في طريقها للزوال.
وإذا نظرنا إلى الخريطة السكانية للمواطنين بالجنوب العربي من حوف إلى باب المندب ، نجد أن هناك لحسن حظنا لا توجد عوامل فرقة بين مكونات المجتمع الجنوبي (من طائفية ، عرقية ، دينية ، مذهبية ، قومية ، حزبية ، قبلية متعصبة) بل أن العوامل التي تجمع هذا المجتمع أكثر مما يفرق بين مكوناته حتى المذهب السني السائد في البلاد هو المذهب الشافعي.
انظروا يا شعب الجنوب العربي الحبيب إلى بعض المؤشرات للوضع الاقتصادي والمعيشي في جمهورية الوحدة المزعومة من واقع البيانات الرسمية لحكومتهم المزعومة أيضاً وهذا قبل قيام ثورة الشباب في فبراير الماضي من عام 2011م فماذا عليه الوضع الآن؟؟!!
أولاً : النمو السكاني السريع ، أعلى (3%) سنوياً ، وهو من أعلى المعدلات في العالم ، ويشكل الشباب (أقل من 24 سنة) نحو ثلثي سكان اليمن ، وأغلبهم دون عمل أول أمل.
ثانياً : البطالة التي يتسارع معدلها مع سوء الأوضاع الاقتصادية ، حيث تجاوز معدل بطالة الشباب (50%).
ثالثاً : ارتفاع معدلات الأمية ، نتيجة لعجز المدارس عن استيعاب الأعداد المتزايدة من الأطفال في سن الدراسة ، حيث لا تستطيع استيعاب أكثر من (70%) منهم. ونتيجة لذلك هناك أكثر من (3) ملايين طفل خارج مقاعد الدراسة اليومي.
رابعاً : ارتفاع معدلات الفقر ، إذ يعيش نحو (50%) من اليمنيين تحت خط الفقر دخلهم لا يتجاوز (2) دولار يومياً.
خامساً : الجوع وسوء التغذية ، حيث يعاني أكثر من (30%) من السكان من الجوع ولا يجد (75%) منهم مياه شرب نظيفة.
سادساً : معدل دخل الفرد من السكان لا يتجاوز (300) دولار في السنة.
سابعاً : تجاوز عجز الميزانية السنوية (10%) من حجم الناتج المحلي الإجمالي ، وهو أضعاف المعدلات المقبولة عالمياً.
ثامناً : احتياطيات البنك المركزي من العملات الأجنبية فهي في تناقص مقلق.
تاسعاً : جمهورية الوحدة المزعومة منذ نشأتها ونشأة الجمهورية العربية اليمنية هي ضيفاً دائماً في ذيل قوائم المنظمات الدولية وهذا ما تثبته تقارير تلك المنظمات سنوياً وعلى المهتمين بهذا الأمر الرجوع إلى تلك التقارير.
فضلاً انظروا من حولكم يا أبناء الجنوب العربي الأحرار هل ترون على أرض الواقع غير ما ذكر أعلاه من تدهور سياسي واقتصادي واجتماعي وتعليمي وبيئي ، والسياسيين بالسلطة والمعارضة وهما وجهان لعملة واحدة يتجادلان أيهما (ولد قبل البيضة أم الدجاجة) في جمهورية الوحدة المزعومة.
حدثت ثورة شباب في فبراير الماضي من عام 2011م وسرعان ما قفز مشايخ القبائل النافذة ومشايخ قبائل العسكر ومشايخ الدين الانتهازيين فنهبوا تلك الثورة من أيادي هؤلاء الشباب المتحمسين والمخلصين لرفعة بلادهم.
ولم يكذب السياسيين المنتمين إلى أحزاب اللقاء المشترك خبراً فسارعوا إلى سرقة تلك الثورة وأفرغوها من أهدافها عند أول فرصة لاحت لهم للقبض على السلطة في ليلة سميت (ليلة القبض على السلطة).
إن المتمعن عندما يراجع المساحة الكلية للجنوب العربي ويقارنها بالسكان يجد أن المواطن يسكن في مساحة الأرض مثل ما يسكن فيه أخيه المواطن الخليجي وخصوصاً العماني بسبب تشابه التضاريس ، وعندما يراجع المقومات الاقتصادية وكيفية نصيب الفرد من الدخل القومي للجنوب العربي والذي مصدرها (النفط ، الغاز ، المعادن ، الجمارك ، الزراعة ، الأسماك ، دخل ميناء عدن والمكلا الدوليين ، دخل الضرائب المتنوعة ، العوائد على استثمار الدخل القومي وغيرها).
سيكون بعون الله دخل المواطن والمواطنة من أبناء الجنوب العربي سنوياً لا يقل بعون الله عن دخل شقيقه العماني (دخل المواطن العماني السنوي يبلغ 23,000 دولار).
حالياً دخل الفرد في الجمهورية اليمنية بسبب الوحدة المزعومة أقل من (300 دولار) سنوياً وهناك (48%) من إجمالي عدد السكان يعيشون بأقل من دولارين في اليوم وهم يتغنون يومياً وحدتي يا وحدتي.
قال أمير الشعراء ، أحمد شوقي :
انظـــر الشعــب مغـيـــــــــب
قبـــل البهتـــــــان فيـــــــــــــه
مـلأ الدنيـــا هتـــــــــــــــــافاً
يالــه من بغبغـــــــــــــــــــاء
كيف يوحــون إليــــــــــــــــــه
وانطـــــلا الـــزور عليـــــــــه
بحيـــاة قاتليــــــــــــــــــــــــــه
عقلـــه في أذنيــــــــــــــــــــــه

وبناء عليه نرى أنه على الأحزاب السياسية التي ستكون على الساحة الجنوبية أن تضع برامجها ورؤاها على أساس متطلبات المواطنين وتتنافس على أساسها حتى تحظى بالقبول الشعبي من جميع مكونات الشعب وبالتالي تحصل على أصواتهم ولكن يجب أن تعلم قيادات وقواعد هذه الأحزاب أن هناك برلمان قوي يحاسب ومجلس شيوخ يراقب تنفيذ تلك البرامج الحزبية الانتخابية الموضوعة بل وهناك أحزاب معارضة منافسة تقيم وتنتقد وتطالب بالتغيير وهذا حقاً كفله لها الدستور.
وعلى البعض من هذه الأحزاب والقوى السياسية الجنوبية أن تنسى برنامج الطاغية على عبدالله صالح في انتخابات 2006م وقطاره المزعوم الذي لم يركبه أحد سواه ، ومحطة الكهرباء التي تولد الطاقة الكهربائية الطاقة النووية وبسببها أصبحت الكهرباء تنقطع عن كافة مدن وقرى وطرق البلاد باستمرار.
من المؤكد أنها قد تسربت بعض الأفكار الدينية المتشددة خلال الـ (20) عاماً الماضية وهي فترة الوحدة المزعومة وتم هذا التسرب لأغراض سياسية بحتة ولشق الصف بين مكونات المجتمع الجنوبي عبر إلهائه بهذه الأفكار العبثية وسيتم بعون الله القضاء عليها عبر الحوار المتزن والطرح العلمي الشرعي الوسطي من قبل علماء الجنوب العربي المخلصين والذين ينتهجون منهج الوسطية.

الثاني عشر : ماذا يريد المواطن والمواطنة من أبناء الجنوب العربي من دولتهم المدنية العصرية البرلمانية الحديثة.
نعتقد أن المواطن والمواطنة الذين يتصفون بالوعي يريدون الآتي من دولتهم :
أولاً : الفصل التام بين السلطات (التشريعية ، القضائية ، التنفيذية).
ثانياً : (الحرية ، الكرامة ، المساواة ، الأمن ، بناء جيش وطني يحمي البلاد).
ثالثاً : التعليم (تعليم عام حديث لمناهج عصرية متقدمة ، جامعات عصرية في مناهج وتقاليد جامعية معترف بها في العالم المتقدم).
رابعاً : إيجاد الوظائف في القطاع الحكومي والقطاع الخاص والتي تؤمن دخل جيد يؤمن حياة كريمة للموظف وأسرته ، نظام تقاعد يراعي المواطن والمواطنة ويؤمن لهم حياة كريمة أيضاً بعد أن أعطوا وأفنوا أعمارهم في خدمة بلدهم ومواطنيهم.
خامساً : خدمات صحية متطورة وإنشاء مستشفيات ومستوصفات حديثة ومتقدمة وبمعايير منظمة الصحة العالمية في كل محافظات ومديريات ومراكز البلاد ، مع اعتماد نظام التأمين الصحي المتطور والذي يحفظ للمواطن والمواطنة كرامته وعدم احتياجه للناس.
سادساً : خدمات متطورة وحديثة للكهرباء والماء والهواتف والسكن وخدمات الانترنت وضمان عدم انقطاع هذه الخدمات.
سابعاً : توفير بيئة اقتصادية وتجارية حرة لتشجيع المواطنين والمواطنات والمستثمرين من الخارج من الاستثمار الآمن عبر سن أنظمة تجارية واقتصادية عصرية وحديثة تعطي من الطمأنينة والاستقرار بإيجاد محاكم إدارية وتجارية ونقابات للمحامين المتخصصين تؤمن القضاء العادل والنزيه والشفاف بكل مساواة بين أبناء البلاد أو المستثمرين من خارجها.
نريدها دولة مدنية برلمانية تعددية ديمقراطية لا استبداد فيها للأقلية الحاكمة بالأغلبية المحكومة. وهو ما يقتضي بالضرورة أن نكون دولة تقبل بالتعددية السياسية والحزبية ، دولة تؤمن بتعدد مراكز صنع القرار والرقابة المتبادلة. كما نريدها دولة سلام واستقرار للمنطقة المضطربة التي نعيش فيها. دولة تلتزم بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ، وتحترم السلطة الشرعية القائمة داخلها.

الثالث عشر : لمحة من اعترافات المسئولين اليمانيين في (السلطة ، المعارضة ، مشايخ القبائل العسكريين)
وبفضل من الله شهد شاهد من أهلها أي من داخل منظومة ذلك النظام الفاسد حيث اعترف شيخ القبيلة العسكري اللواء/ علي محسن الأحمر بعد مرور (6) سنوات من انتخابات عام 2006م أن الفائز هو المهندس/ فيصل بن شملان – رحمه الله – كما أقر ذلك الشيخ العسكري أنهم تعاملوا مع الجنوب كالمستعمرين ، كما أقر أحد أبواقهم الإعلامية في برنامج شهير على قناة الجزيرة ان ألوان الطيف الحاكمة في صنعاء بدأت بعد حرب صيف 1994م حملة نهب منظمة للثروات النفطية والغازية والمعادن والأراضي والعقارات والوكالات التجارية وما سمي بالخصخصة (لصلصة) للقطاع العام في الجنوب العربي الذي كان العمود الفقري للحراك الاقتصادي في تلك البلاد البائسة ، وأقر أحد أبواقهم الإعلامية التي هي أشهر من النار على علم في أحد مؤتمراته الصحفية بنفس ما أدلى به ذلك البوق الإعلامي الآخر في قناة الجزيرة.
أما فتوى رجال الدين من المنتميين لحزب الإصلاح أو للأخوان المسلمين أو الجهاديين في ذلك الوقت بأن الجنوب غنائم لهم ولمقاتليهم وأذنابهم وبلطجاتهم وإن قتل الجنوبيين وسبي نسائهم جائز ومن عجائب القدر ولا نعلم على أي سند شرعي استند هؤلاء الدجالين وتجار الدين أن قتلى الجنوبيين في جهنم وقتلى الغزاة شهداء في الجنة ، مع العلم بأن هذه الفتاوي مسجلة وموثوقة في متاجرة رخيصة بالدين (علمنا التاريخ أنه يجب أن لا نفكر في ردود فعل خصومنا بعقولنا نحن ولكن بعقولهم هم).

الرابع عشر : نظرة فاحصة لأهداف ثورة 26 سبتمبر 1962م التي قامت باليمن
يا أبناء الجنوب الأحرار انظروا إلى الثورة التي قامت في اليمن الشقيق ضد الإمام من أسرة آل حميد الدين في عام 1962م وقبلها قامت ثورة أخرى في عام 1948م والتي قام بها ثلة من الأحرار من أبناء اليمن الميمون وهم كانوا يتطلعوا إلى تحقيق أهداف سامية لهاتين الثورتين.
عليكم بالتمعن في أهداف تلك الثورة الستة وهي الآتية :

أولاً : التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات.
ثانياً : بناء جيش وطني قوي لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكاسبها.
ثالثاً : رفع مستوى الشعب اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً.
رابعاً : إنشاء مجتمع ديمقراطي تعاوني عادل مستمد أنظمته من روح الإسلام الحنيف.
خامساً : العمل على تحقيق الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة.
سادساً : احترام مواثيق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والتمسك بمبدأ الحياد الإيجابي وعدم الانحياز والعمل على إقرار السلام العالمي وتدعيم مبدأ التعايش السلمي بين الأمم.
لقد ضحى الشعب اليمني الشقيق بقوافل من القتلى والجرحى والمفقودين وترملت جحافل من النساء والأطفال إضافة إلى الآلاف من أبناء مصر الشقيقة ذهبوا بين قتيل وجريح ومفقود في حرب طاحنة لم تبقي ولم تذر لمدة (7) سنوات متتالية.
وأتت عصابة الشر والغدر والخداع والغنائم ذاتها وسرقت هذه الثورة وبالتالي عطلت أهدافها وتم تحويلها من نظام جمهوري إلى نظام أسري يحكمه (50) إماماً وهم ثاروا على إمام واحد بل لم يكتفوا بسرقة الثورة بل سرقوا ثروة البلاد ودخله القومي وما يأتيه من معونات من البلدان الشقيقة والصديقة دون خوف من رب العالمين أو وازع من دين أو حتى وطنية مزيفة ، فهل تريدون يا أبناء الجنوب أن نستمر في وحدة مزعومة مع حكم قبلياً أسرياً فاسداً ، وكما قال الشاعر عبدالله البردوني – رحمة الله عليه :

ماذا أحدث عن صنعاء يا أبتي
ماتت بصندوق وضاح بلا ثمن
مليحة عاشقاها السل والجرب
ولم يمت في حشاها العشق والطرب


الخامس عشر : لماذا تم اختيار اسم مجموعة الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه
لقد تشرفت باختيار اسم هذا الخليفة العادل هذه المجموعة المتواضعة من المتابعين والمهتمين بالقضية الجنوبية من أبناء الجنوب العربي بسبب عدله وزهده ونزاهته وإتباعه لهدي المصطفى عليه الصلاة والسلام بإنشاء أول دولة مدنية إسلامية عادلة بالمدينة المنورة وكان رضي الله عنه رجل دولة بالمعنى الصحيح.
ومن صفات رجل الدولة أن الصفة الأساسية هي أن السياسي تتكون عنده القدرة على القيادة وأن يرتكز هدفه الأساسي على دولته ورفعتها ، ومن سمات هذه الشخصية أيضاً القدرة على وضع رؤيا إستراتيجية نافذة لتحقيق أهداف الدولة ناهيك عن القدرة على تحقيق هذه الرؤيا مما ينعكس على قوة وعظمة الدولة ، ويضاف على كل ما سبق أن تكون لدى هذه الشخصية القدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب تحت أي ضغط ، فما فائدة الرؤيا والقيادة والعمق الفكري في حالة غياب القدرة على اتخاذ القرار وتنفيذه.
ونحن نرى أن رجل الدولة بمفهومه العصري الجديد يخرج السياسة من المفاهيم التقليدية للمصلحة واللااخلاقية على أن تتولى مؤسسات الدولة جزء من هذه المهمة ، وهذه أصبحت بالفعل لدى قطاعاً لا بأس به من الشعوب المختلفة.
ولكن الاعتقاد أن الأمر يحتاج منا لأن ندرك أن لعبة السياسة واضحة المعالم ولم تتغير قواعدها حتى مع تغير الظواهر السياسية التي حولنا ، فسياسة الدولة الخارجية ما زالت مبنية على مفهوم المصلحة البحتة ، أما السياسات الداخلية فهي مبنية على مفهوم توازن المصالح في إطار من الشرعية ، المتفق عليها داخل المجتمع من عقده السياسي ، وفي كلتا الحالتين فالحاجة لم تنتفي لرجال الدولة ، بل أصبح وجودهم الآن ضرورة ملحة في بعض الأوقات سواء في العالم المتقدم أو في الدول النامية خاصة التي تحارب في معركة البناء الاقتصادي والديمقراطي ، فرجال الدولة هم القادرون على إدراك فكرة تحول برؤيتهم الشاملة وقدراتهم القوية على وضع دولهم في الأولوية التي تستحقها ، كما أنهم القادرون على موائمة عملية المصالح والمصالحة الناجمة عن التغيير الداخلي والتأقلم مع العالم الخارجي ، وتقديرنا أن المسئول الحالي لا يجب أن يكون حول مدى الحاجة لرجل دولة من عدمه ، فالحاجة موجودة ، ولكن هناك حاجة بصياغة مبادئ عامة تتضمن صراحة التزام (رجل الدولة) ومعه الساسة بمبادئ أولها أن الأمة هي مصدر السلطات وأن شرعيتهم مستقاة من رأي الأغلبية وعليهم التزامات عند صياغة السياسات بالأخص الداخلية ، لا سيما مع وجود نمط تاريخي يتكرر في بعض الأحيان يدفع رجال الدولة للتحول من رواد حرية واستقلال لرموز دكتاتورية.
في فهمنا المتواضع للدولة المدنية هي الدولة المدنية ذات المؤسسات وهي بالضرورة دولة مدنية ولا يمكن أن تكون إلا دولة مدنية. الدولة المدنية هي الدولة التي يحكمها مواطنوها بغير تفرقه ما بين مواطن ومواطن لأي سبب من الأسباب. الدولة المدنية هي دولة ديمقراطية ترفض الاستبداد العسكري سنيناً طويلة ولم تعرف والحمد لله حتى الاستبداد الديني المتشدد الذي هو بعيد عن جوهر الدين الإسلامي الحنيف.
وعلينا في البداية أن نعي أننا جميعاً في مركب واحد وأنه إذا غرق فسنغرق معه جميعاً ، ومن هنا فلابد أن يكون تفكيرنا كله متجهاً نحو الجنوب العربي ومصلحة الجنوب العربي أرضاً وإنساناً وهوية قبل فك الارتباط وبعد فك الارتباط وليس وفقاً لأجندات حزبية ضيقة. من حق الأحزاب أن تبحث عن مصلحتها ، ولكن من حق الجنوب العربي أيضاً أن يكون قبل الجميع. نرجو أن نعي جميعاً ذلك.
نحن نتطلع أن يسود عدل الخليفة عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه بلادنا الحبيبة الجنوب العربي لأن هذا الشعب في هذا البلد السليب عانى من الاضطهاد والتشرد والفقر والجوع والنهب المنظم لثرواته وحرم من أبسط الخدمات (تعليم ، صحة ، طرق ، مياه ، كهرباء ، غذاء) على مدى مئات السنين فهل حان الوقت أن يرزقنا الله بدولة مدنية دولة مؤسسات دولة شرع ونظام وقانون تؤمن بالتداول السلمي للسلطة عبر حكم برلماني قوي مستمد سلطته من دستور مستمد نظامه ولائحته التنفيذية من الشريعة الإسلامية على ألا يجدد فيه لرئيس الدولة أكثر من دورتين انتخابيتين وكل دورة (4) سنوات كما لا يجدد لرئيس الحكومة مثله.
هل نجد قائداً مثل جورج واشنطن أجمع الشعب الأمريكي على حبه الذي قاد بلاده للحرية والاستقلال.
هل نجد قائداً مثل محمد علي باشا الذي نهض بمصر الحبيبة أم الدنيا في زمانه وأصبح عراب نهضتها وعنوان تقدمها الصناعي والاقتصادي والعمراني.
نحن نطمح إلى قادة تاريخيين إذا تقاطعت مصالحهم الشخصية أو الحزبية مع مصلحة الجنوب العربي ومستقبل أجياله القادمة يقفون بكل صلابة مع المصلحة العليا للبلاد حتى يدخلون التاريخ من أوسع أبوابه ، انظروا إلى تاريخ الزعماء (تشرشل ، شارل ديغول ، مترنيخ) انظروا إلى نضال غاندي ونيلسون مانديلا ماذا قدما لبلديهما.
أما مهاتير محمد باني النهضة الماليزية الذي انتخب في عام 1981م أن يكون رئيساً للوزراء في بلده فكان دخل المواطن الماليزي في ذلك الوقت لا يتجاوز (1000) دولار سنوياً وترك الحكم في عام 2003م ودخل المواطن الماليزي (16000) دولار سنوياً أما الاحتياطي النقدي فقد ارتفع من (3) مليارات دولار إلى (98) مليار دولار ووصل حجم الصادرات إلى (200) مليار دولار ، السؤال هنا ترك مهاتير محمد الحكم أين ذهب؟
الجواب مهاتير محمد الذي بكاه الشعب الماليزي عندما غادر السلطة ، يعيش الآن في ماليزيا مثله مثل أي مواطن آخر من الطبقة الوسطى ، في منزل ريفي بسيط وسيارة ومرتباً تقاعدي ، نعم سيبقى الشعب الماليزي ينظر باحترام لهذا الطبيب الفقير وستبقى ذكراه حيه في قلوبهم وقلوب أجيالهم القادمة وإلى الأبد فشتان ما بين القائد الهمام وما بين هذا الطبيب الفقير؟ يا شعب الجنوب الحر.
أما الجمهورية العربية اليمنية ومن بعدها الجمهورية اليمنية – جمهورية الوحدة المزعومة ظلت تعيش عالة على الدول الشقيقة والصديقة وعاشت على المعونات حتى الآن بل تطور الأمر إلى الابتزاز من قبل الطغمة الحاكمة فيها للحصول على الهبات والإعانات والقروض الميسرة وشطب الديون في متاجرة رخيصة بسمعة الشعب اليمني القاطبة حيث قدموه للعالم أنه شعب إرهابي ويرعى الإرهاب ، وما مؤتمر المانحين عنا ببعيد في رحلاته السياحية من لندن ، إلى الرياض ، إلى برلين ، إلى عمان ، إلى أبو ظبي في محاولة لإنقاذ هذه الدولة الفاشلة ، على الرغم من أن هذه العصابة تسيطر على بلد غني بالموارد والثروات والموارد البشرية ، الغريب أن هذا المواطن في جمهورية الوحدة المزعومة يبدع ويبتكر وينتج في بلد الأغراب ويفشل فشلاً ذريعاً في بلاده. يا ترى ما هو السبب؟

السادس عشر : اقتراح حول رؤى الفصائل الجنوبية المختلفة
نحن في مجموعة الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز نوصي بأن يتم إنشاء لجنة حكماء من أبناء الجنوب العربي المعروفين بالمصداقية والنزاهة والشفافية والذين لديهم سيرة ذاتية مليئة بالتأهيل العلمي والخبرات والتجارب والوطنية الصادقة لدراسة جميع الرؤى والتصورات والطروحات المتنوعة على الساحة الجنوبية من مختلف الفصائل والتيارات والقوى الجنوبية والشخصيات الوطنية في الداخل والخارج.
والعمل خلال مدة زمنية محددة للحوار مع تلك الفصائل والتيارات والقوى والشخصيات من أجل عمل مقاربات بين هذه الرؤى وتضييق التباينات إلى أقصر حد ممكن والخروج بخارطة طريق لحل القضية الجنوبية يجتمع عليها كافة أبناء الجنوب العربي سعياً إلى وحدة الصف الجنوبي والبعد عن الأجندات الحزبية والمناطقية والأجندات الخاصة والتمترس خلف المواقف التي لا تخدم تلك القضية العادلة وتقف حاجزاً عن تحقيق طموحات وآمال أبناء الجنوب العربي وتضمن مستقبلاً آمناً لأجيالهم القادمة.

السابع عشر : اقتراح باعتماد يوم الاثنين من كل أسبوع بيوم فك الارتباط
نقترح أن يعتمد يوم الاثنين من كل أسبوع ويسمى بيوم فك الارتباط في جميع المحافظات والمدن والمديريات في كافة أنحاء الجنوب العربي أسوة بيوم الأسير الجنوبي الذي هو يوم الخميس من كل أسبوع. إن اعتماد يوم في كل أسبوع لفك الارتباط سيعطي رسائل إيجابية للداخل والخارج حول وحدة الصف الجنوبي ووحدة الكلمة لكافة الجنوبيين ووحدة الهدف والتوعية السياسية لجميع المواطنين سعياً إلى تحقيق الهدف ، وكذلك يعطي رسائل إلى الخارج من الدول الشقيقة أو الصديقة والمنظمات الدولية المختلفة ووسائل الإعلام العالمية على أن جبهتنا الداخلية موحدة نحو الهدف الأسمى وهو فك الارتباط.
كما تعطي هذه الفعاليات رسائل إلى الفصائل والتيارات الجنوبية الأخرى التي لديها مشاريعاً مناهضة لفك الارتباط الذي تجتمع عليه أغلبية الجنوبيين بأن أغلبية شعب الجنوب العربي حدد هدفه نحو تحقيق فك الارتباط وعلى من يريد بل ويصمم على التغريد خارج السرب فهذه قناعته وليست ملزمة لأغلبية الشعب الجنوبي.

الثامن عشر : مراجعة لنماذج التحرر في العالم
علينا بمراجعة نماذج التحرر في العالم وطريقة حصول تلك الشعوب على حريتها واستقلالها وفك ارتباطها وهي كالأتي :
1- النموذج الخاص بسنغافورة وماليزيا ، 2- النموذج الخاص لتيمور الشرقية واندونيسيا ، 3- النموذج الخاص بالتشيك وسلوفاكيا ، 4- النموذج الخاص بجنوب السودان وشماله ، 5- النموذج الخاص بألمانيا الشرقية والغربية ، 6- النموذج الخاص بمصر وسوريا وهو النموذج الذي ينطبق على وضعنا الحالي حيث تم فك الارتباط ما بين سوريا ومصر في ذلك الوقت.

التاسع عشر : تسلسل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية منذ إنشاء الوحدة المشئومة وحتى الآن
بعد الانتخابات البرلمانية عام 1993م تغيرت قواعد اللعبة السياسية في جمهورية الوحدة المزعومة وبدأ حليف الأمس يروض حلفائه الذين اشتركوا معه في اجتياح أرض الجنوب وبدأ يخطط بمكر لتغيير تلك اللعبة السياسية في البلاد رويداً رويداً وجاءت الانتخابات البرلمانية في عام 1997م وحقق ذلك المخادع (50%) من أهدافه ، أما انتخابات 2003م الأخيرة البرلمانية فقد أقصت هؤلاء الحلفاء تماماً من الشراكة والحلف أما الحزب الاشتراكي فأصبح على هامش الحياة السياسية تماماً في البلاد.
وهنا نشأ حلفاً عجيباً مريب سمي باللقاء المشترك وهذا حلف الأخوة الأعداء الذي جمع (الاشتراكي ، الإصلاح ، الحق ، الناصري ، البعث بشقيه) هذا الحلف المتناقض متفق ومجمع على هدف واحد هو التخلص من رأس النظام الفاسد وحزب الحاكم وليس التخلص من حزب المؤتمر ولكن كل تيار منهم له أجندته الخاصة به التي تصل إلى تناقضها عن أهداف التيارات الأخرى مجتمعة.
ومن غرائب القدر تلقينا التصريح (أم المفاجآت) من قبل الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر الذي كان في ذلك الوقت رئيس حزب الإصلاح عام 2006م أثناء الانتخابات الرئاسية في نفس العام حيث كان مرشح حزب الإصلاح المهندس/ فيصل بن عثمان بن شملان ومرشح حزب المؤتمر العام/ علي عبدالله صالح وعندما اشتدت المناقصة ظهر الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر بتصريحه الشهير أن مرشحه للانتخابات الرئاسية هو/ علي عبدالله صالح مرشح الحزب المنافس للحزب الذي يرأسه.
وهذا يؤكد الحلف الشيطاني بين الرجلين اللذان تأمرا على الجمهورية العربية اليمنية من قبل ومن ثم تأمر على الانقلاب على الوحدة المزعومة وشاركهما حليفهما الثالث شيخ القبيلة العسكري/ علي محسن الأحمر وبفضل هذا الحلف الثلاثي الذي كان ملامحه الضم والإلحاق والنهب والسلب وفي ظاهرها أنها وحدة وهي للأسف الشديد وحدة الأرض وليس وحدة بين بلدين وشعبين متكافئين في الحقوق والواجبات.
وفي المقابل كانت هناك في الجنوب العربي قيادة غريبة الأدوار وهنا نتسأل أين قواعد الحزب الذي عنوانه لا صوت يعلو فوق صوت الحزب وأين لجنته المركزية الذي كنا ننام ونصحى على أخبارها واجتماعاتها الاعتيادية والاستثنائية بل أين وزارة أمن الدولة وكوادرها بل وأين أعضاء المكتب السياسي الذي كانت اجتماعاتهم تملأ البلاد بالضجيج الإعلامي الصاخب وما نقول ألا لا حول ولا قوة إلا بالله.

العشرون : تصريحات نارية لم يجف حبرها بعد من قبل أحد مقاولي الباطن
لقد استمعنا إلى تصريح ناري لأحد مقاولي الباطن لدى هؤلاء الغزاة الأشرار الذين حالياً مختلفين على كل شيء ومتفقين على أن الجنوب أرضاً وإنساناً وثورة وهوية هي غنيمة لهم ولأتباعهم ولأبناء أبنائهم يحق لهم السلب والنهب واغتصاب الأرض والثروة.
لقد صرح ذلك القائد المغوار والهمام الصمصام وذلك لا يملك من أمره شيئاً بل تملى عليه البيانات إملاء عندما يحتاجون إلى خدماته من قبل هؤلاء الغزاة ليقول ما يريدون ويصمد عندما يريدون (قال لفضفوه أنه سوف يشن حرباً شعواء لا تبقي ولا تذر ضد أصحاب المشاريع الصغيرة) والغرض من هذا التصريح الناري وتوقيته والهدف منه معروف لكل ذو بصيرة.
نرى أن نرجع بالذاكرة إلى تاريخ إعلان المجلس الوطني للجمهورية العربية اليمنية قبل شهرين عندما انسحب من ذلك المجلس عدد (23) شخصية جنوبية بعد سويعات من إعلان أسماء أعضائه احتجاجاً منهم على عدم الموافقة لتكوين ذلك المجلس الهولامي مناصفة بين اليمن والجنوب العربي ، أرجو من المتابعين والمراقبين من أبناء الجنوب العربي الرجوع إلى التصريحات النارية التي لا تقل حرارة من تصريحات ذلك القائد الهمام بل والرجوع إلى تصريحات العديد والعديد من هؤلاء الغزاة (سلطة ، معارضة ، مشايخ قبائل نافذة ، مشايخ قبائل عسكرية) ومن أبواقهم المستأجرة والتي تعمل كما قلنا مقاولين من الباطن سواء كانوا في الداخل أو الخارج.
ونقول لكافة أبناء الجنوب العربي الذين يطلعون على هذه التصريحات والتي تعبر عن الأحقاد الدفينة والتصميم على المعالجة الخاطئة بل والإصرار عليها وأنهم ينظرون إلى القضية الجنوبية على أنها قضية حقوقية وليست قضية سياسية بامتياز.
نود أن ننبه كافة أبناء الجنوب العربي بنظرة فاحصة ومتمعنة إلى تصريحات هؤلاء الغزاة وأتباعهم وأنصارهم وهم باستمرار يعدون خططهم الماكرة والخادعة وهم بالفعل يصابون بالهستيريا إذا حلموا مجرد حلم أنهم سيفقدون الجنوب العربي إلى الأبد وكما أشرنا سابقاً أنهم مختلفين حالياً في كل شيء ولكنهم متفقين على عدم التنازل عن أرض الجنوب العربي.

الحادي والعشرون : نظرة فاحصة للحلف الثلاثي الذي تأمر على اجتياح الجنوب في عام 1994م
قيام انتخابات تشريعية في عام 1993م التي قلبت المعادلات السياسية كما ذكرنا سلفاً في البلاد والقائمة على المحاصصة بين الأحزاب في ديمقراطية ديكورية وهي (المؤتمر العام – الإصلاح – الإشتراكي) أما باقي الأحزاب الهولامية المهمشة فهي تعيش في وضع المنتظر لعقد حلف بل وإذا لعب دور المقاول من الباطن لمن يطلب خدماتها عند الطلب للعب دور الحليف المغلوب على أمره لأي حزب من الأحزاب الثلاثة اللاعبة على الساحة السياسية.
وجاءت انتخابات تشريعية ثانية عام 1997م فظهرت حالة الإقصاء التي كان مخططاً لها من جانب المؤتمر العام والإصلاح ضد الحزب الاشتراكي وجاءت هذه الخطط واضحة المعالم فأصبح الحزب الاشتراكي للأسف بعد أن كان حزباً مهاباً ويمتلك دولة تعمل لها دول العالم حساب أصبح للأسف أقرب إلى مقاولي الباطن السالف ذكرها أعلاه.
أما الانتخابات التشريعية الثالثة فجاءت بالغرائب والعجائب فقلبت قواعد اللعبة السياسية رأساً على عقب فخرجت أحزاب (الإصلاح – الاشتراكي) من الساحة السياسية وأصبحت لدى المؤتمر الشعبي العام الأغلبية البرلمانية داخل البرلمان الديكوري الذي هو بعيد عن طموحات وأمال الشعب كل الشعب وهو أقرب جداً من طموحات وأمال أضلاع الحلف الاستراتيجي الثلاثي المذكور أعلاه وأصبحت هذه الأغلبية البرلمانية تمرر مصالح هذا الحلف الغير شرعي داخل البرلمان الكرتوني في استقلال نقيض للديمقراطية الصورية وسالبة لإرادة الشعب وطموحاته وآماله ومستقبل أجياله القادمة.
أن الحليف الاستراتيجي الثالث المثبت وهو شيخ القبائل العسكرية/ علي محسن الأحمر الذي لعب دوراً محورياً في اجتياح أرض الجنوب العربي السليبة فهذا القائد العسكري القبلي الفاسد اقتصر دوره على الأعمال العسكرية في حماية النظام الفاسد وتنفيذ سياسات ذلك الحلف الشرير وتنفيذ سياسات العضوين الآخرين في هذا الحلف الشرير اللذان يرسمانها ويتم تكليف ذلك القائد بتنفيذها وهما / عبدالله بن حسين الأحمر (صانع الرؤساء) وعلي عبدالله صالح الأحمر ، أما باقي الظاهرين على الساحة السياسية في جمهورية اليمن الميمونة فهم لا يتعدون على الظهور المكرور في مسرحية هزيلة سيئة الفكرة والأداء والهدف من البرلمان إلى مجلس الشورى مروراً بمجلس الوزراء فرؤساء هذه المجالس لا يتعدى دورهم في أنهم كبار موظفين لدى هذا الحلف الاستراتيجي الشرير والدليل سرعان ما انهارت هذه المجالس الديمقراطية الصورية عندما دب الخلاف بين أعضاء ذلك الحلف على المصالح وبسبب ظهور الجيل الثاني من أبنائهم حيث ركب حليفين منهم على ثورة الشباب أما الحليف الثالث فبقى جامداً على الأرض إلى أجل مسمى بعون الله وسيتم اقتلاعه من جذوره.
لقد استعمرت بريطانيا العظمى بلادنا (129) عاماً ولم نرى أنها أتت بـ (800,000) مستوطن من ويلز أو اسكتلندا ووطنتهم في محافظة حضرموت وصرفت لهم بطاقات مزورة بدعوى أنهم من أبناء تلك المحافظة (الساحل ، الوادي ، الصحراء).
ولم نعلم أن عدداً من أعضاء (مجلس اللوردات) أتوا إلى الجنوب العربي واستولوا على القطاع العام في الجنوب الذي كان عمود الحركة الاقتصادية في البلاد وباعوه لأنفسهم بأبخس الأثمان ، واستولوا على النفط والغاز والأراضي والعقارات والشواطئ والوكالات التجارية والأسماك والصناعات المختلفة وأقصوا كل أبناء الجنوب العربي من هذه الموارد والثروات ومن كان محظوظاً منهم عمل لدى هؤلاء الغزاة سمسار.


الثاني والعشرون : نظرة فاحصة للانتخابات الرئاسية التي جرت في عامي 1990م و2003م
أما الانتخابات الرئاسية ففي عام 1990م كانت هناك مسرحية هزلية سيئة الفكرة والإعداد والإخراج سميت زوراً وبهتاناً وسلباً لإرادة الشعب المغلوب على أمره انتخابات رئاسية وبالطبع كانت النتيجة محسومة سلفاً لصالح الرئيس الملهم الذي كان مرشحاً أمامه رجلاً هزلياً لا رائحة له ولا طعم.
أما الانتخابات الرئاسية في عام 2003م فكانت أكثر إثارة حيث تقدمت أحزاب اللقاء المشترك بمرشحاً معروفاً بنزاهته ووطنيته وشفافيته وهو المهندس فيصل بن عثمان بن شملان من أبناء محافظة حضرموت وشهدت تلك الانتخابات أحداث دراماتيكية وانتهت بفوز مرشح أحزاب اللقاء المشترك وهنا بدأت سياسة عصابات المافيا والبلاطجة والجهل في أسوء صوره ونزل إلى الساحة المال السياسي العفن الذي مصدره قود الشعب وصرف منه على هؤلاء البلاطجة ووسائل الإعلام المأجورة بل وهدد رأس النظام الفاسد بأنه سوف يمنع ذلك المرشح من الدخول إلى قصر الرئاسة بالقوة وسحق أي جماهير أو تيارات سياسية تفكر في مناصرته وتحقيق هدفه الذي هو هدف الشعب.
بل ومن سخريات القدر أن المفتي علي عبدالله صالح أفتى بدخول عدد (50) قتيل قتلوا في إستاد رياضي في محافظة اب أثناء الترويج لبرنامجه الانتخابي المشهور الذي وعد فيه بالقطار المزعوم وتوليد الكهرباء بالطاقة النووية وأفتى أن هؤلاء البؤساء شهداء الديمقراطية وسيدخلون جنته.

الثالث والعشرون : الخاتمة
بعون الله وقدرته نختتم نحن مجموعة الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه رؤيتنا وتصوراتنا الشاملة والخاصة بالقضية الجنوبية ونتشرف بأن نضعها بين أيادي أبناء الجنوب العربي بكل مكوناتهم وأحزابهم وقواهم السياسية ومنظمات المجتمع المدني وجميع المثقفين والمفكرين والأدباء وكافة النخب الفكرية والمهنية والعسكرية وعامة الشعب.
لقد بدأت الفكرة وتمت الصياغة من قبلنا ونحن مجموعة من أبناء الجنوب العربي والمهتمين بقضية أرضنا الطاهرة ونحن أهلها وتاريخنا ضارباً في أعماق التاريخ منذ ألاف السنين فنحن أحفاد حمير وكنده وقضاعه وهمدان لم نورد نسبنا لنتفاخر به ولكن ذكرناه تأكيداً لانتمائنا إلى هذه الأرض المعطاة.
نؤكد للجميع بأننا لا ننتمي إلى أي حزب أو أي تيار سياسي لا الآن ولا من قبل بل ننتمي وبكل فخر إلى حزب الجنوب العربي من قبل ومن بعد.
كما يسعدنا أن نضع هذه الرؤيا وهذه التصورات بين أيادي جميع أبناء الجنوب العربي وأمام أنظارهم وبكافة أطيافهم وهي قابلة لتقييمهم ونقدهم وخاضعة لحواراتهم الموضوعية والواقعية بما يحقق آمالهم وطموحاتهم وتطلعاتهم ويضمن مستقبلاً زاهراً لأبنائهم وأحفادهم على أرضهم وتحت سمائهم دون شركاء لهم على أرضهم أو في سمائهم أو في بحورهم.
ونحن على استعداد تام للحوار حول هذه الرؤيا والتصورات مع كافة أطياف المجتمع الجنوبي في أي مكان وفي أي زمان سواء حواراً مباشراً أو عبر وسائل التقنية الحديثة أو بواسطة وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية.
كما يسرنا أن نجيز طرحها للحوار عبر الندوات الثقافية في المنتديات ومراكز البحوث والدراسات سعياً للإثراء الثقافي ونشر التوعية السياسية والاقتصادية بالقضية الجنوبية لأبناء الجنوب العربي أو غيرهم من الأشقاء العرب أو الأصدقاء سواء في الداخل أو الخارج ، وللمهتمين من كافة أنحاء العالم بهذه القضية العادلة.
نشكر للجميع حسن اطلاعهم وسعة صدورهم وما تفضلوا بمنحنا من وقتهم الثمين وإن شاء الله تعالى أن تلقى هذه الرؤيا والتصورات قبولهم واستحسانهم ورضاهم ونحن نطمح ونأمل أن تحظى هذه الرؤيا وهذه التصورات لقراءة متأملة ومتمعنة ومتخصصة من النخب الجنوبية من مفكرين وباحثين والسياسيين من كافة التيارات والقوى السياسية وهي قابلة للإضافة والتعديل والنقد الموضوعي البناء بما يخدم طموحاتهم وأمالهم وضمان مستقبل أجيالهم القادمة بعون الله وأنه على كل شيء قدير وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين.
وتقبلوا جميعاً خالص تحياتنا وفائق احترامنا كما يسرنا أن نتلقى مقترحاتكم واستفساراتكم وملاحظاتكم على عناوين المجموعة على وسائل التقنية الحديثة الآتية:

أولاً : صفحتنا على الفيس بوك باسم مجموعة عمر بن عبدالعزيز
Facebook.com/O.binabdulaziz
ثانياً : صفحتنا على تويتر باسم مجموعة عمر بن عبدالعزيز
Twitter.com/obinabdulaziz
ثالثا : البريد الالكتروني لمجموعة عمر بن عبدالعزيز
[email protected]
مقر المجموعة الرئيسي : الرياض - المملكة العربية السعودية

قال تعالى : (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) هود: ٨٨

تتشرف مجموعة الخليفة عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه بأي مواطن أو مواطنة من أبناء الجنوب العربي بالإنضمام إلى هذه المجموعة ومن يرغب في ذلك عليه التكرم بالدخول إلى أحد المواقع الموضحة أعلاه والتفضل بتسجيل أسمه وعنوانه حتى نتمكن من التواصل معهم .

ومما ينسب من قول مأثور إلى الإمام الشافعي – رحمه الله –
(رائي صواب يحتمل الخطأ ، ورأي غير خطأ يحتمل الصواب)
لمحة من الشعر الحضرمي القديم الذي يحاكي ويناهض حاكم أحد المقاطعات الحضرمية في ذلك الوقت وينتقد طريقته في الحكم :

يانوب زنجي عامد الحيد الأبرق
لاشي عســـــــل منـــــــــــــــــــــه
عامد على عرقـــــــــــــــــــــــــــه
ترعى عطوف الناس بالغصبية
ولاه الـــــــذي فـــــــــــــــــــــــرق
وهــي محجيـــــــــــــــــــــــــــــــه


وقال الشاعر الآخر :
الـــــــــــذر والعثـــــــــــــــــــــــه
والطير الأخضـــــــــــــــــــر
لابد ما تصبح جبوحك خالية
بايجيبـــك بالمــــــــــــــــــــــــــــــــدى
بايجيبــك بالــــــــــــــــــــــــــــــــــدوام
والكذب هو البطّل مالو تالية هو الحرام


هذا والله يحفظكم ويرعاكم جميعاً ،،،

أخوانكم الداعين لكم بالخير دائماً
أعضاء مجموعة الخليفة / عمر بن عبدالعزيز
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas