أوزان الخليل بحث في النظرية و التطبيق ( الحلقــــــــة الثــــانية )

[باجرش]

[poet font="Simplified Arabic,5,darkred,bold ,normal" bkcolor="darkred" bkimage="http://www.alshibami.net/saqifa//backgrounds/49.gif" border="none,2,gray" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
-2-
مفاهيم وتعريفات مهمة
[/poet]




لكي نفهم العروض والأوزان يجب أن نفرق بين الواقع والنظرية في الشعر فالواقع هو ما ألفه الشعراء ويؤلفونه وتعارفوا عليه والنظرية هي العروض التي تدرس هذا الواقع ومن هذا نخلص أن نشأة الشعر سبق نشأة العروض وان الوزن من نتاج الشعراء وليس من نتاج العروضيين - ويطمح علم العروض أن يوصّف ويبسط قواعد كل الشعر فلجأ العروضيون إلى تصنيف نماذج خاصة أسموها بحور وتفاعيل و قوافي الخ.....

و هذه النماذج ليست بالضبط هي الواقع الشعري ولكنها مستوى الرجوع والمقياس المثالي التي تقاس به والذي استنبطه العروضيون من علم الصوتيات والإيقاعات المتوافقة و من أجود الشعر وصحيحه وأكثره تواتراً والغوا ما هو شاذ و غريب
وقد رصد العروضيون التحويلات التي تنقلنا من المستوى النظري إلى التطبيق وعددوها كما وردت وأسموها زحافات وعلل

وقد خلص العروضيون أيضا أن هناك خواص مشتركة في كل ما هو شعر ولا يمكن لأحد أن ينكرها أو يتجاوزها وهي
1- عدم التقاء ساكنين في الشعر
2- لا يجتمع في الشعر أكثر من أربعة متحركات
3- عدم تجاوز وتدين متتاليين ( والوتد هو متحركين يتبعها ساكن أو ساكنين بينها متحرك)

الشعر :- عرف الأقدمون الشعر بالكلام الموزون والمقفى
وقد ثار ضد هذا التعريف المعاصرون وبدا لهم ضيقاُ و اشترطوا مع هذا قوة التعبير وجمال الألفاظ وعمق المعنى وتناسق الأصوات ولم ينكروا المكون الأساسي وهو الوزن والذي يميز القصيدة عن غيرها من الألوان الأدبية
العروض : - هو العلم الذي يدرس أوزان الشعر ويحدد القوانين والقواعد التي تخضع لها القصيدة العربية أو بمعنى آخر وصف الشعر العربي كما ورد إلينا وصفاً علمياً ويقتضي هذا أن علم العروض لا يمنع الشعراء من استعمال أشكال جديدة أو اختراعها لإثراء الواقع الإيقاعي للقصيدة كما يقال أن الأعشى قد استدرك على الخليل بحر المتدارك وهو نادر في الواقع إذ أن معظم الأوزان التي رأى أصحابها أنها مستحدثة هي مسخ من أوزان الخليل أو تحريف لها .

الوزن :- هو سلسلة السواكن (ونرمزلها في بحثنا -) والمتحركات (ونرمزلها 1) المكونة للأسباب و الأوتاد التي بدورها تكون التفاعيل والتفاعيل تكون الشطر من البيت والشطرين يكونا البيت والذي هو وحدة بناء القصيدة وهذه هي عناصر الوزن من الأدنى إلى الأعلى .

والآن فما الأسباب والأوتاد :
- السبب هي وحدة مكونة من حرفين وهي نوعين خفيف وثقيل
السبب الخفيف = متحرك وساكن 1 ـ ما من
والسبب الثقيل = متحركين 11 لِمَ
- الوتد هي وحدة مكونة من ثلاثة حروف وهي نوعان مجموع ومفروق
وتد مجموع = متحركان يتبعهما ساكن 11 ـ لمن متى
وتد مفروق = متحركين بينهما ساكن 1 ـ1 قام هام سار
وخاصية كل من الأسباب والأوتاد عموماً أن الأسباب وحدات متغيرة في الوزن الواحد وتدخل عليها عادةً الزحافات والعلل أما الأوتاد فهي الوحدات الثابتة وغير المتغيرة في العادة


التفعيلة :
هي الوحدة أو الوحدات المتكررة في البحر الواحد
فإن كانت وحدة واحدة سمي البحر صافياً
مثاله بحر الرجز مستفعلن مستفعلن مستفعلن
المتقارب فعولن فعولن فعولن فعولن

وان كانت اكثر من وحدة مختلفة سمي البحر مركباً في عمومه
مثاله بحر الطويل فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
بحر البسيط مستفعلن فعلن مستفعلن فعلن

وأنواع التفعيلات الخليلية عشر ( وهي بطريقة التوافيق والتباديل أن صح التعبير )
وتد وسبب
أو وتد وسببين

فالأصل فيها أربع تبدأ بوتد والست فروع لها :-
فكل ما بدأ بوتد فهو اصل وفروعها تأتي بتقديم الأسباب على الوتد أو تأخيرهما فمثلاً

فعولن ==== وتد وسبب == وهي اصل وفرعها فاعلن سبب ووتد قدم السبب على الوتد


فتكون جميع التفاعيل كما يلي

1- فعولن ينتج عنها >>> فاعلن
2- مفاعلتن ينتج عنها >>> متفاعلن
3- مفاعيلن ينتج عنها >>> مستفعلن و فاعلاتن
4- فاع لاتن ينتج عنها >>> مفعولات و مستفع لن



وهذه هي جميع التفعيلات المستخدمة في بحور الشعر ولا تخرج عنها


البيت : -
يتكون من شطرين الأول صدر والثاني عجز
وآخر تفعيلة في الصدر تسمى عروضاً وآخر تفعيلة في العجز تسمى ضرباً وما قبلهما حشواً

صـــــــــــــــــــــــــــــــــــــدر عجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــز
حشــــــــــــــــــــــــو عروضاً حشـــــــــــــــــــــــــو ضرباً


أنواع الأبيات

1-التام وهو ما كان موافقاً لوزن البحر وعدد تفعيلاته كاملة
2- المجزؤ وهو ما حذفت منه التفعيلة الأخيرة من كل شطر
والمشطور ما ذهب أحد شطريه
المصرع ما وافق عروضه ضربه


القصيدة : - هي الوحدة الكبرى لمكونات الشعر وهي ذات نماذج كثيرة حددها الخليل من بحور الشعر الخمسة عشر عنده بحوالي أربعة وستين نموذجاً
فكل بحر من بحور الشعر تأتي التفعيلة الأخيرة منه ( الضروب ) بأشكال متعددة فتتكون نماذج مختلفة لنفس البحر بأضرب متعددة وأضيفت ضروب المتدارك بعد ذلك فصارت ثمانية وستين نموذجاً تزخر بها كتب التراث والأدب ليومنا هذا

الكتابة العروضية :-
لا يخفى علينا جميعاً أن الشعر لكي يوزن يجب أن يقطع ويكتب كتابةً عروضية وهي تعتبر السماع والنطق وليس الرسم والأحرف
فمثلاً :-


السيف أصدق أنباءًً من الكتب
يكتب عروضياً بحذف اللام الشمسية و إظهار التنوين كحرف نون وحذف همزة الوصل وتضعيف الحرف المشدد وهكذا
يثبت كل ما ينطق ويحذف كل ما يدغم وعلي هذا يكون الميزان العروضي وليس على رسم الأحرف
مثال:-
السيف أصدق أنباءًً من الكتب
في حده الحد بين الجد واللعب

اسسيف أصـ.....دقأنـ.......باأن منل......كتب
1-1-11-......111-.....1-1-11-....111-

مستفعلن.....فعلن..........مستفعلن....فعلن


تلخيص ما سبق : -

نخلص من كل ما سبق أن الوزن ذا مستويات وكل مستوى يصلح لدرجة من درجات الخبرة في إقراض الشعر أو نقده

المستوى الأول : مستوى السواكن والمتحركات وهو أيسرها على المبتدئين حيث يتم تحويل الوزن الشعري إلى سلسلة من السواكن والمتحركات توزن بها القصيدة ولها ميزة إنها دقيقة وعيبها انك لا تميز العلل والزحافات فيها بيسر وغالباً ما تكون محبطة في تطبيق الوزن الشعري بدقة فمثلاً
تفعيلة بحر البسيط
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن

تمثل بـ
1-1-11- 1-11- 1-1-11- 111-

فخذ هذا البيت من بحر البسيط

أمن تذكر جيرانٍ بذي سلم ===== مزجت دمعاً جرى من مقلةٍ بدم
وتمثيله
11-11-111-1-1-11-111-

تلاحظ أن التفعيلة الأولى لم ترد كما في أصل البحر و وكذا التفعيلة الثانية حيث دخل عليهما الزحافات
وسنعرض لذلك بالتفصيل في بحر البسيط

وكذا قو ل المتنبي :
أفاضل الناس أغراضٌ لدى الزمن ===== يخلو من الهم أخلاهم من الفطن


وتلاحظ أن الأسباب تداخلت مع الأوتاد وقد يصعب تمييزها وتطبيق القواعد الأخرى عليها من زحافات وعلل بدون الرجوع إلى الأصل

المستوى الثاني : - مستوى الأوتاد والأسباب وهي أن يمثل البيت بسلسلة من الأسباب والأوتاد وهي أرقى من الأولى واصعب قليلاً ولكنها أوضح في دخول واستخراج العلل والزحافات

ومثاله من بحر الكامل

متفاعلن متفاعلن متفاعلن

11...1-...11-...11 ... 1-...11-...11 ... 1-...11-...

فكل سبب ووتد مفصول بنقط ...

لك يا منازل في القلوب منازل
أقفرت أنت وهن منك أواهل

11 ... 1-...11-...11 ... 1-...11-...11 ... 1-...11-...
1- ... 1-...11-...11 ... 1-...11-...11 ... 1-...11-...

ونلاحظ أن السبب الثقيل الأول في الشطر الثاني قد دخل عليه زحاف
ويبقى سبباً ولا يحول إلى وتداً كما يبدو لو ادمج مع السبب الذي يليه وهكذا....


المستوى الثالث : مستوى التفعيلة :- وهو أرقاها وأصعبها إذ يتقنه سماعاً المتمرسون من الشعر وهم ينظمون على غراره بطريقة التقطيع الشعري أو الكتابة العروضية كما أسلفنا ذكرها وهي تأتي مع الممارسة الطويلة والخبرة

السيف أصدق أنباءًً من الكتب
في حده الحد بين الجد واللعب

اسسيف أصـ.....دقأنـ.......باأن منل......كتب
1-1-11-......111-.....1-1-11-....111-

مستفعلن.....فعلن..........مستفعلن....فعلن

في حددهل....حددبيـ.......نلجددولــ.......لعب

1-1-11-..........1-11-........1-1-11-.....111
مستفعلن........فاعلن.......مستفعلن......فعل



وهو من بحر البسيط




وقد أرجأت تعريف الزحافات والعلل وبعض التعريفات الأخرى لأهميتها وتعلقها بنماذج البحور المختلفة حتى نأتي على شرح البحور والأوزان
أن شاء الله
والى اللقاء

[باجرش]

عفواً فقد طلب الأخ المشرف سلفاً ان تكون الحلقات في مكان واحد ولكني لم انتبه لهذا لذا أترك للأخ المشرف التصرف في وضعها في مكان واحد كما يرى او يتركها كما هي حلقات

[شيخ القبايل.]

سنستمع اليها فرادى
ثم نضمها في ( بقعة ) واحدة
باذن الله

وشكرا على اهتمامك