لهذا السبب أحبّ السادة

[سالم علي الجرو]

أيام وأمسيات لا تنسى

كلّ يوم جمعة نلتقي بعد الصلاة في بيت أحد الشّلّة المباركة في جلسة عبادة ، نتعانق أوّلا ونبتسم لبعضنا ويسأل كلّ منا الآخر عن صحّته وصحّة من يحب ، ثمّ نصمت عندما يتنحنح أحمد ويبدأ القراءة من كتاب:

" رياض الصالحين "
أو
" عليّ إمام المتقّين "
أو
" فقه السّنة "
أو أخرى

الزّمن: ساعة ، ثمّ نغار كلّ في حال سبيله

لهذا السبب وأسباب أخرى أحبّ السادة

أمّا الأمسيات فكانت تلك " الموالد " التي تنقلنا إلى رحاب أخرى ، ينشرح لها الصّدر . تأخذنا من حال غفلة وشبه نسيان إلى حالة تذكّر لحياة وسيرة النّبيّ المصطفى ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم .

لم أذكر أنّ أحد اغتاب أحد أو تكلّم بكلام هابط يمس القيمة والأخلاق ، ولم أسمع قول اذى أو ضرر ، فكلّ الحديث نور وسلام .

لهذا السبب وأسباب أخرى أحبّ السادة

كنت أنا الوحيد من بينهم غيرعلوي وأحيانا ينضمّ آخرون لا يزيدون عن ثلاثة ، هذا في حديث الجمعة ، أما في المولد ، فالناس كثر من غير العلويين . وكنت أكسر النواميس والطّقوس ، دون علمي ، حينما أقحم خبرا يعكّر صفو العبادة كأن أخبرهم عن شأن سياسي ، فأقرأ في وجوههم المجاملة لأنّهم لا يحبّون الكلام في السياسة ، لا خوفا ولا تهيّبا وإنّما قناعة بأن السياسة لا تأتي بخير ولا تؤلّف بين قلوب الناس .

لهذا السبب وأسباب أخرى أحبّ السادة

[سالم علي الجرو]

في قصور الأفراح لا تسمع أصواتا عالية ، تشعرك الإبتسامات بأنك بين أهلك ، والصغار مؤدّبين:

ـ لا يلعبون في الصالة
ـ لا يزاحمون الكبار عند المغاسل
ـ يفسحون لكبار السّن بالمرور
ـ يقبّلون أيادي الكبار

لذلك أحبّ السادة

[ابونورا]

يالله صباح خير

[سالم علي الجرو]

لا أحبّذ المديح ، لكنني قبلته من صديقي الهاشمي . إنّه صديق العمر ، نلتقي سويّا ونجلس بالقرب إلى بعضنا في جلسات النّور والأدب والمحبّة والود

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم علي الجرو [ مشاهدة المشاركة ]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم علي الجرو [ مشاهدة المشاركة ] هديّة القطار في أربعين رسالة عبر الجوّال أرسل إليّ صديقي هذه القصيدة ، أقدّمها بصفتها الأدبيّة وليس بموضوعها . ـ 1 ـ إنّي ذكرتك والقطار بذا الفلا=يفري أديم الأرض سيراً كيف لا؟ وذكرت أنّك كنت في آفاقه=تصبو وحيناً تستزيد تجمّلا قلمُ تداعبه وحيناً صفحة=تقتات منه الوبل حيث المنهلا أتراك تدرك تلك أغنية سرت؟= بين الحنايا منك صباحاً يعتلى فتغرّد المسكين أنت بها إلى=كلّ القلوب وقلبك الصّادي خلا آبت لها الأعين بالدّمع الذي=يجري كرقراقٍ ويصمي الأكحلا وغدوت مثلك .. لا يئيب بلا=نفائس من غيابه أعزلا ـ 2ـ أأقول كلّ الحق أنّك رائع=إن غبت تبقى فارسا ومجندلا وإذا حضرت شكاك ربّ الحرف من=حثو النّظار إذا علوت من الأولى أنت الرّفيق إذا سموت بأحرف=وسرت أناملك الرّقيقة سلسلا خفقت لها رايات كلّ قليب من=قدمٍ تأثّر من رقاك وهلّلا هب أنني قلت الحقيقة هل سوى=ما عدّ منك صغائر مما علا؟ ـ 3 ـ سبحان من أعطاك ملء جنانك=الآمال ثمّ الصبر فيك تفصّلا فعمدت سيرة من رحاب رحابه=حمدا وحمدا حيث كان المعقلا فصفت لك الأيام في الدّمّام أو في = السّفح حيث الربع مثل الجحفلا وهنا تزين مجد أبناء لهم=بركات جدّ سام كلّ الأعزلا ـ 1 ـ إنّي ذكرتك والقطار بذا الفلا=يفري أديم الأرض سيراً كيف لا؟ وذكرت أنّك كنت في آفاقه=تصبو وحيناً تستزيد تجمّلا قلمُ تداعبه وحيناً صفحة=تقتات منه الوبل حيث المنهلا أتراك تدرك تلك أغنية سرت؟= بين الحنايا منك صباحاً يعتلى فتغرّد المسكين أنت بها إلى=كلّ القلوب وقلبك الصّادي خلا آبت لها الأعين بالدّمع الذي=يجري كرقراقٍ ويصمي الأكحلا وغدوت مثلك .. لا يئيب بلا=نفائس من غيابه أعزلا ـ 2ـ أأقول كلّ الحق أنّك رائع=إن غبت تبقى فارسا ومجندلا وإذا حضرت شكاك ربّ الحرف من=حثو النّظار إذا علوت من الأولى أنت الرّفيق إذا سموت بأحرف=وسرت أناملك الرّقيقة سلسلا خفقت لها رايات كلّ قليب من=قدمٍ تأثّر من رقاك وهلّلا هب أنني قلت الحقيقة هل سوى=ما عدّ منك صغائر مما علا؟ ـ 3 ـ سبحان من أعطاك ملء جنانك=الآمال ثمّ الصبر فيك تفصّلا فعمدت سيرة من رحاب رحابه=حمدا وحمدا حيث كان المعقلا فصفت لك الأيام في الدّمّام أو في = السّفح حيث الربع مثل الجحفلا وهنا تزين مجد أبناء لهم=بركات جدّ سام كلّ الأعزلا

من حقي الشعور بالفخر ، فالصديق شاعر ، من بيت شريف وهو الذي ينتقدني وأنتقده

[سالم علي الجرو]

شعرت بخسار ذات ليلة

كنا عشرة:
المضيف وأبناؤه الثلاثة ونحن السّتة ، تسعة ينتهون إلى النسب الهاشمي . كانت الجلسة حرّة مما فسح المجال لي بالثّرثرة ، رغم أنّ الحديث لم يخرج عن نطاق الشعر والأدب وذكر مناقب علماء ومؤرخين .

كانت الدّعابة تتسل إلى جلستنا من بوابة الشيء بالشيء يذكر ، غير أنّ سؤالي غيّر ملامح ثلاثة أحسبهم أصدقائي وهم كذلك .

سألت:

هل لا زلتم تذهبون إلى قهوة .............................؟
ساد الصّمت قليلا ، ثمّ عاد الجميع إلى حديث به تكلّف بعض الشيء .
الساعة الثانية عشر ليلا نهضنا نحن الستّة وودّعنا المضيف وكلّ ركب سيّارته .

في الطريق إستوقفني أصدقائي الثلاثة كلّهم قالوا:

" أحرجتنا بذكر القهوة في المجلس " وقال أحدهم:

" هذا عيب في عرفنا أن يذهب سيّد إلى القهوة ويشيّش "

لهذا أحبّ السّادة

[سالم علي الجرو]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابونورا [ مشاهدة المشاركة ]

يالله صباح خير

أعرف أنّي لم أستأذنك ، ولم والأذن معي بالتّجوّل في جميع السّقائف؟
أمّا من ناحية الخير ، فالخيّرون وحدهم هم الذي يستقبلون الصباح بأمل دونما خوف .
سالم لم يكن ليأتي إلى هنا لولا أن قرأ اسم فاتحة الخير " سالم "
هل تضايقت؟
سوف أدعو الله بتفريج كربتك

نستمتع بنثرك ونشتاق للمزيد
تحياااتي

جميل ان نتخلق بخلق الحب في الله فهو من اوثق العرى
وقد احببنا الكثير وحبنا الكثير ولكن يبقى السؤال
هل هم يحبونك ؟ فالمرء مع من احب
ختااما لك التحية

[سالم علي الجرو]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم محمد باعباد [ مشاهدة المشاركة ]

نستمتع بنثرك ونشتاق للمزيد تحياااتي

ليس كلّ ما يحدث يقال والعلاقات الخاصة أسرار ، لكنني لن أكشف سرّا إذا ما فضفضت قليلا عن علاقات الصداقة الحميمية ببعض من جهابذة الحبايب ورموزها الروحية ومعرفة نفر لا تطيق فراقهم وهم الذين يحرقون الوقت ويبددون الملل ويستبدلون الكآبة بالأمل عبر جلسات نورانية ، أدبيّة ، ترويحيّة ، تروّض النفوس .

منذ أسبوعين تناءى الأحبة وساد الصّمت ، فشعرت بالوحدة كفرخ طائر حط في أرض سبخة ( والتّشبيه لصديقي الورّاق ) .

واجهت التلفاز بشجاعة وجلد وبيدي جهاز التّحكّم ، ولم أشاهد شيئا البصر ينظر والعقل شارد ، فقد كنت بين الطويلة ( سيوون ) وبين الدّمّام .

عدت إلى صديقي الأخرس النّاطق وداعبت الكيبورد من واقع ما يختلج في الوجدان ويتداعى في الذّاكرة وأرخيت الزمام للخاطرة فألقت ما لديها وحين قرأت وجدتها صفحات تسع ، فقلّصتها إلى ما يسمح به العرف .

[سالم علي الجرو]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم محمد باعباد [ مشاهدة المشاركة ]

جميل ان نتخلق بخلق الحب في الله فهو من اوثق العرى وقد احببنا الكثير وحبنا الكثير ولكن يبقى السؤال هل هم يحبونك ؟ فالمرء مع من احب ختااما لك التحية

ذكرت في مسودّة كتابي ( أنّة من القلب الدّامي ضدّ المندوب السّامي ) ، أستاذي الحبيب المؤرّخ: محمد أحمد الشاطري ، صاحب مصنف: " أدوار من التاريخ الحضرمي " . إن أحببت الأدب فهو بفضل الله ثم بفضله ، وكنا ننتظر حصة الأدب العربي بفارغ الصبر ، وإن تعلّمت الصبر فمنه رحمه الله تعالى ، إلا أنني لا أحب السادة في المجمل لأنّي نشأت في قرية يقللون أهلها من قيمة السيد ، غير أنني لم أجد في أستاذي ما يشير إلى تلك الظّنون ، فقد كان ـ رحمه الله تعالى ـ عبد لله ، متواضع ، تعلّمنا منه صحّة العبادة والتواضع في حصص التربية الإسلاميّة ، ثمّ جاء الصراع الطّبقي ، وتعرّضت لغسيل مخّ كبقيّة الزملاء وحملت على سادة سيئون وتريم وكلّ سيّد لا أعرفه إلا أستاذي الجليل محمد الشاطري ، الذي أحببته كأب مربّي ، وكعالم وأديب .

ومرّت سنّيات والبحث جار عن صحّة ما يقال ، وما يمارس وكنّا طلبة هاتيك الأيّام لا نتعب من القراءة لرغبتنا الملحّة والشديدة في الإستزادة من المعارف ، وكانت الكتب والمجلات والنشرات التي جمعت بين إصدارات الجامع الأزهر ( مجلّة نور الإسلام ) وإصدارات ( دار موسكو ) ومجلات روزاليوسف والهلال والمصور وآخر ساعة . تيّار ديني على تيّار قومي على تيّار ماركسي وشيء من نشرات البعث الإشتراكي . عن نفسي كنت أسأل وأبحث كلما اشتكل عليّ فهم ، وفي نهاية المطاف شعرت بالذّنب حينما عرفت عن نخبة العلويين من حيث الفكر والتّوجهات الدينية والإصلاحيّة وعن سلوك الصامتين الذين يبيتون لربهم سجّدا وقياما والذين يكفلون الأيتام وينفقون مما يحبون للفقراء والمساكين واقتربت منهم وقرأت لهم المخطوط والمطبوع ، وإنّي لأذكر أذن فلاح قطعت من لدن نافذ في السلطنة الكثيرية فوقفا كل من السيدين: الحبيب: حسن البحر والحبيب: محسن بن علوي السقاف إلى جانب الفلاح وناصراه حتى أخذ حقه . والحكاية الأخرى أنّ السلطان تأخّر عن موعد صلاة العصر فيما أظن ( في مسجد طه ) ، فنهض ابن عبيد الله وأقام الصلاة . طلبوا منه الإنتظار قليلا فقال: نحن نصلّي لله وليس للسلطان وتقدّمهم وصلّى غير آبه بغضب السلطان واحتجاجه . وأذكر قصّة الفتاة التي عقد بها قبيلي ثريّ من أثرياء إندونيسيا وهي من طبقة العمال ومات قبل الزواج ، وكيف أنّ المرأة الأولى وجيشها من رجال القبيلة ومن النافذين إستطاعوا التأثير على السلطان بحرمانها من الإرث . وقف ابن عبيد الله إلى جانبها واتّخد من خطب الجمعة ومن منابر مساجد متفرّقة مراكز إعلامية ، يصدع منها بقول الحق وكشف حقيقة المسألة أمام الجمهور حتى استوفت الفتاة الأرملة حقوقها .

مما عرفت أيضا جهود العلويين الحثيثة في نشر العلم وكثير مما لا تتسع له الصّفحات ، ثمّ أنهم يرسمون أنفسهم شكلا ومعنى وليسوا في حاجة إلى من يدافع عنهم .

قد تسألني مالذي دفعك إلى الكتابة في هذا المنحى؟
أجيبك بصدق:
هاجسي في الحوار الإسلامي ، والوجدان والذّهن مع صديقين غادرا الرياض وتركاني أشخبط ، أسأل الله تعالى لهما العودة بالسلامة.