~ˆ° الــــــــبــــــــــــردة °ˆ~ ‏

[سالم السقاف]

أمن تذكر جيرانٍ بذى ســـــــــــــــــــلمٍ = مزجت دمعا جَرَى من مقلةٍ بـــــــــدمِ
أَمْ هبَّتِ الريحُ مِنْ تلقاءِ كاظمـــــــــــــةٍ = وأَومض البرق في الظَّلْماءِ من إِضمِ
فما لعينيك إن قلت اكْفُفا همتــــــــــا = وما لقلبك إن قلت استفق يهــــــــــمِ
أيحسب الصب أن الحب منكتـــــــــــــمٌ = ما بين منسجم منه ومضطــــــــــرمِ
لولا الهوى لم ترق دمعاً على طـــــللٍ = ولا أرقت لذكر البانِ والعلــــــــــــمِ
فكيف تنكر حباً بعد ما شــــــــــــهدت = به عليك عدول الدمع والســــــــقمِ
وأثبت الوجد خطَّيْ عبرةٍ وضـــــــنى =مثل البهار على خديك والعنــــــــمِ
نعم سرى طيف من أهوى فأرقنـــــي =والحب يعترض اللذات بالألــــــــمِ
يا لائمي في الهوى العذري معــــــذرة =مني إليك ولو أنصفت لم تلــــــمِ
عدتك حالي لا سري بمســــــــــــتترٍ =عن الوشاة ولا دائي بمنحســــــــمِ
محضتني النصح لكن لست أســـــــمعهُ =إن المحب عن العذال في صـــــممِ
إنى اتهمت نصيح الشيب في عـــــذلي =والشيب أبعد في نصح عن التهــمِ
فإن أمارتي بالسوءِ ما أتعظـــــــــــت =من جهلها بنذير الشيب والهــــرمِ
ولا أعدت من الفعل الجميل قــــــــــرى= ضيف ألم برأسي غير محتشــــــم
لو كنت أعلم أني ما أوقــــــــــــــره =كتمت سراً بدا لي منه بالكتــــــــمِ
من لي برِّ جماحٍ من غوايتهــــــــــــــا =كما يردُّ جماح الخيلِ باللُّجـــــــــُمِ
فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتهــــــــا =إن الطعام يقوي شهوة النَّهـــــــــمِ
والنفس كالطفل إن تهملهُ شبَّ علــــى =حب الرضاعِ وإن تفطمهُ ينفطــــمِ
فاصرف هواها وحاذر أن توليــــــــــه =إن الهوى ما تولى يصم أو يصـــــمِ
وراعها وهي في الأعمالِ ســــــــائمةٌ =وإن هي استحلت المرعى فلا تسمِ
كم حسنت لذةً للمرءِ قاتلـــــــــــــــــةً =من حيث لم يدرِ أن السم فى الدسمِ
واخش الدسائس من جوعٍ ومن شبع =فرب مخمصةٍ شر من التخـــــــــــمِ
واستفرغ الدمع من عين قد امتـــلأت =من المحارم والزم حمية النـــــــدمِ
وخالف النفس والشيطان واعصهمــا =وإن هما محضاك النصح فاتَّهِـــــمِ
ولا تطع منهما خصماً ولا حكمــــــــاً =فأنت تعرف كيد الخصم والحكـــــمِ
أستغفر الله من قولٍ بلا عمـــــــــــــلٍ =لقد نسبتُ به نسلاً لذي عُقــــــــــُمِ
أمْرتُك الخير لكن ما ائتمرت بــــــــــه =وما اســـــتقمت فما قولى لك استقمِ
ولا تزودت قبل الموت نافلــــــــــــــةً =ولم أصل سوى فرض ولم اصـــــمِ
ظلمت سنة من أحيا الظلام إلــــــــــى =أن اشتكت قدماه الضر مــــــن ورمِ
وشدَّ من سغب أحشاءه وطــــــــــوى =تحت الحجارة كشحاً متـــــرف الأدمِ
وراودته الجبال الشم من ذهــــــــــبٍ =عن نفسه فأراها أيما شـــــــــــــــممِ
وأكدت زهده فيها ضرورتـــــــــــــــه =إن الضرورة لا تعدو على العصــــمِ
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة مـــن =لولاه لم تخرج الدنيا من العـــــــــدمِ
محمد ســـــــــــــــيد الكونين والثقليـ =ـن والفريقين من عرب ومن عجـــــمِ
نبينا الآمرُ الناهي فلا أحـــــــــــــــدٌ =أبر في قولِ لا منه ولا نعــــــــــــــمِ
هو الحبيب الذي ترجى شــــــفاعته =لكل هولٍ من الأهوال مقتحـــــــــــــمِ
دعا إلى الله فالمستسكون بــــــــــــه =مستمسكون بحبلٍ غير منفصـــــــــــمِ
فاق النبيين في خلقٍ وفي خُلــــــــُقٍ =ولم يدانوه في علمٍ ولا كـــــــــــــــرمِ
وكلهم من رسول الله ملتمـــــــــــسٌ =غرفاً من البحر أو رشفاً من الديـــــمِ
وواقفون لديه عند حدهـــــــــــــــــم =من نقطة العلم أو من شكلة الحكـــــمِ
فهو الذي تـــــــم معناه وصورتـــــــه =ثم اصطفاه حبيباً بارئُ النســــــــــــمِ
منزهٌ عن شريكٍ في محاســـــــــــنه =فجوهر الحسن فيه غير منقســـــــــمِ
دع ما ادعثه النصارى في نبيهـــــم =واحكم بماشئت مدحاً فيه واحتكــــــم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شــرف =وانسب إلى قدره ما شئت من عظــــمِ
فإن فضل رسول الله ليس لـــــــــــه =حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفــــــــــــــــــمِ
لو ناسبت قدره آياته عظمـــــــــــــاً =أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمــمِ
لم يمتحنا بما تعيا العقول بــــــــــــه =حرصاً علينا فلم نرْتب ولم نهــــــــمِ
أعيا الورى فهم معناه فليس يـــــرى =في القرب والبعد فيه غير منفحـــــمِ
كالشمس تظهر للعينين من بعُـــــــدٍ =صغيرةً وتكل الطرف من أمـــــــــــمِ
وكيف يدرك في الدنيا حقيقتــــــــــه =قومٌ نيامٌ تسلوا عنه بالحلــــــــــــــمِ
فمبلغ العلم فيه أنه بشـــــــــــــــــــرٌ =وأنه خير خلق الله كلهــــــــــــــــــمِ
وكل آيٍ أتى الرسل الكرام بهـــــــــا =فإنما اتصلت من نوره بهـــــــــــــمِ
فإنه شمس فضلٍ هم كواكبهـــــــــــا =يظهرن أنوارها للناس في الظلـــــمِ
أكرم بخلق نبيّ زانه خلــــــــــــــــقٌ =بالحسن مشتمل بالبشر متســـــــــمِ
كالزهر في ترفٍ والبدر في شــــرفٍ =والبحر في كرمٍ والدهر في همــــــمِ
كانه وهو فردٌ من جلالتـــــــــــــــــه =في عسكر حين تلقاه وفي حشــــــمِ
كأنما اللؤلؤ المكنون فى صـــــــدفٍ =من معدني منطق منه ومبتســــــــم
لا طيب يعدل تُرباً ضم أعظمــــــــــهُ =طوبى لمنتشقٍ منه وملتثــــــــــــــمِ
أبان موالده عن طيب عنصـــــــــره =يا طيب مبتدأ منه ومختتــــــــــــــمِ
يومٌ تفرَّس فيه الفرس أنهـــــــــــــمُ =قد أنذروا بحلول البؤْس والنقـــــــمِ
وبات إيوان كسرى وهو منصــــدعٌ =كشمل أصحاب كسرى غير ملتئـــمِ
والنار خامدة الأنفاس من أســــــفٍ =عليه والنهر ساهي العين من سـدمِ
وساءَ ساوة أن غاضت بحيرتهـــــا =ورُد واردها بالغيظ حين ظمــــــــي
كأن بالنار ما بالماء من بــــــــــــلل =حزناً وبالماء ما بالنار من ضــــرمِ
والجن تهتف والأنوار ساطعـــــــــةٌ =والحق يظهر من معنى ومن كلــــمِ
عموا وصموا فإعلان البشائر لـــــم =تسمع وبارقة الإنذار لم تُشــــــــــَمِ
من بعد ما أخبره الأقوام كاهِنُهُـــــــمْ =بأن دينهم المعوجَّ لم يقــــــــــــــــمِ
وبعد ما عاينوا في الأفق من شهـب =منقضةٍ وفق ما في الأرض من صنمِ
حتى غدا عن طريق الوحى منهــزمٌ =من الشياطين يقفو إثر منـــــــــهزمِ
كأنهم هرباً أبطال أبرهــــــــــــــــــةٍ =أو عسكرٌ بالحصى من راحتيه رمـىِ
نبذاً به بعد تسبيحٍ ببطنهمــــــــــــــا =نبذ المسبِّح من أحشاءِ ملتقـــــــــــمِ
جاءت لدعوته الأشجار ســــــاجدةً =تمشى إليه على ساقٍ بلا قــــــــــدمِ
كأنَّما سطرت سطراً لما كتــــــــــبت =فروعها من بديع الخطِّ في اللقـــــمِ
مثل الغمامة أنَّى سار سائـــــــــــرة =تقيه حر وطيسٍ للهجير حَـــــــــــمِ
أقسمت بالقمر المنشق إن لــــــــــه =من قلبه نسبةً مبرورة القســــــــــمِ
وما حوى الغار من خير ومن كــرمٍ =وكل طرفٍ من الكفار عنه عــــــــمِ
فالصِّدْقُ في الغار والصِّدِّيقُ لم يرما =وهم يقولون ما بالغار مــــــــن أرمِ
ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت علــى =خير البرية لم تنسج ولم تحــــــــــمِ
وقاية الله أغنت عن مضاعفـــــــــةٍ =من الدروع وعن عالٍ من الأطـــــُمِ
ما سامنى الدهر ضيماً واستجرت به= إلا ونلت جواراً منه لم يضـــــــــــمِ
ولا التمست غنى الدارين من يــــده =إلا استلمت الندى من خير مســـتلمِ
لا تنكر الوحي من رؤياه إن لـــــــه =قلباً إذا نامت العينان لم ينــــــــــــم
تبارك الله ما وحيٌ بمكتســــــــــــبٍ =ولا نبيٌّ على غيبٍ بمتهـــــــــــــــمِ
كم أبرأت وصباً باللمس راحتــــــــه =وأطلقت أرباً من ربقة اللمـــــــــــمِ
وأحيتِ السنةَ الشهباء دعوتـــــــــه =حتى حكت غرة في الأعصر الدهـمِ
بعارضٍ جاد أو خلت البطاح بهـــــا =سيبٌ من اليم أو سيلٌ من العــــرمِ

كلمات محمد بن سعيد بن حماد بن عبدالله الصنهاجي البوصيري

[سالم السقاف]

[عمدة الشيوخ]

يعطيك العافيه على المجهود الطيب
قصيده روعه
ويشرفني ان اكون اول المارين على موضوعك
تحياتي لك سالم السقاف

تقبل مروري

[عاشق الجوهره]

شكرا حبيب سالم يوم امس في سقيفة الحوار الاسلامي
كتب الاخ ابوايمان جزء من البرده في مدح النبي عليه افضل الصلاة والسلام
وكتبت انا الجزء الذي يليه ولم نكملها ياريت لوتكرمت مشكورا ان تنقلها الى الحوار الاسلامي
لتكمل لنا مابداناه ولك الاجر والمثوبة ان شاء الله .
مولد مبارك وكل عام وانتم بخير

[بن احمد]

صلوات الله عليك ياحبيبي يارسول الله مشكور يالحبيب ورحم الله البوصيري

[علي فدعق الهاشمي]

قصيدة البرده من أروع القصائد الشهيرة في مدح النبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم للإمام محمد البوصيري تتكون من عشره فصول تقراء في مجالس كثيرة بصوت منشدين متميزين بالصوت الشجي وبفضل الله من ترددني على هذه المجالس وجدت نفسي حافظ قصيده البرده عن ظهر قلب ومن حُسن الصدف الليلة على قناة ابو ظبي الإمارات بث مباشر لاحتفال دوله الإمارات بالمولد النبوي الشريف وحفل البردة الساعة السابعة والنصف بتوقيت مكه ..وقد نظم الكثير من الشعراء على نفس المنوال الذي كتب عليه هذه الاِمام الجليل منهم الشاعر الكبير احمد شوقي وغيرة الكثير,,ولايخفيك اخي سالم أن الشاعر حسين بن عبدالله الشاطري نظم قصيده من وحي البرده علماً بان الشاعر حسين الشاطري قام باِجراء عملية جراحيه في ركبته قبل عشرة أيام بجده خالص التحية لك ولجميع رواد السقيفة

من وحي البرده ( قصيدة في مدحه صلى الله عليه وسلم ) - سقيفة الشبامي

من وحي البردة بقلم السيد حسين بن عبدالله بن علي الشاطري العلوي الحسيني الهاشمي

الفصل الأول الوقوف على الأطلال والتذكر

يــا صاحـبّـي دمــوعُ العـيـن ِتنـهـمـل ِ= والنـارُ فـي أضلـعـي تُـذكـى وتشتـعـل
والـعـيـنُ تـبـكـي وقد جفت منابعها = والدمُ يجـري بمجـرى الدمـع ِ بالمُقـل ِ
من نوح قلباً قلبـاً بـهِ الأحبـابُ قـد سَكـنـوا= وصــارَ بعـدَهـمُ يشـكـوا مِـــنَ الـمَـلـل ِ
حـــلَ الــفِــراقُ بـجـيـرانـي فـلـوعـنـي= والقلب ذاقَ طِعـان ِ البيـضِ ِ والأسَـل ِ
واللـيـلُ أرخــى عـلــيّ الـهــمَ منتـقـمـاً= يـدنـوا بـهـم ٍ إذا مــا جـــاءَ مـنـسـدل
ياصاحبي برب الكون لا تقفا = بـيــنَ الـديــار ِفـمــا ربـــعٌ ولا طَـلَــل ِ
قــد فـارقـوهـا وقـــد شَـــدوا رحـالـهَـمُ= قبـلَ الغـروبِ ودمــعُ العـيـن ِ مُنهَـمِـل ِ
شِــدّوا عـلـيّ ابيت اللعن وانطلقوا = فالنفس ذابت بشوق صار يشتعل
ِوصِـرتُ أشـتـاقُ داراً قــد رَبـيـتَ بِـهـا= فيهـا تعلمـتُ معنـى العشـق ِ والـغـزل ِ

الفصل الثاني في السير الى المدينة ومسجدها

دارٌ لـهَـا فـــي ثـنـايـا الـقـلـبَ مـنـْزِلـةً =الِغيـر ِ(طابـةَ) طـرفُ العيـنِ يكْتَحِـل ِ!!؟؟
أرضٌ لـهـا فــي حنـايـا الـقـلـبَ مـنـزلـة ً=لـي فــي مساكِنـهـا شُــربٌ ومُغتـسَـل ِ
تِلكَ (المديـنـة) مـِـْن نُــورٍ يـعــمُ بِـهَــا=لـمَـا وصـلـت اليـهـا صــرتُ كالـخَـبَل
نـِـعــمَْ الــبِــلادُ تـعـالــى اللهُ كرمها= بهادي الخلق فامْـتـازتْ على الــدُوَلِ
قد زادها اللهُ قدراً ثم شَـرفـهــا= بخير ِ مـن شـرفَ الثقليـن ِ مِـن رجُـلِ
فقدتُ وجهي لها والوجدُ يدفعني = والشوقُ زادي وقلبي والهاً وسَلِي
وسرتُ والناسُ في عيدٍ بِهِ فَرِحِوا = أزورُ (طيبةَ)عَلَ الخيرَ يرجعُ لي
زادي وعزمي إذهام الفؤاد بها = ازورُ مسجدها المعمورُ ارتحلِ
فقُدْتُ راحِـلَـتـي والشوق يسبقني=نـحــوَ (المـديـنـةِ) أكـــرِمْ ذلـِــكَ الــنُــزُلِ
حـتى انثنـيـتُ إلــى الأبـيـارِ لاحَ بِـهــا=نــورُ الـمـآذنِ بـيـنَ الـسـهـلِ والـجـَبَـلِ
ريـحــاً تـَهُــبُ علـيـنـا عِـنــدَ مقـدِمِـنـا=أزكــىَ مِــنَ الــوردِ والكـافُـورِ والـفُــلِ
وحينَ التقيتُ (قباءَ) الخير وأنسحبت = كل الهموم وهل الشوق والأملِ
يممتُ وجهيَ للـخـضـراءِ متـشـحـاً=بالـشـوقِ يــا سـيـدي حــافٍ ومُنْـتَـعِـلِ

الفصل الثالث في رحابه صلى الله عليه وسلم

وفـي ريـاضِ (أبـي الزهـراءَ) طـافَ بِـنَـا=ذاكَ العلـيـلُ الــذي يُشـفِـي مِــنْ العِـلَـلِ
حـتـى دنــوتُ مِــنْ الشُـبـاكِ فــي أمــمٍ=بـيــنَ ازدِحـــامٍ رَجـَــوتُ اللهَ أنْ أطِـــلِ
فسِرتُ والـقـبـرُ مـنــي قـيــدَ أذرعةً =والعـيـنُ جــادتْ بِـدمـعٍ صــارَ ينهـمِـلِ
قـبــراً يـفــوحُ إذا مـــا جـئـتـهٌ مـسـكـاً=ورمـــلُ حـُجـرَتِـهِ بـالـخـيـرِ مُـشـتـمِـلِ
يا (صاحبَ الحـوضَ) إنَ الوجـدَ يدفعُنـي=والقلـبُ مِـنْ شَـوقِـهِ مُستبـشِـراً ثَـمـِل ِ
والنفـسُ تشكُـو صـروفَ الدهـرِ مُثقَلَـةً=تَـزِرُ الهُمُـومَ وصـَـدري لَـيْـسَ يُحتَـمَـلِ
والـرجــلُ تحمِـلُـنِـي حِـيـنَـاً وتُثْـقِـلـنـي=والقلبُ يخفـقُ مـِنْ عِشْـقٍ ومـِنْ وَجَـلِ
يـرنُــو لطـيـبـةَ والأشــــواقُ تـحـمـِلـهُ=حـبـاً وشـوقـاً لـــذاكَ الـقـبـرِ والـطَـلـَلِ
قد أرهقتني هموماً جئت أحملها = وأسأل الله جاها ليس ينفصل
وجئـتُ أنشِـدُه من وحي بردته =عـلـيّ بـمِـا قلـتُـهُ مَــولاي ينـظـرُ لِـــي
فالنفس تطرب شوقاً ملئ أجنحها = والقلب ذاب وبالحب العظيم ملي
والشعـرُ يَسـمُـو إذا مــا كــانَ مُكتسِـيـاً=بٍجُل ِقــدركَ لــم يُكـسـر ولــم يَـمِـل ِ
يــأتــي زُلالً شـهـيــاً عَـبـقــهُ عَــطِـــرٌ=والطعـمُ أشهـى كطعـم ِالمَـِنِ والعَـسـل ِ
فيـا ليـتَ شِعـري إلــى لقـيـاكَ يُسعِدُني=يومَ الوقوفِ لدى الرّحمـنِ ِ تشفـعُ لِـي
وأذنْ لإبـــن ٍ مِـــنَ (الـزهــراءِ) مَنـبـتـهُ=إذا دَعـتــهُ حُـــروفُ الـشـعـرِ لـلـزَجَــلِ
وأغفر بـهــا يـــا نـبــي الله زلتها = وأقـبـل حـروفـي بنـسـب فـيـك يتـصـل
قــد لاحَ قــولا ً بـِهـَا إذ جِـئـتُ أنظُـمُـهـا=مَابيـنَ فـَصْـلٍ وفـصْـلٍ أعــذبَ الـقـول ِ
(( يــا ربِ صـلـي وسـلِـم دائـمـا أبـــدا=عـلـى حبيـبـكَ طــه أكرمَ الـرُسُـل ِ ))

الفصل الرابع معجزات مولده عليه الصلاة والسلام

فـي يَـومِ مَولِـدِكَ الأنـوارُ قــد سَطـعـتْ=بالمُعـجـزاتِ الـتـي مُــذ جِـئـتَ تنهَـمِـلِ
فَكُـنـتَ حَـمْــلً عـلــى أمٍ بِـــهِ إِنتَـفـعـتْ=لمْ تَشتكي مِنْ عَـذابِ الوضـعِ والحمـلِ
والفيلُ أحجَمَ عن أمرٍ يُرادُ ِبِه = إيذاء بيت لهُ الرحمنِ مُكتفلِ
فزلزل الجيش وأنهارت قواعده = بِسٍربِ طيرٍ وجمرٍ حارقٍ سَجلِ
والـشـركُ ذُلَ إذِ الأصـنـامَ قــد سَقـطـتْ=فــيِ كُــلِ أرضٍ بِـهَـا للـشـركِ مُرتَـحـلِ
وبناءُ(كِسـرى) تَهَـاوتْ منه أجنحة=حَتَىَ تَسَـاوَىَ بِرَمـلِ الأرض ِفـيِ وَجَـلِ
وأُطفِئتْ نيران (المجوس) وهم =قَـدْ أَضرمُوهَـا لطـولِ الدهـرِ فــي أمــلِ
وأبـصــرتْ أمـــكَ الأنـــوار َسـاطـعــة ً=على قُصورٍ (بِبُصـرى) الشَـام ِكالشُعَـلِ
حـتـى بحـيـرةَ (سَــاوَه) جــفَ منبُعـهَـا=لم يبقىَ مِنها سِوىَ الجُدران والوحل
والزهرُ والصَخرُوالأشجارُ ساجِدةً=والـــكونُ سُرَ وبالأنـــــوارِ يحتفلِ
ثــُمَ النـُجُـومُ تَـهــاوتْ مــِـنْ مواقِـعـِهـا = تهوي الى الأرضِ شهبـاً تُشبـِهُ الحُلَـلِ
مـا هـمَ مُسترِقٍ يـرقـىَ لِسُلمِـهَـا=إلا أتــــاهُ شـهـابــاً راصِداً يــَصــِـل ِ

الفصل الخامس في الشكوى والتذلل

يا فزعة َالناس ِ يـومَ البعـثِ والوجـل =ِوصَفـوة َ الخلـق ِيـا رُكنِـي ويـا أَمَـلـي
ويــا شفيـعـاً إذا الأهــوالُ قــد بـــرزتْ=وصُدقَ الوعدُ كُنـتَ العَـارِض ِ الهَطِـل ِ
ويـــا ملاذاً لـقــومٍ أنــــتَ سـيـدُهُــمْ=ويـــا إمـامــاً بـــهِ الأركـــانُ تـكـتـمـل
قَــدْ داهمتـنـي هُمـُومـاً جـئـتُ أحملُـهَـا=أدمـتْ فـُؤادي وجئـتُ إليـكَ مـا العَـمـَلِ
ضـاقَ الفضاءُ وجـِئـتُ إلـيـكَ مُلتمـسـاً=مـِنـكَ الشَفـاعـةَ بـيـنَ الـعُـذرِ والـعـَـذلِ
وفـارقـونـي أُنـَـاسٌ كُـنــْتُ أحـسِـبُـهُـمْ=عِـنْـدَ المُـصَـابِ هـُـمُ الأوتــادِ والجَـبَـلِ
وخـلـفـُونـي وحــيــداً حــائــراً وَجـَـــلً=أســامــرُ الــهــمَ راجِ الخيرَ مُـبـتـَهــلِ
لمْ يبقَ في الأرضِ رُكنـاً كـي ألـوذُ بِـهِ=حتـى احتَمَـيـتَ بـرُكـنِ اللهِ خـيـرُ ولــي
فـكُـنْ دليـلـيَ إِن ْعَـصـفـتْ بَـنــا فِـتــَنٌ=بِحـقِ مَـنْ خَلَـقَ الإِنـسـانِ مِــنْ عَـجَـلِ
وأمْــدُدّ بِـجـاهٍ لــدىَ مــَـوّلاَيَ يُنـقِـذُنُـي=يـا خـيـرَ جــاهٍ لــدىَ الرّحـمَـنِ مُتَـصِـلِ
وكـن لـقـيـديَ غـَوثً عِـنـْـدَ مُـقـتَـدِراً=حتـىَ يُفـرِجَ مـا فـي القلـبِ مِنْ شُـغُـلِ
وأقـبـلْ قُـصُـوري بـمـاضٍ لا يُفارِقَـنـي=يـلـوي عـلــّيَ إذا مــَـا الـلـيـلُ يسـتَـهِـلِ
قــد نــالَ مِـنـي وجِـئـتُ إلـيـكَ مُعـتَـذِراً=أشكوا إليـكَ بِمَـا فـِي النفـسُ مـِنُ ثِقَـلِ
وأقـبـلْ بِـجـودِكَ إِذلالــي وخُــذ بـيــدي=نـحـوَ الهـدايـة إنْ تـاهـَتْ بِـنـا السُـبُـلِ
فالـعـيـنُ جــَـادَتْ بـِـدَمِــعٍ لا يـُفـارِقُـهـا=والـخـدُ يشـكـو بِـمـا يلـقَـاهُ مِــنْ بَـلَــلِ
فــــــأنظُر إليَ فِــدَاك َالأهـــلُ كُلـــِـهِمَ = بنظــرةٍ مِنْ نَدَاها الـــجُرحُ يَنْدَمـِـــــلِ

الفصل السادس في طلب الشفاعة والتذلل

فـجـئِـتُ أدنُـــوا لـربــي كـــي يُبلِـغـنـي=مِنــكَ الشـفـاعـةَ والـتـذلـيـلَ لـلـسُـبُـلِ
وأنْ يُثبتَ قَدمي في مناكِبِها = على ( المَحَجةِ ) لا أرضىَ بِها البَدَلِ
ولقـد ظمئـتُ وجـفَ الريـقُ مِنْ وَهَنٍ=والصـدرُ مِـنْ حُـرَقـةِ التَفكـيـرِ يَشتَـعِـلِ
حتـىَ السـرورُ الـذي قَـدْ كَـانَ يَذكـُرُنـي=أضحـىَ بَعيـداً كبُعـدِ الأرضِ عَـنْ زُحَـلِ
فأنت الحبيـبُ الـذي تُـرجـى شفاعـتُـهُ =في ساعةِ الحـقِ عِنـدَ الخـوفِ والزلـلِ
وأنــتَ رحمَتُنا في آيــةٍ نـزلــتْ= كُنتَ الــرءوفَ بـِنـا كــالأمِ بالـطـفـلِ
يا خيرَ نُورٍ علـيـكَ اللهُ قــد صـلــى=وملائِـكـتِـهِ وكـــلُ الـخـلـقِ فـــي الأزلِ
وأنــتَ أشــــرفُ خــلــقُ اللهِ كلِهمُ = ًيـا خـيـرَ ملتـجـأ فــي الـحـادثِ الجَـلَـلِ
يَـا مـنْ لـديـهِ مِــنْ الـرّحـمـن ِ مَـنـزلـة =ًمـا نالـهَـا دُونَــهُ فــي العالمـيـنَ وَلِــي
أدى الأمانة وأستوفىَ رسَالتِهِ = وطهرَ الكونَ مِنْ شِركٍ ومِنْ جهلِ
بهديه أمـــة ُ الإســـلام ِ قـــد كُـفـيَـتْ=يـومَ الخُـلـودِ بِــهِ تنـجُـو مِــنَ الـزَلَـل ِ
قَـــدْ مَــــدهُ بِــلِــواءِ الـحـمــدَ خـالِـقِــهِ = فَـكَــانَ (أَحـمــدَ) (مـحـمـوداً) ولـــمْ يَــــزَلِ
فهـوَ النجـاةُ لِمَـنْ ضَـاقَ الطـريـقُ بِــه ِ =وســـارَ فـــي هَـدّيِــهِ لِلـخـيـرِ يَـنـتَـهِـلِ

الفصل السابع في حال امته عليه الصلاة والسلام

يــا (قـائـدَ الـغُـرِ) جِـئـتُ إلـيـكَ مُشتـكـيـاً=حـالَ العـروبـةِ والإســلامِ فــي خَـجَـلِ
يــا (قـائـدَ الـغُـرِ) إنَ الـقـومَ قــد جـبـنـوا=عِـنـدَ اللـقـاءِ وبـاعـوا الـسـلـمَ بـالــذُلِ
أشـكـوا إلـيـكَ وكُــل المسلمـيـنَ مـعَـي=غَـدرَ اليهـودُ الــذي مَــا عَــادَ يُحتَـمـلِ
بالأمسِ قد وضّحَ القرآنُ حالَهمُ = يستهزِؤنَ بدين ِاللهِ والملل ِ
غدروا (بِموسىَ) وحاقوا أنبيائِهِمُ = حتىَ ابتلاهُم إلهُ العرش ِبالقمل ِ
نالوا مِنْ اللهِ ما نالوا بغيبتهِ = حتى تمادوا بصنعِ العِجْلَ مِنْ حُلَلِ
ثم استهانوا بنعم ِاللهِ في صلفٍ= عاثوا فساداً وخانوا ذلكَ الأجل ِ
واستبدلوا المنَ والسلوى وما رُزقوا = بالثوم ِوالبقل ِوالقثاء ِوالبصل ِ
وعاندوا في امتحانِ السبتِ ربهم = لم يستجيبوا لقول ِ الحقِ في الأُوَلِ
وشُرِدوا فِي بِقَاعِ الأرضِ قَاطِبَةً = مِنْ مَا جَنَوهُ مِنْ التفريقِ والحِيَلِ
واليوم يا سيدي لا شي يردعهم = غابَ الجهاد فلم نقوى على الُنزُل ِ
صالوا وجالوا بأرضِ (القدسِ) وانتَهكُوا = كُلَ المبَادئِ والأخلاق ِوالمُثل ِ
خانوا العُهُودَ وتَعْلَمُ ذاكَ دَيدَنَهُمْ = حتىَ استباحوا تـُرابَ (القدس ِ) بالحيل ِ
قتلوا الأرامِلَ والأطفَالَ في بَلدٍ = قَدْ جَرَعُوهُ وَبَالَ الوَيلِ بِالنَكَلِ
فمارَسُوا غَدرَهُمْ حتىَ تَمَادَوا وَلَمْ = يَلقَونَ مِنّا سِوىَ الترحيِبََ بالقبُل ِ
ستُونَ عاماً مضتْ لم تَعْلُوا رايَتنَا = ستونَ عاماً مِنْ التَخرِيبِ والقتلِ
حتى استباحوا دماءَ المسلمينَ ضُحىً = ماكَانَ مِنّا سِوىَ التندِيدَ بالجُملِ

الفصل الثامن الخاتمه والصلاة والسلام عليه وعلى صحبه وآله

يا سيدي (مَوطِنُ الإِسراءَ) صَاحَ بِنَا = ولَمْ نُجِبهُ سِوىَ بِالخَوفِ والعِلَلِ
سادَ الخُضُوعَ وصِرنَا نَرتَضيِ وَهَناً= حتىَ أُصِيبَتْ عُرىِ الإِسلامِ بالشَلَلِ
والنصرُ آتٍ حديثاً أنتَ قائِلهُ = والصدقُ قولكَ وحياً ما بِهِ خَلَل ِ
سيُبتَلونَ بجُندٍ أَنتَ قائِدِهُمْ = لَيسُوا مِنْ القَومِ بَلْ جُنْدٌ مِنَ النُبُلِ
مهمَا أُبتُلِينَا فرَملُ (القدسِ) موعِدُنَا = والوعدُ مِنّكَ حبيبُ اللهِ مُؤتَمَلِ
أُقْسِمْ بربِ البرايَا إِنَهُ حَقُ = كَحَقِ جَدّيَ في (صِفِينَ) وَ(الجَمَلِ)
صلىَ عليكَ إلهُ العَرشِ يَا أملاًً = بِهِ النَجاةُ ومِنهُ نَسكُنُ الظُلَلِ
عدّ الرِمَالِ وَقَطْرُ المَاءِ مِنْ مُزُنٍ= صلىَ عليكَ ومَا الذِكرُ الحكِيمِ تُلُي
وعلىَ صحَابَتِكَ الأَطهَارُ كُلِهِمُ = وآلُ بيتِك َيا جدَ ( الإمام ِعلي)
(( يــا ربِ صـلـي وسـلِـم دائـمـا أبـــدا=عـلـى حبيـبـكَ طــه خاتمَ الـرُسُـل ِ ))

[الأميـــ الدلّوعة ـــــرة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واجب الشكر لك أخس الم السقاف الله يجزاك كل خير ويجعله في ميزان حسناتك يارباه والان سنستمع للروابط برغم اننا كذ سمعناها ولكن المناسبه عظيمه
يسلمو .

[خالد بن مهنا]

جميل اخي العزيز والغالي.سالم السقاف.

وصدقني اختيار لون الخلفيه ولون الخط..يدل على فكر ناضج.ونظره ثاقبه..

تقبل مروري واعجابي الدائم.بكل ماتكتب

اخوك/خالد بن مهنا

[الماسه*]

اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله

شاعرنا المبدع المتألق سالم السقاف حماك الله وحفظك

احسنت احسن الله اليك في نقل هذه القصيده العملاقه الرائعه

في مدح سيد الخلق عليه افضل الصلاة والتسليم وعلى آله

والشكر موصول للشاعر السيد علي فدعق الهاشمي لنقلها كاملة

جعلها الله في موازين حسناتكما

دمتما في حفظ المولى ورضاه.

[الخليفي الهلالي]

اللهم صلي وسلم على سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد وعلى آله وصحبة اجمعين واللهم ارحم البوصيري

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .