06-23-2006, 08:12 AM | #1 | |||||||
حال جديد
|
التذاكي
التذاكي
محسن العمــــــــــــــــــــودي [email protected] في حياتنا نماذج غريبة وعجيبة من البشر ، إن صحت وانطبقت عليهم لفظة " بشر " ، لا تجيد التعامل إلا بأساليب الفهلوة والشطارة المبتذلة المفضوحة ، والأدهى والأمر أن أصبح بحوزة تلك النماذج وتحت إمرتها - مؤسسات من أحزاب ووزارات وصحف ومجلات وشركات تجارية خاصة ومختلطة ، بل للبعض منهم حواريون ومرافقون وفتوات إن تطلب الأمر واقتضى . الفارق يبقى كبيرا بين الذكاء الطبيعي الممنوح من الخالق عز وجل ، والتذاكي الذي يدعيه البعض ويدعي انه يملكه ، والمصيبة الكبرى أن يتذاكى عليك ممن هم من الفصيل الثاني ، وأنت في قرارة نفسك تدرك ذلك ، بل وتضحك مبتسما ساخرا من هذا المتحدث المتحذلق إن وجها لوجه ، أو عبر الهاتف ، فالبون يبقى كبيرا شاسعا بين كلمة " الذهب " وصفة " الذهبي ". مجموعة - شركات هائل سعيد انعم - وهنا أتحدث عما لمسناه في حضرموت ، لم تتبع أسلوب التذاكي فأبناء وأحفاد الحاج رحمه الله ، لم يتذاكوا على حضرموت الأرض أو الإنسان ، فكان بإمكان المجموعة إن أرادت أن تحصل على التوجيهات والأوامر من أعلى الهرم السلطوي في بلادنا إلى أدناها ، بصرف مساحات شاسعة من الأراضي لإقامة منشئاتها الصناعية أو بناء إداراتها ، أو حتى بناء الفلل والقصور الشخصية ، لكنهم ومن فطنتهم وحكمتهم ، اختاروا وكيلا حضرميا ، ليقوم بشراء المساحات التي يرومونها لتحقيق أهدافهم ومن حر مالهم كما يقال ، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بتأهيل وتوظيف الكثير من أبناء المحافظة إن في فروعهم في حضرموت أو باقي محافظات الجمهورية ، فحظوا باحترام وتقدير الكل ، فسبحانه وتعالى يؤتي الحكمة من يشاء ،عدا عن إسهامهم الفاعل مع منظمات المجتمع المدني ، ونموذج بناء مركز الشاعر الراحل حسين المحضار بمدينة "الشحر" ماثل أمام العيان ، شركة "الرويشان والمحضار" نموذج آخر مشرف ، لا يستخدم أسلوب التذاكي ، عدا عن دماثة الخلق التي يتحلى بها الشريكان ،النقيض لما تستخدمه المؤسسة الاقتصادية ، أو بعض تجار الداخل والمهجر ، المجردين من كل ما له علاقة بقيم الإنسان وأخلاقياته ، لا يمكن إغفال الدور الإنساني والاجتماعي الذي تقوم به مؤسسة " بن مالك " ، فهم من الناس والناس منهم ، رغم الاستهداف والمضايقات المتكررة لهم من بعض المتنفذيين . التذاكي أسلوب يجيده ويبرع فيه بعض كبار المسئولين في بلادنا ، فاحدهم وقد أفاض وأسهب في أفضلية عرض – شركة موانئ دبي العالمية – حول ميناء عدن ، إلى أن جاء القرار أو التوصية الرئاسية بالإلغاء في عدن ، أو إعادة النظر في العرض برمته في المكلا ، بحجة مساسه وانتقاصه للسيادة الوطنية . نائب برلماني وقد يكون بدرجة وزير أو ارفع في حكومتنا – السنية – حسب وصف الكاتب المصري الساخر "احمد رجب" ، لا يعرف دائرته الانتخابية أو أبنائها أو بعض الرموز الاجتماعية فيها ، إلا عندما يزف موعد الاستحقاق الانتخابي ، ولا يتواصل إلا بعد أن ينصح أو يوبخ من الغير حرصا ومحبة لتقاعسه وبلادته ، وتغاببيه السياسي الغير محتمل ، فالفارق وكما قلنا يبقى كبيرا بين الذكاء الرباني والتذاكي البشري. ومحافظ محافظة ، يجمع ويؤطر مجموعة من المحسوبين على صاحبة الجلالة - ظلما وزورا وبهتانا - لا ليرشدوه أو لينيروا له الطريق ، بل ليمجدوا بحمده ونزولاته وصولاته وجولاته ، وان أهمل احدهم يوما أو تناساه في الإكرامية المعتادة ، سن قلمه قذعا وتجريحا في ولي نعمته السابق ، وعمل على إيجاد تحالف مناوئ بهدف تصفية الحساب حتى تعود الإكرامية ، فيعود معها الود والوئام ، فحتى الخلاف أو الخصومة لها آدابها وأخلاقها ، فقط لمن يعرفونها وتحلوا بها وتشربوها مع حليب الأم الطاهر . وصلت الصفاقة وجرأة الوقاحة بأحدهم ، أن يتذاكى حتى في الموت وفي تأبين راحل كبير فقدناه جميعا ، فبدلا من أن يؤبن الراحل ويعطيه حق قدره في مثل هذه المناسبات وهو المستحق لها وعن جدارة ، أقحم اسم احد كبار التجار دون أي داع ، بحجة أن الراحل فارق الحياة في إحدى مستشفياته ، وهي معلومة غير صحيحة ، ولا اعتقد انه لا يدركها ، فالتذاكي وعبر التأبين قصد به التاجر لا المفارق للحياة الدنيا !!!. الرمادية التي يعيشها الوطن بل واستمرأ العيش فيها وبها البعض ، أضحت بيئة خصبة ومرتعا جيدا لمدرسة المتذاكين، ولكنها تبقى إلى حين ، وحين قريب جدا ، يستطيع من أوتوا البصر والبصيرة أن يدركوه ، بل ويبشروا به وبقدومه ، فقد آن الأوان للتخلص من هذا اللون ، فالأمر قد وصل بنا جميعا إلى الاختيار بين لونين لا ثالث لهما ، إما بياضا ناصعا نعيشه ونحياه ، أو سوادا حالكا يعيش ويقتات بنا ،والله من وراء القصد. نقلا عن صحيفة النداء اليمنية |
|||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|