قاعدة في الحراك وحراك في القاعدة

[نبيل العوذلي]

--------------------------------------------------------------------------------

يظن الكثير ان التمييز للقاعدي –اي من اصحاب القاعدة- عن بقية المسلمين يكمن ببساطة في كونه بلحية ويرى ان الجهاد العبادة الاصلية للمسلمين ربما دون سائر العبادات وهو الذي يقوم بعمليات تفجيرية بسيارات مفخخه او بأحزمة ناسفة....وهذا الكلام غير دقيقا في التوصيف

يمكن ان تكون شيوعيا ولكنك قاعديا كما يمكن ان تكون قوميا او ناصريا ..ولكنك قاعدي ....بل يمكنك ان تكون منة مع طلاب العلم السلفي في دماج او المملكة ولكنك قاعدي

القاعدية هي مذهب وطريقة وسياسة في فقه العداوة والخلاف مع الاخرين لاتتفق كثيرا في فقه العداوة والخلاف بحسب عقيدة وقواعد اهل السنه والجماعة في العداوة والخلاف....هذا هو كل شيء
ومن هذا المنطلق ستجد للاسف ان كثيرا من اصحابنا في الحراك يريدوننا ان نعادي اخوتنا في الشمال ونختلف معهم بنفس طريقة ومذهبية وسياسة القاعدة....واللافت للانتباه انها بالنسبة للكثير ليست جديدة عليهم فقد تمت ممارستها للاسف ابان حقبة حكم الحزب الاشتراكي اليمني للجنوب بين الجنوبيين والذاكرة لاتزال حاضرة ان ارادونا ان نذكرهم

يقول تعالى لموسى عليه السلام حينما ارسله الى فرعون(((وقل له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى)))...ونحن اليوم تجد من اخوتنا في الحراك حينما يجدوننا ان نقول بعض القول اللين لاشخاص معينين او لجهة معينة بقصد حكمة معينة يسارعون في اتهامنا بالمداهنة مع المحتل...ويريدون ان يكرسوا نفس اللهجة الثوريه التي سادت الجنوب حقبة السبعينات كعنوان بارز لثورية القيادة والقاعدة يتم امتحان بها الولاء للفكرة ....ثورية يصاحبها تشنجات وتمعرات في الوجه واللسان احسن ما اظهرها الممثل الكوميدي عادل امام في فلم –السفارة في العمارة- حينما كلفه الرفاق ان يلقي خطبة في الناس فصعد المنبر ممعرا وجهه ومبرققا بعينيه ومشنجا تقاطيع وجهه ليقول كلاما تافها ليجد ان الحضور تهرع بالتصفيق له كأشارة الى انه هذه هي سمة الثوريين للبروز والظهورامام الجماهير كزعماء
يبين كتاب الله تعالى مسألة هامة وهي الترتيب في العداوة واظهار اعداء وتأجيل اخرين حتى التمكن وبالتالي عدم اظهار العداوة لهم كي لايتحولون ضدك مع هذا العدو الحاضر –مسألة كتم بعض العلم لحاجة ضرورية-وهذا ما لاتجده في القاعدة ولا في بعض قيادات وقاعدة الحراك يريدون من اليوم ان يظهروا العداوة للكل من الشماليين الذين هم على خلاف مع الحكم والذين قد صاروا مواطنين جنوبيين منذ فترة اكثر من بعض الجنوبيين الذين سكنوا عدن منذ 10-30 سن بينما تجد هؤلاء الشماليين الجنوبيين لديهم من الصكوك الشرعية من المملكة المتحدة –بريطانيا0-لاراضي وعقارات منذ اكثر من خمسين عاما في عدن الحبيبة..بل قد يتجاوز بعضم الحد في السفاهة ان يظهر عداوته لدول الجوار على اساس الخلاف الحدودي القديم الذي استقر اهل هذه الاراضي على الولاء لحكام السعودية الكرام ولو كنت مكانهم لبصمت بالعشر لحكام المملكة في اي استفتاء لما لهم من استقرار سياسي وامني افضل من حكام بني جلدتي الذين سلموا ست محافظات بثروتها وشعبها لباب اليمن ...يقول تعالى(((الم غلبت الروم في ادنى الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين)))..وقصة هذه الاية ان المسلمين في مكة كانوا يشجعون الروم ضد الفرس الذي كان الكفار يشجعونهم ...وهو ما يبين انه من المخالف لك من قد يكون اقرب لك من عدو اخر قد تضطر للتعاطف معه حتى وان كان هذا من داخل بيت الملك
يقول تعالى(((وقال مؤمن من ال فرعون يكتم ايمانه)))وهو يبين ان من داخل البيت الفرعوني من قد يتعاطف معك ربما ايمانا بقضيتك او ربما نكاية بصاحب الملك كما يفعل الشيخ حميد الاحمر اصلحه الله ان يقول كلمة الحق بأن الجنوبيين لهم الحق ان يستعيدوا دولتهم ويستقلوا بكيانهم المستقل عننا كي يسجل حدثا بارزا يمنحنا الثقة بأن هناك من الشماليين من يقولون الحق ولو على حساب مصالحهم ....(بكل صراحة هذا الرجل واخيه حسين الاحمر احترمهما انا شخصيا)
يقول تعالى (((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّتعدلوا ))) ومعنى هذه الاية ان لايحملنكم خلافكم مع قوم وعداوتكم لهم على ان لاتقولوا العدل بما فيهم من حسنات وخير ...وهذا الذي يفعله القاعدة فالغرب عنده كله شرير ابدا ودائما ....فعمال المنظمات الانسانيه والطبيه والحقوقية مخابرات للغرب تماما مثلما يقول اصحابنا ان كل الشماليين حتى الذين لاحولى لهم ولاقوة الا بالله من بايعي الخضار والمكسرات بعربياتهم مخابرات للرئيس...ولايوجد شمالي طيب بل عند البعض منهم لايوجد ادنى خير في الشمال بتاتا مثلما تقول القاعدة على الغربيين تماما...وهو ما اوجب فقه القتل لمجرد الانتماء لامريكا او للغرب وهذا الذي يريد البعض بأخوتنا من ايناء الشمال وهو ما لن نسمح به بأذن الله تعالى...
يقول تعالى(((وجاء رجل من اقصى المدينة يسعي قال ياموسى ان الملآ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج اني لك من الناصحين)))وحينما نقول لاخوتنا ان هناك ربما من ابناء جلدتنا الجنوبيين او احيانا اصدقاءنا الشماليين الذين في السلطة ممن قد يسربون لنا الاخبار بأن هناك حملة امنية في منطقة معينة فلا تجعلوا احد من القيادة يتحرك او نضطر الى استعمال سياراتهم لتهريب بعض قياداتنا من هذه المنطقة الى الاخرى لان النقاط التفتيشية تعرفه فلا يقومون بتفتيش سيارته لايريدون من الناس سوى عقيدة القاعدة في الهجرة والاعتزال كعنوان لصدق الولاء والبراء مخالفين القواعد عند المسلمين فالنبي صلى الله عليه وسلم احتمى بعمه ابي طالب الذي مات على الشرك ثم لما ذهب للانصار اخذ معه عمه العباس ومع بقاء العباس رضي الله عنه على دين قريش سوى ان القرابه اقوى من الولاء لقبيلة او لحزب عند البعض ولما هاجر عليه الصلاة والسلام كان دليله مشركا فيما اعلم
وكما تفعل القاعدة في منح الثقة لاعضاءها بحسب عملهم بقواعد اخترعتها من وحي الخوارج ونحوهم كذلك يفعل بعض اصحابنا في الحراك فمن لم يلتزم بقواعده هذه في الخلاف والعداء تجدهم يتلامزون فيما بينهم عليه بحجب الثقة الكاملة عنه لانه قال كلاما لينا عن هذا الشخص لحكمة في رأسه او كما جاء في الحديث
ذكر البخاري عن أبي الدرداء أنه قال: إنا لنكشر في وجوه أقوام ونضحك إليهم وإن قلوبنا تلعنهم.
ومثله قول علي: إنا لنبش في وجوه أقوام وقلوبنا تلعنهم.
شخص تَطَلَّقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِهِ وَانْبَسَطَ إِلَيْهِ ، أَيْ أَظْهَرَ لَهُ طَلَاقَةَ الْوَجْهِ وَبَشَاشَةِ الْبَشَرَةِ وَتَبَسَّمَ لَهُ
ثم قال بعد ان انصرف
إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ( مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ ) أَيْ تَرَكَ النَّاسُ التَّعَرُّضَ لَهُ ( اتِّقَاءَ فُحْشِهِ ) وَفِي رِوَايَةٍ اتِّقَاءَ شَرِّهِ ، أَيْ [ ص: 113 ] كَيْ لَا يُؤْذِيَهُمْ بِلِسَانِهِ ، وَفِيهِ رُخْصَةُ الْمُدَارَاةِ لِدَفْعِ الضَّرَرِ
وتبين السير ان خالد بن الوليد رضي الله عنه في غزوة موته قد راوغ بالجيش بعد ان استشهد من استشهد لينقذ بالمتبقي عائدا الى المدينه متوقفا عن الاستمرار في القتال الذي سيهلكهم كلهم وفي ذلك دليل على استحسان التوقف عن القتال من اجل الحفاظ على ارواح الناس فيما اذا غلب الظن من ان الكل سيهلك بسبب فارق القوة والعدد ولعل هذا الذي لايريد ان يعمل به القاعدة ولايريد ان يعمل به من يدعوا الجنوبيين الى الكفاح المسلح مع عدو محتل لايعبه بكمية البشر الذين يقتلون منه قبل ان يكونون منك وليس هذا الامر في صالحنا مما يستحسن قطعيا الاستمرار في النضال السلمي


واخير احذر من ان التساهل في مثل هذه الامور سيوجب حتما بالتلازم الضروري ان يصبح الحراك قاعدة ولو لم يكن فيه مصلي او ملتحي فافهموها
نبيل العوذلي
نائب رئيس الهيئة الشرعية للحراك الجنوبي السلمي