01-08-2011, 02:20 AM | #1 | ||||||
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
|
السعودي الفيفي يسرد رحلته إلى قاعدة اليمن عبر الجبال
السعودي الفيفي يسرد رحلته إلى اليمن عبر الجبال 2011/01/05 الساعة 11:21:33 جابر الفيفي التغيير – صنعاء: عاد المطلوب أمنيا العائد إلى جادة الصواب في السعودية، جابر الفيفي، والذي يعد أحد أبرز من جندهم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، للحديث ثانية عن تجربته مع التنظيم، الذي بلغه بعد تنقله لعدد من العواصم، وصولا للأراضي الباكستانية، التي كانت محطته الثانية قبل دخوله أراضي القتال التي تشرف عليها قوات طالبان الأفغانية، قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001. تلك المحطات كانت محورا حضر بقوة خلال اعترافات جابر الفيفي التي كشفها على إحدى القنوات الفضائية الرسمية في بلاده، باعتباره أحد المنشقين عن تنظيم القاعدة، بعد أن بادر مؤخرا بتسليم نفسه إلى الحكومة السعودية، في أعقاب إدراجه في قائمة تحمل أسماء 85 مطلوبا أمنيا، نتيجة تسلله للأراضي اليمنية وانضمامه إلى «القاعدة» هناك. الحلقة الثانية من ظهور الفيفي، استرسل فيها قصته، التي بدأها باستذكار استقرار حياته الزوجية لقرابة عام ونصف العام، إلى أن جاء يوم، دعا فيه سعيد الشهري ومحمد العوفي (وهما مطلوبان آخران للجهات الأمنية السعودية) لوليمة عشاء في الطائف (غرب البلاد)، اجتمع حول تلك الوليمة، بعض من العائدين من سجن غوانتانامو، من ضمنهم الفيفي ذاته، بالإضافة إلى أصحاب لهم من غير رفقاء رحلة السجن الأميركي الشهير. هناك وفي تلك الليلة، تواجد في الوقت ذاته عدد من رفقاء الماضي، ممن خضعوا لبرنامج المناصحة الذي تتبناه وزارة الداخلية السعودية، وتخضع العائدين من السجن الأميركي، بالإضافة إلى أعضاء التنظيم ممن يتم القبض عليهم، أو يبادرون بتسليم أنفسهم، أو من تثبت مشاركته بشكل عام في أعمال جهادية من أي نوع (جهادية وفقا لنظرتهم)، وكان اللقاء عند نقطة واحدة للجميع، وهي التوحد في الفكر المتطرف، الناتج عن آيديولوجيات ترتكز بالدرجة الأولى على العنف والقتل. ويستطرد في ذكرياته - الفيفي - تلك الليلة، ويقول «في تلك الليلة، كان هناك ناس في برنامج المناصحة، وليس جميع الموجودين عائدين من غوانتانامو، كان هناك أشخاص ما دعوهم، أي دعوا بعض الأشخاص تم اختيارهم بعشوائية، فذهبنا (وإحنا ما أحنا دارين)، على أساس أنها وليمة عادية، وكنا نجتمع في أوقات المناسبات، مثل بعض الزواجات، المهم حضرنا.. وبدأ يتكلم سعيد الشهري عن وضع الناس الذين سبقونا في الانتماء للتنظيم، فأصبح الكثير هناك يتحدثون عن العلماء، ويتكلمون والدولة، من حيث إن الدولة تساعد الكفار على المسلمين، ومن هذا الأمر، بدأت مسألة التحريض على العمل الداخلي، أي في داخل البلاد». ويأخذ الفيفي متابعا حديثه عن تلك الليلة، التي كانت بمثابة لقاء حول الفكر المتطرف من أطراف عدة، يستذكر بالقول: «كان هناك ناس من الموجودين أنكروا هذا الشيء، أي تفاجأوا بهذا الشيء، وأخذوا يتساءلون كيف أتوا أصلا، وألقوا الكلام وألقوا الفكرة، ومن ثم أرادوا استشارة الموجودين، ما رأيهم في الموضوع، وبدأوا يأخذون رأي الحاضرين واحدا تلو الآخر، طبعا أنا استشاروني في هذا الموضوع، فسألت.. هل هناك علماء موجودون، قالوا نعم هناك علماء موجودون، فحددوا لنا المسار، مسار العمل في التنظيم، على اعتبار أن هناك فتاوى موجودة، يعني لا تحتاج إلا أن تسلك الطريق، وتتبعهم في هذا الطريق، المهم كان هناك ناس رافضة للموضوع تماما، وهناك من قال أنا لست معكم، أنا حضرت للوليمة فقط، أي جئت مدعوا للعشاء، وأنه تورط في سماع هذا الكلام، وبعضهم سكت، ما علق على هذا الموضوع تماما، وكنا ما يقارب تقريبا.. نحن كنا في منطقة الطائف، وكان هناك ناس مقبلين من الرياض.. تقريبا كنا ما يقارب 7 أشخاص، وكان تركيز سعيد الشهري ومحمد العوفي على مسألة العمليات الداخلية، ففي ذلك الوقت كانوا يطرحون فكرة العمل الداخلي وإكمال ما بدأ التنظيم من قبل، فطرحوا الأعمال التي حصلت في الداخل من أجل إخراجنا». وحول انطباع الفيفي وانطباع المجموعة التي كانت معه في حال سماعهم عن حادث إرهابي داخل السعودية، كان رد الفعل عبر الأخبار التي سمعوها وهم في غوانتانامو، على الرغم من عدم حصولهم على تفاصيل عن الموضوع، حيث كانت أغلب الأخبار ترد وهم متوقعون أن الوضع هادئ في السعودية، فلم يكونوا يتصورون حدوث استهداف أو تفجير أو أي شيء من هذا القبيل نهائيا. ويضيف الفيفي: «لكن يوم أن سمعنا عن استهداف أميركان، ورغم ضغط السجن، فرحنا بهذا الشيء، وإذا سمعنا أن هناك مسلمين تم إيذاؤهم بمثل هذه العمليات، طبعا أحنا في هذه الفترة أصلا، كنا نرى أنه يكون هناك شباب يقدمون على هذا الشيء ويستهدفون مسلمين، هذا مستحيل في نظرنا، كنا نستبعد هذه الفكرة أساسا، أقصد فكرة استهداف المسلمين، أما استهداف الأميركان ممكن، وكنا أصلا نفرح بهذا الشيء، فتم أسر بعضهم، وتلبيسهم برتقالي نفس لبسنا في الأسر في السجن الأميركي، كنا نحس أنهم يعملون هذه الأشياء لصالحنا، يريدون إخراجنا، فكنا أحيانا نفرح بهذه الأمور». وفي ما يتعلق بالتفجير الغادر الذي طال مقر الأمن العام في قلب العاصمة السعودية الرياض، أخذ يعلق جابر الفيفي بالقول «بالنسبة ونحن هناك، ما سمعنا هذا الشيء، سمعنا عن تفجير واحد تقريبا، كنا نسمع الأخبار المتعلقة بالقبض على بعض أعضاء التنظيم، والمداهمات، وكانت ترد لنا أسماء من تم تصفيتهم أو اعتقالهم، مثل (المقرن، العوفي، صالح العوفي) مجرد أسماء فقط. وبالعودة لليلة الوليمة في الطائف، كان البعض منهم يطرحون هذه الفكرة على كل منطقة فالفكرة تعود لسعيد الشهري والعوفي، فبشكل خاص، هم داروا على المناطق وطرحوا هذه الفكرة وأخذوا يستقون رأي البعض في هذا الموضوع، فالنتيجة كانت في النهاية، أنهم بين الذهاب إلى اليمن، لأن هناك بدأ التنظيم في أعمال هناك من قبل، وهناك يعرفونهم مثل (بصير، وهريرة) وهي أسماء حركية لسعوديين يريدون طرح الموضوع على اليمنيين، أي بمعنى أنهم يذهبون إلى اليمن، ويطرحون الفكرة، ويجتمعون ويرون ما هو الرأي في هذه المسألة، الرأي في قيام أعمال داخلية أم في الخارج، أو بمعنى، هل نتبنى - والحديث هنا للفيفي - قيام تنظيم خارجي، وهل نستطيع العودة، وهل هناك تدريب، على أساس أن أغلب الأشياء التي يريدون أن يستخدموها من أسلحة وخلافه ستتوافر عن طريق اليمن، ففي ذاك التوقيت، كانت هناك فكرة الخروج إلى اليمن، بمجرد طرح رأي وانتهى، بحيث إنه من يذهب تكون مهمته متابعة ما يدور على الأرض في اليمن، فانقطعت تماما الاتصالات بالشهري لأنه خرج للخارج، وأعلنوا عن 4 أشخاص، لكن بالنسبة للتواصل، فكان منقطعا تماما». ويسترسل الفيفي العائد إلى جادة الصواب، ويتذكر أحداث غزة، التي كانت بمثابة دافع له للخروج: «فكنت أريد الخروج، أنا ليس فكري عملا داخليا، أنا لست من المؤيد للعمل الداخلي، مع أني كنت في تلك الفترة مكفر للدولة، ولكن العمل الداخلي، سبقنا شباب إليه، فالعمل الداخلي ما فيه نتيجة، يعني ما منه فائدة، فكان عندي الرأي بهذا الشيء، وكان أغلب فكري، وخاصة يوم أتت أحداث غزة، أن أخرج إلى العراق، أو إلى أفغانستان، فلم تكن عندي أي مشكلة في الخروج لأي من هاتين الدولتين، ما عندي أي مشكلة أبدا، وفي تلك الفترة كنت قد تزوجت ورزقت بابنتي ميمونة، ولكن أحداث غزة، وأخذت أردد في تفكيري، أنه لو حدث لابنتي مثل ما يحدث لأطفال غزة، هل أسكت وأقبل الأمر، فكانت ترد إلى ذهني فرضيات، فالمسألة ما فرقت معي من ناحية أهلي وأسرتي، من حيث إعادة مأساة 6 سنوات مضت، فأنا بالنسبة لي كانت تلك الفترة لا أراها، يعني أشوفها أنها بذلت للدين، وبغض عن الطريق الذي سلكته، فكنا نراه نوعا مما نقدمه لديننا، بذلنا حاجة لديننا، هذا شيء مكتوب علينا، أقصد أننا عشنا فترة أسر واعتقال كانت مكتوبة علينا». ويستدل الفيفي بآية قرآنية كانت تتردد كثيرا في المحاضرات التي كان يتلقاها ويحضرها، «قل إن كان آباؤكم أو أبناؤكم أو إخوانكم»، فالآية موجودة في كتاب الله إلى أن تصل لقوله تعالى: «أحب إليكم من رسوله والجهاد في سبيل الله»، ففي هذه الأمور جميعها، كانت لا شيء بالنسبة لهم، فبالنسبة للجهاد، كانت بوادره تأتي في نفوسهم تلك الفترة، بعد طاعة الله مباشرة، وتأتي قبل الأمور الأخرى التي تكفل بها الله، طبقا لشرح جابر الفيفي، وهو ما يعني تعرضه لعملية أشبه بـ«غسيل المخ» الذي يعتمد على عدم قبول أي أمر آخر، سواء تنفيذ ما تمليه عليه العقول المقتنعة بالفكر المتطرف والمنحرف. وأخذ الفيفي يعاود في حديثه تلك الفترة، التي كانت بمثابة اختيار للطريق السهل من وجهة نظره، «فبالنسبة لاختياري اليمن، كان من الأول اختيار أنه أسهل طريق، يعني سهل الذهاب من غير أوراق رسمية، كيف أذهب إلى أفغانستان بغير جواز، فهناك كلام يعني أثناء السجن مع اليمنيين، يدور حول القدرة على السفر بدفع المال، فتستخرج جواز سفر، وأوراقا رسمية، أما من حيث مسألة التدريب، فهناك الأسلحة منتشرة، وتستطيع أن تعيد تدريبك، وتستطيع أن تذهب، وكان هناك افتراض في الأفكار، إذا ما استطعنا هناك، نفكر في الصومال، فالصومال كان الطريق إليه سهلا، يعني من اليمن إلى الصومال، فأخصب منطقة للخروج، تدخلها لأنها أسهل منطقة للانطلاق منها إلى جميع الجبهات، فتبين لي أنه خلاف ذلك، وأن نفس التنظيم قائم على قطع الطرق، فجاءت الفكرة وفيها تفصيل، ومسألة الفكرة جاءت لي أنا وشخص معي في الطائف، وبدأنا نفكر كيف الخروج، نريد أي جهة موجودة نحن الاثنين، وطرحت الفكرة لشخص ثالث في منطقة الباحة، وكان على صلة قرابة، فليس شرطا أن من يخرج معنا أن يكون من الذين عادوا من غوانتانامو، أو دخلوا في برنامج المناصحة، نريد أن نثق أكبر الثقة ونضعها في من، فالغالب كانت ثقتنا أقرب لمن كانوا معنا في غوانتانامو، فبعضهم دخلوا معنا في الجلسات التحريضية، ودخلوا في برنامج المناصحة ولم يخرجوا، بعضهم أصلا رفضوا هذا الشيء، لكن أنا من طرحت عليهم الفكرة، وقد كانوا أصلا موافقين على المسألة، ففي أحيان بعضهم قال لا تستعجل، لكن الإصرار على مسألة الجهاد من حيث إنها أمر عظيم، كان يستدعي من البعض أن يأخذ وقتا في التفكير، وأيضا كنا خايفين من أي شخص إذا خرج يعتقل البقية، فالفكرة كانت موجودة وتدور بين فكر الشباب إن كان أي شخص سيخرج من أصحاب غوانتانامو، ممكن يعرض نفسه للاعتقال، أصلا أغلب الشباب يريد الخروج أول الناس، والبقية كانت هناك خشية عليهم من الأضرار أو الاعتقال، ففكرة لو خرج فلان، ممكن البقية يعتقلون كانت بمثابة فكر سائد بين أغلب الشباب، حتى طريقة خروجي، كنا 3 جميعنا من غوانتانامو، أردنا الخروج، فشخص كان موجودا معنا في الطائف وعرف أنني أريد الخروج، وما كان من الذين يريدون أن يخرجوا معنا، ولكن كان من أصحاب الجلسة، ذهب إلى الرياض وتقابل مع يوسف الشهري، المطلوب الأمني، الذي قتل في النقطة، نقطة التفتيش، وأخبره أن فلانا المقصود سيخرج، فيدبر له طريقا للخروج، فقال أخبره ألا يخرج، نحن سنخرج خلال الأسبوع هذا، فلا يتسبب لنا بالضرر، فرجع للطائف وكلمني، وكان له تواصل مع يوسف الشهري، فيوسف الشهري هو من رتب عملية خروجي، ويوم جئت، اتضح لي أن هناك شخصا من اليمن مرسلا قد وصل الرياض، مرسلا من سعيد الشهري، وعنده الطريق كامل، وأخبرنا بالطريق، وأعطاني جوالا، بحيث بعد رسالة معينة، أبدأ تحركي إلى منطقة الجنوب، يعني اتضح لي أن المنطقة التي يخرجون منها، هي نفس المنطقة التي تحوي أفرادا من قبيلتي التي تقطن في المنطقة الحدودية، واتضح لي من نفس المنطقة خرجوهم، أي من منطقة فيفا، فهذا سهل لي الأمر، وحتى مكوثي في تلك المنطقة ليس غريبا، فسيكون طبيعيا، وأستطيع أن أتعامل معهم، فكنت قد وضعت وقتا معينا للعودة، برفقة من معي، وهما شخصان، طبعا أرسلوا رسالة أنهم بدأوا الانطلاق وفق شفرة معينة عن طريق رسالة، أقصد يوسف الشهري ومعه بعض الأشخاص». ويضيف الفيفي: «أرسلوا لي رسالة وعرفت أنهم انطلقوا وتم تحديد موعد لانطلاقي في اليوم بموجب رسالة ترسل لي، حتى أبدأ التحرك، بحيث يكون تحركي بعد ضمان الخروج خارج حدود السعودية، وفعلا انتظرت لليوم الثاني حتى يرسل رسالة، فلم تأتني تلك الرسالة، فكان معي جوال خاص بي، لكنه لا يرسل، يستقبل فقط، فجاءت اليوم الثاني ظهرا لأتحرك، مباشرة إلى منطقة الجنوب، وإلى فيفا تحديدا، فجلسنا على أساس أن ننتظر رسالة ثانية، ليأتي مهرب ونحدد موقعا يأخذنا منه، ويطلعنا عن طريق الحدود، طبعا كنت أنتظر، وتواصلنا معهم في الصباح على أساس أن نتحرك، قالوا انتظروا إلى العصر المهرب، ما أدري وين من هذا الكلام، فأنا حددت العصر، قلت بعد صلاة العصر سنعود، يعني كلمت من معي، قلت فترة طويلة، ممكن ما يتيسر شيء، فتشعر الدولة باختفائنا، فالقلق كان أمنيا وتخوف أكثر من عملية قناعة، قلت خلاص طالع، طالع ولكن كنت أخاف أن تطول المدة، فأرجع ويتم ملاحظتي أمنيا، فقلت لهم العصر، إذا لم يستجد شيء فسنعود، ففي فترة آذان العصر، جاءنا اتصال لتحديد الموقع.. جئنا فيه وقابلنا المنسق على الحدود، فراح يسلمنا إلى نفس الحدود لأشخاص يمنيين مهربين، فسرنا باقي الطريق سيرا على الأقدام، ودخلنا اليمن، كان سيرنا على الأقدام قرابة 6 إلى 7 ساعات عن طريق الجبال، إلى أن وصلنا قرية حدودية يمنية، وفي تلك القرية كنا داخل اليمن. ويسترسل الفيفي: «دخلنا عن طريق الحدود إلى قرية لا أعرفها، قرية حدودية، لكن من الأشخاص الذين معنا يمنيون، ومرسلون فقط وهذا الذي أعرفه، من عوام الناس، يعني من أصحاب القرية، عن طريق الأموال، ففي اليمن تستطيع أن تفعل هذا الشيء، فذهبنا إلى بيت، جلسنا فيه.. تقريبا لم نكمل ساعة، إلا وحضر أشخاص دخلوا علينا، طبعا تابعون للتنظيم، ملتحون، معهم أسلحة، وأعطونا بعض الأسلحة لأنهم، سلحونا في نفس المنطقة الحدودية هذه، ثم أخذونا بالسيارة، فذهبوا بنا إلى منطقة قبيلة (وايلة) التي تعتبر في منطقة صعدة، أو تابعة لصعدة، وأثناء خروجنا واصلنا السير في الطريق ما يقارب ساعة أو أكثر، يعني كانت الفترة طويلة (3 - 4 ساعات) تقريبا، فكانت المنطقة أصلا مشتعلة، يعني منطقة قتال، كانت مشتعلة من قبل الحوثيين وكانوا مسيطرين على المناطق مع الحكومة.. يعني ما كان هناك أمن في تلك المناطق تماما، لذلك سلحونا من قبل، بحيث لو صار هناك شيء أو حاجة يكون معك سلاحك وأيضا هم يريدون عاملا نفسيا، بحيث أول ما تأتي يستقبلونك بالسلاح، وتنقلنا كان سريا تماما، يعني من ناحية السيارات، انتقلنا في 3 سيارات، وكنا خائفين من القبائل وكانت هناك فوضي، في القبيلة إيش عنده لعله من القبيلة الثانية يريد الثأر - فهمت - أو يريد، فيكون هناك، فانتقلنا في سيارة وتمت تغطيتنا بحيث ما يبان أن هناك أشخاصا في السيارة، ونحن لا نعلم إلى أين نحن ذاهبون، فدخلونا في منزل بمنطقة وادي (وايلة) عند شخص تابع للتنظيم، فدخلنا هناك ووجدنا الشباب الذين قبلنا، يوسف الشهري ومن معه، كلهم موجودون، فاجتمعنا في هذا البيت.. القائمون على التنظيم في ذاك الوقت كانوا يريدون استقطاب الناس لبدء التأسيس، فأنا كنت قد بايعت التنظيم من الفترة السابقة، أقصد من أفغانستان على أساس أني مبايع للملا محمد عمر، فيعني أسامة بن لادن بايع الملا محمد عمر، يعني ما احتاج إلى بيعة ثانية هذا في الأصل، علما بأنه حصلت هناك أشياء معنوية، فتم تصويرنا مجتمعين بكاميرا جوال، على أساس أنها بيعة، فواحد يلقي كلمة، بايعنا أبو بصير (وهو شخص يمني الجنسية معروف عند الذين كانوا في أفغانستان من قبل، ويعرفون أنه كان شخصا مرافقا لأسامة بن لادن لفترة 5 سنوات، يعني مرافقا ملاصقا، دائما معه، في أي منطقة يرافقه، فهذا أعطاه نوعا من الميزة، وهو مرافقته لابن لادن)، بالإضافة إلى أن يوسف الشهري كان موجودا، وكان موجودا إبراهيم الربيش من منطقة القصيم، وكان موجودا عدنان الصايغ من الطائف، وعثمان الغامدي، وفي تلك الفترة، وبعد وجودنا في اليمن تقريبا بأسبوعين، جاءنا خبر، فأسماؤنا الحقيقية غير منتشرة حتى في اليمن، وكان كل واحد منا يختار كنيتين في اليمن، كانت أسماؤنا عبارة عن كنى معروفة في اليمن، من ناحية أمنية يعتبرونها، بحيث إن الشخص إذا اعتقل لا يتضح معرفته لفلان أو فلان، الألقاب أو الأسماء الحركية معروفة في أفغانستان، فأصبحت معروفة لدى الشباب، فهناك، أصبحت أو اعتبرت نفسي عضوا في تنظيم القاعدة، طبعا كانت هناك نظرة خاصة، إذا عرفوا أنك من غوانتانامو، واعتقلت وكنت في أفغانستان من قبل، تكون النظرة تختلف، يعني نظرة احترام وقد ترك هذا أشياء كثيرة، لا أخفيك، من قِبل يعني أحيانا يضخمون الشخص، ويزيدونه، وهو أصلا يرى نفسه كاملا عن الآخرين، يعني الآخرين فيهم نقص، لكن بالضبط هذا الذي يشعرون من أن هذا شخص مقصر، أنا المقصر، الشيخ عبد العزيز الحميدي قال إنها تكمل، يعني يشعر بأنه كامل أكثر من غيره، التكمل المزيف - كما قال - هذا الذي كنا نشعر به، لكن هم كانوا يعينوننا، يعني كشخص يسلم على ويعرف أنني كنت في غوانتانامو تختلف المعاملة، يعني تصير معاملة احترام وتقدير ويبدأ يجلّك في كلامك، ويعتبرك قدوة، فهذه الأمور كانت موجودة هناك، فجلست في المنطقة وفي ذلك البيت الذي بايعت فيه ما يقارب الشهر أو الشهر ونصف الشهر، فالوضع يختلف عن أفغانستان رحلتي الأولى، رحلتي الأولى كنت طليقا فيها، أذهب لأي محل، لكن هنا سجن بالاختيار، بمعنى عندك غرفة ودورة مياه، وتسكن في بيت عائلة، ومعي الباقين، لكن العائلة تكون أدوارا، مثلا الشخص رب العائلة من التنظيم، ولم أتجول وكأنها سجن أو على قولهم سجن اختياري، وكنا نطرح مسألة الانتقال إلى منطقة أخرى نستطيع منها التحرك، فكانوا يقولون اصبروا حتى يتم التنسيق، في جميع الأمور هناك موعد معين، فالتحرك إلى المناطق التي ترغبون في الذهاب إليها، ففي تلك الفترة جاءت أخبار عن العوفي أنه سلم نفسه للسلطات الأمنية، وفي البداية قالوا إنهم اعتقلوه، وفي حين آخر قيل إن بعض القبائل باعته، إلى أن استقر الأمر على أنه سلم نفسه». وزاد المطلوب الفيفي في ذكرياته: «طبعا في بداية الأمر كان الأمر غير مصدق، وكان الخبر هو (تسليم العوفي نفسه إلى السلطات الأمنية) عن طريق رسالة جوال، فهناك في تلك المنطقة التي أنا فيها لا يوجد كهرباء، الكهرباء تأتي في أوقات معينة، فجاء الخبر، طبعا أغلبنا ما صدق، لكن بعد فترة أكدوا الخبر، نفس التنظيم أكد المسألة هذه، أنه سلم نفسه، بإرادته سلم نفسه، طبعا هناك ناس قالوا ضعف، كلم أهله وأصبحت المسألة عاطفية، يعني بدوا يبررون هذا التسليم، استخدموا أسلوب التبرير، لكن كان هدف التنظيم أن يكذب الخبر بأي طريقة كانت، فالمبررات التي ظهرت أنه يأتي بمبرر يقنعك فيه، إلا أن الأمر ليس أمرا شرعيا من ناحية مسألة تسليم نفسه، فبدأ كل واحد يشك من وجهة نظره، أنا والله يمكن هذا يسلم نفسه، وهذا يسلم نفسه بالشكل هذا، ففي تلك الفترة أنا كنت أتكلم عن هذا الأمر بالنسبة لي، في تلك الفترة ضقت من مسألة أني لم أخرج من فترة، ففي الأحلام التي كنت أتصورها أجد فيها صعوبة، يوم سلم نفسه، فكرت أنا فعلا بالرجوع إلى السعودية، لكن ما كان هناك وسيلة اتصال، فأول ما وصلنا سحبوا منا كل شيء، حتى جوالي الخاص تم أخذه مني من قبل التنظيم، فعندهم مسألة أن هذا الجوال جاء من السعودية، وأكيد الأبراج مراقبة، بمعنى أنه من الممكن أن يحددوا الموقع، لهذه الأمور سحبوا الجوالات، وكانوا يقولون لنا لا نريد أن نتصل من نفس المنطقة، يعني إذا كان هناك اتصال أو أي شيء نخرجك إلى منطقة ثانية تتصل، وزوجتي لم أخبرها آنذاك أني ذهبت لليمن، لم تكن تعرف أني ذاهب لمنطقة القصيم في عزاء، ومن بعدها يعني ذهبت وأخذتها إلى أهلها، وقلت أنا سأذهب إلى القصيم في عزاء، ولا وضعت عيني في عين بنتي على أقل تقدير، وكنت أنا الذي حمبت البنت ووصلتها، ولكن كان الأمر عندنا كل شيء، هذا الشيء نحتسبه عند الله، من هذه الأمور. بالنسبة للتنظيم بدأ يضيق على الموجودين بعد تسليم العوفي، فأحيانا أتكلم مع القيادات، مثلا الاتصال لم أكن أستطيع أن أتصل في أي وقت أريده، لازم أرجع للقيادات الموجودة في التنظيم، وأطلب منهم الاتصال، وهم يحددون الوقت والكيفية والزمن المحدد لك للاتصال، يعني بدأوا هم يظنون أن السبب تسليم العوفي نفسه كانت بدايتها اتصالات، الوقت ضيق (7 دقائق) للاتصال، في السنة مرتين يعني (6 أشهر) مرة اتصال وجوال ما يكون معك، بحيث إنك لا تستطيع أن تنسق في مسألة أو تفكر في كيفية تسليم نفسك، فالقيادات في بدايات الأمر تكمن في (3 أشخاص) الذين خرجوا في الإعلام مع العوفي، وهم أبو بصير كأمير التنظيم، والنائب سعيد الشهري، والقائد العسكري قاسم الريمي، فالأوامر تكمن فيهم جميعا، الأوامر والنواهي من ناحية التنظيم، حتى في مسألة الاتصالات لازم يرجعون إليهم، فوسعوا في المناطق، يعني أصبح لكل منطقة عليها أمير، وأحيانا يعني يخاف أحد من الموجودين تحته من أن يسلم نفسه، فبالنسبة للسعوديين، فأصحاب غوانتانامو اعتبروا واجهة إعلامية وواجهة دعوية لاستقطاب الناس، وأحيانا كانوا يجلسونك مع أشخاص صغار في السن، وتبدأ تتكلم عن تجربة أفغانستان، وتجربة غوانتانامو، وقد يكون غير مبايع، أو غير تابع للتنظيم، ولكن يحاولون أن يحرضوه بحيث إنه يقدم على المبايعة والانضمام للتنظيم، هذا الدور الذي يقومون به السعوديون في دور مسألة أدوار إعلامية، الدور الإعلامي يركزون فيه على مسألة السعوديين بحيث تكون لجنة إعلامية عليها مسؤول، ولجنة عسكرية وفي لجنة شرعية كانوا يختارون مثلا الشرعيين الذين لديهم، يعني الجوانب، وفي الجوانب العسكرية أصحاب الخبرة في أفغانستان في المجال هذا، السعوديون وصلوا إلى مراحل قيادية في التنظيم غير الأمر المعلن على سبيل المثال، سعيد الشهري هم الأشخاص المهمين بالنسبة بالتنظيم من ناحية العلم في السعودية، يعني اليمنيين يرون أن السعودية منبع للعلماء، وكذا فأي شخص جاء من هناك يرونه ذا حصيلة علمية وأنه مثقف في المسائل هذه ومسائل الكومبيوتر، فجلست تقريبا شهرا ونصف الشهر وأنا طلبت منطقة أبين، المناطق الجنوبية، أبين، أنا رغبتي الخروج إلى منطقة أخرى ليس العمل في اليمن، كالصومال أو أفغانستان أو العراق، أي منطقة من المناطق هذه، بمثابة المحطة، وأيضا طلبت منهم هذا الشيء، فقالوا ما فيه إلا المناطق الجنوبية، يعني الذي يكون هناك منطلق للصومال وللمناطق الأخرى لأنها مناطق حدودية، فاتجهت إلى المنطقة طبعا مرورا على مناطق أثناء الرحلة، لم أتوقف فترة طويلة، كنت في منطقة صعدة التي هي «وايلة» وانتقلنا إلى منطقة الجوف، وجلست فيها تقريبا فترة أقل من أسبوع، نحو أسبوع، ثم انتقلت إلى منطقة مآرب مررت بها مرورا، طبعا طريقة الانتقال هناك، أي شخص من التنظيم من القبيلة هو الذي يستلمك من حدود القبيلة». ويعاود الفيفي في الحلقة المقبلة، الحديث عن تنسيق بياناتهم داخل التنظيم في مسألة التنقلات.. في ظل حدث فرض نفسه، يفصح الفيفي كيف تم التعامل معه داخل التنظيم في اليمن، وهو حدث كان بارزا على الصعيد العالمي، وهو عملية محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف، التي لاقت مصير الفشل، ليجيب عن الكثير من الأسئلة التي يمكن أن تدور حول تلك المحاولة الفاشلة. الشرق الاوسط |
||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|