تحرش المدبر وعصّب قومه ( وصف المعلّم عبد الحق لهزيمة آل كثير وحلفاءهم أمام القعيطي )

[مسرور]

اقتباس :

أجل أبناء القبائل هم أفضل من يعرف مدلولات مفردات الحرب والسلاح .. كما ان المزارع هو أفضل من يتحدّث عن الإصطلاحات الزراعية وخبيراً في أمور الري وتقسيم حصص المياه في الأودية والمساقي .. فهل عندما نرجع هذا له نكون قد حقّرنا من هو اقل منه درجة في السلم الطبقي الإجتماعي ؟ أنت تعترف بوجود سلم إجتماعي بغض النظر عن تركيبته .. لذا فإن لكل شريحة إجتماعية من هذا السلّم نمطها المعيشي المتكامل ولها أبجديتها الخاصة التي تتوافق مع ذلك النمط الحياتي . فلا مجال في هذا المقام لتحقير شريحة محددة .

asterkey
أنظر لما ميزته ( أنا ) باللون الأحمر من تعقيبك الأخير .

أبناء القبائل ( وأعني بهم من حددتهم أنت ) وأسبغت عليهم نعمة الخبرة في مجال السلاح والحرب والقتال خبراء أيضا في الزراعة وأمور الري وتقسيم حصص المياه في الأودية والمساقي .

لتأكيد خبرتهم من عدمها ( هذا إن لم يكونوا موالدة لا يدركون شيئا عن تلك الأمور ) عليك التوجه المباشر إليهم لإستنطاقهم عن مدى فهمهم لـــــ ( الجربه ) و ( الدمان ) و ( المواسم ) و ( الحلي ) و ( القطعه ) وغيره من أمور الزراعة ومستلزماتها .

تحياتي .

[جمال العطاس]

( الجربة - الدمان - الحلي - الذبر - التعنوق ) ليست هذه الوحيدة في القاموس الزراعي الحضرمي !! كما ان ( الوشر - النصع - النذخ - التثوير - التعشير ) وغيرها من مفردات القاموس القبلي .
هناك إصطلاحات ومسمّيات ذات دلالة إندرست لايفقه دلالاتها كثرا من أبناء اليوم .وحتى لايتجه الحوار وجهة أخرى من خلال السجال بين الأخ masterkey والأخ مسرور . أرى بأن يستمر الأخ مسرور في إكمال صياغة هذه الدرة الثمينة !!

للجميع التحية .

[مسرور]

أخي جمال العطاس

لقد جمع المعلم عبد الحق بين كل المتناقضات ... وأمتاز في خضم تلك المتناقضات بالصدق ودقة الوصف في أشعاره وكان يدرك تلك المزية ويفتخر بها على معاصريه من الشعراء الشعبيين .. كان يرى أن جيد الشعر الصادق ليس هو المبني على ذلاقة اللسان ، وأن الشعر الجيد هو الذي يقال سليقة لا الذي يقال بحكم تملّك الثروة اللغوية والإلمام بصناعة القريض ومما قاله في هذا الشان :

كلا كلامه من لسانه وافي = بالصدق ماهو بالذلق في لسانه

وقد اشتهر المعلم عبد الحق أيضا بعدم الخشية من نقد الآخرين في وجوههم ومدح خصومهم أيضا ( ربما أن تشبيه أبوعوض الشبامي له بالدلل ليس في محله كون المعلم عبد الحق لم يكن يسخر بقصد الوقيعة بين الناس كعادة الدلل بل يتطرق للمناقب وما جرى من أحداث ويصفها دون خجل أو حياء أو مواربة ) ومن ضمن ما قاله في حضور آل تميم وغيرهم من أصدقائه وحلفائه قصيدة في خصمهم ، إذ استحق خصمهم في نظره أن تقال فيه قصيدة تشيد بجلائل أعماله منها :

إن قلت قولي للعرب ظاهر = ما بين دوله وعسكر ليس أنا حاذر (1)
وليس أنا مثل من يخفي وهو شاعر = أنا أمدح الخصم لا قد طير سعده حام
من جاء إلى الحدر (2) من علوه وهو يشعر = يمدح به الظني المجروب (3) في المحضر
ولا يسوقه على همدان والعسكر = واحلف يمين ان قولي صيط له وأعلام

لم يكن المعلم عبد الحق طمّاعا وقد عاش فقيرا معدما على عزة نفس وشموخ راس ولم يكن يواري فقره وحاجته بل كان يلقب نفسه في أشعاره بشيخ الفقراء ورئيس الفقراء ويعلم أنه كان يصارع الزمن رغم الهبات الجزيلة التي كانت تزف إلأيه ويوزعها على الذين كانوا أكثر فقرا منه ، فتارة غالبا وأخرى مغلوبا ، وأن البلدة ( دمون ) التي حل بها لا يوجد بها غير رائحة الباروت ، فهو لم يسكنها سعيا وراء الكسب المادي وإنما لنشر العلم لأن التعليم عمل مبرور ويفضي إلى القربى من الله عز وجل وفي ذلك يقول :

نقرأ كثيرا عن المشاهير من الفنانين والشعراء والرسامين والأدباء فنجد بينهم من يغرق في فنه فلا يهتم بأولاده ويتركهم جياعا حفاة عراة وربما كان المعلم عبد الحق من هذا النوع حيث يقول :

لا هم من دنيا ولا قلبي مكلّف بالعيال = إلا مخليها على وجه المهيمن ذي الجلال

ويقول المعلم عبد الحق في قصيدة مدح بها المقدّم عبد القوي بن يماني على موقفه المشرّف في حوادث نهب الشحر على أيدي جنود آل كثير لدى إندحارهم أمام القوة اليافعية وأثناء مغادرة جنود آل كثير للشحر وصل عبد القوي بن يماني من أندنوسيا ونزل في بيت من بيوت إحدى الأسر بالشحر داهمته جماعة من آل كثير الفارين من البلد ولم يكن لديهم علم بوجود بن يماني فيه فدافع عن البيت وصد المعتدين دون أن يصاب أهل البيت بأذى :

شهرته يوم جات أخبار من ناس = فرح قلبي وأخزى لي بليسه
مدحته ليس أنا ياناس قسّاس = ولا للكسوه أبياتي لميسه (7)
وبافضل عليها شامخ الراس = ونفسي للطمع ماهي فريسه

بيد أننا عندما نفحص اشتراطات المعلم نقتنع أنه كان صادقا حينما ينسب إلى نفسه القناعة ولا يشترط في الطلب ولا في الأمل ومما قاله :

لكننا شوف يامن قد حضر يسمع = تبارك التمر في منزلي يوم أقنع
وكل من لاقنع ذي كله ما ينفع = ومن عطاه القليل القى حنق وزرام (8)

لذلك فإن المعلم كانت تكفيه خبزة الخريف والعمامة القطنية أو الكسوة المكونة من إزار ورداء وفي ذلك يقول :

ما قصدي إلا من فرحكم شقّه = باطلع إلى الغنّا وباتردى بها (9)

نعجز عن إيفاء المعلم عبد الحق حقه في هذا السرد البسيط والمتواضع ويصعب علينا نقل ما حوته المؤلفات الموثقة لإشباع نهم القراء والمتابعين عن هذه الشخصية التي أثارت الجدل في عصرها ولا زالت .

تحياتي .



نفس المراجع السابقة




(1) هذا البيت والبيت الذي يليه غير موزونين في نظري
(2) الحدر والحدرا بمعنى واحد وهو أسف الوادي ويقصد به مثاوي آل تميم
(3) المجروب : المجرب
(4) هبّه بهبّه : في صعود وهبوط أي في فقر وحاجة تارة وفي كفاف تارة أخرى .
(5) أي أن شعبه هو الذي تفوح منه ريحة الباروت على الدوام ويقصد به مدينة دمون .
(6) الجربه : حوض النخل أو قطعة الأرض المزروعة
(7) لميسه : ملتمسه ( البيت ضعيف أيضا وغير موزون ) ( هذا رأيي الشخصي أيضا ) ربما لدخول مفردات فصحى عليه غير دارجة في اللهجة المحلية وربماأيضا قلّد أهل يافع وجاراهم في أسلوبهم المشابه )
(8) الزرام : السكوت عن الكلام
(9) الشقه : رداء طوله سبعة أذرع يتردى به المقادمة والمشايخ

[تاريخ معاصر]

نقل جميع ونقاش ورائع للأخوة مسرور وأبو عوض الشبامي و masterkey وجمال العطاس أحييهم على اهتمامهم بالتراث وبسرد مؤلفات المعلم عبد الحق الشعرية ونطلب منكم سرد المزيد منها , ويا ليت نتعرف على معاني المفردات القديمة التي في أشعار المعلم فهذا الجيل فعلا لا يفقه معاني ومدلولات تلك الكلمات القديمة ولدي معلومة مهمة بما أن الحوار عن هذا الشاعر , وهي عن بعض المعلومات التي وردت في كتاب المعلم عبد الحق لبامطرف فقد جمع بامطرف رحمه الله معلومات كثيرة جدا عن هذا الشاعر منذ العشرينات من القرن الماضي فقد التقى بامطرف بمختلف الشرائح التي لها علاقة بالشاعر المعلم عبد الحق واستسقى المعلومات منهم كالسادة وآل تميم وغيرهم , ولكن للأمانة التاريخية لهذا الموضوع فالمؤرخ بامطرف لم يلتق بأحفاد المعلم , وأنا أحد أحفاد المعلم , فعندما كتب هذا الكتاب الرائع عن الشاعر , تم إبلاغ المؤلف بطريقة ما بأن أحفاده انقرضوا وهذا غير صحيح حيث كان لهم وجود في مناطق مختلفة من حضرموت لذلك نحن أحفاده تفاجئنا بمعلومات نسبه التي وردت في كتاب المعلم عبد الحق لأنها غير صحيحة إطلاقا وتم تزييف نسب المعلم عبد الحق لإخفاء معلومات تاريخية مهمة عن أحفاده وعن تاريخ حضرموت بشكل عام كما أن ديوانه أيضا أخفي لذلك الغرض وليس كما يقال في هولندا , فإخواني فليس كل ما يكتب وينشر يعتبر صحيحا فهناك أناس مختصين في تزوير التاريخ وإظهارها للناس كحقائق وتكتب لنا ونقرأها ويتم نشرها وإشاعتها على أنها معلومات صحيحة وهذا فعلا ما حدث للشاعر المعلم عبد الحق , نرجو من الإخوة المهتمين بالتاريخ أن ينتبهوا في كل ما يدونونه فهذه أمانة في أعناقنا جميعا ويجب أن نحافظ عليها بكل صدق وأمانه وإخلاص , جزئية الخلاف في كتاب بامطرف رحمة الله هي في المعلومات الشخصية التي كتبت عن سيرته الشخصية من حيث نسبه وزواجه وأولاده كلها معلومات خاطئة وغير صحيحة وقد تم التحقق من ذلك مع بني تميم حلفاء الشاعر عن ذلك الموضوع ولذلك أحببنا نقلها للفائدة التاريخية. ومن رغب بمعلومات موثقة وشخصية أكثر عن الشاعر فعليه بقراءة ديوانه بتمعن.

[تاريخ معاصر]

لا يوجد ردود أين مشاركة الإخوة أين أبو عوض الشبامي ومسرور و master key وجمال العطاس أين ذهب الجميع اختفيتم فجأة أكملوا الموضوع الرائع الذي بدأتم به عن شخصية المعلم عبد الحق وقصائده هذه فعلا دره ثمينه يحتاج من ينهل منها ويسبر أغوارها فهذه الشخصية كنز تاريخي لأبناء حضرموت مهما كتبنا وناقشنا وتجادلنا سنظل نشعر دائما بالنقص في إيفاء هذا الشاعر حقه.
ونحن مع قاله الاخ masterkey بان النقد الهادف والبناء وخاصة في النقاش الأدبي ضرورة تمليها طبيعة ما يطرح من قضايا وهموم ... وكون الصفحة بعيدة عن التناحر السياسي والطائفي والمناطقي وتعد كما يبدو للجميع صفحة تراثية فنية صرفة ولا مجال فيها للمهاترة لتغليب نظرية على أخرى
وبالرغم من أن أبو عوض الشبامي دائما متمسك بآرائه المغلوطة عن المعلم عبد الحق ولا يحاول يتقبل الرأي الآخر ولا يعرف أن هناك الكثير من الأقلام تكتب وتقرأ بدون لا تفكر وتمشي مع المواضيع التي يتم تسويقها بدون معرفة وعلم ولا تحاول حتى تبحث عن الحقيقة أو تتجاهل الحقائق على حسب الرغبة , ألا تعرف أبو عوض الشبامي أن تاريخ حضرموت زور حسب الأهواء والمصالح بين القبائل منذ مئات السنين ومازال هذا التزوير قائما إلى يومنا هذا في كثير من الكتب التي نقرأها وأصبحت هذه الكتب تسوق الغث والسمين ألا تعرف أن تنقيح الكتب القديمة هو عبارة عن تزوير في حد ذاته وللأسف صار لا يوجد هناك مصادر تاريخية موثقة عن تاريخ حضرموت بسبب التنقيح الحاصل في الكتب.
بالنسبة إلى الشيخ المعلم عبد الحق نحن أبناء حضرموت نعرف تماما انه تم تزوير الكثير عنه وعن تاريخه وعن نسبه وحتى قصائده وهذا لا شك فيه وكثير من الناس تعرف هذا ولكن تحاول تتجاهل الحقائق وتمشي مع القطيع الذي يقوده الراعي في الاتجاه الذي يريده .
تقول بعض الأساطير انه حدث خلاف بين المعلم عبد الحق وأولاد عمه في يافع وانه انفصل عنهم بسبب ذلك الخلاف والذي ورد ذكره بصورة واضحة في قصيدة الشيخ عبد الله بن صالح النقيب وجواب المعلم على تلك القصيدة وتقول الأسطورة إن هذا الخلاف استمر لفترة طويلة ولم تجري أي محاولات بعد ذلك من قبل بني تميم حلفاء المعلم عبد الحق لإعادة العلاقات الأخوية وترطيب الأجواء بينهم.
وفي أسطورة أخرى تقول أنه في سنة 1947م في بلدة دمون بلدة المعلم عبد الحق قال أحد المقادمة من بني تميم وهو الشيخ سالم بن عوض بن سلمه مقدم بيت آل سلمه رحمه الله وهو شيخ القبيلة التميمية التي حالفها المعلم عبد الحق, قال المقدم سالم بن عوض عن المعلم عبد الحق : ورغم الشجاعة التي عرف بها المعلم عبد الحق فقد كان جم التسامح لا يحمل الحقد ويغفر الزلة وينسى الإساءة (وانتهى هنا حديث المقدم).
وهذا الأسطورة تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن المعلم عبد الحق نسى الإساءة وكان متسامحا ولم يحمل حقدا على أحد وهذا واضح في أشعاره وقصائده وبينه المقدم سالم بن عوض رحمه الله .
نرجو من الإخوة المشاركة بأي معلومة أو أسطورة عن هذا الشيخ حتى تعم الفائدة على الذين لا يعرفون عنه.