هوامش على أشعار السيد الوزيرحسين بن حامد

[عمر خريص]

جهد جميل ورائع الذي بذله وقدمه لنا أخي الاستاذ محمد سالم باحمدان في كتابه ( من أشعار السيد الوزير حسين بن حامد المحضار (1865ـ 1927م) وزير الدولة القعيطية في حضرموت ) ذلك الجهد لم يكن ليظهر لولا همة وجد ومثابرة اخي الباحث محمد باحمدان فله الشكر على ماقدمه والشكر أيضا لكل من ساعده بسخى وعلى راسهم السيد الفاضل محمد بن عبداللاه بن حسن المحضار ، والكتاب يعد اضافة شعرية وتاريخية للمكتبة الحضرمية بالذات ، وبمناسبة صدوره سوف نكتب هنا بعض الهوامش على متنه بما ماياتي به النص أو المقال او مايعني لنا ان نعلق عليه أثرا للنصوص وزيادة في الاستنارة والتساؤل أيضاً عن مافاتنا معرفته لنعرفه من قبل اخوتنا المهتمين بالتاريخ والتراث الحضرمي .
قال باحمدان (ص6) ( إن أشعار السيد المحضار كانت ـ ولا زالت ـ جزء من التاريخ الحضرمي )
اقول صدقت .. فمكانت السيد الوزير (وهو بمثابة رئيس الوزراء الآن ) لا تغيب عن باله وخاطره أمور السياسة وتثبيت دعائم الدولة الفتية القعيطية وهو الذي نذر نفسه لخدمتها وتوطيد ملكها وقمع شوكة أعداءها فكان له القدح المعلي في ادارة الصراع السياسي داخل المجتمع الحضرمي .. وما مجمل شعره الا محصلة ذلك الواقع السياسي الذي لعب الدور الاكبر فيه هو نفسه .. فربما تغيب عن شعره في بعض الأحيان جمال الصورة الشعرية ولكن الواقعة التاريخية والحكمة تبرز في متنها وتصل القصيدة الى هدفها في أيسر الطرق .. وليس هكذا كل شعره فبعضة يكاد مغرق في الرمزية لا يعرفه ويفك أسراره الا من عرف بالواقعة التي تدور حولها المساجلة او من ردود الشعراء جوابا كل منهما للآخر .
في قسم المساجلات : جاءت مساجلة السيد محمد بن أحمد المحضار مع السيد حسين ، قال السيد محمد :ـ

ياحمول الشب وبش بايشلك = كودنا شلك لما التحيه
ياكريم العفو ضيفان فضلك = لب بحورك فايضه بالعطية

في مقتبل شبابنا كنا نردد مع فرقة الانشاد بعدن أغنية شهيرة مطلع هذا البيت (ياحمول الشب وبش بايشلك = كودنا شلك لما التحيه) ومنها هذا البيت الجميل ( ليتنا المارود وأنت المداوي = لادخلت الدار تسأل عليا)
وفي امثالنا الحضرمية ( غلي الشب بتكسيره) وهذا المثل اورده الاستاذ بامطرف في كتابه (معجم الامثال والاصطلاحات العامية المتداولة في حضرموت ) قال في ص 263( الشب : ملح معدني ثقيل الوزن رخيص الثمن يستعمله الصباغون والحدادون وصاغة الذهب والفضة ، يضرب هذا المثل للشخص الذي تود الاتصال به طلباً لعونه ولكنه سوف يكلفك معاناة التردد عليه لمدة طويلة لقضاء حاجتك .
ولا نعرف هل البيت الاول من نحت السيد محمد بن أحمد المحضار وعليه بنى صاحب الاغنية كلامه أم هو لاخر سبقهم فكان كلا منهما بانياً عليه .

مابنا قدرة بقهرك وعدلك = وإن بليت العبد جاء في البلية
والوسيلة ربنا خير رسلك = مصطفاك الطهر خير البرية
قام بك مخلص بفرضك ونفلك=والشريعة دوب بيضاء نقيه
صل ياربنا كر في لك = خص ذاته منك بازكى تحيه

المطلع البيت الاخير غير مفهوم وليم يستقيم ولعل هناك خطاء في الصف او النقل نرجو التصحيح .

والكسا وأهله ومن حبهم لك = أمنا الزهراء البتول الرضيه
قد ورد عنك انها خيرة أهلك=والوصي وأبناه أهل المزية
ياكريم الوجه ذا العبد يفتك = من ذنوبه والزلل والخطيه
رب سالك لي لك الجود سالك=ياعظيم الفضل رب البريه
بالحبايب اهل عمد المبارك=مرحبا حيا باهل المزيه
عبد الرحمن البرط كيف حالك=ياحسين الوصف رين السجيه
والخضر والياس قابض بيدك =قل لعلوي باتجي معنويه
عاد في العقبة ملاوي ومظنك=عقبة الرحمن ماهي وطيه
من سرح فيها يضلي مهلك=وان زنع خلوه وحده هميه

انتهى بدع السيد المحضار واحدى عشر بيتا في القصيدة في الحمدله والشكر والصلاة النبي والثناء عليه صلى الله عليه وسلم وعلى آل البيت الطاهرين .. ثم الابيات الاربعة الاخيرة فيها اغراض القصيدة ..
ونحن نسأل من هو هذا عبد الرحمن (البرك) الرسول من جاوه الى حضرموت وما سر هذه الابيات الاخيرة المغلقة والمؤغلة في رمزيتها .. هل ياترى لها اشارة الى الفتنة الحضرمية الشهيرة في اندونسيا .. ؟ .
ومن جواب السيد حسين بن حامد نستشف بعض مما ذهبنا إليه .. قال في رده

:ـ

قال بو طالب قليبي تحرك=ودموع العين مثل النشيه
منها تجري كما السيل لافتك=بايسقونه الى العامريه
شاقتي ذا القول من قلب منهك=دوب وقته في الصفات العليه
من حبيب القلب عمي وعمك=يوم له من سار مده بطيه
حل في جاوه على خير مسلك=مادرينا أيش هذه القضيه
قل لبو علوي توجه الى أهلك=طالت المده عليهم شويه
والوطن مشتاق والقلب منك=بانشوفك قبل تأتي المنيه
والقويره وأهلها في اشتياقك=يذكرونك صبحهم والعشيه
القويره ذي لها شان عندك=والمحبه السابقة والهويه
واللفالف لا يهمون قلبك=كلهم في اليد قبضه بتيه
بانشل الحكم من تحت رجلك=من دولنا والقبل والرعيه.

انتهى جواب السيد حسين بن حامد .. ولكن لم يفتتح لي معتى البيت الاخير من جواب السيد ..
ولو كان هكذا (بانشل الحكم لا تحت رجلك=من دولنا والقبل والرعيه ) لكان المغزى مفهوم .. والله أعلم

ولنا متابعة مع .. فانتظرونا .

[بن احمد]

في الانتظار يابو محمد سلمك الله ورعاك لا تطول علينا

[عمر خريص]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بن احمد [ مشاهدة المشاركة ]

في الانتظار يابو محمد سلمك الله ورعاك لا تطول علينا

شكرا اخي ابن أحمد
وآسف لاتشغالي وتأخري عنكم .. وسوف اواصل معكم ان شاء الله .
الف شكر لك .

[أبوعوض الشبامي]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو محمد الشحري [ مشاهدة المشاركة ]

شكرا اخي ابن أحمد وآسف لاتشغالي وتأخري عنكم .. وسوف اواصل معكم ان شاء الله . الف شكر لك .

صار من المؤكد للجميع أن السيد حسين بن حامد المحضار قد توفى سنة 1927م أي قبل قيام الحرب العالمية الثانية بأعوام عدة ، ولكن هنا من يكتب في اضاءات خافته ويصر أن للمحضار مساجلة هو والشاعر عايض بلوعل اثناء الحرب العالمية الثانية ، وهذا لعمري من الحمق والغباء وقلة ادراك ومعرفة بالتاريخ ، فقد تعودنا من كاتب الاضاءات مثل هذه المزاعم حين زعم ايضا ان السيد حسين بن حامد المحضار قد عارض قصيدة صلاح الأحمدي بقصيدة ذكرها لنا (( ربما أرسلها من البرزخ )) .

عموما أشير الى أن صوت (( ياحمول الشب )) من الأصوات اللفكلورية الحضرمية القديمة وهو من الحان (( الحداء )) الخاص بالجمالة . وقد نظم بعضا من المحضاير ابياتا على ذلك اللحن وهو عبارة عن معاتبات اخوانية بينهم .
وتغنى المنشد الشعبي (( يسلم دحي )) بكلمات المحضاير .

وايضا اشير الى أن الشاعر خميس سالم الكندي قد نظم ابياتا على نفس الصوت منها البيت الذي يقول فيه:

(( ريتنا المارود وإنته المداوي .......... لاضويت الدار تنشد عليا ))

وسجلت فرقة الأنشاد العدنية كلمات الشاعر خميس الكندي على لحن صوت (( ياحمول الشب )) في إذاعة عدن

لذا وجب التنبيه والاستدراك.





,

[سالم علي الجرو]

اقتباس :

قال باحمدان (ص6) ( إن أشعار السيد المحضار كانت ـ ولا زالت ـ جزء من التاريخ الحضرمي )

يبدو لي أنها جزء من التاريخ السياسي الحضرمي ، ذلك أنّ معظم أشعاره تعبر عن رأي الحكومة وموقفها وسياستها العامّة ، ولمّا أن الحكومة غير مستقلّة فربّما عبّرت قصائده عن حكومة سياسة صاحبة الجلالة .
هنا ستحضر قصائد أخرى في الإتجاه المعارض لتكتمل دائرة التاريخ السياسي الحضرمي في الشعر الشعبي .
من الشعراء:
صلاح أحمد القعيطي
عائض بالوعل
ابن عبيد الله
وآخرون

أرجو من أخي أبي محمد الشحري أن يرشدني إلى الطريق الذي عليّ أن اسلكه في الطرح بحيث يظل التماسك والترابط بين الموضوع الأساس القيّم وما سوف نطرحه من ثرثرة ، بعيدا عن محاليل الطمس والتّأكسد ، التي بدت تتسرب إلى الداخل.
كما أطلب من الإدارة ومن المشرفين أن لا يدعوا كلّ مشاركة تمرّ دون تقييم ، حتى يتبيّن العبث من الدّلال والهلوسة ومن الجدّية والفوائد .
في انتظار خارطة السير من أستاذي: أبو محد الشحري ( شهر مبارك ، ومن العائدين ، وآنست ، ويا حيّا بك ).

[عيون المكلا]

سلسة بعضها من بعض .
متابعة هنا بشئ من التروي والتدقيق ولي في متابعتي مآرب ثقافية أخرى .
يعطيك العافية على ماتقدم والشكرموصول للكاتب باحمدان ..هي المكلا هكذا شمعةحضرموت .

[سالم علي الجرو]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم علي الجرو [ مشاهدة المشاركة ]

يبدو لي أنها جزء من التاريخ السياسي الحضرمي ، ذلك أنّ معظم أشعاره تعبر عن رأي الحكومة وموقفها وسياستها العامّة ، ولمّا أن الحكومة غير مستقلّة فربّما عبّرت قصائده عن حكومة سياسة صاحبة الجلالة . هنا ستحضر قصائد أخرى في الإتجاه المعارض لتكتمل دائرة التاريخ السياسي الحضرمي في الشعر الشعبي . من الشعراء: صلاح أحمد القعيطي عائض بالوعل ابن عبيد الله وآخرون أرجو من أخي أبي محمد الشحري أن يرشدني إلى الطريق الذي عليّ أن اسلكه في الطرح بحيث يظل التماسك والترابط بين الموضوع الأساس القيّم وما سوف نطرحه من ثرثرة ، بعيدا عن محاليل الطمس والتّأكسد ، التي بدت تتسرب إلى الداخل. كما أطلب من الإدارة ومن المشرفين أن لا يدعوا كلّ مشاركة تمرّ دون تقييم ، حتى يتبيّن العبث من الدّلال والهلوسة ومن الجدّية والفوائد . في انتظار خارطة السير من أستاذي: أبو محد الشحري ( شهر مبارك ، ومن العائدين ، وآنست ، ويا حيّا بك ).

لا شك أن قلمكم يا أستاذنا الفاضل ، سيكتب: ( بعض الهوامش على متنه بما ماياتي به النّص أو المقال او مايعني لنا ان نعلق عليه أثرا للنصوص وزيادة في الاستنارة ......... )
، وهذا ما نترقّبه ، ونعتبره المسار الأساس غير قابل للتعقيب ولا المشاركة ، فهو متروك لكم ، ولكنني في الجزئية المتعلّقة بالتاريخ السياسي إستحسنت السير بمحاذا الموضوع في اكتمال صورة الفعاليات الشعرية نحو توثيق الفعاليات السياسية وقتذاك بدلا من فتح موضوع مستقل ، ولذلك رجوتك في إرشادي ( إلى الطريق الذي عليّ أن اسلكه في الطرح بحيث يظل التماسك والترابط بين الموضوع الأساس القيّم وما سوف نطرحه من ثرثرة ) .
في انتظار السماح لنا شريطة أن لا نشتت جهودكم التي ستكون مثرية بلا شك .

[سالم علي الجرو]

عفوا أستاذي أبو محمد الشّحري ، الخاطرة لا تتحمّل الإنتظار الطويل

اقتباس :

وهو الذي نذر نفسه لخدمتها وتوطيد ملكها وقمع شوكة أعداءها فكان له القدح المعلي في ادارة الصراع السياسي داخل المجتمع الحضرمي .. وما مجمل شعره الا محصلة ذلك الواقع السياسي الذي لعب الدور الاكبر فيه هو نفسه

ـ 1 ـ

السيد حامد حسين المحضار ( الوزير )
شرطيّ

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

سيظل السيد حسين حامد المحضار علامة يدور حولها الجدل كلما قلّبنا صفحات التاريخ الحضرمي ، وكلّما شرع قلم يكتب عن هذه الهامة .
فهو السيد الجليل ، العلوي ، وهو الوزير القوي ، وهو ابن حضرموت الوفي ، لكنه عمل إلى جانب الإنجليز وليس الأول وليس الأخير.

شخصيته ذات النفس الرّوحي جعلته في الصّدارة ومحل تقدير ومهابة . إقرأ لهذا الشيخ البدوي ، وهو يتألم من حسين الشّرطي:

حبيب كثرت عالبدو الثقال= لهم وقايع كما موت السّكات
خادمك سالم رسلني في عجال =من نسل باسجله البدو الثّقات

وكذلك أسلوب الشاعر عائض بالوعل:

حبيب كيف الهرج والنطق العكي=كسرى وقيصر ما حوت عالدائرة

والشاعر صلاح أحمد القعيطي ، يخاطب الوزير ولم ينس أنّه شخصية اجتماعية هامّة تنتمي إلى دوحة ذات صفة دينية وصبغة روحانيّة لدرجة أنّ تنازل عن حقّه الشّخصي ولم يتنازل عن حق الوطن .

ذا فصل ياحيّا عدد أبيات بلغت في الوجود=بلغت إلينا ماعرفنا من محب أو من حسود
راعي المجورة لا تخنْبقْ عاد للشارة ردود=

عودة إلى الشيخ باشعفين:

بمنتهى الأدب ومنتهى التّواضع يخاطب هذا البدوي شخصية يعرف أنّها تربوية في الجانب الرّوحاني ( هذا أيضا تاريخ ) .
الشيخ البدوي مسكن وعرف وتقاليد ، لكنّه يعي ، وللأسف إنّ جانب الوعي وتوقّد الذّهنية البدوية لم يدوّنها التاريخ ، إقرأ:
واقبض طريق الشرع ذي تبلغ بها خير المنال=من عزة المولى بعزة عادلة في الناس دال
ما نا طلب مولاي لي يعطي عطاياه الجزال=من فتنة الّدجال لا ياالله تجنبنا الضلال
وسحرة فرعون يا كم جمعوا له من حبال=غروه ما قادوه هلكوا كماهم راحوا كلال
بدويّ يقرأ القرآن وإن لم يقرأ فاستمع إلى القرآن .
( وهذا تاريخ ) . ولو لم بكن لوزير سيّدا لكانت لهجة الخطاب الشّعري أخرى ، ولدوّتن صفحات مغايرة
لا نود الإستغراق طويلا في شخصيّة السيد حسين العلوي الهاشمي ، وهي التي لعبت دورا كبيرا في توطيد حكم الإنجليز بحضرموت ، سواء من خلال إرهاب الكلمة الشعرية أو إرهاب القوّة العسكريّة . قال مخاطبا الشاعر عائض يالوعل ، محسوب على الدولة الكثيرية:

اليوم يوم السعد والحظ القوي=يوم الظّفر جبنا كرامة ظاهرهْ
جبنا السفينة من ركب فيها نجي=ومن تأخر بايقع في الداهيهْ
أموال في خزنتي ورجالي معي=ما تختفي مثل الشموس الظاهرهْ
ومن عصانا اليوم بكرة بايجي=تائب ويمشي في الطريق العابرة

لم يكن المشهد السياسي في عهد السيد الوزير في صورة مغايرة لأيّ مشهد سياسي من حيث السمات العامة يرسمه محتل كأن يبرز قوى يمجدها القلم ويخفي أخرى في مجاهل التاريخ ، والمحتل معلوم عنه أنه يستعين بقوى في الداخل مختارة ومنتقاة ذات تأثير قوي روحي ومالي واجتماعي وذراع حديدي، تمثّلت في شخصية السيد الوزير ، ونحن هنا لا نعيبه بقدر ما نسعى إلى الإلمام بالتاريخ من كافّة جوانبه حتى لا نحصره عند شخصيّة معيّنة أو نأخذه عبر أيّ قلم ووجهة نظر ، والتاريخ لا يقبل العواطف والإستدراج . نحن إذن نتاول تاريخ وليس شخصيات ، والتاريخ تصنعه شخصيات وهذا قدر السيد الحبيب أن يكون في دائرة hالبحث والدراسة كشرطي بدليل أنه يختلف مع العلامة ابن عبيد الله اختلافا كبيرا ومع كثير ممن رموز المعارضة .

الشيخ الحامدي السيباني سالم باشعفين يشكو الشّرطي إلى السّيد العلوي:

والهاشمي في كلامه يوم قال = في الملح زيّد وقصَّر في النَّبات
حبيب كثرت عالبدو الثقال= لهم وقايع كما موت السّكات
في راس عقرون ذي قام القتال=تحقيق ما قلت عندي به ثبات
خادمك سالم رسلني في عجال =من نسل باسجله البدو الثقات
شعفين جده ومسكنه الجبال=نسبته يا حسين من كهلان جات
واعذر وسامح ترى لي عقل مال=شيبة وعاجز ومن جمع الجهات
ولا تلوم المعنى المعنى يوم قال= ذلا كلف يوم شاف المكرهات

السيد انكرني من اهلي والقرابــة والعيال=من دوعن انكرني ومن سيبان درعي والدهال
لي مال في عقرون نا وقسيم في ذيك الجبال=والشيخ يشهد لي وتشهد لي غلوبة با حبال
أرضي من الموجح الى سوط القثم لي فيه مال=وليس تنكرني ونا مـن روس حلان الجبال
بدوي من الهوته ونا أصلي من الناس الدُّوال=حد يمدحه صادق وحد يقبحـه ما هذا مقال
لا ذا يجب منه ولا نعذره من بعض الخصال=يبقى جليل القدر عند الناس محمود الفعال
هذا كلام الصدق خذ قول النصيحة ذي تقال=أهل البدع والظلم تركهم ترك قيلا وقال

واقبض طريق الشرع ذي تبلغ بها خير المنال=من عزة المولى بعزة عادلة في الناس دال
ما نا طلب مولاي لي يعطي عطاياه الجزال=من فتنة الّدجال لا ياالله تجنبنا الضلال
وسحرة فرعون يا كم جمعوا له من حبال=غروه ما قادوه هلكوا كماهم راحوا كلال
ذكرت لي في البنت يهنأ من تزوجها حلال=قدومها عالزوج منحوسة عقوبتها وبال
وذي عقد من قبل هذا يا حبيب كيف زال=ظهر لكم باذيل نجم النحس وحسبته هلال
عيَّدت له تحقيق وفرحتوا بشوفه والخيال=واعذر وسامحني ونا مملوك لك حالي ومال

[سالم علي الجرو]

ــ2ــ

إذن الشيخ با شعفين لا يجهل الدّين بدليل أنّ أبياته التي أرسلها إلى السيّد الوزير تطعّمت بمفردات وجمل أساسها القرآن ، ولعله يشير من طرف خفي أننا نعلم يا سيّد المحجّة البيضاء ، لكنها المناصب والمنازل التي توجب الخطاب المناسب إلى الرّجل المناسب ، لكننا وللأسف ننظر تاريخيا إلى مثل هذا الشيخ بأنه رأس عنيد يقود أو يؤثّر في مجموعة خارج دائرة التاريخ ، وهذه ظلم في حقهم وظلم للتاريخ ، ومن ينفي فعليه بالإثبات أنّ كتّاب التّاريخ والباحثين إلى اليوم أنصفوا في كتاباتهم لهؤلاء . لا نريد مديحا لهم ولا إطنابا ، نريد إدراجهم في مكانتهم اللائقة كرجال يحبون تراب وطنهم ، يدافعون عنه بالعقل والحكمة .
وعليه نأخذ بالقياس ما غمرته الأقلام والعواطف من حقائق وومضات في التاريخ الحضرمي . الشيخ صلاح أحمد القعيطي الذي كان يتابع قضيّة الوطن ومشاكل الجاليات الكبرى من خلال قصائده التي غالبا ما تأتي المبادرة أو ما يسمّى بـ: ( البدع ) ، ولا تخرج عن الإحتجاج أو الإستنكار أو اًلاصلاح ، وتدخل في إطار الحوار والمعارضات الشعرية مع رموز سياسية وزعامات عشائريّة وشخصيات اجتماعية في الداخل الحضرمي وخارجه . ( هذه أيضا صفحات من التاريخ الحضرمي إن لم تكن مجهولة فهي ملطخة بالسواد .

قلنا ونقول أن الصراع السياسي حينها كان مع محتل يخاف من المعارضة فوصمهم بقطّاع الطرق ، فأين ابن عبدات من قطّاع الطّرق عندما نزلت نوازلها على مدينة الغرفة؟
نزلت على البدو في الشعاب ضربات جوّية قويّة على منازل بدائيّة وعلى أناس عزّل من سلاح إلاّ من بندقيّة قديمة .

قال السيد الوزير في قصيدة أرسلها إلى ابن عبيد الله إبّان الحملة على ابن عبدات:

سالم وعامر والمدافع والعجلْ=سرحت وقيدوم العرب بو سالمين
ويافع الثّقلين يا كمّ بطلْ=والحاشية هدّه على دار اللعين
ما اليوم قام العدل والباطل رحلْ=قم يا المعنّى بشّر الناس أجمعين

إنهّ الجزء الهام من تاريخ الصراع السياسي الذي دوّن في قصائد الشاعر السيّد الهاشمي ، الوزير ، لكن التاريخ يكتمل بسماع صوت المعارضة ، فهذا سيّد علويّ هاشميّ ، هو الشّاعر: سالم بن عبد القادر العيدروس .لنقرأ له التّمجيد في ابن عبدات:

توّك إلى الغرفة ونعم القاهرة خيرة بلدْ=ذي قهرت أعداها ومن جاها رجع خايب شرود
وادْخل إلى حضرة ملك ضرغام رِدْ مع من وردْ=وتكون متأدّب حضورك في صورك والورود

..... الخ المديح والإطناب

إننا نقرأ انقسامات ، وهي محطّة هامّة من محطّات التاريخ الحضرمي.

[سالم علي الجرو]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم علي الجرو [ مشاهدة المشاركة ]

عفوا أستاذي أبو محمد الشّحري ، الخاطرة لا تتحمّل الإنتظار الطويل ـ 1 ـ السيد حامد حسين المحضار ( الوزير ) شرطيّ ــــــــــــــــــــــــــــــــ سيظل السيد حسين حامد المحضار علامة يدور حولها الجدل كلما قلّبنا صفحات التاريخ الحضرمي ، وكلّما شرع قلم يكتب عن هذه الهامة . فهو السيد الجليل ، العلوي ، وهو الوزير القوي ، وهو ابن حضرموت الوفي ، لكنه عمل إلى جانب الإنجليز وليس الأول وليس الأخير. شخصيته ذات النفس الرّوحي جعلته في الصّدارة ومحل تقدير ومهابة . إقرأ لهذا الشيخ البدوي ، وهو يتألم من حسين الشّرطي: حبيب كثرت عالبدو الثقال= لهم وقايع كما موت السّكات خادمك سالم رسلني في عجال =من نسل باسجله البدو الثّقات وكذلك أسلوب الشاعر عائض بالوعل: حبيب كيف الهرج والنطق العكي=كسرى وقيصر ما حوت عالدائرة والشاعر صلاح أحمد القعيطي ، يخاطب الوزير ولم ينس أنّه شخصية اجتماعية هامّة تنتمي إلى دوحة ذات صفة دينية وصبغة روحانيّة لدرجة أنّ تنازل عن حقّه الشّخصي ولم يتنازل عن حق الوطن . ذا فصل ياحيّا عدد أبيات بلغت في الوجود=بلغت إلينا ماعرفنا من محب أو من حسود راعي المجورة لا تخنْبقْ عاد للشارة ردود= عودة إلى الشيخ باشعفين: بمنتهى الأدب ومنتهى التّواضع يخاطب هذا البدوي شخصية يعرف أنّها تربوية في الجانب الرّوحاني ( هذا أيضا تاريخ ) . الشيخ البدوي مسكن وعرف وتقاليد ، لكنّه يعي ، وللأسف إنّ جانب الوعي وتوقّد الذّهنية البدوية لم يدوّنها التاريخ ، إقرأ: واقبض طريق الشرع ذي تبلغ بها خير المنال=من عزة المولى بعزة عادلة في الناس دال ما نا طلب مولاي لي يعطي عطاياه الجزال=من فتنة الّدجال لا ياالله تجنبنا الضلال وسحرة فرعون يا كم جمعوا له من حبال=غروه ما قادوه هلكوا كماهم راحوا كلال بدويّ يقرأ القرآن وإن لم يقرأ فاستمع إلى القرآن . ( وهذا تاريخ ) . ولو لم بكن لوزير سيّدا لكانت لهجة الخطاب الشّعري أخرى ، ولدوّتن صفحات مغايرة لا نود الإستغراق طويلا في شخصيّة السيد حسين العلوي الهاشمي ، وهي التي لعبت دورا كبيرا في توطيد حكم الإنجليز بحضرموت ، سواء من خلال إرهاب الكلمة الشعرية أو إرهاب القوّة العسكريّة . قال مخاطبا الشاعر عائض يالوعل ، محسوب على الدولة الكثيرية: اليوم يوم السعد والحظ القوي=يوم الظّفر جبنا كرامة ظاهرهْ جبنا السفينة من ركب فيها نجي=ومن تأخر بايقع في الداهيهْ أموال في خزنتي ورجالي معي=ما تختفي مثل الشموس الظاهرهْ ومن عصانا اليوم بكرة بايجي=تائب ويمشي في الطريق العابرة لم يكن المشهد السياسي في عهد السيد الوزير في صورة مغايرة لأيّ مشهد سياسي من حيث السمات العامة يرسمه محتل كأن يبرز قوى يمجدها القلم ويخفي أخرى في مجاهل التاريخ ، والمحتل معلوم عنه أنه يستعين بقوى في الداخل مختارة ومنتقاة ذات تأثير قوي روحي ومالي واجتماعي وذراع حديدي، تمثّلت في شخصية السيد الوزير ، ونحن هنا لا نعيبه بقدر ما نسعى إلى الإلمام بالتاريخ من كافّة جوانبه حتى لا نحصره عند شخصيّة معيّنة أو نأخذه عبر أيّ قلم ووجهة نظر ، والتاريخ لا يقبل العواطف والإستدراج . نحن إذن نتاول تاريخ وليس شخصيات ، والتاريخ تصنعه شخصيات وهذا قدر السيد الحبيب أن يكون في دائرة hالبحث والدراسة كشرطي بدليل أنه يختلف مع العلامة ابن عبيد الله اختلافا كبيرا ومع كثير ممن رموز المعارضة . الشيخ الحامدي السيباني سالم باشعفين يشكو الشّرطي إلى السّيد العلوي: والهاشمي في كلامه يوم قال = في الملح زيّد وقصَّر في النَّبات حبيب كثرت عالبدو الثقال= لهم وقايع كما موت السّكات في راس عقرون ذي قام القتال=تحقيق ما قلت عندي به ثبات خادمك سالم رسلني في عجال =من نسل باسجله البدو الثقات شعفين جده ومسكنه الجبال=نسبته يا حسين من كهلان جات واعذر وسامح ترى لي عقل مال=شيبة وعاجز ومن جمع الجهات ولا تلوم المعنى المعنى يوم قال= ذلا كلف يوم شاف المكرهات السيد انكرني من اهلي والقرابــة والعيال=من دوعن انكرني ومن سيبان درعي والدهال لي مال في عقرون نا وقسيم في ذيك الجبال=والشيخ يشهد لي وتشهد لي غلوبة با حبال أرضي من الموجح الى سوط القثم لي فيه مال=وليس تنكرني ونا مـن روس حلان الجبال بدوي من الهوته ونا أصلي من الناس الدُّوال=حد يمدحه صادق وحد يقبحـه ما هذا مقال لا ذا يجب منه ولا نعذره من بعض الخصال=يبقى جليل القدر عند الناس محمود الفعال هذا كلام الصدق خذ قول النصيحة ذي تقال=أهل البدع والظلم تركهم ترك قيلا وقال واقبض طريق الشرع ذي تبلغ بها خير المنال=من عزة المولى بعزة عادلة في الناس دال ما نا طلب مولاي لي يعطي عطاياه الجزال=من فتنة الّدجال لا ياالله تجنبنا الضلال وسحرة فرعون يا كم جمعوا له من حبال=غروه ما قادوه هلكوا كماهم راحوا كلال ذكرت لي في البنت يهنأ من تزوجها حلال=قدومها عالزوج منحوسة عقوبتها وبال وذي عقد من قبل هذا يا حبيب كيف زال=ظهر لكم باذيل نجم النحس وحسبته هلال عيَّدت له تحقيق وفرحتوا بشوفه والخيال=واعذر وسامحني ونا مملوك لك حالي ومال

ملخّص ( 1 ): 1- التأكيد على أن القصيد الشعبيّة الحضرمية تحمل نصّا ومضمونا تاريخيا ، لا يمكن إهماله أو تناوله بالإنتقائيّة. 2- إنّ التاريخ السياسي وتاريخ الصراعات ينبغي تدوينه من كافة المحيط ، ومن مكوّنات عناصر التأثير في الأحداث. 3- إنّ مرحلة سلطة الإنجليز بحضرموت ممثلة في السيّد انجرامز هي مرحلة احتلال ، وكل من عمل مع أو ضدّ سلطة الإحتلال ينبغي أن يدخل التاريخ ، وإحدى المصادر: القصيدة الشّعبيّة للذين عملوا مع أو ضد لأننا نبحث عن تاريخ وليس عن عيوب أشخاص . 4- إنّ النظرة إلى قبائل حضرموت كبادية تعيش في العصر الحجري ، قطاع طرق ، مخلّين بالأمن هي نتيجة حشد إعلامي لسلطة محتلّة ، ويكفي أن نقرأ قصائد شعبيّة من وجهة نظر البدو لتتبيّن لنا صحّة النّظر وصحّة الصورة ، كقصيد الشيخ باشعفين الخالية من مفردات التّفاخر الأعمى والجاهلية ، المفعمة بمفردات الوعي والفهم والدراية بالمحيط ومعنى الحقوق والواجبات من منطلق الفهم الدّيني وعدالة الأعراف والتّقاليد.